رواية تأخر وقت العشق الفصل السادس 6 بقلم فاطمة طه
اذكروا الله
_______________________________
بعد مرور اسبوعين تقريبًا
أمام الشركة التي يعمل بها باسل والتي تخص هندسة السيارات، كان قد انتهي لتوه من العمل، وضع الحقيبة الخاصة بالحاسوب في السيارة ثم أغلق الباب وأخذ يحل رابطة عنقه وهو يقف أمام السيارة فلا يكره أكثر من تلك الإجتماعات الرسمية التي تلتزم بها حتي بالحديث يكن محسوب عليك، وجد أتصال من مراد التي قد فلت من إجتماع اليوم كعادته بأي حجة، أجاب عليه باسل بملل
- الو يا مراد عايز ايه
أردف مراد قائلا بمرح
- هعوز منك ايه يا حسرة، هتروح البيت بعدين تيجي وله جاي دلوقتي
أردف باسل قائلا بارهاق شديد، ساعتان ونضف متواصلين في اجتماع
- لا انا مش جاي يا يا مراد، مصدع خالص كلوا دماغي في الاجتماع وعايز انام منمتش من امبارح كويس
لو في حاجة ابقي كلمني اجيلك
تجاهل مراد ما تفوه به صديقه وأردف قائلا بخبث ومكر شديد
- انا لسه شايف مرات اخويا
أردف باسل قائلا باستغراب وتساؤل فهو لم يفهم مقصده او ما يحاول قوله، فهو يتلاعب عليه بالكلمات
- هو اخوك في القاهرة
أردف مراد قائلت بعد أن قهقه علي صديقه الذي مازال لا يفهم مزاحه بشكل جيد بعد تلك السنوات
- اه ياعم اخويا في القاهرة، ما انتَ في القاهرة، مراتك انتَ ياسطا
أردف باسل بغضب وعصبية ليست غريبة عليه
- مراد بطل استفزاز له ما فاهمك ولا فايق لك
في ايه ؟؟؟
- لسه شايف استاذة رحمة، أو انسة رحمة بلاش اقول رحمة بس علشان الباشا بيزعل
أردف باسل بغضب مكتوم من استفزاز صديقه له
- شوفتها فين يا ظريف انتَ مش المفروض تعبان في البيت وله دي حجة علشان تخلع من الاجتماع ما انا عارفك
أردف مراد قائلا بتفسير
- بالظبط حجة عليك نور، لسه نازل من شوية كنت بجيب طلبات من السوبر ماركت فقولت اعدي علي مصطفي
كانت بتعمل شيك اب للعربية طلعت بتروح هناك دايما
- هو انتَ ياض مش هتبطل صياعة
أردف مراد قائلا بتهكم وسخرية
- هو لما اروح لصاحبي اللي بيني وبينه عشرة اكون صايع اومال و صاحبتي بقا
بعدين انتَ رايح فين بقا وتعبان من ايه
أردف باسل قائلا بسخرية فلا يكرة اكثر من ذلك السؤال
- انا مش عايز اتجوز مخصوص علشان مفيش واحدة تسالني السؤال ده مبكرهش في حياتي قده .. رايح البيت اومال هكون رايح فين يعني
انتَ شوفتها امته ؟؟
- لسه شايفها حالا
صمت باسل ثم أردف قائلا بعد دقيقة من التفكير ولا يعلم ما هو الذي يدفعه لتلك الاشياء والتهور والتي هي جديدة عليه بالمرة
- هو انا لو طلبت منك حاجة تعملها من غير تحفيل ولا صداع
أردف مراد قائلا بخبث وصدق في أنن واحد فلا يستطع أن يتخلي عن المرح معه
- انا اعملها اه واخدمك برقبتي، لكن محفلش، ده اللي مقدرش اعمله ولا يمكن ابدا
انتَ عارفني
_________________
في مكان آخر
كانت رحمة تجلس مع أمينة في المكان المخصص لانتظار إنهاء الفحص الدوري لسيارتها
- الو يا ماما
انا مع أمينة اهو هخلص فحص العربية وهاجي
مش انتِ عند منار واحمد انا هجيلك علي هناك بعد ما اوصل أمينة
أغلقت والده رحمة بعد دقائق معدودة، لتعبث رحمة في هاتفها بملل فأردفت امينة قائلة بملل فمنذ ساعة يخبرها احد العاملين أن هناك ازدحام اليوم
- انا كنت سبتك ومشيت كان لازم استجدع اوي كده معاكي، طنط عايزة ايه ؟
أردفت رحمة بنبرة هادئة
- بتسالني فين لانها رايحة عند منار واحمد
ثم استكملت حديثها بنبرة مرحة
- منار بتستعجلها قبل ما احمد يجي ياخدها ويتلكك علشان ينزل
أردفت امينة قائلة بمرح
- والله اخوكي ده مسخرة
أردفت رحمة بمرح حينما تذكرت كلمات منار
- علي رأي منار ده ممكن يروح يقابل الناس اللي جاية تباركلهم علي القهوة
ضحكت امينة ثم أردفت قائلة
- ربنا يخليهم لبعض
- امين يارب
