رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة سحاب

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة سحاب

الجزء الخامس والثلاثون

*

*

كسرة الظهر والطعون ما تجي بالتساوي

تجرح الضماير والدموع توقعها

لا تحسب ان نصيبي بالهوى صفى لي

لكن الخيرة من رب العباد توقعها

*

*

انقطع الصوت من الجوال وانقطع معه نفس رعود اللي جمد قلبه من الخوف وهو يسمع انقطاع الخط وما يقدر يركض له يساعده وهو بالشرقية اول ما انقطع الخط وصله اتصال شمايل

رفع الاتصال بجمود : نعم

شمايل بخوف : ولدي وينه يا رعود

رعود اللي ما كان منه رد غير انه يقطع الاتصال ويتواصل مع مكتب الاستخبارات اللي بالشرقية عشان يقومون بالإجراءات اللازمة

رعود بهمس لنفسه : لا تطيح لهم يا برقي

-عند البارق

قبل دقايق كان منتبه للي يمشون وراه بالحيّ قبل يركب سيارته وبحركة سريعة اتصل على رعود يخبره باللي عرفه قبل يوصلون له لكن كانوا أسرع منه اول ما وصل لباب السيارة وهو يكلم رعود هجموا عليه ثلاث شباب بعد ما سحبوا الجوال

البارق بسخرية : ما دريت بيجوني ثلاثة كنت شايف واحد فيكم وهذي نقطة تنحسب لكم

واحد من الرجال: بلغ ابوك كثير السلام وقول له لا يكلف ولد امس بمهمات مثل كذا ولا يجيه خبره

البارق بنفس السخرية : بلغ ساري النذل انه لو رحت انا وراه رعود يجيب اجله

ومن هينا تلقى الضربات الأولى اللي كانت بوسط وجهه لكنه صدها وهو يضحك

البارق بضحكة : ثلاثة ويضربني واحد!!

تجمعوا الثلاثة بغضب من البارق وهم يضربونه ضربات متتالية حاول يتفاداها وابعد عنهم بمهارة وهو يضحك لكن اللي ما حسب حسابه هو الشخص الرابع اللي تقدم له من الخلف بضربة قوية على نهاية عنقه كانت سبب بسقوطه بألم وتجمع الثلاثة عليه وكانت ضرباتهم مسلطة على ظهره وعنقه حاول يقاومهم لكنه كل ما زاد مقاومة كلما زادوا بضربهم له سمع صوت السيارات الجاية وانتبه لكونهم بيهربون تمسك بقدم اقرب شخص له وهو يسحبه للأرض يمنعه من الهرب ورى الثلاثة وهو متأكد إن ابوه تصرف ضرب صدر الرجال بكوعه بكامل قوته اللي ما تبقى منها الا القليل وأول ما لمح الأشخاص اللي يتقدمون له وهم ينطقون باسمه ترك الشخص وترك نفسه للظلام وارتخى

قائد رجال الاستخبارات : خذوا البارق لأقرب مستشفى وخذوا هذا للمركز

واحد من الفريق : سم طال عمرك

رفع القائد جواله وهو يشوف اسم رعود ظهرت ملامح الاستياء على وجهه من حالة البارق ورد : آلو

رعود بحسرة : البارق وينه

قائد الاستخبارات الشرقية: ارتاح حضرة الفريق البارق معنا بس بننقله للمستشفى

رعود فزّ من مكانه : مستشفى!!

قائد الاستخبارات بتوضيح: ان شاء الله انه بخير تكاثروا عليه لكنه قدر يمسك لنا واحد فيهم قبل يفقد وعيه

رعود بفخر وحسرة نفس الوقت : البارق ما يطيح انتبهوا له

قائد الاستخبارت : نقلناه للمستشفى وراح أوافيك بكل الاخبار

رعود : طمني لين اجي الشرقية

قائد الاستخبارات : ابشر

رعود تذكر: شفت الخسيس اللي مسكه البارق لا تلمسونه انا جاي بنفسي احقق معه

قائد الاستخبارات : تم

رعود سكر الجوال تنفس بعمق يكفيه يكفيه انه عايش وبخير وبيد الاستخبارات ماهو بيدهم الباقي سهل

اخذ جواله واتصل على شمايل اللي وصله ردها السريع

شمايل بغضب: لو صار لولدي شيء يا رعود وما علمتني فيه يا ويلك

رعود بهدوء: اهدي البارق ما يطيح يا شمايل انا رايح له الشرقية

شمايل بخوف: وشلون ما يطيح وانت بتروح له

رعود بهدوء: ان شاء الله انه بخير بروح اتطمن عليه واطمنك

شمايل بغضب: بجي معك يا رعود

رعود برفض: ماهو على كيفي ولا كيفك بس بطمنك اول بأول الحين لازم اسكر والحق على الطيارة

