اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الرابع 4 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الرابع 4 بقلم نورهان العشري 


                                    
أهلكني ذلك القلب الذي لا ينفك عن مقاومتي و الذهاب لمن قام بإنتزاع روحي بلا شفقه ولا رحمه. حقًا لم أعد أحتمل جنونه في اللحظه التي أعتقد فيها بأني قد شُفيت من لعنه حب لم يجلب لى سوي الهلاك أراه يُلقي بى مرة ثانيه في بحور العذاب قائلًا " لم و لن أُحِب سواهاااا !"

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


" يوسف قبل أي حاجه عيزاك تعرف إني بحبك اوي . مكنتش قاصدة أعمل كده بس غصب عني وحياة حبنا غصب عني. أنت فاجئتني و فاجئتنا كلنا بموضوع كتب الكتاب دا و مكنتش عايزة أعمل فيك كدا أبدًا بس حاسه إن الجواز مسئوليه كبيرة أوي عليا مش هقدر عليها دلوقتي و حاسه إن مشاعري متلخبطه اوى . أنا هبعد شويه و أرجوك متدورش عليا و لو أتأكدت من مشاعري ناحيتك هرجع . و لو مرجعتش يبقي تعيش حياتك و تنساني ! عارفه إن كلامي قاسي و وجعك بس أوجعك دلوقتي أحسن من بعدين وانا بصراحة عايزة اعيش حياتي و أنت كنت محاوطني من كل الجهات مكنتش عارفه اتنفس. أتمنى أنك تسامحني !   كاميليا "

1


أنهي يوسف قراءة الخطاب الذي تركته كاميليا قبل هروبها للمرة المليون. و في كل مرة ينتهي من قرائته يشعر وكأن خنجر مسموم ينغرس بقلبه.. فقد كانت كلماتها تُمزق أحشاؤه من الداخل. و الاسئله تتقافز الي عقله بوحشية 

+


فكيف لهذا الملاك البرئ أن يخدعه بهذا الشكل؟ 

+


كيف يمكن لشخص واحد أن يكون سبب في سعادتنا و هلاكنا في آن واحد !؟ 

+


و لكن بداخل اعماقه يوجد شعور بأن صغيرته هربت مُجبرة هناك شئ ما أخافها واجبرها علي الهرب !

+


أم أن هذا الشعور ناتج عن غباء قلبه الذي مازال يعشقها و يدافع عنها باستماتة ؟

+


هذا رأي عقله الذي كان ينهره بشده مُذكرًا إياه بالمعاناه التي عاشها طوال الستة أشهر الماضية..  و نظرات الشفقه في عيون كل من حوله التي يحاول تفاديها بصعوبة و عائلته التي هجرها بسبب عدم قدرته على المواجهة حتى أنه أمتنع عن تناول الطعام الذي يفضله فقط لأنها من كانت تحضره له!

+


تبلور وجعه صرخه هاربه من بين ضلوعه كشجره شوك تخرج من بين لفائف من الصوف ممزقة خلايا قلبه بقسوة

+


و وو عزم علي تنفيذ أمر ما ثم انطلق بسيارته و قد قرر للمرة الأولي التخلي عن أحد أهم مبادئه في الحياة.... 

+


ما أصعب ان تقف حائرًا بين عقلك و قلبك . ذلك الصراع المميت عادةً ما يقود صاحبه إلي الجنون فلا عقلك يستطيع الشعور بما يعتمل في قلبك و لا قلبك قادر علي التفاهم مع ما يدور بداخل عقلك . حينها يسقط الإنسان في دوامه من التخبطات التي لا حدود لها.

+


وحده من يحتل القلب و يُغضب العقل قادر علي إنتشالك من تلك الضوضاء المُرعبه .....

+


نورهان العشري ✍️

+

" يالا هروحك "

+


اغتاظت من حديثه فقالت باندفاع

+


" هو مين اللي كان بيرن و انت قفلت عليه و مردتش ترد قدامي ؟"

+


مازن بلهجة صلفه

+


" متعودتش أفسر و لا أبرر  لحد حاجه يا كارما و دي حاجه لازم تعرفيها عني !"

+


حاولت إخفاء ضيقها لذا قالت بلهجة متحديه

+


"و أنا متعودتش أعمل حاجه مش عيزاها و لا أسمع أوامر من حد !"

+


مازن باستفهام

+


" يعني ايه مفهمتش!" 

+


" يعني وقف العربيه هنزل اروح بعربيتي "

+


صُدِم مازن من لهجتها فأوقف السيارة و إلتفت إليها قائلًا بعتب

+


" يعني أنتِ مش عايزه تبقي معايا ؟"

+


قصدت استفزازه فقالت  

+


" أصلي متعودتش اركب عربيه مع حد غريب عني !"

