رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الكاتبة سحاب
الجزء الثالث والثلاثون
*
*
عيناكِ لي ومن ابتغى فيهما حبًا
قاتلناه حتى تعود أملاكنا حرّة
*
*
بعد ساعات طويلة بالطيارة المغادرة من برلين للعاصمة الرياض وصل لصالة الوصول وهو يستلم اغراضه ويخرج فار من المطار باحث عن تاكسي ينقله لبيته اللي تركه من أكثر من عشرين سنة فتح جواله بعد ما ثبت الشريحة السعودية اللي اشتراها من المطار ضغط ازرار أكثر رقم حافظه عن ظهر قلب لكنه تراجع وهو يسكر الجوال وينقله لجيبه الأيمن أول ما لمح سيارة التاكسي المتوجهة له ركب التاكسي وهو يوجهه على الطريق وعيونه متعلقة بمباني الرياض وشوارعها الجديدة عليه يخاف انه اخطأ بالعنوان مع كل التجديد هذا تعلقت عيونه على برج المملكة وما حوله من مطاعم ومقاهي وواجهات ترفيهية بأنوارها الوهاجة حتى مع تأخر الوقت ما زالت فيه حياة وبعد ربع ساعة من المسير في شوارع الرياض وصل اخيرًا إلى مجموعة الفلل التابعة لـ آل صارم
نزل واخذ معه أغراضه وتوجه لبيته فتح شنطته الملازمة كفه لأغراضه الشخصية وهو يدور مفتاح البيت ضحك بسخرية بعد ما استوعب انه فعليًا ما عنده مفتاح بيته الحديقة اللي تحاوط الفلل كلها فاضيه ومافيها أي حياة على غير العادة كان يذكر ان بناته وبنات اخوانه دايم يلعبون هينا خرج من جهة البيوت للجهة الخلفية المتواجده فيها مزرعة راجح ابنه الوحيد اللي ما جحده ولا انكره وما زال متواصل معه رن الجرس بشكل متواصل فتح له عامل المزرعة باستغراب
العامل: انتا مين
عسّاف بصوته الحادّ للسمع وتسكنه بحة غريبة : وين راجح
العامل بريبة : بابا راجح يروح بيت يجي صباح
عسّاف ابعده عن الباب وهو يدخل بتعب وتفاصيل المزرعة هذي ما نساها كانت المزرعة هذي له بالشراكة مع اخوه الفهد شروها وزرعوها سوا توجه للغرفة الداخلية وهو يشم ريحة البخور المعتق اللي تذكره ببيته وجمعة الجمعة بمجلس أبوه واخبار السعودية بالراديو و أكثر ذكرى حزينة لهالعود هي خبر موت الفهد انسدح على السرير من غير ما يفتح النور تلحف الجاكيت الثقيل وحط رأسه على كفه بتفكير " جاء دوري افضحك يا ساري الكلب بس انتظر الصبح "
أما العامل اللي ما ارتاح لوجود الغريب اتصل على راجح بشكل متتالي ولكن راجح اللي كان نايم ما انتبه لجواله اللي يرن بشكل متتالي
-بيت عزّام
دخل البيت بعد ما انتهى كلامه مع صارم استغرب وهو يشوف شنط فاتن بالصالة واستغرب اكثر انها ما تنتظره مثل العادة نادى العاملة باستغراب
العاملة : يس سير
عزّام باستغراب : وين فاتن
العاملة : مس فاتن فوق
عزّام وزاد استغرابه لأن غرفة فاتن انتقلت للدور الأول من الوقت اللي صار ما يمشي فيه : ناديها
راحت العاملة تنادي فاتن اللي كانت معتكفة غرفتها في رحلة بكاء حادة
العاملة دقت الباب : مس فاتن سير ينتظر تحت
فاتن مسحت دموعها بعنف: طيب
تركت فراشها ووقفت وهي تمسح عيونها اللي ضمتهم هالة حمراء من كثر البكاء وأنفها صار قطعة وردية بوسط وجهها رفعت شعرها لفوق وهي تعدل بجامتها الوردية الحرير اللي تشابه لون أنفها بعد البكاء و نزلت للصالة واللي أول ما شاف شكلها عزّام نطق بصدمة : وشفيك يا فاتن
فاتن ببرود : مافيني شيء
عزّام توجه لها بتعب وهو يدف كرسيه المتحرك : شلون مافيك وجهك ما يقول كذا وفاتن ما تكذب علي
فاتن بقهر : وأبو فاتن ما كان يكذب ولا يخبي عنها شيء وش صار يبه عشان تبيعني بالطريقة هذي وش صار
عزّام باستغراب: وش كذبت عليك فيه وشلون ابيعك وانتي اغلى ما عندي وأملكه
فاتن بانهيار واضح من ارتجاف جسمها لوجهها المحمر لعيونها اللي تذرف دموعها بانهمار وسط عجز عزّام انه يحضنها : يبه كنت تقدر تقول لي انك بتزوجني مو تزوجني وانا غافله للدرجة هذي صرت ثقيلة عليك يبه
عزّام برفض مصدوم هزّ رأسه وهو يقرب منها اكثر زفر بغضب وهو يضرب الكرسي بحدة: تعالي يا فاتن والله انك اخف على قلبي من دمه ووريده وأغلى علي من روحي وأيامي انا لولا وجودك وشلون بلقى لي سبب أعيش فيه يبه يا فاتن انتي كل ما أملك وانتي اكثر ما أخاف اخسره
فاتن بنفس الطريقة هزت رأسها برفض وسط دموعها : لو كنت الأغلى يبه ما عطيتني لرايد عطيه ما زوجتني وخبيت علي ليه يبه ليه
عزّام اللي اخيرًا وصل لها سحبها بخفة له وهو يحضنها ويجلسها جنبه بكرسيه : يا أبوي لا اسمع منك هالكلام ثاني مره لا أسمعه
فاتن سحبت نفس عالي ونطقت : ابي اروح أعيش عند جدي يبه
عزّام برفض وهو الصدمات تزيد عليه : وتخليني لمين يا فاتن
فاتن سكتت وجسمها يرجف من البكاء قاطعها عزّام وهو يطبع بوسة عميقة على جبينها : يا يبه والله ما أعز منك إلا رايد يا يبه انا خفت عليك بعد عيني وانتي عارفه كثر مرضي كنت ابي اضمن مستقبلك ادري فيك رافضه الزواج وعقدة النقص اللي برأسك تمنعك وانتي بعين الكمال أول انسانة يا يبه والله ان رايد حظيظ اللي خذاك و والله إني أغبطه يصبح ويمسي على وجهك لكن ما غيره يستاهلك يا ابوي والله انه راضي فيك ويبي يتمم زواجه وانا اللي مانعه لين تسمح لي الفرصة وافاتحك بالموضوع وتوي جاي من عند جدك وفتح لي نفس الموضوع اني لازم اسألك عن رأيك اذا موافقة تممنا هالزواج بما يرضي ربي واذا رافضه والله ان يطلقك
فاتن اللي هدت رجفة جسمها من هدت عن البكاء : يبه ليه سويت كذا
عزّام ابتسم من هدوءها : سويت كذا يا ابوي عشانك وشوفي لما طحتي ما شالك إلا هو يا ابوي انا ما اقوى ولا ابيك تحسين بالنقص يكفي نقص أمك وانا بعد ناقص حتى اني احضنك صعبة علي العوض برايد يا يبه يعوضك عن كل ما فقدتيه