سكر الجوال بدون ما يسمع ردها وهو يكرر بقلبه ادعية لوحيده البارق توجه للطيارة الخاصة وطار للشرقية وللبارق

-بيت راجح

بالتحديد المجلس اللي موجودين فيه مشاعر وجسّار

جسّار بملل نطق : ها يا مشاعر ما فكرتي؟

مشاعر اخذت نفس: خلاص موافقة بس بشرط

جسّار ابتسم : اشرطي

مشاعر بجدية : راح أكون بغرفة نجد إلى ان يتم الزواج بشكل كامل

جسّار اتسعت ابتسامته : ابشري حقك اكلم جدي؟

مشاعر سكتت دلالة الرضا خرج جسّار برضا متوجه لجده بعد ما فضى البيت من الكل

جسّار دخل المجلس بهدوء: جدي

راجح اللي كان يتابع التلفزيون بصمت : نعم يا جسّار

جسّار بمزح : افا الخاطر ضيق

راجح كتم ابتسامته : خاطري زين بس الناس خاطرهم وسيع مثل ابتسامتهم وش تبي يا جسّار

جسّار ابتسم : خاطري وسيع لكن ناقصه شيء واحد يابو سعود ما غيرك يساعدني فيه

راجح ابتسم : هات السلطة اللي على الطاولة واجلس قول وش عندك قبل يجي سعود

جسّار ضحك بخفة : يا فاهمني

جاب صحن السلطة وسحب الطاولة وجلس مقابل جده : طلبي هو اني ابي اخذ مشاعر معي انت لحالك بالبيت ماراح تقدر تسيطر على الوضع بأخذ معي مشاعر وشغف

راجح برضا : مشاعر زوجتك ما اقدر امنعك بس شغف خلها عندي يا جسّار

جسّار برفض: بس يا جدي

راجح بمزح : وش ناوي عليه يا ولد الفهد بتاخذ مني عيوني الثنتين خذ وحده تكفيك

جسّار ابتسم : ولد الفهد طامع بكرمك

راجح بابتسامة: لا تطمع كثير يابو نجد وخل شغف لي دامكم خذيتوا المشاعر والروح خلوا لي الشغف عشان أعيش

جسّار ضحك : روحك عندك يا جدي بس نبي المشاعر والشغف

راجح برفض: محد يعيش بدون شغف يا ابوي خذ المشاعر تزين لك حياتك وخل الشغف ولا تخاف تراها بعيوني

جسّار برضا وفضول بنفس الوقت : الا صحيح يا جدي مين اللي سماهم بالاسماء هذي

راجح ابتسم للذكرى : ان قلت انا تصدقني؟

جسّار ضحك : لا شوف غيرها

راجح ضحك معه : سعود هو اللي سماهم

جسّار باستغراب: تقوله صادق ولا تمزح معي

راجح بجدية : لا صادق سعود اللي سماهم كلهم بحس الشاعر اللي عنده جات مشاعر اول فرحة وسماها مشاعر عشان يقولون له أبو مشاعر أما روح سعود عشانها جات وبجيتها توفت أمها سماها روح والشغف سماها بالاسم هذا وما اعرف السبب للآن

جسّار باعجاب: يعني خالي سعود شاعر

راجح بتأكيد : وأبو مشاعر

جسّار : اجل كلم لنا بو مشاعر الشاعر واقنعه بالموضوع واخلي لك الشغف امانة

راجح اللي لمح سعود اشر للباب : الطيب عند ذكره

سعود رفع حاجب : وانا اشوف اذني تضرب طبول اثركم تتكلمون من وراي

جسّار بصدق: ما قلنا الا كل خير بس عندي طلب يا خالي وماهو انا اللي بطلبه لأنك ما تطيقني جدي بيطلبك

سعود بصدق جلس جنب ابوه على الكنب مقابل جسّار اللي جالس على الطاولة : ما فيه أي سبب يخليني اكرهك وانت وحيد النور انا ما اكرهك يا جسّار لكن كاره تصرفاتك الطايشة

جسّار رفع حاجبه : ما تكرهني وانت الودّ ودك ما تزوجت مشاعر من رد فعلك على ملكتنا والعكس مع رمّاح

سعود بصدق: لأني مانيب موافق على زواجكم لأنك طايش واحكامك سريعة وما ابي مشاعر تنكسر مرتين واصدقك القول خايف عليها من الشيء هذا ترى مشاعر بقدر قوتها تلقى رقتها

