رواية مستنقع الذئاب الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم فاطمة احمد
الفصل الثالث و العشرون : انهيار !!
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم لحد البارت دا
















______________________
اقتربت منه سارة وهي ترتجف من الخوف و الارتباك فلقد فكرت في كلام جاسر وبعد وقت طويل اقتنعت بكلامه او حاول الاقتناع بأن كلامه محق لذلك ستخبر ليث بنفسها عما حدث.
حمحمت و قالت بارتباك :
- دكتور ليث انا لازم اقولك حاجة مهمة عن أسيل... حاجة هي خبتها عنك و مكنتش راضية تقولها ابدا.
عقد حاجبيه بتعجب من كلامها و توترها فقال :
- انا مش فاهم قصدك ايه اللي خبته أسيل عني ؟ انطقي !!
قالها بنفاذ صبر عندما رآها تزداد ارتباكا فانتفضت و نظرت له وهي تقول :
- أسيل.... أسيل كانت عاملة ع ع علاقة حرام م مع واحد بتحبه.... وللاسف هي مش بنت.
فشعر بتجمد الدماء في جسده بعد سماع كلامها عن حبيبته تراجع للخلف خطوة و همس :
- ايه اللي بتقوليه ده ؟
اغمضت عينيها و تابعت :
- انا بقولك الحقيقة أسيل كانت عاملة علاقة ممم مع ح ح حبيبها عشان كده مكنتش راضية تتجوزك بس بعدين فكرت انه....
قاطعها بزمجرة جعلتها تنتفض و تعود للخلف بسرعة :
- اخرسسي اخرسي مش عايز اسمع منك حاجة انا متوقعتش انك تكوني بالحقارة ديه ومش مصدق انك بتتكلمي على أسيل بالطريقة المقرفة ديه !! احمدي ربك عشان انتي بنت والا كان هيبقى ليا تصرف تاني.
رمقها بإشمئزاز و التف ليدخل لمنزل أسيل لكن سارة استجمعت قوتها وقالت بحدة :
- قول عليا اللي انت عايزه مبيهمنيش بس ممكن تقولي ياترى انت عرفت أسيل كانت بتسرح كتير ليه ولما تكلمها تقولك ان مفيش حاجة ؟ طب عارف السبب الحقيقي اللي خلاها تنتحر في اليوم اياه ؟
اخفض بصره وهو يحاول عدم جعلها تتحكم في افكاره لكنه بدون ان يدرك وجد نفسه يتذكر ذلك اليوم الذي حاولت فيه الانتحار وعندما اخبرته السبب لم يصدقها وكذلك رفضها التام لخطوبتهما وقولها " صدقني انا وانت مينفعش نتجوز " وكذلك شرودها الدائم عندما يحدثها عن الزواج هل يعقل.... لالا.
هز رأسه بقوة وقال :
- مستحيل.... أسيل مش كده لا يمكن تكون بالحقارة ديه رغم انها كانت مستهترة بس مش معقول تعمل علاقة حرام لأ.
سارة بجدية :
- طيب لو مش مصدقني اسألها... و اسألها كمان هي قبلت ترتبط بيك ليه بعد ماكانت رافضة الموضوع من اساسه و نشوف هتقولك ايه انا زعلانة لانها أمنتني على سرها بس كمان لو سكت و دمرت مستقبلك وخليتك تتجوز بنت مش كويسة هبقى غلطانة اكتر اللي بقوله ده لمصلحتك وكمان لمصلحتها اا....
لم تكمل كلامها لانه رمقها بنظرة حادة مخيفة حد الجحيم ثم تركها و اتجه لسيارته سريعا و انطلق بأقصى سرعة تعجبت سارة لانه من المفترض ان يكمل طريقه لمنزلها و يسألها عن الحقيقة لكن ايضا مرتاحة لانه لم يذهب اليها و يسألها امام أهلها....... سقطت دموعها و شعرت بغصة مؤلمة في قلبها وتأنيب ضميرها بدأ يعذبها فأقنعت نفسها بأنه رغم طريقتها الخاطئة لكنها غرضها صحيح .... تنهدت بحرقة و همست :
- انا اسفة يا أسيل سامحيني بس انا عارفة انك بتحبيه ومش هتقوليله الحقيقة ابدا و انا مش هقدر اشوف ليث مخدوع معاكي انا اسفة.
نظرت لباب منزل أسيل و غادرت هي ايضا فلقد كانت تريد زيارتها و بما انها اخبرت ليث الحقيقة بشكل خاطئ فلن تقدر على مواجهتها ابدا.....
______________________
اما ليث فظل يقود سيارته بسرعة و يحاول اخراج كلامها من رأسه لكنه لم يستطع توقف اخيرا وهو يتنفس بعنف محاولا سحب اكبر كمية من الاكسجين الذي فقده بسبب الانفعال....... مسح على وجهه ليرن هاتفه فجأة ب اسم أسيل بقي ينظر لاسمها ثم اخذ قراره و فتح الخط :
- ألو.
أسيل بابتسامة :
- صباح الخير.... انا مستنياك من ساعة مجتش ليه مش انت قلت اننا هنطلع سوا النهارده.
اجابها بجفاء لم يستطع اخفاءه :
- احم انا مشغول حاليا وفي كام حاجة لازم اخلصها ونسيت اتصل بيكي و اقولك ، المسا هكون فاضي و هنطلع انا عايز اكلمك فموضوع مهم تمام.
هزت رأسها بشرود :
- ايوة تمام.... انا كمان عايزة اقولك حاجة مهمة.
- طب ما تقوليها دلوقتي.
- احم لا الكلام ده مش على الفون الصراحة انا كنت عايزة اقولهولك من زمان بس مكنش في فرصة مناسبة...... هستناك باي.
- سلام.
اغلق الخط و زفر بقوة هامسا :
- ارجوكي يا أسيل متخيبيش ظني فيكي متخلنيش اندم لاني حبيتك واحترامي ليكي يختفي انا للاسف مش هسامحك لو كان كلام صاحبتك صح..... تابع بحقد :
- انا بكره الكدب و بكره الخيانة و صدقيني لو كنتي بتخدعيني كل الفترة ديه هخليكي تتمني الموت ولا تطوليه.
رن هاتفه ثانية وكان زياد ففتح الخط :
- خير يا زياد عايز ايه.
زياد بتعجب من نبرته :
- في ايه انت كويس ؟
صاح ليث بغضب :
- زياااد انا مش فاضي ياريت تقول اللي عايزه او هقفل دلوقتي.
