رواية عروس صعيدي الجزء الثاني الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو
( عــروس صعيــدي الجــزء الثــاني 2 )
البـــــارت التـــاســـ9ـــع بعنــــوان " بـــدايــــة حــرب "
«« كيــف لــى أن أخـرجــك مــن بيــن ضلــوعـي ،، وأنــت هــو وتيــن العشــق الــذي يحييــنى »»
أسند يده على الكرسي المجاور بصدمة وهو يكاد يفقد توازنه من الصدمة ،، وشعر بضعف جسده الذي يزيد مع كل حرف تنطقه سمره وهى تخبره كيف وضعت المخدر بنسبة كبيرة فى قهوة والده بأمر من سميحة ،، أتسعت أعين عاصم وهو يسمع بأن أخته قتلت عمها ...
جلس على الكرسي بضعف وهى لا يقوى على كارثة أخري تحدث له ،، وألم قلبه تزيد أكثر وأكثر ...
كانت تقف فى الأعلى وهى تراه يكاد يتوقف قلبه من هذه الصدمة فهو تعلق بوالده منذ الصغر وكان أقرب له من أى شخص وبصعوبة تجاوز خبر وفاة بخبر حملها والان خبر مقتله ،، شعرت بشفقة عليه فالمصائب تأتى له فى توقيت واحد ،، منذ قليل هجرته وأبعدته عنه والأن كارثة أخري ..
ظلت تفكر وهى تراه صامتاً يغلق قبضته بصمت ،، لا يقوي على نطق كلماته ،، أيجب عليها مصالحته الآن جبراً لتخفف عنه تلك الصدمة أما تزيد من وجعه بغضبه منها ،، ولكنها تعلم شئ واحد فقط بأنها تريد قتل هذه الحية التى كسرته هكذا ...
شعر بيد تسحبها إلى الداخل ،، ووجدت أمها تغلق الباب عليهم
سألته رهف بفضول لغضبها :-
- مالك ياماما
أردفت شيرين ساخرة من سؤال ابنتها الساذجة ،، قائلة :-
- مالى ،، أنتى مسمعتيش اللى حصل
أردفت رهف بتوتر وحزن عميق يمتلك قلبها على حال حبيبها ،، قائلة :-
- سمعت فى ايه
أرادت شيرين توضيح الرؤية لأبنتها الجاهلة بأمور الصعيد ،، وقالت :-
- في أن جوزك هروح يأخد تار أبوه ويبقى قاتل ،، ويفتح سلسال دم فى العيلة كلها
وقفت رهف بضيق ثم قالت :-
- منتصر مش قاتل ياماما ،، متلوميش منتصر كأنه هو اللى بدأ
وتركتها وخرجت من الغرفة
____________________
جلس رجب صامتاً يراقب الأجواء وكيف ابنة اخاه قتلت عمها وجعلت الدماء تسيل فى العيلة بأكملها ..
والجميع عادوا للبكاء من جديد ،، وقف وخرج من السراية يفكر فى المستقبل القريب الذي سيدمر العيلة بأكملها ...
____________________
دلفت رهف غرفتها بملل ورأته جالس على الأريكة صامتاً وشارد الذهن ،، يفكر كيف ينتقم ..
جلست على حافة السرير تراقبه بصمت وهى حائرة بين عقلها الغاضب منه وقلبها الذي يحن له ويريد ضمه الأن فى لحظة حزنه ..
