رواية خيانة الدم الفصل الثامن عشر18 بقلم الهام عبدالرحمن
بقلمى الهام عبدالرحمن 

بقلمي إلهام عبدالرحمن 

صلوا على الحبيب المصطفى 

في تلك اللحظة، كانت القلوب تتصارع في منزل عائلة صالح. عثمان، الذي يحمل الحقيقة بين يديه، لا يملك سوى مواجهة الواقع، وسما، التي أصبحت بين المطرقة والسندان، تخشى انهيار كل شيء.
عثمان، بنبرة مليئة بمزيج من الألم والغضب:
"احكى يا سما، كل حاچة من البداية... ماينفعش نتستر على اللى چرى أكتر من اكده عاوز اعرف الحجيجة كلها."
سما، والدموع تنهمر على وجهها:
"عثمان، والله كنت بحاول أحميك... راغب هددني، أخد مني كل حاجة... حتى كرامتي."
اقترب عثمان منها، لكن قلبه مثقل بالمرارة. لم يكن يدري ما إن كان عليه أن يشعر بالغضب منها أم بالشفقة على ما مرت به.
عثمان، بحدة:
"وانتي سكتى ليه؟ ليه ماجولتيش حاچة؟ ليه سبتينى أدفع تمن جتل أبوي لوحدي؟"
سما، بصوت مكسور:
"كنت خايفة... كنت ضعيفة. راغب كان مهددنى وضاغط عليا، ولو كنت عصيت أوامره، كان هياخد نجمة مني للأبد."
عثمان، بصوت منخفض لكنه مفعم بالغضب:
"مش هيجدر يعمل حاچة دلوك. الحجيجة كلها فى يدي."
في هذه اللحظة، لم يكن راغب يستمع فقط؛ بل كان يخطط. توجه إلى مكتبه وأخذ هاتفه، يتصل بشخص غامض.
راغب، بنبرة مليئة بالخبث:
"الو؟ چهز كل حاچة... الليلة دي لازم أخلص من عثمان للأبد."
على الجانب الآخر، عثمان قرر أن يضع خطة محكمة. اتصل بمحاميه وأخبره بكل شيء عن نتائج التحاليل، وبدأ في تجهيز قضية لاسترداد حضانة نجمة وكشف جرائم راغب.
عثمان، بثقة جديدة:
"راغب افتكر إنه انتصر، لكن خلاص اللعبة انتهت. الحجيجة كلها ضده."
صلوا على الحبيب المصطفى
في الليل، كان المنزل يغرق في ظلامٍ مريب. سما كانت في غرفتها تحاول تهدئة نجمة التي شعرت بخوفٍ غريب من أجواء المنزل. عثمان كان في مكتبه، يراجع الأوراق القانونية.
بينما كان راغب يقف في الحديقة، يُعطي تعليماته الأخيرة لرجلين غريبين.
راغب، ببرود:
"عاوزكم تخلصوا من عثمان. ماينفعش يطلع من الليلة دي حي. وأي حاچة تحصل، أنا ماليش دخل فاهمين اوعاكم اسمى يتنطج على لسان حد منيكم."
لكن سما سمعت كل شيء، فقد كانت تبحث عن نجمة التي خرجت من غرفتها دون أن تشعر بها. رأت راغب يتحدث مع الرجلين، وسمعت كل كلمة.
ركضت بسرعة نحو عثمان وأخبرته بما سمعت.
سما، وهي تلهث:
"عثمان، راغب ناوي يخلص عليك الليلة... سمعت كل حاجة بوداني وشوفته وهو واقف مع الرجالة اللى هتنفذ فى الجنينة دلوقتي!"
عثمان، بهدوء وثبات:
"ما تخافيش، كنت متوجع حاچة زي اكده. آنى مستعد ليه كويس جوى."
قام عثمان بالاتصال فورا على المحامى والذى قام بدوره بمهاتفة الشرطة.
كانت سما تشعر بالرعب الشديد من ان تفقد عثمان ويقتل على يد هؤلاء الرجال فظلت واقفة معه لا تريد تركه ولكنه امرها بان تذهب وتحضر نجمة وتختبئ بحجرتها حاولت ان تظل معه ولكنه رفض بشدة وصرخ بها لكى تستمع له وتذهب قبل مجئ هؤلاء الرجال.
