رواية زواج في الظل الفصل الثالث 3 بقلم ياسمين عطية
البارت الثالث
أركان خرج من الحمام، ووقف قدام ليلى اللي كانت واقفة قصاده، وبتفرك ايديها الاتنين في بعض وكأنها بتحاول تلم كل أفكارها قبل ما تتكلم.
فجأة، راحت ناحيته بخطوات سريعة، وابتسمت ابتسامة صغيرة رغم التوتر اللي كان ظاهر في عيونها.
أركان كان بيبص لها بطرف عينه وهو مش مهتم، وقال بهدوء: "اتفضلي."
ليلى: " طالما إحنا هنا... جايين بقسيمة جواز مزورة... ليه اتجوزنا رسمي باسمينا الحقيقية."
أركان: " تفتكري إن إحنا ما فكرناش في حاجة زي كده؟ إحنا عملنا حسابها من الأول. بس لو كنا جينا وقالنا لك إنك مطلوبه في مهمة، تقعدي معايا سنة كاملة، وتنامي معايا على نفس السرير زي ما حصل امبارح، وإنت مش مراتي... كنت هتوافقي؟ عشان مجرد فلوس؟"
ليلى: "لا، طبعاً."
إجابتها كانت حاسمة وواضحة. ووجهها كان فيه ملامح استغراب واضح على رد فعله، لكنها ما كانتش هتسمح لنفسها تكون أكثر ضعفًا أمامه.
أركان: "عشان كده الفكره دي فشلت، رغم إن ده كان المفروض يحصل. بس كانت في حاجات كتير منعت إن إحنا نغصب عليكي حاجة زي كده، خصوصًا إنه حرام."
أركان وقف لحظة قبل ما يكمل، ونظرة متفهمة عينيه كانت كافية عشان تفهمه.
أركان: "ما هو مش إنتوا بس اللي تعرفوا ربنا."
ليلى حسّت بشوية راحة رغم الكلام الثقيل ده.
أخذت نفس عميق، وشكرتوا في نفسها وحمدت ربنا انوا مش بس مجرد شخص متربي، لأ ده كمان عنده أخلاق ودين. في عيونها، احترامها له زاد وعلا في نظرها اوي وحسيت انها في امان .
ليلى بتبص لأركان بتردد وهي بتقول بصوت هادي: "أركان... ممكن أكلم ماما؟"
أركان كان بيشوف حاجة في الموبايل القديم اللي معاه، رفع عينه ليها بسرعة وقال: "آه طبعًا، خدي كلميها." ومد إيده بالموبايل الصغير اللي شكلُه قديم، شكله كان غريب وسط التكنولوجيا اللي هما متعودين عليها، بس ده كان مقصود عشان ما يثيرش الشكوك.
ليلى أخدت الموبايل بحذر وابتدت تدوس على الأرقام بيد مرتعشة، قلبها كان بيدق بسرعة وهي مستنية الصوت اللي وحشها من اول يوم
في نفس الوقت، أركان كان بيرن على بيته، وقبل ما يردوا، عينه راحت على ليلى اللي وشها كان متوتر، بتحاول تمسك نفسها، أول ما صوت أمها طلع من الموبايل، صوتها كان مليان شوق ولهفة.
فوزية بصوت متلهف: "ليلى؟ حبيبتي، إنتي عاملة إيه؟ وحشتيني يا بنتي، طمنيني عليكي!"
ليلى بصوت متردد لكنه فرحان: "وحشتيني يا ماما... أنا كويسة والله، كله تمام."
فوزية بقلق: "طب احكيلي، إنتي مرتاحة؟ أركان عامل معاكي إيه؟ أهله كويسين معاكي؟"
ليلى سرحت لحظة وهي بتفتكر نظرات أم أركان لما شافتها أول مرة، نظرات كانت كلها أشبه بالرفض، لكن بسرعة هزت دماغها وابتسمت وهي بتكذب لأول مرة على أمها: "كويسين يا ماما، فرحانين بيا... دا حتى مامت أركان بتعتزر منك وبتقول لك ما عرفتش تيجي الفرح عشان كانت تعبانة قوي."