فاتن هزت رأسها بنفي : ما فقدت حنان وانت عندي انا لو فاقده شيء فاقده شوفك يبه
عزّام مسح على شعرها الطويل : جعلك يا ابوي ما تفقدين غالي أما الشوف يا يبه حله في يدك بس عزّمي
فاتن برفض : لا اذا هو راضي فيني وانا عمياء يتزوجني وانا كذا ويسكن عندنا بعد لأني ما اقوى اتركك لحالك
عزّام ابتسم لموافقتها المبدئية : والله انه راضي وموافق يا ابوي ومن تحصل له الفتنة ويقول لا الله راحمك من الكبر يوم انك ما تشوفين نفسك بالمرايا لأنك لو تشوفين زينك ما اظن ما يزورك كبر وغرور
فاتن ابتسمت لأبوها ودلاله المعتاد لها : الله يخليك لي ولو بيجيني كبر وغرور بيجيني لأني بنت عزّام آل صارم
عزّام بتمثيل للزعل : عزّام آل صارم زعلان من فتنته
فاتن لفت له بسرعة : خسى الزعل يبه قول وش يرضيك
عزّام ابتسم : كوب شاي من يد الفتنة ونتسامر للفجر بما إنه ما بقى على الفجر شيء
فاتن ابتسمت : من عيوني
توجهت للمطبخ اللي حافظه طريقه عن ظهر غيب أما عزّام اللي اخذ نفس بعمق بعد ما ارتاح من هم هالموضوع حس بألم برجوله اللي ضغط عليهم كثير اليوم وظهره اللي تعب تسند بخفه على كرسيه لكنه صرخ بألم وهو يحس بماس كهربائي يجتاح ظهره لآخر رجوله ركضت له فاتن اللي كانت قريبة
وصلت له بخوف : يبه شفيك
عزّام ابتسم بتكلف وهو يحارب الألم عشان ما يخوفها : ما فيني شيء يبه ضربت حفة الكنب وتوجعت
فاتن بريبة وهي تنزل لرجوله : يبه قول الصدق انت ما تحس برجولك عشان توجعك حفة الكنب
عزّام اللي استوعب خطاه وهو يمسح على ظهره يحاول يخفف الألم : ما فيني شيء يا ابوك بس الظاهر اني تعبت من الروحه والرجعه
فاتن بتردد : اتصل على نبض تقول لقايد يجي يشوفك انتظر يبه
عزّام برفض هزّ رأسه : ما تزعلين عشان سمرتنا بتتكنسل؟
فاتن بقهر: يبه أهم شيء عندي صحتك وكل شيء ملحوق
عزّام بتعب : اجل روحي غرفتك بكلم رايد يجيني
فاتن بقهر: يبه رايد مو دكتور قايد دكتور
عزّام ابتسم : رايد يعرف علتي ماهي اول مره
فاتن باستسلام : طيب بس بشرط تطمني عليك
عزّام اشر على خشمه بتعب وهو يطلع جواله ويتصل على رايد اللي كان توه غافي سمع صوت جواله وهو يسحبه من على الكومدينه بنرفزة وأول ما شاف اسم عمه فزّ وهو يزين صوته يدري بحساسية عزّام من انه يثقل عليهم استقبل المكالمة بابتسامة : هلا والله
عزّام بتعب ابتسم غصب عنه وهو يمسك ظهره بألم : نايم ؟
رايد بكذب : لا صاحي سم امرني
عزّام بتردد وقل حيلة : يبه يا رايد ظهري احسه بيقص وألم ما اقدر اتحمله
رايد فز بسرعة : سم دقيقتين وانا عندك
قام بسرعة وهو يبدل ملابسه حتى سمع صوت كايد المستغرب
كايد باستغراب : وين رايح
رايد بعجله : عمي عزّام تعبان بروح اشوفه
كايد فزّ: اصحي قايد؟
رايد برفض: لا بس خلك عند جوالك اذا احتجت شيء بتصل عليك لا يصير مشغول مثل العادة مع بنت العم تحمل شوي وخل خطك مفتوح ادري بقايد نومه ثقيل لو اتصل لبكره ماراح يصحى
كايد : خلاص عندي روح انت لا تتأخر وكلمني
رايد هز رأسه بعجل وهو يطلع من الغرفة ومن البيت بشكل كامل ويركض مستعجل لبيت عزّام القريب من بيتهم جدًا
وصل وهو يطلع المفاتيح اللي معه تنحنح بتنبيه ونطق بجهورية : ادخل يا عمي؟
عزّام بوجع : ادخل يبه
رايد دخل وتوجه لعمه وهو يجلس قباله على الأرض ويشد رجله : وش جاك
عزّام بألم واضح على وجهه: الظاهر اني حملت ظهري فوق قدرته بمشوار اليوم
رايد يحاول يطمنه : تطمن مافيه شيء ان شاء الله الحين اوديك غرفتك وادهن لك ظهرك وما عليك الا العافية ان شاء الله متأكد بس هذا اللي يوجعك
عزّام : ايه يبه بس هذا هو
رايد دفه لغرفته بحذر لا يوجع ظهره زيادة وصل الغرفة وهو يسند ثقل عزّام كله عليه ويساعده ينزل على سريره وأول ما جلس على السرير نزل ثوبه وهو يساعده ينسدح ويريح ظهره وأول ما انسدح عزّام توجه لدرج علاجاته اللي حافظه وهو يطلع كريم العضلات ويبدأ يدلك ظهره بخفيف حتى انتظمت أنفاسه ونام من التعب تنفس بعمق وهو يجلس على الكرسي الجانبي جنب السرير ويرسل لكايد رسالة يطمنه فيه ويخبره انه بيجلس شوي عشان يتطمن على عمه لكن الشوي كانت الفجر كله من سرقه النوم والتعب ونام على الكرسي
-جناح جسّار الفهد
جسّار بعصبية : مريضة انتي ؟
هبه بقهر: مالك دخل أغراض ولدي
جسّار بعصبية : أي ولد اللي تتكلمين عنه انتي مو حامل يا هبه
هبه بمحاولة للإخفاء: ايه مو حامل بس لبعدين
جسّار رفع حاجبه بشك وهو يشوف كمية الأدوية اللي موجودة : وهذا بعد لبعدين يا هبه ؟
هبه : لا هذي علاجاتي
جسّار قرب منها وهو يحاول يبعد العصبية عنه بمحاولة لتفهمها : ليه تأخذين علاجات وش هي العلاجات هذي
هبه هزت كتفها دليل عدم المعرفة بكذب : ما ادري الدكتورة عطتني إياهم
جسّار بتشكيك : على خير لا تقفلين الدولاب خليه مفتوح انا داخل انام تعبان
طلع جواله اللي كان يرن وهو يشوف نفس الرقم اتصل مره ثانية لكن ما حصل رد انسدح على سريره وخياله غصب عنه يوديه لصاحبة الفستان الأبيض وشعرها اللي يعاكسه وما يزيدها الا حسن
أما هبه اللي ارتاحت من شافته ما دقق وحتى يبتسم تركت الدولاب وهي تتوجه للنوم بعد
لف عليها جسّار بعد ما قطعت خيالاته : بتنامين؟
هبه باستغراب: ايه تبي شيء؟
جسّار مسح دقنه بورطة : نجد نامت؟
هبه اللي زاد استغرابها: ايه من زمان ليه ما مريت عليها انت
جسّار هز رأسه بالنفي وهو بالحركة هذي يجاوب هبه ويحاول يطرد مشاعر من خيالاته ويفكر بطريقة يخبر هبه فيها لكنه ردد لنفسه نفس الكلمة اللي جاوب فيها صارم " بكرة خير "
