اخر الروايات

رواية ليلة لا تنسي الفصل الثالث 3 بقلم دنيا عبدالله

رواية ليلة لا تنسي الفصل الثالث 3 بقلم دنيا عبدالله


بعدت لؤلؤة ابوها ووقفت قدام سفيان وبصتله بقوة وقالت: في حاجه كدا كان لازم اعملها معاك من اول مره شوفتك فيها وبعد اللي انت عملته معايا
بصلها وهوا مش فاهم قصدها اي...... فجأه لؤلؤة رفعت ايديه وضربته جامد علي وشه قدام كل الموظفين اللي في الشركه
توقف الوقت لحظة، والجميع في صدمة، الموظفون يحدقون بفم مفتوح، عيونهم مليئة بالدهشة والرعب. المكان يغمره صمت مدهش، كأن الجميع أصبحوا أصمّ.
اللؤلؤة تقف غير مبالية، عيناها لا تزالان تبرزان غضباً، بينما سفيان يتحسس وجهه، يحاول فهم ما حدث. الموظفون يبدؤون بالتحرك، يهمسون بينهم، يتعجبون من ما حدث الجميع ينتظر ما سيحدث بعد ذلك
سحب عاصم بنته خباها وراه خوفا من ردت فعل سفيان علي ما حصل للتو.... بصلهم سفيان بعينان حمراوتان من فرط غضبه
سفيان بغضب مفرط: انتي قد اللي انتي عملتيه
لؤلؤة بقوة وهيا وافقه ورا عاصم ابوها: اه قده اوعي تفتكر اني خايفه منك...... مين انت اصلا عشان اخاف منك
قرب سفيان عليهم وهوا بيبصلهم بنظرات غير مبشره بالخير... ظهر معتز فجأه ووقف قدام سفيان وقال بارتباك وقلق من غضب صديقه: سفيان اهدي الموضوع مش هيتحل كدا
بص معتز علي عاصم وقاله بسرعه: خد بنتك وامشي من هنا بسرعه لو انت خايف عليها
مسك عاصم ايد بنته ومشي تحت نظرات الانتقام والغضب من سفيان
بص سفيان علي الموظفين اللي واقفين صرخ فيهم بغضب جحيمي وقال: واقفين بتتفرجو علي ايييه غورو كل واحد يروح علي شغله
فر الجميع اللي عملهم خوفا من غضبه المرعب بصله معتز بقلق وخوف من غضبه واللي ممكن يعمله
دخل سفيان المكتب بهيجة غاضبة، عيناه حمراوتان من فرط غضبه، شفتاه متصلبتان، وحاجباه منخفضتان. قلب كل شيء على مكتبه بغضب شديد، الأوراق تطير في الهواء، والاكسسوارات تسقط على الأرض.
الجو في المكتب أصبح متوتراً ومحتشداً، كأن هناك ثقلاً في الهواء. سفيان وقف خلف مكتبه، يحدق في الفراغ، عيناه لا تزالان تبرزان غضباً. يسمع صوت تنفسه الثقيل، ويرى يديه ترتعشان من الغضب.
كيف؟ كيف تتجرأ فتاة مثل لؤلؤة بضربه بهذه الطريقة وامام الجميع
سفيان بدأ يسيرو في المكتب، خطاه ثقيلة ومتوترة، يحدق في الأرض، يفكر في ما حدث. غضبه يزداد، ويشعر ب بركان ثائر داخله
الجو في المكتب أصبح أكثر توتراً، كأن هناك عاصفة غاضبة على وشك الانفجار. سفيان وقف عند النافذة، يحدق في الخارج، يفكر في ما سيحدث بعد ذلك.