تفاجأ من صراخه و قال :
- ماشي ماشي اهدى انا اتصلت عشان اقولك اننا هنطلع سوا بليل نسهر و اسألك لو عايز تجي معانا.
قلب عينيه بضيق :
- لا مش عايز اطلع لحته.
- بس اا.. ...
قطع كلامه لان ليث اغلق الخط في وجهه انصدم زياد اكثر فسأله جاسر الذي كان يقف بجانبه :
- في ايه مالك ليث مرضيش يجي ؟
هز كتفيه بعدم فهم :
- معرفش بس كان باين عليه متنرفز اوي و رفض الخروجة وقفل فوشي.
ابتسم جاسر بمكر وادرك ان سارة نفذت ما قاله لها ثم اصطنع الاستغراب :
- ليه بقى ؟
- معرفش.... بس غريب انت قلقان علشانه ليه ده حتى انت اللي اقترحت عليا اتصل عليه.
قالها بترقب ليجيبه :
- يعني انا لو عاملته وحش ببقى غلطان ولو عاملته كويس هكون غلطان بردو...... انا بس بحاول اتجنب المشاكل على ما المهمة تنتهي وبعدين كل واحد يروح فطريق لانه مش ضابط رسمي ده مجرد عميل ولا ايه.
نظر له وقال :
- اتمنى ميكونش ليك علاقة بحالته دلوقتي يا جاسر او حتى تحاول تجي جنب مراته لان ليث عصبي و هيقتلك من غير تردد..... يلا سلام.
غادر مكتب جاسر فابتسم هو و تمتم :
- حالته ديه مش بسببي أسيل حبيبتي انطعنت من اقرب الناس ليها انا هتفرج من بعيد واشوف حياة ليث وهي بتتدمر من غير ما ادخل.
______________________
في منزل أسيل.
كانت متفاجئة من جفاء ليث معها في الكلام فحدثت نفسها :
- ليث كان باين عليه مدايق مش من عوايده يعني ده كل يوم بيضحك و بيهزر بس المرة ديه كلمني ببرود فضيع.... يمكن يكون مشغول بجد وانا بضايقه عمتا اكيد مش هيهزر معايا تاني بعد اللي هيعرفه.
سمعت جرس الباب فخرجت من غرفتها وجدت والدتها تفتحه ليظهر فارس و بجانبه نور..... ابتسمت و اقتربت منهم :
- اهلا اهلا اتفضلي يا نور بعد انت من قدامي.
قالتها وهي تدفع فارس و تدخل الاخرى رفع حاجبه بتعجب معلقا :
- بتطرديني من دلوقتي يا أسيل ؟
ضحكت عليه مجيبة :
- امال انت بتطلع ومرت اخويا الحلوة بتقعد مش كده يا نور.
اومأت ببطئ وابتسامة باهتة على وجهها فقالت فريدة بحنان :
- حبيبتي تعالي اقعدي ارتاحي هنا وانا هجبلك حاجة تشربيها بتحبي عصير المانجا ؟
فارس بسرعة :
- ايوة نور بتحب المانجا اوي.
رفعت رأسها له و طالعته قليلا لتردف بهدوء :
- كنت بحبه دلوقتي لأ.
لاحظت أسيل وفريدة تكهرب الجو بينهما لتحمحم و تنسحب للمطبخ تبعتها أسيل قائلة :
- استني يا ماما انا هعملها حاجة تاكلها اكيد هي جعانة.
تحدثت فريدة بخفوت :
- لاحظتي ازاي كانت بتبصله كأنه مش حبيبها اللي اتجوزته غصبا عن اهلها.
تنهدت الاخرى وهتفت ب :
- اللي حصلها مش سهل الاول عرفت ان اللي ضحت علشانه خدعها و دلوقتي خسرت ابنها بس اكيد فترة الجفاء ديه هتعدي و الامور هتتصلح.
فريدة بابتسامة :
- بس البنت حلوة اوي ماشاء الله متوقعتش تكون بالحلاوة ديه باين عليها صغيرة.
- اممم اصغر من فارس ب 9 سنين يعني عمرها تقريبا يجي 20 سنة.
مطت شفتها بامتعاض :
- باين عليكي بتعرفي عنها كل حاجة طبعا ماهو انتي كنتي معاه فخطته الا انا اللي ابني اتجوز ومراته حملت وانا نايمة على وداني.
ابتسمت أسيل :
- انا عرفت بالصدفة اصلا وبعدين ياستي لما يتصالحو هنبقى نعملهم فرح كبير من تاني....... يلا يا مامي ياحبيبتي نجهز الاكل عشان البنت تاكل وتدخل تنام.
في الخارج.
بمجرد ان ذهبت والدته جلس بجانبها و سألها :
- من امتى مبتحبيش المانجا انتي كنتي بتموتي فيه.
رمقته بطرف عينها باستنكار :
- هو ده موضوع مهم نتناقش فيه كمان..... على كل في حاجات كتير كنت بحبها وكرهتها مجتش على عصير يعني.
- امممم ماشي يا نور اما نشوف اذا هترجعي تحبي اللي كرهتيه ولا لأ ، تعالي يلا اوديكي الاوضة و تاخدي شاور وترتاحي.
اومأت و نهضت معه حمل الحقائب و ادخلها لغرفته ودخلت نور خلفه لفت انظارها في الغرفة وجدتها تشبه الغرفة في تلك الشقة الوان الجدران مريحة و الاثاث باللون الابيض و الازرق دلفت للحمام و استحمت و ارتدت ملابسها و عندما خرجت اصر عليها فارس لتذهب للصالون و تجلس معهم و تتناول الغداء فوافقت.
فريدة وهي تسكب لها المزيد من الطعام :
- انتي اكلك قليل اوي كده ليه انتي قربتي تختفي.... خدي كلي سمك.
نور بضعف :
- ميرسي يا طنط بس والله مليش نفس للاكل.
فارس باستفزاز :
- سيبيها يا ماما نور خايفة تاكل اكتر و تتخن.
كتمت أسيل ضحكتها بينما رمقته نزر بنظرات مغتاظة :
- انا مش بتخن من الاكل على فكرة انا بس نفسي مسدودة بسبب بعض الاشكال الموجودة فحياتي ، لو سمحتي يا طنط ممكن تحطيلي رز كمان.
- اكيد طبعا ياحبيبتي خدي.
اعاد فارس نظره لطبقه بانتصار فلقد جعلها تأكل حتى لو عنادا فيه.... حدث نفسه بتعجب :
-ههههه البنت بتتقبل كل حاجة الا انك تكلمها على التخن والله مشوفتش اغرب من البنات.
