رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الخامس 5 بقلم نورهان العشري
كثيرًا ما تجبرنا الحياة على أشياء لم تكن يومًا في قائمة اختياراتنا ، فنجد انفسنا في مواجهة طوفان الماضي المُحمل برذاذ الخزي ، فلا نملك سوى الهروب لكي لا نلوث اغلى ما نمتلك .
+
نورهان العشري ♥️✍️
+
أوشكت كاميليا علي فتح باب المنزل فوجدت يد تجذبها من الخلف فهمت الصراخ فوجدت كارما تكمم فمها بيدها و تتقدمهم غرام لتدخل الي المنزل مغلقه الباب خلفها بسرعه
+
همت كاميليا بالكلام فمنعتها كارما قائله بهمس :
+
"مازن جوا و معاه ادهم ابن خالته .."
+
صُدمت كاميليا فكانت كمن فقد القدره علي الكلام فأخذتها كارما و دخلت الى المصعد و خرجوا الى الشارع و استقلت تاكسي ذاهبه الي الكورنيش وسط زهول كاميليا التي كانت تشعر و كأنها بدوامه من التخبطات تشعر بأن القدر يبعث برسائل خفيه لتنبيهها بأن المواجهة أصبحت وشيكة ....
+
و أخيرا تحدثت كاميليا بتلعثم :
+
"ه ..هو ايه.. جاب.. ادهم... مع.... مازن ..؟"
+
- كارما محاوله تهدئتها :
+
" اهدي يا حبيبتي محصلش حاجه احنا لحقناكي اصل انتِ جيتي نمتي بدري امبارح و قومتي مشيتي الصبح قبل ما نصحي و طول النهار نرن عليكِ مابتروديش فين و فين علي ما ماما ردت و قالت انك نسيتي فونك في البيت فمعرفناش نقولك "
+
- كاميليا مازالت علي حالتها :
+
"تقولولي ايه ؟"
+
- "اصل ادهم ابن خاله مازن جه امبارح اسكندريه عشان شغل و اتقابلنا انا و هو و مازن و غرام امبارح و حصل تاتش صغير كدا بينه وبين غرام و ماما كانت عازمه مازن عشان ييجي يتغدى معانا ف علي كلمه و لما عرف ان عنده اتنين اصحابه قاله هاتهم معاك مكناش نعرف بقي ان ادهم اخو يوسف و اتصدمت لما كنت بكلم ماما و علي بيدخلهم جوا و.."
+
- كامبلبا برعب :
+
" و إيه ؟؟"
+
- كارما بقلق :
+
"اصل مازن و ادهم مش لوحدهم !"
+
- كاميليا و قد شعرت بأن قلبها يكاد يخرج من مكانه فهي منذ البارحة تشعر برائحته تحاصرها و لكنها أرجعت ذلك لشوقها الشديد له :
+
" قصدك تقولي ..؟"
+
- كارما بطمئنة :
+
"اهدي يا كوكي ربنا ستر و لحقناكي و ملحقش يشوفك والله حاولنا نوصلك و روحنا الشغل عرفنا انك خرجتي بدري جينا جري عشان نلحقك و احنا في الاسانسير اتصلت بماما اعرف منها وصلتي و لا لا و اتصدمت لما عرفت أن يوسف معاهم و الباقي انتِ عرفاه
+
بس متقلقيش هو ملحقش يشوفك ... "
+
شردت كاميليا في عالم خاص بها متذكرة إحدى مواقفهم معاً
+
عودة الى وقتًا سابق
+
" بصي يا كامي انتي تحاولي تدخلي اوضه المكتب و تدوري في وسط الورق اللي عالمكتب و اول ما تلاقي الاستدعاءات اللي جيالنا تجبيهم و تجري و انا هراقبلك الطريق اتفقنا "
+
- كاميليا بخوف :
+
"بلاش يا روفان روحي انتِ انا خايفه حد يقفشني روحي و انا هقف اراقبلك الجو "
+
- روفان بغضب :
+
"لا طبعا انتي هيبان عليكي جدا لو حد جه و لقاكي واقفه و بعدين انتِ خايفه ليه كدا مانا اول ما اشوف حد جاي هسفرلك علي طول يلا انجزي بقي قبل ما يوسف و لا جدي يشوفوهم وقتها هتشوفي هيتعمل فينا ايه ؟"
+
- كاميليا بخوف:
+
"لا يوسف ايه مينفعش يشوفهم خالص هيقول عليا فاشلة ! خلاص امري لله هدخل و خلاص و انتِ اول ما تلاقي حد جاي تنبهيني "
+
- روفان بحنق
+
"خلاص انجزي بقي و ادخلي .."
