اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع 7 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع 7 بقلم نورهان العشري 




                                    
أُحِبُك.. أعترف لك مثلما يعترف المحكوم عليه بجريمه 

+


لم يرتكبها و هو في طوق المشنقه ، كي يُبرر لنفسه نهايه

+


لا يُريدها .


+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


همست بوهن 

+


" يوسف !"

+


 وجدته يعتصر قبضه يده بشده فهو يقاوم قلبه عن الالتفات لها فرق قلبها علي حاله وحالها 

+


فنطق قلبها و ردد لسانها بتلك الكلمه التي كالسهم استقرت في منتصف قلبه.... 

+


" بحبك يا يوسف ."

+


صُدم يوسف الذي كان منذ برهه يعاني مع قلبه المشتاق

+


و كبرياؤه الجريح لتحسم هي أمرهما سريعا بتلك القنبله الموقوته ليلتفت لها وهو غائب كلياً عن الواقع لا يري امامه سوي معشوقته التي يتلظى الفؤاد بنيران عشقها فتقدم منها بقلب قد وصل الشوق به إلى ذروته يريد ان يطفئ بها نيران عشقه...

+


و لكن مهلاً فرجل مثله يمتلك من الكبرياء ما يجعله يتحمل ان تأكله النيران حياً دون ان يرمش له جفن على ان ينطفئ بمن طعنت كبرياؤه و رجولته بخنجر الغدر و غادرته دون ذرة ندم....  

+


فحين اوشك علي ان يقربها منه نهره عقله بشده فحتى ان كان هذا القلب الخائن قد سامحها فحتما سيكون عقله له و لها بالمرصاد.. 

+


فامسك  معصميها بكلتا يديه بشده حتي كادا ان ينخلعا بين يديه و قال بصوت اجش من فرط الوجع و الأشتياق في آن واحد فقد كان يتقدم خطوة و تتراجع هي آخرى

+


" قوليلي سبب واحد بس مقنع اضحك بيه علي نفسي و علي كرامتي  اللي دوستي عليهم يوم ما هربتي مني.. 

+


سبب واحد بس يخليكِ تهربي و تسبيني بعد كل الي كان بينا. للدرجادي انا مفرقش معاكِ ؟"

+


كان القهر يقطر من بين كلماته حين تابع 

+


" للدرجادي حبي اللي كنت مغرقك بيه كان و لا حاجه بالنسبالك؟! "

+


صمت لثوان و عينيه تحاوطها بألم تجلى في نبرته حين قال

+


"ايه كنتي بتتسلي و بعد ما لقيتي ان الموضوع دخل في الجد قولتي تهربي تشوفي تسليه جديده؟ ردي عليااااااا "

+


قال جملته الأخيرة صارخًا مما جعلها ترتجف رعباً و وجعاً من حالته و انهارت بين يديه قائله 

+


" ارجوك يا يوسف متقولش كدا انا عمري ما كنت كدا معقول مش عارفني غصب عني والله... "

+


طرأ من عمق وجعه استفهام مُلح

+


" طب ليه سبتيني بالطريقه دي ؟ ردي عليا و ارحميني من العذاب اللي رمتيني فيه !"

+


اخذت بالبكاء بإنهيار فهي لن تقدر علي اخباره بوجعها و لن تتحمل ان ينظر اليها باحتقار ابدًا فهي تعشقه حد الجنون و لا شئ قادر علي كسرها سوى كرهه لها وابتعاده عنها 

+
   
فهو بمثابه موت لها و إن كانت كل الطرق تؤدي الي الموت فلتختار الموت بكرامه و بعض من الكبرياء.. 

+


تعرف ان بعد كلماتها التاليه سوف تخسره للأبد و لكن هذا ما عهدته من هذه الحياه العذاب و الوحده و اليُتم أيضا...  

+


فها هي علي وشك خساره حياتها المتمثله فيه 

+


فقالت بحنان و وجع ام علي وشك وداع فلذه كبدها 

+


" انا مكذبتش عليك ابدا يا يوسف انا فعلا حبيتك و عشقتك ...

+


 لم يمهلها يوسف الفرصه لتكمل فعندما نطقت تلك الكلمات التي وكأنها نفخت الروح بقلبه ليحيا بحبها من جديد  

+


فاندفع يقربها منه بقوة يبثها كل عشقه و شغفه و كأنما يريد ان يُرمم بها جروح قلبه الذي خلفها غيابها.....  

+


لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبه لها فقد كانت تبادله شغفه و عشقه بجنون .. فقد تناسي كلاً منهما العالم و لم يبقي سوي قلبيهما اللذان اذابهم العشق و اتحدا بعد شهور من العذاب . 

+


 تركها يوسف علي مضض و فكانا كلاهما يلهث من جراء تلك المعركه و الحقيقه انه كانت هناك معركه من نوعا آخر تدور بداخل كليهما.... 

+


فكان عقله يؤنبه بشده لضعفه امامها و تركه العنان لمشاعره التي لطالما تحكم بها بمجرد كلمات حب واهيه لم تردعها عن هجره … و من ناحيه آخري كان قلبه الذي كان يشعر بصدقها و عمق مشاعرها يتوسل له بالا يحكم عليه بالموت فالحياه بدونها بمثابه موت بالنسبه له ...

+


و كان هو بالمنتصف حائر بين تأنيب عقله و توسلات قلبه و يالها من حيرة تقود الانسان الي الجنون ....

+


اما عندها فكانت معركه تُدمي القلوب و تُفتتها.. 

+


فهي وحيده ضعيفه خائفه من شبح ماض بات يحاصرها من جميع الاتجاهات فلا هروب منه سوي بموتها ..

+


فالموت هو النهايه الحتميه لتلك الحياه البائسه و لكن الموت بكبرياء افضل كثيرا من الموت علي قارعة طريق ملئ بالإذلال و الإذدراء ...

+


هكذا اخبرها عقلها و المثير للدهشه و الحزن ايضًا ان يستسلم قلبها لذلك الخيار فلا قدرة له علي تحمل نظرة احتقار من عينين  لاطاما رأت بهم العشق و الحنان...