______________________
قرب العصر.
كانت أسيل تتجهز في غرفتها وقد ارتدت بنطال ابيض و بلوزة باللون الزهري الفاتح و طرحة بنفس لون البنطال نظرت لنفسها في المرآة و قالت بخوف :
- يارب عدي اليوم ده على خير واديني الشجاعة عشان اقوله اللي حصل معايا يارب يفهم انه كان غصبا عني وميجيش عليا هو كمان انا عارفة ان احتمال نسيب بعض بس ده احسن من اني افضل مخبية عليه.
رن هاتفها بوصول رسالة وكانت من ليث يخبرها بأنه امام منزلها خرجت من غرفتها و قالت :
- فارس ماامي انا طالعة ليث وصل.
فارس بجدية :
- متتأخريش يا أسيل ارجعي بسرعة.
- حاضر.
خرجت من المنزل لتجده جالسا في سيارته فركبت و قالت :
- ليث انت ليه مدخلتش البيت ؟
رد عليه بصوت قاتم :
- في حاجات اهم من اني ادخل بيتكم دلوقتي..... انهى كلامه وهو ينطلق كالسهم انتفضت أسيل وكادت تكلمه لكن عندما رأت ملامح وجهه المخيفة التي تنذر بالشر وعيناه الحمراوتان بشدة خافت ونظرت بإتجاه النافذة محدثة نفسها :
- استر يارب.
بعد دقائق توقف امام منزله نظرت له أسيل بتوتر :
- احنا جايين هنا ليه انت مش قلت اننا ه.....
قاطعها ببرود وهو ينزل :
- انزلي بلاش كلام كتير.
شعرت بدقات قلبها تتزايد لكنها طمأنت نفسها لانه حتى لو كان ليث غاضبا لن يؤذيها بالتأكيد...... دلفت معه للفيلا و قالت :
- هي طنط زهرة فين ؟
اغلق ليث الباب بالمفتاح فاستدارت له برعب :
- انت.... انت قق قفلت الباب ل ل ليه.
رمقها بجمود و تمتم وهو يقترب منها وهي تتراجع للخلف :
- لما ارتبطنا قولتلك مليون مرة لو مخبية عليا حاجة قوليها لاني لو عرفت من نفسي هتندمي صح.
ارتجفت من كلامه و اخفضت رأسها وهي لا تدري ما تفعله وايضا لا تفهم سبب تصرفاته ..... حاولت الكلام لكنها لم تستطع سوى اخراج هذه الكلمات :
- ااا.... انت ق قصدك ايه ليه بتقول الكلام ده دلوقتي.
ليث بصراخ :
- قولتلك ولا لأ !! قولتلك صارحيني بكل حاجة واني بكره الكدب و الخيانة صح ولا لأ جاوبيني !!!
انتفضت أسيل ونزلت دموعها بخوف فرددت :
- ايوة.... ايوة قولتلي بس...
قاطعها ليث بحدة وكلام صدمها :
- انتي كنتي بتحبي شاب و سلمتيه نفسك عملتي معاه علاقة وخبيتي عليا.
شهقت بخضة وهزت رأسها بنفي :
- لالا اانا انا قولتلح اني كنت مرتبطة بس....
- انتي بنت ولا لأ ؟
هتف بها في صرامة لتنظر له بحيرة :
- انت مش فاهم والله انا....
قاطعها وهو يزمجر بشراسة :
- ايوة ولا لأ جاوبيينييي انتي بنت ولا لأ يا أسيييييل !!
صاحت بصوت عالي و قد فقدت صوابها :
- لاااا لاااا انا مش بنت انا مش انسة بس ......
لم تكمل كلامها لانها استقبلت صفعة عنيفة منه على وجهها جعلتها تصرخ بألم و تسقط على الارض جذبها ليث من حجابها لتقف فسقط و تحررت خصلات شعرها ، ضغط على كتفيها بعنف و صرخ :
- لييييه لييه عملتي فيا كده لييه خدعتيني انتي بنت *** و ***** و رخيصة انا رغم اللي قالته سارة عن انك عملتي علاقة مع راجل مصدقتهاش اقنعت نفسي انك شريفة بس انتي طلعتي سافلة فااااهمة انتي واحدة بدون شرف ولا اخلاق !!
هزت رأسها يمينا و شمالا و هي تبكي و تفاجأت به عندما دفعها للحائط بقوة وانقض على عنقها يخنقها وهو يصيح :
- انتي خااااينة لعبتي بمشاعري و خليتيني احبك استغلتيني وخدعتيني و انا قولتلك اني بكره الخيانة و بكره الكدب انا هنتقم منك هقتلك هقتتتتللللك.
جحضت عينيها بقوة ووضعت يديها على يديه الممسكة بعنقها تحاول ابعادهما لكنها لم تستطع فلقد كان ليث يتصرف كالمجنون و المغيب عن الوعي ولم ينتبه الى وجهها الذي تلون بالازرق ... !!
تحدثت أسيل بصعوبة :
- انا مظلومة..... اسمعني ارجوك..... ل ل ل ليث.... ليث انا هختنق.....
افلت يديه عندما وعى لما يحدث فانحنت أسيل للامام وهي تتنفس بقوة و تبكي نظر لها بإشمئزاز ثم و بدون مقدمات رفع احدى الطاولات الزجاجية و القاها على الارض لتصدر ضجة مخيفة فزعت أسيل و زادت في بكائها ليزمجر بجنون :
- انا ازااااي كنت مخدوع فيكي ازااااي انا حبيتك ووثقت فيكي بس انتي طلعتي بتستغفليني فرطتي فشرفك و ارتبطتي بيا عشان استر عليكي صح هااا كنتي مبسوطة وانتي بتضحكي عليا جااااوبييييينييي !!!
لم تجبه أسيل بل وضعت يديها على وجهها خوفا من ان يتهور و يلقي عليها شيئا ظل ليث يلقي كل ما تطوله يده و أسيل تبكي بهستيريا حتى توقف و نظر لها بحقد و اقترب منها هامسا :
- اشمعنا انا اعاملك ب احترام انا كمان من حقي استمتع بيكي ولا حلال على حبيبك و حرام على جوزك ؟!!
تسمرت مكانها و توقفت عن البكاء طالعته بصدمة و هتفت :
- لأ.... لأ... ليث اسمعني اااااه.
