رواية عروس صعيدي الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم نور زيزو
( عــروس صعيــدي الجــزء الثــاني 2 )
البارت الرابــــ4ـــع بعنـــوان " حيـــاة مُهـــددة "
"" إبتسامتهــا سرقــت عقلــي وأســرت قلبــي ؛ فلــم انتبــه إلــى طفولتــها الزائــدة وســط عالـــم الذئــاب "
مر يومين وهو غائباً عن الوعي لا يدري شئ عن ما يحدث حوله ،، ورهف تنهار يوماً بعد يوماً كوردة تذبل كل يوم تحتاج لمن يرويها وهو وحده من يستطيع احياء وردته الصغيرة ..
____________________
نزلت حكمت من الأعلى وهى تدندن براحة بال ..رأت علام يجلس على السفرة يفطر ،، أتجهت نحوه
هتفت حكمت بلا مبالاة وهى تجلس أمامه ،، قائلة :-
- مهتروحيش الشغل اياك ولا ايه
أجابها وهو يأكل بهدوء ،، قائلاً :-
- هروح الأرض لما أخلص
ضحكت بسخرية عائدة بظهرها للخلف وتعقد ذراعيها أمام صدرها ،، وقالت مُردفة :-
- أرض إيه ،، والمخازن والمصنع مين هيخلى باله منيهم ها ،، هو مش ولد اخوك بيموت ده معناه أنك الكبير دلوجت
أقترب منها بشك وهو ينظر لعيناها ,, يردف قائلاً :-
- انتى خابرة زين لو طلع ليكى يد فى اللى حصل هيجرلك ايه
ضحكت بسخرية وهو تقرب رأسها بتحدي منه وتنظر فى عيناه ،، وقالت بثقة :-
- خابرة ،، بس ده لو كان ليا يد بجى ،، خلاص بجيت جتالة جتلة ولا ايه
تركها وخرج بتذمر وهو يشك بأمرها ،، رن هاتفها أخذته وصعدت لغرفتها وهى تنظر حولها تخشي أن يراها احد ...
____________________
جلست فى غرفته رغماً عن معارضة الدكتور الشديدة على وجودها ،، تنظر عليه ودموعها تنهمر بصمت وتمسك بيديها منشفة صغيرة مبللة بالماء البارد تمسح له عنقه وصدره ،، قلبها يتألم وكأن القدر دهسه بقوته ،، ضلوعها منكسرة تبحث عن مأوها بين ذراعيه ...
أتاه ذلك الصوت من بعيداً من جديد :-
- من وأنت صغير علمتك كيف تمسك العصا ،، عملتك كيف تكون الكبير .. أنت الكبير ياولدي ولد الكبير ،، ميكسركش حد ،، أفتكر ياولدى زين أنت الكبير وولدك ولد الكبير ... عدوك منتظر اللحظة دى أنك تجع ياولدى ومتجومش ،، واياك تناول اللى فباله ياولدى ..
فتح عيناه بتعب وهو يشعر بيديها الصغيرة الناعمة تمسك يده بحنان ،، ضغط بقبضته على يدها ..
أدارت رأسها نحوه مُندهشة ،، ورسمت بسمتها من جديد وعادت الحياة لها معه ..
نادها بصوت مبحوح يخرج بصعوبة من بين صدره :-
- رهف
أقتربت منه بسعادة وهى تبتسم وسط بكاءها وشهقاتها ،، وردت عليه وهى متمسكة بيده :-
- إيه ياحبيبى ،، أنا هنا اهو
أغلق قبضته أكثر على يدها ويغمض عيناه من جديد وكأنه أراد أن يطمئن قلبه على هذه الطفلة التى تسكن قلبه وعقله ،، سأل قلبه دوماً لما أحب طفلة من بين الجميع ولم يأتى له جواب سوى أنها تسكن قلبه ،، عاد الخوف من جديد إلى قلبها حين أغمض عيناه مجدداً ..