يفكر فى ما يحدث وكيف جعلته يضرب حبيبته ثم يقسو عليها فى مرضها وبسببها فقد طفله وهجرته حبيبته والان قتلت والده ،، رأت ملامحه الجدية تزداد فى غضبها ووجهها تحول للون الاحمر من الغضب المكتوم بداخله ويغلق قبضة يده بقوة ،، وعيناه تكاد تنفجر من القسوة والغضب ويعتصر قلبه الحزن وهو يتذكر للحظاته مع والده ،، وقف من مكانه وفتح دولابه ومنه أخرج مسدسه وأتجه نحو الباب ،، هرعت رهف له بخوف ووقفت أمام الباب تمنعه من الخروج
سألته بهلع وهى تمنعه من الخروج بذلك السلاح :-
- أنت رايح فين
أبعدها عن الباب بقوة وكاد أن يفتحه لكى يخرج ،، عانقته من الخلف وهو تشد بيديها على خصره بقوة وتكمل حديثها :-
- منتصر بلاش عشان خاطرى،، بلاش تبقي قاتل
أردف بلهجة غليظة قوية تملك نبرة غضب تدل على نيرانه المشتعلة بداخل صدره ،، قائلاً :-
- بعدى يارهف عن وشي دلوج ،، انا لو مخدتش تار ابوي مهبجاش راجل ولا نارى هتبرد
أردفت رهف بصوت رقيق دافئ وهى تشد بيديها على خصره ،، قائلة :-
- القتل مش هيخليك راجل بردو ،، عشان خاطرى بلاش أنا عمرى ماهقدر اعيش معاك وأنت قاتل
أستدار لها ببرود وقال يذكرها بما فعله من أجلها سابقاً :-
- أنا جتلت مشانك زمان ولا نسيت
نظرت لعيناه ودموعه على وشك النزول ،، وأقتربت منه خطوات ثابتة ووضعت يديها على وجهه بلطف وقالت بصوت دافئ :-
- طب بلاش دلوقتى ،، أستن للصبح تكون أتاكدت انها فعلا عملت كدة وتكون هديتى شوية وعرفت تفكر
صمت ولم يجيب عليها ،، أقتربت منه بهدوء ووضعت رأسها على صدره وهى تلف ذراعيها حول خصره وتتشبث به ...
أردف منتصر بصوت مجروح وضعيف عاجزاً عن فعل شئ ،، قائلاً :-
- حتى لو جولتلك أنها السبب فموت ابننا وأنها هى اللى كتبت الورجة دى ،، وبسببها مدت يدي عليكى وجسيت عليكى
صدمة رهف من حديثه ولكنها حاولت قدر الإمكان السيطرة على غضبها حتى تستطيع منعه من تلك الكارثة التى على وشك أرتكبها ...
_____________________
نزلت زهرة صباحاً من الأعلى وبحثت عن سمره بكل ارجاء السراية ولم تجدها ،، رأت رجب يجلس فى الصالون كما هو منذ أمس ،، أقتربت منه بهدوء وقالت :-
- أعملك حاجة ياعمي
أشار إليها بلا
جلست بجواره بهدوء شديد وقالت :-
- أنت زين
أجابها بصوت غليظ ،، قائلاً :-
- زين ازاى والدم والتار هيجروا فى العيلة
هتفت زهرة بحدة وأنفعال ،، قائلة :-
- هى اللى عملت اكدة فينا
أجابها رجب بنبرة هادئة تدل على عجزه من أخذ الثأر ،، قائلاً :-
- بس منتصر مينفعش ياخد التار منها عشان خاطر هاجر انتى ناسية انها متجوزة اخوها يعنى لو منتصر اخد تاره عاصم هيعوز يأخد تاره وهاجر اللى هتروح فالنص
أردفت زهرة بأحتقار ،، قائلة :-
- منها لله هى السبب
_____________________
فتح منتصر عيناه بتعب وجدها تنام بجواره وتمسح على رأسه بحنان ويدها الأخري متشبثة بيده ،، تتأمله بصمت وهو نائماً
سألها منتصر وهو يعتدل فى جلسته :-
- جاعدة اكدة ليه
أبتسمت رهف له بهدوء وهى تجلس أمامه ،، وقالت :-
- الناس بتصحي بتقول صباح الخير
أبعد الغطاء عنه وقام من مكانه ،، ذهبت خلفه وهى تمتم بحديثها :-
- بردو هتعمل اللى فى رأسك
أشار إليها بنعم ودخل إلى الحمام يأخذ دوشه ،، جلست على الأريكة بضيق وهى أكثر شخص يتمنى قتل هذه الحية لتنعم بحياة هادئة مع زوجها ولكن لا تستطيع تركه يفعل شئ كهذا ..
_____________________
وقف عاصم فى غرفة بجوار السرير يتأمل ملامح هاجر وهى نائمة وبجوارها طفلها الرضيع ،، ويتذكر حديث سمره عن أخته وما فعلته بعمها ووالد زوجته ،، خرج من الغرفة بغضب لكى يذهب إلى أخته يقتلها هو بنفسه على ما فعلته ،، رأته زهرة وهو ينزل من الأعلى متجهاً إلى الخارج بملامح مخيفة ...
