رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم الكاتبة سحاب
الجزء السادس والثلاثون
*
*
ظلام ظلام دامس صرحٌ قد هويت به ولكنه أختفى!
أين هو هل رحل أم رحلت أنا؟
*
*
ضوى بمحاولة لتزيين الموضوع : الحقيني مشاعر اوريك جناحكم
مشاعر بتوضيح همست لضوى : بروح غرفة نجد
لولو اللي سمعت همسهم : عشتوا وليه ما تروحين جناح زوجك بتنامين بغرفة هالبزر
صارم اللي دخل على اخر كلامهم : انا اللي قايل لها يا اللولو
لف على مشاعر لكنه انصدم حتى انسحب الكلام من لسانه
همس بغير قصد همس وصل لمشاعر بس وما خفى على جسّار اللي كان توه داخل الصالة : المزن
صارم وضلوع صدره تزحزحت وهو يشوف البنت المتصورة بالشبه بـ حب شبابه وسبب خلافه مع راجح ولو ماهو مؤمن بالله كان قال ان المزن ما ماتت نطق بغصة : خلوا بنتي على راحتها تنام بالغرفة اللي تبيها
ضوى اشرت لمشاعر تلحقها وفعلًا ألحقتها
لولو بعدم رضا : جسّار
جسّار: لبيه
لولو بغضب: الحين انت متزوج وراسل حرمتك عشان حرمتك الجديدة تنام عند نجد؟
جسّار توجه للولو بحيلة : وش مزعل الشيخة
لولو ضربته بخفة على فخذه : العب علي بكلمتين يالحيّال بالله عليك هذا فعله تسويها تجيب البنت بيتك قبل تسوي عرسها وش يقولون الناس
جسّار زادت ابتسامته : وش أهم يمه كلام الناس ولا راحتي انا
لولو بتوضيح: أكيد راحتك يمه بس
قاطعها جسّار: لا بس ولا هم يحزنون مشاعر مانيب مخليها بغرفة نجد غرفة شغلي فوق بفضيها وأثثها لها بعد وش تأمرين عليه
لولو بهمس: انت ما وديت ذهبها يا جسّار
جسّار باستغراب: كل الذهب اللي جبتيه وديناه وراه
لولو بعدم اعجاب: نزلت علينا بذهب ما ينشاف من الفشلة غصت بهدومي وش يقولون الناس لولو ما جابت لكنتها ذهب
جسّار بإغلاق للموضوع: ابشري بكلمها بالموضوع
لولو اللي لاحظت انه يتهرب من نقاشه معاها: بس توكل نام يا جسّار
جسّار وقف بخفة وهو يشوف صارم للحين بمكانه والصدمة شالته عن الحركة : تصبحون على خير
توجه لصارم بهمس: أبو سيّاف ترى اللي شفتها مشاعر زوجتي ماهي مزن الشباب لا تسهى كثير وتصيدك لولو
تركه بعد ما صحاه على نفسه وتوجه بخفة للدرج صاعد لجناحه وهو يشوف ضوى نازلة : بنت صارم
ضوى بضحكة : بنت صارم هذي فيها طلب يا عونك يا ولد الفهد
جسّار بحيرة : هي مشاعر لابسه ذهبها؟
ضوى كتمت ضحكتها وهي تسحبه مبتعدة عن جناحه: اكيد انه كلام أمي مو كلامك بعدين انت يا ذكي تسألني وانت اللي ملبسها الشبكة بنفسك لك الله يا عقل جسّار كانك طرت
جسّار اللي تفشل من سؤاله بعد ما تذكر انه صحيح هو اللي لبسها شبكته : لقيتي لك شيء تضحكين عليه ؟ روحي روحي غرفتك تصبحين على خير
ضوى كملت ضحككها وهي تتوجه لغرفتها أما جسّار اللي دخل جناحه بخفة وتوجه لغرفة شغله وهو يشوف مشاعر واقفة بوسطها ونظرها متوجه على مجسم الطيارة الكبيرة اللي مأخذ الكثير من مساحة الجدار اللي متزين فيها وهي متزينة باسمه " جسّار الفهد"
نقل يدينه ورى ظهره وهو يكتفهم ويتأمل تأملها بالطيارة لدرجة انها ما حست بوجوده
جسّار بتساؤل: عجبتك الطيارة؟
مشاعر التفتت بتفاجئ بوجوده ولكنها تداركت نفسها: حلو كيف تاركه بصمتها بالغرفة
جسّار ابتسم : أظنها بتفقد هالمكانة قريب ويصير وجودها وعدمه واحد
مشاعر باستفسار: بتشيلها؟
جسّار تدارك كلامه اللي قصد فيه ان الطيارة بتكون عدم لما الغرفة بتكون لمشاعر وبدل ما تكون الطيارة ملفت الأنظار راح تصير مشاعر : بشيلها لأنها بتصير غرفتك
مشاعر برفض: لا ما أبيها انا بنام مع نجد
جسّار كتف ايدينه لكن هالمرة على صدره وابتسم بتشفي وهو يدري انها بتسقيه من فرط خجلها: نمتي عند نجد اليوم طيب وبعدين وش بيصير بعد أسبوعين وين بتنامين ولا ننام كلنا عند نجد؟
مشاعر بتغيير للموضوع : وين شناطي جسّار؟
جسّار طنش سؤالها بسؤال ثاني: بك نوم؟
مشاعر باستغراب: ليه؟
جسّار ابتسم : بجيب شناطك عشان تبدلين وانا ببدل وتساعديني نفضي الغرفة عشان نختار أثاثها الجديد
مشاعر كانت بترفض لكن جسّار ما ترك لها مجال تركها وهو ينزل للصالة اللي فضت من الكل الا شناط مشاعر عند الباب الداخلي اخذهم وصعد للغرفة لكنه ما لقى مشاعر توجه لغرفة نجد وضرب الباب بخفة
مشاعر بهمس: روح نام يا جسّار
جسّار ضحك : أفا وش هالهروب يا بنت سعود ترى جايب شناطك ما سويت شيء
مشاعر لبست عبايتها اللي توها علقتها على شماعة نجد وفتحت له الباب: مو هروب يا ولد الفهد بس اظنك غافل عن الوقت
جسّار بتمثيل لعدم الاهتمام: براحتك نامي تصبحين على خير وهذي شناطك أما الغرفة اخذت درس ما عاد أطلب منك مساعدة شحيحة خدمات يا مشاعر
مشاعر ردًا على كلامه : غشيم وقت يا جسّار
جسّار هز كتفه بلا مبالاة: ما يهمني الوقت
مشاعر تكتفت باستهزاء: واضح
جسّار باستغلال للموقف مد يده اليمين يحاوط بها مشاعر اللي سرعة حركته خلتها تجمد مكانها وهي اللي ما توقعت لكن جسّار بتلاعب بعدها عن الباب بالطريقة هذي وهو يبتسم : يدي انهدت من شناطك وانتي تناقشيني عن الوقت
تركهم داخل الغرفة وتوجه لنجد وباس رأسها كما جرت العادة : أمسيتي وانتي سعيدة جعلك تصبحين وانتي أسعد يا روح ونجد جسّار
ترك الغرفة وهو يتوجه لغرفته مع هبه دخل وهو من سنين لأول مرة يجهز ملابسه بنفسه العادة من يرجع يلقى هبة جهزتهم له ابتسم بسخرية على حاله وطلع له لبس مناسب للشغل متجاهل البرد اللي بدأ يلفح نجد مع قرب المربعانية خرج من غرفته وتوجه لغرفة شغله فتح الباب بشكل كامل عشان يساعده على نقل الأغراض بدون عائق طلع الكرسي والكنبات اللي كانت متوزعة بكامل زوايا الغرفة لكنه جلس على السجادة المفروشة بوسط الكنب وأنظاره على الطيارة اللي كانت هدية صارم على دخول مشاعر
مشاعر اللي كان دافعها للحضور انها تبين له انها ما تتأثر بحركاته وتمهد له انه علاقتهم بتكون بالشكل المتفاهم هذا لا أكثر لا أقل لكنها ناظرت باستغراب لتوسطه الغرفة وللبسه اللي مو مناسب لبرودة الجو ابدًا دخلت الغرفة وتوجهت للمدخنة الخشبية وهي تشغل الحطب عشان يدفي الجو
جسّار من غير ما يلتفت لها : حيّ الله المشاعر وين احترام الوقت
مشاعر بسخرية : عرفت انك مو بس ما تحترم الوقت انت ما تحترم شيء حتى الجو بعز البرد هذا لبس ينلبس
جسّار ابتسم وما زال صامد انه ما يلف لها : داري وراي كرف ماراح أحس بالبرد وش طلعك من غرفتك يا مشاعر سعود
مشاعر جلست بالوسط رفعت رجولها وطوقتهم بيديها تزرع الدفا بجسمها على رغم انها ضمت جسمها بالروب المخمل اللي كان اشبه بالعبايات الشتوية المحشية فرو واللي اصلًا كان أطول وأوسع منها بكثير تاركه مسافة بينها وبين جسّار: ازعجتنا وانت تفضي الغرفة وعرفت ما فيه سبيل للنوم
جسّار ابتسم: نامي يا مشاعر وقفنا شغل اليوم تراكمت علينا مشاعر كثيرة لزوم نوقفها
مشاعر لفت عليه هالمرة وهي تشوف انظاره معلقة بضيق على الطيارة وبتخمين نطقت: هدية أبوك؟
