رواية عروس صعيدي الجزء الثاني الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو
( عــروس صعيــدي الجــزء الثــاني 2 )
البــــارت الثـالــ3ـــث بعنــــوان " أصــابة قلـــب "
"" طننت أني يمكننى مناداتك دائماً ،، تمنيت لو لم تكن أنت حبيبي ""
أغلقت الخط وأستدارت وأتسعت عيناها وهى تزدرد لعوبها الجاف بأرتباك وهى تراها تقف أمامها ،، أردفت بصوت مبحوح ,, قائلة :-
- زهرة
رمقتها زهرة بنظرة شك من ملامحها وأرتباكها الملحوظ ،، وقالت :-
- وجف لحالك ليه يامرت عمي
أجابتها حكمت بتوتر ،، قائلة :-
- بكلم عمك
رفعت زهرة حاجبها بشك وأستدارت للداخل ..
____________________
دخلت رهف الغرفة وهى تسحبه خلفها من يده وأغلقت الباب ،، وقف فى منتصف الغرفة صامتاً يراقب تصرفاتها ...
هتفت رهف بصوت رقيق وبعفوية ،، قائلة :-
- أقعد واقف ليه
سألها بلا مبالاة وهو ينظر لها :-
- خير يا رهف جولتى أنك عايزنى ،، فى إيه
فتحت الدولاب بعفوية وأخرجت منه فستانين ،، قائلة :-
- انهي احلى يامنتصر .. الأسود ولا الكحلى
أدار رأسه عنها بملل وقال :-
- الأتنين حلوين يارهف
تذمرت بحزن واضح فى ملامحها ونبرتها ،، قائلة :-
- أنا عارفة أن الاتنين حلوين ،، أنا بسال انهى احلى
أجابها بجحود قلب مكسور قائلاً :-
- اللى يعجبك يارهف البسيه
أنزلت يديها الاثنين للأسفل بحزن عميق ،، قائلة :-
- ماشي
أستدار لكى يخرج ،، فتح الباب ،، أسرعت إليه وأغلقت الباب مرة أخرج ووقفت بينه وبين الباب ،، تردف قائلة :-
- استنى أنا عايزك فى حاجة
جز على أسنانه بغضب من تصرفاتها وقال بصوت خشن :-
- رهف أنا مفضيش الدلع وشغل العيال ده ،، اعملى اللى تعملى بس ما تدوشنيش وياكى
صرخت بغضب من حديثه ،، قائلة بقسوة :-
- أنا بدوشك ،، وده من أمتى يا منتصر ها ،، ناقص تقولى أنى عبء عليك وزهقت منى ..
أشاح نظره عنها بغضب من تذمرها وقال :-
- أنا مخنوج ومطايجش نفسي يارهف ،، مش كل وجت عندك هزار ودلع ،، أنت مشايفش اللى بيحصل فى البيت ايه ،، وموخدش بالك أن ابويا مات
دفعها بضيق بعيدآ عن طريقه وخرج من الغرفة ،، أحنا رأسها إلى الأرض بخجل من تصرف وندم ....
______________________
جلس وحده فى الأرض ينظر إلى خضرتها ويفكر فيما حدث ،، ويأتيه صوت من العدم يهتف بجملة واحدة :-
- أنت الكبير ياولدي والكبير ميتكسرش واصل جدام حد ..
رن هاتفه ليهرب هذا الصوت بعيداً ،، أخرج هاتفه من جيب جلابيته ورأي أسم أخته هاجر ،، وضع الهاتف فى جيبه مرة أخري ،، يعلم بأنها أتصلت من أجل زوجته الطفلة التى تزين السراية بأكملها ببسمتها وضحكتها ولهوها مع حازم ذلك الطفل الصغير ،، يعلم بأن أخته أكثر من أى شخص في السراية يهتم بطفلته ،، وبالتأكيد ذهبت زوجته باكية لها كعادتها لهذا اتصلت به .. يفكر أيجب أن يتركها تبكي اليوم لتنضج قليلاً وتعلم بأن ليس كل وقت يصلح بأن تكون طفلة ..
