اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السادس 6 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السادس 6 بقلم نورهان العشري 



مر الكثير ولم استطِع التعرف على ماهية هذا الثقل في قلبي أهو إنطفاء ؟ ام حزن ؟ أم إكتئاب ؟ لا.  فروحي قد خاضت كل ما سبق ، و هذا لا شئ مما يحول بضدري  الآن .

+


فثمه شعور قاتل يجتاح كياني فقط أشعر به و لا استطيع الافصاح عنه . أود الهرب منه و من كل التساؤلات و التخبطات و التخمينات و كل ما يجعلني أقع في هذه الحيرة اللعينة.  فأنا متعب من الصمت ، و من الحديث ، و من نفسي أيضا.

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


في الإسكندرية تحديدا في كلية الطب نجد ذلك المارد الغاضب يقتحم باب المدرج بدون اي استئذان فلم يأبه لتوبيخ ذلك الدكتور فأخذت يجول ببصره يبحث عن معذبه قلبه ف فوجدها تنظر اليه بذعر غير مصدقه ما تراه عيناها فتقدم إليها بكل هيبه و غرور اذاب قلوب جميع الفتيات حوله فكانت بعض المهمات

+


" مين القمر دا ؟ ايه دا شفتي المز دا ؟ يا لهوي هو في كدا ؟"

+


فلم يهتم بما يدور حوله كان نظره منصب عليها وما ان وصل الى مقعدها حتى بسط ذراعة امامها فنظرت إلى يده الممدودة إليها في دعوة صريحة لتسليم قلبها قبل يدها فهمت بالرفض و لكن اوقفتها تلك النظرة المرعبة التي حدجها بها فعلي الفور وضعت كفها في يده فقام بسحبها خلفه الي خارج المكان تاركين الكثير من الأعين منها مذهوله و حانقة و آخري حاسده …

+


و ما إن خرجوا حتي صاح الدكتور غاضبا من ذلك المغرور الذي لم يبالي به و اطاح بكبريائه امام تلامذته : "البنت دي اسمها ايه ؟"

+


فصاحت احدي الفتيات بغل : 

+


"اسمها كارما هاشم يا دكتور ."

+


فقال بشر :

+


" انا هوريها هي و الكلب دا "

+


في الخارج نجد مازن يسحب كارما خلفه و اسنانه تصطق من الغضب غير آبه لغضبها و لا محاولاتها المستميتة للتخلص من قبضته الأشبه بالفولاذ فكانت تضربه على يده تارة وتركله بقدمها تارة آخري ...

+


فجأه التفت مازن فاصطدمت كارما به و لكنها تفاجأت بعيونه التي تقطر دما من شده الغضب ونبرة صوته المُرعبه و هو يهتف من بين اسنانه قائلا :

+


" احسنلك تسكتي متتقليش حسابك معايا اكتر من كده فاهمه و لا لا .؟

+


فلم تستطع التفوه بحرف من شدة رعبها منه . اما عنه فواصل سيره الى ان وصل بها الي سيارته فتح الباب و القاها بعنف ثم التفت و ذهب الى مقعده امام المقود و ادار السياره بغضب وانطلق بسرعه جنونيه جعلت تلك الجالسه بجواره تشعر بالفزع فقالت برعب : 

+


"مازن ارجوك اهدي احنا كدا ممكن نعمل حادث .."

+


فما كان منه سوي انه زاد من سرعته 

+


مما زاد من رعبها فنزلت دموعها و قالت ببكاء هز قلبه : "مازن انا هموت من الرعب ارجوك هدي السرعه.."

+
            
فانتفض مازن بعنف ناتج عن ضعفه امامها و صوت بكائها فأوقف السيارة بغتة و انتفض جاذبا يده من بين يديها قائلا بغضب شديد : 

+


"مش عايز اسمع صوتك فاهمه ؟"

+


فانفجرت كارما في نوبة بكاء شديدة من عنفه معها ... فزفر مازن حانقا من تأثيرها اللعين عليه فأخذت يده تعبث في خصلات شعره بعنف كاد ان يقتلعها من جذورها 

+


وأخذ ينفث النيران المدلعه من جوفه علي هيئه شهيق و لكنه لم يتحمل دموعها اكثر فحاول تهدئتها فانفجرت في وجهه قائله بعنف : 

+


"ابعد عني اوعي تفكر وقرب مني فاهم و لا لا ؟"

+


 واخذت تضربه علي صدره بغضب فصاح مازن بعنف :

+


"اخرسي انتِ كمان ليكِ عين تتكلمي ؟ بقالي قد ايه بحاول اوصلك و سيادتك ولا معبراني . سيباني هتجنن عليكِ و انتِ و لا انتِ هنا.  انتِ فاكرة انك كدا بتربيني فوقي يا هانم شوفي انتي بتتعاملي مع مين ؟ انا مازن المنشاوي مش حته عيله زيك تعمل فيا انا كدا !"

+


فنظرت له كارما من بين دموعها نظرة انكسار جعلته يلعن نفسه سرا كيف طاوعه قلبه ان يؤذيها بهذا الشكل فأوشك علي الاعتذار لها و لكن اوقفه رنين هاتفه 

+


فاجاب مغتاظا:

+


" ايوه يا استاذ زفت هو انا مش ورايا غيرك ؟"

+


فأجاب أدهم بغضب : 

+


"مش وقت  كلامك دا .. شكل في مصيبه يوسف لم حاجته و سافر فجأه و لما كلمته قالي انه خلص اللي كان جاي عشانه و بعدين سمعت صوت همس جنبه كدا زي ما يكون حد متخدر تقريبا دا صوت كاميليا.  و لما سألته مين دي ؟ قالي ملكش فيه قولتله دا صوت كاميليا ؟ قالي مش شغلك و قفل في وشي انا مرعوب ليعمل فيها حاجه انت عارف يوسف في غضبه بيبقي مش شايف قدامه ."

+


صاح مازن قائلا :

+


" انت بتقول ايه ؟  لقي كاميليا فين ؟ و ازاي ؟ اكيد انت سمعت غلط.  كاميليا ايه اللي هيجبها اسكندريه ؟" 

+


- أدهم بتأكيد : 

+


"انا متأكد انها كاميليا واللي أكدلي اكتر لما قفل في الكلام عرفت ان في حاجه غلط احنا لازم نلحقه قبل ما يتهور "

+


مازن بغضب

+


" طب اقفل يا أدهم و انا هتصرف "

+


ثم اغلق الهاتف متمتما بحنق

+


" الله يخربيتك يا يوسف هتعمل ايه ربنا يستر ؟"

+


و لم يلحظ تلك التي امتقع وجهها ما ان سمعت ما اخبره به أدهم فقالت برعب :

+


" هو ممكن يأذيها يا مازن ؟ هو ممكن يأذي كاميليا ؟"

+


صُدم مازن من حديثها قائلا : 

+


"انتِ تعرفي كاميليا ؟"

+


فأجابت بصوت خافت : 