+


حسمت امرها أخيرا فلم تكد تتحدث حتي سبقها يوسف قائلا بصوت أجش.

+


"  احنا لازم نتكلم "

+


دب الرعب في اوصالها و كأنما جميع قرارتها تبخرت في الهواء فها قد جائت اللحظه التي تمنت كثيرًا ألا تأتي . و حاولت منع دموعها بصعوبه  . نظر يوسف الي ارتجاف يديها و رفرفه رموشها كأنها تحارب دموع علي وشك الهطول و رعشه شفتيها فصرخ قلبه قائلا ألم اقل لك... 

+


قد كانت كمن يخوض معركه داخليه ترهقه حتي بات الالم جليا علي ملامح وجهها..

+


 خاطبها يوسف قائلا بحنان

+



        
          

                
" كاميليا…"

+


فاخفضت رأسها خوفا من ان يري ذلك العذاب في عينيها... 

+


فوضع يوسف يده اسفل ذقنها رافعا رأسها قائلا بنفس اللهجه الحانيه 

+


" ياااااااه اول مرة تخبي عيونك مني !"

+


كاميليا بوهن 

+


"  ارجوك يا يوسف .."

+


يوسف مقاطعا

+


"قبل ما تقولي اي حاجه خليكي فاكره اني امانك و حمايتك و اني عمري ما هسمح لحد او لحاجه تأذيكي اوعي تخافي من حاجه و انا موجود انا ممكن اهد الدنيا و ابنيها عشان خاطرك و انا قولتلك الكلام دا قبل كدا و بالرغم من اني مبعيدش كلامي مرتين بس هعيده عشان خاطرك... "

+


لملمت كاميليا شتات نفسها و قالت بثقه واهيه 

+


" احنا لازم نتكلم زي مانتا قولت .."

+


"تمام نتكلم...  تعال اقعدي "

+


 اجلسها بجانبه علي الاريكه فقد اشتاقها حد الجنون فكان غير قادر علي ابعادها عنه و لو لبعض سنتيمترات..

+


فسحبت نفسها و جلست علي جانب السرير المقابل له فهي تعلم ان ذلك الماكر اجلسها بقربه كي يؤثر عليها بسحره الفتاك... 

+


فهم ما فعلته فاسند ظهره علي الاريكه يناظرها بغموض فوجدها تبتلع ريقها بصعوبه فلاح شبه ابتسامه علي جانب شفتيه و نظر لها مضيقا عيناه  قائلا 

+


" سامعك .."

+


ارتبكت كاميليا قليلا و ابتلعت ريقها بتوتر فهي لا تعلم كيف تبدأ الحديث خاصةً و هو ينظر لها بتلك الطريقة التي تجعل قلبها ينتفض يود لو يخرج بين ضلوعها من شدة خفقاته فلاحظ  حالتها فقال بخشونة

+


"ساكته ليه و لا مش عارفه تبتدي منين ؟"

+


زاد ارتباكها فهو لايزال يعرفها جيدًا و يعلم ما يدور برأسها دون الحاجة الي الحديث . فكيف لها ان تخبره ما انتوت عليه بدون ان يشك بها ؟

+


تحدث بنفاذ صبر فهو لن يترك لها فرصه للتفكير 

+


" هربتي ليه يا كاميليا ؟"

+


زادت وتيره أنفاسها و تعالت دقات قلبها و زاد توترها..  

+


اللعنه عليه فهو لا يمهلها بعض الوقت لتستجمع افكارها 

+


فقالت باندفاع و غضب

+


" عشان حاسه اني اتسرعت اقصد اننا غلطنا و اتسرعنا يعني ماشي انا حبيتك بس دا لإني معرفتش غيرك... 

+


فتحت عيوني لقيتك ادامي كنت عايزه اختبر مشاعري ناحيتك مش ممكن يكون مجرد اعجاب او يكون امتنان عشان طول عمرك واقف جمبي و بتحميني انا محبتش اخدعك"

+


هل من العدل ان يكون الإنسان مسير دائما و عندما تعطيه الحياه فرصه الاختيار يكون الاختيار حول كيفيه هلاكه...!  كمن يخير ان يقتل بالسكين ام يقتل بالسم؟  

+



        
          

                
هل ينتابه الفرح لحصوله علي فرصه ان يكون صاحب القرار لمره يتيمه طوال حياته البائسه.. ؟ !  

+


ام يحزن لكون تلك الفرصه ستودي به و تلقي به في قاع الجحيم الذي لا نهايه له 

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


"مازن عايز اتكلم معاك "

+


اومأ علي برأسه و التفت الى كارما التي كانت تتابع حديثهما بخوف قائلا 

+


" هنزل الكافيتريا انا و مازن استنيني هنا شويه و طالع "

+


اومأت بصمت وهي تتحاشى النظر  إلي مازن الذي كان يعلم مقدار غباءه معها ولكنه لم يتحدث و انصرف مغادرا مع علي 

+


نزل كلا من مازن و علي الي مقهي المستشفى و ما ان جلسا عل الطاوله حتي تكلم علي بحدة قائلا

+


"يوسف فين يا مازن ؟"

+


تنهد مازن قائلا 

+


" معرفش ."

+


" لا انت عارف يا مازن انت صاحبه الوحيد و ابن خالته و اكيد عارف مكانه"

+


مازن بغضب 

+


" قولتلك معرفش يا علي .."

