اخر الروايات

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الكاتبة سحاب

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الكاتبة سحاب


 الجزء الثامن والثلاثون

*

*

يا زهرة المتمني أدنيتك مني حتى أصبحت إنك أني

كيف أمحو زهرة صارت بأضلاعي تغني

*

*


نزل جسّار بشكل سريع وهو حامل هبه واخذ اقرب عباية له وهو يغطيها طالع فيها من البيت وسط صدمة سعود اللي ظنها مشاعر


سعود اقترب بصدمة : مشاعر شفيها


جسّار بتوتر ابتعد عنه : مشاعر داخل تنتظرك ادخل لها


تركه واقف يستوعب وتوجه لسيارته بشكل سريع نزل هبه على الكرسي الأمامي وانتقل للجهة الثانية وهو يسمع صوتها الخافت وأنينها المتوجع


جسّار اللي ما يعرف يتصرف بمثل هاللحظات ابد : وش يوجعك


هبه بألم : روح لدكتورتي النسائية يا جسّار بموت من الوجع


جسّار اللي ما كانت كلمتها الا فتيل له عشان يزيد السرعة متوجه للمستشفى اللي فيه دكتورة هبه ووصل للطوارىء وهو شايلها ما طلب كرسي ولا سرير


جسّار عند الاستقبال وهو شايل هبه : الدكتورة نجوى بشكل سريع اطلبيها حالًا


ما اعطى فرصة للممرضة ترد عليه وهو يتوجه لأقرب سرير بغرفة الطوارئ ونزّل هبه عليه وهو يحاول يهديها : اهدي مافيك الا العافية ان شاء الله


هبه بألم تمسكت بمفرش السرير ساحبه يدها من كفوف جسّار : ان مت او صار فيني شيء نجد يا ويلك لو قالت لزوجتك امي تذكر ولادة نجد لما جينا هينا تذكر كيف تعبت عشان تزفر اول أنفاسها في الدنيا واجيب لك اول فرحة ، ما اسامحك يا جسّار لو تقول لها امي


جسّار باستياء من تفكيرها السوداوي : الحين انتي ما لقيتي تفكرين الا بهالأمور بتطلعين بالسلامة لا تخافين حتى ولادتك بنجد فجعتينا كذا والحمدلله تسهلت وتيسرت ثقي بربك واهدي


بهاللحظات كان وصول الدكتورة اللي اول ما دخلت طلبت من جسّار الخروج وهي تكشف على هبه وجسّار مستند الجدار برى رجل متركيه الجدار ورجل على الأرض ويدينه ورى ظهره وهو يحوقل بنية الفرج



- عند سعود ومشاعر


دخل البيت برفقة نجد اللي دخلته المجلس وهي تنادي مشاعر


مشاعر اللي دخلت وهي ترسم ابتسامة على وجهها الباهي : يصبحه بالخير أبو مشاعر


سعود فز واقف وهو يحتضنها بقلبه اللهوف اللي كان خايف قبل لحظات وهو يظنها هي اللي كانت بين كفوف جسّار: الصبح والخير شوفة وجهك والله وينك عن ابوك صار الليل والصبح عنده واحد


مشاعر ابتسمت : لا يسمعونك روح وشغف ويزعلون


سعود بجدية : وشلونك يبه مرتاحة ولا ؟


مشاعر بصدق : الحمدلله يبه توقعت الأسوء بس كل شيء زين


سعود رفع حاجبه : توقعتي الاسوء وش افهم منها هذي ؟


مشاعر جلست جنب ابوها وهي تتوسد كتفه : يعني يبه كنت متوقعه اني كزوجة ثانية ماراح القى نص هالمعاملة لكن الحمدلله عمتي وعمة جسّار وحتى عمي صارم شايليني على كفوف الراحة


سعود بطولة بال : وجسّار ؟


مشاعر بصدق : ما طالني منه اذى يبه محترمني وفارض احترامي على الكل


سعود باستفسار : شفته طالع وبحضنه حرمه للحظة حسيتها انتي بس قال لي انك داخل


مشاعر اختفت ابتسامتها بخوف على هبه اللي فعلًا كانت تعبانة : لا يبه هذي ام نجد مسكينة تعبت واخذها المستشفى


سعود بضيق : تعبت ولا حركات الضراير يا مشاعر؟


مشاعر بعدت عن كتف ابوها برفض لفكرته : لا يبه مسكينة والله الله يلطف فيها فجأة كذا جلست تصرخ وتتلوى من الألم


سعود بمضض : الله يشفيها


مشاعر : امين يبه بسألك عن شيء


سعود ابتسم : لبيه حاس من الأول في عقلك كلام تحاولين ترتبينه سمي


مشاعر ابتسمت بامتنان للحظة ثم بدلت ملامحها للجدية : يبه امس كنت بمكتب جسّار ولقيت فيه صور لخالي رعود


سعود بعصبية طفيفة ناتجة عن تصرف مشاعر : تزوجتيه عشان تتجسسين عليه انتي ؟


مشاعر : لا يبه مو تجسس هو فاتح لي الغرفة اصلًا صح انه ما سمح لي اشوف أوراقه لكن احس انه ما كان بيرفض اني اشوفهم لانه فيه صندوق ثاني مقفل بس يبه ابي اوريك الصور


سعود باستغراب : اخذتيهم منه !


مشاعر : لا يبه صورتهم بجوالي دقيقه


سعود اللي ما كان عاجبه تصرف مشاعر لكن يبي يشوف اخرها: اشوف


مشاعر عطته الجوال بعد ما فتحت على الصورة ونطق سعود بحزن : الصور هذي يوم وفاة الفهد شوفي اللي واقف ومعطيك ظهره الفهد واللي قباله رعود


مشاعر اخذت الجوال وهي تكبر الصورة : هذا الفهد يبه !


سعود بحزن : الله الله شوفي الشارة اللي بكتفه وقباله رعود الصورة هذي بالطيارة الثانية غير اللي انفجرت وكان فيها الفهد الله يرحمه بمهمة عسكرية رسمية لانه كان فريق طيّار


مشاعر دققت بالصورة مرة ثانية : كيف عرفت انها الطيارة الثانية


سعود : لأن رعود ما دخل الطيارة اللي انفجرت


مشاعر باستفسار : طيب يبه كيف الصور وصلت عند جسّار ومين اللي صورهم وليه بكل الصور كان عمي رعود هو اللي طالع وقفى الفهد بس معناه المصور كان بزاوية قدام عمي رعود كيف ما شافه


سعود بحيرة : يمكن يكون هذا السبب اللي عشانه جسّار متأكد ان رعود غير الطيارة متعمد عشان يأذي الفهد


مشاعر بحيرة : حادثة غريبة


سعود تسند على الكنب اللي وراه : ماهي غريبة لو ربطتي خيوطها ابدي معي من الأول يا مشاعر رعود والفهد اخويا الروح بالروح ومحد يقدر يفكهم من بعض الاثنين عساكر وقوات خاصة وعندهم مهمة رسمية مع بعض تمام ؟


مشاعر باهتمام : تمام


سعود : بيوم المهمة جاء تنبيه لرعود ان البضاعة اللي جايين عشانها انتقلت للطيارة الثانية والفهد كان رافض يغير الطيارة كان ملزم انه يمشي بالخطة من الرئيس اللي فوقهم لكن مع الجدال مع رعود اقنعه واتوقع ان الصور اللي معك كانت وقت جدالهم وإقناع رعود للفهد اللي اقتنع مع الأسف وتوجه للطيارة الثانية واللي ما كانت الا فخ وبأول علبة فتحها عشان يشوف البضاعة ويتأكد منها ويبلغ بنجاح المهمة لكن كانت علبة مفخخة مع الأسف واستشهد وقتها ورعود يشوف ويا حسرة رعود وهو اقنع خوي روحه بطريق الموت


مشاعر بحزن : يعني يبه كل هالأحداث وعمي رعود للحين ما تنازل عن السلم العسكري !


