رواية عروس صعيدي الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور زيزو
البــــارت الثـــالـث عشـــ13ـــر بعنـــوان " ثــــأر "
صعدت رهف لغرفتها مساءاً وتركت الجميع بالأسفل وهى تشتهى الأن شئ واحد سرير تنام به وتشعر بجسدها المنهك ،، دخلت الغرفة ومنها إلى الحمام أخذت حمامها وغسلت أسنانها وأرتدت روب الأستحمام وشعرها مسدول على ظهرها مبلل ،، وخرجت مسكت ريموت كنترول وفتحت الاضواء والتكيف وجلست أمام المرآة وضعت بعض مرطبات وتركت شعرها المبلل وجسدها أوشك على السقوط من قلة النوم أستدارت وصعقت حين رأت .....
__________________
سمع الجميع صوت صرختها من الأسفل ،، صعد منتصر الدرج بخوف من صرختها وخلفه الجميع ،، فتح باب الغرفة ودلف إليها بهلع شديد بسرعة البرق ،، وجدها جالسة على الأرض بمنتصف الغرفة وترتدى روب الأستحمام وتبكي بخوف شديد وترتجف وعيناها ثابتة على السرير ،، نظر نحو السرير ورأي قطتها عليها مدبوحة والسرير ملوث بدماءها ،، تتنهد بأرتياح وأغلق الباب حتى لا يدخل أحد وذهب نحو بخطوات هادئة حتى وصل أمامها وجثو على ركبتيه ،، نظر لها بهدوء يعلم بأنها تخشي هذه المشاهد المؤلمة وترعبها ،، أربت على رأسها بحنان ،، أبعدت نظرها عن القطة ثم نظرت له بعيون باكية ويحتل الخوف عيناها ورمت بنفسها بين ذراعيه ،، أربت على ظهرها بحنان وهى تتشبث به بقوة ....
______________________
نزلت حكمت من الأعلى على صوت تكسير الأشياء وشجار بصوت عالى بين علام ورجل أخر ،، وقفت على الدرج تستمع إلى حديثهما وتراقبوه وتبتسم ساخرة من غباءه ...
رحل الرجل وترك علام بصدمته ،، جلس علام على الكرسي بتهكم وأرهاق ..
أكملت حكمت نزول الدرج وسألته وهى تقترب منه :-
- حصل إيه
أردف علام بهدوء ومازال فى صدمته ،،قائلاً :-
- الراجل اللى اشتغلت وياه على الشركة الجديد طلع نصاب ،، أخد ١٠ مليون جنيه منى وهرب ،، كل اللى حلتى راح وعليهم فلوس الجرض اللى خدته من البنك
أردفت حكمت بحزن مصطنع ،، قائلة :-
- مانا جولتلك أنك مهتفهمش فى شغل الشركة ده مسمعتش ليا
وضع يده على رأسه بخيبة أمل ،، رن هاتفها معلن عن أستلام رسالة ،، فتحتها وتبسمت فور رؤيتها وكانت تحتوى الرسالة على " الفلوس بقيت فى حسابك فى البنك ١٥مليون ج وده رقم الحساب ** "
وقفت وتركته وخرجت من المنزل بأكمله سعيدة بعد أن حصلت على كل أمواله وجعلته مدين للبنك بمبلغ القرض ...
______________________
خرجت هاجر مع رهف من السراية وهى تحمل على ذراعها حمزة طفلها الصغير ..