نهضت أمينة وحملت حقيبتها ثم أردفت قائلة
- انا هروح اجيب خط لماما من الفرع اللي شوفناه واحنا جايين مش عارفة هما مالهم النهاردة اتاخروا اوي، لو خلصتي قبل ما اجي ابقي تعاليلي الفرع علي أول الشارع
- طيب
ذهبت امينة وكانت رحمة ستذهب وتسأل أحد للمرة التي لا تعرف عددها لما كل ذلك التأخير، فلم يكن شيئا جديدًا تفعله او مكان جديد فمنذ ثلاثة أعوام تقريبًا منذ شراءها تلك السيارة وهي تتعامل معهم نهضت وكانت علي ولكنها تسمرت مكانها ينما راها للمرة التي لا تعرف عددها يظهر امامها فجاءة اصبحت متاكدة انه يراقبها
اقترب باسل منها، وأردف بنبرته الهادئة والواثقة كالمعتاد من الممكن أن ذلك الهدوء هو سبب إرباك رحمة لا تدري تشعر أمامه انها أول مرة تتعامل مع رجل في حياتها ترجع ذلك سبب احراجها بسبب شقيقته ولا تحاول إيجاد تفسير آخر لذلك
- ازيك يا آنسة رحمة
صمتت لدقيقة كعادتها يشعر باسل أحيانا انها تراه كائن فضائي، حاولت أن تجيب عليه بنبرة هادئة
- انا تمام الحمدلله، بس غريبة أن حضرتك هنا
أردف قائلا وهو يضع يديه في جيبه كالعادة
- لا عادي انا ساعات باجي هنا
أردفت قائلة باستغراب فهي لا تعتقد أنها قد رأته هنا من قبل
- بس انا بقالي سنين باجي هنا ومشوفتكش يعني
أردف باسل قائلا بنبرة هادئة
- ليكي نصيب تشوفيني دلوقتي يمكن
قالتها بتلقائية فعلي ما يبدو ان هناك اشياء كثيرة قد اتتت وقتها من الممكن ان العشق قد جاء موعده
- فعلا
سألها قائلا بنبرة مستفسرة
- بتعملي ايه انتِ هنا
- تفتكر هكون بعمل ايه بعمل فحص لل ...
كادت علي وشك ان تلعن سيارتها هي التي اوقعتها في ذلك المأزق من البداية حتي الآن، ولكنها تمالكت نفسها وأردفت قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة
- بفحص العربية بس مش عارفة اتاخروا ليه
- بسببي
قالها بخفوت لم تسمعه جيدًا، فهي بالكاد علمت أنه قال شيء ولكن لم تستطع سماعه، فأردفت قائلة وهي تضيق عينيها
- مش سامعة حضرتك بتقول ايه ؟
أردف قائلا بنبرة مبهمة تمامًا فأصبحت لا تفهمه
- ابدا لو كنتي جيتي عندنا كنا خلصناكي بدري
أردفت رحمة بطريقة حادة قليلا لا تردي لما انفعلت عليه بالأساس
- بص انا مش صغيرة ومبعرفش اذوق الكلام أحيانا بس تحديدًا انتَ اخر واحد ممكن احب اني اتعامل معاك تقريبا كل موقف والتاني بقابلك فيه بيبقي حاجة في قمة احراجي فاكيد مكنتش هاجي عندكم
- للدرجاتي
قالتها رحمة بتلقائية شديد
- جدا يعني فوق ما تتصور التاتش اللي حصل بيني وبين اختك من غير قصدي والله ده كفيل اني اتحرج اشوفك حتي
أردف قائلا بنبرة متفهمة وغامضة في أنن واحد
- خلاص عموما انا مش هحرجك تاني ولا هسبب لك أي حرج
قاطعهما صوت العامل وهو يأتي ليخبر رحمة بانتهاء الفحص وانها تستطع الذهاب فالواقع كل ذلك التأخير بسبب انتظارهم مجيء باسل
________________________
في سيارة رحمة، بعد أن خرجت وتركت باسل وأخذت أمينة في طريقها، في البداية لم تكن رحمة تتخدث بأي شيء شاردة تمامًا وعينيها مليئة من الممكن بالدموع وكثير من الأشياء التي حب لم تجد لها تفسير كانت تقود سيارتها ولا تتفوه بكلمة وهذه ليست من عادات رحمة ذلك الصمت المُريب، ولكن حينما أصرت أمينة عليها بأن تشرح لها ما بها فهي لم تتركها بتلك الحالة فما حدث عند غيابها
بسبب إصرار امينة بدأت رحمة قص لها ما حدث أثناء الدقائق التي تركتها بها، فأردفت امينة بغضب شديد بسبب حماقتها فلا شك أن رحمة مديرة ورئيسة ناجحة رغم صغر سنها وأنها شخصية عطوفة مع الناس ولكنها أفشل ما يكون في حياتها العاطفية وهذا ما اكتشفته امينة مؤخرًا
- يعني انتِ مخنوقة وزعلانة ليه دلوقتي مش انتِ اللي قولتي ليه كده وكلمتيه بطريقة وحشة
أردفت رحمة قائلة بمشاعر مبهمة لا تفهمها بالفعل لما تشعر بالاختناق وأنها حتي تريد أن تبكي