+
- كاميليا باستسلام
+
"امري لله . ربنا يستر "
+
فتحت كاميليا باب غرفة المكتب الخاص بجدها و الغير مسموح لاحد بدخوله سوي يوسف . قامت بالبحث بين الاوراق و الملفات الموضوعه علي المكتب فمرت حوالي خمس دقائق و لم تجد شئ . و ما ان وجدت ظرفين بملفات البريد الخاص بجدها و اوشكت علي التقاطهما شعرت باقتراب خطوات نحو باب المكتب فاجتاحها الذعر و قامت بالاختباء خلف احد الكراسي الموضوعة في مكتب جدها و ما ان اقتحم المكان حتي شعرت بانتشاء في جميع أنحاء جسدها نتيجة لرائحته الرائعه التي انتشرت في المكتب ...
+
أخذ يوسف يبحث عن بعض الملفات التي كان قد نسي ان يأخذها معه اثناء ذهابه الى الشركه و ما ان وجد ضالته حتي توقف قليلا ثم أخذها و قام بإغلاق النور ثم خرج الى خارج المكتب ....
+
تنفست كاميليا الصعداء و خرجت من خلف الأريكه و ذهبت لتضئ النور فما ان وضعت يدها علي المفتاح الكهربائي حتي شعرت بأنفاس تقترب منها من الخلف فكادت ان تصرخ فاوقفها يوسف مكمما فاهها ثم همس في أذنها بصوت الرجولي الجذاب
+
-" اششششش بتعملي ايه هنا ؟ و بتتسحبي زي الحراميه ليه كدا ؟"
+
- كاميليا بفزع :
+
"ابيه يوسف انا .. انا ... انا ...."
+
- يوسف بصوت مبحوح :
+
"انتِ ايه يا قلب يوسف ؟"
+
- كاميليا بتلعثم :
+
" ه... هو انت مش.. مش كنت خرجت رجعت ت.. تاني ليه ؟"
+
ادارها يوسف و قال بخفوت
+
"كنت عايز اشوفك بتعملي ايه ؟"
+
- كاميليا بخجل:
+
" انت شفتني و انا مستخبيه ورا الكنبه صح ؟"
+
- يوسف بابتسامة
+
"هو انتِ كنتِ مستخبيه ورا الكنبه ؟"
+
- كاميليا بصدمه :
+
"هو انت مشوفتنيش و انا ورا الكنبه ! امال عرفت اني موجوده هنا ازاي ؟"
+
تحدث أمام عينيها يناظرها بافتتان من مظهرها الطفولي الجميل :
+
" دا موضوع هبقي اقولك عليه بعدين .."
+
ثم اخذها و جلس علي اقرب كرسي و قام بإجلاسها بجانبه وهو يقول بخشونة :
+
" قوليلي بقي قطتي كانت بتعمل ايه هنا ؟"
+
- كاميليا بتلعثم :
+
"مفيش.. ك...كنت مس...مستخبيه من روفان !"
+
نظر لها يوسف بعشق فهي لا تعرف الكذب فابتسم اكتر قائلا بتقريع خفي:
+
"ينفع تكدبي عليا او تخافي مني ؟"
+
كاميليا بخجل :
+
" لا"
+
يوسف بحنو:
+
"طب جاوبي عليا من غير كذب "
+
- كاميليا بصراحه
+
" كنت جايه ادور علي جوابات الاستدعاء اللي جيالي انا و روفان من المدرسة قبل ما تشوفها انت و جدي كنا خايفين تشوفوها "
+
- يوسف بتفكير :
+
"طب جدي و خايفين منه انما انا كنتوا خايفين مني ليه ؟ انا عمري زعلتك انتِ والقردة التانيه ؟"
+
- كاميليا بخجل اخفضت رأسها و قالت من بين دموعها :
+
" كنت خايفه تقول عليا فاشله و سقطت في الاختبار اللي انت حاطتني فيه و مترضاش تتجوزني ."