فوزية خدت نفس طويل وقالت: "طب والحاجة التانية..." صوتها بقى أهدى وكأنها مش عايزة تحرجها: "كل حاجة كويسة، صح؟"
ليلى حست بالخجل، حرارتها زادت وهي مش عارفة ترد، ضغطت على الموبايل في إيدها وقالت بصوت متقطع: "آه... الحمد لله، كله تمام."
فوزية حسّت بالتردد في صوت بنتها، فسألت بحذر: "بجد يا ليلى؟ أنا أمك، لو في أي حاجة قوليلي."
ليلى بسرعة ردت عشان تقطع الشكوك: "بجد يا ماما، كله تمام، متقلقيش."
فوزية رغم إنها ما اقتنعتش تمامًا، لكنها قررت ما تضغطش عليها أكتر وقالت بابتسامة دافية: "طيب حبيبتي، أنا بس كنت عايزة أطمن عليكي... أهم حاجة تكوني مرتاحة وسعيدة، إنتي بنتي وروحي، لو احتجتي أي حاجة، أنا موجودة."
ليلى دمعت عينيها بس بسرعة مسحتهم وقالت بصوت متماسك: "عارفة يا ماما... بحبك قوي."
فوزية بحنان: "وأنا كمان، ربنا يسعدك يا بنتي."
على الجانب الآخر، مكالمة أركان مع أهله
عدلي بصوت هادي وحازم: "إنت كويس؟"
أركان باختصار: "أنا تمام، كله تحت السيطرة."
فريدة بصوت قلق: "متأكد يا حبيبي؟ الأكل هناك عامل إيه؟ حد مضايقك؟"
أركان ابتسم نص ابتسامة وقال: "أنا بخير يا أمي، متقلقيش."
عدلي بصوت حاسم: "خليك مركز، متخليش حاجة تشغلك، المهمة أهم حاجة."
أركان بهدوء: "عارف."
فريدة حاولت تخفي قلقها وقالت: "خلي بالك من نفسك، ومن... مراتك."
أركان سكت لحظة قبل ما يرد: "حاضر، سلموا لي على الكل."
عدلي أنهى المكالمة بجملة قصيرة: "خليك حذر."
أركان قفل الموبايل، بص لليلى اللي كانت لسه متعلقة بمكالمة أمها، شاف الابتسامة اللي على وشها رغم عينيها اللي كان فيها لمعة غريبة.
وبعد دقائق سمعوا صوت خبطات على الباب وطبعا هم عارفين هي مين
بصتلهم بنظرة سريعة، وقعدت على الكنبة وهي بتقول بنبرة فيها جدية واضحة:
بطة: "اسمعوا بقى، الأكل متوفر في الفيلا، الفطار والغدا والعشا، اللي عايز ياكل ياكل، واللي مش عايز براحتُه. بس لو حبيتي تشتري حاجات وتطبخي في بيتك، ده موضوعك يا هنية، محدش هيتدخل فيه."
أركان بص لليلى اللي كانت بتسمع كلام بطة باهتمام. رغم إنها كانت مرعوبة من المهمة، لكنها كانت بتحاول تبين هدوء مصطنع.
بطة كملت: "سعيد، إنت هتشتغل مع البواب الكبير، اسمه عم على، راجل محترم وكان على المعاش، بس حب يرجع يشتغل شوية. هيعلمك شغلك، هتعرف مين بيدخل ومين بيخرج ، تسقي الزرع، وتاخد بالك من كل حركة في المكان. الراجل هيكون معاك، وهتبدلوا ورديات، ومهمتك إنك تبقى صاحي لكل تفصيلة بتحصل."
أركان (سعيد) هز راسه بإيماءة بسيطة، وهو بيحاول يظهر دور البواب الجديد باحتراف.
بطة التفتت ناحية ليلى وقالت: "وأنتِ، تعالي معايا، هتعرفي على الناس اللي جوه، هتكوني واحدة منهم، وانت كمان تعالى سعيد اعرفك على البيه كبير."
ـــــــــــــــ
الصالون الكبير في الفيلا كان مليان بهدوء ثقيل، الجو العام فيه لمسة من الرسمية، كل شيء فيه منظم بدقة، الأثاث الفخم، الأضواء الهادية، ورائحة البخور الفاخر اللي كانت مالية المكان. مجموعة من أفراد العيلة قاعدين، بعضهم بيتكلموا بهدوء، والبعض الآخر مشغول في هواتفهم. لما دخلت بطة ومعاها سعيد (أركان) وهنية (ليلى)، العيون اتلفتت ليهم.