جسّار ابتسم بألم : ما توقعتك ما تعرفين انه الموت كان أسرع من انه يهديني حتى انه ما اذن بإذني دايم الموت يجي بدون سابق انذار يا مشاعر
مشاعر بندم لتسرعها نطقت بابتسامة حاولت تسحبه من حزنه اللي تظن انها سبب فيه ما تدري انه نظرة جسّار ما كانت للطيارة انما لأسم أبوه على الطيارة والحنين لشخص ما عرف إلا اسمه : واضح ان الطيارة هذي تسرق الأنظار أجل
جسّار وقف بشكل سريع وتوجه للطيارة وهو ناوي يفكها
مشاعر برفض: وش تسوي خلها
جسّار باستغراب لف لها: ليه ما اظن انك بتأخذين الغرفة وهي موجودة
مشاعر هزت رأسها بالنفي : خلها موجودة بعدين انا اقرر تبقى ولا تشيلها
جسّار بعدم اهتمام : براحتك عن أذنك اجل
مشاعر اللي عرفت انه يهرب منها لحزنه ولكن حتى لو كان ماله أي مكانة بقلبها لكنها أنانية ومتملكة من انها تتركه لحزنه : اوكي طار نومي انت روح وانا اتصرف مع غرفتي
جسّار رفع حاجبه : وش ناوية عليه يا بنت سعود وش نويتي
مشاعر بعدم اهتمام : ولا شيء بحوس هينا لين انعس
جسّار ابتسم وقبل لا يخرج نطق: رضوخك غريب يا مشاعر ولا عاد تلبسين الأسود إلا لعبايتك
مشاعر لفت عليه باستغراب لكنه نطق قاطع حيرتها: يناقضك كثير الأبيض يناسبك أكثر
تركها وطلع من الغرفة متوجه لغرفة نجد وهو فعلًا يحس إن الحزن اللي توسط صدره أكبر من إنه يفكر بشيء غيره ومن يقدر يشيل حزنه إلا نجد توجه لسريرها وانسدح جنبها وهو يمسح على شعرها ويخطط لمستقبلها هارب من تفكيره بأبوه ومن كل مخططاته وقراراته الطايشة
أما مشاعر اللي طنشت غرابته وهي تفتش الغرفة براحة بعد ما سمعت صوت الباب اللي كانت تظنه باب غرفته فتحت جهازه وخابت توقعاتها وهي تشوفه يشتغل ببصمة الوجه فقط سكرت الجهاز وتوجهت للرف اللي تحت الطيارة وهي تشوف أوراق كثيرة لكنها مرتبة أول رف كانت شهادات تخرجه من كلية الطيران وأوراق وشهادات تدريب تركتهم مكانهم وفتحت الدرج اللي بعده و شافت صندوق حاولت تفتحه لكنه مقفل بعدته وهي تشوف وراه أسلحة رجعت الصندوق مكانه وفتحت الدرج الأخير ونفس الشيء صندوق توقعت انه مقفل لكنها انصدمت وهي ترفع غطاه انه مفتوح لقت أوراق ما فهمتها وصور لرعود وهو داخل طيارة ومقابله شخص ما عرفته لأنه كان معطي ظهره للكاميرا طلعت جوالها وصورت كل الصور ورجعت الصندوق مكانه وطلعت من الغرفة بعد ما طفت الحطب توجهت لغرفتها مع نجد وهي تشوفه نايم ونجد بحضنه ولا كأنه جسّار الجبّار كانت ملامحه واضحة لأول مرة لها همست لنفسها بسخرية " كيف الله قادر يبدل ملامح من نرجسية إلى أكثر ملامح فيها رحابة " طلعت من الغرفة بسخرية وهي تتساءل وين ممكن تنام خاصة انها مستحيل تنام بغرفته هو وهبة ولا تقدر تنام معه بغرفة نجد طلعت من الجناح وهي تخمن أي جناح ممكن يكون جناح خالتها توجهت لأقرب جناح وهي تكرر لنفسها سواء كان جناح نوره أو ضي الأكيد إنها بتلقى لها مكان دقت الباب بخفة خوف انه صاحبة الجناح نايمة لكنه كان جناح نوره اللي كانت تقوم الليل سلمت من صلاتها بقلق من اللي يزورها بهالليل لو هو جسّار كان دخل بعد اول ضربتين للباب توجهت للباب تفتحه وهي تشوف مشاعر واقفة عند الباب نطقت بخوف: مشاعر! وش فيك يمه فيكم شيء طلعت من الجناح وهي تتلفت
مسكتها مشاعر بحنية : لا تخافين خالتي مافيه شيء بس جايتك ضيفة
نوره تنفست براحة ثم ابتسمت : ادخلي يمه خفت جسّار يكون فيه شيء
مشاعر بتوضيح : لالا نايم مع نجد
نوره تنفست بارتياح: الحمدلله يا رب, حيّاك يمه
مشاعر ابتسمت بقلق: الله يحييك بس مثل ما قلت لك جسّار نام مع نجد وما حصلت لي مكان جيت انام عندك
نوره بتفهم ربتت على كف مشاعر: معليه يمه تحمليه هالفترة بيصد عن أحزانه بذرى نجد
مشاعر باستفسار: ليه هو متعود كذا؟
نوره بحزن وذكرى حزينة جدًا على قلبها : في مثل هاليوم قبل 33 سنة كانت وفاة الفهد وولادة جسّار
مشاعر بحزن : نفس هاليوم
نوره هزت رأسها : نفس هاليوم بس ما عليك هي يومين ثلاثة ويرجع جسّار على حاله انتي تحاشيه هالفترة ولو تبين تجلسين عندي العين أوسع لك من الدار
مشاعر بحزن ربتت على فخذ نوره : وانتي من يحن عليك؟ من يشيل حزنك
نوره أشرت على سجادتها : مافيه أفضل من ان الله يمسح على قلبي في كل مرة ادعي للفهد بالرحمة والعوض الجميل وفي كل مرة احس ان الله ماراح يخيبني
مشاعر باعجاب: يا قو قلبك وطول صبرك
نوره بإيمان تام : كلنا على هالطريق لكن جرحي الوحيد إن آخر شيء شفته من الفهد هو بقايا وجهه المتفحم اثر الانفجار واللي باقي لي منه جسّار وخاتمه اللي يتوسط اصبعي الله يرحمه ويغفر له يارب
مشاعر ما كان بيدها مواساة تهديها لنوره لكنها توجهت لحضنها وهي تحضنها وبدال لا تواسي نوره صار العكس ونوره اللي مسحت دموع مشاعر اللي نزلت من بشاعة الشعور اللي عاشته نوره ومر الليل عليهم هادي مشاعر اللي لقت الراحة بحضن نوره ونوره اللي كانت محتاجة شعور ينتشلها من شعور الحزن وكان الشعور هذا هو شعور الحنية اللي تدفقت لمشاعر طول الليل
-بيت سيّاف
-غرفة أجواد وأوراد المشتركة
أجواد اللي انتهت مكالمتها من كايد وانتقلت بكلامها لأوراد
أجواد بحماس: من شفتي أحلى ؟زوجة جسّار ولا رمّاح
أوراد بعدم اهتمام وهي تقرأ كتابها المفضل: ثنتينهم حلوات
أجواد بقهر من برود أختها: أدري ثنتينهم حلوات انتي شفتي خالة نوره ما شاء الله صارت جدة وللحين تنافس بالحلى بس قصدي على كلام شموخ ان روح جميلة إلا إني شفت مشاعر أجمل روح صح جميلة لكن مشاعر جمالها مختلف عن اللي تعودنا نشوفه يعني صراحة الله يعين هبه اذا بتنافسها انا وانا مالي دخل احس المنافسة تعنيني لأنهم بيكونون عرايس معي
أوراد بتفكير: أحس مافيه وجه مقارنة كل وحده فيهم جمالها مختلف حتى انهم ما يتشابهون وبعدين حتى لو كلكم عرايس مافيه منافسة كل وحده بتكون له طلة تناسبها وتبرز هويتها عشان كذا شيلي من بالك انك تنافسين احد او تقارنين نفسك بأحد
أجواد بتأكيد : أكيد بس شفتي وجه شموخ لما شافت زوجة جسّار!
أوراد بغضب من تصرفات شموخ : مراهقة بانية أحلامها انها تلقى شبيه لجسّار بكل شيء بينما انا اشوف جسّار شخصية متعبة للتعامل بس شموخ حاصرة نفسها بدائرة جسّار كانت هبه ما تكفي انها تطلعها من الدائرة هذي أتمنى ان مشاعر تقدر
أجواد بجدية انتقلت لسرير أوراد وهي تسحب الكتاب اللي بيدها وتتربع قبالها: اتركينا منهم خلينا فيك من جدك وافقتي على ياسر هذا؟
أوراد بعدم اهتمام اخذت الكتاب من جديد تغطي فيه تعابيرها المكشوفة: ايه من جدي
كانت بتتكلم لكنها سحبت جوالها وهي تشوف التنبيهات رسالة من كايد اللي كان مضمونها "قايد تقدم لأختك أقنعيها توافق لا يجن عاقلنا" تهلل وجهها بالفرح وهي تدري حتى لو ما وضح على أوراد إلا إنها من صغرها تعشق قايد
أجواد بكذب: وهذا انتي عروسة رابعة بعد وقايد بيجيب عروسة يا كثر العرايس
أوراد نزلت الكتاب باهتمام : قايد!