جسّار تذكر خوفها وخجلها : اوعدك يابو مشاعر أحكامي ما تطول مشاعر بأذى وان كان وصار لك الحق تسوي اللي تبيه

سعود رفع اكتافه : السهم انطلق وماله رجعة رضيت او لا لكن أتمنى انك تسعدها يا جسّار وقتها باخذ وعدك على محمل الجد

راجح بضحكة : بيسعدها بيسعدها دامها اسعدته والابتسامة مزروعة بوجهه من جاء بس نفذ طلبه يا سعود

سعود اتكى على الكنب : اطلب يابو نجد وان شاء الله ننفذ

جسّار بابتسامة : وش قولك لو خذيت مشاعر

سعود برفض مبطن : محد له غنى عن مشاعر

راجح اللي فهم رفض سعود : يا سعود كذا ولا كذا زوجته ولو يبي ياخذها بياخذها لو بالمحاكم

جسّار برفض: لا حشى دام زواجي ماهو برضا خالي ابي طلعتها معاي برضاه

سعود بسخرية : توك تقول وتوعدني قراراتك المتسرعة ما تطولها من ملكة لين انك تبي الزواج بعد أسبوعين والحين بتأخذها اليوم لعب أطفال هو يا جسّار؟ ما هو من حقك ابسط حقوقها يكون لها زواج مثلها مثل اختها

جسّار : اذا على الزواج والله لا اسوي لها زواج بس انا بوجهك يا خالي تسمح لي هالمرة اخذها ولك مني وعد أسبوعين بالضبط واسوي لها الزواج اللي تبيه

سعود فهم انه حماية لها : الرأي رأيها اسألها وارد لك خبر

جسّار ابتسم : تمام انتظرك

سعود هز رأسه وتوجه لداخل البيت وهو ينادي مشاعر

مشاعر جات له بشكل سريع : سم يبه

سعود بابتسامة: سلمتي يا وجه الخير عندي معك موضوع تبين قدام الملاقيف ولا لحالنا

مشاعر اللي فهمت لكن مثلت الغباء: براحتك يبه

سعود بضحكة : عينك على وجيهم حتى لو خذيتك السطح بيجون يتسمعون

مشاعر ضحكت على انسجامهم مع الموضوع : انا أقول نطلع نتمشى برى وتكلمني باللي تبي

شغف بحماس: لا والله رجلي على رجلكم

سعود ضحك بخفة : أقول مشاعري لا نفلقهم من الفضول شوفي روح كيف قلبها يأكلها وتعرف

مشاعر ضحكت : وش الموضوع

سعود اخذ نفس : جسّار وده تروحين معه لكن الزواج على ما تحدد بعد أسبوعين لكن من باب الحرص لا أكثر وش قلتي موافقة ولا لا ترى الموضوع كله بيدك ان ما تبين خلاص ينتظر واذا موافقة ابد هذا رأيك

مشاعر بصدق: انت وش قولك يبه

سعود بصدق : ان جينا للصدق روحتك معه مأمن لكن ما ودي اكسر فرحتك حقك تفرحين بزواجك مثلك مثل روح

مشاعر قاطعته : اذا على فرحة الزواج يبه عادي مو مهم

سعود بتأكيد : بس تراه بيسوي لك زواج بعد أسبوعين على اتفاقنا بس مبدئيًا بيأخذك معه لين نشوف قصة الطلق الناري

مشاعر ابتسمت : خلاص اللي تشوفه

سعود قرب منها وباس رأسها : والله ان دنياي أظلمت قبل البيت لكن عساك سعيدة يا قلب ابوك

شغف بمزح : اذا هي قلبك وهذي روحك انا وش اصير ها ؟

سعود ابتسم : شغف الروح وبهجة القلب انتي

شغف ابتسمت بثقة : حسبالي بعد

سعود ابتسم وباس رأسها: تجهزي يا مشاعر انا اللي بوديك

مشاعر هزت رأسها وصعدت لغرفتها ولحقوها روح وشغف

روح باستغراب دخلت الغرفة : من جدك خلاص بتروحين مع جسّار

شغف بغمزة: اخذ القلب

مشاعر لفت عليهم باستفسار: ما عندكم شغل الا انا انتوا؟

روح باستغراب تكتفت: ما تحسين انه قرار مهم مثل كذا مفروض ما تأخذينه بشكل مفاجئ

مشاعر بجدية : طالما اني اخذت قرار اني اشاركه الحياة ما يفرق التوقيت الآن او بعدين

شغف بفرحة : الله يسعدكم يارب وتجيبون بيبي كتكوت مثل نجد

روح ابتسمت بفرحة لأختها يكفي انها مقتنعة بقرارها: يا روحي انتي الله يجعلك قرة عين له ويجعله قرة عين لك انتبهي لنفسك زين ولا تنسينا