سألتها رهف وهى تمشي بجوارها هادئة ومبتسمة كفراشة تملئ المكان بجمالها :-
- احنا مش هنتأخر صح
أجابتها هاجر وهى تداعب طفلها حتى لا يبكي ،، قائلة :-
- لا هنديه التطعيم وهنعود على طول ،، ليه
أردفت رهف بسعادة وقلبها يرفرف بالتفكير به ،، قائلة :-
- اصل عاوزة أروح لمنتصر وبابا الاسطبل
نظرت هاجر لها ولبسمتها المبهجة التى تنير وجهها ،، وقالت :-
- ماشي هوديكى عنديهم واحنا معاودين
أتسعت بسمتها أكثر وأخيراً ستراه وتطفي نيران الشوق له بداخلها ،، دائماً تشتاق له بحنون حين يغيب عنها ،، ذهبت مع هاجر إلى الوحدة من أجل تطعيم الطفل وأخذتها هاجر إلى الأسطبل ،، رأته يقف هناك فى الساحة ومعه حصانه الأبيض ،، أقتربت منه بهدوء دون أن تصدر أى صوت ووقفت خلفه مباشراً ولفت ذراعيه حول خصره تعانقه من الخلف ،، أنتفض جسده بدهشة وأبعدها عنه ثم نظر لها ورأي علامات الدهشة على وجهها من رد فعله
سألها وهو ينظر حوله بخوف أن يراهم أحد :-
- جنتى يارهف ،، ايه اللى بتعملى ده
أقتربت خطوة منه ومازالت تبتسم له بأشراق ،، وقالت بنبرة دافئة :-
- واحشتنى
أزدرد لعوبه بصعوبة من جمالها ورقتها ،، وتجاهل كلمتها وقال :-
- ايه اللى جابك اهنا
ضحكت ومسكته من وشاحه الموضوع على كتفه برفق ،، وأعادت كلمتها بنبرة ناعمة وأكثر دفء وعيناها تلمعان بحبه ،، قائلة :-
- واحشتنى
أشاح نظره عنها بأرتباك ولم يستطيع الأطالة بنظره بعيدآ عنها ،، أعاد للنظر لها مجدداً وقال :-
- جيت لوحدك
أشارت إليه بلا برأسها وقالت :-
- هاجر وصلتنى ومشيت
نظرت لحصانه ووضعت يدها على عنقه وقالت :-
- أنا عاوزه واحد من ده
ضحك بخفة عليها وقال :-
- هو لعبه عاوزها
أستدارت له بوجه عابث من رده وقالت :-
- طب أركبه
أجابها وهو يأخذ حصانه للمنزل الخشبي :-
- مهينفعش انتى حبلة ،، ولو وجعتى من عليه خطر
ذهبت خلفه بتذمر وهى تصر على طلبها ،، وقالت :-
- مرة واحدة بس ،، متخافش مش هقع انت هتركب معايا ،، بليز
أستدار لها ثم نظر لعيناها وهى تنظر له ببراءة وترمش بعيناها كثير تترجاه أن يوافق ،، ضحك على نظرتها وقال :-
- طب أستنى اهنا متتحركيش
وتركها ورحل ليفعل شئ ....
______________________
وصل وليد للأسطبل وهو يتحدث مع حكمت فى الهاتف ،، قائلاً :-
- ماشي انا وصلت
أردفت حكمت بتحذير من الخطأ ،، قائلة :-
- فهمت هتجوله ايه ،، متجولش اى حاجة غير تلميحات أن عمه مديون وبس
أجابها وهو يمشي فى الأسطبل ويبحث بنظره عن منتصر ،، قائلاً :-
- حاضر ،، فهمت
أردفت حكمت محذرة له وتذكره بتهديدها ،، قائلة :-
- ويارب متغلطتش كيف ما عملت بالجطة ،، منتصر لو شك فيك وأنك دخلت اوضته ومرته فيها هيجتلك ،، بطل تستعجل موتك على يده ...
لم ينتبه لحديثها ،، فقط وقف مكانه كاللوح من الثلج حين رأها تقف بداخل المنزل الخشبي وتبتسم بأشراق وهى تداعب احد الفرس ،، كانت كوردة جميلة تتفتح فى الربيع ... أغلق الخط مع حكمت قبل إنهاء حديثهم ،، وذهب نحو المنزل ...
وقفت رهف تلعب بشعرات الفرسة وتبتسم بأشراق عليها ،، شعرت بأحد خلفها تبسمت بسعادة أكبر وأستدار وهى تقول :-
- حبيبي ....
تلجم لسانها وتشنجت عضلاتها وبدون أرادة فور رؤيته عادت خطوة للخلف بإحراج ،، أبتسم لها وقال :-
- منتصر هنا
أشارت إليه بلا بأرتباك وتوتر ،، أبتسم بخبث وأقترب منها بخطوة ،، أتسعت عيناها بدهشة أعتقدت بأنه سيرحل حين تخبره بعدم وجود زوجها ولكنه أقترب منها ...
سألها وهو يضع يده على يدها الموجودة على رأس الفرسة :-
- وانتى لوحدك هنا ،، مش خايفة
نظرت ليده حين لمست يدها وصارت القشعريرة فى جسدها بخوف ،، وسبحت يدها بتوتر واضح ،، وقالت :-
- عن أذنك
وكادت أن تمر من جانبه لتخرج تبحث عن حبيبها ،، ولكنه مسكها من معصمها قبل أن ترحل ،، أغلقت قبضتها وبدأ جسدها فى الأرتجاف وشعرت بخوف شديد من نظراته لها ولمس ليدها ..
