رواية غرام في قلب الصعيد الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي
6
كان اولاد صقر بعددهم الكبير متسلحين بالعصى والشوم والخرزانات والعكاكيز، من اكبرهم لاصغرهم
وكان الطريق ناحيت المحطه مسدود باتباع لهم وأدرك عبد الكريم انه وقع فى فخ لكن لا سبيل للتراجع، فهو من كبرات القريه، بل أكبر شخصيه فيها واذا تراجع الان سيفقد احترامه
وعبد الكريم يفضل ان يفقد حياته ولا يفقد كرامته.
__صرخ عبد التواب اطلع يا كلب منك ليه من ارضنا والله الى يحطه رجله فى ارضنا لاضربة بالشومه
_ظهر فرغلى وهو شاب قوى مفتول العضلات من عائلة اولاد صقر معروف بتهورة وصرخ اقفل خشمك يا عبد التواب لحسن ادفنك مطرحك انت وابوك ولوح بعكازه فى الهواء
من بعيد صرخ دياب الزم حدك يا فرغلى بلاش قلة أدب دى أمور يحلها الكبار!!
معدش فيه كبار ولا صغار يا ولاد عبد الكريم وفى لحظه احاط اولاد عائلة صقر بعبد الكريم واولادة
امسك فرغلى عبد الكريم من ملابسه وهزه مثلما يهز دجاجه
هدفنك هنا يا عبد الكريم، فاكر جدى الله يرحمه؟
انت هتحصله يا عبد الكريم!
وفكر عبد الكريم ان يخرج الطبنجة لكنه لاحظ ان هناك أشخاص مختفيين بين الأشجار يحملون بنادق آليه مطاريد الجبل المطرودين والمطللوبين من الشرطة
ولم يتحمل جسده الضعيف يد فرغلى القويه التى تهرس غلة الفول وتطحنها مثل الفرامه
ترغرغت عيون عبد الكريم وضاقت اللياقه على رقبته وشعر باختناق
وشعر عبد التواب ان والده يموت فرفع العصا وضرب بها يد فرغلى بكل قوته
لكنه تلقى ضربه على رأسه من الخلف، سقط عبد الكريم على الأرض وكان عوض العلاف يصرخ من بعيد ويطلب النجده ويصيح ان الجد سقط على الأرض
وكان سعيد ودياب وعقل يصارعون بعض الرجال وقد تلقو العديد من الضربات والنساء تصرخ من البيوت القريبه
وفرغلى وأولاد عمه يضربون اولاد عبد الكريم من كل جهه وفرغلى يصرخ يا بلد ملكيش كبير ويا عيله مفيهاش راجل
وعبد الكريم يسعل غير قادر على بلع ريقه
تكوم دياب على الأرض وقد تخضبت رأسه بالدماء وكانت يد سعيد المكسوره ممده إلى جواره ودياب الصغير وعقل قيدهم اولاد صقر والقو بهم على الأرض
وفرغلى يصرخ يا عيله مشيفش فيكى راجل، والبلد كله تعرف من اولاد صقر وايه إلى يحصل لأى حد يتجراء يتحداهم
ويصرخ بسخريه متقوم يا عبد التواب تدافع عن ابوك الكبير؟
ولا خلاص معدش فيه رجاله وعبد التواب غير قادر على نصب طوله
والرجال تضحك على المنظر المخجل فرجال عائلة عبد الكريم ساقطين على الأرض
وكان نساء دار عبد الكريم حضرو يركضون وعندما رأو جدهم وابائهم ساقطين على الأرض راحو يصرخون ويلولون
وسادين تصرخ سيب ابويا يا فرغلى
مبقاش غير النسوان فى عيلة عبد الكريم ولا ايه؟
بقا جايب الحريم تدافع عنك يا عبد الكريم؟
احنى عبد الكريم رأسه فى خجل وكانت الشرطه ورجال العائلات الأخرى قد تأخرو فى الحضور والعار طالهم جميعآ
وكان صقر لازال يركض فى الحقول لا يعرف طريق الأرض ولا سكتها
حتى سمع بعض الأطفال يتصارخون فيه عركه يا عيال، فرغلى بيضرب عيال عبد الكريم
صرخ صقر فين العركه يا ابنى، أشار الولد إلى أرض بعيده وهو يتسأل انت مين؟
ركض صقر بكل سرعته وعندما وصل كان العرق يتصبب من كل جسده
اندفع بسرعه داخل الدائره نحو جده عبد الكريم
دفعه فرغلى بيده فى صدره، ابعد بعيد يا جدع انت ملكش دعوه
همس صقر ابعد ازاى دا جدى!!
صرخ فرغلى والله واحلوت انت بقا ابن البندر؟
همس صقر ايوه انا ابن البندر وتلقى دفعه أخرى من يد فرغلى
_طيب روح العب بعيد يا حبيبى وسيب الرجاله للرجال
رفع صقر رأسه وانا راجل ولا انت مش شايف؟
لا مش شايف وامشى انجر من هنا متركبناش العار ويقولو ضرب ضيف!!
همس عبد الكريم، ابعد يا صقر ملكش دعوه
صرخ فرغلى اسمع كلام جدك ياد انت وغور من هنا
رفع صقر العصا لكنه تلقى ضربة عكاز قويه على ظهره
استدار صقر ناحيت الضربه وامسك الرجل الذى ضربه من عنقه ورفعه عن الأرض ومشى به وهو يتلقى الضربات من كل ناحيه لكنه استمر فى السير حتى القاة وسط الزرع
ثم رفع عكازة وضرب به كل من كان يقترب منه
قلع فرغلى جلبابه وارتفعت صيحات الأطفال، فرغلى دخل العركه يا ولاد
وكان صقر ينقل العكاز من يد ليد برشاقه ويضرب اولاد صقر حتى صدت عصاه عصا فرغلى الذى كان يرتدى الصديرى وشعر صدره الأسود منتصب مثل اشواك النخل
صرخ صقر بتتكاترو على راجل كبير فى سن ابهاتكم؟
وانت بقا إلى هتخدله حقك يا صقر؟
ايوه انا يا فرغلى نطقها صقر بلهجه مصريه جعلتهم يضحكون
طيب قابل الحديد يا ولد وضرب صقر بعكازه تلقى صقر العصا بعكازه وانفتحت دائره تشاهد العركه بفضول
فرغلى لم يخسر معركه ابدا ولو كان هناك فتوه لأصبح هو فتوة القريه بلا منازع
عندما صد صقر الضربه اغتاظ فرغلى ووجه عدة ضربات متتاليه تجاه صقر اجبرته على التراجع تحت الضغط
رفع عبد الكريم عيونه ورمق صقر، انه يذكره بابنه جبر عندما كان شاب صغير
فقد كان يتلاعب بالعصا بكل سهوله كأنه ساحر
تفادى صقر ضربة قويه من عصا فرغلى ثم قفز حوالى متر وضرب فرغلى ضربه فجأيه بكل قوته تلقاها فرغلى بتعريض عصاه قبل أن تصل رأسه