+
- كتم يوسف ضحكته بصعوبه و قال باستفهام :
+
"هو انا قولتلك المفروض مراتي تعملي ايه ؟"
+
- كاميليا بلهفة
+
" تهتم بيك و تدلعك و تأكلك وتعملك قهوتك و حاجات كتير كدا قولتلي هتعلمهالي بعدين .."
+
كانت تتحدث و تقوم بحركات طفوليه جميله سرقت قلبه فقال بحب :
+
" دانتي حافظه بقي يا قرده .."
+
كاميليا بلهفه :
+
طبعا يا ابيه يوسف .. ايه دا هو انت مش زعلان مني عشان مابروحش المدرسه بإنتظام ؟"
+
- يوسف بجدية
+
"طبعا زعلان ايه ابيه يوسف دي ؟ مش قولتلك بينا و بين بعض اسمي يوسف .."
+
- كاميليا بحيرة :
+
"هو انت اشمعنا عايزني اقولك يا يوسف من غير ابيه ؟"
+
- يوسف بحب :
+
" عشان لما تقوليلي يا يوسف هقولك عيون يوسف و قلب يوسف لكن لما تقوليلي يا أبيه يوسف هقولك يا قرده زي ما بقول لروفان . ها بقي تحبي تقوليلي ايه ؟"
+
- كاميليا بلهفه :
+
" يوسف يوسف يوسف بس ....."
+
- يوسف بنفاذ صبر
+
"بس ايه تاني ؟"
+
- كاميليا بغيرة :
+
" انا بس اللي ينفع اقولك يوسف مش حد تاني صح ؟'
+
- يوسف وقد فهم ما ترمي إليه فصغيرته تغار فهي لا تعلم انه يعشقها حد الجنون و يمنع نفسه من التهامها بصعوبة و لكنه تعمد عدم الفهم قائلا :
+
" حد زي مين يعني ؟"
+
- كاميليا ببرائه :
+
"يعني نيفين مثلا ؟"
+
فأراد يوسف مشاكستها قائلا :
+
"نيفين دي حبيبتي .."
+
فاغتاظت كاميليا و هبت واقفه و عقدت ذراعيها حولها قائله بدموع :
+
"يعني نيفين كمان هتقولها عيون يوسف و قلب يوسف ؟"
+
فتهض يوسف و اقترب منها فقد صُدم عندنا رأي دموعها و لعن نفسه لأنه احزنها فقال مهدئاً :
+
"ليه بس الدموع دي ؟"
+
ثم تابع قائلا بهيام :
+
"مفيش غيرك قلب يوسف و عيون يوسف و روح يوسف و لا حد غيرك هيبقي حرم يوسف الحسيني "
+
- كاميليا بفرحه :
+
"بجد يعني انت هتتجوزني انا حتى لو كنت مبروحش المدرسه و فاشله زي ما طنط سميرة بتقول ؟"
+
- يوسف بغيظ من أسلوب سميره و حقدها :
+
" متسمعيش كلام حد ابدا و انتِ عمرك ما هتبقي فاشله و هتجوزك حتي لو كنتي اغبي واحده في الدنيا و سميره دي حسابها معايا .... و بعدين تعالي هنا انتِ ليه مبتروحيش المدرسه ؟"
+
- كاميليا ببرائه :
+
"عشان مابحبش اصحي بدري ... "
+
- يوسف باندهاش :
+
" يا سلام ..مانتي بتصحي بدري كل يوم تعمليلي قهوتي ؟"
+
- كاميليا بدلال غير مصطنع:
+
" لا مانا بصحي عشان اعملك القهوة و اشوفك و بدخل انام تاني علي طول اصلي بفضل سهرانه طول الليل افكر فيك .."
+
- يوسف بغيظ :
+
" والله ما حد هيجيب اخرتي غيرك .. يا بت حرام عليكي اللي بتعمليه فيا دا ؟"
+
- كاميليا ببرائه و هي ترفرف بأهدابها :
+
" ليه هو انت زعلان عشان بفكر فيك طول الليل ؟"
+
- يوسف بتملك :
+
"اوعي تفكري في حد غيري اصلا "
+
- كاميليا و هي تتحدث بدلال :
+
"و انا اوعدك مش هفكر في حد تاني ابدا غيرك .. امممم بس انت كمان توعدني انك متزعلش مني عشان مش بروح المدرسه و لا تقول لجدي عشان هيزعقلي و انا هزعل وهعيط يرضيك أعيط…"
+
-حاول ابتلاع نيران شوقه الضاريه وهو يقول بتحسر:
+
"والله انا الي هعيط .. و بعدين تعالي هنا انتِ بتتشرطي عليا ؟"
+
- كاميليا بدلالها اللذيذ و المحبب علي قلبه :
+
" لا مبتشرطش بس انا مش عيزاك تزعل مني .."