مشاعر بابتسامة : مافيه مجال انساكم حتى لو نسيتكم بتجون تناشبوني

-بيت عزّام

فاتن بفقدان أمل نطقت: رايد

رايد اللي دخل الصالة من غير ما تنتبه له وسدّ فمها بسرعة : اهدي ولا تطلعين صوت بوريك حاجة

فاتن هدت من خوفها شوي ورفعت رأسها لرايد اللي ساكن وراها بالضبط ويده مثبتتها من وسطها واليد الثانية على فمها مانعتها من انها تصرخ

رايد بهدوء : بفكك بس لا تتكلمين

فاتن هزت رأسها بموافقة تركها رايد لكنه مسكها يدها وهو يسحبها وراه للحديقة الخارجية

رايد بتوضيح : ابوك هينا بس عنده مكالمة مهمة ابيك تسمعينها زين وعلى أساس تأخذين قرار

فاتن ما ردت عليه وهي تسمع صوت ابوها اللي يكلم بالجوال بصوت خافت

عزّام بهدوء: ما اقدر الألم يغزي جسمي يا دكتور

رجع من جديد يشرح: فجأة يا دكتور احس بألم من ظهري لرجولي ما ادري هو من العلاج الطبيعي اللي بديته او اني بديت احس برجولي اخيرًا

اكمل كلامه مع الدكتور: بس يا دكتور انا لو ابي امشي بمشي عشان بنتي ما ابيها تشيل همي يا دكتور هي مالها غيري

رايد اللي انتبه لدموع فاتن اللي بدت تغزي وجهها نطق بهمس: يا حبك للدموع

شدّ يدها وهو يرجعها البيت ووقف قدامها : والحين يا فاتن مانيب متكلم وأقول انتي وانا لأني عرفت رأيك بالموضوع بتكلم عن شيء واحد بس شفتي بعينك كيف ابوك يجاهد عشان يمشي عشانك انتي مع انه إمكانية انه يرجع يمشي ضعيفة جدًا وانتي يا فاتن وش تنتظرين عشان عمليتك نسبة نجاحها جيدة جدًا ليه ما تخطين الخطوة هذي

فاتن بتردد : لو خطيتها تساعدني؟ توقف معي؟ لو ما نجحت لو كسرت حلم ثاني وش بيصير

رايد بصدق وضيق من صدّها له من اخر كلام لهم : لو لمست فتيل قبول منك لي والله لا اشعل لك من ضيق الأيام سعة ولو انكسر لك حلم اجيب لك حلم بلاستيكي ما ينكسر بس لا تبكين ولا تكسرين عمي فيك وتأكدي انه اكيد بيوقف معك بكل الأحوال والاحتمالات بس جربي

فاتن بتردد صدت بوجهها تداري خجلها عن عيونه : بس انت ما سمعت كلامي وحكمت علي

رايد ضحك بسخرية : صدّك الحين أكبر دليل يا فاتن مثل ما تدارين أحلامك عشان ما تنكسر انا عندي قلب بعد وما ابيه ينكسر

فاتن بقهر عجزت لا تشرح له انها تقبلت الموضوع لكنه يفهم تصرفاتها عكس بالمطبخ بينما هي تحاول ترتب كلامها وتشرح له اعتبره صد والحين لما دارت خجلها اعتبره صد هي ماهي جريئة مثله ابدًا لكن لازم تتصرف رجعت لنفس مكانها اللي كانت فيه وهالمرة كانت مقابلته وسط صمت رايد النادر الشاهد على تعابير وجهها وسرعة أنفاسها بذهول

رايد اللي نطق اخيرًا: فيك شيء؟

فاتن اطلقت كلامها السريع من غير ترتيب : ما تعطيني فرصة أتكلم وتعتبره جفول مني بعد ما اقنعت نفسي انك فرصتي للنجاة من سوداوية ايامي ورتابتها تبي تنسحب الحين تبي تقول اني صديتك تبي تقول ان احلامي صعبه تصير تفضل انسحب واطلع من حياتي واهديني جرح يا رايد عطني لقب جديد ينضاف لحياتي بعد العميا والمضطربة عطني لقب مطلقة تفضل يلا فرصتك انك تهرب من عرض ابوي قول فاتن ما تبيني

رايد قرب لها بشكل سريع يمنعها من الانفعال اكثر سحب كفوفها المرتعشة داخل كفوفه : اشش اهدي ونتكلم