أجواد مستمرة بخطتها : ايه كايد يقول انه خطب وبعدين وش منتظره منه درس وتخرج وتوظف ما عاد باقي إلا يتزوج
أوراد بمكابره على مشاعرها وعلى نفسه وعلى أحساسها الغبي اللي كان يخبرها إنها لو وافقت على ياسر قايد بيقدم على الخطوة اللي انتظرتها من زمان لكن الآن تعيش سوء أكثر شيء خافت منه الخيبة بعد الشعور: الله يوفقه
تركت نفسها للحزن بعد ما انسحبت أجواد من سريرها تدثرت بطانيتها وهي تصد عن أجواد وتأنب نفسها و أحساسها وحتى قايد اللي زرع فيها هالشعور
-أما قايد اللي كان بالفناء الخارجي ويوصله جزء من مكالمة رمّاح مع روح ابتسم وانسحب من المكان تارك لرمّاح خصوصيته لكنه تذكر الأمر اللي ما غاب عن باله غيّر طريقه متوجه لمزرعة راجح لين وصل لغرفة عسّاف طق الباب مرتين لين وصله رد عسّاف فتح الباب ودخل لكن روحه نافرة من المكان واللي فيه
عسّاف ضيق عينه محاولة لمعرفة الشاب الواقف قدامه: ولد بتّال انت ؟ وانت اللي كنت مع ابوي امس
قايد اتكى على الباب : وصلت
عسّاف باستغراب: وش تبي ما اظن انك جاي تتطمن علي
قايد بسؤال باغت فيه عسّاف اللي توقعه بيسأل عن رجوعه لكن قايد خيب كل توقعاته : وش غايتك؟
عسّاف بحيرة وهو فعلًا ضايع وما يدري وش غايته تسند على سريره : من تكون انت عشان تحاسبني
قايد ابتسم بثقة: أنا الشاهد على جريمتك ببيت الراجح ومعي دليلي لو طلعت من هينا بدون جواب ما يردني إني أبلغ عنك شيء لأنه ما يربطني فيك شيء إلا إنك أخو أبوي وماهو سبب كافي يمنعني من إني اشهد ضدك
عسّاف ابتسم بغرابة : بزر العشرين جاي تواجهني وين دليلك
قايد ابتسم بذكاء: كاميرات الشارع اللي كنت واقف فيه وسلاح الجريمة اللي خباه راجح وش تبي أكثر
عسّاف بقهر نطق من بين أسنانه: وش تبي
قايد بجمود: غايتك يابو راجح وش هي
عسّاف بعدم اهتمام: مالي غاية اغتربت بما فيه الكفاية ورجعت لأهلي
قايد ابتسم بلامبالاة: ما صدقت كلامك لكن دامك مصر ابد على كلمتك لكن انت تدري ادنى خطأ منك ماراح أواجهك انا إنما صارم وجسّار و آل راجح كلهم
تركه بحيرته وطلع من الغرفة وهو يتمدد بتعب من هاليوم المتعب له من رجع من المستشفى للآن ما ارتاح ولا بيرتاح لين يسمع ردّها رفع نظره للسماء لكن المقصد كانت الغرفة اللي حفظها من مراهقته وهو يراقبها ما كان متوقع يلقى شيء لكنه شاف ظل شخص ماسك بيده حاجة أشبه بظل الكتاب أو إطار صورة أو أي شيء مربع وخمّن إنها هي وهمس لنفسه وهو ينزل نظره للأرض " ألا يا بخت جلاسك قهوة أو كتابك أو كل جماداتك ليتني من زحمة أفكارك أو رف بقبالك ليتك انا أو ليتني انتي أو ليتنا بعضنا ما نفترق ما ننفصل لا ظروف ولا زمن" تحرك غافل عن اللي كان كتابها حجة إنما الغرض الرئيسي كانت مراقبة قايد وانفعالاته من أول ابتساماته لمكالمة رمّاح لآخر ملامح التعب اللي انرسمت على وجهه تذكرت الانفلونزا اللي أهلكته اليوم كانت بتكلم نبض تجهز له شوربة لكن تذكرت انها مالها دخل فيه تراجعت وهي تسكر النافذة وترجع لفراشها وهي تقرأ النص الموجود بكتابها " يا مستحيل الهوى والقلب فاطن لك
يخطيك كل البشر
وحدي انا أدلك
وإن مل عمر الصبر
صاحبك ما ملّك
مدري انت ضي القمر ولا القمر ظلك؟ "
-بالشرقية عند رعود
اللي ما كانت ليلته هادية ابدًا وهو اللي للآن ينتقل ما بين المستشفى لغرفة التحقيقات ينتظر أي خبر عن برقه أو المجرمين اللي طفوا نور ليله كان جالس لحاله بغرفة فاضية وبيده كاس مويا قاطعه دخول الجندي اللي ضرب التحية وفزّ رعود من مكانه : بشّر؟
الجندي : طال عمرك جبنا الشخص على مواصفات المتهم الأول
رعود اللي ما انتظر يكمل كلامه ترك كاسة المويا من يده ترتطم بالأرض وطلع مستعجل لغرفة التحقيق وهو يشوف الشخص مقيد من اثنين وواقف على حيله فتح الباب وتوجه بشكل سريع للمجرم ولكمه برجله على بطنه بشكل قوي خلاه يطيح على رغم العساكر اللي مثبتينه
الجندي: طال عمرك ممنوع
قاطعه رعود اللي توجه للمجرم ومسكه من ياقته بشكل خانق: من انت عشان تتجرأ تمس البارق من انت ما قال لكم بارقي إني وراه ما قال؟
الشخص اللي كان محتفظ بسكوته وهو يشوف الهالة اللي من دخل توجه بضربه على طول
رعود اللي استغل كون المجرم بالأرض حط رجله اليسار على صدره مانعه من التنفس السريع ورجله اليمين رفع فيها رأسه وهو يركز على منطقة معينة برقبته : تعرف اللي رجلي عليه ايش غير إنه نجاستك؟
ما وصله رد من الشخص الخايف الجامد ضغط برجله اليسار أكثر على صدره : جاوبني
المجرم هز رأسه بالنفي دليل على عدم علمه
رعود ببرود: هذا عرق حياتك تدري لو اضربك عليه بيكون آخر نفس لك بالحياة هذي تحت رجلي يالنجس
المجرم رد بخوف راجف بصوته : انا عبد مأمور
رعود ببرود : مين شادّ على رقبتك
المجرم هز رأسه بالنفي رافض الإجابة
رعود لف على العساكر بتأكيد: نبهته انا صح بس هو رافض؟
رعود اللي ضم أصابع كفوفه سوا مصدر صوت عظامه المتجهزة للضرب نطق ببرود: زاح الذنب عني وانتوا شاهدين
حرك رجله اليمين على رقبة المجرم لكنه نطق بسرعة : سامي الراشد
رعود بعد رجله بصدمة: سامي ولا ساري ؟
المجرم هز رأسه بالنفي وبتكرار نطق: سامي سامي الراشد
رعود نزل لمستواه على الأرض: وين ألقى الكلب هذا
المجرم بخوف من قرب رعود : ببيته اللي كان فيه اللي ضربناه
رعود بقهر: كيف ضربتوه اشرح من البداية ولا تفوت أي تفصيل
المجرم : ما ادري ما ادري صدقني كل اللي أعرفه انه اتصل فينا سامي وقال فيه شخص يراقب بيته ويبينا نبعده عن البيت ونضربه وسوينا اللي أمرنا فيه
رعود بغضب: اتصل على سامي هذا الحين
المجرم هز رأسه بخضوع وهو يطلع جواله ويتصل على سامي الراشد واللي وصله رده وصوته الخايف
سامي بخوف: سويتوا اللي وصيتكم ؟ تخلصتوا منه؟