+


على بحدة قائلا

+


-  يعني أيه متعرفش امال مين الي يعرف 

+


- مازن ببرود بما إنى صاحبه الوحيد و ابن خالته و معرفش يبقي محدش يعرف 

+


استشاط على غضبا فقال بصياح

+


- لآخر مرة هسألك يوسف أخد كاميليا و راح علي فين يا مازن 

+


- و انت مالك و مال كاميليا و تعرفها منين 

+


كان هذا صوت أدهم الذى أخبرته كارما بجلوسهم في المقهى فتبعهم و فوجئ بذلك الشجار و على يتسائل عن مكان كاميليا و يوسف 

+


زفر مازن بحنق قائلا 

+


- كاميليا تبقى بنت خالت علي و كانت قاعده

+


عندهم من يوم ما هربت 

+


عقد أدهم حاجبيه و قال بدهشه

+


- بنت خالته ازاي يعني انت أكيد بتهزر ايه اللي لم الشامي عالمغربي 

+


وجه على حديثه لأدهم بغضب قائلا 

+


-أخوك خطف بنت خالتي وداها فين يا أدهم 

+


سخر أدهم من حديثه قائلا

+


- هو في حد بردو يخطف مراته يا حضرة الظابط 

+


- اجابه على بحنق و لما مراته تهرب منه و تروح علي المكان الوحيد الي عمره ما هيلقاها فيه دا تسميه إيه 

+


-دا اسميه غباء... الواحده اللي تسيب بيتها و جوزها و تهرب من غير و لا كلمه دي تبقي غبيه...او تبقي حاجه تانيه مش هقدر اقولها بس الناس بره هتقولها

+



        
          

                
 قالها أدهم بحده

+


اهتاج على من طريقه حديثه عن كاميليا فأمسك أدهم من تلابيبه قائلا بصياح

+


- إياك تتكلم عن بنت خالتي بطريقه مش كويسه فاهم و لا افهمك بطريقتي 

+


- وريني طريقتك دي ازاي بقي إن شاء الله يا على 

+


قالها أدهم بصياح بعد ما امسك على من ياقه قميصه 

+


تدخل مازن للفصل بينهم عندما وجد تجمهر الناس حولهم قائلا من بين أسنانه 

+


- في ايه انت و هو انتوا هتضربوا بعض بطلوا جنان بقي الناس اتلمت عليكوا 

+


ترك كلا منهما الآخر علي مضض و لكن كان القتال بالنظرات مازال قائما..  نظر على لكلا منهما قائلا

+


" كاميليا بنت خالتي و جت عندنا مكسورة و خايفه و من يوم ما دخلت بيتنا بقت واحده من أخواتي و انا عمرى ما هسيب واحده من اخواتي يحصل فيها كدا و اسكت

+


و لإني عارف ان اكيد هروب كاميليا دا وراه حاجه كبيرة اوي و أكيد يوسف أذاها عشان تهرب بالشكل دا 

+


و لو انتوا مش هتقولولي مكان يوسف فين انا هعرفه و هرجع كاميليا تاني "

+


قال مازن مهدئا 

+


-اهدي يا علي يوسف عمره ما يأذي كاميليا يوسف بيعشقها و هي كمان بتحبه جدا ياريت تسيبهم متدخلش بينهم و بعدين مينفعش تدخل بين راجل و مراته 

+


- لما تبقي كاميليا ماشيه معاه بإرادتها يبقي وقتها مش من حقي اتدخل انما دا خطفها عارف يعني إيه خطفها و خدرها والله واعلم هيعمل فيها ايه 

+


- أدهم بغضب 

+


انت مجنون يا ابني دي مراته يعني هيعذبها مثلا 

+


- و مستغرب ليه ماهي خالتي زهرة فضلت تتعذب عندكوا لحد ما ماتت قالها علي بغضب 

+


- و دا مين ضحك عليك و قالك الكلام دا إن شاء الله عمى احمد عاش و مات بيحب خالتك و عمره ما أذاها بكلمه حتى 

+


- فعلا هو معذبهاش بإيديه بس كان ساكت عالي بيعذبوها و كان بيشوفها بتموت و تدبل كل يوم قدامه و مقدرش يعملها حاجه تفتكر هو كدا مشاركش في تعذيبها.. 

+


خالتي ادفنت بالحيا من يوم ما دخلت عيلتكوا 

+


- و انت بقي حامي الحمى الي هتنقذ بنت خالتك من عيلتها الشريرة 

1


قالها أدهم بسخريه 

+


عند هذا الحد تدخل مازن الذى ما أن رأى على علي وشك الهجوم على أدهم مرة آخرى قائلا بصياح

+


- ما تبطلوا بقي في ايه اسكت شويه يا أدهم بطل أسلوبك المستفز دا . و انت كمان يا على ما تهدى بقى يا أخى قولنالك يوسف عمره ما هيأذيها.. كاميليا دي أغلى حد عنده في الدنيا و انا واثق انهم هيتصالحوا فى أسرع وقت انا معاشرهم و عارف

+



        
          

                
تحدث أدهم معنفا

+


بقولك إيه بلاش تحط نفسك في موقف وحش

+


لإن كاميليا استحاله هتسيب يوسف بعد ما رجعها حتى لو هربت منه قبل كدا فأكيد يوسف هيفهم دوافعها و هيطمنها صدقني انا اكتر واحد عارفه

+


قال علي بنبرو حاسمة 

+


-لما اسمع كاميليا بتقولي كدا بلسانها وقتها بس مش هتدخل بينهم و هسيبهم يحلوا خلافتهم سوى و لو أنتوا مش هتقولولي مكانهم فين انا هعرف 

+


 لوى أدهم شفتيه بسخريه قائلا

+


 دا لو يوسف سمحلك تقرب منها أصلا 

+


- على بإستهزاء

+


 دا لما أكون هاخد الإذن منه 

+


ثم رمقهم بإزدراء قائلا

+


- انا دخلتكوا بيتى و قعدتكوا مع أهلى و كلنا عيش و ملح مع بعض بس الظاهر إن اللى زيكوا ميفهموش يعني ايه عيش و ملح و ثقه الناس فيكوا مالهاش اي  قيمه عندكوا عشان كدا انا مش عايز اعرف حد فيكوا تاني 

+


ثم اندفع الي داخل المشفي

+


******

+


كنت أظن سابقًا بأني ضائع. ولكن الآن عرفت معني الضياع الحقيقي عندما نظرت إلي غابات عينيها فلم أعُد أدري أين أنا و ماذا أُريد؟؟! 