+
يوسف بحزم و لكن بلطف :
+
" لو مش عيزاني ازعل منك يبقي تروحي المدرسه كل يوم و تذاكري و تبقي شاطره عشان انتي كاميليا الحسيني مينفعش تبقي خايبه "
+
- " طيب افرض افرض يعني مثلا اضطريت اغيب يوم غصب عني مثلا يعني هتزعل ؟"
+
- قرصها يوسف من وجنتها الشهيه قائلا :
+
" يالا يا بت اجري روحي شوفي بتعملي ايه ورايا شغل .."
+
و هم بالانصراف فهتفت بلهفه :
+
"طب ممكن اسألك سؤال صغنون قد كدا ؟"
+
و اشارت بإصبعيها
+
- فابتسم يوسف قائلاً :
+
"أسألي يا آخره صبري "
+
- كاميليا بخجل و قد اخفضت رأسها قائله :
+
" هو انت بتحبني اوي ؟"
+
- فنظر لها يوسف و أخذ يتطلع الي ملامحها بهيام بدأً من عيناها الذهبيه الرائعه ثم خدودها المحمرة بحمرة طبيعيه و أنفها الجميل و شفتيها المصبوغتين بالفراوله الطبيعية ثم قال بعشق :
+
" اوي.."
+
- فقالت كاميليا باستفهام :
+
" هو ايه اللي اوي ؟"
+
- يوسف بمشاكسه :
+
" لو مروحتيش المدرسه هزعل منك اوي .."
+
- جعدت ما بين حاجبيها و ضربت قدمها بالأرض بغضب طفولي و همت بالانصراف قائله :
+
" كدا طب والله لانا مخصماك "
+
و ما ان همت بفتح بابا الغرفه حتي قربها يوسف إليه و يستنشق رائحتها إلي أن هدأت ثورتها الطفوليه فقال بهمس قاتل :
+
" عارفه انا عرفت ازاي انك في الأوضه ؟"
+
كاميليا بصوت مبحوح متأثرة بقربه :
+
" ازاي ؟"
+
- يوسف بنفس الهمس :
+
"من ريحتك . استحاله هدخل مكان فيه ريحتك و معرفش انك موجوده فيه حتى لو مشوفتكيش !"
+
عند هذه النقطه استفاقت كاميليا من شرودها علي دمعه حاره تسقط من عينيها فقالت بدون وعي :
+
"ياتري لسه بتعرف ريحتي يا يوسف .؟"
+
***************
+
التفت كلا من علي و مازن و أدهم و يوسف فوجدوا غرام تدخل من المنزل بابتسامه بلهاء و تقول:
+
"هاي "
+
فابتسموا جميعهم علي مظهرها الطفولي ثم مال أدهم علي مازن و قال بهمس:
+
" مش قولتلك متخلفه "
+
فاخرسه مازن بنظرة ناريه فهو كان غاضب جدا من عدم مجئ كارما مع غرام فظلت نظراته متعلقه بالباب يترقب وصولها.
+
عند أدهم الذي ابتسم اكثر كي يغيظها فما كان منها ان القت عليه نظرة غاضبه متوعده أما عند يوسف فكان يراقب ما يحدث بأعين غامضه
+
الي هنا تنحنح علي و قام بادخالهم غرفه الصالون و استئذنهم قليلا حتي يستدعي والدته
+
دخل علي و هو يتنفس الصعداء فقد شعر من ملامح غرام بأن كاميليا كانت علي وشك الدخول
+
"غرام حصل ايه كاميليا و كارما فين ؟"
+
- غرام بارتياح
+
" الحمد لله لحقناها قبل ما تدخل من الباب و كارما خدتها وراحوا عالكورنيش و انا دخلت مكانها لما سمعناك و احنا مع ماما عالخط و انت بترحب بيهم قلبنا وقع في رجلينا "
+
- علي بحنق:
+
"انا عارف ان كاميليا مقالتش الحقيقه كامله وان جو الخوف من الجواز و الفيلم اللي حكته دا مش حقيقي في حاجه كبيرة هي مخبياها بس مش عايز اضغط عليها عشان مش اضايقها .."