فاتن برفض : اترك يدي واطلع يا رايد

رايد بهدوء: ماهو على كيفك هالمره يا فاتن اهدي اول

فاتن حاولت تسحب كفوفها من كفوفه لكنها حست بانتفاخ يده من اثر الحرارة فتحت يده بصعوبة وهي تمرر سبابتها على الانتفاخ اللي براحة يده وباستغراب: وش هذا

رايد بهدوء ابتسم : هذا اللي طلعت من المطبخ عشانه حطيت يدي على الفرن من غير ما ادري

فاتن عقدت حواجبها : اجلس هينا

تركته وراحت المطبخ تدور على مرهم الحروق لكن ذاكرتها ما ساعدتها خاصة انه استعماله نادر

سحبها رايد من قدام الصيدلية وهو يعطيها مرهم الحروق : تفضلي المرهم لو كانت هذي نيتك اما لو نيتك ثانية علميني

فاتن اخذت المرهم وهي توزعه على كفه : كيف حطيت يدك على الفرن

رايد بمزح : يبدو لي اني بشكر الفرن والمطبخ والصيدلية

فاتن بقهر: ما تنتبه الله عطاك عيون عشان تشوف

رايد ضحك : اتركي عيوني بحالهم كانوا معذورين وخلينا نتكلم بهدوء وقولي كل اللي بقلبك مهمتي اليوم اسمعك تفضلي

فاتن بقهر: قلت كل اللي عندي ومره ثانية لا تسحب يدي عشان تسكتني ماراح اسكت

رايد ابتسم : بسيطة نشوف طرق ثانية فعّالة أكثر بس بالنسبة لكلامك يا فاتن اسمعي كلامي الحين يشهد الله اني من وقعت على عقد الزواج ما فكرت اني أبطله ولا بأي شكل من الاشكال لا طلاق ولا غيره بدون لا اعرف عنك ولا اشوفك ما اعرف الا انك بنت عمي كيف الحين بعد ما صرت قيد الفتنة تقولين انها فرصتي اهرب؟ اذا تشوفين نفسك مصيبة او قيد انا راضي والله العظيم وانتي اللي كثيرة علي ماهو العكس مافيه احد بحياتنا كامل كل واحد لابد فيه نقص يا فاتن وانتي نقصك كان رحمة الله بعباده انتي لحالك كذا فتنة كيف لا صرتي تشوفين ما عادك الا الكمال بعينه وعلمه وان كانك تشوفين اقناعي لك انك تسوين العملية لأني مانيب راضي فيك لا والله ماهو كذا لكن ما ودك تفرحين أبوك اللي يبذل فوق جهده عشان يفرحك؟ ما ودك انك تشوفين محاولاته عشانك ما ودك تشوفين الناس والدنيا ليه حارمه نفسك وعندك الحلول

فاتن بصدق: أخاف أخاف مره يا رايد انا عايشه وانا عندي امل انه بيجي اليوم اللي اشوف فيه وهالأمل كفيل انه يرضيني بحالتي هذي لكنه امل وبس ما ودي اسوي عملية وما تنجح واخسر حتى الامل هذا

رايد سحب كفه من كفها اللي دهنته بمرهم الحروق ومسك كفها بيده السليمة : وان راح أمل يا فاتن وش المشكلة نزرع أمل من جديد ونحاول مرة مرتين ثلاث أربع لابد للأمل يتحقق ربك كريم وان انكسرتي مالك الا اللي يسندك لين تشوفين وتورين كل العالم اللي حكوا فيك انه الكمال لله والفتنة لك وانه محد ناقص غير عقولهم المريضة اللي تشمت بأقدار الله لكن خلنا نشوف يا فاتن ان فتحتي عينك بترضين فيني ولا بتكبر أحلامك

فاتن ابتسمت لكلامه : اذكرك وانت صغير قبل الله يأخذ بصري كنت المختلف بين اخوانك كانوا كلهم طوال مره بس انت لا

قاطعها رايد بمزح : بدينا بالغلط قامت تطلع عيوبي وانا امدحها

فاتن بصدق: مو كذا بس هذا اللي اذكره بالعكس كنت اقدر اميزك بينهم هم اثنينهم نسخة

رايد بمزح : من يومي مميز ما علينا من ذاكرة الطفولة نبي ذاكرة الشباب متى تبين احجز لك

فاتن بتردد : لا تستعجل خلني اتجهز نفسيًا للخطة هذي

رايد ابتسم : تمام بس بشرط ما تكنسلينها

فاتن هزت رأسها برضى: شكرًا رايد

رايد باس يدها القريبة ليده : ما بيننا شكر بروح اشوف عمي اللي سحب على عشاك اللي حرق يدي