+


فقط شعرت بذلك الساكن علي يساري يرتجف بشده كمن ضربته صاعقه مُباغِته لا يدري من أين جاءت...

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


قرر علي النزول الي القاهرة بعد ما اخبر كارما 

+


انه استدعي لمهمه طارئه قد تستغرق يومان او اكثر

+


و لم يخبرها عن ما دار بينه و بين والدته و لا عن مهمته الحقيقيه كي لا تخاف او تحاول منعه 

+


و اخيرا بعد وقت ليس بقليل وصل علي الي ذلك القصر الكبير بعد ان اجري اتصالاته لمعرفه معلومات عن يوسف الحسيني فقرر الذهاب الي قصرهم و هو يعلم تمام المعرفه بعدم وجود يوسف هناك

+


و لكن يريد ان يعلم جميع من بالقصر ان مصير كاميليا لن يكون مثل امها و انها تمتلك من يقدر علي حمايتها منهم

+


و انها ليست بوحيده و لن يقدر احد علي ابعادها عن اهلها 

+


و من ناحيه اخري يريد ان يعلم يوسف انه في حاله أذيتها فهو حتماً سيجد من يقف له بالمرصاد ....

+


دخل على الي بهو القصر بعد ما اخبر الحرس بهويته فاوصلوه الي الداخل وعندما كان يقف بشموخ وجد تلك الجميله تنزل من على الدرج تتدلل و كأنها أميرة متوجه فاتسع بؤبؤ عينيه و تسارعت انفاسه و شعر بدقات قلبه تقرع كالطبول و لسان حاله يقول 

+


" يا الهي ما هذا الجمال و ما تلك الهاله من البراءه المحيطه بها هل هبطت الملائكه من السماء لتستقر معهم علي الأرض ؟

+



        
          

                
اقتربت روفان بخجل من هذا الفارس الوسيم الذي يقف بشموخ في بهو قصرهم و قد خطف انفاسها بوسامته الممزوجه بتلك الهيبه التي تحيط به 

+


حدق الأثنان ببعضهم البعض لثوان بسيطه ثم بصعوبه تخلص علي من سحر عينيها الناعستين  نافضاً جميع الافكار التي غزت قلبه و عقله معا فهو قد جاء لمهمه محدده فلا ينبغي ان يحيد عنها فقال بصوت رزين

+


- عايز اقابل رحيم بيه الحسيني هو موجود ؟

+


 و أخيرا خرج صوتها الاشبه بسيمفونيه ناعمه عزفت علي اوتار قلبه قائله

+


- جدو فوق في اوضته بيرتاح شويه  ممكن اعرف حضرتك مين ؟

+


اجاب على بلهجه يشوبها الغرور

+


- انا الرائد علي هاشم و كنت عايزه في موضوع مهم  ممكن تناديلي حد اقدر اتكلم معاه 

+


اغتاظت روفان من حديثه معها هل يسخر منها ام ماذا ؟

+


فقالت روفان بغضب طفولي

+


- و هو انا مش ماليه عين حضرتك و لا حاجه ؟

+


- نظر إليها على نظره تفحصيه من اعلي رأسها حتي اخمص قدميها ثم رفع حاجبه بإستهزاء كي يستفزها اكثر فهو قد راقه له غضبها فقال بسخريه 

+


-روحي يا شاطره اندهيلي حد طويل اكلمه...  اقصد حد كبير اكلمه 

+


و كأن نظرات السخريه خاصته لم تكن تكفيها ليأتي حديثه ايضا ليزيد من  غضبها 

+


- تصدق انك حد قليل الذوق !

+


فلم يكد يجيبها حتي اتاهم ذلك الصوت الماكر من اعلي السلالم يردد

+


- لا ملكيش حق يا روفان عيب كدا حضرة الظابط في بيتنا 

+


نزلت نيفين تتدلل من اعلي السلالم امام انظار على المتفحصه و اقتربت منه قائله بدلال مصطنع 

+


- اهلا يا سياده الرائد انا نيفين الحسيني و دي روفان بنت عمى زي مانتا شايف كدا خدوا من طولها حطوا في لسانها 

+


ها اقدر اخدم حضرتك بإيه ؟

+


القي على نظرة خاطفه على روفان التي تجمعت الدموع في عيناها من سخريه نيفين منها امامه

+


فشعر بالغضب علي رؤيتها هكذا فوجه حديثه لنيفين بلهجه جافه متجاهلا يدها الممدودة لتصافحه قائلا

+


- حضرتك انا مش جاي هنا اتعرف . انا جاى عايز اقابل رحيم بيه الحسيني .

+


انفلتت ضحكه خافته من روفان لطريقه على المهينه مع نيفين فابتسم على داخليا و أيقن انه خلف تلك البراءة مكر أنثوي خطير راق له   

+


- انت مين يا ولد؟ و ازاى تعلي صوتك في بيتي بالشكل دا ؟

+


التفت على لمصدر الصوت ثم ارتفع حاجبه بسخريه قائلا

+



        
          

                
- حضرتك بقي رحيم بيه الحسيني...  انا الرائد علي هاشم و كنت عايزك في موضوع مهم 

+


- طب اتفضل قدامي علي اوضه المكتب 

+


اتجه على الي غرفه المكتب و عند مروره بروفان اخفض رأسه  قائلا بهمس 

+


- هو الطول حلو في الستات و كل حاجه بس القصر في حالتك انت  قمر اوي ..

+


اردف كلامه بغمزه مشاكسه ثم توجه الي حيث مكتب جدها فابتسمت روفان من إطرائه و غزا الاحمرار وجنتيها و علت دقات قلبها .....  

1


فلاحظت نيفين حالتها فاغتاظت و قالت بغل 

+


-هو قالك ايه خلي وشك يحمر كدا ؟

+


- ملكيش دعوه يا بارده انتِ قالي ايه و لا عشان مرداش يسلم عليكِ و احرجك متغاظه !