_____________________
جلست هاجر وزهرة فى الصالون فى الساحة بالطابق الثاني أمام غرفته ،، ينظران نحو باب غرفتها بشك فى أمرها
أردفت زهرة بنبرة مخيفة ،، قائلة :-
- تفتكرى جرى إيه
أجابتها هاجر بشك من أمر هذه الطفلة ،، قائلة :-
- أكيد مصيبة ،، بس مش عاويدها لما تحصل مصيبة تتخفي كدة
سألتها زهرة ناظرة لها :-
- يمكن مستحية تحكي
جاءها حازم راكضاً ،، أحتضنته زهرة قبل هاجر وأجلسوه بينهم ،، وسألته زهرة :-
- عملت إيه ياولد
ادارت هاجر رأسه لها وقالت :-
- مطلعتش وياك ليه
ضربته زهرة على ظهره برفق وهى تقول بغضب :-
- ما تنطج ياولد
هتف حازم بملل من أسئلتهم ،، قائلاً :-
- نايمة بتبكي مرضياش تلعب ويايا ..
وركض ليكمل لعبه ،، أردفت زهرة بخبث وهى تفكر قليلاً ،، قائلة :-
- طب إيه رأيك بجي أن اخوكي عامل مصيبة ومتخانج مع مراته ..
ضربتها هاجر بقدمها حين رأته يصعد السلالم ،، وقفت هاجر وذهبت إليه ..
سألته بتردد قائلة :-
- أنت متخانج مع رهف
رمقها بنظره حادة وذهب ،، أزدردت لعوبها بتوتر من نظرته الحادة ،، فتح باب الغرفة ودخل وهو يعلم جيداً بأنها تبكي وتنتظره لكي يعود ويصالحها ،، بحث حولها ولكنه لم يجدها فى الغرفة ،، دخل البلكونة ووجدها نائمة على كرسيها الأرجوح على شكل دائرة ،، وتضع يديها أسفل رأسها مغمضة عيونها ،، وترتدي فستان بيتى بسيط يصل لركبتها بقط ،، أقترب منها بهدوء وقلبه يزيد ألمه من مظهرها هذا ،، جثو على ركبته برفق ووضع يديه اسفل جسدها لكي يحملها ،، ولكنه صعق حين فتحت عيناها وقالت بنبرة جافة من أي مشاعر ،، قائلة :-
- أنا عايزة أقعد هنا ممكن تسيبنى لوحدي
أجابها بصوت هادي وهو ينظر حوله :-
- الجو برد عليكي ولبسك خفيف
أستدارت للجهه الأخرى حتى لا تراه ،، وقالت بصوت مبحوح :-
- عشان مدوشكش ،، أنت كمان اكيد محتاج تكون لوحدك ..
حملها على ذراعيه ودخل بها وقال :-
- يارهف لازم تكونى خابرة زين أن مهبصش لغيرك ،، ملازمش غيرتك دى ...
وضعها فى الفراش برفق ،، وأكمل حديثه وهو ينظر لعيناها بحب دافئ يلوثه حزن القدر :-
- معايزكيش تغيري من اى واحدة ،، لو مخلتيش الكل يغير منك يبجي مستاهلكيش يارهف ...
أنهمرت دموعها بحزن وهى تقول :-
- بس انا مش زعلانة منك ،، أنا زعلانة من نفسي عشان مقدرتش الظروف وفكرت فى نفسي بس ،، زعلانة عشان على طول بغلط وأنا مستاهلش واحد زيك ،، انت مستحقش واحدة زيي ..