صاحت عندما جذبها من شعرها بعنف ويسحبها نحوه حاول تقبيلها بالاجبار لكن أسيل قاومته ببكاء :
- لييييث ليييث بلاش ارجوك و النبي متعملش كده لااااا والله العظيم اللي حصل مكنش بمزاجي والله هو اللي اغتصبني خد مني شرفي غصبا عني اقسم بالله يا ليث هو اغتصبني !!!
توقف فجأة و افلتها لتعود للخلف بسرعة وشعرها يغطي وجهها المبلل بالدموع..... هز ليث رأسه بصدمة :
- اغتصبك ؟
فقدت قوتها لتنهار وتجلس على الارض صائحة :
- ايووة ايووة اغتصبني اللي حصل مكنش بمزاجي..... الشاب اللي كنت مرتبطة بيه مثل عليا الحب و انا حبيته بصدق بس يشهد عليا ربي ان عمري ما سمحتله يقرب مني و لانه شاف اني لعبة صعبة بالنسباله عزمتي على.... على حفلة عيد ميلاده اليوم اياه و خدرني و..... و اغتصبني.
رفعت رأسها اليه لتجده مندهشا فقالت بغضب :
- انت بتقول عليا اني **** و ***** بس الحق مش عليا لوحدي انا غلطت لما مشيت معاه بس ده ميديهش الحق انه يدمر حياتي انت عارف انا حسيت ب ايه لما لقيت نفسي عريانة و معاه على السرير ؟!!
اغمض عيناه يتخيل الموقف فأكملت بابتسامة مريرة :
- حسيت بنفس اللي حسيته دلوقتي وانت بتقولي اني سافلة و بتحاول تغتصبني زي ما التاني عمل.... حسيت ان حياتي ملهاش معنى عشان كده حاولت انتحر بس انت انقذتني وياريت مأنقذتنيش.
- كفاية كدب.... لو حصل كده كنتي قولتي ل اهلك او حتى قولتيلي من قبل.
قالها بصلابة ف انتصبت أسيل واقفة ومسحت دموعها بقوة :
- اقول لأهلي ايه ؟ ان اللي كنت بحبه خدعني و اغتصبني ها ؟ اقووول ايييييه انت عارف اني لو حكيت او حتى عملت فيه محضر الكل هيرجع الغلط عليا المجتمع ده بيشوف اغلاط الست بس اما الراجل فبتحطوله مليون عذر على افعاله اي حاجة انتو بتعملوها محدش بيحاسبكم عليها انما احنا البنات اللي بنتظلم و انت انا من اول مرة رفضتك قولتلك اني مبنفعكش انت بتستاهل احسن مني بس انت اصريت كان صعب اقولك اللي مقولتوش ل اخويا و ماما و بسبب اصرارك وبسبب رجعة الحقير اللي دمرلي حياتي اضطريت اوافق وكل ما احاول اقولك يجي حد يقاطعنا و فجأة كتبت الكتاب و انا مقدرتش ارفض عشان مسببش احراج ليك و لأهلك كل حاجة حصلت بسرعة ومكنتش فاهمة حاجة ولا عارفة استجمع شجاعتي عشان اقولك اني بنت مغتصبة..... بس مع كل ده انا حبيتك لاني شوفت فيك الراجل اللي بيحب بجد الراجل الملتزم الصادق اللي رغم قسوته بس بيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يسعد اللي بيحبهم انا للاسف نسيت ان مليش حق احب بعد ما اتظلمت كنت بحاول اعيش معاك اطول مدة لاني عارفة انك هتتخلى عني في الاخير و النهارده كنت عايزة اقولك على كل حاجة بس هههه شكلك عرفت و فسرت اغتصابي بانه......
صمتت ولم تكمل كلامها فهمس :
- صاحبتك قالتلي انك عملتي علاقة بإرادتك وكنتي ناوية تخبي عليا لحد يوم الفرح.
ارتفعت شهقاتها و بدأت تضحك بسخرية اخافته عليها :
- ههههههه غريب فعلا انا بتعرض للخيانة من اقرب الناس اولا اللي كنت بحبه وبعدين صاحبتي و اختي اللي بأمنها على كل اسراري اللي كنت بعتبرها ملاكي الحارس خانتني بأبشع طريقة و طعنتني فشرفي بس لأنها بتحبك و كمان انت دلوقتي كنت هتعتدي عليا.
توقفت عن الكلام قليلا ثم توحشت نظراتها و ارتفع صوت انفاسها لتبدأ بالصراخ بجنون و هستيريا :
- يلااااا انت مستني اييييه يلا اغتصبني انت كمان ادبحني انت كمان ماهي مجتش عليك..... امتدت يدها لشعرها تشده بعنف ليتطاير بعضه في الهواء وهي تصيح :
- لييييه لييه كل ده بيحصل معايا ليه الدنيا ديه جاية عليا اوي لييييه ااااااه.
انصدم ليث من شكلها فاقترب منها وهو يحاول ايقافها :
- أسييييل أسيل اهدي خلاص اهدي هتأذي نفسك ارجوكي كفاااااية.
دفعته عنها و امسكت قطعة زجاجة ملقية على الارض و رددت بدون وعي :
- انا حرام عليا اعيش يعني مش كفاية اني مبقدرش اجيب حقي من اللي اغتصبني كمان هنذل من اللي حبيته خلاص انا مش هقدر اتحمل اكتر من اللي استحملته خلااااااص !!!!
رفعت الزجاجة لتذبح معصمها لكن ليث اوقفها في اخر لحظة و سحب منها الزجاجة مسببا جرحا ليده نظر اليها و حاول ايقاف حركة جسدها لكنه لم يستطع فصفعها بقوة :
- بس بقى !
شهقت بألم فصاح بعصبية :
- بطلي جناااان ايه اللي انتي بتعمليه بنفسك كده انتي هترتاحي يعني لما تنتحري اهدي خلاص.
انفجرت أسيل في البكاء و انخفضت تدريجيا لتسقط على الارض و تصرخ بقوة تخرج مافي قلبها منذ زمن طويل و على الظلم الذي تعرضت له ظلت تصرخ و ليث يقف ينظر اليها بألم لا يدري ما يجب عليه فعله هل يحتضنها و يخفف عنها ام يبتعد و يعاقبها على اخفاء اللمر عليه لكن على ماذا يعاقبها بالضبط هل لانها اغتصبت ام لانه يشعر بالاهانة لرجولته وهو يتخيل زوجته بين ذراعي رجل غيره !!
فجأة توقفت عن الصراخ و عاد وجهها يتلون باللون الازرق وبدون مقدمات سقطت و الدماء تنفجر من انفها بغزارة...... !!!!