+


ثار غضبه رغمًا عنه و لكنه حاول كظمه قائلا بلهجة خشنه 

+


"هو مين دا إن شاء الله اللي غريب عنك؟  كارما أنا مستحمل دلعك و جنانك عشان عارف إني غلطت زمان لما سبتك لكن هتتعوجي عليا هزعلك.. و لازم تفهمي ان بمزاحك أو غصب عنك أنتِ بتاعتي فاهمه و لا لا ؟"

+


- كارما بسخرية

+


" بتاعتك! و دا إزاي بقي ؟  أشترتني و لا حاجه يعني معاك عقد ولا .."

+


قاطعها مازن و هو ينظر بداخل عيناها قائلًا بابتسامه عاشقه

+


" لا وضع يد !  "

+


اغتاظت من جملته و تبدلت ملامحها فكادت توشك علي الانفجار في وجهه فأكمل بخبث 

+


" لا بس الغيرة حلوة !"

+


ارتبكت قليلًا و حاولت لملمة شتاتها الذي بعثره رجل تعشقه حد الجنون فقالت بنفي

+


" غيره إيه دي أنت صدقت نفسك ؟"

+


ابتسم بتسلية قبل أن يقول بتخابث

+


"طب ايه اللي ضايقك كدا فجأه ؟"

+


أخذت نفسًا طويلًا قبل أن تقول بحزن

+


" أنا معرفش عنك حاجه و أنت مش مديني فرصة أعرف. يعني مثلاً حياتك كانت عاملة أزاي قبل ما ترجع ؟ بقيت تحب إيه و تكره إيه؟ مثلاً يعني امممم. في حد دخل حياتك بعدي و لا إيه ؟"

+


ثم ضيقت عيناها قائله بتهكم

+


"ما انت اكيد معشتش راهب يعني !!"

+


عند هذا الحد أنفجر مازن ضاحكًا فمن أمامه ليست تلك الطفله البريئه التي تركها منذ أثني عشر عامًا بل أصبحت أنثي بكل ما للكلمه من معنى و أيضا تغار عليه و بشده !

+



        
          

                
هم بالرد عليها و لكن اوقفه رنين هاتفه فأعتذر منها و أجاب 

+


" نعم!"

+


- أدهم بخشونه

+


"  ايه يا ابني بترد من تحت الضرس ليه كدا ؟"

+


-مازن بحنق 

+


أصلك بتتصل في أوقات زي وشك . أنجز عايز إيه؟و متقوليش إن أنا وحشتك!"

+


أدهم بإندفاع

+


" لا وحشتني إيه تف من بقك. هي دي أشكال بردو توحشني !"

+


مازن بضجر

+


" ما تنجز يا ابني عايز إيه مش فاضيلك !"

+


" مش عارف ليه حاسس إني أتصلت في وقت غير مناسب ؟"

+


مازن بغيظ

+


" حاسس كمان يعني مش متأكد! عايز إيه يا آخرة صبري ؟"

+


أدهم بمرح 

+


"أبدًا عندي ليك مفاجأة! ابن خالتك أدهم بيه الحسيني بجلالة قدره نور إسكندرية "

+


مازن بمزاح

+


" و أنا بقول إسكندرية ضلمت ليه كدا ! طب قولي قدامك قد إيه و توصل ؟"

+


أدهم بضحك

+


" مقبوله منك يا باشا..  قدامي نص ساعه "

+


"تمام يبقي هنتغدي سوي تعالى ع العنوان دا ( ... ) ثم ألتفت إلي تلك الجميله الجالسة بجواره وأضاف

+


"عشان عايز أعرفك على حد غالي عندي أوي "

+


أجابه مازحًا

+


" طب بقولك الغالي دا معندوش هو كمان حد غالي يعرفني عليه عشان إبن خالتك عنده نقص حنان و عايز حد يعوضه ؟"

+


مازن بتقريع

+


"بطل دماغك الشمال دي يا زفت أنا عايز أعرفك علي مدام مازن المنشاوي مستقبلًا"

+


ما لبث أن أنهي جملته حتى قاطعه صوت أدهم قائلًا بلهفه 

+


"طب أقفل دلوقتي كدا يا مازن. "

+


و اغلق الهاتف بوجهه فاندهش مازن و نظر إلي كارما قائلاً باستغراب

+


" ماله الواد دا.. ؟؟"

+


تابع و هو يرى نظراتها المستفهمه 

+


"إيه رأيك نتغدى سوى و أحكيلك علي كل اللي عايزه تعرفيه و كمان علشان أعرفك علي أدهم ابن خالتي "

+


ثم أضاف ليغيظها.... 