فاتن سكتت تحت شعور اللحظة وابتسامة رايد اللي هم بالخروج لعزّام اللي ما زال بالحديقة لكن انتهت مكالمته

رايد بجهورية : وش عنده عمي هينا

عزّام براحة : ابد اشم هواء ربي

رايد سحب كرسيه بهدوء لداخل البيت : شمه بعدين فاتن جهزت عشاك تعشى واوديك غرفتك تنام بدال الهواجيس

عزّام ابتسم : شورك وهداية الله

-عند شمايل

كانت تدور البيت وبقلبها كل الخوف على وحيدها كانت دقيقة تبكي ودقيقة تدعي وصلها اتصال ورفعت الجوال بسرعة لعله يكون خبر عن البارق يطمن قلبها

سحر بشماته : يقولون وحيدك مات

شمايل بقهر عرفت صوتها : عسى يومك قبل يومه

سحر بنفس النبرة الشامتة : شفتي يوم حرمتيني من شوفة بنتي ربي حرمك من شوفة ولدك كذا الدنيا يا شمايل

شمايل بحرّة أم : جعلك تموتين ما شفتيها ولا رضت عنك لأنك ما تستاهلين تكونين أم

سحر بتشفي : فرصتك الأخيرة يا شمايل ابي اشوف بنتي

شمايل بحرّة أم نطقت : انا ادري لو الامر بيد البارق ما خلاك تشوفينها ولو كلامك صح وولدي -سكتت خانقتها العبرة – ماراح أكون سبب انك تشوفين بنتك فهمتي ولا عاد تتصلين على هالرقم

سكرت من الجوال وهي تبكي بشكل هستيري بتفكير لو طلع كلام سحر صح والبارق مات

-عند رعود اللي وصل للشرقية ونزل للمستشفى العسكري اللي موجود فيه البارق دخل بشكل مستعجل متوجه للممر اللي اشر له عليه موظف الاستقبال وحشود العساكر يتبعونه

رعود اللي لمح الدكتور توجه له : دكتور وش فيه البارق

الدكتور بتأسف : الضرب كان موجه بشكل عنيف على العمود الفقري وأعصاب الرقبة والواضح انه قاومهم كثير والآن ردة فعل الجسم دخلته غيبوبة مؤقتة بس ما اقدر احدد لك المدة ناهيك عن بعض الكسور

رعود باستفسار مرعب : بيعيش؟

الدكتور بتأكيد : بإذن الله بيعيش حياته ما عليها خطر ابدًا تشبع الاكسجين ومستوى الدم بجسمه كويس لكن خوفنا كله من مدة الغيبوبة انها تطول وتسبب لنا مشاكل كثيرة وبعد ما يصحى من الغيبوبة راح نقدر نحدد تأثره من الضرب ونعالجه بمشيئة الله ما يشوف شر ان شاء الله

رعود براحة حمد الله بقلبه : اقدر انقله للرياض صح ؟

الدكتور برفض: لا صعب كثير وجسمه للآن ما تشافى من الكسور والرضوض وما نبي نحرك عظامه كثير نخليه شهر ولو ما استجد شيء تقدر تنقله للرياض

رعود بصدمة: شهر!!

الدكتور بمهنية : طبعًا شهر هذا للكسور اما الغيبوبة ما اقدر احدد لك اكثر او اقل هذا الشيء راجع لمقاومة جسمه

رعود بتردد من السؤال: وش المشاكل اللي ممكن نواجهها لو صحى من الغيبوبة

الدكتور بصراحة : مشاكل بالعمود الفقري او الاعصاب ممكن لا سمح الله شلل نصفي أو كلي ممكن فقدان للذاكرة أشياء كثيرة ممكن وممكن يكون ما تأثر بولا شيء منها هذا كله نحدده لو صحى من الغيبوبة ان شاء الله

رعود بجمود: اقدر اشوفه؟

الدكتور: طبعًا تفضل لكن الزيارات بتكون محدودة شخصين بالكثير بس

رعود هز رأسه ودخل الغرفة اللي موجود فيها البارق الشاحب

رعود اقترب منه بحذر ترك يده على ذراع البارق خايف لا يوجعه : أوجعوك يا ابوي ؟ زادوا نيراني فيك ؟ واريتك عنهم سنين طويلة لا يوصلونك لا يطولونك ويوجعوني فيك لكنهم يا يبه وصلوك بس ما عرفوا من البارق لا تخاف يا ابوي ما انكسر لك ضلع عبث والله لا اجيب قاصيهم ودانيهم عند رجلينك تسمعني يا يبه بجيبهم لين عندك لكن من هينا لهالوقت اصحى وشيل عني حمل مثل دايم حمل إني اعلم امك بحالك وحالك اوجع رعود كيف ما يوجعها ادري بك يا يبه بتقاوم وتقوم بس لا تطول علينا يبه وخذ مني وعد ما اتعبك كثر ما تعبتك كنت دايم تشكي لأمك اني اصحيك من نومك وما اخليك تنام هذا انا جاي اصحيك قوم واشكيني لها لا تزيد حمولي يا يبه ترى جروحي مكفيتني ذقت الحياة بدون شغف لا تخليني اعيشها بدون نور البارق