_____________________
خرج منتصر من الحمام ولم يجدها بالغرفة ،، جلس على الأريكة شارداً فى هذه الكارثة ،، دلفت رهف إلى الغرفة وهى تحمل صنية الطعام ورأته جالساً على الأريكة بشعره المبلل شارداً ،، وضعت الصنية على الترابيزة أمامه ولم يشعر بها وذهبت إلى الحمام وأحضرت المنشفة وجلست أمامه على الأرض ،، فاق من شروده على لمساتها له وألتقت اعينهما معا وهى تجفف شعره بالمنشفة وتجلس على الأرض أمامه ،، ظل ينظر عليها صامتاً توقفت عن ما تفعله ومازالت يدها على رأسه ..
أردف منتصر بصوت مبحوح ملوحاً بخصال من الضعف ،، قائلاً :-
- أنا مجدرش أجتلها ،، مجدرش أدمر حياة هاجر وعاصم واخلج بينتهم حاجز من الدم يارهف وبينهم عيال صغار ،، مع أن نارى مهيبردهاش غير دمها
أنهمرت دموعه بغزارة من عجزه وحيرته بين ثأر والده وحياة أخته الصغرى ،، شعرت رهف بنغزة فى قلبها تؤلمه على سقوط دموع حبيبها وهى ترى يده ترتجف من الضعف ،، قربت يدها من يده وأحتضنتها بها أغلق قبضته على يدها بقوة يريد أن يستمد القوة منها ومن وجودها بجانبه ،، وقفت رهف بصمت وجلست بجواره وأربت على كتفه ،، لأول مرة يشعر بالخوف هكذا ويسكنه الضعف ،، ضمت رهف رأسه إلى صدرها بشفقة على حاله وما أصابه ......
_____________________
صرخت سميحة بهلع حين صفعها اخاها على وجهها بقوة ،، وقالت بصدمة :-
- جولتلك معملتش حاجة ،، والله معملتش حاجة من ده
مسكها عاصم من ذراعها بقوة وقال بتهديد :-
- انتى ايه ياشيخة ،، وصلت معاكى تجتلى عمك ،، سمره جالتلنا على كل وسختك معاها
أقترب وليد منها وجذبها من قبضته ،، أردفت بثقة مصطنعة ،، قائلة :-
- لو أنا اللى عملتها سمره هربت ليه ،، دى بتوجع بينا ،، صدجنى طب انا هستفاد ايه لما أجتل عمى ها هورث منه مثلا ،، فكر شوية ....
صرخ عاصم بها بأنفعال لا يستطيع السيطرة عليه ،، قائلاً :-
- لو طلع ليكى يد فى اللى حصل انا اول واحد هجتلك بيدى ...
أردفت سميحة بتحدي وثقة مصطنعة من حديثها ،، قائلة :-
- ولو طلع ماليش يد مهسكتش على اتهامكم ليا ده واصل ...
____________________
وقف الجميع فى ساحة السراية والحزن يسكن كل ارجاءها كضيف ثقيل يبعثر فى حياتهم ...
سألهم منتصر بأنفعال ،، قائلاً :-
- هربت كيف
أردفت زهرة بدون علم وأحباط ،، قائلة :-
- معرفاش ،، أنا صحيت الصبح ملاجتهاش فى السراية كلتها
أردفت رهف بشك وهى تقف على أحد درجات السلم خلفه ،، قائلة :-
- يمكن سميحة معملتش حاجة ولما لاقيتنا هنبلغ البوليس خافت وهربت
أردف منتصر بحيرة وهو يرمقها بنظره ،، قائلاً :-
- كيف دى
أردفت رهف بأقتناع من حديثها ،، قائلة :-
- أصل سميحة هتستفاد ايه لما تقتل عمها دى حتى مش هتورث فيه ولا حتى ليها اى مصلحة فموته
دخل سيلم من باب السراية ،، أستدار منتصر له ويسأله :-
- عملت ايه
أردف سيلم وهو يأخذ نفسه من الطريق ،، قائلاً:-
- مالهاش أى أثر فى الكفر كلته ،، والناس بيجولوا شافوا الفجر بتركب من الموجف عربيات مصر
أردف رجب بهدوء يأكد حديث أبنته لينهى هذه الكارثة ،، قائلاً :-
- يبقى كلام رهف صح
تركهم منتصر دون رد وخرج من السراية ،، أنقبض قلب رهف بخوف عليه ومن تصرفاته المتهورة ،، ذهب إلى المستشفي التى فحصت والده وطلب ملف الفحص الخاص بوالده وأخبره الطبيب بنفس حديث سمره ،، عاد مشي على قدمه وهو يفكر وان لم تكون سميحة من قتلت والده فمن إذا ؟؟ ،، كان يمشي شارداً فى الكفر والجميع ينظر عليه بأستغراب من حاله وشروده ...