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم لحد البارت دا
















______________________
اقتربت منه سارة وهي ترتجف من الخوف و الارتباك فلقد فكرت في كلام جاسر وبعد وقت طويل اقتنعت بكلامه او حاول الاقتناع بأن كلامه محق لذلك ستخبر ليث بنفسها عما حدث.
حمحمت و قالت بارتباك :
- دكتور ليث انا لازم اقولك حاجة مهمة عن أسيل... حاجة هي خبتها عنك و مكنتش راضية تقولها ابدا.
عقد حاجبيه بتعجب من كلامها و توترها فقال :
- انا مش فاهم قصدك ايه اللي خبته أسيل عني ؟ انطقي !!
قالها بنفاذ صبر عندما رآها تزداد ارتباكا فانتفضت و نظرت له وهي تقول :
- أسيل.... أسيل كانت عاملة ع ع علاقة حرام م مع واحد بتحبه.... وللاسف هي مش بنت.
فشعر بتجمد الدماء في جسده بعد سماع كلامها عن حبيبته تراجع للخلف خطوة و همس :
- ايه اللي بتقوليه ده ؟
اغمضت عينيها و تابعت :
- انا بقولك الحقيقة أسيل كانت عاملة علاقة ممم مع ح ح حبيبها عشان كده مكنتش راضية تتجوزك بس بعدين فكرت انه....
قاطعها بزمجرة جعلتها تنتفض و تعود للخلف بسرعة :
- اخرسسي اخرسي مش عايز اسمع منك حاجة انا متوقعتش انك تكوني بالحقارة ديه ومش مصدق انك بتتكلمي على أسيل بالطريقة المقرفة ديه !! احمدي ربك عشان انتي بنت والا كان هيبقى ليا تصرف تاني.
رمقها بإشمئزاز و التف ليدخل لمنزل أسيل لكن سارة استجمعت قوتها وقالت بحدة :
- قول عليا اللي انت عايزه مبيهمنيش بس ممكن تقولي ياترى انت عرفت أسيل كانت بتسرح كتير ليه ولما تكلمها تقولك ان مفيش حاجة ؟ طب عارف السبب الحقيقي اللي خلاها تنتحر في اليوم اياه ؟
اخفض بصره وهو يحاول عدم جعلها تتحكم في افكاره لكنه بدون ان يدرك وجد نفسه يتذكر ذلك اليوم الذي حاولت فيه الانتحار وعندما اخبرته السبب لم يصدقها وكذلك رفضها التام لخطوبتهما وقولها " صدقني انا وانت مينفعش نتجوز " وكذلك شرودها الدائم عندما يحدثها عن الزواج هل يعقل.... لالا.
هز رأسه بقوة وقال :
- مستحيل.... أسيل مش كده لا يمكن تكون بالحقارة ديه رغم انها كانت مستهترة بس مش معقول تعمل علاقة حرام لأ.
سارة بجدية :
- طيب لو مش مصدقني اسألها... و اسألها كمان هي قبلت ترتبط بيك ليه بعد ماكانت رافضة الموضوع من اساسه و نشوف هتقولك ايه انا زعلانة لانها أمنتني على سرها بس كمان لو سكت و دمرت مستقبلك وخليتك تتجوز بنت مش كويسة هبقى غلطانة اكتر اللي بقوله ده لمصلحتك وكمان لمصلحتها اا....
لم تكمل كلامها لانه رمقها بنظرة حادة مخيفة حد الجحيم ثم تركها و اتجه لسيارته سريعا و انطلق بأقصى سرعة تعجبت سارة لانه من المفترض ان يكمل طريقه لمنزلها و يسألها عن الحقيقة لكن ايضا مرتاحة لانه لم يذهب اليها و يسألها امام أهلها....... سقطت دموعها و شعرت بغصة مؤلمة في قلبها وتأنيب ضميرها بدأ يعذبها فأقنعت نفسها بأنه رغم طريقتها الخاطئة لكنها غرضها صحيح .... تنهدت بحرقة و همست :
- انا اسفة يا أسيل سامحيني بس انا عارفة انك بتحبيه ومش هتقوليله الحقيقة ابدا و انا مش هقدر اشوف ليث مخدوع معاكي انا اسفة.
نظرت لباب منزل أسيل و غادرت هي ايضا فلقد كانت تريد زيارتها و بما انها اخبرت ليث الحقيقة بشكل خاطئ فلن تقدر على مواجهتها ابدا.....
______________________
اما ليث فظل يقود سيارته بسرعة و يحاول اخراج كلامها من رأسه لكنه لم يستطع توقف اخيرا وهو يتنفس بعنف محاولا سحب اكبر كمية من الاكسجين الذي فقده بسبب الانفعال....... مسح على وجهه ليرن هاتفه فجأة ب اسم أسيل بقي ينظر لاسمها ثم اخذ قراره و فتح الخط :
- ألو.
أسيل بابتسامة :
- صباح الخير.... انا مستنياك من ساعة مجتش ليه مش انت قلت اننا هنطلع سوا النهارده.
اجابها بجفاء لم يستطع اخفاءه :
- احم انا مشغول حاليا وفي كام حاجة لازم اخلصها ونسيت اتصل بيكي و اقولك ، المسا هكون فاضي و هنطلع انا عايز اكلمك فموضوع مهم تمام.
هزت رأسها بشرود :
- ايوة تمام.... انا كمان عايزة اقولك حاجة مهمة.
- طب ما تقوليها دلوقتي.
- احم لا الكلام ده مش على الفون الصراحة انا كنت عايزة اقولهولك من زمان بس مكنش في فرصة مناسبة...... هستناك باي.
- سلام.
اغلق الخط و زفر بقوة هامسا :
- ارجوكي يا أسيل متخيبيش ظني فيكي متخلنيش اندم لاني حبيتك واحترامي ليكي يختفي انا للاسف مش هسامحك لو كان كلام صاحبتك صح..... تابع بحقد :
- انا بكره الكدب و بكره الخيانة و صدقيني لو كنتي بتخدعيني كل الفترة ديه هخليكي تتمني الموت ولا تطوليه.
رن هاتفه ثانية وكان زياد ففتح الخط :
- خير يا زياد عايز ايه.
زياد بتعجب من نبرته :
- في ايه انت كويس ؟
صاح ليث بغضب :
- زياااد انا مش فاضي ياريت تقول اللي عايزه او هقفل دلوقتي.