اقترب منه باس جبينه بشكل مطول : ما خبت يوم جبتك يالبارق انا اشهد اني ما خبت بروح احقق مع النذل وارجع لك يبه

طلع من غرفة البارق وهو يتمثل بالقوة قدام جنوده لكن يحس بروحه من هشاشتها اخف من ورق الخريف لا هبت الريح وكسرته

طلع من المستشفى وهو يستودع الله البارق وتوجه لمركز الاستخبارات ولغرفة التحقيق تحديدًا

دخل المركز وسط تحية العساكر ومدير الاستخبارات اللي سبق وتواصل معه

مدير الاستخبارت : حياك الله حضرة الفريق اول

رعود بجمود : وين الخسيس اللي مسكتوه

مدير الاستخبارات : حققنا معاه لكنه ملتزم بالصمت

رعود بجمود : وينه

مدير الاستخبارات : تفضل معي ونروح سوا

توجهوا لغرفة التحقيق ونطق رعود قبل يدخل: ابي احقق معه لحالنا

مدير الاستخبارات : طال عمرك ما ينفع

رعود بجمود : انا اتحمل مسؤولية الموضوع

دخل الغرفة تارك مدير الاستخبارات برى وأول ما دخل توجه للشخص الموجود على كرسي الاتهام وصل لخلف الكرسي وضربه بعنف برجله حتى طاح على الأرض

رعود بحدة: انت تدري على مين تطاولت وضربت ؟

داس على ظهره برجله : هينا ضربتوه ؟

شد على رجله اكثر وسط صراخ والم الشخص

رعود ببرود : عندك فرصة وحده انك تنطق وتأكد إنه ما عندك غيرها وماراح اسأل مرة ثانية مين الكلب اللي ماسك رقبتك

سكت وهو يسمع ونين الشخص ببرود: ثلاث ثواني عندك للكلام وبعدها اقدر أقول لك سبق السيف العذل

الشخص بخوف: طال عمرك انا ما ادري انا ولد عمي هو اللي اخذني معاه وما ادري عنهم شيء

رعود رفع رجله لرقبة الشخص وهو يضغط زيادة : كيف أوصل لولد عمك ؟

الشخص بخوف: بعطيك اسمه وعنوانه وكل شيء بس والله مالي ذنب بولا شيء حتى اني ما ضربته

رعود بغضب صرخ بالجندي : خذ منه كل المعلومات واوصلوا للخسيس وجيبوا لي إياه

-عند جسّار بالسيارة كان ينتظر مشاعر وجواله بيده وصلته مكالمة من صارم

جسّار بروقان : هلا بابو الفهد

صارم ابتسم : وينك

جسّار: بيت جدي شوي وجاي

صارم ابتسم : كنا خايفين من رمّاح اثاري رمّاح ثقيل جنبك وش تسوي عندهم للحين

جسّار ابتسم بروقان : جايب مشاعر وجاي

صارم بصدمة : تقوله صادق؟

جسّار بروقان : سالفة طويلة واضطرينا نسرع كل شيء وجايبها البيت

صارم بشك : عشان طلق النار؟

جسّار : ايه

صارم بنفسه " ما تدري ان البلاء عندنا " : وهي راضية ؟

جسّار لمح مشاعر طالعه من البيت ووراها سعود شايل شنطها : كلهم راضيين يبه وجهز نفسك بعد أسبوعين للعرضة عن اذنك الحين

سكر الجوال ونزل من السيارة يأخذ الشنط من سعود لكن سعود رفض وهو يدخلهم السيارة ويهمس لجسّار : انتبه لبنتي زين يا جسّار

جسّار بحرص: بعيوني والله يلا ودعناكم بخير

سعود : الله معاكم

ركب السيارة وهو يشوف مشاعر راكبه ورى : بنت سعود عسى بس ما طلبتي اوبر وجيت انا؟

مشاعر اللي كانت تكابح مشاعرها بعد ما تركت البيت اللي تربت فيه وابوها وأهلها ما ردت على جسّار الواضح انه رايق