-عند رعود آل راجح
بعد ما يأس من رد جسّار عليه اتصل على البارق بشكل مستعجل
وصله رد البارق اللي كان توه خرج من عند صارم : هلا يبه
رعود بعجلة: الحين يا بارق تسوي أي شيء وتطفي جهازي اللي في الاستخبارات بكل مافيه تعرف الرمز حقه وكل البيانات ابيه يتقفل الآن
البارق بصدمة : بس يبه جهاز امني صعب اخترقه
رعود بعصبية وهو يشوف عبدالعزيز يسحب ورقة وقلم : حلها الآن يا بارق الآن ولا لا توريني وجهك
سكر من البارق وهو يتخذ الخطة البديلة ويطلع بحركة سريعة ويدخل المكتب ويمثل الصدمة : وش تسوي هينا يا عبدالعزيز انتهى وقت الدوام
عبدالعزيز بربكة : ابد بعض الأمور اللي ما خلصتها قاعد اشتغل عليها تدري لي كم يوم ما داومت
رعود ببرود توجه لكرسي المكتب الرئيسي اللي كان مقابل اللابتوب وهو يأشر لعبدالعزيز يبعد : ايه صحيح ليه متغيب بدون علمي
عبدالعزيز بورطة حاول يسكر السجل قبل يوصل رعود اللي كان عارف برغبته وتأخر بوصوله عشان يعطيه فرصة يسكر السجل : ابد كانت عندي ظروف وما قدرت اتواصل معك طال عمرك
رعود ضرب الطاولة بعصبية : مرة ثانية لو انك تذوق الموت تترك عندي خبر وتقول انك بتموت ماهو بكيفك تتغيب متى ما بغيت دامك وافقت على هالوظيفة تحمل واجباتها يا عبدالعزيز
عبدالعزيز هز رأسه بتأكيد : سم طال عمرك
رعود اشر له على الباب للانصراف وما كان من عبدالعزيز الا انه ضرب له التحية وخرج بغضب أما رعود اللي ابتسم واتصل على البارق
البارق رفع جواله بتوتر وهو يضغط بالشاشة السوداء اللي قباله أكواد بمحاولة لأختراق نظام اللابتوب المتواجد بمكتب رعود : جالس أحاول يا يبه بس الجدار الأمني قوي
رعود بتمثيل: لا توريني وجهك يالبارق
البارق بمحاولة للتوضيح : بس يبه ما اقدر
رعود ضحك على صوت البارق الراجف : انا انحرمت من عين ماراح احرم نفسي من العين الثانية خلاص يالبارق حلينا الأزمة لا تخترق شيء وش سويت مع صارم
البارق اخذ نفس عميق : يبه خاف على عقلي صرت أخاف من اتصالاتك الفجأة اخترق روح تعال صرت على أعصابي المهم صارم بقول لك وش اللي صار
-في مجلس صارم قبل عدة ساعات
البارق بصدمة : مستحيل !!!
صارم بريبة : وش اللي مستحيل يا ولد رعود
البارق بمحاولة للشرح : سجلات الراشد اللي تابع لهم ساري تقول ان أبو ساري عنده ثلاث بنات وولدين ساري وسامي كيف تقول انه وحيد ابوه !
صارم رفع حاجبه بغرابة : هذا اللي نعرفه عنه بس الأكيد وراه بلا الخسيس هذا
البارق بتهور : تعرف عنوان أهله بالشرقية يا عم
صارم : ايه اعرفه وش ناوي عليه
البارق ابتسم بثقة : نعصفهم ونجيب علومهم ونشوف قصة ساري
صارم ابتسم له باعجاب : تقول وتطول يابو رعود
البارق ابتسم : أبو الفهد يا عم
صارم اللي عصفت به رياح الشوق للغايب الحاضر: حيّ الفهد اللي بيجي من نسل طيب أي بالله حيّه
البارق بادله الابتسامة ووقف على عجل : ما عليك زود عن اذنك اجل يا عم يومين باذن الله واجيب العلم
صارم ابتسم ووقف يودعه : اذنك معك يالبارق
-في وقتنا الحالي
البارق بثقة : وهذا اللي صار
رعود بحيرة وضحكة مخفية : ما ادري افرح بتحرياتك ولا انجلط من غباءك ماشي للشرقية بدون لا تعلم أمك بتبلشني مع حفيدة رعود
البارق بضحكة : دبر نفسك يبه قل حبسته بمقر تدريبات عقاب قل نفيته للشرقية قول اللي تقول كلها يومين باذن الله وراجع
رعود بفخر: انتبه لنفسك يا برقي
البارق بثقة : ارقد و امن يبه
قفل الخط وهو يرسل رسالة تحذيرية لجسّار وطلع من المقر من شاف الشمس بادية تشرق وتنشر أشعتها على رحاب الأرض
-صباح مختلف يضم فرحة مختلفة لرمّاح وربما جسّار ولكن وش اللي ينتظرهم ببداية هاليوم
-مزرعة راجح
كانوا العمّال ملازمين الغرفة اللي نايم فيها عسّاف بالتناوب بما انهم ما قدروا يطردونه أو يوصلون لراجح
لين وصل راجح مثل عادته ومعه دان ونجد اللي يحبون يلعبون من الصباح بالمزرعة تركهم يلعبون عند المنطقة الخضراء اللي يلعبون فيها دايم وتوجه هو لداخل
العامل بخوف: بابا راجح فيه رجال داخل يسأل امس وين بابا راجح انا يتصل انت ما يرد
راجح باستغراب: رجال !! ليه تدخلونه وينه
العامل اشر للغرفة توجه راجح فتح الغرفة وهو يشوف شخص منسدح بسريره لمح وجهه لكن لا مستحيل يكون أبوه قرب منه بخفة يتأكد وكل ما قرب كان يوضح له وجه ابوه اكثر وصل عنده وهو يهزه بخفة وصوته من الصدمة عجز يطلعه
صحى عسّاف بانزعاج وقبل يفتح عيونه نطق بصوته الخشن : خير
راجح بصوت حارب عشان يطلع واضح : يبه
عسّاف اللي استوعب انه رجع الرياض واستوعب صوت ولده فزّ من نومه وهو يحضنه
راجح باستغراب : متى جيت يبه
عسّاف ابعده عن حضنه لما لقى الجمود من راجح : ها بتطرد ابوك يا رويجح
راجح حاول يوازن ردود أفعاله : لا حشى المكان مكانك بس جدي يبه
عسّاف بقهر: هذا جدك رضى على رمّاح وهو حفيده ما يرضى علي وانا ولده
راجح : يبه لا تقارن خطأ رمّاح بخطاك
عسّاف تمدد بتعب من نومته الغلط : ما علينا عطني مفتاح بيتي بروح انام هناك
راجح بصدمة: يبه محد يدري عن جيتك تكفى أجلها
عسّاف والاستغراب هالمره من نصيبه : ليه أجلها
راجح بتردد : اليوم خطبة رمّاح
عسّاف رفع حاجبه بقهر: وانا اخر من يعلم احد يخطب بدون أبوه ؟
راجح وهو للآن محافظ على احترامه لأبوه رغم تماديه : يبه انت ما ربيت رمّاح انا اللي ربيته ورمّاح ما اختار انه يخطب بدون ابوه انت اللي اخترت تتركنا وتمشي بناتك يبه تدري كم أعمارهم ووين يدرسون ؟
عسّاف بقهر : تحاسبني يا جسّار!!