- زعلانة بسبب اللي قاله
أردفت أمينة حتي تجعلها تستيقظ من صدمتها فهي ستصيبها بالشلل
- هو مقالش حاجة
انتِ قولتي يبطل يحرجك وقولتي له بغبائك انك بتضايقي لما تشوفيه فهو نفذ ليكي طلبك، يرمي نفسه عليكي ؟؟؟؟
أردفت رحمة قائلة بإنكار فهي لم تقصد ذلك
- انا مقولتش كده
أردفت أمينة قائلة بغضب
- معني كلامك كان كده حتي لو مش بالنص يا ماما ده انتِ طفشتيه حتي لو كان بيحاول يأخذ معاكي خطوة خلاص أتراجع
- يعني انا خربتها ؟
أردفت امينة بغضب شديد
- انتِ لسه بتسألي يا رحمة ده انا صاحبتك وناوية اطفش وربنا لا اللي هيشلني مش أنك قولتي كده
انك مضايقة علي اللي عملتيه يعني عارفة أنك غلطتيي ومكنتيش عايزاه يبعد
أردفت رحمة بكلمات وهي تحاول ان تعبر عن مشاعر لا تعرفها حتي
- ايوة مضايقة معرفش ليه مضايقة أساسا
حسيت ان معني كلامه اني مش هشوفه تاني
أردفت امينة بغضب وهي تنظر له بانفعال
- انا فرحانة بيكي صدقيني هفتح باب العربية ارمي نفسي من غباوتك يعني انتِ عايزة تشوفيه وعايزاه يكلمك يعني علي الاقل معجبة بيه بلاش بتحبيه بس علي الاقل معجبة بيه
ليه تقوليله كده وله ليه تعملي كده من أساسه
أردفت رحمة بغضب شديد فهي لا تريدها أن تلومها أكثر مما تشعر به لطالما حاول رجال كثيرون الاهتمام بها حتي أكثر من باسل وهناك من قالها صارحًا ولكنها لاول مرة تشعر بالخوف من فقدان رجل أو عدم رؤيته
- معرفش متعصبنيش
وانا سايقة انا اتكلمت بتلقائية ومكنتش متوقعة اني هضايق كده لو مش هشوفه تاني
- ابقي كلميه طيب اعتذريله وفهميه أنه مكنش قصدك
أردفت رحمة بغضب ورفض تمامًا
- ما ارمي نفسي عليه انتِ متخلفة
انتِ كمان خلاص مفيش كلام ولا زفت أنا بس اتخنقت شوية خلاص
_______________________
في بيت باسل
بعدما وصل الي بيته تفاجئ بمجيء زوج شقيقته والذي سعي جاهدًا منذ شهر وأكثر أن يستطع النزول في هذا الموضوع، حاول جعلها مفاجأة لعائلته بأكملها أن يحضر عيد ميلاد ابنته غدا
كان محمد يجلس بجانب باسل علي الأريكة
- يعني انتَ مشوفتش دينا ولا أية
أردف محمد قائلا بنبرة هادئة
- ولا شوفت حد اصلا انا جاي عليك علطول
ناوي اعملها بكرا مفاجأة لامي ولدينا واية
انا عارف انك اكتر شخص كتوم اعرفه ومش هتقولهم لغايت بكرا وانتَ لوحدك بس لو هتقل عليك امشي
أردف باسل قائلا بانزعاج من تفكيره بتلك الطريقة
- انت هتستعبط تتقل عليا ايه
انا والله مبسوط اني شوفتك وهيفرحوا جدا بيك بكرا بالذات
أردف محمد قائلا بغرور
- انا بهزر انا كده كده
قاعد علي قلبك يا حمايا العزيز
أردف باسل قائلا بابتسامة هادئة
- تخيل شحط زيك كده يقولي حمايا انا مستحملك علشان دينا وأية
أردف محمد قائلا وهو يحك مؤخرة رأسه
- علي فكرة انا شكلي مش هسافر تاني
أردف باسل رافعًا حاجبيه باستغراب
- بتتكلم بجد ؟؟؟
طب وشغلك يا ابني
أردف محمد قائلا بتفكير فهو لا يفعل شيء في الفترة الماضية سوي التفكير
- انا فكرت كتير يا باسل انا مش مرتاح هناك لوحدي وحتي دينا واية لو جم مش هيرتاحوا هما متعلقين بيك وبماما وبالعيلة عموما
- ماشي يا محمد بس دي ظروفك
يعني هتعمل ايه في الشغل
أردف محمد قائلا بتفسير ووضوح
- عقد العمل بتاعي خلص والمفروض اني اجدده وكده بس لما فكرت انا معايا كورسات وعندي خبره سواءقبل ما اسافر او لما سافرت يعني لو دورت علي شغل هنا اكيد هلاقي
ثم تنهد وأردف قائلا حينما تذكر الكثير من الاشياء
- ولا اية هتنبسط ولا دينا ولا امي نفسها مبسوطة بتوجع قلبي مكالمتها كل يوم وهي بتعيط انها مش بتشوفني وانها خايفة في مرة تموت بعد الشر وانا بعيد عنها
أردف باسل قائلا بعقلانية فهو لا يريد ان تكن اخته السبب
- بعد الشر عليها
والله انتَ حر يا محمد ولو عامل حساب ايه انا اقنعتها ...