وضع قبلة على جبينتها بحنان ويردف بصوت دافئ وهو يهمس لها فى أذنها بشغف ،، قائلاً :-
- والله لو هتغلطي الف غلطة ومليون مصيبة ،، ما هسيبك لغيري ابدا ،، وهتفضلى بتاعتى
أحنت رأسها للأرض بحزن ،، وخجل من تصرفاتها ،، أدخل نفسه تحت الغطاء برفق وضمها إلى صدره وهو يقول :-
- أنا ممحتاجش اجعد لوحدي يارهف ،، أنا محتاج أستخبي فى حضنك بس
ضمها لصدره بحنان ،، تشبث به بقوة وهى تحاول أن تتوقف عن البكاء ،، طوقها بذراعيه بحب وأغمض عيناه ...
____________________
أردفت زهرة وهى تضع العباية على أكتاف سيلم ،، قائلة :-
- خلى بالك من نفسك
أجابها وهو يستدير لها ،، قائلاً :-
- حاضر
وخرج لكي يذهب إلى عمله ،، وقف أمام غرفة منتصر حين راه يقف على الباب ويسده بجسده وهى تقف فى الداخل ،، تنحنح وذهب ...
أردفت رهف وهى تلعب فى ملابسه بدلل ،، قائلة :-
- حاضر
ينظر لعيناها التى تبتسم بسعادة قبل شفتيها ،، وقال :-
- ومتشاجيش ها ،، راعي اللى فى البيت ها
أشارت إليه بصمت وهى تبتسم ،، ضحكت رهف وهو ينقر على أنفها بلطف ،، وقال :-
- أدخلى ،، ومتطلعيش واصل من اوضتك بالخلجات دى تانى ..
أشارت إليه بنعم ،، ذهب وركضت خلفه للخارج بسرعة ووضعت قبلة على خده وركضت لغرفتها قبل أن يغضب من ملابسها ،، ضحك عليها بخفة ورحل ..
دخلت رهف من باب غرفتها بعد أن سمعت لكل تعليماته وتحذيراته لها وهى تردد ما قاله لها بسعادة تغمر قلبها :-
- كلى زين .. وبلاش شجاوة .. ومتتخانجيش مع حازم .. هههههه
قهقهت من الضحك وهى تغلق باب غرفتها وتسند ظهرها عليه ،، وتشرد فى ملامحه وصورته التى سكنت ذهنها وقلبها ،، ملامحه الجدية فى حديثه معاها ،، خفق قلبها برفق رغم قوة نبضه ،، وقع نظرها على البلكونة ،، ركضت إليها لكى تراه وهى يرحل لعمله لأول يوم بكونه كبير هذه العيلة ومسئولها الأول ،، فتحت بلكونتها وخرجت ،، رأته يقف هناك مع عبده ويتحدث معه ،، وقف تنظر عليه وهى تضع يديها على السور وشفتيها ترسم بسمة لا تستطيع اخفاؤها أو كتمها بداخلها ،، رفع رأسه بدون قصد وهو يتذمر من عبده ليراها تقف هناك فى البلكونة ،، وشرفته تشيع نور بوجودها بها ،، نظر لعيناها وحرك رأسه لها سألاً عن سبب بسمتها .. أشارت إليه بلا سبب ،، خرجت بسمته أخيراً عن ملامحه الجدية الحادة حين دخلت عليها هاجر وأفزعتها ..
أردفت هاجر موجهة حديثها إلى رهف وعيناها ترمق اخاها الواقف فى الأسفل ،، قائلة :-
- مرت عمي عايزك
أردفت رهفووهى تستدير معاها لتخرج من البلكونة ،، قائلة :-
- ماشي ...
وقبل أن تخرج تماماً أوقفها صوت أطلاق نار فى الأسفل ،، أستدارت وصعقت حين رأته يسقط على الأرض غارقاً فى دماءه وعبده يركض خلف هذه السيارة ،،صرخت هاجر وركضت للخارج ،، فاق عقلها علي هذا المشهد اما قلبها فسكنته الصدمة ،، ركضت إلى الخارج بخوف .. من الغرفة إلى الأسفل ثم للخارج ،، وصلت له ووجدت الجميع حوله .. أبعدتهم بخوف وهى تناديه بصوت مبحوح يخشي أن يخرج من بين شفتيها وحبيبه لا يجيب عليه :-
- م ن ت ص ر ... منتصر
جثوت على ركبتيها على الأرض وهى تحمل رأسه بين ذراعيها ودموعها تنهمر بغزارة كالشلال ..