_____________________
صرخ وليد بها بأنفعال من كشف خطتهما ،، قائلاً :-
- عجبك عمايلك دى ،، كان لازم تتحدى مرت ابوكى
أردفت سميحة بغضب وهى تفكر بالأنتقام من حكمت ،، قائلة :-
- والله لأخليها متساويش حتى التراب
أردف وليد بتهديد لها ،، قائلاً :-
- اياكى تعمل حاجة من غير أذنى ،، انا معايزش مشاكل ويا منتصر دلوج
ضحكت ساخرة من جملته وقالت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها ،، قائلة :-
- تصدج تضحكتنى ،، أومال باصص لمراته ليه ،، أنت فاكر أن منتصر هيسكت لو عرف أنت روحت تشتغل وياه ليه ولا عايز إيه من محبتك ليه
مسكها من ذراعها بقوة وهو ينظر لعيناها بغضب وقال :-
- انتى بتهددنى بجى
أجابته وهى تنزع ذراعها من قبضته بتحدي ولهجة مُحذرة له :-
- انا بفكرك بس انا الكفر كله كوم ورهف عند منتصر كوم تانى ،، ياريت تبطل طفاسة هبابه بجى ولا مكفاكش الغوازى اللى ماشي وياهم طول الليل ولا بت البندر عاجبك جوى. أكده
دفعها بقوة على الأريكة وقال بتهديد لها :-
- انا زى ما خفيت سمره أجدر ارجعها
ضحكت وهى تقف أمامه قائلة :-
- رجعها وهيبجى عليا وعلى اعداءي واوعدك وجت ماهترجعها تانى يوم هكون بأخد عزاءك بنفسي على يد منتصر
وتركته ورحلت وهى تثير غضبه بضحكاتها العالية ،، ركل الترابيزة بقدمه بغضب من تهديدها
___________________
مرت أيام وهو يحاول قدر المستطاع التخلص من أفكاره المخيفة لحماية زواج أخته الصغري وحياة أطفالها ،، دخل منتصر الغرفة ووجدها تجهز شنطتها لتستعد للسفر مجدداً ،، جلس على السرير ومدد جسده عليه وينظر للسقف قطع شروده رؤية وجهها وهى تجلس على السرير بجواره وتحنى جسدها قليلا أمام عيناه ..
سألها بأرهاق وهو ينظر لعيناها ،، قائلاً :-
- خير يارهف
أردفت وهى تبتسم بسعادة له ،، قائلة :-
- أنا جهزت شنطتك معايا
كاد أن يجلس ليناقشها بالأمر ولكنها دفعته من جديد على السرير ليعود لنومه وهى فوقه وأردفت قائلة :-
- هتيجي معايا المرة دى ،، وبعدان أنا بقولك للعلم بالشيء بس
أبتسم بخفة عليها ووضع ذراعيه أسفل رأسه ،، وقال :-
- للعلم بالشيء
أشارت إليه بنعم وقالت بحزن مصطنع وهى تنظر لعيناه بحب :-
- ماهو مش معقول هتسبنى اسافر انا وابنك واقعد هناك لوحدى وعمك هنا
أبعدها عنه بدهشة وجلس على السرير وقال :-
- انتى ومين
أبتسمت بسعادة له واقتربت منه وقالت هامسة فى أذنه بصوت دافئ :-
- أبنك
سألها وهو ينظر على بطنها ثم لها بسعادة تسكن قلبه الحزين لتداوى جرحه وألمه وتخفف عنه همه القوي :-
- أنتى حبلة ..........