أردف وليد وهو يقترب أكثر منها وينظر لعيناها ،، قائلاً :-
- على فين ،، أنا محبش اكون أزعجتك وتمشي بسببى
نظرت له بدهشة رغم خوفها بسبب لهجته المصرية وليست الصعيدية ،، أردفت رهف بخوف شديد وهى تشير على يده ،، قائلة :-
- ممكن تسيب أيدي ،، مينفعش كده
أقترب أكثر وكاد أن يلتصق بها وعيناه تنظر بشهوة لعيناها ،، وقال :-
- أوصلك للبيت
أشارت إليه بلا وهى تحاول جذب يدها من قبضته القوية ...
أردف وليد بنبرة قلق وخوف عليها ،، قائلاً :-
- أيدك باردة ليه ،، أنتى عيانة
جمعت رهف شجاعتها وبدأت تغضب من قبضته وقربه منها أكثر من اللازم ،، وقالت :-
- أعتقد دى حاجة متخصكش أصلا ،، وممكن تسيب أيدي بقى
صعقت من رد فعله حين وضع يده الأخر على وجهها يبعد خصلات شعرها خلف أذنها بشغف ويقول بهيام :-
- متخصنيش ازاى ،، أنتى كلك على بعضك تخصينى ،، لو مخوفتش عليكى أخاف على مين يارهف ،، أنتى أجمل حاجة حصلتى
دفعته بقوة بعيد عنها وهى فى صدمة من حديثه وأفعاله ،، ونظرت له بأحتقار وأستدارت لترحل ،، خطت خطوات نحو الباب الرئيسي وهى غاضبه وتمسح وجهها بيديها بقوة وتشعر بقرف من جسدها بسبب لمساته لها ،، ركضت خلفها ومسكها من يدها مجدداً وقال :-
- رهف انتى راحة فين ،، أستنى انا لسه فى كلام مقولتهوش ،، رهف انا بحبك ...
صفعته على وجهه بقوة وقالت :-
- انت أنسان زبالة وحقير وتحمد ربنا انا الكف ده منى انا مش منتصر
سمع حديثها وهو فى صدمه من صفعتها ،، أشتعلت نيران الغضب بداخله حين نطقت أسم زوجها وعدوه ،، وأستدارت لكى ترحل وصعقت حين جذبها بقوة نحوه وأصطدمت بجسده وشهقت بخوف حين أقترب منها وحاول تقبيلها ،، نزلت دموعها بخوف وهى تقاومه وتذكرت ماضيها وشعرت بأختناق فى صدرها وهى تحاول التنفس ولم تستطيع ...
أقترب منتصر من المنزل الخشبي ومعه عبده ورجب ودخل المنزل ولم يراها بحث بنظره جيداً ولم يراها ،، أقترب من الفرسة التى أختارها لحبيبته ومسك مقبض الباب الخشبي لكي يخرجها من أجل زوجته وسمع صوت أنين بكاءها وأنفاسها العالية من خلفه ،، أستدار وصعق حين رآي قدمها من أسفل الباب الخشبي الصغير المقابل له ،، أقترب وصعق حين رآها على الأرض وترتجف بقوة وتبكي ووليد فوقها يحاول تقبيلها وهى تمنعه بيدها وصوتها لا تستطيع أخرجه من بين ضلوعها وتكاد تفقد أنفاسها وهى ترى شريط الماضي أمامها يعاد من جديد ،، فتح منتصر الباب بغضب شديد وجذبه من ملابسه بقوة ودفعه خارجا ،، صعق رجب حين رأه وأقترب مع عبده ورأي أبنته تحاول الجلوس وتبكي بغزارة ،، أسرع نحوها وضمها إلى صدره ،، تشبثت به بقوة وهى تكاد تفقد وعيها من الخوف والماضي والتوتر ...
لكمه منتصر بقوة واسقطته أرضاً أكثر من مرة ويسيطر عليه الغضب وتشتعل نيران الوجع من هذا المشهد بداخل قلبه ،، سقط وليد على الأرض يتألم ووجهه ينزف ،، أقترب منتصر وركله بقدمه فى بطنه ،، أخرج وليد مسدسه بسرعة وهو يرى منتصر يقترب منه وعلى وشك قتله ،، ركل منتصر يده بسرعة وأسقط منه المسدس ...