+


اشتعل غضب نيفين من حديثها و قالت 

+


- علي اساس انه مكنش عمال يتريق عليكِ من شويه .

+


- ليه ناقصه ايد ولا ناقصه رجل عشان يتريق عليا ؟

+


- في ايه يا بنت انتِ و هي بتتخانقوا ليه؟

+


 قالتها صفيه القادمه من المطبخ 

+


- أبدا يا ماما دي نيفين كالعاده متقدرش تقعد من غير ما تضايق اللي حواليها .

+


نيفين بانكسار مصطنع 

+


-ابدا والله يا طنط صفيه دانا كنت بهزر مع روفي وهي كالعاده صدتني و فهمتني غلط  

+


- دا بجد ! تصدقي معرفتكيش انا كدا يابنتي أدائك فيك اوي والله و مكشوف 

+


-خلاص يا روفان متضايقيش بنت عمك .

+


و ما ان انهت صفيه جملتها حتي التفتوا جميعا لتلك الاصوات الغاضبه القادمه من غرفه المكتب 

+


*********

+


لم أعتد يومًا علي الإنحِناء و لم أكُن يومًا رجُلًا يؤمن بالتنازلات أعتدت علي الحُريه. لم يأسرني شئ من قبل و كنت أعتقد سابقاً بأني أملك كُل شئ في هذه الحياه فلا ينقُصني غياب أحدهم أو يُزيدَني وجوده إلي أن علِقت بها فأتت بى عيناها من النظرة الأولي و أتي بى قلبي راكعًا علي أعتاب قلبها مُردِدًا هذا ما كان ينُقصني ! فاكتشفت حينها أنني لم أكُن أملِك من الحياة شئ. و لم أري فيها من الجمال ما يكفي ليلتفت إنتباهي... إلي أن طوقني عشقها فعرفت معني الإكتمال الحقيقي..

+


فبات قلبي يقنعني بأن الإنهِزام أمام عيناها إنتصار بل و أدركت أنني لم أعرف إن للهزيمه لذه سوي معها فهي من حطمت أسواري و حصوني و إليها أُعلِن إستسلامي ❤️

+


نورهان العشري ✍️

+


👇

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


- كارما 

+


التفتت كارما إلي ذلك الصوت العميق الذى جعل قلبها يدق كالطبول و لم لا فهو فارسها الذى حاولت انتزاعه من قلبها طوال سنوات طويله ،، و ظنت انها نجحت ليعود من جديد مُقتنصاً قلبها مرة ثانيه ببراعه صياد ماهر 

+



        
          

                
دون ان يكون لها القدرة علي المقاومه فوقعت كفريسه سهله ببراثن عشقه من جديد ...

+


القت عليه نظرات معاتبه حزينه فهو قد جرحها بشدة و لم يتفهم قلقها و لم يحاول إحتوائها بل قسى عليها و لم يكتفى بذلك بل قتلها بسُم كلماته لتشعر بأنها شئ لا قيمه له يمكنه الأستغناء عنه متي أراد . ..

+


فاقترب منها مازن ببطئ مؤنباً نفسه علي قسوته معها و لكن آلمه بشده عدم ثقتها به كما أن قلقه من تهور يوسف افقده رشده فكان نصيبها ان يصُب جام غضبه عليها..

+


حزن بشده عندما وجدها تستدير مرة آخري تنظر من النافذة متجاهله وجوده.. 

+


اقترب منها الي ان اصبحت رائحتها العذبة تغزو أنفه ثم تحدث بحنو

+


- هتبقي كويسه يا روحي متقلقيش 

+


اما عنها فقد سمرها قربه منها  في مكانها فلم تقدر علي الحركه قيد أنمله و لم تقدر علي الاعتراض فقد بعثر هذا الرجل كيانها و أضعفها عشقه للحد الذي لم تعد تتحكم حتي في نفسها لتبعده عنها... 

+


يا الهي لما كل هذا الضعف امامه بعد ما عانيته في غيابه ؟ و حتي بعد عودته فهو عند اول خلاف اختار فراقها 

+


ثم تذكرت حديثه الأخير معها الذى أنهى فيه علاقتهم بتلك الطريقه المهينه لقلبها . فلملمت شتات نفسها و أخذت نفسا عميقا ثم مسحت تلك الدمعه الهاربه من عيونها و استدارت قائله بهدوء عكس ما يدور بداخلها 

+


- إن شاء الله 

+


نظر مازن إلى داخل عيونها بعمق قائلا 

+


- انا عارف انك زعلانه من كلامنا آخر مرة بس.... 

+


قاطعته كارما قائله بحزم

+


- الكلام اللي انت قولته آخر مرة مزعلنيش و لا حاجه بالعكس دا فوقني و انت عندك حق في كل كلمه قولتها يا .

+


حاول تجاهل تلك الغضة بقلبه و قال بهدوء 

+


- كارما ارجوكي بلاش كدا متعاقبنيش علي كلام طلع في لحظة غضب و إنتِ كنتي غلطانه .

+


صاحت باندفاع 

+


- غلطانه في إيه إن شاء الله؟  كان المفروض اني آجى اجري عليك اقولك علي سر بنت خالتي اللي جاتلنا هربانه و متدمرة و الله و اعلم ابن خالتك عمل فيها ايه عشان تهرب منه كدا ؟!

+


مازن محاولا السيطرة على غضبه

+


- يوسف معملش اي حاجه في كاميليا آخر مرة كان معاها كان يوم كتب كتابهم و بعدين سافر و رجع يوم الحفلة و كانوا كويسين تاني يوم الصبح اكتشفنا أنها هربت و على فكرة  انا بنفسي كنت شاهد علي كتب الكتاب و شفتهم كانوا فرحانين ازاي ."

+


صمت لثوان ثم استطرد قائلًا بغضب

+


- وياريتها هربت و بس دي سيباله حته ورقه بتقوله فيها اسفه انا اتسرعت ، و كل واحد مننا يعيش حياته.  متخيله لو كنتي مكانه كان هيبقي رد فعلك ايه ؟ 

+



        
          

                
أوشكت على الحديث فتابع بتقريع

+


-و خصوصا انه قبٍل يتنازل عن ورثه و عن كل حاجه عشان خاطرها ..