راجح صدّ بقهر : حاشاي بس يبه اسمع كلامي ولا تطلع من هينا اليوم واوعدك أمهد الأمور من بكرة
عسّاف بسخرية : من خطب الدايخ أخوك
راجح بتردد : حفيدة راجح
عسّاف بقهر: والكوبة مب هذي اللي رفض جدك يزوجه إياها وش تغير الحين
راجح : تغير كل شيء يا يبه
عسّاف ببرود : وش هالازعاج اللي برى
راجح بسخرية مبطنة: أحفاد آل صارم يلعبون
عسّاف باستغراب: عيال مين
راجح : بنتي وبنت جسّار
عسّاف : نادهم اشوفهم ولا حتى هم ممنوع بعد
راجح طلع من الغرفة وهو ينادي دان بصوت عالي وأول ما سمعته جاته تركض
دان : نعم بابا
راجح نزل لطولها وهو مبتسم : انتي دايم تسألين عن ابوي صح
دان هزت رأسها بتأكيد : صح
راجح ابتسم : ادخلي هو ينتظرك داخل
دخلت عند عسّاف بحماس لكنها أول ما شافته استنكرت السواد اللي حول عيونه ولبسه اللي ما تعودت تشوفه على عمامها وقفت عند الباب بتردد
عسّاف ابتسم لها وهو يتذكر الاسم اللي ناداها فيه راجح : تعالي يا دانه
دان هزت رأسها برفض وخوف ووقفت عند الباب وهي تشد ثوب ابوها
راجح بتحفيز : روحي يا دان سلمي
دان بهمس : هذا جدي؟
راجح هز رأسه بتأكيد
دان طالعت لبسه اللي كان جاكيت جلد بني وبنطلون جينز باستنكار: بابا ما عنده ثوب؟
راجح ما قدر يكتم الضحكة أكثر : روحي يا بابا بكرة نشتري له ثوب
دان راحت وهي مترددة حتى وصلت لعنده احتارت تبوس رأسه ولا لا لكن سبقها راجح اللي حضنها وباس رأسها وجلسها بحجره : ما تشبهك يا راجح شكلها تشبه أمها
راجح بتأكيد : ايه تشبه أمها وفيها لمحة من أمي
عسّاف باس خدها : يا زين هالشوف
رجع تذكر : بنت جسّار وينها
راجح بتردد : ما اظن أبوها بيرضى انك تشوفها
عسّاف بإصرار : نادها يا راجح إلا وش اسمها هي
راجح بتردد : نجد
عسّاف وجه كلامه لدان : روحي نادي نجد
دان اللي لقت فرصة للهرب ركضت برى الغرفة وهي تنادي نجد اللي كانت تلعب مع الأرانب اللي في المزرعة
ثواني ودخلت نجد بحماسها: وينه جد دان
التفتت بنظرها على كل الغرفة وهي تدور جد ما لقت إلا الشخص اللي جالس دققت النظر فيه ورجعت بنظرها لراجح تدقق فيه ثم اشرت بصدمة : أبوك !
راجح ابتسم : ايه
نجد باستغراب من شكله ولبسه نطقت لا إرادي : وع
راجح ضحك يغطي على كلمتها لا يسمعها عسّاف وفعلًا ما سمعها
عسّاف : تعالي يا بنت جسّار
نجد برفض : ما ابي بروح العب مع ارانبي انت روح شوف رمّاح هناك يركض ولا أقول لك لا عادي اجلس هينا لا تروح
تركتهم مصدومين وطلعت متوجهه لأرانبها ودان
عسّاف بصدمة : كم عمرها هذي!