نادته بخوف وهرع ،، ويديها تمتلك وجهه بخوف :-
- منتصر .. رد علي أنا رهف .. منتصر
نظرت حولها ووجدت الجميع يبكي بصمت ،، عادت بنظرها له وهى تحدثه مُردفة :-
- منتصر يلا ندخل البيت الجو برد هنا .. منتصر
أخذها رجب بصعوبة بعيد عنه وهى تصرخ تريد أن تتشبث به بقوة ،، أخذه عاصم وسيلم إلى المستشفي وذهبت مع والدها .. جلست تنتظر أمام غرفة العمليات بصمت وهى تبكي بصمت حتى شقهاتها وأنينها يأبوا الخروج من بين ضلوعها التى كسرت ،، تنظر ليديها ودماءه عليها وتبكي صامتة ،، حدث ما تخشاه أن تناديه ولم يُجيب عليها ،، وبعد خمس ساعات خرج الدكتور من الغرفة بعد إنهاء الجراحة أخباره بأن حالته سيئة للغاية ومازال فى خطر ،،وأنه بالعناية المركزة ...
____________________
دخلت غرفة العناية المركزة وهى تبكي ،، خرجت صرختها بالنهاية فور رؤيته أمامها. على سرير المرض ونصفه العلوي عارى وحول خصره ملفوف بشاش أبيض وعلى صدره بعد الأجهزة والخراطيم الطبية وفوق أنفه أنبوب الأكسجين للتنفس الصناعى .. أقتربت منه بقدم ثقيل وهى تبكي ويعلو صوت بكاءها وشقهاتها القوية جعلت جسدها يرتجف وينتفض بقوة ،، جلست بجواره .. ونظرت إلى يده وبها كانولا من أجل محلول طبي ،، أدخلت يدها بين قبضته بصعوبة وهى تبكي ..
خرجت كلماتها بصعوبة بالغة وكأن خنجر مسموم طعن قلبها الصغير ،، قائلة :-
- منتصر أنت مش هتسبنى وتمشي صح .. الدكتور ده مبيفهمش صح .. أنت مش هتموت صح .. رد عليا انت مبتردش ليه ،، أنت عارف أنى بكره أن أكلمك ومتردش ،، أنت مش هتمشي صح ..
فقدت سيطرتها على تحمل هذه الصدمة وكيف حياتها ستنهى هنا معه وهناك أحلام حلمت به معه ولم تحققها بعد .. ومازالت لم تنجب طفلاً صغيراً من حبيبها ،، ولم تذهب معه فى رحلة شهر عسل لهم ،، مازال هناك عدد لا حصر له من العناقات والضحكات والمزاح لم تفعلهم معه ..
أكملت حديثها بصراخ وهى تبكي بطريقة هستيرية كالطفلة الصغيرة التى فقدت والدها الذي لا تملك سواه فى هذا العالم ،، قائلة :-
- رد عليا انت مبتردش ليه ،، انت مش هتمشي ،، منتصر أنت أنانى ،، عايز تمشي وتسبنى ،، قولي أنهم بيكدبوا عليا ،، قولى انك مش هتمشي ،،قولى انك بتهزر معايا ومش عيان ،، رد عليا بقى أنا بكره سكوتك ،، طب قوم واضربى وزعقلى ،، أنت ظالم .. قوم بقي أنا مبحبش الهزار ده ... رد عليا بقى ...
يدخل رجب على صوت صراخ وبكاءها ،، أخذها بعيد عنه وهى مازالت تصرخ وتمسك بذراع والدها :-
- بابا خليه يرد عليا ،، أنا مبحبش هزاره ده .... بابا هو مبيردش ليه .. طب انا مش هتشاقي تانى ومش هتخانق مع حازم خليه يقوم به ..