+


" وبالمره أحكيلك بقي علي كل اللي عرفتهم بعدك.. !"

+


اغاظتها كلماته و بات الفضول يقرضها لمعرفة تفاصيل علاقاته بعدها فوافقت قائله

+


" تمام. كدا كدا أنا كنت متفقه مع غرام عشان هنتقابل بعد الجامعه نروح و هي لسه قدامها ساعه ونص فهضطر أستحملك بقي لحد ما تيجي!" 

+



        
          

                
- فابتسم مازن علي صغيرته المشاغبة التي تأبى الاعتراف بمكنوناتها ثم قال مضيفًا 

+


"علي فكرة على أخوكِ هو اللي كان بيتصل و مردتش أرد عليه و أنتِ معايا !"


+


رجل مثله اعتاد على أن يفعل ما يشاء دون أن يراجعه أحد لا يعترف أبدًا بوجود التبريرات و لا يوجد في قاموسه كلمة لماذا ؟ و لكنه وجد نفسه أمامها مُجرد من كل القوانين الصارمه التي وضعها لنفسه و أصبحت كل معتقداته تنهار أمام تلك الفاتنه المُحتلة لدولته دون أي مقاومة منه بل فهو عاشق لهذا الاحتلال !

+


*************

+


عند أدهم الذي لفت نظره شجار هذه الفتاه مع شابين فاغلق الهاتف و ترجل من سيارته مسرعا حتي ينقذها و لكن صعقه ما رآه منها 

+


قامت غرام بثني ذراع الشاب و قامت بضرب الآخر بقدمها في منتصف معدته فسقط علي الأرض.  ثم قامت بضرب الآخر برسغها على ظهره فصرخ الشاب بألم ثم قامت بثني ركبتها لتضرب الشاب بمعدته فما كان من الشاب الآخر الملقي علي الارض سوى ان يمسك بقطعة كبيرة من الحجاره ( دبشه يعني) و قام برفعها ليضرب غرام على رأسها فأوقفته يد أدهم عن فعلته و قامت يده الآخرى بلكمه لكمه قويه أطاحت به  

+


فالتفتت غرام لأدهم فتفاجئت بذلك الوسيم الذي أنقذها من موت محتم.... 

+


و لكن المفاجئة الكبرى كانت من نصيب أدهم الذي ما ان رآها حتي صُدم من شدة جمالها قائلا بدون وعي:

+


" يادين النبي هو في جمال كدا ؟"

+


فاغتاظت غرام من وقاحته و هتفت بحنق: 

+


"ايه يا أخينا انت تحب تتكوم جمبهم و لا ايه ؟"

+


- تفاجئ ادهم من وقاحتها فقال بتهكم: 

+


"دا بدل ما تشكريني اني انقذت حياتك !"

+


- غرام بمراوغة: 

+


" مكنتش مضطر تعمل كدا انا كنت هعرف ادافع عن نفسي علي فكرة …

+


- ادهم بغيظ:

+


" تصدقي بالله كان حقي سبته فتحلك دماغك نصين عشان تتربي .."

+


غرام بغضب: 

+


"تصدق ان انت قليل الادب زيك زيهم!" 

+


غضب ادهم بشده من وقاحتها و لكنه قرر الذهاب لكي لا يفقد أعصابه حتى لا يؤذيها

+


فغادر متمتما

+


" بت متخلفه اصلا هو انا اسيب التخلف في مصر الاقيه في اسكندريه كمان !"

+


فاغتاظت غرام بشدة و هتفت خلفه صائحه: 

+


-" مين الي متخلفه يا غبي انت ؟"

+


فالتفت اليها أدهم بغضب حتى كاد أن يوقعها و لكن يداه حالت دون ذلك تمنعها من الوقوع فالتقت عيونهم فغاب عن الوعي لثوان معدودة حتى استفاق ادهم من سحر قد ألقته امرأة بسهام عينيها الفاتنة في منتصف قلبه فزعزعت ثباته 

+



        
          

                
فقال بصوت اشبه بالهمس: 

+


" اول مرة اشوف عيون حلوة كدا ..!"

+


- فتححمت غرام بخجل و هربت من حصاره و قالت بارتباك:

+


" مين دي اللي متخلفة ؟"

+


- فاجاب ادهم بمزاحه المعهود:

+


- " اي حد الا انتِ "

+


فاغتاظت غرام اكثر ثم قالت بغضب:

+


" عارف حظك اني مش فاضيالك و الا كنت عرفتك مين متخلف بجد .."