نسرين كانت قاعدة على الكنبة بإهمال، رجل على رجل، وبمجرد ما دخل سعيد، نظرتها تغيرت. في البداية، كانت نظرة تقييم، بعدها اتحولت لحاجة أشبه بالانبهار المخفي. بصت له من فوق لتحت، تفاصيله الرجولية شدت انتباهها، لدرجة إنها لا إرادياً عضت طرف شفايفها وهي بتعدل جلستها، كأنها بتحاول تبان أكثر اهتمامًا من اللازم.
على العكس، مروان كان ليه رد فعل مختلف، أول ما شاف هنية، عنيه ضاقت وشفته ارتسمت عليها ابتسامة ماكرة، النوع اللي يخليك تعرف إن دماغه مش بريئة. بص ليها بطريقة واضحة جدًا، عيونه مليانة شهوانية وهو بيقول في نفسه: "حلو الصنف الجديد ده، أموت أنا في الملبن ده هيبقى ممتع جدًا." ابتسامة خفيفة ظهرت على وشه، وكأنه بيسرح في أفكاره الخاصة
هنية حسّت بالنظرات، حسّت بشيء من التوتر، لكنها رفعت راسها بثقة مصطنعة. أركان كان ملاحظ نظرات مروان، بس ما علّقش، كان بيتابع من بعيد، مستني يشوف هنية هتتصرف إزاي.
أما باقي العيلة، فمعظمهم مجرد رمقوهم بنظرات جانبية، زي اللي بيشوف ناس جديدة ويكمل في حاله، ما كانش عندهم اهتمام حقيقي، باستثناء واحد بس...
الحاج صلاح، كبير العيلة، كان راجل في الستينات، ملامحه قوية، نظراته حادة متفحصه، وطريقته في الكلام دايمًا مباشرة ومحددة. قعد يتأمل سعيد للحظة، وبعدها اتكلم بصوت تقيل مليان سيطرة:
الحاج صلاح: "أنت ابن أمينة، مش كده؟"
أركان (سعيد) وقف بثبات ورد باحترام: "أيوه يا حاج، الله يرحمها."
الحاج صلاح شدد على كلماته وهو بيبص له: "أمينة كانت ست شريفة ومحترمة،وظن هتبقى زيها وربت عيالها بالحلال... عشان كده أنا وافقت عليك، بس متفتكرش إن ده معناه إنك واخد الوضع هنا بالواسطة."
سكت لحظة، وبعدها كمل: "هتشتغل وتثبت إنك تستحق المكان، مشيت عدل وكسبت ثقتي، هتفضل هنا، وإلا، الباب مفتوح."
أركان (سعيد) أومأ برأسه وقال بثقة هادية: "مش هتندم يا حاج."
الحاج صلاح بص لهنية للحظة، لكنه ما قالش حاجة، مجرد نظرة عابرة، كأنه شايفها أقل أهمية من إنه يوجّه لها كلام، وبعدها التفت لبطة وقال: "عرفيهم شغلهم، وأنا مش عايز مشاكل."
بطة أومأت سريعًا، وقالت لهم بصوت واطي وهما بيخرجوا: اديكوا شفتوا وسمعتوا كل حاجه بودانكم مش عايزه ولا غلطه
خرجت هنية (ليلى) مع بطة من الصالون، وهي لسه حاسة بنظرات مروان اللي كانت بتلاحقها، لكنها طنشته ومشت ورا بطة وهي بتحاول تحافظ على ملامحها متماسكة.
مشوا في طرقة طويلة، الأرضية الرخام بتلمع تحت رجليهم، لحد ما وصلوا لباب جانبي، فتحته بطة ودخلت، وهتفت بصوتها القوي: "يا جماعة... تعالوا هنا شوية."
بعد لحظات، بدأوا الخدم يظهروا واحد ورا التاني، كل واحد فيهم كان شكله مميز، ملامحهم مختلفة، لكن كان واضح إن كلهم عندهم خبرة بالشغل هنا.
بطة بصت لـ هنية وقالت وهي بتشير لهم واحد واحد: "دول زمايلك، اللي هتشتغلي معاهم هنا، ولازم تعرفي كل واحد فيهم كويس."