تـــــــااابـــع ..........
البـــــارت التـــاســـ9ـــع بعنــــوان " بـــدايــــة حــرب "
«« كيــف لــى أن أخـرجــك مــن بيــن ضلــوعـي ،، وأنــت هــو وتيــن العشــق الــذي يحييــنى »»
أسند يده على الكرسي المجاور بصدمة وهو يكاد يفقد توازنه من الصدمة ،، وشعر بضعف جسده الذي يزيد مع كل حرف تنطقه سمره وهى تخبره كيف وضعت المخدر بنسبة كبيرة فى قهوة والده بأمر من سميحة ،، أتسعت أعين عاصم وهو يسمع بأن أخته قتلت عمها ...
جلس على الكرسي بضعف وهى لا يقوى على كارثة أخري تحدث له ،، وألم قلبه تزيد أكثر وأكثر ...
كانت تقف فى الأعلى وهى تراه يكاد يتوقف قلبه من هذه الصدمة فهو تعلق بوالده منذ الصغر وكان أقرب له من أى شخص وبصعوبة تجاوز خبر وفاة بخبر حملها والان خبر مقتله ،، شعرت بشفقة عليه فالمصائب تأتى له فى توقيت واحد ،، منذ قليل هجرته وأبعدته عنه والأن كارثة أخري ..
ظلت تفكر وهى تراه صامتاً يغلق قبضته بصمت ،، لا يقوي على نطق كلماته ،، أيجب عليها مصالحته الآن جبراً لتخفف عنه تلك الصدمة أما تزيد من وجعه بغضبه منها ،، ولكنها تعلم شئ واحد فقط بأنها تريد قتل هذه الحية التى كسرته هكذا ...
شعر بيد تسحبها إلى الداخل ،، ووجدت أمها تغلق الباب عليهم
سألته رهف بفضول لغضبها :-
- مالك ياماما
أردفت شيرين ساخرة من سؤال ابنتها الساذجة ،، قائلة :-
- مالى ،، أنتى مسمعتيش اللى حصل
أردفت رهف بتوتر وحزن عميق يمتلك قلبها على حال حبيبها ،، قائلة :-
- سمعت فى ايه
أرادت شيرين توضيح الرؤية لأبنتها الجاهلة بأمور الصعيد ،، وقالت :-
- في أن جوزك هروح يأخد تار أبوه ويبقى قاتل ،، ويفتح سلسال دم فى العيلة كلها
وقفت رهف بضيق ثم قالت :-
- منتصر مش قاتل ياماما ،، متلوميش منتصر كأنه هو اللى بدأ
وتركتها وخرجت من الغرفة
____________________
جلس رجب صامتاً يراقب الأجواء وكيف ابنة اخاه قتلت عمها وجعلت الدماء تسيل فى العيلة بأكملها ..
والجميع عادوا للبكاء من جديد ،، وقف وخرج من السراية يفكر فى المستقبل القريب الذي سيدمر العيلة بأكملها ...
____________________
دلفت رهف غرفتها بملل ورأته جالس على الأريكة صامتاً وشارد الذهن ،، يفكر كيف ينتقم ..
جلست على حافة السرير تراقبه بصمت وهى حائرة بين عقلها الغاضب منه وقلبها الذي يحن له ويريد ضمه الأن فى لحظة حزنه ..