ضمها رجب لصدره ،، تشبثت به بقوة وهى تبكي وتخشي أن تصدق تلك الح
البــــارت الثـالــ3ـــث بعنــــوان " أصــابة قلـــب "
"" طننت أني يمكننى مناداتك دائماً ،، تمنيت لو لم تكن أنت حبيبي ""
أغلقت الخط وأستدارت وأتسعت عيناها وهى تزدرد لعوبها الجاف بأرتباك وهى تراها تقف أمامها ،، أردفت بصوت مبحوح ,, قائلة :-
- زهرة
رمقتها زهرة بنظرة شك من ملامحها وأرتباكها الملحوظ ،، وقالت :-
- وجف لحالك ليه يامرت عمي
أجابتها حكمت بتوتر ،، قائلة :-
- بكلم عمك
رفعت زهرة حاجبها بشك وأستدارت للداخل ..
____________________
دخلت رهف الغرفة وهى تسحبه خلفها من يده وأغلقت الباب ،، وقف فى منتصف الغرفة صامتاً يراقب تصرفاتها ...
هتفت رهف بصوت رقيق وبعفوية ،، قائلة :-
- أقعد واقف ليه
سألها بلا مبالاة وهو ينظر لها :-
- خير يا رهف جولتى أنك عايزنى ،، فى إيه
فتحت الدولاب بعفوية وأخرجت منه فستانين ،، قائلة :-
- انهي احلى يامنتصر .. الأسود ولا الكحلى
أدار رأسه عنها بملل وقال :-
- الأتنين حلوين يارهف
تذمرت بحزن واضح فى ملامحها ونبرتها ،، قائلة :-
- أنا عارفة أن الاتنين حلوين ،، أنا بسال انهى احلى
أجابها بجحود قلب مكسور قائلاً :-
- اللى يعجبك يارهف البسيه
أنزلت يديها الاثنين للأسفل بحزن عميق ،، قائلة :-
- ماشي
أستدار لكى يخرج ،، فتح الباب ،، أسرعت إليه وأغلقت الباب مرة أخرج ووقفت بينه وبين الباب ،، تردف قائلة :-
- استنى أنا عايزك فى حاجة
جز على أسنانه بغضب من تصرفاتها وقال بصوت خشن :-
- رهف أنا مفضيش الدلع وشغل العيال ده ،، اعملى اللى تعملى بس ما تدوشنيش وياكى
صرخت بغضب من حديثه ،، قائلة بقسوة :-
- أنا بدوشك ،، وده من أمتى يا منتصر ها ،، ناقص تقولى أنى عبء عليك وزهقت منى ..
أشاح نظره عنها بغضب من تذمرها وقال :-
- أنا مخنوج ومطايجش نفسي يارهف ،، مش كل وجت عندك هزار ودلع ،، أنت مشايفش اللى بيحصل فى البيت ايه ،، وموخدش بالك أن ابويا مات
دفعها بضيق بعيدآ عن طريقه وخرج من الغرفة ،، أحنا رأسها إلى الأرض بخجل من تصرف وندم ....
______________________
جلس وحده فى الأرض ينظر إلى خضرتها ويفكر فيما حدث ،، ويأتيه صوت من العدم يهتف بجملة واحدة :-
- أنت الكبير ياولدي والكبير ميتكسرش واصل جدام حد ..
رن هاتفه ليهرب هذا الصوت بعيداً ،، أخرج هاتفه من جيب جلابيته ورأي أسم أخته هاجر ،، وضع الهاتف فى جيبه مرة أخري ،، يعلم بأنها أتصلت من أجل زوجته الطفلة التى تزين السراية بأكملها ببسمتها وضحكتها ولهوها مع حازم ذلك الطفل الصغير ،، يعلم بأن أخته أكثر من أى شخص في السراية يهتم بطفلته ،، وبالتأكيد ذهبت زوجته باكية لها كعادتها لهذا اتصلت به .. يفكر أيجب أن يتركها تبكي اليوم لتنضج قليلاً وتعلم بأن ليس كل وقت يصلح بأن تكون طفلة ..