هتفت بنبرة مخيفة ناظرة عليه بقلق ،، قائلة :-
- منتصر أنت صاحي
أشار إليها بنعم وعيناها مغمضة ،، ألتزمت الصمت وقلبها يرفرف بسعادة غامرة ،، يفكر فى حديث والده له ويجب أن يقف من جديد على قدمه .. قطع تفكير وفتح عيناه بتعب حين شعر برأسها فوق صدره وضع يده بتعب فوق رأسها وهو يفكر بعمق ..
____________________
خرجت زهرة وهاجر من السراية لكى يذهبوا إلى المستشفي مع رجب ،، دخلت سيارة عاصم من باب السراية ودهشوا حين نزلت رهف ثم منتصر ،، ركضوا نحوه بسعادة
أردفت هاجر ببسمة قائلة :-
- حمد الله على سلامتك ياخويا
أجابها وهو ينظر حوله باحثاً عن شئ ،، قائلاً :-
- الله يسلمك
دخل إلى السراية ومنها إلى غرفته ،، جلس على سريره برفق ووضعت الغطاء عليه بحنان وتوتر من نظراته التى يرمقها بها ،، وهى تتحاشي النظر له بخجل ولا تعلم سر نظراته الغريبة بالتأكيد ليست نظرات أشتياق لها .. وقفت بأستقامة لكى تهرب من نظراته وخرجت من صرخة خفيفة حين مسكها من ذراعها بقوة وجذبها له ،، سقط جسدها الصغير بسهولة على السرير أمامه ..
رفعت نظرها إليه بتوتر ،، وصعقت من جملته التى خرجت منه بصوت غليظ قوي ،، قائلاً :-
- هو انا مش جولتلك متطلعيش من اوضتك بالخلجات دى واصل ..
نظرت إلى ملابسها وهى ترتدي تيشرت بنص كم واسع عليه رسومات كرتون وبنطلون جينز يظهر نحافة قدمها الصغير وشعرها مسدول على ظهرها بحرية ،، ألتزمت الصمت بتردد
أعاد سؤاله بضيق وغيرة عليها من أنظار الجميع وهى بملابسها هذه خارج البيت منذ ثلاثة ليالى .. قائلاً بقوة :-
- جولت ولا مجولتش
أجابته وقد بدأت فى البكاء وهو الشئ الوحيد الذي تستطيع فعله ،، قائلة :-
- غصب عنى أنا لما شوفتك سايح فى دمك مفكرتش فى اى حاجة ،، أنت مكنتش هتسبنى صح
رأى نظرة الخوف فى عيناها وهى تسأله ،، ضحك بخفة عليها بالتأكيد هذه الطفلة بكيت كثيرآ وخافت أكثر ،، ضمها إلى صدره برفق ووضع قبلة على جبينتها بحنان وقال :-
- انا مهسيبكيش يارهف ،، بس بطلى خوفك الزيادة ده
أجهشت فى البكاء وهى تتشبث به بقوة وكأنه سيهرب منها ،، وقالت بصوت يكاد يظهر من شهقاتها :-
- أنا مبخافش طول ما انت معايا ،، لو بتحبنى وهايزنى ما أخافش خليك معايا
أجابها وهو يضحك عليها ،، قائلاً :-
- أنا معاكى على طول ،، جوليلى بجي منمتيش بجالك جد ايه
ضحكت وهى تبتعد عنه وتمسح حبات اللؤلؤ التى تتساقط من عيناها ،، وقالت :-
- بقالى ثلاثة أيام
أبعد الغطاء عنه وهو يشير إليها بأن تقترب وتنام بجواره ،، ضحكت بسعادة غامرة وكأنها ستحصل على جائزة كبري ونامت بجواره وضع الغطاء عليها وهو يطوقها بذراعه ،، ولم تبقي طويلاً وغاصت فى نومها من التعب ،، أبتسم عليها فهى أسرع شخص ينام فى دقائق دون تفكير فى أى شئ قبل نومها ،، أبتعد عنها بصعوبة ووقف ليغلق الأضواء وذهب إلى البلكونة وجلس يفكر فيما حدث ومن فعل به هذا ؟؟ ولماذا ؟؟ ....