خرجت رهف مع رجب من الغرفة وراته يضربه بقوة وعلى وشك قتله ،، وأتسعت عيناها بصدمة وهى تراه يلتقط المسدس من الأرض ويقف أمام وليد وهو على الارض ووضع قدمه على صدر وليد بغضب ،، ركضت نحوه بخوف ومسك يده وهى تبكي وقالت وهى تتنفس بصعوبة :-
- منتصر ،، بلاش ... بلاش
وضع منتصر أصبعه على الزناد بغضب دون أن يستمع لحديثها ،، وجذب رأسها بيده الأخري وأخفاها فى صدره بخوف عليها من هذا المشهد ،، وضغط على الزناد مرتين ،، أنتفض جسدها بين يده وبكت بخوف عليه ،، رمى المسدس بجوار جثته وهو يشعر بجسدها يسترخى بين يده وتتوقف عن البكاء ليعلم أنها فقدت وعيها ،، مسكها بحرص قبل أن تسقط وحملها وخرج ....
_______________________
علم الجميع بما حدث ،، غضبت سميحة بقوة بسبب رهف فقد حبيبها أمس واليوم زوجها ،، مر ثلاث ايام ورفضت سميحة العزاء قبل أخذ ثأرها من منتصر فهو قتل زوجها من أجل حبيبته ،، وتواعد بأن تقتل هذا الثنائي بيدها فقتل أحدهم يعنى قتل الأثنين الأول سيموت أما الثانى سيبقي جسد بلا روح بمعنى ميت شبه حي ....
______________________
دخلت سميحة السراية وهى تشتعل من الغضب وملامحها مُخيفة ...
وتصرخ بصوت عالى يهز جدران السراية بأكملها ودموعها تنهمر على وجهها ،، قائلة :-
- هو فين .. هو فين
إشارت الخادمة لها على غرفة المكتب ،، دفعت الخادمة من أمامها ودخلت لغرفة المكتب بغضب وهى تصرخ بمنتصر وهو جالس على كرسيه يباشر أعماله وتجارته .. صارخة :-
- جتلته .... جتلته يامنتصر وارتاحت
رفع نظره لها ببرود ،، يردف بنبرة مهددة ومحذراً قائلاً :-
- ايوة جتلته .. واللى هيجرب من بوابة السرايه ،، هجتله ...
نظرت له بغضب وهى تخرج مسدس من عبايتها السمرة ،، وعيناها تذرف دموعها ،، وتصوب مسدسها نحو منتصر وهى تبكي وتجز على أسنانها من الوجع ،، والألم تلتهم قلبها وتحول صدرها لرماد بعد أن أهلكته نيران الفراق ... وقف منتصر ببرود دون خوف وصرام ،، وألتف حول مكتبه ووقف أمامها يفتح ذراعيه لها ،، مبتسماً لها ساخراً وقال :-
- أضربى أضربي
أشعلت نيران الوجع بصدرها مع ضحكاته لها وهو يسخر منها بعد ما فعله بها ...
دلفت رهف الغرفة باسمة وهى تركض إلى حبيبها ،، تريد أن تجعله يراها بملابس البلد وكما كبرت طفلته ونصجت ،، وترتدي عباية بيتها البيضاء ،، وصرخت بفزع حين رأت المسدس فى يد سميحة ...
أقتربت منها وهى تزدرد لعوبها بخوف وهى تراها تصوب مسدسها على صدر حبيبها ،، قائلة :-
- أنتى بتعملى ايه
أردف منتصر بلهجة تحذير وبصوت غليظ ،، قائلاً :-
- أطلعى برا يارهف
أقتربت رهف بخوف عليه وهى تعصي أمره ،، نظرت سميحة لنظراته إلى رهف والخوف الذي سكن عيناه عليها من جنان تلك المرأة ،،، أقتربت رهف أكثر وهى تحاول أن تأخذ منها المسدس ،، ودار العراك بينها وبين سميحة ،، وهو يجذب رهف من كتفها يريد أبعدها عن هذه الجنون والسلاح الذي يكاد يصيبها هى ...
تردف سميحة بغضب وهى تبكي على ما فعله بها ,, قائلة :-
- هجتلته ،، هجتلته وأحرج جلبك عليه
وترد رهف عليها وهى تمسك بالمسدس بيدها ،، تحاول أنتزاعه من يد سميحة وهى تتشبث به ،،قائلة :-
- لا منتصر لا ،، مش هسمحلك تأذيه
وبدون أنذار وكلاهما يصرخان ،، خرجت رصاصة من المسدس ،، أتسعت عين سميحة بهلع وأنتفض جسدها ،، وأنتفض جسد رهف بين يديه ،،، نظر بهلع لهما وهو لا يعلم الرصاصة صابت حبيبته أما صابت تلك الحية ...........