+


"اه اعرفها .. كاميليا كانت قاعده عندنا "

+



        
          

                
شعر مازن و كان صاعقه ضربته هل يمكن ان تكون كاميليا قريبه منهم إلى هذا الحد و لم يروها ؟؟ و أخذت الأسئلة تتزاحم بعقله فقال بلا وعي

+


" معقول يكون يوسف عارف مكانها عشان كدا جه فجأه ؟! طب ليه طلب مني ادورله عليها ؟؟" و ايه السر اللي خلاه استني كل دا و مرحش جابها ؟"

+


ثم توقف كمن تذكر شئ فأردف قائلا بذعر 

+


"عشان كدا كان بيتكلم عن الفرصه التانيه و ازاي هتستغلها ؟ يبقي اكيد هو كان عارف مكانها من قبل ما ييجي و الا مكنش هيبقي عنده الثبات دا .  طب ليه مقاليش. ؟! يبقي اكيد بيخطط لحاجه "

+


ثم نظر كارما بغضب تجلى في نبرته حين قال :

+


" انتِ تقوليلي دلوقتي كل حاجه تعرفيها و ازاي كاميليا جت عندكوا و إياكي تكدبي في حرف"

+


 ثم صرخ مردفا

+


"  فاااااهمه  ؟"


+


**********

+


عودة إلى القاهرة تحديدا في مشفى للأمراض العقلية يقف رائد يتحدث الى الطبيب الخاص بوالدته 

+


" يعني مفيش أمل يا دكتور تفوق و تبقي كويسه ؟"

+


الطبيب بعمليه : 

+


"دي مسأله وقت يا رائد بيه احنا بنعمل اللي علينا و الباقي علي ربنا ادعيلها "

+


رائد بغضب : 

+


"يا دكتور انت بقالك سنين بتقولي الكلام دا و مفيش اي تحسن و لو بسيط في حالتها .."


+


- الطبيب بتفهم لحالته

+


" يا رائد بيه كل اللي عند والدت حضرتك نفسي مش عضوي هي محتاجه حافز قوي يخليها تخرج من القوقعة اللي هي فيها . و دا في ايدك انت !  انت الوحيد اللي يقدر يخرجها من الحاله دي "

+


- زفر رائد حانقا فهو لم يدع شئ لم يفعله حتى يخرجها من هذا الصمت الرهيب فهي منذ تلك الحادثه البشعه التي تعرضت لها علي يد ذلك المجرم وهي في تلك الحالة الأشبه بالأموات فقد حرمه هذا اللعين من حنان والدته و والده منذ ان كان في السابعة من عمره . و لكن من حسن حظه أخذه الموت قبل ان ينتقم لوالدته التي قام باغتصابها بأكثر الطرق وحشية وتركها تنزف حتي الموت و استطاعوا انقاذها بأعجوبة ومنذ ذلك اليوم و هي علي هذا الحال ...

+


اما عن عمه فهو كان شاهدا علي عذابه و ألمه و شعوره بالخزي لعدم قدرته على الوقوف امام تلك العائله ذات النفوذ الواسع فقد كان رحيم الحسيني شخصيه صارمه و مرعبه و ذو سلطه كبيرة لا يستطيع أحد الوقوف أمامه 

+


لهذا كان رائد أمله الوحيد في الإنتقام فكان لا ينفك ان يبث سمومه في عقله حتى جعله يعيش و يتنفس فقط من أجل الأخذ بثأره من آل حسيني 

+


فاق رائد من تأملاته على صوت الطبيب يخبره بأنه يجب ان يحاول مرارًا و تكرارًا مع والدته  يجعلها تستجيب و تحاول الرجوع مجددا للحياه الطبيعية ...

+



        
          

                
طلب رائد الدخول إلى والدته للتحدث معها فسمح له بذلك 

+


فدلف إلى لداخل الغرفه فوجد تلك السيدة الجميلة ناهد التي تمتلك ملامح غايه في الجمال و الرقه و لكنها تضج بالحزن الذي ارجعه رائد لتلك الحادثه البشعه التي تعرضت لها . لم يكن يدري ان ما تحمله تلك السيدة من أسرار أبشع و ابشع من ان يتخيلها عقله ....

+


-اقترب رائد من والدته محدثا اياها بشوق كبير : 

+


"وحشتيني اوي يا امي هتفوقي امتى بقى ؟ نفسي اترمي في حضنك اللي اتحرمت منه بقالي سته و عشرين سنه ارجعيلي ارجوكي و انا هجبلك حقك من كل الي أذوكي و أولهم بابا ...."

+


ثم نزلت دمعه حارة من عينيه فقال بألم

+


" انا ضايع من غيرك يا ماما انا اذيت الانسانه الوحيده اللي حبيتها مقدرتش احميها من غضبي وجناني و أنتقامي . فوقي ارجوكي و الحقيني قبل ما كل حاجه حلوة جوايا تروح و تختفي. "

+


أطلق تنهيدة قويه قبل أن يتابع بتوسل 

+


" انا ماليش غيرك انتِ سمعاني؟  ارجوكِ اعملي اي حاجه تدل علي انك سمعاني ارمشي بعنيكي و انا هفهم .."

+


لم يجد منها اي رد فعل فزفر بحزن و نهض قائلا

+


" انا همشي دلوقتي و هجيلك تاني…"

+


ثم اقترب و وضع قبله حانيه علي جبينها و نصب عوده متجها لباب الغرفه مغادرا فلم يلحظ تلك الدمعه التي فرت من اعين تتلوي بنيران الحزن و الغدر و الفقد دون القدرة عن التعبير عما يعتمل بداخلها خوفا على فلذة كبدها


+


في كثير من الأحيان نلجأ إلى تحمل نيران الصمت خوفًا من مرارة الحديث الذي سيودي بنا و بأحبتنا إلى الهلاك.

+


 فـ نبتلع جمرات حقيقة ان بُحنا بها ستحرِقنا وإن لم نبُح ستأكُلنا من الداخل فما أقسى ذلك الشعور . 

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


عودة الى الاسكندريه ......

+


قامت كارما بقص كل شئ علي مازن منذ ان وطأت كاميليا قدماها بيتهم حتي هذه اللحظة فجن جنونه قائلا بصراخ

+


" يعني طول الوقت كانت عندكوا و انا معرفش ؟ و يوم ما كنا عندكوا كانت هي اللي هتفتح الباب و تدخل علينا و انتوا عملتوا الفيلم دا كله عشان منشوفهاش ؟!"

+


ثم نظر إليها باذدراء قائلا : 

+


"و انتي يا كارما مكنش عندك اي ذرة ثقه فيا تخليكي تحكيلي ؟"

+


كارما ببكاء

+


" والله غصب عني خفت احكيلك تقوله على مكانها و هي كانت مرعوبه ليعرف هي فين ."