+
- فاطمه بحنو:
+
"متضايقش نفسك يا علي و خليك متأكد ان كاميليا مبتكدبش اطلع انت بس لضيوفك و انا هاجي وراك اسلم عليهم و نجهز السفرة يتغدوا و ياخدوا واجبهم و يمشوا و بعدين نكلم كارما و كاميليا ييجوا و بعدها ربك يحلها "
+
زفر علي و قال مستسلما:
+
" للأسف مقداميش حل غير كدا "
+
ثم خرج و عاد اليهم مرة آخري مرحبا
+
" انتوا منورينا النهارده والله بشمهندس يوسف و أستاذ أدهم اسكندريه منوره بيكوا .."
+
يوسف بوقار
+
" اسكندريه منوره بناسها يا علي بيه "
+
- أدهم ممازحا
+
"ايه يا جماعه بشمهندس ايه و بيه ايه هو احنا في فيلم عربي قديم دا احنا حتي مش لابسين طرابيش ما تخليكوا فريش .."
1
فضحك علي قائلا:
+
" ايه دا انت ليك في قفشات الافلام دانتا جتلي في ملعبي .."
+
فقال مازن بسخريه:
+
" لقيت واحد دمه يلطش ريك ابسط يا عم.."
+
- علي بتهكم:
+
" طبعا هننتظر ايه من واحد كئيب زيك "
+
ثم نظر علي ليوسف و قال بود:
+
"تسمحلي بقي اقولك يا يوسف و انت تقولي يا علي بما اننا هنضرب محشي ورق عنب كمان شويه مع بعض "
+
ابتسم يوسف و قال:
+
" مادام فيها ورق عنب يبقي تقول اللي انت عايزه .."
+
فضحكوا جميعا و ظلوا يتحدثون الي ان اتت فاطمه مرحبه بهم :
+
"يا اهلا وسهلا اذيك يا مازن يا حبيبي "
+
فقام مازن بالسلام عليها و قدم لها ادهم و يوسف الذي نظر اليها مطولا قبل أن يبتسم و يقبل رأسها بود قائلا:
+
"ازي حضرتك يا طنط "
+
فشعرت فاطمه بالود تجاهه و ربتت علي كتفه قائله:
+
" بخير يا حبيبي فيك من ممتك يا يوسف تعرف انا مشفتكش من زمان اوي كنت لسه طفل صغير "
+
ابتسم يوسف قائلا:
+
"الدنيا بتلهي يا طنط لدرجه اننا بنتمني نرجع صغيرين تاني "
+
صفيه بشجن
+
"عندك حق يا ابني بس انتوا نورتونا والله .."
+
-صاح علي قائلا
+
" بقولكوا ايه يا جدعان اجلوا حديث المسنين دا لبعد الأكل عصافير بطني جالها هبوط .."
+
فمازحه أدهم قائلا:
+
" والله يا ابني مش لوحدك دانا مجوع نفسي من امبارح لما سمعت ان فيها ورق عنب ."
+
- مازن بسخريه:
+
"والله يا ابني اتتوا اللتني عاملين زي الحمير اللي بتاكل في النجيل لا الحمير بتشبع و لا النجيل بتخلص .."
+
فضحكت فاطمه بشده قائله:
+
"والله يا مازن يا ابني كلامك حكم .."
+
فتصنع ادهم الغضب قائلا:
+
" كدا يا طنط تنصريه علينا دا بياكل قد عشره بس اصله بيهري كتير فمبيبنش عليه .."