سعود ضحك بسخرية : رعود !! مستعد يقدم الغالي والنفيس الا السلك هذا وللأسف ان ضعاف النفوس استغلوا حادثة الفهد ووجود جسّار عشان يصنعون عداوة تخلي رعود يتنازل لكن ماهو رعود اللي يتنازل كيف واللي ورى هالشيء هم ذباحين الفهد


مشاعر انتفض جلدها بمرارة : يعني هم اغتالوا الفهد بمتفجرات عشان يكون الشك برعود واقنعوا جسّار بالشيء هذا عشان تكون بينهم عداوة وبما ان الاثنين بالسلك العسكري وجسّار صاحب ثأر كانوا يظنون ان بالطريقة هذي بيبعدون عمي رعود عن انه يدافع عن قضيته الأولى !


سعود اكتفى انه يهز رأسه بتأييد


ثم وقف وهو يشوف اللوحة اللي بالمجلس باعجاب


مشاعر ابتسمت : يا حبك للوح الفنية


سعود ابتسم : احب الفن بكل اشكاله لكن اللوحة جذبتني تفاصيلها العائلية مع تجريد الملامح


مشاعر ناظرت اللوحة اللي تشوفها لأول مرة اشرت على الوسط : هذا مفروض يكون عمي صارم صح


سعود هز رأسه : دامه بالوسط والوحيد الجالس صح واللي حوله عياله الخمسه


مشاعر بزعل : عنصرية ما حبيتها


سعود لف عليها بابتسامة : وراه


مشاعر : عياله عن يمينه وعن يساره واقفين طيب وزوجته وبنته وينهم ؟


سعود ضحك بعمق : افا يا بنت تراه مجلس رجال وين يحط حريمه بعدين ركزي بالتفاصيل تعرفين كيف عبّر عنهم عشان يذبح العنصرية اللي تتكلمين عنها


مشاعر باهتمام ناظرت اللوحة بتدقيق : وين ما اشوف الا صارم بكرسي واثنين واقفين عن يمينه الأول عنده كلبشات والثاني وش هذا اللي عنده ما عرفت


سعود بشرح للوحة : اللي يمينه وعنده كلبشات هذا الشرطي سيّاف اما اللي جنب سيّاف ماسك بكفه فرشاة وصور اخمن انه عزّام واللي يسار صارم اللي عنده مسطرة واوواق المهندس بتّال واللي جنب بتّال بينه وبين الفهد اللي ورى صارم طيّارة معناها الطيّار الفهد والسفير عسّاف


مشاعر ابتسمت باعجاب : اجل وين زوجته وبنته


سعود ابتسم : عينك على التاج اللي على يمين الكرسي اللي جالس عليه صارم هذا زوجته والجوهرة اللي بيده الشمال هي بنته ها للحينك تشوفينها عنصرية ؟


مشاعر ابتسمت : لا كذا حبيتها يبه البيت فيه تحف فنية كثيرة مرة حلوة مثلًا بمكتب جسّار فيه طيارة كبيرة مره هدية صارم واتوقع انه صارم هو اللي ناحتها له تأسر القلب يبه من زود ماهي فخمة ومحليه المكان وهذي اللوحة والخافي اعظم


سعود ابتسم : الفنون ما تجلس بمكان عبث لابد ما تحليه وتزيده عبق وفخامة


مشاعر اللي بعيدًا عن اللوحة نطقت : يبه وين نجد دخلت معك صح ؟ جسّار قبل لا يروح وصاني أقول لضوى تجيبها


سعود بتأكيد : ايه دخلت معي هي ، مشاعر يبه بسألك نوره وشلونها


مشاعر بجدية مسكت كفوف ابوها برجاء : يبه ان سألتني عن خارجها اللي اشوفه بقول لك بخير اما داخلها يبه خافي بس انت يبه عودتنا انا وروح انك تكشف دواخلنا ليه تبخل على اختك يبه ترى عمتي نوره مالها ذنب وهي ثاني ضحية بالموضوع هذا كله بعد عمي رعود ليه ما تخليت عن عمي رعود وتخليت عن عمتي


سعود بصدق وحنين وغصة عابرة في حلقه : والله اني ما تخليت والله انها كانت وللحينها نور عيني وقلبي بس يا يبه كسرتني من اختارت الفهد كاسرة برأيي عرض الحايط وكسرتني زود بعد ما تزوجت عسّاف واذاها نفسيًا وجسديًا اسأل نفسي كل وقت لهالدرجة انا اخو فاشل ما قدرت احميها ما قدرت ابعدها عن هالبيئة والمكان اللي اخذ نوره واورث لنا عتيم يوجع قلبي كل ما شفتها انا للحيني واقف على زمن قديم لما كانت نورنا اما اللي ورثوها ال صارم صارت رماد ما اعرفه ولا اعرف اتعامل معه



مشاعر تركت كفوفه برفض : يبه !! ماهو كلامك ماهو انت اللي تدير ظهرك ولو نوركم صارت عتيم ماهو بس بسبب ال صارم لانها للحين تشوفهم أهلها بسببكم انت وابوي راجح بعد انتوا اللي تخليتوا عنها يبه انتوا مجبورين تعوضونها سنين مضت بدونكم بدون ما تسألونها او تحاسبونها على اختياراتها كلنا نغلط لكن نحتاج سند يبه


سعود مسح وجهه بخيبة : اتركيها للزمن يحلها يا مشاعر لا تنبشين بخفايا النفوس


مشاعر برفض : ما عاد هي خافيه يبه لمتى انتوا الثلاثة بتتفرقون عمي رعود الشكوى لله عشان نفسه وولده ابتعد لكن انت وعمتي نوره ليه ابتعدتوا ووش السبب تكفون اسعدوا شايبكم برجعتكم والله انه يتحراها تخيل لو انا وروح نتخاصم كذا والله ان تنكسر يبه فكر بأبوي راجح وعمتي نوره وعشان بعد اذا انحلت المشكلة يرجع لنا عاصفتنا للنور والسعود يبه ما يرجع على بقاياهم ويحاول يلمهم


سعود بحزن : رعود منشغل بولده الله العالم وشفيه


مشاعر باستفسار : البارق ! شفيه ما كلمت انا عمي رعود من زمان



سعود : ما ادري والله توه كلمني يقول لي البارق صاير له حادث بالشرقية وراح هناك بسافر له اليوم بالليل ان شاء الله


مشاعر بزعل : بالسلامة يبه



سعود باس راسها : نادي لي نوره


مشاعر فزت بفرح : تقوله صادق ؟


سعود ابتسم لفرحتها : لا تحسبيني جلمود تراها اختي واخاف عليها ناديها ولا تسألين كثير وروحي كلمي روح وشغف ما ناموا امس الا متأخر وهم يهذون فيك



مشاعر قربت منه باست راسه بامتنان وطلعت تنادي له نوره اللي كانت بالصالة وهي تدري ان سعود موجود من كلام نجد اللي تسولف عليها


مشاعر بفرحه : عمتي


نوره لفت عليها بابتسامة : سمي يمه


مشاعر ابتسمت : ابوي يبيك بالمجلس يسأل عنك


نوره فزت واقفه : يبيني انا ؟


مشاعر هزت رأسها بتأكيد : ايه يبيك قال لي اناديك يشوفك قبل يطلع


نوره بفرحة : من عيوني


نجد برفض : لا ما يصلح شلون يشوفك ماما انتي محد يشوفك بس بابا جسّار وبابا صارم


مشاعر اللي انفطر قلبها من كلام نجد اللي فعلًا كان يشرح وضع نوره باختصار واللي بقى لها من الناس لكنها تداركت الموضوع تخصرت : لا حبيبتي امك نوره عندها اخوان ابوي اخوه وبيشوفها


نجد تخصرت بتقليد لمشاعر : لا ممنوع كلمي بابا اول وينه بابا ما شفته انا


مشاعر بعناد : لا مو مرفوض وبتروح تشوف ابوي يالنزغه انتي


نجد ركضت للمجلس متوجهه لسعود : أبو غزالة ليه تبي ماما نوره وش تبي ممنوع تشوفها


سعود ضحك : خذي قلبي بعد يا بنت ابوك امك تراها اختي قبل تصير امك


نجد بزعل : مو على كيفك هي ماما وام بابا بس


نوره اللي دخلت بهدوء : نجد حبيبتي روحي مع مشاعر


نجد بزعل جلست على الكنب : لا اذا تقولين اخوك انتي ما تكذبين ماما بس انا بجلس معكم عشان شغف قالت لي انها جلست مع بابا جسّار ومشاعر عشان كان ما يصلح يجلسون مع بعض انا بجلس معاكم بعد