____________________
خرجت هاجر من المطبخ وهى تحمل طبقين بيديها مُتجهة للسفرة ،، نزلت زهرة بضجر من الأعلى نظرت حولها وقالت :-
- هى لسه البت سمرة مظهرتش بنت المحروج دى
أجابتها هاجر وهى تتجه نحو المطبخ مجدداً ،، قائلة :-
- لسه وشيعتلها مع عبده ملاجهاش فى الدار بتاعتها ..
دخلت زهرة خلفها بغضب وهى تتواعد بالجحيم لهذه الأمراة ....
____________________
أستيقظت رهف صباحاً بتعب وتمطي جسدها بتكاسل ليصطدم ذراعها الأيسر بجسده ،، تفتح عيناها وتراه يجلس أمامها يحجب أشعة الشمس الذهبية عنها ويتأملها بأشتياق لملامحها وهى نائمة ،، لفت ذراعيها الأثنين حول عنقه وأبتسمت له بسعادة
أردف منتصر بصوت غليظ وملامحه تحمل غضب مصطنع ،، قائلاً :-
- كل ده نوم ،، معاد الدواء فات وأنا جعان
تلاشت بسمتها فور سماع جملته ،، وهتفت بهلع وهى تجلس فى السرير ،، قائلة :-
- أنا أسفة ،، انا هحضرلك الفطار بسرعة ..
وكاد أن تخرج جسدها من أسفل الغطاء ،، مسك يدها بقوة وأعادها لسريرها من جديد ،، وقال بصوت دافئ :-
- انت بتخافي أكده ليه ،، أنا مهضربكيش
أجابته بحزن عميق وهى تتحاشي النظر له وتنظر للأسفل ،، قائلة :-
- عشان مش عايزك تتعب تانى
وقف من السرير وذهب بعيداً وهو يحدثها بجدية :-
- أحيانا بحس انك لازم تكونى طفلة منشان تهونى عليا بضحكتك وسذاجتك ،، وأحيانا بحس أنك لازم تنضجي منشان تشيلى الحمل ويايا وتنصحينى أعمل إيه ..
قامت من السرير وهى تذهب خلفه بإحراج ،، وقالت بصوت دافئ يلمس أوتار قلبه العاشق :-
- حاضر هكبر
أستدار لها بضيق وقال بقلق :-
- خايف تكبري يارهف
أتسعت عيناها بدهشة من جملته ،، ونظرت لعيناه بصدمة من ما قاله ،، وسألته :-
- ليه
أجابها وهو يفتح الدولاب لكى يخرج ملابسه:-
- خايف تكبري وتجولى ده معجبنيش ،، وتجولى عاداتك وتجاليدك متخلفة وتبعدي عنى ،، خايف لما تكبري تحبي حياتك فى سكندرية وتطلبي ترجعلها ،، تكبري يارهف يعنى تفكيرك وعجلك وكل حاجة فيكى تكبر ..
ضحكت رهف بسعادة وأقتربت منه وعناقته من الخلف ،، وأسندت رهف رأسها على ظهره وهتفت بصوتها الطفولى بهيام ونبرة دافئة ،، قائلة :-
- متخافش يامنتصر الحب مبيتغيرش ،، ومشاعرك للى بتحبه مبتتغيرش غير لو بطلت تحب ،، أنت فاكر انى مش واخدة بالى من عاداتكم وتقاليدكم ،، لا انا واخدة بالى بس عشان بحبك مستعدة أعيش معاك فى مكان وبأى طريقة المهم أكون معاك أنت بس ..
أستدار لها بهدوء ورفع رأسها بسبابته وقال نادراً لعيناها ،، قائلاً :-
- أبتديت تكبري يارهف مع انى أتعوديت عليكي طفلة ،، تعملى المصيبة وتجرى تستخبي فى حضنى ،، أتعودت تدخلى المندرة على الرجالة منشان حبيبك جواها وعايزه ،، ولعبك ويايا وكمية البيوت اللى بتعميلها بمكعباتك والوانك
ضحكت له بعفوية وهى تشد بيديها على خصره وتقول :-
- هههههه أنا بكبر بسرعة ألحق أشبع منى بقى ..