+


مازن بحزن

+


" عشان كدا مكنتيش بتردي عليا اليومين اللي فاتوا يا تري بقي بتأدبيني؟ و لا كنتِ مكسوفه توجهيني و خصوصًا اني حكتلك اد ايه يوسف اتعذب في بعدها ؟"


+



        
          

                
عودة لوقتًا سابق

+


في بهو فندق ( ..... ) تجلس كارما مع مازن منتظرين وصول أدهم 

+


كارما باستفهام 

+


" هو مين ادهم دا ؟و ليه عايز تعرفني عليه ؟" 

+


أجابها بسلاسة

+


" أدهم دا ابن خالتي هو و يوسف و يبقوا اقرب ناس ليا عشان كدا عايز اعرفهم عليكِ هتشوفي ادهم النهارده و في اقرب وقت ان شاء الله هعرفك علي يوسف "

+


- بللت كارما حلقها الذي جف عند سماع اسم يوسف فهذا ما كانت تخشاه منذ ان اخبرتهم كاميليا بعلاقة يوسف ومازن فحاولت ان لا تظهر ما يعتمل بداخلها فسألت بصوت حاولت ان تجعله غير مبالي قدر الإمكان 

+


-" و هما متجوزين بقي ولا ايه ؟"


+


رفع مازن حاجبه مستغربا و لكنه اجاب بهدوء

+


" أدهم معقد شويه مالوش في سكه الجواز دي و يوسف كان كاتب كتابه بس الدنيا لخبطت معاه شويه اليومين اللي فاتوا دول و مش عارفين هترسي علي ايه ؟"

+


كارما بسخريه مصطنعه :

+


" متقوليش انه ظروفه وحشه و مش عارف يتجوز !"

+


ابتسم مازن بمراره قائلا : 

+


"ياريت كان الموضوع كدا كانت سهله.  اصلا يوسف دا  الملايين عنده ملهاش عدد دا ماسك تلتربع اقتصاد البلد .."

+


كارما باستفهام: 

+


" اومال ايه ظروفه دي اللي منعاه يتجوز ؟"

+


- شرع يسرد لها مقتطفات من حياتهم 

+


"  كان بيحب بنت عمه من وهي طفله و وقف قدام جده و العيله كلها عشان يتجوزها و فعلا راح كتب كتابه عليها و حطهم كلهم قدام الامر الواقع و بالذات جده اللي خيره بينها و بين ثروته كلها و اختارها هي فجأه بعد كتب كتابهم بكام يوم هربت و سابت البيت من غير ما حد يعرف و من وقتها يوسف هيتجنن وحاله اتشقلب واتحول من انسان مرح ومتفائل لإنسان عصبي جدا لا يحتمل و مبقاش حتي بيبص في وش حد فينا اتحول 180 درجه "

+


- كارما باهتمام 

+


" طب تفتكر هى ليه عملت كدا ؟"

+


- مازن بتفكير :

+


" والله يا كارما ما عارف ايه يخلي كاميليا تهرب كدا؟  و خصوصا انها عارفه ان يوسف روحه فيها . دي زي ما يكون عايزة تموته بالبطيء "

+


- كارما باندفاع : 

+


"مش يمكن عندها اسباب قويه ؟"

+


- مازن بتهكم

+


" أسبابها دي كلها ملهاش لازمه بعد اللي عملته اهم حاجه دلوقتي ان يوسف ميلاقيهاش وهو في حالته دي او حتي لما يلاقيها اكون معاه عشان الحقه من اي حاجه غلط ممكن يتهور ويعملها في لحظة غضب "

+



        
          

                
- كارما بذعر :

+


" هو ممكن يأذيها لو لقاها ؟"

+


- مازن بنفاذ صبر

+


" ربنا يستر .  هو احنا هنقضي اليوم كله في الكلام عن كاميليا و يوسف و لا ايه ؟"

+


عودة إلى الوقت الحالي 

+


همست كارما بتوسل 

+


" ارجوك متقولش كدا انا كنت مرعوبه بجد انه يعرف و لما حكتلي علي حالته كنت عامله زي التايهه مكنتش عارفه اعمل ايه ارجوك سامحني انا خفت ليأذيها والله ."

+


مازن بسخريه

+


" و مفكرتيش هو لو لقاها دلوقتي ممكن يعمل فيها ايه ؟ تخيلي كدا و فكري عقلك  مقالكيش واحد لقى مراته اللي كان بيعشقها و هربت منه بعد كتب كتابهم بأسبوع و سيباله حته ورقه تقوله فيها ان الجواز مسئولية هي مش قدها ! و انها اتسرعت ! مفكرتيش لما يلاقيها ممكن يعمل فيها ايه ؟ او خياله في الفترة اللي سابته فيها هيصور له ايه ؟"

+


كارما بذعر 

+


" والله ما فكرت في دا كله و بعدين هو بيحبها و اكيد بيثق فيها يعني عمره ما يأذيها"

+


+


مازن بغضب

+


" عشان غبيه اي راجل في مكانه كبرياؤه هو اللي هيتحكم فيه و هيدوس على مشاعره قصاد الاهانه الي اتسببتله فيها و خصوصًا واحد زي يوسف وفي مكانته عمره ما هيعدي اللي حصل بسهوله كان ممكن تقوليلي و نلاقي حل نمنع المصيبه دي "

+


كارما بلهفة

+


" ارجوك كلمه و اعرف منه حصل ايه ؟ دي ماما ممكن تموت فيها لو حصل لكاميليا حاجه "

+


مازن بحنق

+


"مش بقولك غبيه و هتفضلي غبيه علي اساس انه هيقولي حاجه اصلا !"

+


فأخفضت كارما رأسها بحزن فقد اهانها كثيرآ فآلمه قلبه بشدة على حزنها فقال بهدوء : 

+


"مسمعش نفسك انا هكلمه هحاول افهم منه اي حاجه "

+


ثم التقط هاتفه وقام بالاتصال بيوسف الذي اجاب بسخريه واضحه من رنه صوته : 

+


"اهلا بوحش الداخليه !"

+


- مازن بترقب : 

+


"اهلا يا يوسف عندي ليك خير حلو !"

+


- يوسف بنفس لهجته

+


" أشجيني !"

+


- مازن بترقب لرده فعله

+


" انا عرفت مكان كاميليا ."

+


قهقه يوسف بشده ثم قال بعبث

+


" كاميليا مكانها معروف يا مازن من زمان !"

+


مازن باستفهام

+


" يعني ايه مش فاهم ؟"

+


يوسف باستهزاء

+



        
          

                
" ياخي مش عارف انت قاعد تعمل ايه في الداخلية ؟!"

+


ثم اردف بنبره مرعبه

+


 " جنبي مكانها جنبي يا مازن و اهي رجعت لمكانها تاني !"