_____________________
جلست هاجر وزهرة فى الصالون فى الساحة بالطابق الثاني أمام غرفته ،، ينظران نحو باب غرفتها بشك فى أمرها
أردفت زهرة بنبرة مخيفة ،، قائلة :-
- تفتكرى جرى إيه
أجابتها هاجر بشك من أمر هذه الطفلة ،، قائلة :-
- أكيد مصيبة ،، بس مش عاويدها لما تحصل مصيبة تتخفي كدة
سألتها زهرة ناظرة لها :-
- يمكن مستحية تحكي
جاءها حازم راكضاً ،، أحتضنته زهرة قبل هاجر وأجلسوه بينهم ،، وسألته زهرة :-
- عملت إيه ياولد
ادارت هاجر رأسه لها وقالت :-
- مطلعتش وياك ليه
ضربته زهرة على ظهره برفق وهى تقول بغضب :-
- ما تنطج ياولد
هتف حازم بملل من أسئلتهم ،، قائلاً :-
- نايمة بتبكي مرضياش تلعب ويايا ..
وركض ليكمل لعبه ،، أردفت زهرة بخبث وهى تفكر قليلاً ،، قائلة :-
- طب إيه رأيك بجي أن اخوكي عامل مصيبة ومتخانج مع مراته ..
ضربتها هاجر بقدمها حين رأته يصعد السلالم ،، وقفت هاجر وذهبت إليه ..
سألته بتردد قائلة :-
- أنت متخانج مع رهف
رمقها بنظره حادة وذهب ،، أزدردت لعوبها بتوتر من نظرته الحادة ،، فتح باب الغرفة ودخل وهو يعلم جيداً بأنها تبكي وتنتظره لكي يعود ويصالحها ،، بحث حولها ولكنه لم يجدها فى الغرفة ،، دخل البلكونة ووجدها نائمة على كرسيها الأرجوح على شكل دائرة ،، وتضع يديها أسفل رأسها مغمضة عيونها ،، وترتدي فستان بيتى بسيط يصل لركبتها بقط ،، أقترب منها بهدوء وقلبه يزيد ألمه من مظهرها هذا ،، جثو على ركبته برفق ووضع يديه اسفل جسدها لكي يحملها ،، ولكنه صعق حين فتحت عيناها وقالت بنبرة جافة من أي مشاعر ،، قائلة :-
- أنا عايزة أقعد هنا ممكن تسيبنى لوحدي
أجابها بصوت هادي وهو ينظر حوله :-
- الجو برد عليكي ولبسك خفيف
أستدارت للجهه الأخرى حتى لا تراه ،، وقالت بصوت مبحوح :-
- عشان مدوشكش ،، أنت كمان اكيد محتاج تكون لوحدك ..
حملها على ذراعيه ودخل بها وقال :-
- يارهف لازم تكونى خابرة زين أن مهبصش لغيرك ،، ملازمش غيرتك دى ...
وضعها فى الفراش برفق ،، وأكمل حديثه وهو ينظر لعيناها بحب دافئ يلوثه حزن القدر :-
- معايزكيش تغيري من اى واحدة ،، لو مخلتيش الكل يغير منك يبجي مستاهلكيش يارهف ...
أنهمرت دموعها بحزن وهى تقول :-
- بس انا مش زعلانة منك ،، أنا زعلانة من نفسي عشان مقدرتش الظروف وفكرت فى نفسي بس ،، زعلانة عشان على طول بغلط وأنا مستاهلش واحد زيك ،، انت مستحقش واحدة زيي ..
وضع قبلة على جبينتها بحنان ويردف بصوت دافئ وهو يهمس لها فى أذنها بشغف ،، قائلاً :-
- والله لو هتغلطي الف غلطة ومليون مصيبة ،، ما هسيبك لغيري ابدا ،، وهتفضلى بتاعتى
أحنت رأسها للأرض بحزن ،، وخجل من تصرفاتها ،، أدخل نفسه تحت الغطاء برفق وضمها إلى صدره وهو يقول :-
- أنا ممحتاجش اجعد لوحدي يارهف ،، أنا محتاج أستخبي فى حضنك بس
ضمها لصدره بحنان ،، تشبث به بقوة وهى تحاول أن تتوقف عن البكاء ،، طوقها بذراعيه بحب وأغمض عيناه ...