يفكر فى ما يحدث وكيف جعلته يضرب حبيبته ثم يقسو عليها فى مرضها وبسببها فقد طفله وهجرته حبيبته والان قتلت والده ،، رأت ملامحه الجدية تزداد فى غضبها ووجهها تحول للون الاحمر من الغضب المكتوم بداخله ويغلق قبضة يده بقوة ،، وعيناه تكاد تنفجر من القسوة والغضب ويعتصر قلبه الحزن وهو يتذكر للحظاته مع والده ،، وقف من مكانه وفتح دولابه ومنه أخرج مسدسه وأتجه نحو الباب ،، هرعت رهف له بخوف ووقفت أمام الباب تمنعه من الخروج
سألته بهلع وهى تمنعه من الخروج بذلك السلاح :-
- أنت رايح فين
أبعدها عن الباب بقوة وكاد أن يفتحه لكى يخرج ،، عانقته من الخلف وهو تشد بيديها على خصره بقوة وتكمل حديثها :-
- منتصر بلاش عشان خاطرى،، بلاش تبقي قاتل
أردف بلهجة غليظة قوية تملك نبرة غضب تدل على نيرانه المشتعلة بداخل صدره ،، قائلاً :-
- بعدى يارهف عن وشي دلوج ،، انا لو مخدتش تار ابوي مهبجاش راجل ولا نارى هتبرد
أردفت رهف بصوت رقيق دافئ وهى تشد بيديها على خصره ،، قائلة :-
- القتل مش هيخليك راجل بردو ،، عشان خاطرى بلاش أنا عمرى ماهقدر اعيش معاك وأنت قاتل
أستدار لها ببرود وقال يذكرها بما فعله من أجلها سابقاً :-
- أنا جتلت مشانك زمان ولا نسيت
نظرت لعيناه ودموعه على وشك النزول ،، وأقتربت منه خطوات ثابتة ووضعت يديها على وجهه بلطف وقالت بصوت دافئ :-
- طب بلاش دلوقتى ،، أستن للصبح تكون أتاكدت انها فعلا عملت كدة وتكون هديتى شوية وعرفت تفكر
صمت ولم يجيب عليها ،، أقتربت منه بهدوء ووضعت رأسها على صدره وهى تلف ذراعيها حول خصره وتتشبث به ...
أردف منتصر بصوت مجروح وضعيف عاجزاً عن فعل شئ ،، قائلاً :-
- حتى لو جولتلك أنها السبب فموت ابننا وأنها هى اللى كتبت الورجة دى ،، وبسببها مدت يدي عليكى وجسيت عليكى
صدمة رهف من حديثه ولكنها حاولت قدر الإمكان السيطرة على غضبها حتى تستطيع منعه من تلك الكارثة التى على وشك أرتكبها ...
_____________________
نزلت زهرة صباحاً من الأعلى وبحثت عن سمره بكل ارجاء السراية ولم تجدها ،، رأت رجب يجلس فى الصالون كما هو منذ أمس ،، أقتربت منه بهدوء وقالت :-
- أعملك حاجة ياعمي
أشار إليها بلا
جلست بجواره بهدوء شديد وقالت :-
- أنت زين
أجابها بصوت غليظ ،، قائلاً :-
- زين ازاى والدم والتار هيجروا فى العيلة
هتفت زهرة بحدة وأنفعال ،، قائلة :-
- هى اللى عملت اكدة فينا
أجابها رجب بنبرة هادئة تدل على عجزه من أخذ الثأر ،، قائلاً :-
- بس منتصر مينفعش ياخد التار منها عشان خاطر هاجر انتى ناسية انها متجوزة اخوها يعنى لو منتصر اخد تاره عاصم هيعوز يأخد تاره وهاجر اللى هتروح فالنص
أردفت زهرة بأحتقار ،، قائلة :-
- منها لله هى السبب
_____________________
فتح منتصر عيناه بتعب وجدها تنام بجواره وتمسح على رأسه بحنان ويدها الأخري متشبثة بيده ،، تتأمله بصمت وهو نائماً
سألها منتصر وهو يعتدل فى جلسته :-
- جاعدة اكدة ليه
أبتسمت رهف له بهدوء وهى تجلس أمامه ،، وقالت :-
- الناس بتصحي بتقول صباح الخير
أبعد الغطاء عنه وقام من مكانه ،، ذهبت خلفه وهى تمتم بحديثها :-
- بردو هتعمل اللى فى رأسك
أشار إليها بنعم ودخل إلى الحمام يأخذ دوشه ،، جلست على الأريكة بضيق وهى أكثر شخص يتمنى قتل هذه الحية لتنعم بحياة هادئة مع زوجها ولكن لا تستطيع تركه يفعل شئ كهذا ..
_____________________
وقف عاصم فى غرفة بجوار السرير يتأمل ملامح هاجر وهى نائمة وبجوارها طفلها الرضيع ،، ويتذكر حديث سمره عن أخته وما فعلته بعمها ووالد زوجته ،، خرج من الغرفة بغضب لكى يذهب إلى أخته يقتلها هو بنفسه على ما فعلته ،، رأته زهرة وهو ينزل من الأعلى متجهاً إلى الخارج بملامح مخيفة ...