تفاجأ من صراخه و قال :
- ماشي ماشي اهدى انا اتصلت عشان اقولك اننا هنطلع سوا بليل نسهر و اسألك لو عايز تجي معانا.
قلب عينيه بضيق :
- لا مش عايز اطلع لحته.
- بس اا.. ...
قطع كلامه لان ليث اغلق الخط في وجهه انصدم زياد اكثر فسأله جاسر الذي كان يقف بجانبه :
- في ايه مالك ليث مرضيش يجي ؟
هز كتفيه بعدم فهم :
- معرفش بس كان باين عليه متنرفز اوي و رفض الخروجة وقفل فوشي.
ابتسم جاسر بمكر وادرك ان سارة نفذت ما قاله لها ثم اصطنع الاستغراب :
- ليه بقى ؟
- معرفش.... بس غريب انت قلقان علشانه ليه ده حتى انت اللي اقترحت عليا اتصل عليه.
قالها بترقب ليجيبه :
- يعني انا لو عاملته وحش ببقى غلطان ولو عاملته كويس هكون غلطان بردو...... انا بس بحاول اتجنب المشاكل على ما المهمة تنتهي وبعدين كل واحد يروح فطريق لانه مش ضابط رسمي ده مجرد عميل ولا ايه.
نظر له وقال :
- اتمنى ميكونش ليك علاقة بحالته دلوقتي يا جاسر او حتى تحاول تجي جنب مراته لان ليث عصبي و هيقتلك من غير تردد..... يلا سلام.
غادر مكتب جاسر فابتسم هو و تمتم :
- حالته ديه مش بسببي أسيل حبيبتي انطعنت من اقرب الناس ليها انا هتفرج من بعيد واشوف حياة ليث وهي بتتدمر من غير ما ادخل.
______________________
في منزل أسيل.
كانت متفاجئة من جفاء ليث معها في الكلام فحدثت نفسها :
- ليث كان باين عليه مدايق مش من عوايده يعني ده كل يوم بيضحك و بيهزر بس المرة ديه كلمني ببرود فضيع.... يمكن يكون مشغول بجد وانا بضايقه عمتا اكيد مش هيهزر معايا تاني بعد اللي هيعرفه.
سمعت جرس الباب فخرجت من غرفتها وجدت والدتها تفتحه ليظهر فارس و بجانبه نور..... ابتسمت و اقتربت منهم :
- اهلا اهلا اتفضلي يا نور بعد انت من قدامي.
قالتها وهي تدفع فارس و تدخل الاخرى رفع حاجبه بتعجب معلقا :
- بتطرديني من دلوقتي يا أسيل ؟
ضحكت عليه مجيبة :
- امال انت بتطلع ومرت اخويا الحلوة بتقعد مش كده يا نور.
اومأت ببطئ وابتسامة باهتة على وجهها فقالت فريدة بحنان :
- حبيبتي تعالي اقعدي ارتاحي هنا وانا هجبلك حاجة تشربيها بتحبي عصير المانجا ؟
فارس بسرعة :
- ايوة نور بتحب المانجا اوي.
رفعت رأسها له و طالعته قليلا لتردف بهدوء :
- كنت بحبه دلوقتي لأ.
لاحظت أسيل وفريدة تكهرب الجو بينهما لتحمحم و تنسحب للمطبخ تبعتها أسيل قائلة :
- استني يا ماما انا هعملها حاجة تاكلها اكيد هي جعانة.
تحدثت فريدة بخفوت :
- لاحظتي ازاي كانت بتبصله كأنه مش حبيبها اللي اتجوزته غصبا عن اهلها.
تنهدت الاخرى وهتفت ب :
- اللي حصلها مش سهل الاول عرفت ان اللي ضحت علشانه خدعها و دلوقتي خسرت ابنها بس اكيد فترة الجفاء ديه هتعدي و الامور هتتصلح.
فريدة بابتسامة :
- بس البنت حلوة اوي ماشاء الله متوقعتش تكون بالحلاوة ديه باين عليها صغيرة.
- اممم اصغر من فارس ب 9 سنين يعني عمرها تقريبا يجي 20 سنة.
مطت شفتها بامتعاض :
- باين عليكي بتعرفي عنها كل حاجة طبعا ماهو انتي كنتي معاه فخطته الا انا اللي ابني اتجوز ومراته حملت وانا نايمة على وداني.
ابتسمت أسيل :
- انا عرفت بالصدفة اصلا وبعدين ياستي لما يتصالحو هنبقى نعملهم فرح كبير من تاني....... يلا يا مامي ياحبيبتي نجهز الاكل عشان البنت تاكل وتدخل تنام.
في الخارج.
بمجرد ان ذهبت والدته جلس بجانبها و سألها :
- من امتى مبتحبيش المانجا انتي كنتي بتموتي فيه.
رمقته بطرف عينها باستنكار :
- هو ده موضوع مهم نتناقش فيه كمان..... على كل في حاجات كتير كنت بحبها وكرهتها مجتش على عصير يعني.
- امممم ماشي يا نور اما نشوف اذا هترجعي تحبي اللي كرهتيه ولا لأ ، تعالي يلا اوديكي الاوضة و تاخدي شاور وترتاحي.
اومأت و نهضت معه حمل الحقائب و ادخلها لغرفته ودخلت نور خلفه لفت انظارها في الغرفة وجدتها تشبه الغرفة في تلك الشقة الوان الجدران مريحة و الاثاث باللون الابيض و الازرق دلفت للحمام و استحمت و ارتدت ملابسها و عندما خرجت اصر عليها فارس لتذهب للصالون و تجلس معهم و تتناول الغداء فوافقت.
فريدة وهي تسكب لها المزيد من الطعام :
- انتي اكلك قليل اوي كده ليه انتي قربتي تختفي.... خدي كلي سمك.
نور بضعف :
- ميرسي يا طنط بس والله مليش نفس للاكل.
فارس باستفزاز :
- سيبيها يا ماما نور خايفة تاكل اكتر و تتخن.
كتمت أسيل ضحكتها بينما رمقته نزر بنظرات مغتاظة :
- انا مش بتخن من الاكل على فكرة انا بس نفسي مسدودة بسبب بعض الاشكال الموجودة فحياتي ، لو سمحتي يا طنط ممكن تحطيلي رز كمان.
- اكيد طبعا ياحبيبتي خدي.
اعاد فارس نظره لطبقه بانتصار فلقد جعلها تأكل حتى لو عنادا فيه.... حدث نفسه بتعجب :
-ههههه البنت بتتقبل كل حاجة الا انك تكلمها على التخن والله مشوفتش اغرب من البنات.