تـــــــاااابـــع ......
صعدت رهف لغرفتها مساءاً وتركت الجميع بالأسفل وهى تشتهى الأن شئ واحد سرير تنام به وتشعر بجسدها المنهك ،، دخلت الغرفة ومنها إلى الحمام أخذت حمامها وغسلت أسنانها وأرتدت روب الأستحمام وشعرها مسدول على ظهرها مبلل ،، وخرجت مسكت ريموت كنترول وفتحت الاضواء والتكيف وجلست أمام المرآة وضعت بعض مرطبات وتركت شعرها المبلل وجسدها أوشك على السقوط من قلة النوم أستدارت وصعقت حين رأت .....
__________________
سمع الجميع صوت صرختها من الأسفل ،، صعد منتصر الدرج بخوف من صرختها وخلفه الجميع ،، فتح باب الغرفة ودلف إليها بهلع شديد بسرعة البرق ،، وجدها جالسة على الأرض بمنتصف الغرفة وترتدى روب الأستحمام وتبكي بخوف شديد وترتجف وعيناها ثابتة على السرير ،، نظر نحو السرير ورأي قطتها عليها مدبوحة والسرير ملوث بدماءها ،، تتنهد بأرتياح وأغلق الباب حتى لا يدخل أحد وذهب نحو بخطوات هادئة حتى وصل أمامها وجثو على ركبتيه ،، نظر لها بهدوء يعلم بأنها تخشي هذه المشاهد المؤلمة وترعبها ،، أربت على رأسها بحنان ،، أبعدت نظرها عن القطة ثم نظرت له بعيون باكية ويحتل الخوف عيناها ورمت بنفسها بين ذراعيه ،، أربت على ظهرها بحنان وهى تتشبث به بقوة ....
______________________
نزلت حكمت من الأعلى على صوت تكسير الأشياء وشجار بصوت عالى بين علام ورجل أخر ،، وقفت على الدرج تستمع إلى حديثهما وتراقبوه وتبتسم ساخرة من غباءه ...
رحل الرجل وترك علام بصدمته ،، جلس علام على الكرسي بتهكم وأرهاق ..
أكملت حكمت نزول الدرج وسألته وهى تقترب منه :-
- حصل إيه
أردف علام بهدوء ومازال فى صدمته ،،قائلاً :-
- الراجل اللى اشتغلت وياه على الشركة الجديد طلع نصاب ،، أخد ١٠ مليون جنيه منى وهرب ،، كل اللى حلتى راح وعليهم فلوس الجرض اللى خدته من البنك
أردفت حكمت بحزن مصطنع ،، قائلة :-
- مانا جولتلك أنك مهتفهمش فى شغل الشركة ده مسمعتش ليا
وضع يده على رأسه بخيبة أمل ،، رن هاتفها معلن عن أستلام رسالة ،، فتحتها وتبسمت فور رؤيتها وكانت تحتوى الرسالة على " الفلوس بقيت فى حسابك فى البنك ١٥مليون ج وده رقم الحساب ** "
وقفت وتركته وخرجت من المنزل بأكمله سعيدة بعد أن حصلت على كل أمواله وجعلته مدين للبنك بمبلغ القرض ...
______________________
خرجت هاجر مع رهف من السراية وهى تحمل على ذراعها حمزة طفلها الصغير ..