أول حد اتقدم كان ست كبيرة في السن، ملامحها طيبة وعينيها مليانة حنية، اسمها "أم سعاد"، دي كانت مسؤولة عن ترتيب غرف الفيلا، وبطريقتها اللطيفة قالت: "أهلا وسهلا يا بنتي، أي حاجة تعوزيها، قوليلي."
جنبها كان واقف راجل تخين شوية، بشرته سمراء، وابتسامته واسعة، اسمه "صابر"، وده كان الطباخ الرئيسي. بص لهنية وقال بابتسامة وهو بيعدل مريوله: "يا رب تكوني بتحبي الأكل الصعيدي، هنا مفيش أكل نص نص، كله على أعلى مستوى."
بعده كان شاب نحيف، شكله أصغر من الباقيين، اسمه "محروس"، شغال كعامل نظافة ومساعد أم سعاد. ابتسم بتوتر وهو بيقول: "أنا محروس... لو احتجتي أي حاجة، قوليلي."
في الآخر كان واقف راجل ضخم، ملامحه جامدة، اسمه "عبد الحق"، وده كان مسؤول عن الأمن الداخلي للفيلا. ما تكلمش، اكتفى بهزة بسيطة من راسه وهو بيبصلها بنظرة تقييم.
بطة حركت رأسها وقالت لهنية: "دول فريقك، اتعاملي كويس، وهتلاقيهم سند ليكي."
هنية بصتلهم وهي بتحاول تحفر أساميهم في دماغها، كانت عارفة إن النجاح في المهمة دي مش هييجي بسهولة، وإن كل تفصيلة ليها أهمية.
ليلى كانت قاعدة مع بطه في المطبخ، بتحاول تلم نفسها من التوتر اللي مش سايبها، خصوصًا بعد نظرات مروان اللي كانت كأنها بتسلخها من فوق لتحت.
بطه كانت واقفة بتجهز حاجة على الرخامة، لما فجأة ليلى قالت بصوت هادي وفيه لمحة من التردد: "هو أنا ينفع أشتغل مع أم سعاد بدل ما أساعد في الطبخ؟ أنا ماليش في الحاجات دي خالص." قالتها وهي بتضحك ضحكة خفيفة عشان ما تبانش متوترة.
بطه رفعت عينيها ليها، كانت ست فاهِمة، لمحت حاجة في صوتها بس ما علقتش، بالعكس، ابتسمت وقالت: "يعني إنتي شايفة الشغل مع أم سعاد أهون؟"
ليلى بسرعة قالت: "أه طبعًا، التنضيف أسهل بكتير، وأنا شاطرة فيه."
بطه حطت إيدها على وسطها وقالت بنبرة فيها تحذير: "بصي يا بنتي، الشغل هنا مش لعب عيال، وكل واحد ليه دوره، بس لو أم سعاد وافقت، يبقى خلاص، مفيش مشكلة."
ليلى فرحت بسرعة، لكنها أخفت فرحتها، كانت عارفة إن الشغل مع أم سعاد هيخليها أقرب للأحداث، وهيساعدها تراقب اللي بيحصل، وتسمع أسرار الفيلا، وده كان هدفها من الأساس.
ليلى قامت من مكانها، وحاولت تخفي القلق اللي كان في عيونها وراء ابتسامة عريضة، وحاولت تغير الموضوع بسرعة. قالت لبطه بحماس: "بس بجد، عايزة أبدأ مع أم سعاد عشان أكسب ثقتها وأعرف كل حاجة هنا."
بطه نظرت ليها شوية كأنها مش فاهمة هي جادة ولا بتتكلم بس عشان تخلص، لكن بعد ما شافت إصرارها في عينيها، قالت بابتسامة صغيرة: "تمام، لو ده اللي أنتي شايفاه صح، بس خلي بالك من الناس اللي حوالينا، خصوصًا مروان."
ليلى كتمت نفسها وهي تسمع اسم مروان، شعرت بنبض قلبها بيتسارع، ورفعت راسها لتواجه بطه وقالت بنبرة هادئة: "مروان؟ مش هتشوفني قدامه أكتر من الازم، أنا مش عايزة أكون في دائرة اهتمامه."