____________________
أردفت زهرة وهى تضع العباية على أكتاف سيلم ،، قائلة :-
- خلى بالك من نفسك
أجابها وهو يستدير لها ،، قائلاً :-
- حاضر
وخرج لكي يذهب إلى عمله ،، وقف أمام غرفة منتصر حين راه يقف على الباب ويسده بجسده وهى تقف فى الداخل ،، تنحنح وذهب ...
أردفت رهف وهى تلعب فى ملابسه بدلل ،، قائلة :-
- حاضر
ينظر لعيناها التى تبتسم بسعادة قبل شفتيها ،، وقال :-
- ومتشاجيش ها ،، راعي اللى فى البيت ها
أشارت إليه بصمت وهى تبتسم ،، ضحكت رهف وهو ينقر على أنفها بلطف ،، وقال :-
- أدخلى ،، ومتطلعيش واصل من اوضتك بالخلجات دى تانى ..
أشارت إليه بنعم ،، ذهب وركضت خلفه للخارج بسرعة ووضعت قبلة على خده وركضت لغرفتها قبل أن يغضب من ملابسها ،، ضحك عليها بخفة ورحل ..
دخلت رهف من باب غرفتها بعد أن سمعت لكل تعليماته وتحذيراته لها وهى تردد ما قاله لها بسعادة تغمر قلبها :-
- كلى زين .. وبلاش شجاوة .. ومتتخانجيش مع حازم .. هههههه
قهقهت من الضحك وهى تغلق باب غرفتها وتسند ظهرها عليه ،، وتشرد فى ملامحه وصورته التى سكنت ذهنها وقلبها ،، ملامحه الجدية فى حديثه معاها ،، خفق قلبها برفق رغم قوة نبضه ،، وقع نظرها على البلكونة ،، ركضت إليها لكى تراه وهى يرحل لعمله لأول يوم بكونه كبير هذه العيلة ومسئولها الأول ،، فتحت بلكونتها وخرجت ،، رأته يقف هناك مع عبده ويتحدث معه ،، وقف تنظر عليه وهى تضع يديها على السور وشفتيها ترسم بسمة لا تستطيع اخفاؤها أو كتمها بداخلها ،، رفع رأسه بدون قصد وهو يتذمر من عبده ليراها تقف هناك فى البلكونة ،، وشرفته تشيع نور بوجودها بها ،، نظر لعيناها وحرك رأسه لها سألاً عن سبب بسمتها .. أشارت إليه بلا سبب ،، خرجت بسمته أخيراً عن ملامحه الجدية الحادة حين دخلت عليها هاجر وأفزعتها ..
أردفت هاجر موجهة حديثها إلى رهف وعيناها ترمق اخاها الواقف فى الأسفل ،، قائلة :-
- مرت عمي عايزك
أردفت رهفووهى تستدير معاها لتخرج من البلكونة ،، قائلة :-
- ماشي ...
وقبل أن تخرج تماماً أوقفها صوت أطلاق نار فى الأسفل ،، أستدارت وصعقت حين رأته يسقط على الأرض غارقاً فى دماءه وعبده يركض خلف هذه السيارة ،،صرخت هاجر وركضت للخارج ،، فاق عقلها علي هذا المشهد اما قلبها فسكنته الصدمة ،، ركضت إلى الخارج بخوف .. من الغرفة إلى الأسفل ثم للخارج ،، وصلت له ووجدت الجميع حوله .. أبعدتهم بخوف وهى تناديه بصوت مبحوح يخشي أن يخرج من بين شفتيها وحبيبه لا يجيب عليه :-
- م ن ت ص ر ... منتصر
جثوت على ركبتيها على الأرض وهى تحمل رأسه بين ذراعيها ودموعها تنهمر بغزارة كالشلال ..