بعد قليل هجم الرجلان على المكتب الذى به عثمان واشتبكا معه وظل يدافع عن نفسه ويكيل لهم الضربات ولكن كما يقول المثل الكترة تغلب الشجاعة فقد قام احد الرجال بعرقلته وقام الاخر بتقييده وحانت لحظة انهاء حياته ولكن رب العالمين كان بجواره فقد وصلت سيارات الشرطة وقاموا بالقبض عليهم.
كان راغب يقف قريبا من القصر يراقب الاحداث وحينما تدخلت الشرطة عاد الى المنزل ودخل وكانه لا يعلم شيئا....
راغب باستغراب مزيف: فى ايه ايه اللى بيحصل اهنه ومين الناس دول والحكومة بتعمل ايه فى دارى؟!
عثمان، بنبرة ساخرة:
"خلاص اللعبة خلصت، يا راغب. انت انتهيت."
راغب بحدة: جصدك ايه بانتهيت دى؟!
عثمان بانتصار: كنت فاكر ان چوز الشوحطة دول هيجدروا يخلصوك منى لا انت بتحلم ياراغب آنى هفضل اهنه وهربى بتى اللى حرمتنى منيها وهرچع حجى كله وانت هتعيش المرار اللى عيشته بسببك وصدجنى مش هتصعب على حد فينا واصل ياولد ابوى.
نظر له راغب بكل جمود وقوة وكأنه ليس على حافة دخول السجن مما جعل عثمان يشك فى الأمر فكيف له بكل تلك القوة؟
قامت الشرطة بالقبض على راغب والرجال وذهب معهم عثمان لاستكمال التحقيقات ولكن كانت المفاجأة في انتظار عثمان، فالرجلان رفضا الاعتراف براغب كمدبر للجريمة.
أحد الرجال، بثبات أمام الضابط:
يابيه الراچل ده احنا مهنعرفهوش واصل ... كل اللي وصلنا أوامر من واحد مچهول كان بيتحدت ويانا على التلفون."
راغب، الذي بدا واثقًا بعد حديث الرجلين، ابتسم بسخرية واقترب من عثمان وهمس بجوار اذنه
صلوا على الحبيب المصطفى
راغب، بخبث وهمس:
"مش جولتلك يا عثمان؟ دايمًا بتتسرع، ودي مشكلتك الكبيرة. حاولت توجعني، بس للأسف… مفيش دليل."
الضابط لم يجد سببًا للاحتفاظ براغب، فأطلق سراحه.
مساءا فى المنزل دخل راغب رافعا رأسه بشموخ وقوة وكان عثمان يجلس مع عمه صالح وسما وزوجة عمه صافية فى بهو المنزل والحزن يسيطر عليهم فشمل العائلة تفتت.
اقترب راغب من عثمان ووقف امامه وتحدث ببرود قائلا...
راغب، وهو ينظر إلى عثمان ببرود:
"المرة الچاية، اتأكد إن عندك ورج أجوى تلعب بيه جصادى ياولد ابوى ، لأنك كل مرة بتخسر جدامي."
عثمان بقوة: متفكرش ان كل حاچة خلصت يا راغب آنى عمرى ما هسكت واصل وصدجنى هياچى اليوم اللى تبان فيه الحجيجة وباذن الله جريب جوى.
خرج راغب من المنزل، وترك عثمان وسما يغرقان في حالة من القلق والخوف.
بعد أن أطلق سراح راغب بسبب عدم وجود دليل يدينه، ظل عثمان فى المنزل غارقًا في الغضب. كلمات راغب له ما زالت ترن في أذنيه:
راغب، بسخرية:
"كل مرة بتحاول توجعني، وكل مرة بتفشل! اللعبة أكبر منيك يا عثمان."
ولكن عثمان قرر أن يكون الرد هذه المرة مختلفًا، وبدأ يخطط للرد على كل من راغب وشاكر العوامي، الذي تحالف مع راغب للإضرار به.
فعثمان لم يكن من النوع الذي يترك حقه بسهولة.حيث بدأ بإفساد أعمال شاكر بضربات متتالية. استخدم اتصالاته وعلاقاته لكشف فساد شاكر في الصفقات، وسرعان ما بدأت سمعة شاكر في الانهيار.
صلوا على الحبيب المصطفى
مدير أعمال شاكر، متوترًا:
"الأسهم بتاعتنا في النازل يا بيه، والزباين بيسحبوا العجود! اللي بيحصل ده اكيد شغل عثمان اخو راغب."