نوره كانت بتتكلم قبل لا يأشر لها سعود انها تتركها توجه لنوره وباس رأسها بشكل مطول خلى نوره ترجف وهو ماسك كتفينها



سعود بصدق : والله انك يا نور قلب سعود وكسري الوحيد اني ما كنت واقف بعثراتك ما كنت سندك وقت احتجتيني لكن ابشري بالعوض من قلبي قبل عيوني وان بغيتيه من روحي والله ما تغلى عليك لا تعذبيني برضاك علي ازعلي خاصمي عاتبيني خففي من عتب نفسي لنفسي والله اني اكل بنفسي اكل من استرجع اللي مريتي فيه لحالك بدون سند



نوره بصدق ابتسمت : ممنونة من كل اللي عشته يا سعود الروح وعزّاي الوحيد غيابي عنكم ما شفت بنياتك ما ربيتهم معك كيف ربيتهم لحالك وانت غشيم بالنسوان يا سعود



سعود ضحك من كلامها : صرت خبرة وأبو البنات بعد



نوره ضحكت وهي تضرب كتفها : لا تقول قدام نجد تفهمك غلط



سعود ضحك ولف لنجد الزعلانة واللي تراقبهم وهي جالسه على الكنب وهم واقفين عند الباب : نجد وين الغزالة



نجد بحماس : ما ادري قلت بتوريني وما شفتها للحين


سعود ابتسم وهو موجه كلامه لنجد : هذي غزالتي يا نجد امك نوره هي غزالتي وغزالة ال راجح كلهم تذكرين يالنور ؟



نوره ابتسمت وتجمعت الدموع بعينها : أي والله اني اذكر



سعود ابتسم وهو يحضنها : يا جعل هالبسمة دايمة على وجهك يا غزالة الوجدان



نوره بهمس : سعود رعود شلونه



سعود باستغراب: انتي تدرين انه عايش ؟



نوره بتأكيد هزت رأسها : شلونه هو



سعود بنفس الهمس والضيق : ولده سوا حادث وبروح صوبه اليوم



نوره برجاء : خذني معك تكفى ابي اشوفه



سعود برفض : وجسّار؟؟؟



نوره بتأكيد : ما عليك فيه انا احلها متى بس معزم السفر علمني



سعود : خلك جاهزه اليوم وقبل ما امشي بكلمك



نوره : على خير



-التؤام دال ونبضهم


وصلوا البيت رايد ونبض بالمقدمة رايد اللي اول ما وصل ركن السيارة ونزل متوجه لفتنة القلب اللي كانت اصلًا تنتظره عند الباب بعد ما عرفت اللي صار لهم



رايد باستغراب لكنه نطق بفرح : يا زين هالقبله اقبلي مثل ديم



فاتن اللي من سمعت صوته ركضت للصوت لكنها توقفت بعد ما استوعب اللي كانت بتسويه ووصلها صوت رايد المبتسم : كملي ما نويتي ترى الاعمال بالنيات



فاتن ببحة بلعت ريقها بتوتر وهي تلف خصلات شعرها على اصبعها : الحمدلله على سلامتكم


رايد بروقان : أسلوب الجمع ما افضله استثنيني وافرديني بكلامك واعتقد اني استاهل


فاتن اللي من حركة العصا بيدها بانت رجفتها اللي اخلفت معها ضحكة رايد اللي اقترب وهو يقربها له بكف واحد محتضنها بصغرها على يمينه : قولي الحمدلله على سلامتك قولي طلعت من الشر قولي اللي تقولينه وانا بسمع اللي ابيه بسمع كلامك غزل بس انتي قولي اللي تقولين


فاتن اللي تحاول تبعد لكن رايد مو معطيها فرصة واللي فعلًا ابتعد عن توتر الموقف بقبالها وبرجفة صوتها نطقت : ما كنت ادري لو ادري ما أرسلت


رايد ابتسم : انتي ارسلي اللي تبين بأي وقت بعدين مثل هالرسايل ما تنتظر يا فاتن لو ترسلينها اخر الليل تأكدي اني بقراها بكل سرور قلبي وانشراحه بس علميني الرسالة اللي انتظرتها كثير وش صار واقتنعتي بالفكرة



فاتن بصدق : استخرت قبل انام وشفت امي بالحلم تدرين متى اخر مره شفتها رايد؟



رايد اللي كان مبسوط انها بتفتح له قلبها وبتسولف : متى


استقل انهماكها بالكلام وهو يسحبها معه على المرجيحة اللي بحديقة عزّام جلسها وطوقها بيده اليمين وهو يسمعها


فاتن : اخر مرة شفتها في الليلة اللي قبل افقد الشوف كنت اشوفها دايم بالصور اللي عند ابوي كان ابوي يصورها كثير كنت اشوفهم بشكل دايم بس بذيك الليلة كنت حاسه اني ما عاد بشوفهم اخذت صندوق صور امي لغرفتي وسهرت ليلي كله اشوف صورها ابي احفظها في عيني حسيت من التأمل فيهم عيني غبشت وكنت احسبه من السهر لكن كانت بداية فقداني بصري ومن غير ما احس تغمضت عيوني وبما اني كنت على السرير قلت خلاص نامي يا فاتن تشوفينهم بكره ونمت كنت اصحى كل يوم على نور الشمس اللي يدخل غرفتي لكن بالليلة هذيك ما صحيت على شمس يا رايد صحيت على صوت ابوي صوت ابوي الخايف وهو يناديني كنت أحاول افتح عيوني فتحتهم بس ما شفت جفوني فتحتها بس ما اشوف ابوي اللي يناديني ولا الشمس اللي كانت دايم تشرق على غرفتي بكيت بكيت كثير يومها مو خوف ولا اعتراض تدري ليه بكيت



رايد اللي كان يسمعها باهتمام وعينه على أطرافها اللي ترتجف بشكل هائل : ليه



فاتن بكت من جديد : بكيت لاني ما شبعت من صورها بكيت لاني ما حفظتهم كلهم وابكي للحين ندم لان طول ما انا اشوف ما حفظتهم يا رايد احس اني نسيت ملامحها وازعل اذا شبهوني فيها انا ما استاهل يشبهوني فيها يا رايد انا نسيتها ونسيت شكلي كيف يكون



رايد شد على كفها اليمين اللي كان قريب من يده اللي مطوقتها : تسمحين تسكتين طيب واوصف لك انا شكلك يمكن تذكرين امك بس ها حل مؤقت ترى عشان دموعك بس العملية بتسوينها وبتشوفين صور امك وبتوريني إياها بعد وبحسد الصور اللي شهدت اخر نظره حلوة منك



فاتن لفت عليه : رايد ليه انت دايم مبتسم ليه دايم احس صوتك مرتاح ليه عندك حلول لكل شيء ليه تكون دايم بأوقات حاجتي وكأن الله ارسلك لي


رايد ابتسم : ابتسم لاني محظوظ جدًا ان الله وهبني هالرقة كلها بس انا حزين تدرين ليه


فاتن باهتمام : ليه


رايد بصدق ابتسم وهو يمسح على شعرها : أخاف اني من عظيم هالنعمة اللي انا فيها ما اشكر الله تمام الشكر اللي يستحقه والله اني في نعيم يستحق الشكر وخايف اني أكون جاحد بشكري ذكريني كل ما تشوفيني قولي اشكر الله علي


فاتن بعدت عيونها بحيا عنه وهي تحاول تبعد لين وصلها صوت الرايد المنصدم : وين رايحه باقي ما وصفتك



فاتن جلست باهتمام : كيف بتوصفني


رايد ابتسم وهو يتركها قباله ابتسم بحماس وهو يشرح : اذا امك تشبهك فأنتي حلوة كثير بشكل يأخذ العين والقلب وجهك جامع البراءة والجمال سبحان من سواك شعرك طويل بني اشقر او ما ادري وش اللون الصح بس انه ماخذ قلبي وبعد ما نخلص من شعرك وجهك صافي بيضاء وردية أخاف اذا مسكتك اعورك من فرط الرقة عيونك بحر ازرق واكيد انك انغشيتي بالموضوع دامك اربعه وعشرين ساعة تبكين تحسبينهم صدق بحر عندك غمازة حلوه بيمين خدك واذا بتخليني اوصف اكثر تتحملين انتي عواقب الموضوع ها حذرتك