+


-كارما بصدمه

+


- إيه..... ؟ يعني ايه اتنازل عن كل حاجه عشان خاطرها ؟

+


- ايوا دا كان شرط جده عشان يمنع جوازه من كاميليا و يوسف في نفس اللحظه وافق و مضى عالتنازل و أخد كاميليا و راح كتب كتابه عليها. قوليلي بقي في المقابل هي عملت ايه قصاد اللي كل عمله و اللي طول عمره بيعمله عشانها ؟

+


- تلعثمت كارما قائله 

+


-مع... معرفش بس..  بس هي اكيد عندها وجهه نظر لهروبها دا .

+


- بالظبط .و عشان كدا اتعصبت عليكِ و خرجت عن شعوري لما عرفت انك عارفه مكانها و مخبيه عني 

+


كارما. انتِ مفكراني عيل صغير اول ما هعرف هطلع اجري على يوسف و اقوله علي مكانها.... ؟

+


لم اجيبه فتابع بحزن تجلى في نظراته 

+


-لا يا كارما انا كنت هقعد مع كاميليا و اعرف منها هي عملت ليه كدا ؟ لإنى واثق ان في سبب قوي لهروبها دا و وقتها كنا هنحدد نعمل ايه و نتصرف ازاي... 

+


زفر بقوة قبلان يضيف بصدق

+


-يوسف راجل يا كارما و كبير عيلته و الكبير قبل الصغير بيعمله الف حساب لما تيجي مراته تصغره و تسيبه و تهرب بالشكل دا متخيله شكله هيبقي ايه ؟او حالته هتبقي عامله ازاي ؟

+


كارما بحزن

+


- انا مفكرتش في كل دا عشان انا مكنتش اعرف يوسف انا خوفت علي كاميليا لإني شفت حالتها لما كنتوا عندنا كانت عامله ازاي و رعبها من ان يوسف يعرف مكانها انا كنت متلخبطه مكنتش عارفه اعمل ايه ؟

+


-  لو كنت جيتي قولتيلي كنا فكرنا سوي و اتفقنا هنعمل ايه 

+


بس للأسف يا كارما انتي موثقتيش فيا لا و كمان كنتِ بتتهربي مني كأنك عادي ممكن تبعدي عني واني مش فارقلك 

+


الجمته حروفها القاتلة حين قالت

+


- انا معرفكش عشان اثق فيك يا مازن… و لو هتكلم عن مازن بتاع زمان فانا وثقت فيه و انا طفله عندها عشر سنين و خذلني و كسر قلبي 

+


 اقترب منها بعينين اختلط بهم العشق و الذنب معًا

+


 -ما عاش و لا كان اللي يكسر قلبك يا روح قلبي  والله ما خذلتك بس غصب عني مكنتش قادر ارجع و اول ما جتلي الفرصه مترددش و جيتلك .

+


 عارضته بوجع تبلور في عينيها

+


- لا يا مازن انت مكنش عندك دافع عشان ترجع و حتي لما رجعت مرجعتش عشاني انت رجعت لما علي كلمك لو مكنش كلمك مكنتش فكرت ترجع زي كل سنه ما كنت بتيجي و تمشي من غير ما تبص وراك حتي .

+



        
          

                
تفاجئ من جملتها الأخيرة فقال باستفهام

+


 انتِ عرفتي منين اني كنت باجي كل سنه ؟

+


تعانق الدمع والوجع بعينيها و نبرتها حين قالت

+


- عشان كل سنه كنت بروحلهم في اليوم دا و بشوف الورد بتاعك هناك ... كل سنه كنت بستناك تفتكرني و ترجعلي..

+


كل سنه كنت بروح من هناك  مكسورة الخاطر و انا عارفه اني مخطرتش علي بالك و لا افتكرتني حتي . عرفت ليه انا موثقتش فيك !

+


هب قلبه النازف مدافعًا عن بقايا روحه المعذبة ينفي بشاعه ظنها بقلبه

+


- بس انا منستكيش ولا لحظه . انا كنت متدمر مكنتش عايز ادمرك معايا كنت انسان مش عايش اصلا مكنتش عايز ارجع اعلقك بيا و اتعلق بيكِ و بعدين تضيعي مني زي اللي ضاعوا ..

+


- انت في كل الحالات دمرتني. دمرتني بغيابك . دمرتني بوعد وعدتهولي و انت اصلا مش ناوي تنفذه. و حتي برجوعك ليا دمرتني .  بس انت عارف انا مش زعلانه عشان المرادي انا هقدر اشيلك من قلبي و ابتدي صح يمكن رجوعك دا كان في صالحي عشان يفوقني من الحلم الي سجنت نفسي فيه طول حياتي .

+


كفكفت عبراتها وهي تعاند ألم قلبها القاتل لتُكمل

+


-عارف ؟ انا دلوقتي بس هقدر اعيش حياتي و ابتدي من جديد 

+


قهقه مازن بغضب و اخذ يتقدم منها ببطئ مرعب وعينين كجمرات من النار  و هو يردد كلماتها كمن فقد عقله 

+


- تبتدي من جديد امممم  صح ..!

+


ارتعبت من مظهره و خاصةً حين قال بشراسة

+


-هو انتِ عندك. حق انتِ هتبتدي من جديد فعلًا بس معايا بردو عشان احنا هنردم علي كل اللي فات دا و هنبتدي بدايه صح…

+


لم يمهلها الوقت في الرد إذ تابع بجفاء

+


-  و اوعي عقلك يصورلك انك ممكن يكونلك بدايه مع حد غيري عشان انا ممكن اطربق الدنيا علي دماغك. فاهمه ؟

+


قال جملته الأخيرة بوعيد افزعها فانتفضت نظراته و انتفض معها قلبه الذي لامه بشدة علي خوفها منه فاقترب منها قائلا بصوت أجش  

+


- بصي يا كارما  انا صعب و عصبي و متهور و يمكن غبي كمان بس بحبك …

+


قاومت اقترابه منها فجاءها صوته المُعذب و العاشق حسن قال  

+


- انا بدايتك و انا نهايتك يا كارما كل ما حطيتي دا في دماغك و اقنعتي نفسك بيه هيكون احسنلك لإني فعلا مش ناوي اسيبك .