راجح ابتسم بتشفي: خمس سنين
عسّاف بسخرية : سبحانه بنت أبوها شكل وأطباع
راجح : عن اذنك يبه انا مشغول بطلع وانت خذ راحتك هينا
عسّاف رجع انسدح بدون اهتمام يكمل نومه طلع راجح وهو يوصي العمّال ما يذكرون اللي صار لأي أحد ونفس التحذير وصله لنجد ودان وهو يوعدهم يوديهم للدجاج اللي بآخر المزرعة لو ما قالوا لأحد ان عسّاف موجود
-أما عند جسّار
صحى من نومه وفتح جواله وهو يشوف الرسايل بملل لين وصل للرسالة النصية
"انتبه لنجد مترصدين لها " مدّ نظره للرقم باستغراب وهو يشوفه نفس الرقم اللي حاول يتصل فيه أمس فزّ بسرعة وهو يتصل على راجح وفي طريقه متوجه للمزرعة بدون اهتمام لملابس النوم اللي خارج فيها واللي ماهي بعادته كونه شخص تهمه المظاهر جدًا حتى رد عليه راجح اللي استغرب اتصاله من الصبح
راجح باستغراب: هلا يابو نجد
جسّار باستعجال: نجد وينها
راجح باستغراب أكبر: هذي هي معي هي ودان بالمزرعة
جسّار تنفس براحة : انا برى خلها تطلع لي
سكر الاتصال وجثى على ركبته يتنفس بتعب وصادفه رمّاح اللي كالعادة يسوي رياضة الصباح
رمّاح باستغراب من صدره العاري ولبس النوم اللي طالع فيه : وش صاير
جسّار بارتياح رفع رأسه : جاي اخذ نجد
رمّاح ضحك بصخب: حلمان فيها انت كان بدلت اول بعدين جيت ما شافك جدي وانت طالع بهاللبس كان هبدك بعصاه لين تعض الأرض وتنسى نجد
جسّار ناظر نفسه وحك رأسه بوهقه
ضحك رمّاح وهو ينزع جاكيته اللي كان تاركه على خصره عشان يبدل لبسه اذا انتهت رياضته : خذ دبر نفسك بهذا أما الشورت عاد الله يعينك ما اقدر افيدك
جسّار لبس الجاكيت وهو يلمح راجح ونجد ودان تكلم بصوت عالي: تعالي يا نجد خلاص راجح ارجع لا تتكلف الجيه
ركضت له نجد اول ما شافته بحماس
جسّار حملها على كتوفه : كيف أصبحت نجدي
نجد ابتسمت وهي تتذكر كلامه اللي حفظها اياه : مثل ما امسيت بخير ونعمة والحمدلله
رمّاح ابتسم وهو يبوس خدها : صباح الخير يا عمي
نجد ابتسمت له : صباح النور رمّاح الحلو
رمّاح ابتسم : الله يجبر خاطرك يا نجد
نجد طالعت بأبوها : كنت تركض مع عمي رمّاح ؟
رمّاح بسخرية : ايه تسع جولات كاملة ناقصنا رايد بس الوعد بعدين من أولها متخلف
جسّار بسخرية : وانت مصدق عاد رايد والرياضة ما يجتمعون شيلها من رأسك
رمّاح رفع حواجبه بشكل متتالي وهو يأشر على ساعته الرياضية : روح قبل يصحى صارم ويصحي الخشبة على ظهرك
جسّار ضحك وهو يحمل نجد على كتوفه ويركض فيها للبيت وهو رافع يدينها فوق بوضعية الطيارة
دخل البيت وهو يشوف صارم ولولوه صاحيين
جسّار بابتسامة : صبحهم بالخير
لولوه بابتسامة عريضة : يصبحك بالنور والخير يا وجه الخير
جسّار قرب لهم وهو ينزل نجد : افا الصارم ما يرد علينا
صارم بنقد : عاداك رمّاح الخايب وصرت مثله وخذت عادات الأجانب
جسّار ابتسم ابتسامة عريضة : افا يالصارم ماهي لنا هالعادات بس عشان نجد تكرم ألف مدينة ولا
صارم ابتسم وهو يشوف نجد اللي توجهت لحضنه : حيّ هالعين تكرم الدنيا لأجل عيون نجد روح بدّل وانزل افطر
جسّار باستغراب: وين ضوى
لولوه : بالمطبخ تجهز الفطور روح بدل وناد أمك وزوجتك وتعالوا افطروا
جسّار : ابشري نجد عندكم ترى لا تروح هينا ولا هينا سمعتيني يا نجد
نجد بمحاولة للتذكر: لأجل مدينة تكرم عين
ضحكوا كلهم على غلطها اللطيف أما جسّار صعد بشكل سريع لغرفته يأخذ شاور لمح هبه اللي سكرت الدولاب بشكل سريع بس ما وضح لها انه انتبه : طلعي ملابسي يا هبه
تركها وتوجه لدورة المياه يأخذ شاور سريع
اخذت نفس براحة انه ما انتبه لها وطلعت ملابسه وهي تتركها بغرفة الملابس
-بيت عزّام
صحت فاتن من النوم الصباح وهي ما تهنت بنومها قلقانة على أبوها قامت وهي ترفع شعرها الطويل النحاسي غسلت وجهها على السريع ونزلت متوجهه لغرفة أبوها اللي ما كان عندها علم ان رايد نايم هناك فتحت الباب بنشاط
فاتن بحيوية : صباح الخير عزّامي صحيت ؟
لف عليها رايد اللي كان توه فاتح عيونه بعد ما هزه عزّام عشان يصحى قبل ثواني من دخول فاتن المرة هذي ما قدر يبعد عيونه وهو يشوف وجهها الملائكي اللي اخذ من اسمها نصيب فعلًا فتنة
فاتن باستغراب: يبه نايم ؟
مرت من عند رايد بدون انتباه من خوفها على ابوها لكنها ماهي مدركة انها اخذت عقل رايد من تفاصيلها الحريرية اللي تشابه بجامتها حتى ريحة عطرها اللي كانت ورود فرنسية استنشقها رايد بشغف
عزّام بتدارك : صاحي يبه جايك روحي الصالة
رايد اللي انتبه انها متوجهه للكرسي فزّ بشكل سريع مبتعد عن الكرسي عشان ما تحس بوجوده وهو يطنش عزّام اللي يأشر له يطلع مو هي زوجته وحلاله وما دام النظر مسموح بيشوف حتى ترد روحه وتشبع من تفاصيلها اللطيفة
فاتن بزعل مدت بوزها : ليه تخوفني عليك كذا ليه ما رديت علي
هينا سرقت قلب رايد من أقصاه بعد ما شاف النضج بتفاصيلها الآن يشوف الطفولة والبراءة من جلستها قدام أبوها بشكل طفولي حتى ملامح وجهها اللي تبدلت للزعل
وهو يردد حرام الزعل يأخذ مجراه بوجهك
عزّام بتوتر: اعذريني يبه ما سمعتك يلا نروح الصالة
فاتن وقفت : دقيقة وين كرسيك
مدت يدها باستغراب وهي تدوره وكانت قريبة جدًا من الوصول لرايد اللي شال الكرسي بخفة وحطه قدامها باقي فيه ذرة إدراك لا تختفي بقربها بعد