+


ثم تركته ذاهبه دون ان تدري انها قد حررت بداخل ذلك الادهم مشاعر كان قد حُكم عليها بالحبس طوال حياته…

+


"ربما تقودك صدفة  لم تبالي بها إلى واقع لم تكن تحلم به "

1


نجيب محفوظ

+


*****

+


عودة الى القاهرة في شركة الحسيني... 

+


رائد بمكر: 

+


" يعني انتِ عايز تعرفيني انك متعرفيش يوسف مسافر فين ؟"

+


- هند بخوف: 

+


"قولت لحضرتك يا رائد بيه معرفش انا اتفاجئت بيه بيقولي الغي كل مواعيدي عشان مش هاجي النهاردة و لا بكرة حتي معرفش انه مسافر غير من حضرتك .."


+


رائد وقد شعر بصدقها: 

+


"طب روحي انتي دلوقتي وطبعًا مش عايز افكرك انك لو عرفتي حاجه و موصلتنيش انا ممكن اعمل ايه ؟!"

+


- هند بلهفة:

+


" متقلقش حضرتك والله اول ما اعرف حاجه هقولك علي طول "

+


- رائد بمكر: 

+


" طب ايه يا حلوة مش وحشتك ؟"

+


- هند باشمئزاز: 

+


" قولتلك مش هيحصل و اذا كنت ضحكت عليا قبل كدا بدور العاشق الولهان فانا خلاص عرفت حقيقتك و عمري ما هثق فيك ابدًا و لا هكون ليك لو انطبقت السما عالأرض .."

+


 غضب من حديثها قام بلوي ذراعها  قائلا بشراسة: 

+


" مانتي بقيتي ليا يا روح امك هو انا بستأذنك لسه مانا وصلت للي انا عايزه .."

+


- هند بوجع:

+


" خدته غصب عني مش برضايا "

+


ثم هطلت عبراتها قائله

+


"  عمري ما هسامحك ابداً انا بسمع كلامك بس عشان اهلي ملهمش ذنب يعرفوا باللي حصل في بنتهم 

+


لكن لو فكرت تطلب مني حاجه من اللي في دماغك دي هكون مموته نفسي و مش هيفرق معايا حد .."

+


تزعزع ثباته و ارتعب من حديثها فهب قائلًا بلهفه: 

+


"خلاص مش هطلب من حاجه ابداً بس اوعي تفكري تأذي نفسك ابداً …" 

+



        
          

                
لا يعرف لما دموعها تسقط على قلبه كصخور مدببة تفتت خلاياه . يود حمايتها من كل شئ قد يؤذيها و لكن لم يستطع ان يحميها من نفسه و من ماضيه و من انتقامه!؟ 

+


*******

+


في ذلك القصر الكبير نجد ذلك الرجل الذي حفر الزمن خطوطه العميقة بجوانب وجهه و قد اقتحم الشيب وسامته و لكنه لم يضعفها و لم تضعفه ابدا كل صعوبات و اختبارات الحياه التي اخذت اثنين من أولاده و تركت الثالث يعاني مراره الفقد هائم في عالم اختلقه يقتصر عليه فقط فلم يكن يبالي لاحد !

+


و برغم من وجود أحفاده بجواره و امتلاء القصر بعدد ليس بقليل من الخدم فقد كانت الوحدة تقتله !  

+


لم يكن يخرجه من وحدته سوى يوسف الحفيد الاكبر و الأقرب إلى قلبه فكان يوسف بالنسبة لرحيم أغلى ما يمتلك في هذه الحياه.  فكان رحيم يرى به شبابه فقد كان يشبهه كثيرا في الملامح و الصفات فهو دوما القلب الحنون و الكتف الذي لا يميل... 

+


فكان يتمنى ان يأخذ يوسف من الحياة أفضل ما تستطيع تقديمه له . لهذا لم يقبل بأمر ارتباطه من كاميليا فهو لم يكن يراها أفضل زوجه له و لكنه لم يستطع أن يتخيل ان حب يوسف لها كبير لهذه الدرجة... 

+


فكان حزن يوسف علي رحيلها يقتله بشده لدرجه انه قرر البحث عنها فقط ليعيدها إليه و لا يهمه سوي سعادته معها.