رعود بوعيد جاوب: ما عاش ولا كان من يمس البارق وانت تبي تتخلص منه؟ جهز كفنك يا سامي وراك عواصف تشيلك من أرضك أما البارق يا حثاه ما توصل خطاويه حتى بطيحته "إمّا يقولون طاح الضلع من كبره وإلا يقولون ماهو للوطى ضاري" أما انتوا الوطا صار سماكم لأن القاع مكانك انت ومن يشد على عرقك
سكر الجوال وهو يعطي أمر للعساكر : الآن تشوفون لي من يكون سامي الراشد وتجيبون لي ثامن جدانه ماهو مهم ولو هو بجحر ابي اعرف تفاصيل جحره أما هذا حطوه مع خويه
طلع تاركهم وهو يحس بألم بكفه اللي ينبض من كثر ما ضرب اليوم لكن غليله ما شفى ولا برد للحين وصله اتصال من سعود لكنه طنش مثل ما طنش كثير اتصالات أولها اتصالات شمايل خرج من المقر متوجه للبارق
دخل الغرفة وهو يحس ببرودة الغرفة على جسمه المكشوف اسرع بخطاه لعنده وغطاه بالبطانية ونزع الجكيت اللي حامي صدره وهو يتركه على صدر البارق
رعود بحزن: يلا يالبارق خليتك ست ساعات ما عزمت تقوم يلا ابوي ما خبرتك تحب النوم هالكثر
صدا الغرفة وصوت الأجهزة رد له الصوت نطق بحزن اشعل حرايق بصدره : أمك تتصل يا نور عيون أمك وش أرد وش أقول يا ضيا صدري أقول وصلوك وضروك وش أقول قوم واعصف وعدتني تروح وترجع سالم وانا يابوي ذقت من حرايق الفقد والفجايع اللي يكفيني قوم يا ذراي
قطع حديثه اللي من طرف واحد مع البارق رسالة شمايل اللايمة الصادمة " سكوتك ما يبشر يا أبو شغف انا بالمطار جايه اشوف ولدي ولو لك قلب لا تجي توديني له بعد" قرأ الرسالة أكثر من مرة بصدمة : وش جابك يا شمايل ماهو وقتك
حط يده على رأسه بقهر: أمك وغضب أمك اللي خذاك مني وانت رضيع راجع الحين كنت تقول لو انك كبير وقت خذتك مني كان ما سمحت لها هذاك كبير وجات وبتوجعني فيك حلها يا ابوي واصحى انا بين رحمة ربي وذرى وجهك الطاهر من غضب حفيدة رعود عساني ما ارجع مع أمك إلا وانت صاحي لا تطول نايم يا ابوك
تركه بالغرفة وهو يوصي الحرس ما يتركونه وتوجه للمطار يشوف مصيبته الجديدة
أول ما وصل المطار ولمح شمايل بكراسي الانتظار توجه لها بغضب: تشوفين كم الساعة عشان تجين الحين؟
شمايل بتجاهل لرعود: وين ولدي هماك مطنشني وما ترد على الجوال وش تبيني اسوي احط يدي على خدي واسمع موت ولدي واجلس
رعود بصدمة: وش موته البارق بخير
شمايل بقهر: للأسف إنك عقب كل هالسنين قادر تحط عينك في عيني وتكذب علي وين ولدي يا رعود
رعود اخذ نفس: البارق بالمستشفى العسكري عندنا
شمايل خذت نفس براحة: عايش يعني! يارب لك الحمد الحمدلله
رعود باستغراب: انتي مين قايل لك انه بسم الله عليه مات
شمايل بقهر: الساحرة سحر
رعود بصدمة: وش وش عرفها عن البارق اذا احنا ما تكلمنا
قاطعته شمايل بعدم اهتمام: أكيد أخوها اللي حطيته مكانك وتنجاز انت وشغلك المهم الحين ولدي ودني لولدي
رعود اخذها على جنب بهدوء: أركدي يا بنت الناس بوديك لولدك وتشوفينه بس اول بقول لك كلام الدكتور البارق مافيه شيء بس ردة فعل جسمه دخلته بغيبوبة ان شاء الله إنها قصيرة وعلى ما يصحى من الغيبوبة حافظي على هدؤك يا شمايل واذكري ربك
شمايل بدموع تجمعت بمحاجرها من جديد: أوجعوه وانت ما تدري يا رعود وصلوا له اللي كنت خايف عليه منهم ليه ولدي يا رعود
رعود بتدارك لدموعها: ما يطولونه والله إنهم ما يطولونه ولدي وأعرفه له باع طويل انتي بس اركدي هذا اللي ما خلاني أعلمك إني ما اضمن انفعالاتك ولا انا حمل دموع يا شمايل تقوي وقويني
شمايل مسحت دموعها بخفة: ودني له
رعود بهدوء: ابشري تعالي معي
اخذها وتوجهوا للمستشفى بعد ما شاف الوضع الهادي بممر الغرفة خاب أمله من إنه يكون صحى اخذ نفس عميق وهو يكرر " ما تخذلني يا برقي" توجه للغرفة وهو يفتح الباب لشمايل اللي شهقت أول ما شافت وحيدها بالسرير والأجهزة موصله عليه رعود اللي سكر الباب بشكل سريع ولف للبارق وهو محتضن شمايل مانعها تقربه أو تأذيه بدون قصد منها
رعود بهدوء: اهدي مافيه إلا العافية بس لا تقربينه عليه أجهزة
شمايل اللي حاولت تفك نفسها من رعود بالقوة لكن مالها مفر لفت عليه بغضب: اتركني يا رعود خلني اشوف ولدي
رعود بهدوء مسح على رأسها : كلنا بنشوفه بس بشويش على نفسك وعليه
شمايل تركته بعد ما رخت يده من عليها وتوجهت للبارق وهي تأشر على الجهاز : هذا جهاز القلب ليه موصل عليه وهذا الأكسحين ليه موصلينه بالأجهزة هذي يا رعود وصلت ليده وسبابته اللي مكبوسة بجهاز : يا روح أمك يا روحها انت
البارق اللي كان يسمع كلام رعود وكان يشد على نفسه عشان يصحى وما يخيب أبوه ويقول له السر اللي أرهقه لكن جسمه ما سمح له والحين يسمع صوت أمه اللي ابد ما سمعها تبكي ليه تبكيه الحين! رجع يحاول يبدي استجابة على جسمه تريحهم لكنه ما قدر وترك نفسه للظلام من جديد
لين نطقت شمايل بحسرة: والله إن أموت لو صار فيه شيء يا رعود أموت وما أسامحك لا بحقي ولا حقه
البارق اللي انفجع من كلام أمه و أجبر نفسه بشكل أقوى انه يتحرك حاول يحرك يده على السرير اللي يحس بملمسه حاول يفتح عيونه لكنها استصعبت عليه لكن الجهاز اللي يسجل ردات فعله بدأ بالضجيج مع زيادة ضغط الجسم وارتفاع الحرارة
شمايل بفجعة شدت ثوب رعود بقوة : وش هالصوت يا رعود ولدي بيموت!!!
رعود بخوف توجه وهو يخبي وجهها بصدره عن الدكاترة اللي مراقبين حالة البارق بشكل خاص
الدكتور باحترام : طال عمرك لازم تطلعون من الغرفة
رعود بغضب: سو اللي بتسويه وحنا فيه
الدكتور اللي صوت الجهاز كان سبب توتر ترك رعود ورجع للبارق وهم يكشفون عليه تحت انظار رعود اللي منع شمايل من النظر وهو يدفن وجهها بصدره بس ما منع نفسه من النظر
رعود صرخ بغضب و أعصابه تلفت : وش فيه
الدكتور بهدوء: جسمه قاعد يقاوم الغيبوبة ونحتاج نمنعه لأن جسمه ماهو قادر يطلع من وضع الركود لو استمرت محاولاته بالشكل هذا راح يتأذى لازم توقع على مسؤولية اننا نعطيه أدوية تخدير
رعود بصدمة: ليه تخدرونه واحنا نبيه يقوم !!!