فاتن مسحت دموعها وهي تضحك : مو بحر ها جف



رايد بفرحة : يا حلو الضحكة عجزت معك ما ادري وش احب فيك اكثر كل مافيك ينحب الله يعين قلبي



فاتن بتردد وخجل : ابي اعرفك انت ما اذكرك ترى رايد



رايد ابتسم وبمزح : مو هذا اللي خايف منه انا اذا فتحتي وشفتيني أخاف تكسرين قلبي تراني حبيب ومزوحي واضحك بس ترى قلبي ينكسر بسرعة



فاتن سكتت شوي وهي تحاول تتذكر : أتذكر شوي بس انت ساعدني اذكر انك كنت افتح من اخوانك الاثنين شوي بس يعني انت حنطي صح



رايد ابتسم : صح وقصير وش بعد تذكرين



فاتن بحيرة : ما ادري تلخبطت ما اذكر زين واخاف اغلط



رايد ابتسم : لا تضغطين على نفسك بتسوين العملية وبتفتحين وتشوفيني



فاتن : ليه ما توصف لي شكلك طيب



رايد ابتسم : مستعجلة تكرهيني انتي ؟



فاتن بزعل : سطحي يهمك الشكل


رايد بصدق : ما كان يهمني والله بس أخاف اذا فتحتي ما تشوفيني لايق لك



فاتن بعدت عنه بدون ما ترد وتوجهت للبيت بمساعدة عصاها تاركه رايد اللي وقف راجع بيته وهو يتواصل مع الأطباء المسؤولين عشان يحجز لها موعد للعملية



-عند كايد


اللي كان يكلم أجواد : خبلة انتي الحين أقول لك اقنعي اختك تختار قايد تروحين تقولين لها انه بيتزوج غيرها انتي ناويه تجننيني الظاهر



أجواد ضحكت : افهمني اقولك اختي كذا ما تحب السهل اذا حست ان الشيء بيطير من يدها تلحقه



كايد بتعب : اسمعي انا والله تعبان ومالي خلق اناقش لكن أتمنى كلامك صحيح لانها والله لو اختارت اللي خاطبها وما اختارت قايد تكون ضيعت فرصتها بيدها وولدنا بيستخف وبيوقف على باب ابوك



اجواد بغرور : عشان ابوي يحبسه بالسجن ويفنى شباب الدكتور قايد في حب الخبيرة النفسية أوراد



كايد اللي وصل بيت الشعر وهو يشوف رمّاح موجود انسدح على المركى : ما علينا متى نويتي العرس ترى جننتيني كل شوي موعد جديد ابعد من الثاني اثبتي على موعد



اجواد بدلال : والله بيت البنت بيت دلال وتتحمل كيفك



كايد تثاوب بتعب : مفتاح هالبيت وينه عشان نفتحه ونفتك اخلصي علي يا اجواد ملكتنا كم مر عليها وجسّار ما شاء الله توه مملك وتزوج وانا انتظر دوري معك



اجواد : والله عاد جسّار كيفه اما انت مو كيفك كيفي



كايد بملل : أقول اجواد تمسين على خير انا مانيب لاقي حل معك المغرب انا عند ابوك يحل لي هالمشكلة معك ما صارت عاد



اجواد برفض : لا يا كايد ابوي ماله دخل



كايد : اجل حطي موعد ثابت الحين ولا كلمته



اجواد : خلاص خلاص بشوف وينك انت تتثاوب ما عندك دوام



كايد ناظر ساعته : عندي دوام بعد ساعتين وابي انام لي شوي سهرانين امس مع قايد تعبان وصحينا من الصبح



اجواد : طيب خلاص نام واصحيك بعد ساعه تروح دوامك



كايد : تمام بعد ساعة اتصلي علي



اجواد : اوكي باي



كايد : بحفظ الله



سكر جواله ورماه ومد كفه على عيونه على صوت رمّاح الساخر : مبروك عليك جائزة اكثر زوج رومانسي انت قبل شوي تكلم زوجتك ولا واحد من الشباب وش هالاسلوب



كايد بملل : صحيح ما خذينا كورسات عندك بالتعامل مع الزوجات فكنا بس والله مصدع



رمّاح بسخرية : كله كوم وسالفة انك مخلي البنت منبه عندك هذي كوم ثاني



كايد اللي فعلًا كان الصداع النصفي مهلكه : رمّاح اكرمني سكوتك وربك مهلوك بشكل روح بتشوف قايد برى عطه نصايحك



رمّاح اللي سكت عن كايد بعد ما التمس التعب بصوته وجلس يشرب الشاي الباقي من فطورهم الصباح



- عند قايد


جلس بالحديقة وهو عاجبه الجو الصباحي الشتوي لف شماغه بلثمه يحمي انفه وفمه من الهواء عشان ما يزيد الزكام تلفت بالساحة يدور دان ونجد اللي بالعادة مثل هالوقت يلعبون هينا لكن ما كان لهم اثر طلع جواله وهو يشوف جدول مواعيده اليوم بالمستشفى امس استلم وظيفته واليوم اول يوم دوام له لكن كان ينتظر الخبر الاسعد اللي طال انتظاره من بتختارين يا وردة قايد رفع انظاره فوق لكن الشمس منعته انه يدقق النظر بالنافذة وقف وهو يتمشى بالساحة ولما سمع صوت بنات تراجع لمكانه الأساسي تارك لهم خصوصيتهم



طلع جواله المربوط بعمله كاستخباراتي مدني وهو يشوف خبر عن القاء القبض على سامي الراشد استغرب تشابه الاسامي وتذكر الحين له كم ما جلس مع عمته واللي هم اقرب شخصين لبعض نزل جواله بجيبه وطلع جواله الأساسي وهو يتصل على ضوى



وصله صوتها الناقد : صباح الخير يالدكتور القاطع قلنا مشغول بس كثير هالانشغال



قايد اللي تعبه خف لكن صوته التعبان كان واضح : صباح الضيّ والله ادري اني مقصر واعذريني بس متفرغ لك هالصبح والجو حلو وش رايك نطلع



ضوى باستغراب : وشفيه صوتك تعبان انت ؟



قايد : مزكم شوي



ضوى باهتمام : طيب وينك



قايد : برى بالساحة البسي عباتك واطلعي لي نطلع



ضوى برفض : لا والله وش يطلعك وانت تعبان تعال ادخل



قايد : لا تكفين انخنقت من البيوت ودي بطلعة صباحية نشوف فيها اخبارك



ضوى بزعل : الاخبار عندك معقول تخطب اوراد وما تعلمني ؟



قايد ضحك بسخرية : يا شيخة تحسبينها انتي خطبة حقيقية ؟ امي وهي امي ما بعد قلت لها ترى



ضوى بصدق : تستاهل وان شاء الله اوراد تنشف ريقك يعني ما تلحلحت وخطبتها الا بعد ما وافقت على غيرك !


قايد عقد حاجبه : يعني هي وافقت خلاص ماراك تغير رأيها



ضوى : لا والله ما كلمتها ما ادري



قايد بطلب مبطن : وش رايك تمرين بيت عمي سيّاف



ضوى ضحكت بحب : يا حظها بقلبك والله بس اثقل وخل البنت تفكر ترى ماهو سهل تتخير بين اثنين خاصة وانك قبالها من سنين توك تتنرل تخطبها من ابوها



قايد بصدق : انتوا ليه ما تفهموني خاطبها من يوم انا ولد العشر وخطبتها وانا ولد الـ 15 ماهي مشكلتي اذا عمي يحسبني العب




ضوى بصدق : مالك عذر كنت تدري انها تنخطب ليه ما كلمت ابوك



قايد : كانت تنخطب ويرفضهم عمي بدون شورها كنت احسبه عشاني وحتى لما زوج اختها الصغيرة قبلها قلت عشاني لكن خرب كل شيء من جاء ياسر



ضوى : برضو ما كان يمنع تكلم سيّاف وتأكد طلبك يعني انت تخيل شعور البنت وهي تنتظر وتنتظر وما تشوف منك شيء وتنخطب اختها الصغيرة وتملك وعينها تشوف وش متوقع لمتى بتنتظرك بعدين انت بعد يا قايد وش تنتظر