+


خرج رحيم من شروده علي طرقات الباب فأذن للطارق  بالدخول :

+


اطلت صفيه من الباب بابتسامتها الصافية حامله فنجان من القهوة ثم وضعته علي الطاوله قائله بحب 

+


" عامل ايه يا بابا النهارده ؟"

+


- رحيم بابتسامه: 

+


"نحمد ربنا يا بنتي "

+


- صفيه باهتمام 

+


"مالك كدا كنت سرحان في ايه كدا ؟"

+


- رحيم بتنهيده: 

+


"هيكون في مين يعني يا صفيه ؟ يوسف صعبان عليا اوي اول مره احس اني عاجز في حياتي. اول مرة احس اني لازم اعيد حساباتي !"

+


- صفيه بحنو

+


"متقلقش علي يوسف يا بابا يوسف هيقدر يعدي منها و هيعرف ازاي يرجع مراته تاني بس اللي عايزه اطلبه منك تسيبه يختار طريقه بنفسه مش عايزين نكرر مأساة مراد ، و لا معاناة ادهم ."

+


-صاح رحيم بغضب

+


" معاناتهم دي كانت بسبب سوأ اختيارهم يا صفيه واحد حب واحده سابته و اتجوزت اخوه و التاني حب واحده مع اول واحد اغني منه ظهر لها  باعته "

+


- صفيه بلهفه:

+


" ارجوك اهدي يا بابا شويه صحتك خلاص اللي حصل حصل و دا مقدر و مكتوب. انا بس قصدي ان كاميليا دي تربيتنا و بنتنا و غير اي حد وكمان اللي حصل زمان هي ملهاش يد فيه و زهرة…"

+



        
          

                
قاطعها رحيم بفضب 

+


"خلاص يا صفيه متجبيش سيرتها و قفلي على الموضوع دا و يوسف حر انا مش هجبره علي حاجه بس مش هسمح لبنت زهرة تضيعه من ايدي زي ما امها ضيعت اتنين من ولادي .."

+


صفيه بمساسيه: 

+


"خلاص يا بابا اهدى يا حبيبي و ان شاء الله خير متزعلش نفسك انت بس "

+


*******

+


عودة الى الاسكندريه..... 

+


تقوم كاميليا بعملها بعقل متغيب فكانت تفكر فيما حدث البارحة ومشاهدتها لمازن في منزل حالتها و علاقته بهم فلعنت حظها فهي قد هربت من شبح وجود يوسف في حياتها وقد ظنت بانها قطعت كل الطرق التي كانت تربطها به  و لكن ظهور مازن في منزل خالتها  قد ارعبها و كأن القدر يخبرها بأن لقائها بيوسف قد بات قريبًا و هذا ما كانت تخشاه و بشده فهي غير قادرة علي المواجهة حاليا.

+


أيقظها من شرودها صوت مديرها أحمد الذي قال غاضبا 

+


"كاميليا ممكن تيجي علي مكتبي .."

+


- كاميليا بقلق

+


" حاضر في حاجه يا مستر احمد ؟"

+


دخل أحمد الي مكتبه و لم يعيرها سؤالها اي رد فنهضت خلفه و دخلت الى المكتب فوجدته في حاله كبيرة من الغضب فباغتها باقترابه المفاجئ منها قائلا 

+


-" ممكن افهم ليه حضرتك مش مركزة في شغلك؟"

+


- كاميليا بقلق:

+


" ليه يا مستر احمد حصل ايه ؟"

+


" اتفضلي شوفي النص دا وشوفي كمية الاخطاء اللي فيه.."

+


- كاميليا بتأثر: 

+


"أسفه اوي انا مكنتش مركزة بس والله مقصدش انا هراجعه تاني و اي اخطاء هصححها "

+


- احمد و قد تأثر بمظهرها فهو قد عشقها منذ رؤيتها اول مرة  فتقدم نحوها وقام بالاقتراب منها  ففاجأته كاميليا بابعاده عنها بعنف شديد قائله:

+


" انت اتجننت اياك تقرب مني تاني كدا .." 

+


- فارتبك احمد للحظة ثم قال بخجل آسف مكنتش اقصد والله انا بس مقدرتش اشوفك بتعيطي.. كاميلي انا بحبك...." 

+


- بالرغم من معرفتها لمشاعره مسبقا إلا أنها قد ارتجفت لمجرد سماع هذه الكلمة من احد سوي يوسف و شعرت بقلبها ينفر من تلك الاحرف البسيطه التي كانت ترفعها إلى السماء السابعة عند سماعها منه 

+


فاستعادت توازنها قائله بصوت حاولت أن يبدو حازما: "مستر احمد لو سمحت انا جايه هنا اشتغل و بس و معنديش وقت للمشاعر دي .."

+


- فقال احمد باستعطاف: 

+


"طب ممكن تديني فرصه انا فعلا بحبك بجد ارجوكي ادي لقلبك فرصه .."