بطه نظرت ليها، ورفعت حاجبها وقالت ببساطة: "على حسب... بس خلي بالك، كل واحد هنا ليه طريقتو."
ليلى أخذت نفس عميق وحاولت تتماسك، ثم قالت بحزم: "أنا هعمل اللي عليا، بس مش هأسيب فرصة لمروان ولا لحد تاني إنه يقرب مني
بطه ردت بهدوء: "لو قدرتي تلتزمي بكلامك ده، هتبقي تمام، بس خلي بالك، الجو هنا مش سهل."
ليلى ابتسمت وقررت تخرج من المطبخ قبل ما تخلي أي لحظة تبين ضعفها. كانت هتبدأ شغلها مع أم سعاد، وده كان أفضل حل عشان تقدر تعرف أكتر عن الفيلا
في إحدى غرف الفيلا.
دخلت ليلى الغرفة وهي تشعر بارتباك بسيط، لكنها كانت مصممة على تنفيذ الخطة. أم سعاد، الست الكبيرة اللي كانت شغالة في ترتيب الغرف، كانت مشغولة بتنظيف الغرفة. كان واضح إنها تعبت من الحمل، وعينيها كانت بتعكس تعب السنين. كانت ليلى بتشوفها وبتحاول تستجمع شجاعتها.
ليلى (بتتردد شوية ثم قالت بابتسامة دافئة): "مساء الخير يا أم سعاد، في حاجة أنا ممكن أساعدك فيها؟"
أم سعاد (بتلفت لها بابتسامة شكر، وبتريح نفسها على الكرسي): "أهلا يا بنتي، الله يخليك. أنا ومحروس بنعمل كل حاجة هنا مع بعض، لكن والله الحمل ثقيل علينا، على الأقل لو في حد يقدر يساعدنا."
ليلى (بتبتسم وتوضع يدها على قلبها وكأنها بتتأثر): "أنا ممكن أساعدك في كل حاجة، ده الشرف ليا. لو تكرمتِ، أنا ممكن أشتغل معاكي وأقسم معاكِ الغرف انا طلبت من بطه وهي قالتلي لو ام سعاد وافقت خلاص أبداه."
أم سعاد (بتحس بالراحة من العرض وابتسمت): "يا ريت والله، ده هيكون ليا شرف كبير. هنعمل تقسيم للأوض. هأخد أوضة الحاج منصور ومروان، يعني هو في نفس الدور ده. ،وانتي هتخدي أوضة نسرين، ورغدة، وصفيه، وفؤاد وخليل."
ليلى (بتنزل رأسها شوية بحزن في قلبها لأنها كانت عايزة تاخد أوضة منصور، لكن مش هتقدر دلوقتي): "حاضر يا أم سعاد، أنا موافقة على أي تقسيم. بس لو في حاجة تانية أقدر أساعد فيها برضو، قولولي."
أم سعاد (بتبتسم وبتحط إيدها على قلبها): "يا حبيبي، أنتم زي ولادي. لو قدرتوا تساعدونا في أي حاجة، أنا مش هقدر أنسى معروفكم ده. أنا هقترح إن محروس يشتغل في الدور اللي تحت في المكاتب مع بعض، علشان نقدر نغطي الشغل كله. وهكذا نقدر نتقسم الشغل وما نتعبش زيادة."
ليلى (بتوافق بسرور وتبتسم لها): "تمام، تمام، يا ريت لو اتقسمنا كده، هنبقى مرتاحين أكتر كلنا. أنا جاهزة في أي وقت، يا أم سعاد، علشان نكمل الشغل مع بعض."
أم سعاد (بتبتسم وتشد على إيدها كأنها بتشكرها): "ربنا يكرمك يا بنتي، والله أنتِ طيبة، وان شاء الله هنبقى في الخير مع بعض."
ليلى (بتبتسم بخفة وهي عارفة إن ده أفضل حل عشان تقدر تراقب كل شيء في الفيلا): "إن شاء الله، كله تمام."
المشهد ينتهي هنا مع ابتسامة ليلى، بينما أم سعاد كانت بتريح نفسها شوية بعدما لقت مساعدة في شغلها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نسرين الواسعة، كانت نسرين قاعدة على الكنبة المخملية، رجل على رجل، وبتلعب في خصلة من شعرها الذهبي، وعينيها فيها لمعة خبث. قدامها كانت رغدة أختها، مستلقية على الكنبة التانية بتقلب في موبايلها، جنبهم صفية بنت عمهم، اللي كانت ماسكة كوب عصير وبتشربه ببطء وهي بتسمع.