قايد : ضوى لا تزيدينها



ضوى : بزيدها لان موقفك كان خطأ ماشي على كلام أطفال في شيء مصيري مثل الزواج ماهو خطأ سيّاف ولا خطأ اوراد اذا وافقت على ياسر بترضى بالامر الواقع وتشوف حياتك



قايد وهالمرة بطلب صريح : روحي كلميها ضوى عشاني



ضوى : المشكلة من كبر شانك ما اقدر اردك خلاص بالليل اشوفها



قايد اللي تذكر اجتماع البنات بالمكان المعزول المخصص لهم : اظن البنات متجمعين برى سمعت أصواتهم اتصلي واطلبيها تجي عندك الساحة وكلميها وانتي اطلعي لي ابيك



ضوى : عشانك نادر تطلب بلبيك خلاص سكر وبتصل عليها تجي بيت ابوي



قايد بطلب أخير : لا تكفين برى ابي اسمع



ضوى ضحكت : معاك الله يا قلب قايد



سكرت منه واتصلت على اوراد اللي كانت فعلًا مع البنات اللي مجمعتهم شموخ بانتصار طلعت جوالها وردت : هلا عمه



ضوى : هلا بك يا قلبي وينك



اوراد باستغراب : مع البنات بالعريش



ضوى : تعالي لي الساحة ودي اكلمك بموضوع بعيد عن البنات



اوراد باستغرب وقفت : تمام دقيقتين اطلع من البنات البس عبايتي واجيك



ضوى : تمام يا روحي خذي راحتك



سكرت من ضوى واعتذرت من البنات وسط ابتسامات اجواد لبست عباتها متوجه للساحة بعد ما اختفى منها قايد متخد مكان معزول يسمح له يسمع كلامهم من غير ما يظهر




ضوى ابتسمت بترحيب وهي لافه الشال عليها يحميها من البرد : هلا بوردتنا



اوراد ابتسمت لها : هلا عمتي وش اخبارك



ضوى : بخير دامك بخير انتي شلونك



أوراد : اللهم لك الحمد بخير سمي وش بغيتي مناديتني بالساحة صراحة استغربت



ضوى بتردد وهي اللي فكرت بمقدمات قبل تجي اوراد : والله يا قلبي قلت بكلمك بموضوع يخصك لكن انتي لك القرار والحرية بس ودي تسمعين مني



اوراد باستغراب : سمي عمه اسمعك



ضوى : اكيد ان ابوك قال لك ان قايد تقدم لك



اوراد برفض قاطع انها تكمل الموضوع : ايه بس ما انتظر رد وخطب وحده ثانيه الله يوفقهم



ضوى باستغراب : مين اللي خطب ثانيه ؟



اوراد رفعت حاجبها باستغراب من صدمة ضوى : قايد



ضوى بنفي : غلطانة قايد ما خطبك الا انتي وللحين ينتظر ردك واختيارك بينه وبين ياسر



اوراد بحيرة : كيف اجواد تقول انه خطب وبيتزوج



قايد اللي ما استوعب الكلام اللي تقوله اوراد تخلى عن مكانه اللي كان جالس فيه وتقدم لضوى : تسمحين يا عمه أتكلم معها ؟



ضوى لفت لأوراد اللي صدت : عادي اوراد ؟



اوراد بهمس : يقول اللي عنده ويمشي لا ينتظر مني رد



ضوى لفت لقايد معطيته الموافقة انه يتكلم



قايد بثقة : اسمعي يا بنت عمي انا ادري ان وقفتي معك حتى لو عمتي موجودة غلط لكن اكبر غلط بيصير لو انك محيتي وضربتي كل شيء بعرض الحايط ووافقتي على ياسر قاطعه اخر وصل بيني وبينك اظن ما يخفاك لا انتي ولا عمتي ولا حتى عمي اللي هو ابوك وضوح مقصدي من صغري للحين وان كان خطاي اني ما طلبتك رسمي هذا انا صححته وطلبتك رسمي بتقولين متأخر بقول لك بدري ما دام موافقتك ما وصلت اهله للحين فكري زين وتذكري قايد اللي كان معك بطفولتك واستخيري وبترتاحين وان ما ارتحتي عيدي استخارتك لين ترتاحين ووافقي ووالله شهيدي ثم عمتي ضوى لو وافقتي لا يلحقك ضيم ولا نقص وان كان مقامك عندي كبير بيصير اكبر وبتشاركيني روحي قبل حياتي القرار لك بس لا ترفضين ولا تطولين الرد ترانا تأخرنا بالوصل كثير والورد يطلب أصحابه



ضوى بمقاطعة : قايد خلاص وضحت فكرتك توكل البنت قامت تتراجف وانت بتشرح غراميات توكل


قايد اكتفى بابتسامة وهو متوجه لبيتهم براحة وصل البيت وهو يسمع صوت نبض مع امه



نبض بخوف : بس عاد يمه لا تسألين اكثر ما ابي اكذب اكثر والله اني أخاف من ربي واخاف عليك بعد تخافين ويجيك شيء



قايد دخل عليهم بابتسامة : وش هالنقاشات الحادة



نبض بفرحة : جيت وجابك الله استلم المهمة مع السلامة



ام كايد : تعالي تعالي يالنتفة تقولين كلامك وتهجين



قايد مسك كف امه : اتركيك منها يمه جايك بخبر ان شاء الله انه يفرحك



ام كايد : شوف يا قايد انا والله من الصبح قلبي قارصني وش عندكم



قايد ابتسم : اهدي يا ام قايد مافيه شيء والله بس تراي خطبت اوراد بنت عمي سيّاف



ام كايد بعدم اهتمام: شف الخبل يحسبني ما ادري والحب اللي واضح من عيونك والله اني اشيل همك كل ما جاه خاطب جديد وقال لي ابوك عن اللي سويته وانت توك جاي تبشرني انت ورايد حالفين الظاهر محد يتزوج طبيعي واحد يتزوج بدون ما ادري وواحد يخطب لنفسه بنفسه الله يسلمك يا كايد يا مرضيني



قايد باس راسها : افا يمه يعني هو مرضيك واحنا لا



ام كايد : والله انك رضي بس ما ادري وش جاك



قايد باس راسها مره ثانية : خليها توافق يمه وتروحين تطلبينها رسمي ما تصير بخاطرك كم ام كايد عندنا



ام كايد : وليه ما توافق بعد اكيد بتوافق حاصل لها هالزين والعقل والثقل وين بتلقى



قطع عليهم كلامهم دخول رايد اللي عينه على جواله ما رفعها : يمه تجهزي بكره عرسي



ام كايد مسكت راسها بصدمة : قايد انت سمعت اللي سمعته انا ولا يتهيأ




قايد ضحك بصدمة : والله سمعت عرسه بكرة لكن ما ادري




ام كايد : رايد والعافية تعال اشوف وش عرسه اللي بكره استخفيت




رايد بانشغال : يمه تكفين مافي وقت قاعد احجز لكل شيء من الحين بس اذا ما ودكم عرس عادي توفرون علي وقت وقريشات



ام كايد جلست على الكنب : جاني هبوط منكم يا عيال بتّال هبوط مير شوركم براسكم ما عندكم ام


قد يعجبك ايضا



رايد قرب وباس راسها : يمه قدمت العرس بشكل مفاجئ عشان فاتن رضت تسوي العملية وما ابيها تكنسل او تفكر كثير عاد حطيتكم بالامر الواقع تحملوني وعلى طاري بتّال كلميه انتي عشان اذا جاه هبوط انا مالي علاقة باقي بكلم الدوام يعطوني إجازة الله يعين طلابي بيجيهم مدرس غثيث بس الشكوى لله يتحملون




قايد مصدوم للحين : يعني انت اذنك مافيها ماي معزم خلاص



رايد بملل : الحين انا كم مره عدت كلامي شفيك قايد تعال بس اذا فاضي احتاج فزعة اذني قامت ترن من كثر اللي كلمتهم وباقي العروس ما تدري



قايد ضحك : والله انك مجنون عرس والعروس ما تدري وش ناوي عليه انت




رايد بانزعاج : شفيك انت أقول لك عشانها مو عشاني اخلص بتساعدني ولا بتجلس



قايد : الشكوى لله اذا انت مجنون نجن معك ما ورانا شيء دوامي مساء اليوم



رايد بحماس : حلو يلا جهز جوالك واشحنه وتعال لي الغرفة وعلى طريقتك ناد نبض اختفت بسلمها مهمة تبلغ العروس