+
فضحكوا جميعم ثم توجهوا للمائده فكانت غرام تسكب الطعام فاقترب منها أدهم و قال ممازحا:
+
"الاكل شكله يفتح النفس أكيد مش انتي اللي طابخه "
+
فابتسمت غرام ابتسامه صفراء قائله:
+
"بالسم الهاري ان شاء الله "
+
ثم دخلت لتطمئن علي كاميليا و كارما فالتقطت الهاتف و هاتفت كارما التي ردت بلهفه قائله:
+
"ايه الاخبار طمنيني كاميليا منهاره هنا و حالتها صعبه ؟"
+
- غرام بطمأنه
+
" كل حاجه تمام بس مازن عينه هتتخلع عالباب مستنيكي تيجي "
+
- كارما بمكر:
+
"خليه يستني هو لسه شاف حاجه دانا هخليه يقول حقي برقبتي "
+
-
+
- اخذت كاميليا الهاتف و قالت بلهفه:
+
"يوسف عامل ايه؟ اقصد يعني شكله متغير يعني شك في حاجه ؟"
+
- غرام بهيام:
+
"يخربيت دا يوسف دا ايه القمر دا و العسل دا و العنين دي ؟ هو انتي كان عقلك فين يا بنتي و انتي بتهربي منه و آل سجن آل دا السجن الي من النوع دا يبقي جنه "
+
- كاميليا بغيره:
+
" بطلي يا زفته انتِ انتي بتتغزلي فيه قدامي دانتي ايامك سودا معايا .."
+
قهقهت غرام بصخب
+
" ما احنا واقعين اهوه امال ايه الدلع دا ؟ آل علي رأي المثل عيني فيه و أقول إخييه "
+
- اخذت كارما الهاتف قائله بنفاذ صبر :
+
"اخلصي يا بت انتِ و اي حاجه تحصل تبلغينا و اول ما ينزلوا كلميني علي طول يالا سلام "
+
ثم نظرت إلى كاميليا التي هطلت دموعها دون وعي قائله: " وحشني اوي يا كارما نفسي اشوفه و اشبع منه هتجنن عليه .."
+
- كارما بحزن علي حالها:
+
"هو انتي بتحبيه اوي كدا ؟"
+
- كاميليا بوجع:
+
"بحبه بس دانا بعشقه انا.كل يوم بنام و هدومه و صورته جنبي ."
+
- كارما باستفهام:
+
"طب ازاي قبلتي تسبيه و تطلبي منه يرتبط بغيرك هو انتي مش بتغيري عليه ؟"
+
كاميليا بحزن:
+
" بغير بس دانا بتجنن لما حد يقرب منه دانا كنت هموت لما غرام قعدت تتغزل فيه و انا.عارفه انها بتهزر انا قلبي بيتقطع كل ما اتخيل ان قربه دا يكون لواحده غيري بس غصب عني في حاجات كتير بتبقي غصب عننا مش كل حاجه بنعملها بنكون من جوانا عايزينها في حاجات.القدر بيفرضها علينا غصب عننا ."
+
ربتت كارما علي كتفها قائله بحنو:
+
"اهدي يا قلبي كل حاجه هتتحل ان شاء الله بس انتي قولي يارب "
+
- كاميليا بحزن عميق:
+
"يارب يارب انا ماليش غيرك فرح قلبي بقربه انت العالم بحبه قد ايه.. "
+
**********
+
مضي اليوم بدون احداث فقد غادر يوسف و مازن و ادهم بعد الغداء بسبب مكالمة طارئة أتت ليوسف و أدهم بسبب العمل وعلى أثرها غادر ثلاثتهم...
+
و عادت كلا من كارما و كاميليا التي اصرت ان تنتظر تحت البنايه في السيارة حتى. تلمح يوسف و هو يغادر فهي اشتاقته كثيرا
+
في المساء تدخل كاميليا غرفه فاطمه للتحدث معها
+
" خالتو ممكن اتكلم مع حضرتك شويه ؟"
+
- " طبعا يا حبيبتي "
+
- " خالتو مستر احمد طلب مني اني اسافر معاه انا و واحده زميلتي يومين تبع الشغل في الغردقه.. هو انا بصراحه مكنتش موافقه بس بعد ما عرفت ان يوسف في اسكندرية قررت اني اسافر السفريه دي و علي ما ارجع يكون هو سافر "
+
- فاطمه بحنو
+
" تعالي يا كاميليا اقعدي جمبي"
+
جلست كاميليا بحوار خالتها فاخذتها فاطمه في احضانها و قالت بحنان:
+
"قوليلي يا بنتي فيكي ايه ؟ و ايه اللي مخليكِ تهربي من واحد زي يوسف دا يتحط عالجرح يطيب و سيبك من الكلام الاهبل اللي قولتيهولنا دا دانتي الحب باين في عنيكي زي الشمس"
+
بكت كاميليا كما لم تبكي من قبل فضمتها فاطمه بشده و بكت هي الأخرى و قالت من بين دموعها:
+
" كل دا حزن شيلاه في قلبك يا بنتي ليه كل دا يا حبيبتي ؟ قلقتيني و وجعتي قلبي يا كاميليا حصل ايه لكل دا ؟ ريحي قلبي يا بنتي "
+
حاولت كاميليا كبح دموعها و قالت من بين شهقاتها
+
" تعبانه اوي يا خالتو . ارجوكي متضغطيش عليا اول ما احس اني قادرة اتكلم هجري عليكي و هحكيلك "
+
طمأنتها فاطمة قائله بحنو
+
"خلاص يا قلبي براحتك و لو عايزة تسافري خلاص اعملي اللي يريحك اهم حاجه عندي تبقي مرتاحه "
+
احتضنتها كاميليا بحب و انصرفت عائدة الي غرفتها ثم ارتمت علي السرير لتكمل وصله نحيبها حتي ينقذها النوم ككل ليله...