نسرين رفعت حاجبها وقالت بنبرة مستفزة: "مش مستغربين ازاي سعيد ده؟ يعني بالله عليكم... واحد بواب، شغال في الفيلا، المفروض واحد زيه يبقى غلبان، شكله عادي، شعره منكوش وهدومه رخيصة... مش واحد بالجمال ده!"
رغدة من غير ما تبص لها، ردت ببرود: "عادي يا نسرين، في ناس حلوين حتى لو فقرا."
نسرين ضربت كفها في الكنبة بضيق: "لا مش عادي! ده لو قالولي ده موديل عالمي مش هكذب! يعني عيونه، طريقته، مشيته... الولد ده مش طبيعي!"
صفية ضحكت ضحكة خفيفة وقالت: "على أساس إنك وقعتيله من أول نظرة؟"
نسرين رفعت عينيها بحدة: "وقعتله إيه بس؟ بس مستغربة! واحد زيه يتجوز واحدة زي دي؟ يعني بصوا لها... عادية، ملهاش أي حاجة مميزة، طرحه وعبايه مهلهله، لبسها أي كلام، حتى طريقتها في الكلام ملهاش ثقة! إزاي سعيد يبص لواحدة كده؟"
رغدة أخيرًا رفعت عينيها من الموبايل وقالت وهي بتبتسم بسخرية: "ومين قال إنه بص لها؟ مش يمكن هو متجوزها لغرض معين؟"
نسرين فكرت شوية، وبعدها ابتسمت بخبث وهي بتقول: "ممكن... وده اللي هيخلي الموضوع ممتع أكتر، لازم نعرف الحكاية، وأكيد هعرف هو مين بالضبط!"
صفية اتكأت لقدام وهي مبتسمة: "وإيه خطتك؟"
نسرين رفعت كوب العصير بتاعها ورشفت منه بهدوء، عيونها فيها لمعة تحدي: "استنوا وشوفوا!"
رغدة رفعت حاجبها وهي بتبص لنسرين بسخرية: "نسرين، انتي ناوية تعملي إيه بالضبط؟ هتجري وراه؟"
نسرين ضحكت وهي بتمط شفافيها: "أنا أجري ورا بواب؟! لا حبيبتي، بس لازم أفهم هو إيه حكايته...اي الجمال ده كله، وكمان الجواز ازاى اتجوز وحده زي دي! حاجات كتير مش راكبة على بعضها."
رغدة هزت راسها وقالت: "نسرين، يمكن انتي بتفكري زيادة في الموضوع؟"
نسرين رفعت كوباية العصير بتاعتها وهي بتبص فيها، وبعدين همست بابتسامة خفيفة: "وإيه يعني لو فكرت؟ لما حاجة تشدني، لازم أعرف كل حاجة عنها... وسعيد شدني، أو يمكن... مش سعيد اللي شدني، لكن فكرته."
صفية ضيقت عيونها وهي بتقول بدهاء: "قصدي إنك مش هتسبيه في حاله؟"
نسرين ابتسمت بثقة وقالت: "وهو مين قال إنه عايش في حاله أصلاً؟ يا بنات، الدنيا لعبة، وأنا بحب ألاعب!"
رغدة زفرت بسخرية وهي بترجع للموبايل بتاعها: "يا ساتر، سعيد الله يكون في عونه!"
نسرين لمعت عيونها وهي بتقرب من رغدة وصفية وهمست بحماس: "وإنتوا هتشوفوا، حاجات كتير لسه هتحصل
ـــــــــــــــــــــــ
في ركن هادئ عند بوابة الرئيسيه حيث جلس سعيد مع عبد الحق بعيدًا عن الأنظار. عبد الحق رجل قوي، يظهر عليه الحكمة والمراس من سنين طويلة في العمل داخل هذه الفيلا. سعيد، وهو بيحاول يدخل نفسه في اللعبه ما هو مش جاي عشان يبقى مجرد بواب قرر أن يفتح معه الموضوع.