قايد اشر على خشمه وهو يضحك وراح فوق ينادي نبض



دق باب غرفتها : نبض بتّال



نبض بسرعة : قايد اذا امي تبيني قول نايمه



قايد ضحك : لا امي انشغلت ببلوه جديدة تنسيها كل شيء ادخل ؟



نبض بحماس عدلت جلستها : ادخل تعال



دخل قايد وهو كاتم ضحكته : قومي تجهزي عرس اخوك بكره



نبض بجمود : هاهاها ظريف اجواد ما بعد حددت موعد عرسهم للحين وانت تقول لي بكره




قايد ضحك : لا مو قايد رايد قومي




نبض بنفس الجمود : شكلك ناسي انه متزوج وقاضي من زمان



قايد : ايه مملك على بنت عمك وبكره عرسه قومي لا ينهار علينا



نبض اللي بدت تصدق الموضوع : تقوله جد ولا تمزح



قايد محافظ على ابتسامته وساد اذانه بيدينه لانه يدري انها بتصرخ : والله صادق




نبض فزت وبصراخ : الحيوان ما علمني ولا فاتن ما قالت شلون كذا فجأة ياربي وين بلقى فستان الحين اترك الفستان مين بيسوي مكياجي وشعري ياربي انت واخوانك شكلكم ناسيين في بيتكم بنت



قايد فتح اذانه : خلصتي ؟



نبض بقهر : مالت عليكم كلكم




قايد ضحك : اسمعي بعد عنده لك مهمة



نبض بقهر : والله يا ويله مني انا يا دوب اسوي مهامي الحين



قايد ضحك : بتبلغين العروسه ان بكره عرسها لانها ما تدري




نبض فتحت عيونها على كبرها : لاااا اخوك زودها عاد وينه وينه والله لا اوريه شكل مخه زر من صعد السطح وينه



قايد تكتف وابتعد عن الباب تارك لها المجال تمر : تفضلي بغرفتنا



نبض طلعت بشكل مستعجل نازله لغرفة اخوانها فتحت الباب باستعجال : رايد وش هالخبال




رايد بعد الجوال عن اذنه وهو يكتم الصوت : خير اختي اختراع الباب اللي انت ماسكته ما علموك انه يندق ولا




نبض بصراخ : وانت ما علموك ان الزواج يتحدد قبل بشهور وانت تحدد قبل بيوم عفوًا اخوي حتى الأجانب ما سووها وعرسهم بسيط بموتك والله بموتك




رايد بعدم اهتمام : اسمعي بالله بخلص كم مكالمة وقولي لقايد يوديك السوق اشتري لك فستان ولفاتن اوه صح قبل تروحين تكفين انتي قولي لها ولا أقول لك لا تقولين انا أقول بس روحي السوق واشتري كل شيء تحتاجه على ذوقها ولا تقصرين بشيء بحول لك بعد شوي مبلغ يكفيك ويكفيها وفكيني من لسانك ترى راسي يفتر من الحوسه




نبض بقهر : وجع رايد وجع كيف كذا وش بيمديني اسوي ليه توك تقول



رايد بانزعاج : خلاص عاد جايه تصرخين انتي صرختي وخلصتي خلاص اطلعي عشان يمديك دام قايد فاضي وخليني اخلص اشغالي



نبض رفست الباب بقهر وتركته مفتوح وطلعت لقايد : قايد



قايد ابتسم : عيون القايد سمي



نبض بقهر : مروق ايه ما عندك شيء بتروح حلاق وبتلبس ثوب وبتحضر العرس



قايد ضحك : يا روحي انتي هدي نفسك الأمور سهالات تونا الصباح ونفضى لك ونوديك كل مكان كم نبض عندنا انتي كلمي بنت عمي وعلميها لا يفشلنا ذا اصلًا مفروض يكلم عمي ماهو البنت مير ذا عقله ارتج



نبض : يا ويله من ابوي اذا عرف والله



قايد ضحك : سلم المهمة لأمي وانسحب



نبض ضحكت : ياربي صدق صدق شر البليه ما يضحك




قايد ضحك : هونيها بس واضحكي واضح اليوم بتصير مسخرة بين جدي وابوي وعمي



نبض ابتسمت بحيلة : قايد وش عندك مروق



قايد بروقان : الله يتممه ويديمه وش تبين اعترفي



نبض : السوق يعني تدري انا اخت المعرس ولازم



قاطعها قايد : بس بس البسي عبايتك والحقيني واسألي امي اذا تبي تجي انا برى



نبض بصدمة : والله غريبة سوق وقايد عجب



قايد ابتسم ونزل تحت وهو يشوف امه جالسه بصدمة وماسكه راسها ضحك ونطق : يمه بيجي بكره والعرس وانتي للحين ماسكه راسك قومي قومي السوق بودي نبض تعالي انتي بعد



ام كايد بحيرة : انا ما ادري اتصل على مين وأقول لمين اخوك ذا بيجنني



قايد : لا تتصلين على احد اذا رجعنا من السوق كلمي ابوي واتركي الأمور عليهم لا تكلفين نفسك فوق طاقتها تكشخي انتي بس ام المعرس واتركي المعرس ينشغل بنفسه



ام كايد : الله يهديه جنني والله كل اموره بسكات يلا بجيكم الله يعينك يمه اليوم تودينا وتجيبنا



قايد : ما من خلاف هو يوم وبينقضي بس ترى المغرب عندي دوام اذا ما خلصتوا اكلم كايد يرجعكم



ام كايد : على خير بس الأكيد برجع بدري انا عشان اكلم ابوك واسوي غداه لا فطور ولا غداء



قايد ابتسم : مو مشكلة اذا خلصتوا بدري كلميني واذا متأخر كلمي كايد والغداء انا اجيب غداء من برى خذوا راحتكم انتوا



ام كايد : الله يعطيك لين يرضيك يمه بس يا ويلك تسوي مثل اخوك



قايد ضحك وتركهم وطلع لسيارته ينتظر



-عند رايد


اتصل على فاتن لكنها ما ردت على اتصاله وحمد ربه انها ما ردت لانه ما كان يدري وش ممكن يقول اتصل على عمه عزّام اللي رد عليه بترحيب



رايد بتوتر : الله يبقيك عمي وشلونك



عزّام ضحك : وش عندك رايد وش تبي



رايد اللي ما صدق على الله انه قصر عليه الموضوع : عمي دام فاتن تدري وراضيه فيني وش رايك العرس بكره



عزّام ضحك وهو يحوقل : رايد ابوي نام الحين وكلمني اذا صحيت



رايد : أقوله صادق يا عمي لاني حجزت سفرة قريبه وودي اخذ فاتن معي وش رايك انت



عزّام : وانت تحسب الموضوع لعب يبه كان اجلت السفرة وش يخلص أمور العرس



رايد : يخلص والله بس انت كلم فاتن وشوف رايها



عزّام : الله يهديك بس اكلمها واشوف



رايد : اذا رفضت قول لي وانا اكلمها وقبل لا ترفض تراها زوجتي



عزّام ضحك : طيب توكل خلني اشوف بنتي



رايد : يلا سلام بحفظ الله


عزّام قفل منه وتوجه لفاتن اللي كانت تشرب قهوتها بالصالة



عزّام : وش هالصباح الراكد يا يبه



فاتن هزت كتوفها بعدم معرفة : ما ادري الصبح قالت لي العاملة انك ما افطرت طالع وجلست هينا



عزّام : كلمني رايد قبل شوي



فاتن لفت له : وش يبي



عزّام : يبي يحدد زواجكم



فاتن بعدم اهتمام : طيب ؟



عزّام : وحدده



فاتن تشرب قهوتها بصمت تنتظره يكمل



عزّام بحذر : يبيه بكره



فاتن غصت بالقهوة اللي تشربها توجه لها عزّام وهو يدق ظهرها بخفة ويسمي عليها



فاتن بصدمة : شلون بكره يبه !




عزّام بحرص : اهدي يبه اذا ما تبين اتصل عليه وأقول له بس يقول انه حاجز سفر مدري وش ويبي يقدم الزواج




فاتن اللي تذكرت عمليتها : خلاص طيب بس يبه ابي نبض



عزّام بصدمة : موافقه !