+
*********
+
اما عند يوسف فنجده يقف امام البحر يتطلع اليه بحزن كبير فقد كان يحلم بأن تكون الآن بجانبه يتذوقان طعم السعاده التي حكم علي قلبه الا يعرف لها طريقها أبدا..
+
اخرجه من شروده صوت مازن يقول بمزاح:
+
" طبعا انا لو سبتك قدام البحر هتفضل واقف طول الليل و مش هتحس بنفسك .."
+
- فنظر له يوسف بصمت ثم اخرج من جيبه الجواب الذي تركته كاميليا قبل رحيلها فأخذه مازن و بدأ بقرائته فرفع حاجبه متعجبا من فحواه ثم قام بطي الورقه و قال مستفهما:
+
"انت مصدق حرف من الكلام المكتوب دا؟ "
+
- يوسف باختصار
+
" انت شايف ايه ؟"
+
- مازن بتعقل
+
"حسي الأمني بيقولي ان الجواب دا وراه حاجه كبيره كاميليا بتعشقك من وهي طفله اي حد أعمى هيقدر يشوف حبها و افتتانها بيك "
+
- يوسف بتهكم:
+
" للأسف طلعنا كلنا اغبيه و مبنفهمش حاجه لإن من الواضح كدا ان كلنا اتخدعنا فيها .."
+
رفع مازن حاجبه بتهكم :
+
"بلاش احنا اعتبرنا اغبيه. يوسف الحسيني العظيم اللي البلد كلها من اكبر راس فيها لأصغر راس بيعمله الف حساب. اللي اسمه بيتهز له رجاله بشنبات اللي تلتربع اقتصاد البلد في عبه... حته عيله تقدر تضحك عليه دانتا نص بنات مصر بتترمي تحت رجليك … "
+
صمت لثوان ثم تابع باتزان
+
"انت شوقك ليها عاميك يا يوسف و مدخلك في حاله الغضب دي هو انت مفكر ان غضبك دا كله ليه ؟
+
دا عشان انت هتتجنن عليها و وحشاك مش عشان مصدق اي حرف من الهبل دا و اراهنك انك اول حاجه هتعملها اول ما تشوفها هتاخدها في كاميليا بنتك و تربيتك و بتحبك يا يوسف "
+
انفجر يوسف حانقًا:
+
" امال ليه عملت كدا؟ ليه كسرت قلبي و دبحتني بسكينه الغدر و مشيت و سابتني لييييييه ..؟؟"
+
مازن بهدوء :
+
"صحصح يا يوسف و فوق انت اكتر واحد عارف ان كاميليا زي السمك يموت لو طلع من الميه و هي لو طلعت من جنبك هتموت فكر و شوف ايه الي خلاها اختارت الموت اكيد في سبب قوي خلاها تعمل كدا متخليش غضبك يعميك انت عارف موقف جدك و مرات عمك و بنتها من كاميليا اكيد عملوا حاجه خلوها اضطرت تعمل كدا "
1
- يوسف بقهر حاول إخفائه
+
"بقالي ست شهور بدفن نفسي في الشغل عشان انساها بقعد اهد في نفسي طول النهار في اجتماعات ومقابلات و عقود و صفقات و آجي آخر الليل اترمي عالسرير علي امل اني انام من التعب الاقي وجلي وخداني لأوضتها مبعرفش اروح في النوم غير و ريحتها محوطاني .."