+



        
          

                
- فنهرته كاميليا قائله:

+


" لو سمحت مشاعرك دي بالنسبالي مرفوضة و ملهاش اي صدى عندي و بعد اذن حضرتك ياريت علاقتنا تبقي في حدود الشغل و بس .."

+


صدمه ردها القاتل الخالي من اي ذرة احترام لمشاعر رجل بعثره عشقها فقال بحزم 

+


"تمام يا آنسه كاميليا اعتبري الي حصل بينا دلوقتي كأنه محصلش وانا عن نفسي نسيته اتفضلي علي شغلك و ياريت تركزي فيه و بلاش اي اخطاء تانيه.. "

+


- كاميليا بجفاء

+


"تمام عن اذن حضرتك "

+


بمجرد انغلاق الباب قام احمد بإجراء مكالمة هاتفية : 

+


"الو انا موافق عاللي انت قولت عليه شوف عايز ننفذ امتى ."

+


****** 

+


"ايوا يا غرام انتِ فين ؟"

+


- غرام وهي تبحث بعينيها عن شقيقتها 

+


" داخله عليكِ اهوة خمس دقايق و هكون قدامك سلام ."

+


-"  خلاص يا مازن غرام داخله علينا اهيه "

+


" تمام و ادهم كمان زمانه جاي "

+


- كارما باستفهام

+


" هو انت ليه مصر تعرف غرام عليه؟"

+


- مازن بغموض: 

+


"عادي يعني مفيش سبب معين بس قولت نتغدى سوا كلنا "

+


- كارما بعدم تصديق: 

+


"ماشي اما نشوف اخرتها .."

+


بعد دقائق أتت غرام التي كانت مثل البدر في تماما قائله بمرحها المعتاد

+


" يا عيني يا عيني احنا فينا من المواعيد الغرامية ؟"

+


فضحك كلا من مازن و كارما و شرع مازن يجيبها فأوقفه ذلك القادم من الخلف فهتف مازن قائلا: 

+


" ايه النور اللي هل دا جاي في معادك بالظبط"

+


فالتفتت غرام لتفاجئ بهذا الوقح قادم تجاهها فصاحت بغضب: 

+


"دانت ماشي ورايا بقي ؟"

+


فصُدم ادهم عندما وجدها تلك المتوحشة الجميله كما اسماها  فتدارك صدمته قائلا باستفزاز: 

+


"انتِ بتكلميني انا يا شاطرة ؟"

+


- غرام بغضب: 

+


"لا بكلم خيالك جاي ورايا تعمل ايه ؟"

+


- ادهم مغتاظا: 

+


"اي يا بنتي التناكه دي جاي ورا مين يا بت انتِ؟ انتِ مجنونه ؟"

+


- غرام بصياح: 

+


"هي مين دي اللي مجنونه يا متخلف انت ؟"

+


كان هذا تحت انظار كلا من مازن و كارما و كانت الدهشة تسيطر عليهما إلى ان فاق مازن من دهشته قائلا

+



        
          

                
" هو انتوا تعرفوا بعض؟"

+


نطق كلا من غرام و ادهم في نفس اللحظة :

+


" لا طبعا .."

+


غرام بتكبر

+


"هي دي اشكال تتعرف اصلا ؟"

+


- ادهم بتهكم 

+


"يا بت انتِ تطولي ؟"

+


- غرام بسخرية 

+


"يا عم روح و انت شبه عبيط اخواته كدا.."

+


كاد ادهم ان يرد عليها فأوقفه مازن بهتاف

+


" ما خلاص بقي في ايه منك ليها حصل ايه لكل دا ؟"


+


ادهم بنفاذ صبر 

+


"هحكيلك "

+


هتفت غرام باستنكار

+


" لا هحكي انا انت مش مضمون و هتحور اكيد .."

+


كارما بتقريع 

+


"غرام عيب كدا.. "

+


ثم وجهت حديثها لادهم قائله: 

+


"سوري يا استاذ ادهم علي اسلوب غرام و حضرتك لو سمحت بلاش اسلوبك دا ."

+


ادهم بمزاح

+


" خلاص عشان عيونك يا قمر انت .."

+


فلكزه مازن في كتفه قائلا بغضب: 

+


"ايه يا بغل انت… انت هتعاكسها قدامي ؟"

+


فردت غرام بهتاف

+


" عشان اقولكوا دا قليل الادب محدش بيصدقني .."

+


كارما صارخه: 

+


"خلاص بقي اسكتي و احكي حصل ايه ؟"

+


شرعت غرام تسرد ما حدث 

+


" كان في اتنين بيعاكسوني جيت ضربتهم و هو جه حشر نفسه معرفش ليه ؟!"