فاتن بمنطقية : يبه ما دام الكل صار يعرف ان رايد زوجي ماراح يفرق الإعلان بعدين من الأول انا ابي زواجي عائلي ما يفرق



عزّام ما اقتنع بكلامها : اذا مانتي موافقه اكلمه وأقول له



فاتن : ليه ما أوافق عادي ما عندي مشكلة بس ابي نبض تساعدني



عزّام : خلاص اللي تبينه يبه



مشى عنها يكلم رايد واستغلت غيابه في انها تذرف دموعها دايم ظروفها ما تمشي على كيفها ما تمنت ابد يكون زواجها وهي عميا كان ودها يصير عرسها وهي تشوف بس خلاص تعودت ظروفها تمشي عكس تيار رغباتها




-عند رعود والبارق



البارق ببحة تعب : يبه ساري الراشد ميت وساري اللي تعرفونه منتحل شخصيته



رعود بصدمة : متأكد يبه ؟؟



البارق اللي رجعت فيه الذاكرة للوقت اللي وصل فيه لبيت الراشد ودخل وقابل الشايب ابوهم


- يوم وصول البارق للشرقية وصل لبيت الراشد ودخل بعد ما فتحت له العاملة ودخل مجلسهم ومن حظه كان مافيه الا شايبهم سلم عليه وجلس بمجلسه


الشايب باستغراب : سم يا ولدي وش بغيت


البارق باحترام : اجلس يا عمي لي عندك كم سؤال بسألك وامشي



أبو سامي : تفضل يابوي



البارق حط فنجاله على الطاولة بدون ما يشربه دلالة على طلب يبيه : بنشدك عن ولدك ساري



الشايب برفض للموضوع : يا ولدي اشرب فنجالك وتوكل على الله هالموضوع ما ينفتح



البارق برفض : لا بينفتح يا عم انا جاي من الرياض عاني عشان انشدك لا تردني



أبو سامي : يا ولدي لا تفتش بمواضيع قديمة ما تهمك



البارق برفض : المواضيع اللي تقول انها ما تهمني سرقت من عمري ومن عمر ابوي انا بسبب هالمواضيع عايش بقاصي الأرض ما اعرف من الدنيا احد الا امي وابوي بسبب هالموضوع انا مبتعد عن اهلي بسبب هالموضوع ابوي تخلى عن اختي عشان يحميها على أي أساس تقول انه ما يهمني يا عم انت شكلك ما تدري ان هذي اول سفره لي من غير ابوي وما تدري بعد ان ما عندي جواز سفر عشان محد يرصد حركات تنقلي انا انسرق عمري يا عم وعايش بظل عشان أعيش يا عم الموضوع اكبر من انك تحتفظ فيه



أبو سامي : انت من تكون



البارق ضحك بسخرية : يسموني العاصفة يا عم



أبو سامي : كفانا الله شر العواصف



البارق ابتسم : والحين يا عم انا برجاء وجهك تعلمني وش قصة ولدك




أبو سامي تنهد : يا يبه قوم ودور عن شبابك بعيد عن ساري واثر ساري ما اقدر افيدك



البارق بمحاولة أخيرة : يا عم انا عمري 26 سنة وعلى كثر سنيني الا اني ما احس اني عشتها تخيل 26 سنة عايش في ظل امك وابوك بس عمك تتعرف عليه بعد ما صار عمرك حول الـ 17 ما عندك معارف ولا أي احد محد يعرفك اختك ما تعرفك جدك ما يعرفك ولد عمتك الوحيد يعرف بالصدفة انك ولد خاله ويعاديك وهذا كله عشان ايش عشان ثأر سخيف طالبك يا عم تعلمني وش قصة ولدك




أبو سامي اللي قصة البارق وهمه وصلوا اقصى معاليقه : اسمعني يالعاصفة انا ما عندي عيال هينا عيالي طغوا وتجيروا في الأرض وانا وحداني يعني جيت للدرب الغلط




البارق باستجداء : يا عم تدري لو طلعت من هينا احتمال ما ارجع لأبوي تكفى علمني باللي عندك



أبو سامي : اللي اقدر أقول لك إياه ان ولدي ساري مات ماهو على هالارض ولا من أهلها



البارق بصدمة : مات !! اجل ساري الراشد اللي بالرياض من هو



أبو سامي بكره : هذا كلب تسلط على عيالي ذبح واحد واخذ اسمه واشترى ذمة الثاني بالفلوس واخذ شخصية ولدي وانا من عرفت طردت ولدي سامي وعياله من عندي وعايش بهالبيت خلي



البارق بصدمة : يعني ساري الراشد ماهو ساري الراشد



أبو سامي هز رأسه بالنفي



البارق قرب من الشايب بخفة : طيب تعرف شيء ثاني يا عم



أبو سامي : لا والله يا ولدي اللي اعرفه قلته لك



البارق فز واقف : يعطيك العافية يا عم ما قصرت عن اذنك



أبو سامي : الله يقويك يالعاصفة



ابتسم له البارق وطلع مستعجل لكن صار اللي صار




رعود بصدمة : والله كبرت بلاويك يا ساري



البارق بألم : يبه لازم تكلم الصارم وتعلمه لانه بالحالة هذي اعتقد حتى زواجه هو وبنت ال صارم باطل



رعود بصدمة : وش هالذمة الوسيعة اللي عنده يارب رحمتك يارب



البارق بألم انسدح تارك ثقله للسرير : يبه كلمه او ارجع الرياض وفهمه الموضوع انا ما علي بأس



رعود برفض : بكلمه اذا وصل عمك سعود بيجي اليوم بأمنك عنده وبمشي



البارق اكتفى بالسكوت وانسدح بتعب




رعود باهتمام : وش تشكي منه يبه



البارق بتعب : ما فيني الا العافية بس شكل جسمي تعود على الراحة احس بثقل فضيع



رعود وقف باهتمام : انتظر بنادي لك الدكتور



البارق : ماله داعي



رعود ما رد عليه وطلع ينادي الدكتور اللي جاء فورًا



الدكتور بابتسامة : صح النوم البارق



البارق بادله الابتسامة بارهاق : صح بدنك



الدكتور استبشر وجهه : لا الحمدلله امورك واضح انها بخير وش تحس فيه



البارق : احس بتعب وثقل بجسمي يا دكتور



الدكتور قرب منه : حرك يدك اليمين ثم اليسار



البارق سمع كلام الدكتور ونفذ وابتسم الدكتور



الدكتور براحة : رجلك اليمين طيب حركها ثم اليسار



البارق بمحاولة انه يحرك رجله لكن ما قدر رفع عيونه للدكتور اللي كان يناظره بترقب وبس شاف نظرة البارق اختفت الابتسامة اللي على وجهه توجه لجهة رجول البارق ورفع البطانية وهو يمسك رجل البارق : اذا حسيت فيها قول واحد واذا ما حسيت صفر



البارق بترقب انتظر يحس برجله لكنه ما كان يحس شاف الدكتور طلع المطرقة الصغيرة وضرب رجله وركبته بخفيف




الدكتور بترقب : بشر ؟



البارق هز رأسه بالنفي : صفر



رعود ناظر الدكتور : وش يعني دكتور ليه ما يحس برجله



الدكتور قرب وهو يطلع ابرة من جيبه ويحقنها بمادة رد على رعود : بعطيه منشط ممكن انه من المثبطات ما عاد يحس برجله وممكن يكون شلل مؤقت لا تخافون عادي تصير في كثير حالات



البارق باستفسار : مؤقت يعني كم ؟



الدكتور ابتسم : انت وهمتك يالبارق شفنا همتك لما صحيت من الغيبوبة ورنا همتك الحين



البارق برضا نطق وهو يشوف وجه ابوه اللي تجهم : الحمدلله الحمدلله يا يبه شيء احسن من لا شيء



رعود بترديد : الحمدلله اللي سلمك وما بعد كذا هين بروح اجيب امك تتطمن عليك



البارق باشتياق : ايه جيبها مشتاق لها



طلع رعود تارك مجال للبارق يعيش حزنه اللي كتمه عشان ما يزيد ابوه مسك رجوله بحسرة : هذا العاصفة صارت هشيم يالبارق هشيم الحمدلله يارب على اقدارك خيرها وشرها