الدكتور بمحاولة للشرح: جسمه عاجز لكنه واعي وبالحالة هذي نحتاج نخدره لين يكون جسمه قادر وعقله واعي ويصحى
رعود برفض هز رأسه بالنفي: لا ما تخدرونه مو قلت لي أعصابه ممكن تتأثر كيف تتأكد إن المخدر اللي بتعطيه ماراح يأثر عليه
رفع صوته بحدة: البارق ابوي دامك واعي وتسمعنا لا تتعب نفسك لا تصحى الحين
أما البارق اللي كان يضغط على نفسه بشكل أكبر وهو يسمع الأصوات الآن بشكل غير واضح أصوات ما مميزها لكن في صدره سر لازم يطلع حاول بشكل أكبر يفتح عيونه حتى فتحهم بشكل خفيف وهو يشوف الرؤية الضبابية والحركة المستعجلة اللي قدامه أبوه و أمه اللي كان يسمعهم وينهم دار بعدسة عينه لكنه ما قدر يلمحهم
الممرض بصدمة: المريض راجع لوعيه وفيه استجابة من جسمه
رعود اللي ترك شمايل اللي تبكي بشكل مخيف و خرّ ساجد شكر وهو يسمع كلام الممرض ويحمد ربه ويشكره
الدكتور ابتسم وتوجه قدام البارق وهو يكرر أسمه : البارق تسمعني اذا تسمعني حرك يدك اليمين
البارق حرك يده بشكل خفيف استجابة لتعليمات الدكتور
الدكتور بتأكد : افتح عينك البارق
البارق بمحاولة بشكل أكبر ضم اللحاف لكفه ومدى رؤيته قادر يشوف جكيت ابوه اللي على صدره بس فتح عيونه بشكل أكبر لكنه دام لثواني حتى غمض من جديد
رعود اللي اختفت ابتسامته : ليه غمض وشفيه رجع للغيبوبة؟
الدكتور ابتسم له يطمنه : لا تخاف حضرة الفريق, البارق قوي حب يطمنكم عليه ولو بحركة بسيطة ما رجع للغيبوبة بالعكس صحى منها بشيء أشبه بالمعجزة لكن ردود أفعاله بتكون مقتصرة بعض الشيء لا تطلبونه الكثير
رعود توجه لشمايل بفرحة: سمعتي صحى بارقنا
شمايل توجهت للبارق وهي تمسك كفه بيدها: أمي حبيبي انت بخير
البارق اللي سمعها سكر أصابعه على كفها عشان يطمنها وترك نفسه للراحة من جديد لكنه تذكر وحاول يتكلم لكن ارتفع صدره بكحة قوية متتالية
رعود برفض: ريّح نفسك البارق مابي اسمع شيء الحين ارتاح كل واحد بيأخذ جزاه يا حبيب أبوك ارتاح
الدكتور بتوجيه : الأفضل إنكم تتركونه شوي يرتاح وبس يبدأ جسمه يطلع من حالة اللاوعي تزورونه لأنكم لو أرهقتوا ممكن تتأثر أعصابه تأثير احنا ما نبيه الحين تطمنتوا وتطمنا عليه انه ذاكرته بمكانه عارفكم حرك ايده وفتح عيونه يعني ان شاء الله مافيه أي آثار لذلك لا ترهقونه
رعود لف على شمايل: سمعتي يلا معي نروح البيت لين يحلها الله ويقوم ضيّ العين
شمايل برفض: لا بجلس عنده ماراح انطق ولا شيء والله حتى نفسي بكتمه بس لا تخلونه لحاله
الدكتور بتوضيح: ماراح يكون لحاله يا خالة حنا بنتناوب عليه والحرس يا كثرهم برى ان صحى البارق ماراح يعجبه اللي تسوينه وأوعدك انا انه اول ما يبدأ يستجيب ما يفتح عيونه إلا وانتي عنده تمام كذا؟
شمايل برضوخ لفت على رعود اللي هز رأسه لها وهو منهك لكنه ارتاح من صحى ولده ابتسم لها يريحها ثم نطق: بيقوم ويشوفك اول الناس بس ارتاحي
شمايل هزت رأسها برضا: بس قول لهم لا يخلونه لحاله ويدفون له الغرفة زين
شمايل اللي استوعبت وشهقت وهي تشوف رعود اللي متحرر من جكيته اللي تركه عند البارق وما عليه إلا بلوزة خفيفة بعز البرد : ليه كذا!
رعود عقد حواجبه بعدم فهم: وش فيك
شمايل بقهر: ناوي تطيح انت بعد وتمرض واصير بدون احد وين لبسك ليه موم تدفي
رعود ارتاح انه هذا همها ونطق بتعب: نسيته عند البارق وقت شفت رسالتك انك وصلتي
شمايل بأمر: روح البسه عشان نمشي وهذا عشان ما تطنش اتصالاتي مرة ثانية
رعود بسخرية ابتسم ونطق وهو راجع لغرفة البارق: فريق وكل هالجنود تحت أمري وتجي حفيدة رعود تعطيني أوامرها وألبيها
-بيت راجح
كانت سهرة روح وشغف اللي كانوا سهرانين سوا بدون مشاعر اللي غالب الوقت ما ترافقهم بالسهر عشان دوامه ولكنهم الآن فاقدين وجودها
شغف بتفكير: يوه لو مشاعر هينا كان قالت لا تسهرون دوام ونقول لها بكرة السبت وتقول عادي لا تخربون نومكم على يوم يومين
روح بحزن: لها مكان والله
شغف بسخرية: لا تسوين نفسك حزينة كلها فترة وتلحقينها انا وش بسوي هينا مع بابا راجح وبابا سعود الظاهر بياخذوني اركض معاهم بالشوارع
روح ضحكت : ياربي يا شغف لو يسمعونك
شغف بملل: لا وبيكون عندي إجازة حتى مدرسة مافيه يالله ببكي
روح : يا غبية انتي كل سبت تروحين لأخوك وأمك روحي لهم وش بيتغير عليك
شغف تذكرت ونطت بفرح: صح بكرة السبت بداهمهم
روح ابتسمت بخفة: اشوف بعتيني
شغف بقهر نطقت: ومين اللي لها ساعة تهذر مع رمّاح وناسيتني يمه توه كان عندك ما مليتوا من بعض شدعوه
روح بهيام مبالغ عشان تقهر شغف: يوه يا زين الحب يا شغف
شغف كشت عليها: وع وع تكفين وش ذا الخفة اللي فيك ثقلي شوفي مشاعر راحت مع جسّاري وهي طاقه الثقل مو انتي احسك بتركبين سيارته قبله من الخفة والخرشة
روح عشان تقهر شغف نطقت: مو يقولون النساء اولًا
شغف كشت عليها للمرة الثانية وهي تسمع صوت جوالها رفعته بخفة وهي تشوف رسالة خلتها تجمد مكانها "عظم الله أجرك في أخوك" جمدت مكانها بدون حركة والدموع تجمعت بعيونها بطريقة خوفت روح اللي توجهت لها بسرعة وهي تهزها
روح بخوف: شغف وشفيك تكفين مو وقت مقالبك
شغف مدت الجوال لروح وهي تحاول تأخذ نفس من بكاها ماهي قادرة
روح اللي قرت الرسالة و ما طرى على بالها إلا مشاعر في هاللحظة لا يارب لا تطيح بالموقف هذا مرة ثانية خذت جوالها وهي تتصل بمشاعر اللي ما ردت لان جوالها ما كان معها انما في شنطتها اللي في غرفة نجد واللي نغمته ازعجت جسّار النايم وفزّ من نومه باستغراب نغمة الاتصال ماهي له تلفت على الغرفة وهو يشوف انه نام في غرفة نجد تذكر مشاعر وين نامت فيه فز بسرعة وهو يشوف اغراضها كلها بالغرفة طلع جوالها وهو يشوف اسم روح كتم الصوت وطلع من غرفة نجد لمكتبه اللي توقع يلقاها فيه لكنه ما لقاها وقف بحيرة معقولة تكون نامت بجناحه توجه للجناح فتحه لكن ما شاف لها أثر زفر بحيرة لكن طرى على باله جناح أمه طلع من جناحه كامل وتوجه لجناح أمه دق الباب مرتين مثل عادته وما لقى رد فتح الباب وهو يشوف نوره اللي تهمس له يسكت ومشاعر نايمة بحضنها تاركه نوره تمسح على شعرها اللي فتحته على طوله والمرة هذي تخلت عن عبايتها الشتوية الواسعة عشان ترتاح بنومها
جسّار بهمس: صحيها تنام بغرفة نجد
نوره ابتسمت: خلينا غرفة نجد لك ولنجد خل بنتي عندي ويلا توكل
جسّار ببحة تعب من البرد ومن نومته الغريبة: اختها تتصل
نوره اللي توها تركز بصوته فزت من السرير وهي تترك مشاعر على المخدة القريبة وكان أقرب شيء لها عباية مشاعر الشتوية اخذتها بسرعة وهي تتركها على جسّار: وش مطلعك كذا بهالبرد بتذبحني انت
جسّار اخذ نفس وهو يحاول يحسن صوته عشان ما يخوّف أمه : يمه تعالي معي كلمي اختها أخاف فيهم شيء
نوره : طيب يلا يلا روح انت نام بغرفتك وانا بكلم روح
جسّار اللي انتبه على الفرو اللي لامس جسمه واللي يذكر انه كان للنايمة بالسرير بكل وداعة ما منع نفسه انه يلقي نظرة سريعة لف الفرو على جسمه وهو يلحق أمه لغرفة نجد لكن هالمرة كان جواله هو اللي يتصل ونجد اللي واقفة بانزعاج وبيدها جواله
نجد بانزعاج: بابا جوالك يرن ازعجني
جسّار باس رأسها بشكل سريع لأنه لمح اسم شغف والغريب ان شغف تتصل بالوقت هذا اكيد فيهم شيء : نامي يا بابا
فتح الخط : هلا يا شغف وش فيكم
شغف اللي كانت تشهق من غير صوت طيرت عقل جسّار بخوف لين صرخ عليها بعدم صبر: وشفيك يا شغف وش صاير