قاطعه محمد قائلا وهو متأكد من قراره
- زي ما قولتلك علشانهم كلهم، وكمان اية انا بحبها ومحبش ازعلها ولا أنها تكون عايشة مش مرتاحة
- يا ابني متقولش بحبها قدامي هقوم اكسرك
ابتسم محمد ثم أردف قائلا بعقلانية
- لا دي الحقيقية، انا كنت خاطب قبل اختك اتنين
ودخلت بيتهم وكانت أسرتهم كاملة اب وام وعيلة كبيرة، بس انا مشوفتش واحدة في اخلاق اية ولا في تربيتها وانها طالعة فعلا من بيت راجل
ثم تنهد تنهيدة .مطوله وهو يتذكر بعض المواقف التي مرت عليه مع علاقته باية بداية من تعارفهما حتي الان
- في مواقف كتيرة تعرفها او متعرفهاش ساعة خطوبتنا او حتي لما كنا كاتبين الكتاب اية كانت لما بتكبرك وتعملك ألف حساب كانت بتكبر في نظري
وكنت بحب احترامها ليك ولانها مش بتنكر انك تعبت علشانها
وبعدين الغربة هتكون ايه فايدتها حتي لو فلوس زيادة هتكون اية الفايدة لو امي تعبت ومش عارف انزل اشوفهها او اني الاقي اية زعلانة هناك
ابتسم باسل برضا فهو بالفعل يجب محمد ويراه رجل يعتمد عليه ويستحق شقيقته فكان يبحث لها عن رجل وليس ذكر او شخص ذو منصب او اي مقاييس بل كان يريد وضعها في أمانة رجل ويبدو انه نجح في ذلك
أردف باسل قائلا بتشجيع
- مش عارف اقولك ايه ربنا يوفقك يا محمد وانتَ معاك حق كون وسط اهلك احسن وإن شاء الله يجيلك شغل احسن من هناك 100 مرة
- ان شاء الله
أردف باسل قائلا بترحاب
- خش انتَ ارتاح جاي من السفر وانا هطلب الاكل وهصحيك
- خلاص ماشي بس لو اية اتصلت ...
قاطعه باسل قائلا بتفهم
- متقلقش مش هقولها حاجة
دخل محمد وأخذ حمامه ثم توجه إلي الغرفة وحاول أن ينم قليلا ويرتاح من عناء السفر
وأخذ باسل يفكر فالشيء الذي يجب فعله فقد استطاع معرفة كل شيء يريده أن كانت بعض المعلومات او حتي تفسير مشاعره وإرادته
_______________________
بعد مرور يومان تقريبًا
كانت رحمة قد عادت من عملها ودخلت عمارتها وقابلت عمرو، فأردفت قائلة
- رايح فين يا عمرو بباشا
- رايح علي القهوة
ثم أردف قائلا حينما تذكر ما كان يريد أن يتصل بها من اجله ولحسن الحظ رأها الآن
- انا بكرا هتاخر ساعة علي الشغل رايح اجدد البطاقة بتاعتي ولو خصمتيلي تبقي ولا اختي ولا اعرفك
أردفت رحمة بمرح
- انا مش عارفة انتَ وانا صغيرة ادوك من لبني ومن اكلي وانا كبيرة بعمل استثناءات علشان خاطرك
أردف باسل قائلا بسخرية
- والله ياعسل في واحدة مستنياني اتجوزها ولو اتخصملي صدقيني هشحت انا راجل مسئول
أردفت قائلة وهي تضيق عينيها فهو يعرف الطريق الصحيح لتستطيع أن تعفو عنه
- هو انتَ مبتعرفش تعمل حاجة غير انك تلعب في مشاعري علشان عارف اني بيضحك عليا بسرعة
- اه بصراحة
ذهب عمرو، فصعدت رحمة الي شقتها وفتحت بالمفتاح، وحينما دخلت وجدت والدتها وشقيقها جالسين وعلي ما يبدو يتحدثوا في أمرًا ما، فأردفت قائلة حتي تنبهما لوجودها وأتيانها
- السلام عليكم
أجاب الاثنان عليها
(( وعليكم السلام ))
أردفت رحمة قائلة حينما لاحظت غياب منار
- ايه مجبتش منار معاك لي
أردف احمد قائلا وهو يكتم غضبه
- عند خالتو مش عرفة بتاخد ايه من هناك
وهاخدها وانا ماشي انا جيت من الشغل علطول علي هنا
أردفت رحمة قائلة باستغراب فهي علي ما يبدو لم تعد تعلم لما تمر الأيام بتلك السرعة
- اجازتك خلصت بسرعة اوي
أردف أحمد قائلا وهو يحك ذقنه
- مهوا مكنوش هيدوني اكتر من عشر ايام ، انتِ تعرفي باسل يا رحمة صح
شعرت رحمة بدقات قلبها العالية، فأردفت قائلة بنبرة متوترة
- ايوة مش روحت جبت منه العربية ليه في ايه
أردف أحمد قائلا بنبرة منفعلة
- برضو بتكدبي تاني والله سبحان من مصبرني عليكي
أردفت خديجة وهي تحاول أن تهدأ الاوضاع وغضب أحمد الذي من ساعتين تحاول إخماده
- وانتِ مقولتيش ليه يعني يا بنتي
لما ختي عربيتك ان اخته هي اللي كانت في الفرح
حاولت رحمة قول أي شيء قد يُجدي نفعًا فهي مازالت لا تفهم ما يحدث
- في ايه يا جماعة انا حسيت انها مش هتفرق حاجة هو سوء تفاهم وخلص
هتفرق في ايه بقا
أردف أحمد قائلا وهو يجز علي سنانه
- برضو بلسانها الطويل بتقولك هتفرق في ايه
يعني كل مرة اشوف الراجل وشي في وشه وانا طرطور
أردفت رحمة قائلة باعتذار وهي لا تفهم ما هو الشيء الذي جعل أخيها يفتح الموضوع
- انا مكنش قصدي يا احمد والله وبعدين انا معرفش انك بتقابله اساسا
أردفت خديجة بنبرة هادئة
- خلاص يا احمد هو سوء تفاهم وخلاص يا ابني خلينا في المهم