سعيد:
"لو سمحت، ياعبد الحق... أنا مش عايز أكون مجرد بواب. عايز أكون أكتر من كده... عايز أأمن مستقبلي أنا ومراتي... عايز أكون جزء من شغل أكبر في الفيلا دي."
عبد الحق يلتفت إليه، عينيه مليئة بالخبرة والمكر. يعكس وجهه الثقة والرؤية العميقة عن كل ما يحدث حوله في الفيلا.
عبد الحق:
"أنت ولد ذكي يا سعيد... بس عايز أقولك حاجة... لو عايز توصل لأبعد من كده، لازم تعرف كويس الناس اللي حواليك هنا. خليل وفؤاد، ولاد منصور، دي ناس مش ساهلة. مش بس لأنهم أولاد صاحب المكان... لكن لأنهم بيحاولوا دايمًا يظهروا أنهم مش محتاجين لحد تاني. وده عشان يثبتوا إنهم هم اللي لازم يديروا كل حاجة هنا."
سعيد بحذر:
"يعني هم مش هيقبلوا حد يتدخل في شغلهم؟"
عبد الحق:
"هم مش هيسكتوا بسهولة... وخصوصًا لو شافوك بتتحرك بسرعة. بس في نفس الوقت، لو قدرت تكسب ثقة منصور، هتكون ذراع منصور اليمين. هتبقى في قلب اللعبة دي، وتقدر تضمن مستقبلك ومستقبل عيالك. هو دايمًا بيحب الناس الذكية اللي دماغها شغالة. لو لاحظ إنك عندك عقلية فريده ودماغ حلوه ونظيفه، هتكون عنده في الصدارة."
سعيد:
"وأنا أعمل إيه عشان أكسب ثقته؟"
عبد الحق:
"خلّي بالك... منصور مش بس بيعتمد على أولاده وأحفاده... هو بيعتبرهم ذراعه اليمين، بس دايمًا في حاجة بتسحب الزمام منهم. هو أسراره تكمل مع اللي يقدروا يحافظوا عليها... لو عرفوا إنك فاهم اللعبة دي، هتكون أكتر من مجرد خادم عنده. هتكون زي النجوم اللي بتلمع... وهتبدأ تبقى جزء من اللعبة الحقيقية."
سعيد:بنبرة حاسمة
"أنا هثبت له إني أستاهل ثقته. هكون ذراعه اليمين، ومش هسيب الفرصة تفوت."
عبد الحق يبتسم بخبث، عينيه تكشفان عن إعجابه بذكاء سعيد، لكنه كان حذرًا.
عبد الحق:
"خليك ذكي في خطواتك. مش أي حركة هتعدي هنا. وكن جاهز دايمًا، لأنه مش كل حاجة هتكون تحت إيدك... لكن لو لقيت نفسك في مكانة أعلى، هتكون مفيش حاجة توقفك."
سعيد:
بحذر
"عبد الحق... أنا عايز أعرف إزاي أقدر أكسب ثقة منصور. مش عايز أكون بس واحد في الخلفية، أنا عايز أكون جزء من اللعبة دي. إزاي أقدر أخليه يثق فيّ؟"
عبد الحق ينظر إليه بتمعن، ثم يتنهد ببطء، عينيه تبدو كأنها تقرأ في أعماق سعيد.
عبد الحق:
"أول حاجة يا سعيد... منصور مش زي أي شخص تاني. هو مش بيحب الحركات الزايدة أو التظاهر. هو بيحب الناس اللي عندهم عقل شغال ويفهموا اللعبة من جوه. مش عايزك تبين له إنك بتجري وراء منصب أو شغل، هو هيشوف ده كأنه طمع، وهيبعد عنك. لكن لو أثبتله إنك جاي عشان تحافظ على مكانك وتبني ثقة، ده اللي هينجح."
سعيد:
"يعني، عايزني أكون هادي وما أظهرش حاجات قدام منه؟"
عبد الحق:
"بالضبط. لكن ده مش معناه إنك تكون ضعيف. منصور بيحب الناس اللي بيدوروا وبيشتغلوا في الخفاء، بس عارفين إزاي يطلعوا في الوقت المناسب. خليهم يلاحظوك وإنت بتعمل شغلك بإتقان، وإنك ما بتحاولش تبين إنك عايز حاجة أكتر. ده اللي هيخليه يحترمك."