جسّار بروقان : بتجين قدام ولا اطلب اوبر ونركب انا وياك ورى

مشاعر بمكابر : جسّار ترى مو رايقه للنقاش ابد

جسّار اللي لمس مشاعر الحزن اللي بصوتها تركها على راحتها : بمشيها هالمرة عشاني رايق

حرّك السيارة لين وصل لفلل آل صارم نطق: وصلنا

مشاعر رفعت رأسها وهي قد شايفه المكان لما جاوا لملكة كايد وأجواد

نزلت من السيارة وهي تشوف صارم طلع من البيت لاستقبالهم

صارم بجهورية : هلا بشيخة آل راجح وحرم جسّار

جسّار برفض: ها يبه اذكر شيخة آل راجح كانت امي وش صار الحين

صارم ضحك : ما اختلفنا عن امك بشيء شيخة آل راجح من قبل ومن بعد بس جات شيخة ثانية وبتجي الثالثة وش نسوي ببنات راجح كلهم شيخات

مشاعر توجهت له باحترام وباست راسه : ما عليك زود يا عمي

صارم بودية باس رأسها : اذا ما تزعلين ودي انك مثل بناتي تقولين لي يبه

مشاعر ابتسمت باحترام : ابشر

صارم بترحيب : حياك الله يا ابوي نورتي بيتك وترى هينا بيوت عيالي كلهم اذا ودك تهربين من جسّار علميني بس

جسّار برفض: أقول يبه تراك جالس تخربها

صارم بجدية: والله محد مخربها الا انت بعدين مثل ما واعدتني العرضة بعد أسبوعين مشاعر بعد تلقاها بعد أسبوعين يعني الله لا يهينك تدخل أغراض بنتي وتتوكل عند رمّاح ببيت الشعر

جسّار برفض: لا يبه متفقين مشاعر بتنام عند نجد بس ما وصلت انك تطردني من البيت لبيت الشعر

صارم موجه كلامه لمشاعر: راضية يبه؟

مشاعر بخجل من تشاورهم بالموضوع : اللي تبيه يبه

صارم ابتسم : حياك الله ادخلي البيت ما عليك من هالمنفوخ انا اتفاهم معاه

مشاعر دخلت البيت وهي متوقعته فاضي لكن ضوى ونوره ولولو كلهم كانوا موجودين

ضوى: يا حيّ الله مشاعر

مشاعر ابتسمت مجاملة : الله يحييك

نوره بترحيب: تعالي يمه اجلسي معنا

مشاعر فتحت غطاها وتوجهت تسلم على لولو اللي كانت ساكته بعدم رضا على فعل جسّار

لولو : أقول مشاعل انتي راضيه على فعلة جسّار

ضوى بضحكة : اسمها مشاعر يمه

لولو بعدم اهتمام : اللي هو

مشاعر بعدم فهم : جسّار تفاهم مع جدي وابوي

لولو بعدم رضا : ماش من رداة الولد والله ولا وش عاجله عليه ما ينتظر هالعشر أيام اللي يسمعه عزابي ماهو متزوج ما كن عنده حرمة وبنت وحرمته شايله ضنا بعد

مشاعر بتوضيح : اللي صار اليوم هو اللي حدّ جسّار على هالقرار

لولو بعدم اقتناع : هماهم يقولون حرامي وشرطة وش الداعي بس يلا الله يوفقكم وش نقول بعد هي قرارات جسّار دايم كذا الله يهديه

ضوى بمحاولة لتزيين الموضوع : الحقيني مشاعر اوريك جناحكم

مشاعر بتوضيح همست لضوى : بروح غرفة نجد

لولو اللي سمعت همسهم : عشتوا وليه ما تروحين جناح زوجك بتنامين بغرفة هالبزر

صارم اللي دخل على اخر كلامهم : انا اللي قايل لها يا اللولو

لف على مشاعر لكنه انصدم حتى انسحب الكلام من لسانه

-عند ساري

ساري اللي كان يدخن : تصرفتوا بالبثر البارق؟

.....: ايه اعتبر امره انتهى

ساري بروقان : هذا جزا اللي ينبش من وراي وبتّال وش سويتوا بموضوعه ؟

....: اعتمد الموقع اللي هو مهندس فيه ومسؤول عنه راح يطيح على اللي فيه بكرة

ساري ضحك بسخرية : ما ابيه يموت ابيه ينسجن بتهمة التسبب بإصابات بالغة للناس اللي يشتغلون تحت امرته صارم جرب يموت ولده وجرب انه الثاني ينشل ابيه يجرب واحد ينسجن بعد أما الأخير سيّاف فأنا مخطط له خطة تذبح صارم من الوريد للور

السادس والثلاثون من هنا 

قد يعجبك ايضا

تعديل المقال