- في مستشفى ثاني في الرياض


طلعت الدكتورة المسؤولة عن حالة هبه : أستاذ جسّار تفضل معاي الغرفة



جسّار نزل رجله من على الجدار وفك تكتيف ايدينه : وش صار يالدكتورة هي بخير ؟



الدكتورة باستياء : طلعت بأقل الاضرار تعال غرفتي واشرح لك الاضرار



تركته وتوجهت للغرفة ولحقها وهو ما زال يحوقل دخل الغرفة وجلس على الكرسي



الدكتورة بجدية : للأمانة يا أستاذ جسّار انا كنت بتواصل معك من قبل بخصوص حالة هبه لأنها كانت رافضه تسمع كلامي



جسّار باستغراب : بخصوص ايش هي كانت طيبه ومافيها شيء



الدكتوره : انا كلمتك قبل ان حملها وهم



جسّار بتأكيد : ايوه قلتي لي



الدكتورة : هبه عاشت بالوهم هذا فوق الطبيعي وصارت تأخذ علاجات يستخدمونهم الحوامل وهذا الشيء سبب لها مضاعفات وتشوهات بالرحم لكن الحمدلله انها قابلة للعلاج والحمدلله انها ما زادت بالعلاجات انا منعتها من انها تاخذهم وهددتها اني بعلمك عن الخصوص هذا وشكلها وقفتهم لكن صارت بعض المضاعفات اللي الحمدلله انها بسيطة




جسّار بعدم فهم: ما فهمتك يا دكتوره اذا هي وقفت العلاجات ليه تألمت اليوم




الدكتورة بشرح : نتيجة العلاجات اللي كانت تاخذها اذتها بشكل طفيف وسبب لها الألم هذا والحمدلله اننا تداركناه لكن لازم تنتبه لها اكثر وانصحك تعرضها على استشاري نفسي



جسّار : لا حول ولا قوة الا بالله طيب اقدر اشوفها الحين ؟



الدكتوره : ايه اكيد تفضل



جسّار طلع متوجه للغرفة اللي فيها هبه دخل لها ووجهه ما يتفسر



هبه بعصبية : اطلع برى ما ابي اشوفك



جسّار كتم قهره وغله وهو يداري نفسيتها : اهدي يا هبه



هبه ببكاء : لهينا وبس يا جسّار يا جسّار انا معك عشت ضيم الله أعلم فيه لكن لهينا وكفايه جروحك القديمة للحين تنزف وعطبتها بزواجك والحين ما عاد لها طب بعد ما خلفت اكبر جروحك لي صحتي هذي يا جسّار كان ممكن اخسر اكثر من خسارتي عشان ارضيك وبالمقابل انت وش اللي سويته تزوجت !



جسّار برفض : علاجاتك اللي كنتي تاخذينها هي السبب



هبه بقهر بكت : السبب اني كنت ابيك ترجع جسّار اللي اول ما ولدت نجد شالني على كفوف الراحة وكني مهديته الدنيا قلت يمكن اجيب لك صارم اللي يرجعك لي



جسّار بصدق : وانتي فعلًا هديتيني الدنيا وقت جبتي نجد



قاطعته هبه : وانت ما اهديتني شيء كل مالك وتاخذ مني اكثر وانا اسكت واسكت لمتى يا جسّار كل جمعه وكل مناسبه اشوف نظرات الشفقة بعيونهم لان الكل يدري انك اخذتني عشان خاطر جدك وقت جبت لك نجد طرت فيني وفيها لكن سرقت مني امومتي انا ما احس ان نجد بنتي وادري انها ما تحس اني أمها سرقت مني ومنها هالاحساس يا جسّار ولهينا وتكفي خساراتي ضحيت بكل شيء عشانك لكن زواجك كسر ظهري والحين انا متنازله لك عن نجد وعن كل شيء طلقني ونجد اذا اشتقت لها بكلم امك وبرسل اخوي يجيبها اشوفها



جسّار برفض : نجد ما تطلع من بيتي



هبه بعدم اهتمام : اجل تربيها انت طلقني انا استاهل الاحسن منك يا جسّار لاني شفت جزاء تضحيتي لك ان بنت عمك شموخ تكلمني تبشرني انك تزوجت علي منك لله يا جسّار



جسّار اللي طنشها : بحجز لك موعد يا هبه عند اخصائي نفسي



هبه ضحكت بسخرية : هذي اخر هداياك يابو نجد تبيهم يقولون عني مجنونة طلقني الحين يا جسّار طلقني



جسّار بمحاولة لتليين رأيها : استهدي بالله يا هبه ماهو قرار تاخذينه بيوم وليلة



هبه ضحكت بسخرية : انت وجروحك قدمتوا لي هالقرار وابي منك اخر معروف انك تفكني منك وتطلق



جسّار اللي استشف الجدية بكلامها : اطلعي من المستشفى وبوصلك بيت اهلك وبعد ثلاث أيام اذا انتي مصره على رايك توصلك ورقتك قومي يلا نرجع البيت




هبه : اطلع بكلم اخوي يأخذني



جسّار كتم غيضه وهو يزيد صبره بالنفس اللي ياخذه : اسمعي الكلام وقومي بوصلك بيت اهلك وبعدها تصرفي باللي تبين قومي



هبه قامت وهي تأخذ عبايتها والعلاجات اللي عطتها إياها الدكتورة وتطلع وراه بدون أي حرف منها او منه اللي بعد ما وصلها انطلق لبيته لكنه توجه لرمّاح اللي كان ببيت الشعر : رمّاح قوم ناد لي اختك



رمّاح باستغراب : جسّار وش تبي بأختي أي اخت !



جسّار بقهر : ماهو وقت اسئلتك ناد لي اختك شموخ الحين



رمّاح برفض لطلب جسّار : وش تبي منها وانا أوصل لها



جسّار بعصبية : انا طلبتك بالحسنى لكنك عييت تفهم



طلع من بيت الشعر متوجه لبيت رمّاح وهو يرن الجرس بشكل متواصل فتحت له ام راجح بخوف : يمه جسّار شفيك



جسّار بغضب : نادي بنتك شموخ


رمّاح اللي وصل ورى جسّار : جسّار قول وش عندك



جسّار لف لأم راجح : ناديها ولا عليك امر وانت أوقف واسمع بنفسك



ام راجح راحت لبنتها : بنت شموخ وش انتي مسويه جسّار جاي والشر بعيونه وش مسويه




شموخ بان الخوف بوجهها: ما سويت شيء وش يبي




ام راجح هزت راسها بأسى من استشفت الكذب بوجه بنتها : قومي قومي البسي عبايتك خلينا نشوف وش عنده




شموخ بخوف : لا والله ماني قايمه وش يبي فيني



ام راجح بعصبية: اخلصي لا اتلك من رقبتك الله يستر من سواد وجهك هالمره هذا اخوك رمّاح برى ووالله لو مسويه سواد وجه اني ما أرده عنك



شموخ برفض : يمه ماني قايمه وش يبي ذا



رمّاح اللي دخل البيت ورمى عباية شموخ عليها بجمود : البسي والحقيني الحين



شموخ اللي فزت بخوف ولبست عبايتها وهي تشجع نفسها لحقت رمّاح اللي سبقها وتوجه لجسّار



جسّار بعصبية : انتي متى بتعقلين وتفكيني شرك راضيه عن حياتك انتي وانتي تلاحقين وراي لدرجة انك تعلمين زوجتي الأولى اني تزوجت تزوجت وش مقصدك من ورى الحركة الغبية هذي



رمّاح رفع حاجبه بغضب : اهجد يا جسّار



لف على شموخ باستفسار : صحيح كلامه ؟



شموخ بقوة عين : وش بعد تستغفلون الحرمه لازم تدري ان زوجها تزوج عليها



رمّاح بغضب من تصرفها ومن قوة عينها وبجاحتها مد يده بكف حار توسط خدها : هذا عشان تقصرين صوتك بوجود رجال ماهو من محارمك يا قليلة الادب



مد يده مره ثانية لكن قبل توصل خدها مسك كفه عسّاف بغضب : يدك وكسر يدك انت والمزواج اللي وراك



شموخ بفرحه : يبه !!!!



أم راجح بصدمة : عسّاف !!!!!




-انتهى




التاسع والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close