+


مازن بمهادنة : 

+


"يوسف . كاميليا دي حب حياتك بنتك اللي مربيها علي ايدك اوعي تأذيها أوعى تعمل حاجه تندم عليها باقيه عمرك احتويها و افهم منها هي عملت ليه كده؟  ادي فرصه تانيه مرة واحدة في حياتك "

+


يوسف بمرارة

+


"  الفرصه الثانيه هي ضيعتها بإيدها و كل واحد لازم يدفع تمن أخطائه و كاميليا مش استثناء يا مازن "

+


فصاح مازن بغضب

+


" لا استثناء يا يوسف . لما تبقي روحك فيها وهي النفس اللى بتتنفسه يبقى استثناء … فوق و متسلمش نفسك للشيطان و اسمع كلام قلبك و صدقني مهما عملت فيها و مهما عاقبتها هتبقي بتعاقب نفسك معاها اتنازل مره واحده عشان خاطرها و عمرك ما هتندم "

+


حاول إخفاء ألمه من حديث مازن قدر المستطاع 

+


" سيب كل حاجة للظروف ... المهم مش عايز حد يعرف حاجه من اللي في البيت و نبه على زفت أدهم ميقولش حاجه لحد …"

+


-مازن بصدمه : 

+


"ايه دا هو انت مش هتاخدها عالبيت ؟"

+


- يوسف بغموض :

+


" قولتلك كل واحد لازم يتعاقب علي أخطائه!" 

+


- مازن بغضب : ا

+


"لله يخربيتك يا يوسف هتعمل فيها ايه؟ "

+


 فلم يكاد ينهي جملته حتي وجد يوسف قد أغلق الخط بل اغلق الهاتف ايضًا

+


زفر مازن بحنق متمتما

+


" الله يهديك يا يوسف و ربنا يستر عليها من جنانك ... "

+


ثم نظر الي كارما شذرًا و قال غاضبًا

+


" يالا عشان اوصلك بيتكوا و اروح الحق المجنون دا قبل ما يعمل مصيبه "

+


ثم قام بإدارة محرك السيارة و هو يسب و يلعن بغضب ففاجئته بوضع يدها فوق كفه الممسك بالمقود قائله بتوسل 

+


" طب و احنا ؟"

+


أجابها بسخريه مريرة: 

+


إحنا ! للأسف يا كارما مفيش احنا .. انتِ موثقتيش فيا .. اختارتي تخبي و تهربي و مفكرتيش في لحظه في شعوري هيبقي ازاي لما اعرف ؟ انتِ عمرك ما حبتيني لو كنتي حبتيني كنتِ وثقتي فيا و جيتي حكتيلي وانتِ واثقه اني هعمل الصح بس للأسف ."

+


مؤلم ان تكون عدة حروف بسيطه قادره علي سحق قلبك بين طيات معانيها فتشعر بانطفاء روحك للحد الذي يسلبك القدرة على الكلام . كعاجز فقد جميع حواسه بغته فلم يتبقى له سوي دموع بائسه تزيد من ألمه و معاناته فقط....

+



        
          

                
نورهان العشري ✍️


+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


في مكان ما مجهول أخذ يوسف يتطلع لتلك الجميلة النائمه في منتصف فراشه التي تشبه في جمالها الملائكه فقد كان يريد يروي شوقه إليها و لكن كبريائه الجريح كان يمنعه بشده فهو إلى الآن غير قادر على تصديق ما فعلته به فهروبها منه آلمه بشدة فلو اخبرته برغبتها في تأجيل الزفاف لم يكن ليعترض فهو دائما ما يلبي لها رغباتها حتي و إن كانت على غير هواه .... 

+


زفر بضيق وهم بالخروج من الغرفه و لكن اوقفته توسلات قلبه الذي كان يرجوه بالا يحرمه لذة قربها الذي تمناه كثيرآ.... 

1


فاقترب منها يوسف بشوق بلغ ذروته قائلا بوجع : 

+


"ليه تعملي فيا كدا ؟ تغدري بقلبي اللي مكنش عايز من الدنيا غيرك. كان مستعد يتخلى عن كل شئ يملكه و كان يكفيه قربك ."

+


طوقته أصفاد جراحه الساخنة فتابع بلوعه

+


" ليه تحكمي عليه يعيش تعيس باقيه عمره؟  ليه و انتي عارفه انك نقطه ضعفه الوحيده ...؟؟"

+


سخر من عذابه قائلًا

+


" المفروض اني جايبك هنا عشان بعاقبك بس شوقي ليكِ غلبني اوي و قلبي الخاين بيتوسلي عشان اسامحك و ارجعك جنبه تاني "

+


ثم نزلت دمعه حاره من عينيه لتستقر علي  وجهها و عينيها و كأنها تخبره بأنها منبع ارتوائه الوحيد ... 

+


و لكن ما جعله يستفيق من ذلك السحر عندما وجدها تبادله شغفه و ما جن جنونه اكثر عندما سمعها تقول هامسه... " يوسف وحشتني اوي .."

+


فنظر إليها بعدم تصديق فوجدها مازالت تحت تأثير المنوم فقد كانت تهذي باسمه أيعقل أن تكون تعشقه الى هذا الحد ؟ إذن لماذا تركته؟  لماذا ألقت به في بحور العذاب و ذهبت دون ان تلتفت إلي الوراء؟

+


+


كان يظن انه سيطفئ نيران شوقه فيها و لكن ما لم يتوقعه هو ان يشتعل شوقه بها أكثر فأصبح كنيران تحرق احشاؤه 

+


 فشعر يوسف بغضب يجتاح صدره من ضعفه أمامها فنهض حتي يحميها منه من شوقه جنونه و غضبه و ذهب للمياه علها تطفئ نيرانه .....

+


قضى يوسف الكثير من الوقت تحت المياه الباردة علها تريحه و لكن هيهات فقد كانت كمن يلقي البنزين فوق النار فعزم أمره علي مقاومة ضعفه اللعين تجاهها و محاسبتها علي ما اقترفته بحقه فهو لم يعد ذلك العاشق المتيم بها فقد تغير كثيرا وسيجعلها ترى ذلك .....

+


بعد مرور عدة ساعات تململت كاميليا في نومتها و بدأت في الاستيقاظ فوجدت نفسها في فراش غريب فنظرت حولها فلم تجد سوى الظلام و ذلك الجالس على الكرسي و حوله موجة من الدخان المتصاعد من جراء احتراق سيجاره 

+


فتمتمت كاميليا بصوت خافت

+


" يوسف ..!! "

+


فقال يوسف بلهجة خشنة بها رنة سخرية: 

+



        
          

                
" كويس انك لسه فكراني !"

+


- كاميليا بوهن :

+


" انا فين ؟"

+


- يوسف بنفس لهجته :

+


" في جحيمي يا كاميليا !"

+


نشب الخوف حوافره بقلبها فهمست كاميليا بذعر :

+


" انت عرفت مكاني ازاي ؟ و ناوي تعمل فيا ايه ؟"

+


نصب يوسف عوده الفارع واقترب منها بخطوات بطيئة بعثت الرعب في قلبها و قال بجانب أذنها بصوت كفحيح الأفعي :

+


" من أول ما خرجتي من البيت و انا عارف انتِ فين

+


أما هعمل فيكي ايه ؟ دي مش محتاجه اقولها عشان هتشوفيها بعينك !"