شغف خذت نفس عميق يوم استوعبت انه جسّار مافيه شيء: خفت
جسّار يحثها تتكلم: من وش خفتي اجيك؟
شغف رجعت الحياة بصوتها لما تأكدت انه مافيه شيء: جسّار تعال تكفى ما فيني شيء بس خفت فيك شيء جاتني رسالة تخوف
قاطعها جسّار: وش رسالته
شغف بحروف متقطعة خايفة من محتوى الرسالة للآن : كان مكتوب عظم الله اجرك بأخوك خفت خفت عليك
جسّار بتهدئة: لا تخافين يا شغف والله إني بخير بأجيك الحين
شغف اللي استوعبت الوقت نطقت : لا لا خلاص بنام انا اهم شيء انتوا بخير مشاعر وينها عن جوالها
جسّار اللي تذكر مشاعر: مشاعر نايمة روح متصلة لنفس السبب بعد؟
شغف هزت رأسها: ايه خفت اتصل عليك وهي اتصلت على مشاعر لأنها معك
جسّار بتهدئة للوضع: ارتاحي مافيه شيء والرسالة هذي اشوف وش قصتها بكرة تصبحين على خير
شغف اللي ارتاحت : اسفة صحيتك من نومك
جسّار ابتسم بخفة : جعل ما يصحيني الا اتصالك ما صار شيء يا شغف عشان تعتذرين انتبهي لنفسك
شغف بحب: ابشر باي
جسّار: بحفظ الله
سكر من شغف ولف على أمه : لا تخافين هذي شغف خلاص ما يحتاج تكلمين روح ارجعي نامي
نوره هزت رأسها بانزعاج: الله يهديكم خوفتوني انت تعبان يا جسّار؟
جسّار اخذ نفس وهزّ رأسه بالنفي: لا الحمدلله طيب ما فيني إلا العافية
نوره بعدم رضا اقتربت وهي تقيس حرارته وارتاحت من شافتها كويسة: الله يهديك يمه احد يلبس كذا بهالبرد
جسّار رفع كتوفه بقل حيلة: تدرين إني ما احب الملابس الثقيلة اذا بنام روحي نامي واعذريني يمه جيتك على عجل
نوره هزت رأسها برضا وقربت من جسّار: ماهو كل سنة يا روح أمك بقول لك لا تترك نفسك للأعتراض والحزن تقوى وان ما قدرت تقاوى والتجأ لربك دوم لا تخوف مشاعر منك من اول يوم
جسّار هز رأسه بخفة وهو يبوس رأس أمه: تصبحين على خير يمه
نوره : تلاقي الخير يمه
تركته وهي تطلع من جناحه أما هو اللي كان بيرجع ينام وجه نظره للفرو وابتسم بخفة وهو يذكر شكلها وهي محتميه فيه لما دخلت الغرفة وشكلها وهي نايمة عند أمه شال الفرو عن جسمه وهو يحس بطغيان عطرها يخترق صدره الحزين اليوم اخذ جوالاته وتوجه لجناحه مع هبة وانسدح على سريره بعد ما شغل التدفئة الغازية ترك الفرو على الجهة الآخرى من السرير وغط بنوم عميق وريحة عطر مشاعر منتشر بالجناح بفعل التدفئة الغازية اللي وزعت الريحة على كل الجناح
-عند شغف وروح
شغف براحة: الحمدلله مافيه شيء فجعتني الرسالة شكلها بالغلط
روح بتفكير: مستحيل بالغلط مين الحين يرسل رسايل بالغلط
شغف بتوضيح : وش بعد هذا جسّار وبخير
روح بتفكير: شكلك ناسية أخوك الثاني
شغف اللي تذكرت البارق اللي وجوده كان السبب بإنها تطيح على رأسها : أي والله إني ناسية
روح بخوف: تتوقعين صاير فيه شيء؟
شغف هزت كتوفها بعدم معرفة: انا ما عرفت عن وجوده اللي من فترة تبيني اعرف عن حياته بعد
روح : ان شاء الله ما صار فيه شيء على كلامكم انه لسى شباب
شغف بعدم معرفة : اقدار الله ما تعرف عمر بس الله يخليه لعين ترجيه
روح بتردد: شغف ليه ما خفتي عليه مثل ما خفتي على جسّار
شغف بسخرية ابتسمت: تبيني اساوي خوفي على شخص ما اعرف عنه شيء بخوفي على شخص هو لي كل شيء معليش انا مو طيبة للدرجة هذي الله يخليه لأبوه اللي فضله علي لكن لا تطلبون مني أكثر من كذا
روح بخوف: يعني لو صار فيه شيء عادي عندك
شغف بتوضيح: هو غريب ما اعرف اسمه ولو شفته بالشارع ما عرفته كيف تبيني اعتبره أخو وتدرين وش اللي يحزّ بخاطري انه تربى في ذرى أبوه بينما انا تربيت بذرى كل الناس الا أبوي وتدرين وش اكثر شيء يجرح انه كان يدري بالحادث اللي صار لي كلف على نفسه يا روح وسأل؟ او انتظر لين اصحى ويتطمن علي لا هرب مثل أبوه انا ما يربطني فيهم شيء يا روح وصدقيني حتى لو يطلع الخبر صدق برحم أمه اللي فقدته بس ولا أي شعور ثاني ليه لأنهم ما سمحوا لي اصلًا أحس بوجودهم ما سمحوا لي أحبهم و أعطيهم قيمة هم السبب مو انا
قاطع حديثهم سعود اللي دخل الصالة بسخرية: هالمرة سهرتكم مزعجة شعندكم على هالتفاعل
شغف اللي مسحت دموعها اللي خانتها بآخر حديث ونطقت بصخب يختلف عن وضعها كليًا: ها سعودي وانت بعد فاقد مشاعر وما نمت
سعود جلس بينهم وهو يحتضنهم : أي والله إني فاقدها وحازّ بخاطري إني ما وصلتها بنفسي بس هذي رغبتها الله يسعدها هذا اللي اقدر أقوله
شغف صفقت بحماس: كملت وجانا راجح حياكم حياكم بالسهرة الجماعية بدون مشاعر
راجح اللي توه وصل وابتسم : كلكم فاقدين مشاعر مانيب لحالي
سعود بحزن: ومين اللي ما يفقدها
شغف هزت رأسها ورفعت يدها للسما : لي الله انا وروح شدعوه فاقدينها وسهرانين لها وهي نايمة بسابع نومه
راجح باستغراب: كلمتوها انتوا؟
شغف بحماس: توني مكلمه جسّار وسألته قال انها نايمة
راجح ابتسم: جعل نومها عوافي ويلا انتوا بعد قوموا فزوا ناموا مو بكرة ما تجلسون إلا المسيان بسكم سهر
سعود رفع يدينه فوق من تمسكوا فيه شغف وروح يبون فزعته ضد جدهم : مالي شغل انا بعدين ابوي صادق روحوا ناموا طولتوا خلاص
سمعوا الكلام وقاموا بعد ما باسوا رأس سعود وراجح
راجح ابتسم: فضى عليك البيت يابو مشاعر
سعود ابتسم لأبوه: فضى قلبي والله راحت أغلى من سكنه
راجح ابتسم وهو يربت على كتفه: راحت للي بيسكنها قلبه أوسع لها من قلبك انت قلبك مليان
سعود ضحك من تعبير ابوه : عشاني متعلق ببناتي صار قلبي مليان
راجح غمز له قبل يتوجه لغرفته : انت تدري وش اقصد ومن اللي خلتك شاعر
سعود طنش كلام ابوه وانسدح على الكنب وهو يغطي عينه بساعده وينتظر تطلع الشمس ويروح لمشاعره
-بغرفة ثلاثي بتّال تؤام الدال
كايد بغضب مازح: يعني الحين انتوا الثلاثة كلكم قررتوا تتزوجون يوم إني قررت مناشبيني بكل شيء
رايد بحماس: اتركني انا انا متزوج قبلك عينك ما شافت دخول قايد بن الملوح وهو يطلب بنت عمك اقسم بالله اني خفت من دخل قلت ذابح له واحد ويبي الفزعة طلع بيخطب
قايد بعدم اهتمام لكلامهم: خلصتوا انت وياه؟
كايد باستغراب: وشفيه صوتك انت خطبت ولا وش سويت
قايد بتعب فعلي: تعبان والله شكلها انفلونزا قوية والله اعلم
كايد فز له وهو يقيس حرارته : الله انت مولعه حرارتك رايد قوم جيب كمادات بالله واذا نبض صاحية قول لها تسوي شيء دافي لهالمجنون
قايد برفض : لا لا تسوون شيء توني راجع من المستشفى وتعبان ابي انام اذا صحيت الصبح وانا للحين تعبان سووا اللي بتسوونه
رايد بخوف على اخوه: متأكد انت ليه ما اعطوك خافض حرارة طيب
قايد بتعب حط يده على عينه : ما بعد يبدأ مفعوله ناموا
سكتوا تاركين له مجال ينام وأول ما انتظمت أنفاسه فزوا الاثنين بنفس الوقت يقيسون حراراته
رايد بهمس : نام كايد انت عندك دوام بكرة انا ما عندي بجلس عنده
كايد برفض: واذا دوام ما عليك انا اعرف له ذا بيعاند لين يطيح من طوله
رايد بإصرار: ترى حتى انا اعرف له
كايد بعصبية: لا حول من هالبزر رح نام خلاص
قايد بانزعاج رفع يده عن عيونه : خير انت وياه ناموا اثنينكم لحد يوقف عند رأسي جبتوا لي الحرارة
رضخوا لكلامه وتوزعوا وقايد ابتسم بحب لأخوانه اللي يروح يومهم هواش بس لو واحد تمسه شوكة كلهم مستعدين يوقفون معه
-شرقت شمس الصبح بعد اليوم الحافل
عند بتّال اللي صحى ساهي عن مخطط ساري النذل
بتّال وهو يشرب قهوته: وين العيال