نظر لها بلطف متأملاً ضحكتها ،، وضع خصلات شعرها خلف أذنها برفق وأقترب منها أكثر وذهب بنظره إلى شفتيها ذات اللون الكرزي ،، وأقترب أكثر يحتضن شفتيها بشفتيه ،، تتشبث به بقوة ،، يبتعد عنها متألماً من يدها التى ضغطت بها على جرحه ،، ضحكت له بعفوية بصوت عالى .. ضمها إلى صدره برفق ووضع قبلة على جبينتها ..
____________________
وقفت حكمت فى غرفتها وهى تتحدث فى الهاتف :-
- عملت ايه
أجابها ذلك الرجل بثقة وهو يقف أمام السراية ويضع على رأسه قبعة تخفي ملامح وجهه ويختبئ خلف الشجرة ،، قائلاً :-
- مخرجتش من البيت بقالها أسبوع
أردفت حكمت بثقة ونفذ صبرها ،، قائلة :-
- هى هتطلع جريب منشان تروح سكندرية لجامعتها .. فتح عيناك انت بس
أجابها وهو ينظر على بوابة السراية وعبده يفتحها ويخرج منتصر بها وهى فى يده كطفلته تماماً ،، قائلاً :-
- أهي طلعت مع راجل
أردفت حكمت محذرة له بغضب ،، قائلة :-
- أياك تجرب منها وهى وياه ،، منتصر لو حس بيك هيجتلك من غير مايفكر ..
وأغلقت الخط معه وأبتسمت بخبث ،، مُحدثة ذاتها :-
- جريب ونرتاح كلتنا ...
أبتسم الرجل بمكر وهو يفكر فى نهاية عمله لكى يعود إلى بلده ،، وذهب خلفهم .....
تـــــــــاااابـــــع ....
البارت الرابــــ4ـــع بعنـــوان " حيـــاة مُهـــددة "
"" إبتسامتهــا سرقــت عقلــي وأســرت قلبــي ؛ فلــم انتبــه إلــى طفولتــها الزائــدة وســط عالـــم الذئــاب "
مر يومين وهو غائباً عن الوعي لا يدري شئ عن ما يحدث حوله ،، ورهف تنهار يوماً بعد يوماً كوردة تذبل كل يوم تحتاج لمن يرويها وهو وحده من يستطيع احياء وردته الصغيرة ..
____________________
نزلت حكمت من الأعلى وهى تدندن براحة بال ..رأت علام يجلس على السفرة يفطر ،، أتجهت نحوه
هتفت حكمت بلا مبالاة وهى تجلس أمامه ،، قائلة :-
- مهتروحيش الشغل اياك ولا ايه
أجابها وهو يأكل بهدوء ،، قائلاً :-
- هروح الأرض لما أخلص
ضحكت بسخرية عائدة بظهرها للخلف وتعقد ذراعيها أمام صدرها ،، وقالت مُردفة :-
- أرض إيه ،، والمخازن والمصنع مين هيخلى باله منيهم ها ،، هو مش ولد اخوك بيموت ده معناه أنك الكبير دلوجت
أقترب منها بشك وهو ينظر لعيناها ,, يردف قائلاً :-
- انتى خابرة زين لو طلع ليكى يد فى اللى حصل هيجرلك ايه
ضحكت بسخرية وهو تقرب رأسها بتحدي منه وتنظر فى عيناه ،، وقالت بثقة :-
- خابرة ،، بس ده لو كان ليا يد بجى ،، خلاص بجيت جتالة جتلة ولا ايه
تركها وخرج بتذمر وهو يشك بأمرها ،، رن هاتفها أخذته وصعدت لغرفتها وهى تنظر حولها تخشي أن يراها احد ...