+


التقت عينيه مع خاضتها في نظرة طويلة لم يقطعها صوته الحاني حين قال

+


- مفيش إنسان عاقل هيسيب الحاجه الوحيدة الي خلت لحياته طعم. الحاجه الوحيده الي نورت عتمته.

+


ثم اقترب منها قائلا بنبرة يشوبها التوسل

+


- ترضيلي اعيش في الضلمه باقيه عمري يا كارما ؟

+



        
          

                
تسابقت العبرات تفر من مقلتيها هربًا من عذابه و لوعتها حين رأت  تلك النظره المنكسرة في عينيه فأوشكت على الحديث و لكن منعها رنين هاتفه 

+


لعن مازن بداخله بشده و أخرج الهاتف من جيبه ليتفاجأ برحيم الحسيني فأجاب بحذر 

+


- اهلا يا رحيم بيه 

+


-  حالا  تعرفلي مكان يوسف و كاميليا من تحت الأرض يا مازن .

+


تفاقم حنق مازن من حديث رحيم و نبرته الغاضبه ولكنه حاول كظم انفعالاته قائلًا

+


- حضرتك عرفت منين ان يوسف عرف مكان كاميليا ؟

+


رحيم مصححًا بسخرية قاتمة تشبه غضبه العارم

+


- قصدك ان يوسف خطف كاميليا ! علي ابن خالتها كان هنا و قال ايه عايز يحمي بنت خالته مننا.."

+


لم يمهله الفرصة للحديث فصاح بصرامة

+


-في ظرف كام ساعه الاقيك قدامي يا مازن و معاك يوسف 

+


فاهم ؟

+


مازن بجفاء

+


- رحيم بيه انا حاليا في اسكندريه و في حد قريبي  في العنايه المركزة و مش هقدر اسيبه بس اوعدك اني هعرف مكان يوسف في اقرب وقت ..

+


أوشك أن يلعن ولكنه تدارك نفسه قائلاً بحزم

+


- الليله... الليله يا مازن تكون عرفت هو فين 

+


- حاضر متقلقش 

+


اغلق هاتفه و التفت الي تلك الواقفه تتابع مكالمتهم بخوف قائله 

+


- في ايه يا مازن 

+


أجابها مطمئناً 

+


- مفيش حاجه يا حبيبتي الجماعه عرفوا ان يوسف عرف مكان كاميليا و بيسألوني مش اكتر .

+


- مازن متكذبش عليا انا سمعته بيقول علي

+


زفر مازن و قال بجفاء

+


- على راح القصر يدور علي يوسف و كاميليا هناك 

+


انهارت كارما باكيه و قالت من بين دموعها 

+


- ارجوك يا مازن متخليهمش يأذوا على 

+


- اهدي يا كارما محدش هيقدر يأذي على ليه بتقولي الكلام دا ؟

+


تفاجئ مازن من حديثها فأجابته بانفعال

+


- الناس دول شريرين و مفتريين و ممكن يأذوه زي ما أذوا خالتو زهرة و كاميليا أرجوك يا مازن رجعلنا علي و متخليهمش يؤذوه 

+


حاول استيعاب كلماتها قبل أن يقول بلهفة

+


- يا حبيبتي اهدي محدش هيأذي علي الناس دي مش وحشه زي مانتي فكراهم...  

+


عارضته بغضب

+


- لا وحشين. ارجوك احنا ملناش غير علي مش كفايه ماما بين الحيا و الموت بسببهم حرام والله .

+



        
          

                
- مازن برفق 

+


-علي دا اخويا و محدش هيقدر او حتي هيفكر يأذيه دا اولا . و ثانيا اوعي تخافي و انا جمبك و علي انا ممكن افديه بروحي علي فكرة ..

+


 اندفعت كارما قائله 

+


-بعد الشر عنك...  

+


تراجعت على الفور مصححه كلماتها 

+


-اقصد بعد الشر عنكوا يعني !

+


ابتسم مازن علي اندفاعها و همس بنبرة عاشقه  

+


- خايفه عليا ؟

+


تلعثمت قائلة 

+


-يعني.  ا...  اكيد انت زي علي و مش هتمنالك حاجه وحشه ..

+


اتسعت ابتسامته ولكنه لم يُرِد احراجها اكثر 

+


- طب انا هروح دلوقتي اشوف موضوع يوسف و كاميليا دا عشان لو فضلت اكتر من كدا هوريكِ بجد انا زي علي و لا لا .

+


ألقي نظرة سريعة على هاتفه ثم تابع 

+


-هرجعلك تاني و هكلمك كل شويه اطمن عليكي و علي طنط فاطمه اياكي متروديش عليا ..

+


عاندته بدلال 

+


- و لو مردتش هتعمل ايه يعني ؟

+


أجابها بلهجة عابثه

+


- هاجي اعاقبك عقاب ميخلكيش تعرفي تتكلمي بعديه اصلا . 

+


تفاجئت بكلماته و قائله بحنق

+


- تصدق انك قليل الادب 

+


- طب كويس انك عارفه خافي مني بقي.

+


 ارسل لها  غمزة عاشقة ثم انصرف و انصرف معه قلبها.... 

+


***********

+


سلبتك مني الحياة كما تُسلب الروح من الجسد دون أن يكون لي القدرة علي الإعتراض... 

+


لم تكُن أبدًا عادِله معي فعِندما أعطتني الخيار كان لتكسِرني أكثر فكُلما أعترضت أخبرتني لقد كان الخيار لك....... 