تحدثت رحمة بنبرة هادئة
- احمد والله انا اسفة مكنش قصدي ازعلك والله
أردف أحمد قائلا وهو يمسح وجهه ويحاول أن يتحدث بهدوء فلم يتفوه باسل بشيء قد يغضبه بل تحدث بأسلوب مهذب تمامًا وعقلاني، ولكن ما اغضبه اخفاء شقيقته الأمر عليه
- عمومًا الراجل مقالش حاجة وقالي اللي حصل علشان يكون علي نور
ثم استكمل حديثه بنبرة مليئة العتاب
- علي الاقل هو صريح اكتر منك
أردفت رحمة باستغراب
- اساسا هو قالك ليه انا مش فاهمة
أردف أحمد قائلا بالشيء الذي أثار دهشته بالأمس
- اصله طلب ايدك وبصراحة راجل محترم جدا
ده قالي عدد المرات اللي شافك فيها وانه حتي لسه شايفك من يومين، ولو موافقة مبدئيا يجي يتقدم رسمي
أردفت خديجة قائلة
- هو انتِ ليه مقوتيش ليه يا بنتي انك بتشوفي الراجل ده
أردفت قائلة بدهشة شديدة ودقات قلب يمكنك سماعها وتصلب جسدها
- طالب ايدي انا ؟؟
أردف أحمد قائلا بسخرية
- لا انا يا اذكي اخواتك، انا ماشي دلوقتي علشان هقابل واحد صاحبي تحت هاخد منه حاجة ولسه هروح اجيب منار ونروح
وابقوا فكروا وقولولي وانا هجيلكم تاني بكرا
ذهب أحمد، أردفت خديجة قائلة بخبث وسخرية وهي تري صمتها التام تتذكر أنها حينما كانت تتفوه أمامها بأن هناك شخص يتقدم لها لكانت فتحت لها العديد من المواضيع
- ايه يا سنيورة بلمتي وساكته ليه
حاولت ان تتفوه بأي شيء
- انا مش ساكته
أردفت خديجة بخبث وهي ترصد وقفتها التي لم تتغير
- اومال اتكلمتي وانا اطرشت
- لا يا ماما مش قصدي
- رايك ايه
- في ايه
- اللي سمعتيه متعمليش نفسك مش فاهمة اخوكي قال ايه
أردفت رحمة قائلة بعدما تنحنحت وعقدت ساعديها
- هو انا اعرفه منين علشان اقول رأيي
أردفت خديجة قائلة بمكر
- بس هو واضح انه واثق من نفسه لدرجة انه يقول لاخوكي انه عايز يتقدم ليكي
ياتري ده بسبب انه متاكد انك هتوافقي وله هو لوحده ابو تريكة
أردفت رحمة قائلة بعدما تحول لون وجهها ويظهر حماره خجلها الواضح والذي يحدث لاول مره فلم يكن هو الوحيد الذي تقدم له وكانت خديجة تلاحظ كل شيء
- لا يا ماما وهو هيتأكد من ايه يعني هو انا بشوفه انا مشفتهوش الا أربع مرات ومكنتش بكلمه يعني في حاجة وهو مقاليش حاجة
- يا سلام
أردفت رحمة قائلة وهي تتوجه الي غرفتها
- انا هدخل الحق العشاء علشان اتأخرت
أردفت خديجة قائلة بصوت مرتفع حتي تسمعها
- ايوة ايوة اهربي هتروحي مني فين بعد العشاء
قاعدين للفجر
دخلت رحمة الي غرفتها، وهي مازالت لا تصدق ما سمعته، فقد ظنت انها لن تراه مرة اخري بل هو فاجئها بما لم تتوقعه إطلاقا لم يتقبله عقلها، ولكن شعر قلبها أن هناك شيء ورابط بينهما لا تعلمه
وجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة من امينة واجابت عليها ولكنها وجدت رسالة من رقم لا يصعب تخمين هويته
(( اتمني اكون شيلت عنك الحرج ))
_______________________
كان باسل يقف في معرضه، الخاص ببيع غيارات السيارات وتصليحها
كان ينظر في هاتفه ويعبث به ولكنه سمع مراد وهو يقف بالقرب منه ويهتف بصوت مرتفع
- انا عايز الناس كلها تشرب اوعي
حد مياخدش
التفت باسل وأردف قائلا باستغراب
- انتَ بتعمل ايه يا مراد
- مبعملش حاجة بوزع بيبسي علي العمال
والناس علي حسابي
- ليه في ايه
أردف مراد قائلا والسعادة تغمره
- اخويا هيتجوز في حاجة اكتر من كده افرح علشانها
أردف باسل قائلا
- مش يمكن اترفض وهتكون وزعت علي الفاضي
- يا عم بطل فقر بقاااا
بعد الشر وبعدين هو واحد زيك هياخد خطوة زي دي الا لما يكون متاكد انه هيتوافق عليه وبعدين مش مهم المهمان العقدة اتفكت
_______________________________
بعد مرور اسبوعين تقريبًا
أمام الشركة التي يعمل بها باسل والتي تخص هندسة السيارات، كان قد انتهي لتوه من العمل، وضع الحقيبة الخاصة بالحاسوب في السيارة ثم أغلق الباب وأخذ يحل رابطة عنقه وهو يقف أمام السيارة فلا يكره أكثر من تلك الإجتماعات الرسمية التي تلتزم بها حتي بالحديث يكن محسوب عليك، وجد أتصال من مراد التي قد فلت من إجتماع اليوم كعادته بأي حجة، أجاب عليه باسل بملل
- الو يا مراد عايز ايه
أردف مراد قائلا بمرح
- هعوز منك ايه يا حسرة، هتروح البيت بعدين تيجي وله جاي دلوقتي
أردف باسل قائلا بارهاق شديد، ساعتان ونضف متواصلين في اجتماع
- لا انا مش جاي يا يا مراد، مصدع خالص كلوا دماغي في الاجتماع وعايز انام منمتش من امبارح كويس
لو في حاجة ابقي كلمني اجيلك