+


" لا تغضب من حماقة امرأة تحبها و لا تغضبي من حماقه رجل تحبينه وإلا فأين تدس الحياه سُمها إلا في ألذ أطعمتها ......." 

+


الرافعي


+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


+


أمام احدي الكافيهات ترجل أدهم غاضبا يلعن النساء جميعا فهن في نظره سبب جميع المصائب فجأه اقتحمت مخيلته تلك الفاتنه ببرائتها و جمالها و شراستها ايضًا فهو لم و لن ينسي موقفها مع هذان الشابان و ماذا فعلت بهم.. 

+


ليجد نفسه يبتسم تدريجياً دون وعي فهي منذ لقائهم الاول تقتحم صورتها افكاره و لكن سرعان ما نهر نفسه مذكرا إياها بفرمان أصدره سابقا بألا يثق بامرأة قط.... 

+


دخل أدهم المقهى بهيئته الجذابه و قامته المديده و فجأة سمع ضحكه مدويه التفت لها قلبه ساحبا إياه دون وعي لمصدر تلك السيمفونية التي عزفتها تلك الفاتنه علي اوتار قلبه فوجدها تلك الساحرة الشريرة التي تقتحم احلامه في اليقظة قبل المنام... 

+


كانت جالسه مع اصدقائها فظل في مكانه مأخوذا بها كانت كزهره اللؤلؤيه الصغيره بريئه وجميله ، مشعه و مبهجه تجذب الانظار اليها من دون اي مجهود منها...

+


فاختار ادهم اقرب طاوله يستطيع منها التأمل بها دون أن تراه.. 

+


و لكن سرعان ما تحولت مشاعر الافتتان بها و بجمالها إلى غضب مُميت عندما رأي ذلك الشاب يقترب منهم و يميل ليتحدث بجانب أذنيها و وجدها تنظر اليه ضاحكه و تضع يدها بداخل يده كمن اعتادت على فعل ذلك .. 

+


عند هذا الحد اشتدت قبضته فبرزت عروق يديه غضبا وهب واقفا و خرج مسرعا من المقهى حتى لا يرتكب جريمه.. 

+


و أخذ يعنف نفسه قائلًا:

+


" غبي و هتفضل طول عمرك غبي يا أدهم هتفهم امتى ان كل الستات زباله زي بعض.. ؟و هي زيها زيهم .."

+


ولكن كان أحدهم له رأياً أخر فعانده قلبه قائلًا

+


" بس ازاي و دي اتخانقت مع ولدين و بهدلتهم لمجرد انهم عاكسوها بس !"

+



        
          

                
عاد عقله لبث سمومه 

+


" عادي يمكن تمثيل عشان تلفت الانتباه ليها مانتا اتعمل معاك تمثيليه زي دي قبل كدا !"

+


هب قلبه معاندًا: 

+


"لا بس غرام غير . مستحيل البرائة دي يطلع منها كدا ابداً "

+


صاح عقله معنفًا: 

+


"مانتا قولت علي مرام نفس الكلام قبل كدا و طلعت زباله "

+


فتمسك قلبه بما يخالجه من شعور مؤكدًا على برائتها: 

+


"بس غرام غير دي محاولتش تتقرب منك زي ما مرام عملت و حتي طول الوقت مش طيقاك .." 

+


لم يتمالك نفسه و صرخ غاضبًا :

+


"  اوووووووف غرام و زفت احسن حاجه اشيلها من دماغي كلهم زباله حتي كاميليا اللي يوسف كان بيموت في تراب رجليها خدعته و هربت و سابته من غير حتي ما تبص وراها "

+


ثم ركب سيارته وانطلق بها بسرعه جنونية توازي جنون افكاره عندما رآها تتحدث بهذا الشكل مع ذلك الشاب.... 

+


***********


+


" ماما يا ماما "

+


فاطمه بفزع: 

+


"ايه يا حبيبتي مالك ؟"

+


كارما بذعر

+


" يوسف لقي كاميليا و خطفها و محدش عارف وداها فين ؟"

+


نزل حديث كارما على قلب فاطمه كصاعقه فهيا كانت تشعر بأن قدوم يوسف لمنزلهم كرساله تحزيريه لما هو قادم...  خانتها قدماها و سقطت علي اقرب مقعد قائله ببكاء 

+


"يا قلبي يا بنتي يا نري هيعمل فيكي ايه؟؟ يا تري هيظلمك زي ما امك اتظلمت علي ايدهم زمان؟ استرها من عندك يارب انت وحدك عارف هي طيبه قد ايه و استحملت قد ايه "

+


دخلت فاطمه في موجه من النحيب تتذكر اختها الراحله و فراقهم الذي ظلت تعاني منه الي ان جاءت كاميليا لتعوضها عن تؤم روحها التي حرمت منها منذ زواجها من هذه العائله البغيضه 

+


دخلت غرام الي المنزل فوجدت امها علي هذا الحال و كارما بجانبها تواسيها و تهدأ من روعها ففزعت قائله:

+


* في ايه يا ماما  بتعيطي ليه كدا ؟"

+


و عندما لم تجد اجابه نظرت الي كارما الباكيه قائله: "حصل ايه يا كارما ماما بتعيط كدا ليه ؟"

+


- كارما من وسط دموعها: 

+


"يوسف عرف مكان كاميليا و اخدها و محدش عارف راحوا فين و ماما هتتجنن عليها "

+


شهقت غرام بخوف و قالت: 

+


"و انتوا عرفتوا منين ؟"

+


صدمت كارما فلم تعرف ماذا تقول لترفع فاطمه عيونها موجهه حديثها الي كارما سائله: 

+



        
          

                
"ايوا صح انتي عرفتي منين يا كارما ؟"

+


- كارما بتوتر:

+


"  اي. ايه.. ؟"

+


 فنظرت لغرام مستنجده 

+


فقالت غرام مندفعه:

+


" اكيد من مازن اصله كان جاي النهارده يسأل علي علي و انا كنت مستعجله فسبته مع كارما و مشيت بسرعه "

+


اردفت كارما 

+


"اه وانا كنت واقفه معاه جاله تليفون من ادهم بيقوله ان يوسف لقي كاميليا و انا من خضتي وقعت بلساني وقلت له انها كانت قاعده عندنا و انها بنت خالتي و كدا "

+


هبت فاطمه بغضب:

+


" احكيلي يا زفته انتِ حصل ايه بالظبط ؟"

+


قصت كارما ما حدث بينها و بين مازن و بالطبع لم تحكي الجزء الخاص بها فانتفضت فاطمه بفزع قائله: 

+


"يعني ايه ممكن يأذيها ؟ مش كفايه اللي عملوه في امها حرام عليهم هما ايه فاكرين ان محدش هيقفلهم حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا يا ولاد الحسيني هتحرقوا قلبي عليها زي ما حرقتوه علي امها "

+


كانت هذه آخر جمله خرجت من فم فاطمه قبل ان تسقط مغشي عليها..  