+


- ادهم بغيظ:

+


"دانا انقذت حياتك دا كان هيفتح دماغك بالطوبه اللي في ايده تصدقي انا غلطان .."

+


هتف كلا من كارما و مازن بلهفه:

+


"غرام انتِ كويسه ؟"

+


فتابع ادهم بسخريه: 

+


"مين دي الي تطمنوا عليها دي كانت هتبلعهم. بس والله يستاهلوا عيال ذوقها غبي ملقوش غير دي و يعاكسوها "

+


اوشكت غرام علي ضربه بحقيبتها فامسكها مازن قائلا بحزم

+


" خلاص يا غرام حقك عليا دا يبقي ادهم ابن خالتي و صاحبي . و انت يا زفت بطل بقي طولت لسان غرام دي تبقي اخت كارما و في كليه فنون جميله .."

+


ادهم متمتما 

+


" آل فنون جميله آل قول فنون تشريحية فنون قتاليه "

+


فنظر له مازن نظره اخرسته فتحمحم قائلا:

+


" اهلا يا انسه غرام اتشرفت بمعرفتك "

+



        
          

                
ثم التفت لمازن قائلا بنفاذ صبر : 

+


"تمام كدا ممكن بقي نتغدي عشان جاي من آخر الدنيا و هموت  من الجوع ."

+


- تمتمت غرام بصوت مسموع قليلا:

+


" مفجوع .."

+


مر الغداء على ابطالنا ما بين نظرات عشق متبادله بين كارما و مازن و نظرات حنق و تسليه بين غرام و ادهم 

+


و أخيرا ودعوا بعضهم البعض و ذهبت كارما و غرام الي كاميليا للعوده معا الى المنزل 

+


و اخذ مازن ادهم لغرفته بالفندق فما أن وصلوا إلى غرفتهم و حينها ادهم رمي بجسده على السرير قائلا 

+


-" ياه كان يوم متعب و اختتمته ببنت التيت دي .."

+


فنهره مازن قائلا: 

+


"ما تحترم نفسك يالا بقولك اخت خطيبتي.."

+


- فقال ادهم بخبث:

+


" خطيبتي مرة واحدة. طب و بالنسبه لعقدك و كلاكيعك ودتها فين ؟"

+


مازن متنهدا: 

+


"والله ما عارف انا صح ولا غلط ؟ بس اللي اقدر اقولهولك اني مقدرش تضيع مني تاني .."

+


- فقال ادهم بحكمه: 

+


"بص يا مازن انا آخر واحد ممكن يديك رأي في مواضيع الحب و الغرام دي لأن مش مقتنع بوجود حاجه اسمها حب اصلا . الست في نظري اتخلقت عشان تبسط الراجل و في المقابل بيديها من وقته و فلوسه و دا في رأيي كفايه علي الستات اوي. بس اللي شفته في عينيك النهاردة هيخليني اقولك جرب يا ابن خالتي .."

+


- مازن باحتقار 

+


"بغض النظر عن الهباب اللي انت قلته من شويه دا بس ايه بقي اللي انت شفته في عنيا ؟"

+


- أجابه ادهم بايجاز:

+


" الفرحه يا مازن. عمري ماشفت الفرحه في عينيك غير النهارده "

+


هم مازن بالرد عليه و لكن قاطعه رنين هاتفه فالتقطه مجيبا

+


"يوسف باشا الحسيني بجلاله قدره بيتصل بيا يومين ورا بعض ايه اللي حصل في الدنيا ؟"

+


- يوسف بخشونة 

+


"انت في اي فندق ؟"

+


- مازن بسخرية

+


" و انت مال اهلك بتسأل ليه ؟"

+


- يوسف بنفاذ صبر

+


"عشان في اسكندريه يا غبي انجز انت في اي فندق ؟

+


- مازن باندهاش:

+


" انت بتتكلم جد ولا بتهزر ؟"

+


- يوسف بحدة

+


"ما تخلص يا زفت ههزر معاك ليه ؟"

+


- "خلاص يا عم متزقش انا في فندق (..) و معايا ادهم "

+



        
          

                
- يوسف باختصار: 

+


"مانا عارف كلها نصايه وأكون عندكوا سلام "

+


و ما كاد ان يغلق هاتفه حتى وجده يرن ثانيه فأجاب هاتفا 

+


"علوه حبيبي كنت لسه هكلمك دلوقتي .."