وصلت للكرسي باستغراب: غريبة ليه حاطه هينا
عزّام اعطى رايد نظرة غاضبة : هذا رايد امس لما دهن ظهري الظاهر انه تركه هناك
فاتن بقهر: قول له مرة ثانية لا يغير شيء بالغرفة انا حافظة الأماكن بالشبر لا يضيعني
رايد ابتسم واشر على عيونه الحركة اللي تركت عزّام يبتسم من ابتسامته
وصلت بالكرسي لعند سرير أبوها وهي تحاول تسنده لكن جسم عزّام الثقيل كان يتطلب تدخل رايد اللي تحرك بشكل سريع للجهة الثانية وهو يساعد عزّام يوقف ويسند ثقله كله على جسمه اللي خلا فاتن تستغرب خفته
فاتن باستغراب : يبه انت واقف على حيلك ؟
عزّام ابتسم : واقف يبه قربي الكرسي بسرعة
فاتن قربت الكرسي والاستغراب متملكها : يبه خفيف مره
عزام بكذب: متسند عراوي السرير يبه ما تقوين ثقلي عجلي بالكرسي
فاتن ثبتت الكرسي: قدامك يبه
رايد ساعده يجلس على الكرسي وانسحب للزاوية وهو يرسم تفاصيلها للمرة الأخيرة بباله جميلة للحد اللي ما يقدر يوصفه جميلة بشكل يجبر عيونه على النظر فتنه باختصار من عيونها بعدستها الزرقاء لبياضها الشديد وكأنها شفافة لأنفها الصغير لشفتها المليانة بشكل يناسب وجهها الطفولي الناضج بنفس الوقت ابتسم وهو يمسح على رقبته اللي توجعه من نومة الكرسي لكنه راضي اذا بيشوف الفتنة راضي
خرج بخفة لاحقهم لبرى وهو يأشر لعمه انه بيطلع من باب المطبخ
طلع من بيت عمه بروقان لكن قابله رمّاح بغضب
رمّاح بحدة: وين اللي بينحف ويسوي رياضة
رايد بفهاوة : هاه ؟
رمّاح حرك يده قدام وجهه : هيه اكلمك انا وين اللي بيلتزم بالرياضة
رايد بعدم اهتمام : بكرة بكرة يا رمّاح
رمّاح اشر على رقبته : رقبتك حمراء
رايد ابتسم : فدا والله انها فدا
رمّاح حرك يده دليل فقدان العقل: يا مثبت العقل والدين ثبت علينا عقلنا وديننا وارزق الفاقدين يارب
رايد ابتسم له : يارب
-بمجلس صارم
اشر لجسّار بعيونه لهبه
جسّار بعدم اهتمام : هبه تجهزي بعد العصر بوديك تزوين أهلك وارجع بالليل اخذك
هبه باستغراب: ما قلت لي امس انك بتوديني
جسّار بترقيع : لأني بطلع مع أمي وضوى مانيب مخليك لحالك روحي زوري أهلك
هبه باستغراب أكبر : وين بتروحون؟
جسّار بفقدان صبر: عندنا مشوار وبأخذ نجد معي انتي من أسبوع وانتي تبين تزورين أهلك لما قلت بوديك عاندتي؟
هبه برضوخ : خلاص طيب مو مشكلة بقوم اتجهز اجل
صارم بغضب: يعني تشوف هذا الحل لمتى بتخبي
جسّار شرب قهوته بشكل مستعجل : أموري اديرها بنفسي
صارم بأمر: تجهز تراك بتروح انت ورمّاح مع الحريم عشان التلبيس
جسّار بتمثيل لعدم الرغبة : وشوله الشكليات هذا جدتي وأمي وضوى وحده فيهم تلبسها
ضوى اللي كاشفه جسّار : أقول جسّار لا تتمنع وفكنا وتعال
جسّار ابتسم لها وقام من الفطور: الحمدلله يمه ناقص شيء تبيني أوديك تشترين ؟
نوره ابتسمت : جدتك شرت كل شيء من شبكة العروسة ما عاد بقى الا نلبس عبينا ونروح
جسّار ابتسم : ايه يا حب اللولو للذهب وسوالفه
لولوه باستنكار: ومن ما يحبه إلا والله انه يفتح النفس ويبري الجرح
جسّار بابتسامة : افا وصارم وينه من هالمديح
صارم بابتسامة مخفية ورى لكنة الزعل المفتعلة : سوق صارم طايح في ذرى الذهب
لولوه بابتسامة : الله يطيح الذرى كله لأجل الصارم
ضوى بتعزيز : الله الله على الغزل الصباحي ايه كذا يا جسّار نعنشهم خلهم يتغزلون
صارم بمزح : ها وش تأمرين عليه ياللولو كرسي فهد ولا جابر
لولو بحيا : والله انت كريم وانا استاهل
ضحكوا كلهم على لولوه اللي ما تقدر تقاوم طاري الذهب
تركهم جسّار وصعد لغرفته وهو يشوف هبه تجهز ملابسها بشنطة
جسّار باستغراب: انا قلت بوديك تزورينهم ماهو تنامين عندهم
هبه برجاء: خلني انام عندهم كم يوم
جسّار بشك : وش الطاري يا هبه
هبه بصدق: احس اني تعبانة وودي ارتاح شوي عندهم
جسّار : براحتك بس نجد مالها الا هينا
هبه : مو مشكلة يومين وبرجع
جسّار : براحتك
هبه بشك : جسّار وين بتروحون
جسّار ما رد عليها وجلس يطقطق على جواله
هبه بحذر: جسّار اكلمك
جسّار بعدم اهتمام : قلت لك مشوار يا هبه وراك تعيدين السؤال
هبه : طيب توديني الحين
جسّار باستغراب: الصباح !!
هبه بتأكيد : ايه احسن من العصر
جسّار توجه لها باهتمام : تشكين من بأس يا هبه؟ علميني وش فيك ماهي عاداتك
هبه برفض ودموعها بدت تنهمر: لا ما اشكي شيء بس نفسيتي تعبانة وابي اغير جو
باس رأسها بحنية : ابشري البسي عبايتك وانا بنزل الشنطة السيارة وانتظرك تحت
اخذ جواله ونزل وهو يشوف رمّاح الابتسامة غزت وجهه وهو ماسك الجوال نطق بسخرية : لا تطلع روحك يا رمّاح مع سنونك
رمّاح بهيام : أي والله انها روحي
جسّار هز رأسه بعدم رضا : الثقل زين يالرمح
رمّاح باستغراب من الشنطة : وين رايح انت
جسّار : ام نجد بتروح لم أهلها
رمّاح بصدمة : هي عرفت؟
جسّار هز رأسه بالنفي وهو يشوفها طالعه من البيت اشر لها توقف وركب سيارته وقربها عندها عشان تركب وتوجه لبيت أهل هبه ولمح بطريقه وهو راجع سيارة سواق مشاعر اللي حفظها من اول موقف بينهم كبس بأنوار سيارته بشكل متتالي للسواق اللي عرف سيارته ووقف واستغربت مشاعر وقوفه وهي متأخرة عن دوامها فتح الباب جسّار بروقان
جسّار بلكنة لعوب : اللي اعرفه البنات يوم خطبتهم يجلسون ويهتمون بنفسهم وانتي مداومة !