سألتها رهف وهى تمشي بجوارها هادئة ومبتسمة كفراشة تملئ المكان بجمالها :-
- احنا مش هنتأخر صح
أجابتها هاجر وهى تداعب طفلها حتى لا يبكي ،، قائلة :-
- لا هنديه التطعيم وهنعود على طول ،، ليه
أردفت رهف بسعادة وقلبها يرفرف بالتفكير به ،، قائلة :-
- اصل عاوزة أروح لمنتصر وبابا الاسطبل
نظرت هاجر لها ولبسمتها المبهجة التى تنير وجهها ،، وقالت :-
- ماشي هوديكى عنديهم واحنا معاودين
أتسعت بسمتها أكثر وأخيراً ستراه وتطفي نيران الشوق له بداخلها ،، دائماً تشتاق له بحنون حين يغيب عنها ،، ذهبت مع هاجر إلى الوحدة من أجل تطعيم الطفل وأخذتها هاجر إلى الأسطبل ،، رأته يقف هناك فى الساحة ومعه حصانه الأبيض ،، أقتربت منه بهدوء دون أن تصدر أى صوت ووقفت خلفه مباشراً ولفت ذراعيه حول خصره تعانقه من الخلف ،، أنتفض جسده بدهشة وأبعدها عنه ثم نظر لها ورأي علامات الدهشة على وجهها من رد فعله
سألها وهو ينظر حوله بخوف أن يراهم أحد :-
- جنتى يارهف ،، ايه اللى بتعملى ده
أقتربت خطوة منه ومازالت تبتسم له بأشراق ،، وقالت بنبرة دافئة :-
- واحشتنى
أزدرد لعوبه بصعوبة من جمالها ورقتها ،، وتجاهل كلمتها وقال :-
- ايه اللى جابك اهنا
ضحكت ومسكته من وشاحه الموضوع على كتفه برفق ،، وأعادت كلمتها بنبرة ناعمة وأكثر دفء وعيناها تلمعان بحبه ،، قائلة :-
- واحشتنى
أشاح نظره عنها بأرتباك ولم يستطيع الأطالة بنظره بعيدآ عنها ،، أعاد للنظر لها مجدداً وقال :-
- جيت لوحدك
أشارت إليه بلا برأسها وقالت :-
- هاجر وصلتنى ومشيت
نظرت لحصانه ووضعت يدها على عنقه وقالت :-
- أنا عاوزه واحد من ده
ضحك بخفة عليها وقال :-
- هو لعبه عاوزها
أستدارت له بوجه عابث من رده وقالت :-
- طب أركبه
أجابها وهو يأخذ حصانه للمنزل الخشبي :-
- مهينفعش انتى حبلة ،، ولو وجعتى من عليه خطر
ذهبت خلفه بتذمر وهى تصر على طلبها ،، وقالت :-
- مرة واحدة بس ،، متخافش مش هقع انت هتركب معايا ،، بليز
أستدار لها ثم نظر لعيناها وهى تنظر له ببراءة وترمش بعيناها كثير تترجاه أن يوافق ،، ضحك على نظرتها وقال :-
- طب أستنى اهنا متتحركيش
وتركها ورحل ليفعل شئ ....
______________________
وصل وليد للأسطبل وهو يتحدث مع حكمت فى الهاتف ،، قائلاً :-
- ماشي انا وصلت
أردفت حكمت بتحذير من الخطأ ،، قائلة :-
- فهمت هتجوله ايه ،، متجولش اى حاجة غير تلميحات أن عمه مديون وبس
أجابها وهو يمشي فى الأسطبل ويبحث بنظره عن منتصر ،، قائلاً :-
- حاضر ،، فهمت
أردفت حكمت محذرة له وتذكره بتهديدها ،، قائلة :-
- ويارب متغلطتش كيف ما عملت بالجطة ،، منتصر لو شك فيك وأنك دخلت اوضته ومرته فيها هيجتلك ،، بطل تستعجل موتك على يده ...
لم ينتبه لحديثها ،، فقط وقف مكانه كاللوح من الثلج حين رأها تقف بداخل المنزل الخشبي وتبتسم بأشراق وهى تداعب احد الفرس ،، كانت كوردة جميلة تتفتح فى الربيع ... أغلق الخط مع حكمت قبل إنهاء حديثهم ،، وذهب نحو المنزل ...
وقفت رهف تلعب بشعرات الفرسة وتبتسم بأشراق عليها ،، شعرت بأحد خلفها تبسمت بسعادة أكبر وأستدار وهى تقول :-
- حبيبي ....
تلجم لسانها وتشنجت عضلاتها وبدون أرادة فور رؤيته عادت خطوة للخلف بإحراج ،، أبتسم لها وقال :-
- منتصر هنا
أشارت إليه بلا بأرتباك وتوتر ،، أبتسم بخبث وأقترب منها بخطوة ،، أتسعت عيناها بدهشة أعتقدت بأنه سيرحل حين تخبره بعدم وجود زوجها ولكنه أقترب منها ...
سألها وهو يضع يده على يدها الموجودة على رأس الفرسة :-
- وانتى لوحدك هنا ،، مش خايفة
نظرت ليده حين لمست يدها وصارت القشعريرة فى جسدها بخوف ،، وسبحت يدها بتوتر واضح ،، وقالت :-
- عن أذنك
وكادت أن تمر من جانبه لتخرج تبحث عن حبيبها ،، ولكنه مسكها من معصمها قبل أن ترحل ،، أغلقت قبضتها وبدأ جسدها فى الأرتجاف وشعرت بخوف شديد من نظراته لها ولمس ليدها ..