____________________
جلست فى غرفته رغماً عن معارضة الدكتور الشديدة على وجودها ،، تنظر عليه ودموعها تنهمر بصمت وتمسك بيديها منشفة صغيرة مبللة بالماء البارد تمسح له عنقه وصدره ،، قلبها يتألم وكأن القدر دهسه بقوته ،، ضلوعها منكسرة تبحث عن مأوها بين ذراعيه ...
أتاه ذلك الصوت من بعيداً من جديد :-
- من وأنت صغير علمتك كيف تمسك العصا ،، عملتك كيف تكون الكبير .. أنت الكبير ياولدي ولد الكبير ،، ميكسركش حد ،، أفتكر ياولدى زين أنت الكبير وولدك ولد الكبير ... عدوك منتظر اللحظة دى أنك تجع ياولدى ومتجومش ،، واياك تناول اللى فباله ياولدى ..
فتح عيناه بتعب وهو يشعر بيديها الصغيرة الناعمة تمسك يده بحنان ،، ضغط بقبضته على يدها ..
أدارت رأسها نحوه مُندهشة ،، ورسمت بسمتها من جديد وعادت الحياة لها معه ..
نادها بصوت مبحوح يخرج بصعوبة من بين صدره :-
- رهف
أقتربت منه بسعادة وهى تبتسم وسط بكاءها وشهقاتها ،، وردت عليه وهى متمسكة بيده :-
- إيه ياحبيبى ،، أنا هنا اهو
أغلق قبضته أكثر على يدها ويغمض عيناه من جديد وكأنه أراد أن يطمئن قلبه على هذه الطفلة التى تسكن قلبه وعقله ،، سأل قلبه دوماً لما أحب طفلة من بين الجميع ولم يأتى له جواب سوى أنها تسكن قلبه ،، عاد الخوف من جديد إلى قلبها حين أغمض عيناه مجدداً ..
هتفت بنبرة مخيفة ناظرة عليه بقلق ،، قائلة :-
- منتصر أنت صاحي
أشار إليها بنعم وعيناها مغمضة ،، ألتزمت الصمت وقلبها يرفرف بسعادة غامرة ،، يفكر فى حديث والده له ويجب أن يقف من جديد على قدمه .. قطع تفكير وفتح عيناه بتعب حين شعر برأسها فوق صدره وضع يده بتعب فوق رأسها وهو يفكر بعمق ..
____________________
خرجت زهرة وهاجر من السراية لكى يذهبوا إلى المستشفي مع رجب ،، دخلت سيارة عاصم من باب السراية ودهشوا حين نزلت رهف ثم منتصر ،، ركضوا نحوه بسعادة
أردفت هاجر ببسمة قائلة :-
- حمد الله على سلامتك ياخويا
أجابها وهو ينظر حوله باحثاً عن شئ ،، قائلاً :-
- الله يسلمك
دخل إلى السراية ومنها إلى غرفته ،، جلس على سريره برفق ووضعت الغطاء عليه بحنان وتوتر من نظراته التى يرمقها بها ،، وهى تتحاشي النظر له بخجل ولا تعلم سر نظراته الغريبة بالتأكيد ليست نظرات أشتياق لها .. وقفت بأستقامة لكى تهرب من نظراته وخرجت من صرخة خفيفة حين مسكها من ذراعها بقوة وجذبها له ،، سقط جسدها الصغير بسهولة على السرير أمامه ..
رفعت نظرها إليه بتوتر ،، وصعقت من جملته التى خرجت منه بصوت غليظ قوي ،، قائلاً :-
- هو انا مش جولتلك متطلعيش من اوضتك بالخلجات دى واصل ..