+


********

+


في مكان ما مجهول نجد تلك الفاتنه تبكي و تنتحب علي قدرها الذي هربت منه كي لا تؤذيه فعاد هو و اجبرها علي الرجوع فقط كي ينتقم منها... 

+


عودة لوقت سابق 

+


"من أول ما خرجتي من البيت و انا عارف انتي فين..  اما هعمل فيكي ايه دي بقي مش محتاجه اقولها عشان هتشوفيها بعينك.."

+


اندفعت كاميليا بفزع فهي شاهدت بعيونه نظرة مرعبة لم ترها من قبل:

+


" انت تقصد ايه يا يوسف هتعمل فيا ايه ؟"

+


- يوسف بسخريه

+


" معقول كاميليا الحسيني خايفه و بتترعش! و مكنتيش خايفه ليه و انتي بتهربي و سيبالي حته ورقه بتقولي فيها انك عايزه تعيشي حياتك و عيزاني انا كمان اعيش حياتي ؟"

+


فلم يجد منها اي رد سوي انهار من الدموع تنساب من عينيها الجميله و تنزل علي قلبه تحرقه و تفتت خلايا روحه فهو مازال يعشقها و كم كان يكره ان يرى دموعها... 

+


فقال بصوت حاول ان يكون حازما: 

+


"متعيطيش.. متفكريش ان دموعك دي ممكن تأثر فيا!" 

+


كاميليا بأسى:

+


" مانا بعيط عشان كدا يا يوسف . عشان عارفه ان دموعي مش هتأثر فيك "

+


هب يوسف واقفا موليها ظهرا محاولا قدر الامكان ان يحافظ علي ثباته امامها يكفيه تحطم قلبه من الداخل لهذا الألم الذي تنطق به عيونها و لنبرة الانكسار التي تتحدث بها 

+



        
          

                
فقال يوسف بسخريه يختبئ خلفها خوفه من ان تري ضعفه :

+


" قوليلي يا كاميليا عشتي حياتك زي ما كنتي عايزة؟"

+


- كاميليا بعدم فهم: 

+


"تقصد ايه ؟"

+


" يعني اديكي مشيتي و خلصتي من حصاري ها قوليلي بقي عملتي ايه انا كنت بمنعك تعمليه ؟"

+


فكنت إلى ما يقصده فقالت بجفاء

+


" هو مش انت كنت عارف عني كل حاجه من اول ما خرجت من البيت يبقي اكيد عارف انا عملت ايه ."

+


 سب يوسف بداخله و قال بغضب

+


" لما أسألك تجاوبي و متختبريش صبري عشان مبقاش ليكِ رصيد جوايا يشفعلك عندي و الدلع بتاع زمان خلاص انتهي !"


+


تحركت كاميليا من مكانها و اقتربت منه ببطئ ناظره الي داخل عينيه بقوة قائله : 

+


"و لما انت مابتحبنيش و مبقاش ليا جواك رصيد و لا بقيت اهمك رجعتني ليه يا يوسف ؟!"

+


فلم تجد منه رد فاكملت مقتربه منه للحد ااذي اختلطت انفاسهم قائله:

+


" اقولك انا . عشان وحشتك زي مانتا وحشتني  و مش قادر تتحمل بعدي زي مانا بموت في بعدك."

+


صمتت لثوان ثم اكملت 

+


" وعشان دا ( اشارت الي قلبه) حس بدا ( مشيره الي قلبها) و هو كل ليله بيصرخ و يناديه و يقوله ان الدنيا دي صعبه و مش بتتعاش من غيره...."

+


تشبست بقميصه و أطلقت تنهيده زلزلت كيانه :

+


" قلبك جابك غصب عنك لحد عندي عشان عارف انه مالوش مكان غيري يا يوسف و ان قلبي مهما لف و دار مالوش غيرك"

+


و هطلت دموعها بغزاره تبلل قميصه فاتقن رسم الجمود علي ملامحه محاولا ان لا يضعف امام عشقه له الذي سيجبره حتما لخضوع لسحرها و اخفض رأسه فلفحت انفاسه عنقها  قائلا بهمس قاتل: 

+


"عشان اعيش حياتي قدام عنيكي يا كاميليا و تشوفيني بعينك مع غيرك !"

+


انسحب يوسف سريعًا حتي لا ينظر الي عيناها خوفًا من ضعفه امامها فقد كانت كلماتها كسهام تخترق صدره فبقدر المه منها كان عشقه لها... فذلك القلب الخائن يصارعه الآن و يصرخ مطالبا بها  و لكن رجل مثله اعتاد علي الانتصار في جميع معاركه فابي ان يتحكم به قلبه و يهزمه امام تلك التي تسلب منه الهواء الذي يتنفسه

+


********

+


في اروقه احد المستشفيات تجلس كارما محتضنه اختها تبكيان في صمت خوفا علي والدتهما ... اقترب علي من اختيه محاولا تهدئتهم و بثهم الطمأنينه التي لا يمتلكها فهو بداخله يموت رعبا خوفا من ان يفقد والدته فهي كل ما تبقي له في هذه الحياه و لكنه يخفي خوفه بداخله فمثله لا ينبغي له ان يضعف ابدا فهو مصدر الامان لأسرته الصغيره

+



        
          

                
خرج الطبيب من الغرفه فهرولوا ثلاثتهم اليه متلهفين لسماع اخبار

+


صاح علي بلهفة

+


" طمني يا دكتور ماما مالها ؟"

+


" مخبيش عليكوا يا جماعه والدتكوا قلبها تعبان و لازم نبعدها عن اي صدمات عشان متجلهاش الأزمه تاني "

+


انتخبت غرام بألم تجلى في نبرتها حين قالت :

+


" يعني ايه يا دكتور يعني ماما ممكن تروح مننا في اي وقت ؟"

+


الطبيب بعمليه : 

+


"كلنا ممكن نروح في اي وقت كل واحد مكتوبله قدره و ساعه موته متحدده من يوم ولادته كل المطلوب منكوا انكوا متعرضوهاش لاي صدمات تاني و تحاولوا تنفذولها كل طلباتها و ربنا هو الشافي"

+


كارما برجاء :

+


" طب ممكن نشوفها يا دكتور ؟"

+


" حاليا لا هنستني لما حالتها تستقر و بعدين ننقلها لاوضه عاديه وقتها تقدروا تشوفوها "

+


الح علي قائلًا : 

+


"دكتور ارجوك خمس دقايق بس و اوعدك مش هرهقها و لا هتعبها "

+


أذعن الطبيب لرجائه: 

+


"تمام خمس دقايق بس ..اتفضل في اوضه التعقيم عشان يجهزوك "

+


اقترب علي من سرير والدته فوجدها نائمه كالملاك فنظر إلي وجهها ااشاحب تحيط بها الخراطيم من كل جهه ففرت دمعه من عيونه حزنا و وجعا عليها فوالدته منذ نعومه اظافره و هي صديقته المقربه فلم تكن يوما اما عاديه فهي كانت تقوم بدور الاب و الام معا منذ وفاه والده لم تشعره هو و اختيه يوما بالنقص 

+


اقترب و وضع قبله حانيه علي جبينها قائلا بحزن :

+


" امي ارجوكي متسبيناش احنا ملناش غيرك انتِ كل حاجه في حياتنا . قومي و اوعدك كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه اوعدك محدش هيضايقك و لا هيزعلك ابدًا ... "

+


صمت لثوان ثم تابع بحرقة

+


"انتِ وعدتيني عمرك ما هتسبيني . نفذي وعدك بقي و ارجعيلي تاني "

+


ثم امسك بيدها و قبلها بلطف و سند جبينه علي كفها و هطلت دموعه كالفيضان لم يستطع التحكم بها...