_____________________
خرج منتصر من الحمام ولم يجدها بالغرفة ،، جلس على الأريكة شارداً فى هذه الكارثة ،، دلفت رهف إلى الغرفة وهى تحمل صنية الطعام ورأته جالساً على الأريكة بشعره المبلل شارداً ،، وضعت الصنية على الترابيزة أمامه ولم يشعر بها وذهبت إلى الحمام وأحضرت المنشفة وجلست أمامه على الأرض ،، فاق من شروده على لمساتها له وألتقت اعينهما معا وهى تجفف شعره بالمنشفة وتجلس على الأرض أمامه ،، ظل ينظر عليها صامتاً توقفت عن ما تفعله ومازالت يدها على رأسه ..
أردف منتصر بصوت مبحوح ملوحاً بخصال من الضعف ،، قائلاً :-
- أنا مجدرش أجتلها ،، مجدرش أدمر حياة هاجر وعاصم واخلج بينتهم حاجز من الدم يارهف وبينهم عيال صغار ،، مع أن نارى مهيبردهاش غير دمها
أنهمرت دموعه بغزارة من عجزه وحيرته بين ثأر والده وحياة أخته الصغرى ،، شعرت رهف بنغزة فى قلبها تؤلمه على سقوط دموع حبيبها وهى ترى يده ترتجف من الضعف ،، قربت يدها من يده وأحتضنتها بها أغلق قبضته على يدها بقوة يريد أن يستمد القوة منها ومن وجودها بجانبه ،، وقفت رهف بصمت وجلست بجواره وأربت على كتفه ،، لأول مرة يشعر بالخوف هكذا ويسكنه الضعف ،، ضمت رهف رأسه إلى صدرها بشفقة على حاله وما أصابه ......
_____________________
صرخت سميحة بهلع حين صفعها اخاها على وجهها بقوة ،، وقالت بصدمة :-
- جولتلك معملتش حاجة ،، والله معملتش حاجة من ده
مسكها عاصم من ذراعها بقوة وقال بتهديد :-
- انتى ايه ياشيخة ،، وصلت معاكى تجتلى عمك ،، سمره جالتلنا على كل وسختك معاها
أقترب وليد منها وجذبها من قبضته ،، أردفت بثقة مصطنعة ،، قائلة :-
- لو أنا اللى عملتها سمره هربت ليه ،، دى بتوجع بينا ،، صدجنى طب انا هستفاد ايه لما أجتل عمى ها هورث منه مثلا ،، فكر شوية ....
صرخ عاصم بها بأنفعال لا يستطيع السيطرة عليه ،، قائلاً :-
- لو طلع ليكى يد فى اللى حصل انا اول واحد هجتلك بيدى ...
أردفت سميحة بتحدي وثقة مصطنعة من حديثها ،، قائلة :-
- ولو طلع ماليش يد مهسكتش على اتهامكم ليا ده واصل ...
____________________
وقف الجميع فى ساحة السراية والحزن يسكن كل ارجاءها كضيف ثقيل يبعثر فى حياتهم ...
سألهم منتصر بأنفعال ،، قائلاً :-
- هربت كيف
أردفت زهرة بدون علم وأحباط ،، قائلة :-
- معرفاش ،، أنا صحيت الصبح ملاجتهاش فى السراية كلتها
أردفت رهف بشك وهى تقف على أحد درجات السلم خلفه ،، قائلة :-
- يمكن سميحة معملتش حاجة ولما لاقيتنا هنبلغ البوليس خافت وهربت
أردف منتصر بحيرة وهو يرمقها بنظره ،، قائلاً :-
- كيف دى
أردفت رهف بأقتناع من حديثها ،، قائلة :-
- أصل سميحة هتستفاد ايه لما تقتل عمها دى حتى مش هتورث فيه ولا حتى ليها اى مصلحة فموته
دخل سيلم من باب السراية ،، أستدار منتصر له ويسأله :-
- عملت ايه
أردف سيلم وهو يأخذ نفسه من الطريق ،، قائلاً:-
- مالهاش أى أثر فى الكفر كلته ،، والناس بيجولوا شافوا الفجر بتركب من الموجف عربيات مصر
أردف رجب بهدوء يأكد حديث أبنته لينهى هذه الكارثة ،، قائلاً :-
- يبقى كلام رهف صح
تركهم منتصر دون رد وخرج من السراية ،، أنقبض قلب رهف بخوف عليه ومن تصرفاته المتهورة ،، ذهب إلى المستشفي التى فحصت والده وطلب ملف الفحص الخاص بوالده وأخبره الطبيب بنفس حديث سمره ،، عاد مشي على قدمه وهو يفكر وان لم تكون سميحة من قتلت والده فمن إذا ؟؟ ،، كان يمشي شارداً فى الكفر والجميع ينظر عليه بأستغراب من حاله وشروده ...