*
بصت لؤلؤة علي باباها اللي بيسوق العربيه وباله مشغول في حاجه كأنه بيفكر في اللي حصل واللي هيحصل بعديها
لؤلؤة: بابا هوا انت خايف منه.... دا عيل ميقدرش يعمل حاجه وبعدين اللي انا عملته دا حاجه صغيره اوي قصاد اللي هوا عمله معايا
عاصم: اصلك انتي متعرفيش مين سفيان عبد الرحمن
لؤلؤة بشده: يعني انت خايف منه
بصلها عاصم وقال: انا عارف كويس اوي هوا ايه اللي ممكن يقدر يعمله... انا مش خايف علي نفسي.... خايف عليكي انتي واختك وامك
لؤلؤة: ميقدر يعمل حاجه صدقني وبعدين متخفش علينا ميقدرش يأذينا اللي يقرب مننا ناكله باسنانه
اتنهد عاصم وهوا بيبص علي الطريق بتفكير وقلق وخوف علي عيلته من ردت فعله علي ما حصل له وامام الجميع تعتبر اهانه كبيره لاسمه اكيد مش هيسكت علي اللي حصل وهيفكر في الانتقام
*
معتز بقلق: ممكن تهدى شويه وخلينا نتكلم بهدوء
بصله سفيان بغضب جحيمي وقال: انت بالذات متتكلمش خالص.. خليتهم يمشو ليه هااااااا
معتز بقلق: اومال كنت عايز اعمل ايه اسيبهم واقفين قدام عشان ترتكب جريمه فيهم وانت واقف
سفيان بغضب جحيمي: مش انا... مش انا اللي اتهان واضرب بالطريقه دي وقدام الكل واسكت انا مبسبش حقي... وحقي هاخده تالت ومتلت
معتز بخوف من تفكير صديقه: انت ناوي تعمل ايه
سفيان بغضب جحيمي: هخليها تندم علي انها فكرت ترفع ايدها على سفيان..... هخليهم يركعو تحت رجلي ويطلو اني ارحمهم من اللي هيحصل فيهم
معتز بقلق: اللي انت بتفكر فيه دا مش حل وغلط وبعدين اقولك الحق..... انت تستاهل
بصلها سفيان بغضب مفرط كمل معتز بخوف: اه تستاهل هوا انا معرفش ايه اللي حصل بينك وبينها بالضبط بس اللي فهمته انك اتخطيت حدودك معاها ودي كانت ردت فعل طبيعية منها علي اللي انت عملته ولو مكنتش عملت كده تبقا عديمة الكرامه بصراحه
سفيان بحده مرعبه: يعني انت معاها في اللي عملته معايا
معتز بخوف منه: انتي عارفني بقول كلمة الحق
سفيان بغضب جحيمي: امشي من قدامي... امشييي
خرج معتز بسرعه من المكتب وقفل الباب وراه..... رجع سفيان شعره لورا بغضب شديد وقال: انا هوريكي انتي بتلعبي مع مين
*
في المساء
كان قاعد سفيان علي السفره مع زينه مامته و حسام و نيره بياكلو في هدوء.... حتي قررت زينه كسر هذا الصمت وقالت: مين دي الي كانت معاك في الصوره
بصلها بغضب مكتوم وقال: وانتي عايزه تعرفيها ليه
نيره: الكل بيقول انها حبيبتك السريه ومش راضي تظهرها لحد دا غير انهم بيقولو انكم علي علاقه
ساب الشوكه حطها في الطبق وبصلها وقال: ومن امتي واحنا بنصدق اللي بيتقال في الاخبار
زينه: يعني دي مجرد اشاعات.... طيب اومال تبقي مين
سفيان ببرود: واحده رخيصة زي اي واحده غيرها.... مش عايز كلام في الموضوع ده تاني
قام وسابهم وكان هيمشي وقف علي صوت حسام وهوا بيقول: طيب اومال امتي هنفرح بيك
بصله سفيان بضيق وقال: ملكش دعوه انت ومتدخلش في حياتي
بصتله زينه بضيق وقالت: احترم نفسك واتكلم كويس مع باباك
سفيان بانفعال وغضب: مش ابوياااا.... انتي ليه مش عايزه تفهميني لو انتي قابله حد يدخل حياتك وياخد مكان بابا فانتي حره.... لكن انا مستحيل حد ياخد مكان بابا.... كفايا اصلا اني وافقت يفضل معانا في نفس البيت
بصله حسام بحزن شديد من عدم تقبل سفيان لوجوده لحد دلوقتي... بصتله نيره بضيق من طريقة تعامله مع باباها طول الوقت
سابهم وطلع علي اوضته بصتله زينه بحزن شديد ودموع... بصت علي حسام وقالت: هوا اكيد ميقصدش اللي قاله
هز حسام راسه حزن وقام سابهم وراح دخل اوضته... بصت نيره علي باباها بحزن وقالت: هوا ليه بيتعامل مع بابا بالطريقه دي..... لو فضل يعامله بالاسلوب دا انا هكرهه انا اصلا مبقتش اطيقه بسبب تصرفاته واسلوبه الوحش مع بابا
قعد سفيان على طرف السرير، يحدق في الفراغ، عيناه خاويتان ومحتقنتان. كان يشعر بضيق وخنق جامد، كأن العالم كله انهدم حوله. النفس يخرج من صدره بصعوبة، وكأنه يختنق.