+


فشعر بيدها تتحرك فالتفت اليها بلهفه قائلا : 

+


"ماما انتِ سمعاني صح ؟"

+


فتحركت يدها نازعه جهاز الاكسجين و تحدثت بضعف "كاميليا يا علي ارجوك رجعهالي و متسبهمش يأذوها زي ما أذوا خالتك الله يرحمها "

+


علي بلهفة 

+


"فوقي انتِ بس يا حبيبتي و قومي بالسلامه و هتلاقي كاميليا مستنياكي بس انتِ شدي حيلك و ارجعيلنا من تاني "

+


فاطمه بتأكيد 

+


"وصيتك كاميليا يا علي احميها يا ابني و اوعي تخلي حد يأذيها ابدا "

+



        
          

                
علي بحزن

+


" ارجوكي يا امي متقوليش كدا كاميليا محدش هيقدر يأذيها و هترجع و هتاخديها في حضنك و هنرجع كلنا نعيش مع بعض ارتاحي انتِ دلوقتي و وعد مني هتصحي تلاقيها موجوده إن شاء الله"

+


خرج علي من غرفه والدته فوجد اختيه بانتظاره فاحتضنهم معا و قال مطمئنًا 

+


"ماما كويسه و هترجع في وسطنا قريب إن شاء الله مش عايز اشوف واحده فيكوا بتعيط او حزينه "

+


كارما بلهفة

+


" بجد يا علي ؟"

+


و اندفعت غرام قائلة 

+


"يعني هي بقت كويسه نقدر نشوفها ؟"

+


علي بطمأنة 

+


"هي كويسه الحمد لله بس دي مجرد إجراءات عشان يتأكدوا من سلامتها "

+


ثم قال الي كارما مشاكسا :

+


" ايه يا ست الدكتوره امال انتي قاعده في كليه طب كل دا تعملي ايه ؟"

+


أطلقت كارما تنهيدة حارة

+


" والله يا علي اول ما شوفت ماما واقعة كدا نسيت اسمي و نسيت اني دخلت الطب من اساسه "

+


تدخلت غرام مازحه : 

+


"ياخويا اسكت دي فقدت النطق لما شافت ماما واقعه و بدل ما تلحقها معايا كانت عايزه الي يلحقها هي لولا عمرو كلمته جه جري و لحقناها و جبناها عالمستشفي . و كل دا و الهانم لسه تحت تأثير الصدمه ! بلا نيله دي عيله هفأ اصلا ممنهاش فايده "

+


شاطرها علي المزاح قائلاً : 

+


"لا يا شيخة يعني الواحد لو جراله في اي وقت ميعتمدش عليكِ ! هيلاقيكِ مفيصه قبله . و دم قلبنا اللي صرفناه عليكِ في كليه الطب كدا ايه بلح ! روحي يا شيخه.. و تعالي بسرعه احسن تتوهي و يخطفوكي و ياخدوا عنيكي اللي شبه عنين القطط دي و احنا بصراحه مفناش نفس ندور علي حد"

+


صاحت كارما بغيظ : 

+


"نعم يا حبيبي منك ليها انتوا هتعملوا عليا حفله ولا ايه دانا احسن دكتوره فيكِ يا اسكندريه هي بس امك اللي خدتني علي خوانه "

+


علي بتهكم

+


" تصدقي غلطانه ملهاش حق عندي انا المرادي إن شاء الله لما تنوي يجيلها ازمه قلبيه تاني هخليها تعرفك قبلها تعملي حسابك .."

+


فانفجروا ثلاثتهم ضاحكين فاحتواهم علي بشده فهو يعشق اختيه و لا يستطيع ان يري حزنهم ابدا 

+


كان كل هذا يحدث امام مازن الذي كان يود لو يقترب من كارما يحتويها  فيمتص منها جميع اوجاعها فهو برغم غضبه الشديد منها مازال يعشقها و لم يتحمل عندما حادثته غرام لتخبره بمرض والدتهم و حاله كارما 

+


********

+


 خرجت غرام من المشفي لتعود إلى المنزل مع عمرو ابن عمها و أخيها في الرضاعة فاصطدمت بأدهم الذي كان يحادث مازن فعلم منه ما أصاب فاطمه تلك السيده الحنونه التي احبها و كأنها والدته فجاء ليطمئن عليها أوهكذا اقنع نفسه ...

+



        
          

                
فاوشكت غرام علي الوقوع و لكن منعتها  ذراعيه القويتين من ذلك فلم تلحظه غرام التي قالت بغضب :

+


" مش تفتح يا أخينا انت...."

+


و لكنها صُدمت  عندما رفعت عينيها و وجدت أدهم أمامها فاحمرت وجنتيها بشده و قالت بخجل متلعثمه :

+


" أ..أ .. أدهم .. ايه دا انت ايه اللي جابك هنا ؟"

+


اما عند أدهم فكان في عالم آخر لا يري شئ سوي عينيها التي تربكه و تهدم جميع حصونه بنظراتها ااقاتله ... 

+


فهو من اقسم ان لايعرف للعشق طريق بعد تلك التجربه المريره التي تركت بداخل قلبه ندبه كبيره جعلته انسان قاس لا يعترف بالمشاعر و لا بوجود النساء سوي لتلبيه غريزته فقط ....

+


اما هذه الفاتنه التي باتت صورتها لا تبارح مخيلته في احلامه و يقظته ضاربه بعرض الحائط كل حصونه و دفاعاته و ذلك اليمين الذي اقسمه بالا يمس الحب قلبه أبدا ....

+


فباتت رائحتها العذبه كمخدر له فهاهو يتطلع إليها و هو شبه مغيب عن الواقع فهي قريبه منه الي الحد الغير مسموح به تنظر له بتلك الطريقه التي تزلزل كيانه ... 

+


أفاق ادهم من سرحانه علي صوتها وهي تنظر إلي يديه تقول

+


" إحم أدهم ابعد لو سمحت …"

+


فسحب ادهم يديه بعنف من حولها حتي كادت ان تسقط و لكن تلك المره لم يتجرأ و يساعدها يعلم انه لو اقترب مره أخرى لن يستطيع التحكم في نفسه فتلك المرأه تقوده للجنون .. 

+


فها هو لم يرها سوي مرات قليله و لكنها تحتل تفكيره و ايضا تملك عليه سلطه غريبه لا يعرف كنهها ... 