أم كايد: مريتهم الصباح شفتهم كلهم نايمين قلت مانيب مصحيتهم
بتّال هز رأسه باستغراب: غريبة كايد ورايد ماهي غريبة عليهم أما قايد غريبة
أم كايد : والله قايد متعمق بالنوم أكثر منهم
بتّال : مو مشكلة ونبض وينها
نبض اللي نزلت مستعجلة: يمه وين اخواني تكفين مرة مستعجلة اتصلوا المركز يبوني
بتّال باستغراب: أي مركز؟
نبض بقهر: يبه نسيت إني أطبق علاج طبيعي بالمركز اتصلوا يبوني ضروري ولازم اروح وينهم محد صاحي
أم كايد باستعجال:صبري اصحي رايد
نبض باستعجال: الله نايم متى بيصحى يبه تكفى تكفى ودني وانت رايح الدوام
بتّال بطاعة حط كوبه على الطاولة : طيب على هونك يلا هذا انا طالع اسخن السيارة وألحقيني
دقايق وركبت جنبه نبض باستعجال وهي تلم اشياءها بعشوائية وبتّال اللي يحوس يدور إذاعة القرآن صرخت نبض بقهر فزّ منه بتّال
بتّال: والعافية اللي تصيبك وش فيك انتي من الصبح مخروشة
نبض بقهر وهي شوي وتبكي: يبه ارسلوا لي انه خلاص المتدربة الثانية وصلت كل ذا عشان تأخرت دقيقتين وش ذا
بتّال اخذ نفس وهو فكر بمصيبة صارت: طيب وش لك بالشقا جات المتدربة الثانية حيّاها وانتي مصير دورك يجيك ودامك صاحية وكنسلوا نتمشى شوي ونمرّ على مشروعي الجديد تشوفين المبنى وش رأيك
نبض بحماس: هو نفسه مشروعك اللي لك سبع شهور تشتغل عليه
بتّال بحماس: الله الله خلاص اليوم نختم على البنية التحتية ان شاء الله وما نمنع تشرفنا نبض
نبض بحماس: أجل يلا
-أما عند آل راجح
فز سعود متوجه لأراضي آل صارم بكل لهفة بعد ما صحى من غفوته وبدل ملابسه بثوب شتوي ثقيل مناسب للأجواء الباردة وخاصة لموقع بيوت آل صارم المتطرف والجو فيه أبرد وصل للبيت خلال ربع ساعة كان بيتصل على مشاعر لكنه لمح رمّاح اللي كان مثل عادته يركض بالمزرعة
سعود بجهورية : رمّاح
رمّاح لف باستغراب للصوت اللي يناديه و أول ما لمح سعود ابتسم وتوجه للبوابة : حياك الله يا عم
سعود بوهقة : الله يحييك الظاهر إني جيت بدري محد صاحي
رمّاح رفع كفه يلقي نظرة على ساعته الرياضية ابتسم بخفة : جابك شوقك حياك انا صاحي
لف على بيت جده وجسّار وهو يشوفه للآن مطفية أنواره : بس اذا قاصد بنتك الله يعينك تتحملني لين يصحى جسّار
سعود ابتسم بمجاملة: مو مشكلة
رمّاح : اجل عن اذنك ادخل بيت الشعر وانا ببدل واجهز القهوة وراجع افطرت ولا؟
سعود ابتسم : قهوة تكفي يا رمّاح
رمّاح هز رأسه وتوجه لبيتهم بسرعة وهو قاصد غرفة أمه دق الباب بشكل متواصل
أم راجح قامت فتحت الباب بخوف: خير اللهم اجعله خير
رمّاح بشكل سريع نطق: عمي سعود تحت جهزي قهوة وفطور وشاهي حار يمه وانا ببدل واجيك
أم راجح بعدم استيعاب: وش سعود وش شاهي وش تقول
رمّاح بشكل مستعجل: أبو روح يمه
أم راجح بعد ما شافته اختفى ابتسمت : يا حظ هالروح
أما سعود اللي جمال الجو والزرع اللي محاوط البيت منعه انه يدخل بيت الشعر واخذه المشي للجزء الخلفي من البيت وهو يشوف الكرسي المتحرك موجود لكن بدون أحد اقترب بفضول لكنه لمح الشخص اللي جالس على العشب وبحضنه صور كثيرة
سعود بعد ما عرفه نطق: عزّام!
عزّام التفت عليه باستغراب من نبرة الصوت الغريبة عليه : سمّ
سعود اقترب منه خوف انه صايبه مكروه: بخير انت!
عزّام ابتسم له بعد ما عرفه: بخير يا سعود حيّ الريح اللي جابتك
سعود ابتسم له : الله يحييك اساعدك؟
عزّام هز رأسه برفض: لا جزاك الله خير ودي بأرض ربي
سعود باستفسار كان بباله من فترة : لمحة الحزن اللي فيك من موت الفهد؟
عزّام رفع الصور اللي بحضنه واللي كانت أغلبها صور له مع الفهد في رحلات صيد أو في مناسباتهم الخاصة : الحزن فيني أكبر من لحظات عمري وأطول من رحلة عمره خذاه الموت وانا اشهد انه اغلى من اخذ
سعود هزّ رأسه بحزن: الله يجعله بجنات النعيم
عزّام ابتسم بغصة: آمين الله يجعله من سرور لنور
سعود بعزم تربع جنبه: بي حيل اسمع اذا ودك تحكي
عزّام بحيرة: وش ابدأ به
سعود ابتسم : ابدأ لي من الكرسي
عزّام مسح على الكرسي بحزن: هذا رفيق صبري من 23 سنة كنت مع زوجتي وكانت حامل ببنتي كنت رايح أوديها لبيتنا ما كنت عايش مع ابوي كنت عايش بعيد عشان مرض زوجتي كانت تشتكي الصرع ويجيها بنوبات قوية ابعدتها عن الناس والدنيا وتحملتها وشرعت لها صدري
سعود بمقاطعة: ليه تزوجتها وانت تدري انها مريضة
عزّام ابتسم بحرقة: الحب يا سعود وما أظنه خافيك كانت بنت العاملة القديمة اللي عندنا وكانت تجي مع أمها وقت اللي بيرتبون البيت لأن أمها ما كانت تقدر تخليها لحالها وسط نوبات الصرع اللي ممكن تجيها حبيتها من كثر ما تجي لبيتنا لين صابها الصرع مره وخريت من صبري وش فيها وش اللي جاها كنت كل ما تجي مع أمها احرس المطبخ وانا رايح بمويا وراجع بقهوة حجة عشان الشوف و من شفتها توسدت الأرض وأمها تصرخ طار عقلي وشفيها دخلت المطبخ بعجلة وانا احمي رأسها لا يرتطم بالأرض وأمها تدور حبوبها وما كنت عارف وش تدور لين عطتها الحبوب وشفتها هدت بيديني سألتها وش فيها وجاوبتني وسط دموعها انها تشكي الصرع كنت اشوفها صغيرة على هالمرض وأرق منه كيف قوى قلبه يزورها بالشكل المرعب هذا كبرت أم فاتن وما عادت أمها تجي كلمت الفهد عن الموضوع وهو اللي كان أقرب لي من زرار ثوبي ورد علي بأول كلمة بعد الغضب من تصرفي قال لي " إن كان المرض على وصفك قوي قلب وزارها صير انت اللطف وزورها مرضها ماهو عيب لكن العيب فيك انت لو بتتركها عشانه" وفعلًا كلمت ابوي واقنعناه انا والفهد وتزوجتها صحيح إن أمي كانت رافضه لكنها كانت تحبها وترحمها من اللي فيها اقناعها ما كان صعب اللي صعب كان من حملت بفاتن كنت بين نارين نار حبي لها ونار كيف أحميها الدكتورة طلبت انها تبقى بالمستشفى عشان يراقبون انفعالاتها وبقت خمس شهور بالمستشفى بدون ما يزورها الصرع وهذا الحمدلله من فضل ربي طلبت تطلع من المستشفى وما رديت لها طلب وكنت مرتاح من شفتها فعلًا قدرت تبعد نفسها عن الانفعالات طلعتها من المستشفى على مسؤوليتي ونصحتني الدكتورة أو بالأحرى حذرتني من تدخل الشهر الثامن ارجعها المستشفى وبتلنا يا سعود نعد الشهور وانا مرتاح اشوفها مرتاحة وبنتي ببطنها لين وصلت الشهر الثامن قلت لها يلا نرجع المستشفى ورفضت قالت لي انها بخير هينا لكن انا كنت خايف خايف عليها وعلى بنتي رفضت وأجبرتها تلبس وتجيب شنطتها ونروح المستشفى وكان طريق المستشفى محفوف بالصمت منها ومني هي زعلانة مني وانا قاصر الزعل لكن اللي ما حسبت حسابه ان زعلها سبب لها ألم زرع فيها الخوف وما عاد قدرت اسيطر عليها وأحميها من صرعها ولا أسيطر على السيارة وأحمي الكل كنت أحاول أمنعها من انها تضرب بطنها من شدة الألم لين انحرفت السيارة فينا وما لقيت نفسي الا بالمستشفى والدكتورة تخبرني انها ماتت بالحادث وخلفت لي بنتي ومعها هالكرسي المذكور وصح نسيت ضرباتها لبطنها بالشكل المتتالي اثرت على رأس بنتي وكانت الدكتورة تقول لي انها بأي وقت ممكن تطلع أعراض الضرب عليها وفعلًا ما كملت فاتن العشر الا وعيونها انعمت اثر ضرب أمها وعشت مع هالألم للحين ولنهاية عمري
سعود ربت على كتفه بمواساة: كله على أجر يا عزّام سبحان من يأجرنا على أوجاعنا الله يرحم أم فاتن ويخلي لك فاتن
قاطعه عزّام: ويغفر لي يا سعود يغفر لي ان كانت تشوفني ظالم لها
سعود باستغراب: ليه تشوفك ظالم عشانك تزوجت أمها!