تجاهل مراد ما تفوه به صديقه وأردف قائلا بخبث ومكر شديد
- انا لسه شايف مرات اخويا
أردف باسل قائلا باستغراب وتساؤل فهو لم يفهم مقصده او ما يحاول قوله، فهو يتلاعب عليه بالكلمات
- هو اخوك في القاهرة
أردف مراد قائلت بعد أن قهقه علي صديقه الذي مازال لا يفهم مزاحه بشكل جيد بعد تلك السنوات
- اه ياعم اخويا في القاهرة، ما انتَ في القاهرة، مراتك انتَ ياسطا
أردف باسل بغضب وعصبية ليست غريبة عليه
- مراد بطل استفزاز له ما فاهمك ولا فايق لك
في ايه ؟؟؟
- لسه شايف استاذة رحمة، أو انسة رحمة بلاش اقول رحمة بس علشان الباشا بيزعل
أردف باسل بغضب مكتوم من استفزاز صديقه له
- شوفتها فين يا ظريف انتَ مش المفروض تعبان في البيت وله دي حجة علشان تخلع من الاجتماع ما انا عارفك
أردف مراد قائلا بتفسير
- بالظبط حجة عليك نور، لسه نازل من شوية كنت بجيب طلبات من السوبر ماركت فقولت اعدي علي مصطفي
كانت بتعمل شيك اب للعربية طلعت بتروح هناك دايما
- هو انتَ ياض مش هتبطل صياعة
أردف مراد قائلا بتهكم وسخرية
- هو لما اروح لصاحبي اللي بيني وبينه عشرة اكون صايع اومال و صاحبتي بقا
بعدين انتَ رايح فين بقا وتعبان من ايه
أردف باسل قائلا بسخرية فلا يكرة اكثر من ذلك السؤال
- انا مش عايز اتجوز مخصوص علشان مفيش واحدة تسالني السؤال ده مبكرهش في حياتي قده .. رايح البيت اومال هكون رايح فين يعني
انتَ شوفتها امته ؟؟
- لسه شايفها حالا
صمت باسل ثم أردف قائلا بعد دقيقة من التفكير ولا يعلم ما هو الذي يدفعه لتلك الاشياء والتهور والتي هي جديدة عليه بالمرة
- هو انا لو طلبت منك حاجة تعملها من غير تحفيل ولا صداع
أردف مراد قائلا بخبث وصدق في أنن واحد فلا يستطع أن يتخلي عن المرح معه
- انا اعملها اه واخدمك برقبتي، لكن محفلش، ده اللي مقدرش اعمله ولا يمكن ابدا
انتَ عارفني
_________________
في مكان آخر
كانت رحمة تجلس مع أمينة في المكان المخصص لانتظار إنهاء الفحص الدوري لسيارتها
- الو يا ماما
انا مع أمينة اهو هخلص فحص العربية وهاجي
مش انتِ عند منار واحمد انا هجيلك علي هناك بعد ما اوصل أمينة
أغلقت والده رحمة بعد دقائق معدودة، لتعبث رحمة في هاتفها بملل فأردفت امينة قائلة بملل فمنذ ساعة يخبرها احد العاملين أن هناك ازدحام اليوم
- انا كنت سبتك ومشيت كان لازم استجدع اوي كده معاكي، طنط عايزة ايه ؟
أردفت رحمة بنبرة هادئة
- بتسالني فين لانها رايحة عند منار واحمد
ثم استكملت حديثها بنبرة مرحة
- منار بتستعجلها قبل ما احمد يجي ياخدها ويتلكك علشان ينزل
أردفت امينة قائلة بمرح
- والله اخوكي ده مسخرة
أردفت رحمة بمرح حينما تذكرت كلمات منار
- علي رأي منار ده ممكن يروح يقابل الناس اللي جاية تباركلهم علي القهوة
ضحكت امينة ثم أردفت قائلة
- ربنا يخليهم لبعض
- امين يارب
نهضت أمينة وحملت حقيبتها ثم أردفت قائلة
- انا هروح اجيب خط لماما من الفرع اللي شوفناه واحنا جايين مش عارفة هما مالهم النهاردة اتاخروا اوي، لو خلصتي قبل ما اجي ابقي تعاليلي الفرع علي أول الشارع
- طيب
ذهبت امينة وكانت رحمة ستذهب وتسأل أحد للمرة التي لا تعرف عددها لما كل ذلك التأخير، فلم يكن شيئا جديدًا تفعله او مكان جديد فمنذ ثلاثة أعوام تقريبًا منذ شراءها تلك السيارة وهي تتعامل معهم نهضت وكانت علي ولكنها تسمرت مكانها ينما راها للمرة التي لا تعرف عددها يظهر امامها فجاءة اصبحت متاكدة انه يراقبها
اقترب باسل منها، وأردف بنبرته الهادئة والواثقة كالمعتاد من الممكن أن ذلك الهدوء هو سبب إرباك رحمة لا تدري تشعر أمامه انها أول مرة تتعامل مع رجل في حياتها ترجع ذلك سبب احراجها بسبب شقيقته ولا تحاول إيجاد تفسير آخر لذلك
- ازيك يا آنسة رحمة
صمتت لدقيقة كعادتها يشعر باسل أحيانا انها تراه كائن فضائي، حاولت أن تجيب عليه بنبرة هادئة
- انا تمام الحمدلله، بس غريبة أن حضرتك هنا
أردف قائلا وهو يضع يديه في جيبه كالعادة
- لا عادي انا ساعات باجي هنا
أردفت قائلة باستغراب فهي لا تعتقد أنها قد رأته هنا من قبل
- بس انا بقالي سنين باجي هنا ومشوفتكش يعني
أردف باسل قائلا بنبرة هادئة
- ليكي نصيب تشوفيني دلوقتي يمكن
قالتها بتلقائية فعلي ما يبدو ان هناك اشياء كثيرة قد اتتت وقتها من الممكن ان العشق قد جاء موعده
- فعلا
سألها قائلا بنبرة مستفسرة
- بتعملي ايه انتِ هنا
- تفتكر هكون بعمل ايه بعمل فحص لل ...