نظرت إلى ملابسها وهى ترتدي تيشرت بنص كم واسع عليه رسومات كرتون وبنطلون جينز يظهر نحافة قدمها الصغير وشعرها مسدول على ظهرها بحرية ،، ألتزمت الصمت بتردد
أعاد سؤاله بضيق وغيرة عليها من أنظار الجميع وهى بملابسها هذه خارج البيت منذ ثلاثة ليالى .. قائلاً بقوة :-
- جولت ولا مجولتش
أجابته وقد بدأت فى البكاء وهو الشئ الوحيد الذي تستطيع فعله ،، قائلة :-
- غصب عنى أنا لما شوفتك سايح فى دمك مفكرتش فى اى حاجة ،، أنت مكنتش هتسبنى صح
رأى نظرة الخوف فى عيناها وهى تسأله ،، ضحك بخفة عليها بالتأكيد هذه الطفلة بكيت كثيرآ وخافت أكثر ،، ضمها إلى صدره برفق ووضع قبلة على جبينتها بحنان وقال :-
- انا مهسيبكيش يارهف ،، بس بطلى خوفك الزيادة ده
أجهشت فى البكاء وهى تتشبث به بقوة وكأنه سيهرب منها ،، وقالت بصوت يكاد يظهر من شهقاتها :-
- أنا مبخافش طول ما انت معايا ،، لو بتحبنى وهايزنى ما أخافش خليك معايا
أجابها وهو يضحك عليها ،، قائلاً :-
- أنا معاكى على طول ،، جوليلى بجي منمتيش بجالك جد ايه
ضحكت وهى تبتعد عنه وتمسح حبات اللؤلؤ التى تتساقط من عيناها ،، وقالت :-
- بقالى ثلاثة أيام
أبعد الغطاء عنه وهو يشير إليها بأن تقترب وتنام بجواره ،، ضحكت بسعادة غامرة وكأنها ستحصل على جائزة كبري ونامت بجواره وضع الغطاء عليها وهو يطوقها بذراعه ،، ولم تبقي طويلاً وغاصت فى نومها من التعب ،، أبتسم عليها فهى أسرع شخص ينام فى دقائق دون تفكير فى أى شئ قبل نومها ،، أبتعد عنها بصعوبة ووقف ليغلق الأضواء وذهب إلى البلكونة وجلس يفكر فيما حدث ومن فعل به هذا ؟؟ ولماذا ؟؟ ....
____________________
خرجت هاجر من المطبخ وهى تحمل طبقين بيديها مُتجهة للسفرة ،، نزلت زهرة بضجر من الأعلى نظرت حولها وقالت :-
- هى لسه البت سمرة مظهرتش بنت المحروج دى
أجابتها هاجر وهى تتجه نحو المطبخ مجدداً ،، قائلة :-
- لسه وشيعتلها مع عبده ملاجهاش فى الدار بتاعتها ..
دخلت زهرة خلفها بغضب وهى تتواعد بالجحيم لهذه الأمراة ....
____________________
أستيقظت رهف صباحاً بتعب وتمطي جسدها بتكاسل ليصطدم ذراعها الأيسر بجسده ،، تفتح عيناها وتراه يجلس أمامها يحجب أشعة الشمس الذهبية عنها ويتأملها بأشتياق لملامحها وهى نائمة ،، لفت ذراعيها الأثنين حول عنقه وأبتسمت له بسعادة
أردف منتصر بصوت غليظ وملامحه تحمل غضب مصطنع ،، قائلاً :-
- كل ده نوم ،، معاد الدواء فات وأنا جعان
تلاشت بسمتها فور سماع جملته ،، وهتفت بهلع وهى تجلس فى السرير ،، قائلة :-
- أنا أسفة ،، انا هحضرلك الفطار بسرعة ..
وكاد أن تخرج جسدها من أسفل الغطاء ،، مسك يدها بقوة وأعادها لسريرها من جديد ،، وقال بصوت دافئ :-
- انت بتخافي أكده ليه ،، أنا مهضربكيش
أجابته بحزن عميق وهى تتحاشي النظر له وتنظر للأسفل ،، قائلة :-
- عشان مش عايزك تتعب تانى
وقف من السرير وذهب بعيداً وهو يحدثها بجدية :-
- أحيانا بحس انك لازم تكونى طفلة منشان تهونى عليا بضحكتك وسذاجتك ،، وأحيانا بحس أنك لازم تنضجي منشان تشيلى الحمل ويايا وتنصحينى أعمل إيه ..