مشاعر كتمت غيضها من حركته وهي تبتسم ببرود : اهتمامي بنفسي ما يقتصر على يوم يا أستاذ وبالنسبة لدوامي ليتك تسوي بالمثل وتداوم بعد يكون أفضل لك بدال الطفش اللي يخليك تدور على شيء نتناقش فيه
جسّار بروقان تكى على باب السيارة : صراحة ما حبيتها منك ما تدرين عن طبيعة دوامي الا صح انتي تدرين وش اشتغل ولا لا
مشاعر بتمثيل للتفكير: اللي اعرفه ان شغلك الشاغل انك تحاول تدبس موت ابوك بعمي رعود اذا عندك غير الشغلة هذي نورني
جسّار بقهر حاول يخفيه : افا ما تدرين اني المقدم جسّار الفهد
مشاعر بسخرية ضحكت : اللي اعرفه ان عملك سري حتى زوجتك الأولى ما تعرف عنه ليه تعلمني انا
جسّار ومستوى القهر يزيد عنده لكنه محتفظ بابتسامته اللعوب وملامح وجهه الباردة : خبرك قديم باقي نجد اللي ما تدري عن عملي
مشاعر ابتسمت بامعتاض: تمام وصلت ممكن تسكر الباب عشان السواق يوصلني
جسّار ابتسم قبل يسكر الباب وهمس : اعتبري اليوم اخر يوم تروحين فيه مع السواق
سكر الباب بدون ما ينتظر ردها وتوجه لسيارته راجع البيت استعدادًا للمساء المنتظر
-خطوبة جسّار ومشاعره ورمّاح وروحه
انطلقت سيارة رمّاح اللي كانت تضم أمه وخواته وجدته وضوى وسيّارة جسّار اللي كانت تضم صناديق الشبكة وأمه ونجد اللي أصرت تكون موجودة وزوجة راجح ودان
أما السيارة الثالثة اللي كانت سيارة قايد وكانت أكبر السيارات وبطلب من صارم اخذ معه أمه واخته وفاتن وبيت عمه سيّاف أم أوراد وأوراد وأجواد على انه كان تعبان مزكم لكن ما مانع ابدًا لما عرف إن بيت عمه سيّاف بيركبون معه وأهمهم وردته
كان طول الطريق مسند راسه على المرتبة ومره يعطس ومره يكح
نبض : يرحمكم الله دامك تعبان كان قلت لكايد يأخذ سيارتك ويوصلنا
قايد بتعب : يهدينا ويصلح بالكم ماهو من بعد البيت بوديكم وبروح المستشفى ثم برجع اخذكم وانام
أم كايد برفض: لا مافيه توصلنا تروح المستشفى ترجع البيت تعطي كايد المفتاح وتنام وهو يجي يأخذنا انت عاد تبتل بصحتك وان جاك المرض جاك شين
قايد ابتسم لأمه : عادي سهالات اروح اخذ مغذي وابرة واصحصح
أم كايد : الله يهديك ويصلحك يا امي
أم أوراد : اشرب لك عصير برتقال مع فص ثوم يا قايد زين
أوراد بهمس لأمها: عنده حساسية من الثوم
همسها اللي كان مسموع لقايد اللي كانت كل حواسه معها من دخلت وركبت وراه ابتسم لما عرف انها متذكره حساسيته
أم كايد : ما يشرب يا أم أوراد فيه حساسية من الثوم
أم أوراد: اجل عليك بالعسل
قايد بابتسامة : ابشري اذا شفت الابرة ما فادت باخذ عسل
وصلوا لبيت راجح اللي كان محاط بالأنوار الواضحة انها لمناسبة داخل البيت
قايد المتعمد قفل الباب اللي وراه وهو يشوف أمه وزوجة عمه وزوجة أخوه واخته ينزلون من الأبواب اليمين
أما أوراد اللي كانت تحاول تفتح الباب نطقت برسمية : الباب ما يفتح
قايد بروقان ابتسم : افا وش هالباب اللي ما تنازل لك
أوراد بدت تتوتر : قايد الباب
قايد مد يده لزر أمان الباب وقبل يفتحها : خطبتك من أبوك يا وردة قايد واليوم عطيه الموافقة ترى مثل ما عندي حساسية من الثوم عندي فوبيا من الرفض وانتي تدرين
فتح أمان الباب تارك لها الفرصة تهرب بشكل سريع متعثر من سيارته اما هو تسند على المرتبة براحة وهو يشوفها تدخل البيت اللي تشرعت بيبانه نزل يساعد جسّار بالاغراض اللي معه
جسّار منعه من شاف جسمه الخامل وخشمه الأحمر من الزكام : روح روح رمّاح يساعدني ارجع انت البيت
قايد بروقان : افا رمّاح طاير بيدخل خلني اساعدك
جسّار لف على رمّاح بقهر وهو يصرخ فيه : تعال يالرخمة
ضحك قايد واستأذن منهم راجع لسيارته متوجه للمستشفى
-أما داخل بيت راجح
دخلوا الحريم كلهم بشكل متتالي لداخل البيت أما جسّار ورمّاح دخلوا للمجلس اللي كان موجود فيه راجح بس
راجح بترحيب : الله يحيي العرسان
ردوا عليه كلهم : الله يحييك
-عند الحريم كانت شغف المسؤولة عن تنسيق الضيافة سلمت على كل الموجودين واللي تعرفت عليهم من قبل وجلست جنب خالتها
شغف بقهر: النوري انا متورطة جد
نوره ابتسمت : افا ليه
شغف بقهر: شوفي بناتكم كلهم متزينين من قلب وانا ما مداني اكشخ والسبب اني لازم اعطي الترتيبات والأوامر اووف ليه ثنتنيهم يتزوجون مع بعض واكلها انا
نوره ابتسمت : بيردونها بزواجك بعدين هذا انتي وش زينك ما شاء الله كلك زين وحلا لو انتيب بجامه
شغف باست خدها بعمق: وهه فدوة للي يعززون لي والله
لولوه : الا وين عروساتنا
شغف بهمس: شفيها تبيهم ينزلون من الحين بدري ما جاوا العرسان
نوره بترتيب : ما عليك شوي وخلي مشاعر تنزل جسّار موجود بالمجلس وبعدها تطلع تروح مجلس الحريم يلبسها جسّار وبالوقت هذا تنزل روح وندخل رمّاح
شغف بحماس : الله عليك صح والله
نوره ابتسمت : يلا حبيبتي روحي نادي مشاعر
شغف انطلقت بشكل سريع وهي ترفع فستانها الطويل وتتوجه لمشاعر اللي اترفت نفسها بالحسن من غير ما تدري ان جسّار بيكون موجود كانت زينتها للحريم وهذا اللي كانت تعرفه
شغف بحماس: يلا ميمي انزلي جاوا كلهم وينتظرونك
مشاعر اختتمت طلتها بتولة العود اللي مررتها على رقبتها وهي تحاول تبعد التوتر اللي نزل عليها من مقابل آل صارم كلهم
شغف بطفش: مشاعر يلا والله تجننين وبتأخذين عقل اخوي بس يلا عجلي واضح ان عجوزهم مستعجلة لابسه سوق الذهب كله لولا الحيا كنت شيكت على عصاها اذا خشب ولا ذهب عشان اذا ذهب اخذها وأبيعها واخذ فلوسها وأقول لها سرقوها الوراعين
مشاعر بانزعاج : خلاص يلا خلصت