عزّام بنفي: لا عشاني زوجتها بدون علمها خفت عليها يا سعود خفت يلحقها ضيم بعد عيني من يحميها
سعود بصدمة: رحت زوجتها بدون علمها!!
عزّام هزّ رأسه بتأكيد: زوجتها رايد لأنه أكثر واحد قايم فيني وانا داري انه بيقوم فيها
سعود اللي تلخبطت معلوماته وهو يحسبه قايد اللي حبه من أول ما شافه وأول ما لفظ صارم حكمه انه يختار زوج لمشاعر كان قد اختار قايد: ان شاء الله انه قدها انا كان ممكن أكون مكانك واخترته لبنتي
عزّام اللي تذكر الموقف: لا اللي انت اخترته قايد زوج بنتي رايد اخوه التؤام
سعود رفع حاجبه بعدم اعجاب: اللي كان يصب القهوة بالملكة؟
عزّام هز رأسه بتأكيد
سعود بصدمة: عليك الله ما لقيت إلا هو ثرثار ما يمسك لسانه
عزّام قاطعه بحمية: رجال بالمواقف يعجبك وان شاء الله انه ماهو ضايمها لو يموت لكني أخاف عليها من نسمة الهواء بنتي حسّاسة وبتبقى بنفسها انها ما اختارت مثل كل البنات يكفي عقدة النقص اللي عندها والسبب انها عمياء وورثت الصرع عن أمها لكن الحمدلله انها أقوى من أمها واثره عليها أخف وحتى بصرها فيه أمل كبير يردّ لها لكنها رافضة العملية وانا ما اقدر أرد لها طلب
سعود بحكمة : غلطتك يا عزّام ما طلعتها من جناحك وعطيتها حرية الطيران من كلامك ان البنت انت المتحكم بقراراتها ما قد عطيتها الحرية تختار حياتها كيف بتعيشها علّمها الحيرة حيرّها وخلها تختار نظرها بنتك تعودت تكون تحت حمّاك وماهي بعازة نظرها ابعد وخلها تحتاجه خلها تحاول تطير عن مدى وفكرة النقص اللي هي فيه انا يا عزّام الله عطاني من البخت بنتين بنتي الكبيرة مشاعر شخصيتها قوية ان اختارت محد قادر يقول لها لا وانا تارك لها كل الاختيارات ليه لأني واثق انها فكرت بعقلها مليون مرة قبل تقرر أما بنتي الثانية وروحي فهي أرق من الريش بنت العاطفة والحب تسرقها الأحلام الوردية من العقل والمنطق وش كان حلي لها حببتها بالقانون والحقوق وخليتها محامية ليه عشان تتعلم توزن بين عاطفتها ومنطقها وهذا خطأك يا عزّام مع بنتك صارحها وقول لها انها صارت متزوجة حسسها بالنقص اشرح لها الألوان والحياة واختم بكلامك يا ليتك تشوفين اللي أشوفه حسسها انك مو متعايش مع الوضع عشان تجبر نفسها تتغير اعتبرها نصيحة مني انت الفرق وانت التغيير اللي تبيه لبنتك
عزّام بتفكير: هي صارت تدري عن انها متزوجة رايد بس ما زالت على رأيها ضد العملية
سعود : سو اللي قلت لك عليه حسسها بالسواد اللي هي تعيشه وتطلعها من عالمها النقص وخلها تستشعر عالم الكمال وترغب فيه
عزّام ابتسم بامتنان : ما تقصر يا سعود
سعود وقف وهو يشوف ساعته: تأخرت على رمّاح ينتظرني وما علمته إني هينا عن أذنك
عزّام لم الصور اللي بحضنه : يعطيك العافية ما تقصر يا سعود
سعود اللي غاب باله عن كلام عزّام وهو يشوف الحشرة الموجودة بالعشب وقريبة من عزّام نطق بتهدئة: مكانك يا عزّام لا تتحرك
اقترب بخفة وسرعة وهو ناوي يذبح الحشرة اللي لمحها عزّام ومن غير ما يحس وقف على حيله وسط صدمة سعود ورمّاح اللي وصل هينا وهو يدور على سعود
-جناح جسّار
صحى من النوم وهو يحس بإرهاق لكنه تروش عشان يصحصح وقف عند التسريحة يتعطر وهو يشم عطر مشاعر اللي انتشر بالغرفة تذكر فروتها واخذها بيده ومرّ على نجد قاصد يصحيها دخل غرفتها بخفة وهو يشوفها محتضنة سريرها وغافية بعمق
جسّار بحب: نجدي
نجد ما ردت عليه بفعل النوم رجع كرر اسمها بصوت أعلى ووصله الرد
نجد بنعاس: صحيت يا بابا
جسّار باس خدودها بشكل سريع: يلا يا بابا قومي فرشي اسنانك وتجهزي عشان أوديك لدان
نجد قامت وتلفتت : وين ماما مشاعر
جسّار ابتسم لها: بجناح أمي خلصي بسرعة ونمرّ عليها
راحت نجد دورة المياه واستغل الفرصة جسّار وهو يقرب الفرو لأنفه والريحة اللي داهمته طول الليل ما قدر يفسرها خليط من ياسمين وريحة قوية معطيها عطرها ثبات لكنه ما قدر يخمنها ابعد الفروة وهو يسمع صوت الباب وخروج نجد
جسّار بحب يلا بدلي واطلعي لي الصالة اسوي شعرك
نجد برفض: لا ماما مشاعر تسويه
جسّار رفع كفوفه باستسلام: اللي تأمر فيه نجد
طلع تاركها دقيقتين حتى لحقته بحماس وتوجهوا لجناح نوره اللي كانت طالعه من الجناح
جسّار توجه لها بحب وباس رأسها: يصبح نورنا بخير
نوره بحب: يصبحك بالنور ومسرّاته كيف أصبحتوا
نجد بتكرار بعد ما ناظرها جسّار ينتظرها ردّها: أصبحنا كما أمسينا بخير ونعمة والحمدلله
جسّار عفس شعرها بحركة سريعة : يا زين الشاطرين اللي يحفظون
وجه كلامه لأمه باستفسار: صحت مشاعر؟
نوره بصدق: لا والله نايمة بالعميق وما قويت أصحيها خل نجد تصحيها وانزل افطر
جسّار ابتسم لأمه: ابشري يا أحن قلب
نوره بحب همست له : عامك الجديد أسعد من اللي راح يارب
جسّار ابتسم مجاملة ابتسامة حزن صحى منها على نجد اللي تسحب يده بحماس
جسّار : طيب طيب يا بابا يلا
دخلوا جناح نوره بخفة واستغل نومها وهو يترك فروتها على السرير وتكتف عند الباب وفرصته يراقب ملامحها تارك لنجد التدخل إنها تصحيها
نجد اللي توجهت للسرير : بابا صعدني
جسّار توجه لنجد وشالها وحطها على السرير وهو يراقب هالة الحسن النايمة ابتعد بخفة من حس فيها ترمش نتيجة انزعاجها من نجد
نجد بحب: صباح الخير ماما مشاعر
مشاعر اللي حاولت تصحصح ابتسمت لها: صباح النور حبيبتي وش جابك
نجد ابتسمت: عشان اصحيك وتسوين شعري بابا جابني
جسّار بعد ما شاف نظرتها انتقلت له نطق بشبح ابتسامة: صباح الخير يا مشاعر
مشاعر لفت على نجد وطنشت جسّار اللي جات العاملة تناديه
العاملة بعد ما دقت الباب اللي كان مفتوح اصلًا وجسّار واقف عنده: بابا جسّار فيه ضيف تحت يبيك
جسّار هز رأسه مستغرب مين اللي يجي من الصباح: طيب
نزل تحت وهو يشوف شخص معطيه ظهره وواقف
جسّار نطق بجهورية: حيّاك الله
لف عليه الوجه اللي ما كان مألوف له ابدًا: الله يحييك يا جسّار الفهد
جسّار رفع حاجبه باستغراب لهالشخص اللي يعرفه بالاسم : سم وش حاجتك
الرجال نطق باستفسار: شكلك ما عرفت من انا
جسّار بتأكيد رجع يطالع فيه: لا والله اعذرني ما عرفت
الرجال بتردد: انا سامي الراشد
قاطعت حديثهم الخادمة اللي دخلت بشكل سريع : ماما هبة يجي
قد يعجبك ايضا