قامت من السرير وهى تذهب خلفه بإحراج ،، وقالت بصوت دافئ يلمس أوتار قلبه العاشق :-
- حاضر هكبر
أستدار لها بضيق وقال بقلق :-
- خايف تكبري يارهف
أتسعت عيناها بدهشة من جملته ،، ونظرت لعيناه بصدمة من ما قاله ،، وسألته :-
- ليه
أجابها وهو يفتح الدولاب لكى يخرج ملابسه:-
- خايف تكبري وتجولى ده معجبنيش ،، وتجولى عاداتك وتجاليدك متخلفة وتبعدي عنى ،، خايف لما تكبري تحبي حياتك فى سكندرية وتطلبي ترجعلها ،، تكبري يارهف يعنى تفكيرك وعجلك وكل حاجة فيكى تكبر ..
ضحكت رهف بسعادة وأقتربت منه وعناقته من الخلف ،، وأسندت رهف رأسها على ظهره وهتفت بصوتها الطفولى بهيام ونبرة دافئة ،، قائلة :-
- متخافش يامنتصر الحب مبيتغيرش ،، ومشاعرك للى بتحبه مبتتغيرش غير لو بطلت تحب ،، أنت فاكر انى مش واخدة بالى من عاداتكم وتقاليدكم ،، لا انا واخدة بالى بس عشان بحبك مستعدة أعيش معاك فى مكان وبأى طريقة المهم أكون معاك أنت بس ..
أستدار لها بهدوء ورفع رأسها بسبابته وقال نادراً لعيناها ،، قائلاً :-
- أبتديت تكبري يارهف مع انى أتعوديت عليكي طفلة ،، تعملى المصيبة وتجرى تستخبي فى حضنى ،، أتعودت تدخلى المندرة على الرجالة منشان حبيبك جواها وعايزه ،، ولعبك ويايا وكمية البيوت اللى بتعميلها بمكعباتك والوانك
ضحكت له بعفوية وهى تشد بيديها على خصره وتقول :-
- هههههه أنا بكبر بسرعة ألحق أشبع منى بقى ..
نظر لها بلطف متأملاً ضحكتها ،، وضع خصلات شعرها خلف أذنها برفق وأقترب منها أكثر وذهب بنظره إلى شفتيها ذات اللون الكرزي ،، وأقترب أكثر يحتضن شفتيها بشفتيه ،، تتشبث به بقوة ،، يبتعد عنها متألماً من يدها التى ضغطت بها على جرحه ،، ضحكت له بعفوية بصوت عالى .. ضمها إلى صدره برفق ووضع قبلة على جبينتها ..
____________________
وقفت حكمت فى غرفتها وهى تتحدث فى الهاتف :-
- عملت ايه
أجابها ذلك الرجل بثقة وهو يقف أمام السراية ويضع على رأسه قبعة تخفي ملامح وجهه ويختبئ خلف الشجرة ،، قائلاً :-
- مخرجتش من البيت بقالها أسبوع
أردفت حكمت بثقة ونفذ صبرها ،، قائلة :-
- هى هتطلع جريب منشان تروح سكندرية لجامعتها .. فتح عيناك انت بس
أجابها وهو ينظر على بوابة السراية وعبده يفتحها ويخرج منتصر بها وهى فى يده كطفلته تماماً ،، قائلاً :-
- أهي طلعت مع راجل
أردفت حكمت محذرة له بغضب ،، قائلة :-
- أياك تجرب منها وهى وياه ،، منتصر لو حس بيك هيجتلك من غير مايفكر ..
وأغلقت الخط معه وأبتسمت بخبث ،، مُحدثة ذاتها :-
- جريب ونرتاح كلتنا ...
أبتسم الرجل بمكر وهو يفكر فى نهاية عمله لكى يعود إلى بلده ،، وذهب خلفهم .....
تـــــــــاااابـــــع ....
قد يعجبك ايضا