+


تحدث بلهجه جافه : 

+


"طنط فاطمه عامله ايه؟ انا جيت اطمن عليها لما عرفت من مازن "

+


فرقت نظرات غرام و تنهدت قائله

+


" علي بيقول انها بقت احسن بس مينفعش نشوفها دلوقتي "

+


اخفضت غرام نظراتها حتي لا يري دموعها 

+


و لكنه تأثر بلهجتها الحزينه و دموعها فرفع وجهها اليه 

+


و قال بلهجه حانيه عكس لهجته السابقه 

+


"إن شاء الله هتبقي كويسه متقلقيش .."

+


نظرت اليه باندهاش من ذلك الوسيم الذي خطف قلبها من اول وهله و لما لا فهو يملك جميع مقومات فارس الاحلام التي لاطالما رسمتها في خيالها فهو يشبه كثيرا ابطال مصاصي الدماء التي كانت تعشقهم فهي تحب ذلك النوع من الافلام لم تكن تعلم انه يشبههم شكلا و موضوعا !

+


 اضاف ادهم باستفهام

+


" هو ايه اللي حصل وصلها للحاله دي ؟"

+


ارتبكت غرام كثيرا فهل تخبره بان كاميليا زوجه اخيه الهاربه تكون ابنه خالتها و انها كانت في بيتهم كل هذه الفتره قانقذها من موقفها رنين هاتفها فكان عمرو يستعجلها حتي يذهبوا الي المنزل لاحضار بعض المتعلقات لكارما التي سوف تبقي مع والدتها هذه الليله 

+



        
          

                
اغلقت غرام الهاتف قائله لادهم بارتباك

+


" انا همشي بقي عشان اروح اجيب حاجات لكارما من البيت عشان هتبات مع ماما النهارده ."

+


فاندفع ادهم بلهفه قائلا

+


' طب تعالي اوصلك "

+


فقالت غرام دون وعي 

+


"لا خليك هروح مع اصحابي و مش هتأخر عن اذنك .."

+


و خرجت لاهثه فقد كان كل ما اهتمت به هو ان تهرب منه قبل ان يسألها عن شئ آخر فقد كانت خائفه من ردة فعله عندما يعلم بحقيقه علاقتهم بكاميليا .. 

+


فقد اصابها الهلع عندما تخيلت ان يكون رد فعل ادهم مثل رد فعل مازن الذي و برغم عشقه لكارما و لكنه ثار و انهي علاقتهم مثلما اخبرتها شقيقتها فلم يكن امامها سوي الهرب من امامه خوفا من تلك المواجهه ... 

+


و لكنها لم تكن تعلم بانها قد اثارت شكوكه حولها فهو شخص قد جُرح بشده و تعرض للغدر من اقرب الناس لقلبه  فبات يشك في  الهواء الذي يتنفسه فقد لاحظ ارتباكها فظن انه له علاقه بتلك المكالمه التي انهتها و لم تجب عليها فلم يشعر بنفسه سوي و هو يتبعها فقد كان الفضول يقرضه من الداخل لمعرفه سبب ارتباكها ...

+


خرجت غرام من المستشفي فوجذت عمرو بانتظارها فلما رأي هيئتها  حتي سألها  بلهفه قائلا : 

+


"غرام مالك وشك اصفر ليه كدا ؟ و بتنهجي طنط كويسة؟"

+


فهزت رأسها نافيه و هطلت الدموع من عيونها  فجذبها عمرو مهدئا إياها فتمسكت به بشده فهي كان تشكوه حزنها بصمت غافلين عن تلك العيون المشتعله بنيران الغضب و الحزن معا فقال ادهم من بين اسنانه :

+


" دا أنتِ مقضياها بقي من  دا لدا الصبح مع واحد و من شويه معايا و دلوقتي مع واحد تاني !"

+


زفر ادهم و قال بسخريه مريره

+


" لا و قلبي الغبي كان مفكرك غيرهم ! كلكم زي بعض كلكم خاينين و ملكمش تمن "

+


ثم لمعت عيناه بنظرات سامه قائلا بتوعد 

+


"بس ماشي يا غرام انا هوريكِ "

+


 ثم انصرف الي الداخل وهو يتوعد لها 

+


*******

+


في منتصف الليل تجلس كاميليا في الظلام علي ذلك السرير الواسع تحتضن ركبتيها الي صدرها و تهطل دموعها كالانهار بصمت لماذا لا تصبح الحياه عادله و لو مرة واحده معها فهي حرمتها من احضان والديها لتتربي يتيمه لتعاني بشده من ذلك الشعور القاتل بالوحده و لكنها قاومت و لم تضعف...

+


و عندما فتحت لها ذراعيها بحب يوسف يأتي ذلك الماضي المرير و ذلك السر الدفين ليحرمها ايضا منه و لكن هذة المره فهي غير قادره علي المقاومة فمن كان الحامي و الداعم لها في تلك الحياه القاسيه يراها عدوته الآن !

+


 من كان يرسم لها طريق السعاده و يفرشه لها بالورود هو من يعدها الآن بالحزن و الشقاء مستبدلا وروده باشواك تزرعها نظراته المحتقرة  بقلبها الحزين الذي حُكم عليه بالألم و العذاب و دفع ثمن خطأ ليس له ذنب به 

+


دخل يوسف الغرفه بأمر من قلبه الذي لم يطاوعه تركها كل هذا الوقت خصوصا عندما رفضت تناول الطعام 

+


يوسف :

+


" لسه بردو بتقعدي تعيطي في الضلمة لما تكوني زعلانه ؟"

+


تابع بتقريع

+


" بس يا تري زعلانه ليه يا كاميليا ؟ عشان رجعتك تاني... !"

+


فعندما لم يجد منها اجابه اردف بسخريه 

+


" اوعي تكوني زعلانه من كلامي اني هعيش حياتي ! دا يوسف كالعاده اللي بينفذلك كل طلباتك "

+


رفعت كاميليا انظارها الواهنه اليه فصُدم يوسف من هيئتها المزريه عيون منتفخه من كثره البكاء انف محمر شعر مشعث 

+


جذب نفسه من غرفتها بكل ما اوتي من قوه فهو في هذه اللحظه بالذات قادر علي غفران كل شئ مقابل ألا يراها بتلك الهيئه فهي عشقه الذي لا يستطيع مواجهته او التظاهر بعدم وجوده....  

+


و كإنما ما يعتمل بداخله من وجع لم يكن يكفيه تأتي هي لتنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يطبق قبضته بشده فبرزت عروق يده فكان يمنع نفسه بصعوبه من الالتفات و سحقها بين ذراعيه لينسيها و ينسي بها كل ذلك الالم الذي يفتت قلوبهم فلم يكد يلتقط انفاسه حتي فاجأته بتلك القنبله التي اخترقت قلبه فبعثرته إلي أشلاء 

+


" انا بحبك يا يوسف "

+


يتبع …
قد يعجبك ايضا



السابع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close