+
استرد أنفاسه الهاربة و هدأت لهجته حين تابع
+
"تعرف اني من يومها و انا قافل اوضتها و مخلي المفتاح معايا عشان خايف حد يدخل يغير حاجه فيها عايز كل حاجه شايله ريحتها كل حاجه عليها لمستها .. "
+
التفت إلي البحر يشكو إليه همومه قائلاً
+
" عارف لما لما تكون ماسك جمرة نار في ايدك و مجبر تبتسم وكأنها مكعب تلج ! احساس انك تكون بتتنفس بوجود حد و فجأه الحد دا يختفي و يسيبك تتخنق. ...؟ احساس انك طول الوقت مخنوق بتعافر عشان تاخد نفسك زي الغريق الي عمال ينازع عشان يعيش.. ! عارف الاحساس دا اسمه ايه ؟دا قهر .. منتهى القهر و الظلم يا مازن ."
+
حاول منع عبرات الوجع من الهطول فتخدش كبرياءه فاقترب مازن يربت على كتفه قائلّا بمواساة:
+
" اهدي يا يوسف. مش عايز اشوفك كدا. انت عمرك ما كنت ضعيف و لا مهزوم .. انت طول عمرك عامل زي الجبل مفيش حاجه تقدر تأثر فيك مهما الدنيا خبطت فيك مفيش حاجه كسرتك ."
+
غافلته الكلمات حين خرجت من اعماق وجعه:
+
" الا غياب كاميليا . كسرني اوي يا مازن .."
+
طمأنه مازن قائلا:
+
" هتلاقيها يا يوسف هقلبلك مصر حته حته و هنلاقيها بس اوعدني وعد شرف يا يوسف انك لما تلاقيها عمرك ما تأذيها طمنها و اسمع منها اديها فرصه تانيه و اتنازل مرة واحدة في حياتك عن مبدأ من مبادئك عشان تشتري سعادتك العمر كله... "
+
اجابه يوسف بغموض
+
"هنشوف يا مازن اذا كانت هتستغل الفرصه الثانيه دي و لا هتضيعها هي كمان!!!"
+
***********
+
مر يومان لو يحدث فيهم ما يذكر سوي مكالمات مازن التي لم تجب عليها كارما فهي كانت تريده تريده ان يشتاق اليها و ايضا تريده ان يفهنم بأنه لن يستطيع الوصول اليها متي أراد ...
+
حتي جاء يوم السفر وضبت كاميليا أغراضها في حقيبه صغيره و بالطبع لم تنسي ان تضع فيها صوره يوسف و قميصه فهي لن تستطيع النوم بدون صورته و القميص الذي احضرته معها فكانت عندما تشتاقه و بشده تذهب و ترتدي قميصه لتشعر برائحته حتي تستطيع النوم
+
وصلت كاميليا الي مقر عملها فلم تكد تطأ قدماها حتي سمعت صوت قادم من خلفها يناديها فالتفتت لترى سائق احمد يخبرها بأنهم سيتوجهون لمنزل زميلتها سمر ليقلهما الي مكان .. لمقابله احمد رئيسها و السفر ..
+
فاندهشت كاميليا قليلا و لكن حالتها النفسيه لم تسمح لها بالاستفسار فاطاعته و دلفت الي السياره متنهده فكل ما كانت ترجوه ان تذهب بعيدا حتي لا يعثر عليها يوسف ...
+
- شكري السائق :
+
"اتفضلي يا بنتي اشربي العصير دا شكلك مفطرتيش زيي "
+
- كاميليا بامتنان :
+
"ميرسي يا عمو شكري انا فعلا مفطرتش.."
+
شربت كاميليا العصير ثم شعرت بارتخاء في جميع انحاء جسدها فلم تلحظ توقف السياره و انفتاح الباب المجاور لها فشهقت بخفوت عندما وجدت يد قويه تقترب منها فرفعت رأسها بوهن وهي تقاوم النوم و قالت بضعف
+
" يوسف !!!! "
+
قربها منه و قال بلهجه آمرة
+
" نامي يا كاميليا لسه قدامنا مشوار طويل...... "
+
فكان آخر ما رأته قبل ان تستسلم للنوم هي نظرات يوسف الغامضه لها
+
يتبع .
قد يعجبك ايضا