______________________
قرب العصر.
كانت أسيل تتجهز في غرفتها وقد ارتدت بنطال ابيض و بلوزة باللون الزهري الفاتح و طرحة بنفس لون البنطال نظرت لنفسها في المرآة و قالت بخوف :
- يارب عدي اليوم ده على خير واديني الشجاعة عشان اقوله اللي حصل معايا يارب يفهم انه كان غصبا عني وميجيش عليا هو كمان انا عارفة ان احتمال نسيب بعض بس ده احسن من اني افضل مخبية عليه.
رن هاتفها بوصول رسالة وكانت من ليث يخبرها بأنه امام منزلها خرجت من غرفتها و قالت :
- فارس ماامي انا طالعة ليث وصل.
فارس بجدية :
- متتأخريش يا أسيل ارجعي بسرعة.
- حاضر.
خرجت من المنزل لتجده جالسا في سيارته فركبت و قالت :
- ليث انت ليه مدخلتش البيت ؟
رد عليه بصوت قاتم :
- في حاجات اهم من اني ادخل بيتكم دلوقتي..... انهى كلامه وهو ينطلق كالسهم انتفضت أسيل وكادت تكلمه لكن عندما رأت ملامح وجهه المخيفة التي تنذر بالشر وعيناه الحمراوتان بشدة خافت ونظرت بإتجاه النافذة محدثة نفسها :
- استر يارب.
بعد دقائق توقف امام منزله نظرت له أسيل بتوتر :
- احنا جايين هنا ليه انت مش قلت اننا ه.....
قاطعها ببرود وهو ينزل :
- انزلي بلاش كلام كتير.
شعرت بدقات قلبها تتزايد لكنها طمأنت نفسها لانه حتى لو كان ليث غاضبا لن يؤذيها بالتأكيد...... دلفت معه للفيلا و قالت :
- هي طنط زهرة فين ؟
اغلق ليث الباب بالمفتاح فاستدارت له برعب :
- انت.... انت قق قفلت الباب ل ل ليه.
رمقها بجمود و تمتم وهو يقترب منها وهي تتراجع للخلف :
- لما ارتبطنا قولتلك مليون مرة لو مخبية عليا حاجة قوليها لاني لو عرفت من نفسي هتندمي صح.
ارتجفت من كلامه و اخفضت رأسها وهي لا تدري ما تفعله وايضا لا تفهم سبب تصرفاته ..... حاولت الكلام لكنها لم تستطع سوى اخراج هذه الكلمات :
- ااا.... انت ق قصدك ايه ليه بتقول الكلام ده دلوقتي.
ليث بصراخ :
- قولتلك ولا لأ !! قولتلك صارحيني بكل حاجة واني بكره الكدب و الخيانة صح ولا لأ جاوبيني !!!
انتفضت أسيل ونزلت دموعها بخوف فرددت :
- ايوة.... ايوة قولتلي بس...
قاطعها ليث بحدة وكلام صدمها :
- انتي كنتي بتحبي شاب و سلمتيه نفسك عملتي معاه علاقة وخبيتي عليا.
شهقت بخضة وهزت رأسها بنفي :
- لالا اانا انا قولتلح اني كنت مرتبطة بس....
- انتي بنت ولا لأ ؟
هتف بها في صرامة لتنظر له بحيرة :
- انت مش فاهم والله انا....
قاطعها وهو يزمجر بشراسة :
- ايوة ولا لأ جاوبيينييي انتي بنت ولا لأ يا أسيييييل !!
صاحت بصوت عالي و قد فقدت صوابها :
- لاااا لاااا انا مش بنت انا مش انسة بس ......
لم تكمل كلامها لانها استقبلت صفعة عنيفة منه على وجهها جعلتها تصرخ بألم و تسقط على الارض جذبها ليث من حجابها لتقف فسقط و تحررت خصلات شعرها ، ضغط على كتفيها بعنف و صرخ :
- لييييه لييه عملتي فيا كده لييه خدعتيني انتي بنت *** و ***** و رخيصة انا رغم اللي قالته سارة عن انك عملتي علاقة مع راجل مصدقتهاش اقنعت نفسي انك شريفة بس انتي طلعتي سافلة فااااهمة انتي واحدة بدون شرف ولا اخلاق !!
هزت رأسها يمينا و شمالا و هي تبكي و تفاجأت به عندما دفعها للحائط بقوة وانقض على عنقها يخنقها وهو يصيح :
- انتي خااااينة لعبتي بمشاعري و خليتيني احبك استغلتيني وخدعتيني و انا قولتلك اني بكره الخيانة و بكره الكدب انا هنتقم منك هقتلك هقتتتتللللك.
جحضت عينيها بقوة ووضعت يديها على يديه الممسكة بعنقها تحاول ابعادهما لكنها لم تستطع فلقد كان ليث يتصرف كالمجنون و المغيب عن الوعي ولم ينتبه الى وجهها الذي تلون بالازرق ... !!
تحدثت أسيل بصعوبة :
- انا مظلومة..... اسمعني ارجوك..... ل ل ل ليث.... ليث انا هختنق.....
افلت يديه عندما وعى لما يحدث فانحنت أسيل للامام وهي تتنفس بقوة و تبكي نظر لها بإشمئزاز ثم و بدون مقدمات رفع احدى الطاولات الزجاجية و القاها على الارض لتصدر ضجة مخيفة فزعت أسيل و زادت في بكائها ليزمجر بجنون :
- انا ازااااي كنت مخدوع فيكي ازااااي انا حبيتك ووثقت فيكي بس انتي طلعتي بتستغفليني فرطتي فشرفك و ارتبطتي بيا عشان استر عليكي صح هااا كنتي مبسوطة وانتي بتضحكي عليا جااااوبييييينييي !!!
لم تجبه أسيل بل وضعت يديها على وجهها خوفا من ان يتهور و يلقي عليها شيئا ظل ليث يلقي كل ما تطوله يده و أسيل تبكي بهستيريا حتى توقف و نظر لها بحقد و اقترب منها هامسا :
- اشمعنا انا اعاملك ب احترام انا كمان من حقي استمتع بيكي ولا حلال على حبيبك و حرام على جوزك ؟!!
تسمرت مكانها و توقفت عن البكاء طالعته بصدمة و هتفت :
- لأ.... لأ... ليث اسمعني اااااه.