عبد الحق يتوقف للحظة، يلاحظ تعبير وجه سعيد ويكمل حديثه بنبرة أكثر جدية.
عبد الحق:
"وبعدين، منصور عنده شيء واحد بيقدره أكتر من أي شيء تاني... الولاء. لو كنت مخلص في شغلك، وعرفت تحافظ على سمعته، وتحمي أسراره، هتلاقيه بيراعي لك كل شيء. بس مش هيوثق فيك بسهولة، لازم تثبت له إنه يستاهل يديك الفرصة."
سعيد: بحماس
"أنا مستعد، عبد الحق. هثبت له إني مخلص وهأخذ كل فرصة أقدر عليها. إزاي أبدأ؟"
عبد الحق:
مبتسم ابتسامة نصفية
"أنت بالفعل بدأت... بس خليك دايمًا في الخلفية لحد ما تلاقي الفرصة المناسبة. خلي منصور يلاحظ إنك شخص بيفهم ويعرف يعمل كل حاجة بكفاءة. وفي الوقت المناسب، هتكون ذراعه اليمين. وده لو قدرت تحافظ على ده، هتلاقي نفسك مش مجرد موظف عنده، هتكون جزء من قوته."
سعيد يبتسم بتصميم، عينيه تتوقدان عزمًا. فهم أن الطريق طويل، لكنه مستعد للخطوات القادمة.
سعيد:
"أنا هشتغل على كده. مش هخلي الفرصة تفوتني."
عبد الحق يربت على كتفه، بينما ينظر إلى الأفق وكأن رؤيته المستقبلية تتسع لأبعاد أكبر.
عبد الحق:
"إذا قدرت تكسب ثقته، مش بس هتبني مستقبلك... هتقدر تسيطر على كل حاجة حواليك."
سعيد ينظر إلى عبد الحق بتصميم، ويبدأ في التفكير في الخطوات التالية التي يجب أن يتخذها ليكسب مكانه داخل هذا العالم المعقد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصالون
نسرين كانت جالسة على الكنبة، وبجانبها رغدة و صفيه. كانوا بيضحكوا مع بعض، وعينيهم على هنيه اللي كانت بتعدي قدامهم. فجأة، نسرين نظرت ليها باستخفاف وسخرية وقالت بصوت متعالي : "أنا مش مستغربة، والله. الحاجه الوحيدة اللي مش قادر أفهمها هي ازاي واحد زي القمر يتجوز واحدة زيك؟ احكيلي كده."
تلتفت نسرين إلى رغدة وصفيه، وتضحك بطريقة غير مباشرة، وكأنها بتستفز هنيه. ثم تنظر لها مرة تانية، وتكمل بنبرة ساخرة.
نسرين:
"احكي لنا كده... إزاي اتجوزتي سعيد؟ إزاي الجواز حصل؟"
ليلى، رغم السخرية في كلمات نسرين، تبتسم وتظل مبتعدة عن الانفعال وتبقى هادئة وترد بابتسامة خفيفة، وعيونها مليئة بالمرح.
ليلى:
بابتسامة مرحة وهادئة حاولت تبان طبيعية وقالت مبتسمة: "والله سعيد ده كل البنات هتموت عليه. أنا ذات نفسي كنت بقول كده زي ما انت بتقولي اتجوزني انا على خيبت ايه بس عشان الأصول والتقاليد ما انت عارفه بقى الواد لبنت عمه "
نسرين: بدهشة ورافعه حاجبها
"إيه ده؟! هو سعيد ابن عمك؟!"
هنيه أومأت برأسها بحركة عفوية وهي مبتسمة
هنيه: بمرح وعفوية
"أيوه، ابن عمي ... لسه متجوزين من قريب، ما بقى لناش سنة... يعتبر عرسان جداد لو تحبوا اوريكم البوم الصور بتاعي
نسرين باستعلاء: في وقت تاني دلوقتي روحي كملي شغلك اللي كنت بتعمليه كانها قصدى تبين لهنيه انها مجرد خدامه
رغم كده ليلى بكل مهنيه واحترام اطلع حاضر ومشيت
ليلي لنفسها شكل الايام اللي جايه مش هتبقى سهله خالص مش عارفه هلاقيها من مروان ده واللي من دول هما كمان
قد يعجبك ايضا