رواية انها ملكي الفصل الثامن 8 بقلم رحمة سامي
بعد مرور ثلاثة أيام، توفي ياسر، وكان سيف في العناية المركزة يصارع الحياة. مرفت كانت ضائعة، لا تعرف ما يجب أن تفعله؛ قلبها يحترق على رفيق دربها الذي تركها، وعلى ابنها الذي يصارع الموت. كل هذا حدث بين ليلة وضحاها.
دادة سميحة بشفقة: قومي يا بنتي عشان تاكلي.
(دادة سميحة): امرأة طيبة القلب، كانت مربية سليم حتى توفي والداه وتم طردها. بعد خروج سليم من المصحة، عادت لتعمل معه مرة أخرى. تبلغ من العمر 65 سنة، بشوشة الوجه، ويعتبرها سليم أمه الثانية.
عشق ببكاء: شكرًا يا دادة، بس مش عايزة آكل.
سميحة بشفقة: حرام عليكي يا بنتي، انتي كده هتموتي. بقالك يومين من غير أكل!
عشق ببكاء: يا رب أموت بقى. أنا مش عارفة عملت إيه. ماما وبابا وحشوني أوي.
ظلّت تبكي حتى قطعت قلب سميحة ومن يقف خلف الباب، يمسك قلبه ليمنعه من الدخول إليها.
خرجت سميحة بعد أن غفت عشق بسبب البكاء.
سميحة بلوم: حرام عليك يا سليم! البنت فعلًا معملتش حاجة لكل ده. هي زيك اتظلمت، واللي المفروض تاخد حقك منه هو الزمن يا بني.
سليم بمقاطعة: دادة، اطلبي المأذون.
سميحة بدهشة: انت بتقول إيه يا سليم؟ بجد؟
سليم: أيوة يا دادة، انتي معاكي حق. هي ملهاش ذنب. بس لازم يبقى قدامهم أني بكرهها عشان محدش من عائلتها يحصل له حاجة. غير كده عرفت أن اللي رباني مات وإخواته كانوا هيموتوا بسبب إن في عربية دخلت فيهم.
سميحة بصدمة: يا لهوي! يا ساتر يا رب. مين اللي عمل كده؟
#الكاتبه Rahma Sami
سليم: باباه بسبب الجلطة، بس حادثة إخواته مش عارف، لكن هعرف.
سميحة بتفهم: سليم، البنت طيبة أوي. ولو هتتجوزها برضه بسبب الانتقام، بلاش يا بني. ونبي، لو اسمها اتكتب باسمك، هتبقى وصية الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام).
سليم: أكيد يا دادة. ودلوقتي روحي هاتي المأذون لحد ما أدخل أقعد معاها شوية.
سميحة بفرحة: حاضر يا بني، ربنا يهديك ويسعدك يا رب.
تركته وذهبت لإحضار المأذون. دخل سليم غرفة عشق، فوجدها نائمة بعمق، وعلى الوسادة آثار دموعها. كانت مثل الملاك. اقترب منها، ونزل على عينيها وقبلها، ثم خدها، ثم نظر إلى شفتيها وهو يسرح.
سليم: انتي عملتي فيا إيه؟
أما عند مروان...
مروان بغضب: بقولك إيه يا بت!
دهب: بت مين يا يلا؟
(دهب: فتاة تبلغ من العمر 25 سنة، بشعر بني وعيون عسلية).
مروان بصدمة: يلا إيه يا كلب البحر؟ انتي عارفة بتكلمي مين؟ أنا مروان فرغلي، أكبر رجل أعمال في العالم.
دهب بتمثيل: حصلنا الرعب يا سي فرغلي! بزمتك مش مكسوف من اسمك ده؟
مروان بصدمة: انتي جايبة البجاحة دي منين يا شبر ونص؟
دهب: شبر ونص إيه يا عمود النور؟ فاكر عشان مامتك كانت بتاكلك نخل وإنت صغير، الكل هيخاف منك؟
مروان بصدمة: يخربيتك يا شيخة! هو لما الواحد يتخطف، يارب يتخطف مع دي؟ مش في المسلسلات البطل بيتخطف مع بنت مزّة؟ حظي يوقعني مع عم جعفر ده!
دهب بغضب: بس! متقولش جعفر. وبعدين ده شكلك يبقى معاك بنت مزّة؟
مروان، وهو يشعر بالذنب: خلاص أنا آسف. بس انتي إيه اللي جابك هنا؟
دهب فجأة تحولت إلى فتاة كيوت: وأنا كمان آسفة. حقك عليا.
مروان بضحكة خفيفة: أيوة كده. بس برضه، إيه اللي جابك هنا؟
دهب، وهي على وشك البكاء: أنا... أنا أخويا كان شغال هنا، ولما مرجعش البيت، جيت أشوفه. وساعتها...
ظلت تبكي، ثم أكملت: لقيته ميت مضروب بالرصاص. ولما شوفته، خدوني وحبسوني هنا.
مروان بغضب: يا ولاد الكلب! طب انتي كويسة؟ حد قربلك؟
دهب، وهي تمسح دموعها: لا. بس انت إيه اللي جابك هنا؟ أخوك برضه؟
مروان بضحك: لا يا ستي، أنا معنديش إخوات. بس أكيد عملت مصيبة مع واحدة ومش فاكر، وأهلها حبوا يصلحوا غلطي.
دهب بصدمة: انت بتتكلم جد؟
مروان، بضحكة رجولية تذيب: لا، لا، اهدي بس. أكيد عامل مصيبة مش فاكرها، وصاحب عمري هينقذني، ده حاجة هو متعود عليها.
دهب: سليم الرفاعي؟
مروان، يقف فجأة: انتي تعرفيه؟
دهب: .........
في قصر سليم...
كانت جملة المأذون الشهيرة: "بارك الله لكم، وبارك عليكم، وجمع بينكم في خير"، تتردد في أنحاء القصر.
عبده وصل المأذون إلى الباب.
سليم بجديّة: يبقى في مصيبة.
عبده بتوتر: عرفت مكان مروان بيه.
سليم بفرحة: بجد؟!
التاسع من هنا