كادت علي وشك ان تلعن سيارتها هي التي اوقعتها في ذلك المأزق من البداية حتي الآن، ولكنها تمالكت نفسها وأردفت قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة
- بفحص العربية بس مش عارفة اتاخروا ليه
- بسببي
قالها بخفوت لم تسمعه جيدًا، فهي بالكاد علمت أنه قال شيء ولكن لم تستطع سماعه، فأردفت قائلة وهي تضيق عينيها
- مش سامعة حضرتك بتقول ايه ؟
أردف قائلا بنبرة مبهمة تمامًا فأصبحت لا تفهمه
- ابدا لو كنتي جيتي عندنا كنا خلصناكي بدري
أردفت رحمة بطريقة حادة قليلا لا تردي لما انفعلت عليه بالأساس
- بص انا مش صغيرة ومبعرفش اذوق الكلام أحيانا بس تحديدًا انتَ اخر واحد ممكن احب اني اتعامل معاك تقريبا كل موقف والتاني بقابلك فيه بيبقي حاجة في قمة احراجي فاكيد مكنتش هاجي عندكم
- للدرجاتي
قالتها رحمة بتلقائية شديد
- جدا يعني فوق ما تتصور التاتش اللي حصل بيني وبين اختك من غير قصدي والله ده كفيل اني اتحرج اشوفك حتي
أردف قائلا بنبرة متفهمة وغامضة في أنن واحد
- خلاص عموما انا مش هحرجك تاني ولا هسبب لك أي حرج
قاطعهما صوت العامل وهو يأتي ليخبر رحمة بانتهاء الفحص وانها تستطع الذهاب فالواقع كل ذلك التأخير بسبب انتظارهم مجيء باسل
________________________
في سيارة رحمة، بعد أن خرجت وتركت باسل وأخذت أمينة في طريقها، في البداية لم تكن رحمة تتخدث بأي شيء شاردة تمامًا وعينيها مليئة من الممكن بالدموع وكثير من الأشياء التي حب لم تجد لها تفسير كانت تقود سيارتها ولا تتفوه بكلمة وهذه ليست من عادات رحمة ذلك الصمت المُريب، ولكن حينما أصرت أمينة عليها بأن تشرح لها ما بها فهي لم تتركها بتلك الحالة فما حدث عند غيابها
بسبب إصرار امينة بدأت رحمة قص لها ما حدث أثناء الدقائق التي تركتها بها، فأردفت امينة بغضب شديد بسبب حماقتها فلا شك أن رحمة مديرة ورئيسة ناجحة رغم صغر سنها وأنها شخصية عطوفة مع الناس ولكنها أفشل ما يكون في حياتها العاطفية وهذا ما اكتشفته امينة مؤخرًا
- يعني انتِ مخنوقة وزعلانة ليه دلوقتي مش انتِ اللي قولتي ليه كده وكلمتيه بطريقة وحشة
أردفت رحمة قائلة بمشاعر مبهمة لا تفهمها بالفعل لما تشعر بالاختناق وأنها حتي تريد أن تبكي
- زعلانة بسبب اللي قاله
أردفت أمينة حتي تجعلها تستيقظ من صدمتها فهي ستصيبها بالشلل
- هو مقالش حاجة
انتِ قولتي يبطل يحرجك وقولتي له بغبائك انك بتضايقي لما تشوفيه فهو نفذ ليكي طلبك، يرمي نفسه عليكي ؟؟؟؟
أردفت رحمة قائلة بإنكار فهي لم تقصد ذلك
- انا مقولتش كده
أردفت أمينة قائلة بغضب
- معني كلامك كان كده حتي لو مش بالنص يا ماما ده انتِ طفشتيه حتي لو كان بيحاول يأخذ معاكي خطوة خلاص أتراجع
- يعني انا خربتها ؟
أردفت امينة بغضب شديد
- انتِ لسه بتسألي يا رحمة ده انا صاحبتك وناوية اطفش وربنا لا اللي هيشلني مش أنك قولتي كده
انك مضايقة علي اللي عملتيه يعني عارفة أنك غلطتيي ومكنتيش عايزاه يبعد
أردفت رحمة بكلمات وهي تحاول ان تعبر عن مشاعر لا تعرفها حتي
- ايوة مضايقة معرفش ليه مضايقة أساسا
حسيت ان معني كلامه اني مش هشوفه تاني
أردفت امينة بغضب وهي تنظر له بانفعال
- انا فرحانة بيكي صدقيني هفتح باب العربية ارمي نفسي من غباوتك يعني انتِ عايزة تشوفيه وعايزاه يكلمك يعني علي الاقل معجبة بيه بلاش بتحبيه بس علي الاقل معجبة بيه
ليه تقوليله كده وله ليه تعملي كده من أساسه