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁

+


كانت تتحدث بغضب و فوضاويه دون القدره علي النظر إلي عينيه التي حتما ستكشف خدعتها.. 

+


اما عنه فكانت كلماتها كسهام تغرز في قلبه فهو يدرك بأنها في أعماقه بأنها تعشقه و لكن كبرياؤه الجريح يأمره بالثأر لما فعلته به  

+


رفعت كاميليا عيناها اليه لتجد عينان تشع بنيران الغضب و الخيبه معا فقاومت دموعها التي تهدد بالهطول فحدثت نفسها قائله

+


-اهدي يا كاميليا كدا احسن له و لكي انسحبي بكرامه احسن ما يرميكي هو من حياته 

+


و أخيرا تحدث يوسف بعد أن سيطر علي غضبه فهو قادر علي القتل في تلك اللحظه فقال من بين أسنانه

+



        
          

                
- و ياتري لقيتي حد غيري اتشدتيله و حسيتي ان مشاعرك صادقه معاه ؟

+


 ارتعبت كاميليا من مظهره الذي لا يوحي بالخير 

+


فاسرعت تنفي قائله بلهفة

+


- لا لا طبعا هو انا هعرف حد منين ؟ هو انا بخرج اصلا عشان اشوف حد او حد يشوفني؟

+


شبك يديه خلف ظهره و كأنها يحميها من بطشهم ثم قال بلهجه غلب عليها الاستنكار

+


-  ليه ؟ ما انتِ بقالك اربع شهور بتشتغلي معقول مشوفتيش حد لفت نظرك او اعجبتي بحد ؟

+


سقط قلبها ذعرًا من أن يعلم بأمر هذا الأخرق مديرها فخرجت كلماتها متلعثمة

+


- هاه. هو انت تقصد مين؟

+


ضيق عينيه و أجابها باختصار

+


- انتِ عارفه انا  اقصد مين.

+


وقعت في فخ الخديعة و صاحت بانفعال 

+


- لو تقصد مستر احمد والله يا يوسف انا ماليش دعوه هو اول ما قالي انه بيحبني انا صديته خالص و قفلت معاه الموضوع صدقني اصلًا من الأول وانا بصده حتي لما طلب يقابل اهلي والله مفيش بيني و بينه حاجه ..

+


عند هذا الحد لم يتمالك يوسف نفسه فهو كان يسايسها ليعرف منها ما كان يحدث في غيابه فكل تلك التقارير التي كانت تأتيه عن جميع تحركاتها لم تكن تشفي فضول قلبه الذي لا يعترف سوى بوجودها بجانبه. 

+


فاندفع يعنفها حتى كاد كتفاها أن ينخلعا  

+


-  حصل ايه بينك و بين  الحيوان دا؟ و ازاي تسمحيله يقولك كدا ؟

+


سقطت في دوامة من العبرات متبوعه بكلماتها الممزقة

+


- والله يا يوسف انا من اول ما حسيت بحاجه من ناحيته ليا و انا بصده و اول ما قالي انه بيحبني صديته جامد و بهدلته و بعدها انت جبتني علي هنا دا اللي حصل والله العظيم .. 

+


تركها يوسف بعنف حتي كادت ان تقع قائلا بسخريه 

+


- عشان كدا كنتي ناويه تسافري معاه صح؟

+


صاحت باندفاع

+


- لا والله هو اعتذرلي و قالي انسي اي حاجه هو قالها خصوصا اني كلمته بحده و وضحتله ان مشاعره دي مرفوضه بالنسبالي ..

+


كاد أن يخنقها في تلك اللحظة ولكنه كظم غيظه بصعوبه حين قال

+


- و دماغك اللي بتخطط وتنفذ دي مفكرتش و لو للحظه انك لما تقولي  لواحد كدا و ترفضيه بالطريقه دي مش ممكن يفكر انه ينتقم لكرامته و يردلك القلم عشره ؟ 

+


تراجع خطوتين إلى الخلف خوفًا من أن يطيح بها ثم زأر بقوة 

+


- انطقي مفكرتيش ؟

+


تعاظم الذُعر بقلبها و صرخت بانهيار

+


-  لا والله مفكرتش كدا انا قولت هو خلاص شالني من دماغه خصوصا انه اتعامل معايا برسميه بعدها .

+


ضاق ذرعًامن غبائها فهتف ساخرًا

+


- عشان غبيه مبتفكريش غير تحت رجليكي كل همك تهربي من يوسف و بس . كنتِ عايزه تسافري معاه عشان علي ما ترجعي من السفر اكون رجعت عالقاهرة و تخلصي من مقابلتي صح ؟

+


اندهشت من حديثه الهذه الدرجه قد تكون كالكتاب المفتوح بالنسبه له ؟

+


لاحظ اندهاشها فقال بوجع مكبوت

+


- انا جتلك لحد عندك قلت يمكن ندمت انها هربت

+


جيتلك لحد عندك عشان اديكي فرصه تحكيلي. كنت مستنيكي بس تفتحي الباب و تدخلي مكنتش طالب منك غير تقفي ادامي و تقوليلي اي حاجه هسامحك عليها ."

+


صمت يحاول كبت ذلك الحزن اللعين الذي يضيق به صدره ثم تابع بسخرية قاتمه 

+


-بس انتِ بردو مفكرتيش غير تحت رجليكي و كان كل همك تهربي  مني و مفرقش معاكِ حاجه .

+


صدمتها كلماته فانفلتت الحروف من بين شفتيها 

+


- انت كنت عارف اني عند خالتو فاطمه و اني كنت هفتح الباب از.. ازاي عرفت ؟

+


لم تعد تكفي طاقته لاحتمال هذا الجدل العقيم فعشقه لها مقابل عشقها كان كمحيط مقابل بحيرة لهذا انهي حديثهم قائلًا بسخرية يشوبها الألم

+


- عارفه يا كاميليا انتِ عندك حق احنا اتسرعنا فعلا بجوازنا و دي غلطه لازم تتصلح وووووووو

+


يتبع .


قد يعجبك ايضا


الثامن من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close