شغف اللي كلمت الدي جي المسؤولين عن زفة مشاعر يجهزون الزفة وقفت مشاعر قدام المرايا الطويلة للمرة الأخيرة تشيك على طلتها اللي كانت فستان أحمر راسم تفاصيل جسمها بشكل مبهر للعين ومكياجها اللي اكتفت بمكياج خفيف كحل وروج احمر متناسب مع بياضها وفستانها الأحمر الصريح وشعرها الكثيف المموج على طول ظهرها والطقم الفضي الناعم كان مميز طلتها ابتسمت بثقة وهي تسمع اعلان زفتها اللي كانت متفقة عليها مع شغف اخذت نفس عميق وهي تنزل الدرج تحت ابتسامات نوره اللي ما قدرت ما تتوجه لها وتنفث عليها بآيات التحصين وهمست لها : اسمحي لي أكون بدور أمك اليوم
مشاعر ابتسمت لها : من حسن حظي
مسكت ساعدها وهي تساعدها تنزل وسط نظرات لولو المتفحصة لمشاعر نظرات ما تخلو من المقارنات بينها وبين هبه
وصلت مشاعر لمكانها المخصص وجلست بثقة وهي راسمه ابتسامة واسعة على ثغرها لكن الابتسامة اختفت من سمعت مكالمة نوره لجسّار تطلب منه يدخل ويأخذ عروسته يلبسها لفت على شغف بغضب وشغف اللي هربت من نظرات مشاعر الحارقة وهي تدري ان ما عندها علم عن دخول جسّار وبعد دقايق دخل جسّار برفقة ضوى اللي أصرت انها هي اللي تزفه مشى مع ضوى حتى انبهر من هالة الحسن اللي تنتظره وعلى الرغم من نظراتها الحادة إلا إن الثقة اللي بنظراتها اكثر ما جذبه لها ما بين على وجهه علامات الانبهار بعد ما اخذ درس من المرة السابقة وصل عندها وسلم عليها كف فقط ونطق بابتسامة : الف مبروك
ضوى دقت كتفه : بوس رأسها
جسّار باستنكار: جدتي هي عشان أبوس رأسها امنعينا من الفلسفة بس مسك يد مشاعر اللي حس ببرودتها تنتقل لجسمه الدافي ابتسم وهو يكلم أمه : وين الشبكة
نوره ابتسمت : مو هينا تعال المجلس النسائي عشان يدخل رمّاح لعروسته
جسّار ابتسم وهذا كان عز طلبه يختلي فيها ويسرق من النظرات كل ما يقدر: يلا سرينا
نوره ابتسمت وهي تسبقه للمجلس النسائي أما هو همس لمشاعر: مبروك عليك انا يالموت الحمر
مشاعر بنفس الابتسامة والهمس : مبروك انا عليك يالسم اليماني
ضحك بعمق وهو يمشي ساحبها معه للمجلس النسائي وسط ابتسامات البنات اللي يحسبونهم تبادلوا عبارات الغزل
دخلوا للمجلس وجسّار ما زال شاد يد مشاعر
مشاعر بهمس: وصلنا اترك يدي
جسّار بعناد شدّ يدها اكثر وهو يطلب من أمه : خلاص انا البسها اعرف
مشاعر بهمس مقهور: ايه طبعًا خبرة حضرتك
جسّار لف عليها بابتسامة شغف: اعتبرها غيرة؟
مشاعر بسخرية : هذا اللي باقي اغار عليك
جسّار اللي حاس برجفتها اللي زادت من سمعت نوره توصيه عليها : خففي رجفتك يالخوافة كل اللي بسويه بلبسك ماهي ليلتنا عشان ترجفين هالرجفه
مشاعر انصبغ وجهها بحيا وسحبت يدها من يده بقوة لكنها ما قدرت تفلتها من شدته ليدها القوية وأول ما طلعوا نوره وضوى ابتسم بانتصار وهو يسرق نظراته براحة : طلعتي صادقة لما قلتي الاهتمام ماهو مخصص بيوم اجل مبالغتك بالزينة اليوم وش اسمها
مشاعر ببرود: اذا تسمي هذي مبالغة فالبلاء بفهمك لمفهوم البساطة
جسّار ابتسم : بالملكة لبستي ابيض واللي اعرفه انه للزواج والحين لبستي الأحمر انا اذكر اللون هذا بس ما أتوقع انك متعمدته
مشاعر بقهر من جرأته الزايدة: ممكن تخلص الشكليات هذي وتعطيني الطقم البسه ونخلص
جسّار بروقان : أفا وهو انا ناوي اترك هالفرصة؟
مشاعر بقهر: لا تقنعيني انه ودك بالشكليات هذي
جسّار ابتسم بروقان وهو يقرب لها أكثر: تبين اثبت لك ؟
مشاعر بسخرية : توك تقول اني مو جدتك
جسّار بروقان سحب الخاتم وهو يلبسها إياه باليمين ويترك بوسته على اصبعها اللي ضم الدبلة : ايه ما نبوس رأسك بس ما يمنع نجرب أماكن ثانية
مشاعر بقهر سحبت يدها من يده : ابعد يا جسّار
جسّار برفض: مالي نية
مشاعر بقهر حاولت تسحب يدها لكن باتت محاولتها بالفشل انتظرته يبعد يده عشان يسكر الاسوارة لكنه قرأ أفكارها وثبت الاسوارة باليد اللي ماسك فيها كفها بدون ما يبعد يده واليد الثانية سكر فيها الاسوارة وابتسم بتشفي من لمح ملامح الصدمة على وجهها
جسّار بتعمد باس ساعدها مكان الاسوارة ونطق: مثل ما قلتي الخبرة لها دور
مشاعر اللي قررت ما تناقشه ابد وتتركه بدون ما تتناقش معه لأنها كل ما تناقشت يسوي العكس ترك يدها وهو يلف يده على خصرها بشكل سريع ويقربها منه همس بابتسامة : بتركك بس جربي تطلعين وتشوفك جدتي ما لبستي شبكتك كاملة وتنقد عليك
مشاعر ما ردت عليه وتوترها يزيد كل ما يقترب منها واللي من شدة القرب قدرت تحدد روايح عطره المختلط ما بين العود القوي والباتشولي مع مسك
سحب السلسال وهو يتعمد يقرب أكثر تركه على عنقها وترك معه اخر بوسة تعمد يطول فيها لكنها ابتعدت عنه بسرعة
مشاعر بتوتر: خلصت خلاص تقدر تروح
جسّار جلس على الكنب حاط رجل على رجل لكن مشاعر قربت منه انصدم من قربها المفاجئ
مشاعر بصدمة : جاي بسلاحك يا جسّار
جسّار ضحك بصدمة : تخافين!!
مشاعر بصدمة : من جدك انت وش حاجة السلاح
جسّار ببروح : سلاح العسكري دين برقبته معه وين ما راح حطيها حلقه بأذنك لو تشوفيني نايم بسلاح لا تستغربين
مشاعر كانت الصدمة كفيلة بانها تبتعد عنه وتجلس بأبعد زاوية عن مكانه تاركته يسرح بالنظر فيها ويلعب بسبحته بكفه بتفنن
-عند رمّاح وروحه
رمّاح اللي طلب منهم يدخل قبل روح ويشوفها وهي تنزف له ولبوا له طلبه كان جالس منتظر طلتها اللي ما طولت حتى طلت بفستانها اللي اختارته أزرق مايل للكحلي وتاركه شعرها منساب بنعومة على اكتافها اللي مغطيها السوارفسكي تابع الفستان ابتسم لها رمّاح اللي كان واعدها اول ما تنزل بيكون قدامها ووعدته انها ما تناظر بأي أحد عشان ما تتوتر تناظر فيه وبس
وفعلًا كانت النظرات متبادلة ما بين الاثنين بشكل اجبر كل الموجودين يبتسمون وأول ما قربت روح لمكانها اخفاها رمّاح بجناحه أول ما احتضنها لكن الصدمة لهم كانت من سمعوا صوت السلاح القوي واللي كان صادر من برى البيت
قد يعجبك ايضا