نادته بخوف وهرع ،، ويديها تمتلك وجهه بخوف :-
- منتصر .. رد علي أنا رهف .. منتصر
نظرت حولها ووجدت الجميع يبكي بصمت ،، عادت بنظرها له وهى تحدثه مُردفة :-
- منتصر يلا ندخل البيت الجو برد هنا .. منتصر
أخذها رجب بصعوبة بعيد عنه وهى تصرخ تريد أن تتشبث به بقوة ،، أخذه عاصم وسيلم إلى المستشفي وذهبت مع والدها .. جلست تنتظر أمام غرفة العمليات بصمت وهى تبكي بصمت حتى شقهاتها وأنينها يأبوا الخروج من بين ضلوعها التى كسرت ،، تنظر ليديها ودماءه عليها وتبكي صامتة ،، حدث ما تخشاه أن تناديه ولم يُجيب عليها ،، وبعد خمس ساعات خرج الدكتور من الغرفة بعد إنهاء الجراحة أخباره بأن حالته سيئة للغاية ومازال فى خطر ،،وأنه بالعناية المركزة ...
____________________
دخلت غرفة العناية المركزة وهى تبكي ،، خرجت صرختها بالنهاية فور رؤيته أمامها. على سرير المرض ونصفه العلوي عارى وحول خصره ملفوف بشاش أبيض وعلى صدره بعد الأجهزة والخراطيم الطبية وفوق أنفه أنبوب الأكسجين للتنفس الصناعى .. أقتربت منه بقدم ثقيل وهى تبكي ويعلو صوت بكاءها وشقهاتها القوية جعلت جسدها يرتجف وينتفض بقوة ،، جلست بجواره .. ونظرت إلى يده وبها كانولا من أجل محلول طبي ،، أدخلت يدها بين قبضته بصعوبة وهى تبكي ..
خرجت كلماتها بصعوبة بالغة وكأن خنجر مسموم طعن قلبها الصغير ،، قائلة :-
- منتصر أنت مش هتسبنى وتمشي صح .. الدكتور ده مبيفهمش صح .. أنت مش هتموت صح .. رد عليا انت مبتردش ليه ،، أنت عارف أنى بكره أن أكلمك ومتردش ،، أنت مش هتمشي صح ..
فقدت سيطرتها على تحمل هذه الصدمة وكيف حياتها ستنهى هنا معه وهناك أحلام حلمت به معه ولم تحققها بعد .. ومازالت لم تنجب طفلاً صغيراً من حبيبها ،، ولم تذهب معه فى رحلة شهر عسل لهم ،، مازال هناك عدد لا حصر له من العناقات والضحكات والمزاح لم تفعلهم معه ..
أكملت حديثها بصراخ وهى تبكي بطريقة هستيرية كالطفلة الصغيرة التى فقدت والدها الذي لا تملك سواه فى هذا العالم ،، قائلة :-
- رد عليا انت مبتردش ليه ،، انت مش هتمشي ،، منتصر أنت أنانى ،، عايز تمشي وتسبنى ،، قولي أنهم بيكدبوا عليا ،، قولى انك مش هتمشي ،،قولى انك بتهزر معايا ومش عيان ،، رد عليا بقى أنا بكره سكوتك ،، طب قوم واضربى وزعقلى ،، أنت ظالم .. قوم بقي أنا مبحبش الهزار ده ... رد عليا بقى ...
يدخل رجب على صوت صراخ وبكاءها ،، أخذها بعيد عنه وهى مازالت تصرخ وتمسك بذراع والدها :-
- بابا خليه يرد عليا ،، أنا مبحبش هزاره ده .... بابا هو مبيردش ليه .. طب انا مش هتشاقي تانى ومش هتخانق مع حازم خليه يقوم به ..
ضمها رجب لصدره ،، تشبثت به بقوة وهى تبكي وتخشي أن تصدق تلك الح
قد يعجبك ايضا