شاكر، بغضب:
"عثمان؟ الواد ده مش هيفلت مني!"
شاكر حاول الاتصال براغب للحصول على مساعدة، لكنه فوجئ بتغير نبرة راغب.
راغب، ببرود:
"مشكلتك مع عثمان مالهاش علاجة بيا. اما آنى فهعرف كيف اخد حجى منيه"
شاكر، بحدة:
"ده مش اللي اتفجنا عليه يا راغب! كنت عارف إن عثمان مش هيجعد ساكت."
توترت العلاقة بين راغب وشاكر بسبب الخسائر التي لحقت بالأخير. بدأ شاكر يشعر بالخيانة، وراغب بدأ يبتعد عنه لتجنب أي تورط.
قد يعجبك ايضا
بعد أن أضعف عثمان أعمال شاكر تمامًا، قرر أن يواجهه شخصيًا للتأكد ما اذا كان هو قاتل ابيه ام لا.
دخل عثمان مكتب شاكر بغضب، ولم ينتظر دعوة للجلوس.
عثمان، بصوت حاد:
"اللعبة خلصت يا شاكر. آنى عارف إنك كنت شريك راغب في كل حاچة، وإنك كنت چزء من اللي حصل لأبوي."
شاكر، وهو يجلس بثبات على مكتبه:
"آنى شريك راغب؟ مفيش حاچة تثبت ده، بس شكلك مش چاي اهنه عشان تلاجي إچابات، انت چاي تفش غلك وبس."
صلوا على الحبيب المصطفى
عثمان، بغضب:
"بلاش تلف وتدور! انت كنت مع راغب يوم ما أبوي اتجتل، وآنى عارف إنك كنت چزء من اللي حصل."
ضحك شاكر ضحكة قصيرة، ثم نهض من مكانه ببطء.
شاكر:
"عارف يا عثمان، فيه حاچات كتير أنت متعرفهاش. آنى ممكن أكون فاسد، لكن جاتل؟ لا. اللي جتل أبوك مش آنى ومش كل حاچة زي ما بتشوفها يا عثمان. أحيانًا، العدو اللي بتدور عليه أجرب مما تتخيل."."
توقف عثمان للحظة، ثم صرخ:
عثمان:
"كفاية كدب! جول الحجيجة بدل ما أطلعها منيك بأي طريجة."
نظر شاكر إليه نظرة طويلة ثم قال بهدوء:
شاكر:
"الحجيجة؟ الحجيجة إن اللي جتل أبوك هو أجرب شخص ليك… راغب."
تجمد عثمان في مكانه. الكلمات التي سمعها كانت كالصاعقة.
عثمان، بدهشة وصوت مختنق:
"راغب؟ أنت بتكدب… مستحيل!"
شاكر، بابتسامة ساخرة:
"تصدجني أو متصدجنيش، دي مشكلتك. راغب جتل أبوك لأنه كان شايفه عجبة في طريجه، وآنى ماليش دعوة بالچريمة دي."
كانت الصدمة تعصف برأس عثمان. كل مشاعره المختلطة من غضب وصدمة وعدم تصديق بدأت تتصارع داخله.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
شاكر، وهو يجلس مرة أخرى:
"دلوك عرفت الحجيجة. السؤال هو: هتعمل إيه؟"
عاد عثمان إلى منزله، والغضب يشتعل داخله. الحقيقة التي اكتشفها كانت أصعب مما تخيل. بدأ يخطط للمواجهة الحاسمة مع راغب، ولكن هذه المرة، كان يعلم أن اللعب بالنار هو السبيل الوحيد لكشف كل الأوراق.
اصبحت العلاقة بين راغب وشاكر متوترة اكثر واكثر. فشاكر كان يملك أوراق ضغط قوية ضد راغب، وراغب بدأ يشعر أن الأمور خرجت عن سيطرته.
دخل عثمان حجرته بعدما بحث عن راغب فى المنزل ولم يجده وجلس على الفراش وشرد بعقله متذكرا كيف استطاع الايقاع بشاكر.
Flash back
بينما كان شاكر غارقًا في محاولة السيطرة على الانهيار الذي أصاب أعماله، لم يكن يعلم أن الطعنة جاءت من أقرب الناس إليه... سكرتيرته هالة.