+


- علي ساخرًا 

+


"يالا ياض يا نصاب و مكلمتنيش ليه ؟"

+


- مازن بأسف:

+


" غصب عني والله جالي ناس اصحابي طبوا عليا زي القضي المستعجل "

+


علي بحزم

+


"ماليش فيه انت واعدني هتتغدي عندنا بكره "

+


- مازن في محاولة للهرب 

+


"مش هينفع يا علوه والله عشان مش هعرف اسيبهم "

+


-" يا عم عيب عليك هاتهم معاك و اهو نقضي يوم حلو سوى و بعدها نخرج نلفلف في اسكندريه زمانك نستها."

+


- مازن بتفكير 

+


"خلاص هشوفهم و هقولك .."

+


- علي بتأكيد

+


"  خالتك فاطمه مأكده عليا لو عايز تزعلها متجيش انا قولتلك  انت حر و عملالك محشي ورق عنب كمان .."

+


- مازن بمزاح

+


"ايه الاغراء دا خلاص جايين "

+


-" خلاص معادنا بكرة ان شاء الله سلام يا وحش .."

+


اغلق مازن الهاتف ثم التفت لادهم فوجده غارق في النوم فلمعت عينيه بخبث و قام بالتقاط زجاجة مياه مثلجة و قام بافراغها فوق أدهم الذي ما ان شعر بالماء المثلج حتى هب من نومه مفزوعا وهو يقول 

+


"  هو في ايه ؟"

+


و سرعان ما التفت الي ذلك الغارق في موجة من الضحك 

+


فقال ادهم بغضب:

+


" مش هتبطل يا زفت انت حركاتك الغبيه دي ؟"

+


كان يوسف قد وصل فوجدهما على حالهما إحداهما يحترق من الغضب و الآخر غارق في الضحك حتي أذنيه 

+


فقال مستفهما: 

+


"في ايه يا ابني انت و هو ؟"

+


فقال ادهم باندهاش:

+


" يوسف انت جيت امتى ؟"

+


- يوسف بخشونة 

+


"لسه جاي و متسألنيش ليه عشان انا قرفان و مش طايق نفسي .."

+


- مازن محتضنا يوسف بشوق:

+


" اسكندرية نورت يا صاحبي "

+


فبادله يوسف العناق مبتسماً و قال بملل: 

+


"القاهرة وحشه من غيركوا و جو القصر بقي خنيق جدا لقيت نفسي جاي عليكوا "

+


ادهم باستحسان 

+


"احسن حاجه عملتها والله.  و خصوصا أن في اخبار حلوة هنا .."

+


يوسف باستفهام اخبار ايه 

+


- مازن بسعادة

+


" انا قابلت كارما الي حكتلك عليها قبل كدا و علي فكرة معزومين بكرة عندهم و مش عايز اي اعتراض.."

+


قال يوسف بجفاء :

+


" سيبك مننا و روح انت .."

+


- مازن بحزم

+


"لا بقولك ايه انا قولتلهم انكوا جايين معايا جهزوا نفسكوا "

+


اتقضي اليوم سريعا علي ابطالنا و جاء الغد محملا باحداث جديده مفرحه للبعض و مؤلمه للآخر 

+


***** 

+


" ماما " 

+


" نعم يا علي "

+


-" قولتي لكاميليا علي عزومه مازن النهاردة !"

+


فاطمه بمراوغة

+


"ملحقتش يا ابني جت نامت بدري امبارح و انا قومت متأخر النهارده ملحقتش اقولها عمومًا هي كدا كدا بتيجي متأخر و معتقدش هتقابله و بردو هرن عليها اقولها .."

+


- "طيب يا ماما متنسيش .."

+


"حاضر يا حبيبي "

+


مرت الساعات سريعا و جاء وقت وصول مازن و ادهم و يوسف لبيت علي 

+


طرقات بسيطه علي الباب ففتح علي و قال مرحبا 

+


" أهلً و سهلاً  ايه النور دا مازن باشا جاي في ميعاده بالثانية ؟"

+


- مازن بمزاح: 

+


"طبعا يا ابني طول عمري مواعيدي مظبوطه .."

+


علي بتهكم

+


" طب اتفضل ياخويا.."

+


ثم التفت مرحبا

+


" اتفضلوا يا جماعه نورتونا والله ."

+


مازن: دا بقي يوسف الحسيني ابن خالتي و دا اخوة ادهم "

+


تجمد علي عند ذكر مازن لأسمائهم و سرعان ما تدارك الموقف و قال مرحبا

+


" اهلا يا جماعه اسكندريه نورت اتفضلوا "

+


وما ان دخلوا الي غرفة الصالون حتى سمعوا قفل الباب يدور فالتفتوا جميعا للخلف ووو ...


+


يتبع...


قد يعجبك ايضا


الخامس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close