نظر إلى جانبه، رأى صورة قديمة، لامعة ومميزة. كانت صورة له وهو صغير، يشعل الابتسامة على وجهه، ويشعر بالسعادة والامان. كان يرقد على ظهر والده، يحدق في عينيه، يشعر بالحب والاحترام.
دموع سفيان نزلت غصبًا عنه، وهو يحدق في الصورة. اشتياقه لوالده أصبح لا يحتمل. تذكر اللحظات الحلوة التي قضاها معه، اللحظات التي كان فيها يشعر بالسعادة والامان. تذكر كيف كان والده يأخذه إلى الحدائق، وكيف كان يلعب معه، وكيف كان يشعر بالحب والاحترام تجاهه.
سفيان تذكر كلمات والده له: "أنا فخور بيك يا بني. انا متأكد انك هتكون راجل ناجح وهيكون ليك اسم كبير في المستقبل " تذكر كيف كان والده يهزله، ويقبل جبينه، ويشعر بالحب والتقدير تجاهه.
الدموع تظل تنهمر من عينيه، وهو يحدق في الصورة. اشتياقه لوالده أصبح لا يحتمل. شعر بالفراغ والخسارة، وكأنه فقد جزءًا من نفسه.
فتح سفيان الدرج القديم وأخرج صورة ملطخة بالغبار، كانت صورة له وهو في العاشرة من عمره، يبتسم بسعادة وبجانبه فتاه اصغر منه كانت الصورة تظهر الحب والتوافق بينهما، وكأنهما يشتركان في سر لا يعرفه أحد.
نظر سفيان إلى الصورة، وشعر بالاشتياق يخنق قلبه. تذكر اللحظات الحلوة التي قضاها مع صديقة طفولته، اللحظات التي كان فيها يشعر بالسعادة والامان. تذكر كيف كانوا يلعبون معًا، وكيف كانوا يتبادلان النكات والقصص.
الدموع تظل تنهمر من عينيه، وهو يحدق في الصورة تذكر كيف كانت صديقته تصغي إليه، وكيف كانت تخفف عنه حزنه، وكيف كانت تبتسم بسعادة عندما كان يحكي لها عن أحلامه.
الزمن سرق منه كل شيء حلو في حياته. باباه، الذي كان مصدر إلهامه، رحل عن هذه الدنيا. مامته، التي كانت دائماً بجانبه، أصبحت مشغولة بزوجها الجديد. صديقت الطفولة، اختفت من حياته دون أن يجد منها أثراً.
سفيان ضحك بمرارة، وهو يذكر نكات صديقته البايخة، التي كانت دائماً تجعله يبتسم. تذكر كيف كانت تحكي له عن أحلامها، وكيف كانت تبتسم بسعادة عندما كان يشجعها علي تحقيق كل ما تريد.. اشتاق لها.. و لحبها وضحكتها.... اشتاق حقا الي طفولته
ابتسم بحزن وقال: لحد اللحظه دي وانا فاكر كل حاجه عنك.... عمري ما نسيتك.... محتاجك جنبي دلوقتي عايز احكيلك علي كل حاجه خنقاني وتخففي عني زي ما كنتي بتعملي
مسح دمعه نزلت من عينيه وقال: النهارده يوم مميز عارفه ليه.... عشان النهارده عيد ميلادك.... كل سنه وانتي طيبه... بقا عندك دلوقتي 18 سنه...... يا ترا انتي فين دلوقتي فكراني زي منا لسه فاكرك ولا نسيتيني
*
تدخل لؤلؤة البيت اتخضت بفرقعه بصت حوليا اتفاجأت بعائلتها تحتفل بعيد ميلادها. نظرتها تملأ الدهشة والفرح، بينما عيناها تلمعان بالدموع السعيدة.
قربت نورهان منها وقالت بفرحه: كل سنه وانتي طيبه يا لولو.... كبرتي سنه... مع اني لسه شيفاكي صغننه
ضحك الكل بصتلها لؤلؤة بغيظ طفولي وقالت: انا مش صغيره انا عندي دلوقتي 18 سنه...


الرابع من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close