كانت هالة تعمل مع شاكر منذ سنوات طويلة، لكنها كانت تحمل في قلبها كراهية عميقة له بسبب معاملته القاسية واستغلاله لها. في الماضي، ساعدت عثمان بطريقة غير مباشرة، وأرسلت له مستندات سرية تخص بعض صفقات شاكر، ما جعله يبدأ حربه الأولى ضد شاكر.
في إحدى الليالي، كانت هالة تجلس في مكتبها الصغير، تنظر إلى الملفات المكدسة أمامها. توقفت للحظة وهي تفكر:
هالة (في نفسها):
"الوجت چه يا شاكر… الوجت اللي تدفع فيه تمن كل ظلمك."
كانت تعلم أن هذه المرة يجب أن تكون الضربة قاضية. جمعت الملفات التي تحتوي على أدلة تدين شاكر في قضايا فساد كبيرة، ونسختها على فلاشة.
ثم قامت بالاتصال على عثمان لتقابله لامر هام...
التقت هالة بعثمان في مكان سري، بعيدًا عن أعين شاكر أو أي شخص يمكنه الشك بها.
عثمان، بنبرة جادة:
"انتي متأكدة إنك عايزة تعملي اكده؟ الخطوة دي ممكن تخسرك شغلك وحياتك كمان."
هالة، بثبات:
"شاكر دمر حياة ناس كتير، وآنى كنت چزء من ده، غصب عني. الوجت چه عشان أصلح اللي أجدر عليه."
أعطته الفلاشة وهي تقول:
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
هالة:
"دي كل الأدلة اللي هتحتاچها عشان تدمره. ملفات صفجات مشبوهة، رشاوي، وأسماء المتورطين معاه. بس خلي بالك… لما شاكر يعرف، هيعمل أي حاچة عشان يوجفك."
عثمان، بابتسامة خفيفة:
"متجلجيش عليا، أنا چاهز لأي حاچة. شكراً ليكي، ياهالة…."
هالة، بابتسامة باهتة:
"كان فى دين فى رجبتى لازم اسدده الدين ده مش لحد واصل لكن… ده لضميري."
بعد أيام قليلة، بدأت الأخبار تنتشر عن قضايا فساد كبرى تتعلق بشركات شاكر. وسائل الإعلام كانت مليئة بالعناوين التي تفضح تورطه.
شاكر، وهو يصرخ في مكتبه:
"إزاي ده حصل؟! مين اللي سرب الملفات؟!"
حاول الاتصال بجميع معارفه لإيقاف التحقيقات، لكن كل الأبواب كانت تُغلق في وجهه.
وفي لحظة من الغضب العارم، استدعى هالة إلى مكتبه.
شاكر، بنبرة تهديد:
"هالة… إنتي كنتي عارفة حاچة عن اللي بيحصل؟"
هالة، بثبات (وهي تنظر في عينيه):
آنى بس بشتغل شغلي، يا شاكر بيه. اللي حصل ده، نتيچة أفعالك."
كانت كلماتها كالسهم الذي أصابه في الصميم.فهو لم يشك للحظة أنها اليد التي دمرته.
عثمان استخدم الأدلة التي حصل عليها ليضغط على رجال شاكر وشركائه، مما دفعهم إلى الانسحاب من أي اتفاقات معه.
وبهذه الخطوة، تمكن من القضاء على نفوذ شاكر تمامًا.
بعد كل شيء، التقى عثمان بهالة ليشكرها مرة أخرى.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
عثمان:
"شاكر انتهى… بس إنتي لسه واجفة على الحافة. لو عرف إنك كنتي السبب، مش هيسيبك في حالك."
هالة، بابتسامة حزينة:
"آنى كنت ميتة و آنى بشتغل معاه. دلوك بس حسيت إني حية. لو جالي أذى، هبجى على الأجل عملت حاچة صح."
عثمان، بجدية:
"آنى مش هسيبك لوحدك. لو احتچتي حاچة، اتواصلي معايا فوراً واوعاكى تترددى ابدا."
end of flash back....
عاد عثمان من شروده وهو يتنهد بالم ووجع ويردد بهمس غاضب...
عثمان: ياترى كلام شاكر صح وراغب هو اللى جتل ابوى ولا هو عاوز يبعد التهمة عنيه وخلاص آنى لازم اتأكد جبل ما أعمل أى حاچة.
صلوا على الحبيب المصطفى
التاسع عشر من هنا