صاحت عندما جذبها من شعرها بعنف ويسحبها نحوه حاول تقبيلها بالاجبار لكن أسيل قاومته ببكاء :
- لييييث ليييث بلاش ارجوك و النبي متعملش كده لااااا والله العظيم اللي حصل مكنش بمزاجي والله هو اللي اغتصبني خد مني شرفي غصبا عني اقسم بالله يا ليث هو اغتصبني !!!
توقف فجأة و افلتها لتعود للخلف بسرعة وشعرها يغطي وجهها المبلل بالدموع..... هز ليث رأسه بصدمة :
- اغتصبك ؟
فقدت قوتها لتنهار وتجلس على الارض صائحة :
- ايووة ايووة اغتصبني اللي حصل مكنش بمزاجي..... الشاب اللي كنت مرتبطة بيه مثل عليا الحب و انا حبيته بصدق بس يشهد عليا ربي ان عمري ما سمحتله يقرب مني و لانه شاف اني لعبة صعبة بالنسباله عزمتي على.... على حفلة عيد ميلاده اليوم اياه و خدرني و..... و اغتصبني.
رفعت رأسها اليه لتجده مندهشا فقالت بغضب :
- انت بتقول عليا اني **** و ***** بس الحق مش عليا لوحدي انا غلطت لما مشيت معاه بس ده ميديهش الحق انه يدمر حياتي انت عارف انا حسيت ب ايه لما لقيت نفسي عريانة و معاه على السرير ؟!!
اغمض عيناه يتخيل الموقف فأكملت بابتسامة مريرة :
- حسيت بنفس اللي حسيته دلوقتي وانت بتقولي اني سافلة و بتحاول تغتصبني زي ما التاني عمل.... حسيت ان حياتي ملهاش معنى عشان كده حاولت انتحر بس انت انقذتني وياريت مأنقذتنيش.
- كفاية كدب.... لو حصل كده كنتي قولتي ل اهلك او حتى قولتيلي من قبل.
قالها بصلابة ف انتصبت أسيل واقفة ومسحت دموعها بقوة :
- اقول لأهلي ايه ؟ ان اللي كنت بحبه خدعني و اغتصبني ها ؟ اقووول ايييييه انت عارف اني لو حكيت او حتى عملت فيه محضر الكل هيرجع الغلط عليا المجتمع ده بيشوف اغلاط الست بس اما الراجل فبتحطوله مليون عذر على افعاله اي حاجة انتو بتعملوها محدش بيحاسبكم عليها انما احنا البنات اللي بنتظلم و انت انا من اول مرة رفضتك قولتلك اني مبنفعكش انت بتستاهل احسن مني بس انت اصريت كان صعب اقولك اللي مقولتوش ل اخويا و ماما و بسبب اصرارك وبسبب رجعة الحقير اللي دمرلي حياتي اضطريت اوافق وكل ما احاول اقولك يجي حد يقاطعنا و فجأة كتبت الكتاب و انا مقدرتش ارفض عشان مسببش احراج ليك و لأهلك كل حاجة حصلت بسرعة ومكنتش فاهمة حاجة ولا عارفة استجمع شجاعتي عشان اقولك اني بنت مغتصبة..... بس مع كل ده انا حبيتك لاني شوفت فيك الراجل اللي بيحب بجد الراجل الملتزم الصادق اللي رغم قسوته بس بيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يسعد اللي بيحبهم انا للاسف نسيت ان مليش حق احب بعد ما اتظلمت كنت بحاول اعيش معاك اطول مدة لاني عارفة انك هتتخلى عني في الاخير و النهارده كنت عايزة اقولك على كل حاجة بس هههه شكلك عرفت و فسرت اغتصابي بانه......
صمتت ولم تكمل كلامها فهمس :
- صاحبتك قالتلي انك عملتي علاقة بإرادتك وكنتي ناوية تخبي عليا لحد يوم الفرح.
ارتفعت شهقاتها و بدأت تضحك بسخرية اخافته عليها :
- ههههههه غريب فعلا انا بتعرض للخيانة من اقرب الناس اولا اللي كنت بحبه وبعدين صاحبتي و اختي اللي بأمنها على كل اسراري اللي كنت بعتبرها ملاكي الحارس خانتني بأبشع طريقة و طعنتني فشرفي بس لأنها بتحبك و كمان انت دلوقتي كنت هتعتدي عليا.
توقفت عن الكلام قليلا ثم توحشت نظراتها و ارتفع صوت انفاسها لتبدأ بالصراخ بجنون و هستيريا :
- يلااااا انت مستني اييييه يلا اغتصبني انت كمان ادبحني انت كمان ماهي مجتش عليك..... امتدت يدها لشعرها تشده بعنف ليتطاير بعضه في الهواء وهي تصيح :
- لييييه لييه كل ده بيحصل معايا ليه الدنيا ديه جاية عليا اوي لييييه ااااااه.
انصدم ليث من شكلها فاقترب منها وهو يحاول ايقافها :
- أسييييل أسيل اهدي خلاص اهدي هتأذي نفسك ارجوكي كفاااااية.
دفعته عنها و امسكت قطعة زجاجة ملقية على الارض و رددت بدون وعي :
- انا حرام عليا اعيش يعني مش كفاية اني مبقدرش اجيب حقي من اللي اغتصبني كمان هنذل من اللي حبيته خلاص انا مش هقدر اتحمل اكتر من اللي استحملته خلااااااص !!!!
رفعت الزجاجة لتذبح معصمها لكن ليث اوقفها في اخر لحظة و سحب منها الزجاجة مسببا جرحا ليده نظر اليها و حاول ايقاف حركة جسدها لكنه لم يستطع فصفعها بقوة :
- بس بقى !
شهقت بألم فصاح بعصبية :
- بطلي جناااان ايه اللي انتي بتعمليه بنفسك كده انتي هترتاحي يعني لما تنتحري اهدي خلاص.
انفجرت أسيل في البكاء و انخفضت تدريجيا لتسقط على الارض و تصرخ بقوة تخرج مافي قلبها منذ زمن طويل و على الظلم الذي تعرضت له ظلت تصرخ و ليث يقف ينظر اليها بألم لا يدري ما يجب عليه فعله هل يحتضنها و يخفف عنها ام يبتعد و يعاقبها على اخفاء اللمر عليه لكن على ماذا يعاقبها بالضبط هل لانها اغتصبت ام لانه يشعر بالاهانة لرجولته وهو يتخيل زوجته بين ذراعي رجل غيره !!
فجأة توقفت عن الصراخ و عاد وجهها يتلون باللون الازرق وبدون مقدمات سقطت و الدماء تنفجر من انفها بغزارة...... !!!!
قد يعجبك ايضا