_____________________
صرخ وليد بها بأنفعال من كشف خطتهما ،، قائلاً :-
- عجبك عمايلك دى ،، كان لازم تتحدى مرت ابوكى
أردفت سميحة بغضب وهى تفكر بالأنتقام من حكمت ،، قائلة :-
- والله لأخليها متساويش حتى التراب
أردف وليد بتهديد لها ،، قائلاً :-
- اياكى تعمل حاجة من غير أذنى ،، انا معايزش مشاكل ويا منتصر دلوج
ضحكت ساخرة من جملته وقالت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها ،، قائلة :-
- تصدج تضحكتنى ،، أومال باصص لمراته ليه ،، أنت فاكر أن منتصر هيسكت لو عرف أنت روحت تشتغل وياه ليه ولا عايز إيه من محبتك ليه
مسكها من ذراعها بقوة وهو ينظر لعيناها بغضب وقال :-
- انتى بتهددنى بجى
أجابته وهى تنزع ذراعها من قبضته بتحدي ولهجة مُحذرة له :-
- انا بفكرك بس انا الكفر كله كوم ورهف عند منتصر كوم تانى ،، ياريت تبطل طفاسة هبابه بجى ولا مكفاكش الغوازى اللى ماشي وياهم طول الليل ولا بت البندر عاجبك جوى. أكده
دفعها بقوة على الأريكة وقال بتهديد لها :-
- انا زى ما خفيت سمره أجدر ارجعها
ضحكت وهى تقف أمامه قائلة :-
- رجعها وهيبجى عليا وعلى اعداءي واوعدك وجت ماهترجعها تانى يوم هكون بأخد عزاءك بنفسي على يد منتصر
وتركته ورحلت وهى تثير غضبه بضحكاتها العالية ،، ركل الترابيزة بقدمه بغضب من تهديدها
___________________
مرت أيام وهو يحاول قدر المستطاع التخلص من أفكاره المخيفة لحماية زواج أخته الصغري وحياة أطفالها ،، دخل منتصر الغرفة ووجدها تجهز شنطتها لتستعد للسفر مجدداً ،، جلس على السرير ومدد جسده عليه وينظر للسقف قطع شروده رؤية وجهها وهى تجلس على السرير بجواره وتحنى جسدها قليلا أمام عيناه ..
سألها بأرهاق وهو ينظر لعيناها ،، قائلاً :-
- خير يارهف
أردفت وهى تبتسم بسعادة له ،، قائلة :-
- أنا جهزت شنطتك معايا
كاد أن يجلس ليناقشها بالأمر ولكنها دفعته من جديد على السرير ليعود لنومه وهى فوقه وأردفت قائلة :-
- هتيجي معايا المرة دى ،، وبعدان أنا بقولك للعلم بالشيء بس
أبتسم بخفة عليها ووضع ذراعيه أسفل رأسه ،، وقال :-
- للعلم بالشيء
أشارت إليه بنعم وقالت بحزن مصطنع وهى تنظر لعيناه بحب :-
- ماهو مش معقول هتسبنى اسافر انا وابنك واقعد هناك لوحدى وعمك هنا
أبعدها عنه بدهشة وجلس على السرير وقال :-
- انتى ومين
أبتسمت بسعادة له واقتربت منه وقالت هامسة فى أذنه بصوت دافئ :-
- أبنك
سألها وهو ينظر على بطنها ثم لها بسعادة تسكن قلبه الحزين لتداوى جرحه وألمه وتخفف عنه همه القوي :-
- أنتى حبلة ..........
تـــــــااابـــع ..........
قد يعجبك ايضا