أردف وليد وهو يقترب أكثر منها وينظر لعيناها ،، قائلاً :-
- على فين ،، أنا محبش اكون أزعجتك وتمشي بسببى
نظرت له بدهشة رغم خوفها بسبب لهجته المصرية وليست الصعيدية ،، أردفت رهف بخوف شديد وهى تشير على يده ،، قائلة :-
- ممكن تسيب أيدي ،، مينفعش كده
أقترب أكثر وكاد أن يلتصق بها وعيناه تنظر بشهوة لعيناها ،، وقال :-
- أوصلك للبيت
أشارت إليه بلا وهى تحاول جذب يدها من قبضته القوية ...
أردف وليد بنبرة قلق وخوف عليها ،، قائلاً :-
- أيدك باردة ليه ،، أنتى عيانة
جمعت رهف شجاعتها وبدأت تغضب من قبضته وقربه منها أكثر من اللازم ،، وقالت :-
- أعتقد دى حاجة متخصكش أصلا ،، وممكن تسيب أيدي بقى
صعقت من رد فعله حين وضع يده الأخر على وجهها يبعد خصلات شعرها خلف أذنها بشغف ويقول بهيام :-
- متخصنيش ازاى ،، أنتى كلك على بعضك تخصينى ،، لو مخوفتش عليكى أخاف على مين يارهف ،، أنتى أجمل حاجة حصلتى
دفعته بقوة بعيد عنها وهى فى صدمة من حديثه وأفعاله ،، ونظرت له بأحتقار وأستدارت لترحل ،، خطت خطوات نحو الباب الرئيسي وهى غاضبه وتمسح وجهها بيديها بقوة وتشعر بقرف من جسدها بسبب لمساته لها ،، ركضت خلفها ومسكها من يدها مجدداً وقال :-
- رهف انتى راحة فين ،، أستنى انا لسه فى كلام مقولتهوش ،، رهف انا بحبك ...
صفعته على وجهه بقوة وقالت :-
- انت أنسان زبالة وحقير وتحمد ربنا انا الكف ده منى انا مش منتصر
سمع حديثها وهو فى صدمه من صفعتها ،، أشتعلت نيران الغضب بداخله حين نطقت أسم زوجها وعدوه ،، وأستدارت لكى ترحل وصعقت حين جذبها بقوة نحوه وأصطدمت بجسده وشهقت بخوف حين أقترب منها وحاول تقبيلها ،، نزلت دموعها بخوف وهى تقاومه وتذكرت ماضيها وشعرت بأختناق فى صدرها وهى تحاول التنفس ولم تستطيع ...
أقترب منتصر من المنزل الخشبي ومعه عبده ورجب ودخل المنزل ولم يراها بحث بنظره جيداً ولم يراها ،، أقترب من الفرسة التى أختارها لحبيبته ومسك مقبض الباب الخشبي لكي يخرجها من أجل زوجته وسمع صوت أنين بكاءها وأنفاسها العالية من خلفه ،، أستدار وصعق حين رآي قدمها من أسفل الباب الخشبي الصغير المقابل له ،، أقترب وصعق حين رآها على الأرض وترتجف بقوة وتبكي ووليد فوقها يحاول تقبيلها وهى تمنعه بيدها وصوتها لا تستطيع أخرجه من بين ضلوعها وتكاد تفقد أنفاسها وهى ترى شريط الماضي أمامها يعاد من جديد ،، فتح منتصر الباب بغضب شديد وجذبه من ملابسه بقوة ودفعه خارجا ،، صعق رجب حين رأه وأقترب مع عبده ورأي أبنته تحاول الجلوس وتبكي بغزارة ،، أسرع نحوها وضمها إلى صدره ،، تشبثت به بقوة وهى تكاد تفقد وعيها من الخوف والماضي والتوتر ...
لكمه منتصر بقوة واسقطته أرضاً أكثر من مرة ويسيطر عليه الغضب وتشتعل نيران الوجع من هذا المشهد بداخل قلبه ،، سقط وليد على الأرض يتألم ووجهه ينزف ،، أقترب منتصر وركله بقدمه فى بطنه ،، أخرج وليد مسدسه بسرعة وهو يرى منتصر يقترب منه وعلى وشك قتله ،، ركل منتصر يده بسرعة وأسقط منه المسدس ...
خرجت رهف مع رجب من الغرفة وراته يضربه بقوة وعلى وشك قتله ،، وأتسعت عيناها بصدمة وهى تراه يلتقط المسدس من الأرض ويقف أمام وليد وهو على الارض ووضع قدمه على صدر وليد بغضب ،، ركضت نحوه بخوف ومسك يده وهى تبكي وقالت وهى تتنفس بصعوبة :-
- منتصر ،، بلاش ... بلاش
وضع منتصر أصبعه على الزناد بغضب دون أن يستمع لحديثها ،، وجذب رأسها بيده الأخري وأخفاها فى صدره بخوف عليها من هذا المشهد ،، وضغط على الزناد مرتين ،، أنتفض جسدها بين يده وبكت بخوف عليه ،، رمى المسدس بجوار جثته وهو يشعر بجسدها يسترخى بين يده وتتوقف عن البكاء ليعلم أنها فقدت وعيها ،، مسكها بحرص قبل أن تسقط وحملها وخرج ....
_______________________
علم الجميع بما حدث ،، غضبت سميحة بقوة بسبب رهف فقد حبيبها أمس واليوم زوجها ،، مر ثلاث ايام ورفضت سميحة العزاء قبل أخذ ثأرها من منتصر فهو قتل زوجها من أجل حبيبته ،، وتواعد بأن تقتل هذا الثنائي بيدها فقتل أحدهم يعنى قتل الأثنين الأول سيموت أما الثانى سيبقي جسد بلا روح بمعنى ميت شبه حي ....
______________________
دخلت سميحة السراية وهى تشتعل من الغضب وملامحها مُخيفة ...
وتصرخ بصوت عالى يهز جدران السراية بأكملها ودموعها تنهمر على وجهها ،، قائلة :-
- هو فين .. هو فين
إشارت الخادمة لها على غرفة المكتب ،، دفعت الخادمة من أمامها ودخلت لغرفة المكتب بغضب وهى تصرخ بمنتصر وهو جالس على كرسيه يباشر أعماله وتجارته .. صارخة :-
- جتلته .... جتلته يامنتصر وارتاحت
رفع نظره لها ببرود ،، يردف بنبرة مهددة ومحذراً قائلاً :-
- ايوة جتلته .. واللى هيجرب من بوابة السرايه ،، هجتله ...
نظرت له بغضب وهى تخرج مسدس من عبايتها السمرة ،، وعيناها تذرف دموعها ،، وتصوب مسدسها نحو منتصر وهى تبكي وتجز على أسنانها من الوجع ،، والألم تلتهم قلبها وتحول صدرها لرماد بعد أن أهلكته نيران الفراق ... وقف منتصر ببرود دون خوف وصرام ،، وألتف حول مكتبه ووقف أمامها يفتح ذراعيه لها ،، مبتسماً لها ساخراً وقال :-
- أضربى أضربي
أشعلت نيران الوجع بصدرها مع ضحكاته لها وهو يسخر منها بعد ما فعله بها ...
دلفت رهف الغرفة باسمة وهى تركض إلى حبيبها ،، تريد أن تجعله يراها بملابس البلد وكما كبرت طفلته ونصجت ،، وترتدي عباية بيتها البيضاء ،، وصرخت بفزع حين رأت المسدس فى يد سميحة ...
أقتربت منها وهى تزدرد لعوبها بخوف وهى تراها تصوب مسدسها على صدر حبيبها ،، قائلة :-
- أنتى بتعملى ايه
أردف منتصر بلهجة تحذير وبصوت غليظ ،، قائلاً :-
- أطلعى برا يارهف
أقتربت رهف بخوف عليه وهى تعصي أمره ،، نظرت سميحة لنظراته إلى رهف والخوف الذي سكن عيناه عليها من جنان تلك المرأة ،،، أقتربت رهف أكثر وهى تحاول أن تأخذ منها المسدس ،، ودار العراك بينها وبين سميحة ،، وهو يجذب رهف من كتفها يريد أبعدها عن هذه الجنون والسلاح الذي يكاد يصيبها هى ...
تردف سميحة بغضب وهى تبكي على ما فعله بها ,, قائلة :-
- هجتلته ،، هجتلته وأحرج جلبك عليه
وترد رهف عليها وهى تمسك بالمسدس بيدها ،، تحاول أنتزاعه من يد سميحة وهى تتشبث به ،،قائلة :-
- لا منتصر لا ،، مش هسمحلك تأذيه
وبدون أنذار وكلاهما يصرخان ،، خرجت رصاصة من المسدس ،، أتسعت عين سميحة بهلع وأنتفض جسدها ،، وأنتفض جسد رهف بين يديه ،،، نظر بهلع لهما وهو لا يعلم الرصاصة صابت حبيبته أما صابت تلك الحية ...........
تـــــــاااابـــع ......
قد يعجبك ايضا