أردفت رحمة بغضب شديد فهي لا تريدها أن تلومها أكثر مما تشعر به لطالما حاول رجال كثيرون الاهتمام بها حتي أكثر من باسل وهناك من قالها صارحًا ولكنها لاول مرة تشعر بالخوف من فقدان رجل أو عدم رؤيته
- معرفش متعصبنيش
وانا سايقة انا اتكلمت بتلقائية ومكنتش متوقعة اني هضايق كده لو مش هشوفه تاني
- ابقي كلميه طيب اعتذريله وفهميه أنه مكنش قصدك
أردفت رحمة بغضب ورفض تمامًا
- ما ارمي نفسي عليه انتِ متخلفة
انتِ كمان خلاص مفيش كلام ولا زفت أنا بس اتخنقت شوية خلاص
_______________________
في بيت باسل
بعدما وصل الي بيته تفاجئ بمجيء زوج شقيقته والذي سعي جاهدًا منذ شهر وأكثر أن يستطع النزول في هذا الموضوع، حاول جعلها مفاجأة لعائلته بأكملها أن يحضر عيد ميلاد ابنته غدا
كان محمد يجلس بجانب باسل علي الأريكة
- يعني انتَ مشوفتش دينا ولا أية
أردف محمد قائلا بنبرة هادئة
- ولا شوفت حد اصلا انا جاي عليك علطول
ناوي اعملها بكرا مفاجأة لامي ولدينا واية
انا عارف انك اكتر شخص كتوم اعرفه ومش هتقولهم لغايت بكرا وانتَ لوحدك بس لو هتقل عليك امشي
أردف باسل قائلا بانزعاج من تفكيره بتلك الطريقة
- انت هتستعبط تتقل عليا ايه
انا والله مبسوط اني شوفتك وهيفرحوا جدا بيك بكرا بالذات
أردف محمد قائلا بغرور
- انا بهزر انا كده كده
قاعد علي قلبك يا حمايا العزيز
أردف باسل قائلا بابتسامة هادئة
- تخيل شحط زيك كده يقولي حمايا انا مستحملك علشان دينا وأية
أردف محمد قائلا وهو يحك مؤخرة رأسه
- علي فكرة انا شكلي مش هسافر تاني
أردف باسل رافعًا حاجبيه باستغراب
- بتتكلم بجد ؟؟؟
طب وشغلك يا ابني
أردف محمد قائلا بتفكير فهو لا يفعل شيء في الفترة الماضية سوي التفكير
- انا فكرت كتير يا باسل انا مش مرتاح هناك لوحدي وحتي دينا واية لو جم مش هيرتاحوا هما متعلقين بيك وبماما وبالعيلة عموما
- ماشي يا محمد بس دي ظروفك
يعني هتعمل ايه في الشغل
أردف محمد قائلا بتفسير ووضوح
- عقد العمل بتاعي خلص والمفروض اني اجدده وكده بس لما فكرت انا معايا كورسات وعندي خبره سواءقبل ما اسافر او لما سافرت يعني لو دورت علي شغل هنا اكيد هلاقي
ثم تنهد وأردف قائلا حينما تذكر الكثير من الاشياء
- ولا اية هتنبسط ولا دينا ولا امي نفسها مبسوطة بتوجع قلبي مكالمتها كل يوم وهي بتعيط انها مش بتشوفني وانها خايفة في مرة تموت بعد الشر وانا بعيد عنها
أردف باسل قائلا بعقلانية فهو لا يريد ان تكن اخته السبب
- بعد الشر عليها
والله انتَ حر يا محمد ولو عامل حساب ايه انا اقنعتها ...
قاطعه محمد قائلا وهو متأكد من قراره
- زي ما قولتلك علشانهم كلهم، وكمان اية انا بحبها ومحبش ازعلها ولا أنها تكون عايشة مش مرتاحة
- يا ابني متقولش بحبها قدامي هقوم اكسرك
ابتسم محمد ثم أردف قائلا بعقلانية
- لا دي الحقيقية، انا كنت خاطب قبل اختك اتنين
ودخلت بيتهم وكانت أسرتهم كاملة اب وام وعيلة كبيرة، بس انا مشوفتش واحدة في اخلاق اية ولا في تربيتها وانها طالعة فعلا من بيت راجل
ثم تنهد تنهيدة .مطوله وهو يتذكر بعض المواقف التي مرت عليه مع علاقته باية بداية من تعارفهما حتي الان
- في مواقف كتيرة تعرفها او متعرفهاش ساعة خطوبتنا او حتي لما كنا كاتبين الكتاب اية كانت لما بتكبرك وتعملك ألف حساب كانت بتكبر في نظري
وكنت بحب احترامها ليك ولانها مش بتنكر انك تعبت علشانها
وبعدين الغربة هتكون ايه فايدتها حتي لو فلوس زيادة هتكون اية الفايدة لو امي تعبت ومش عارف انزل اشوفهها او اني الاقي اية زعلانة هناك
ابتسم باسل برضا فهو بالفعل يجب محمد ويراه رجل يعتمد عليه ويستحق شقيقته فكان يبحث لها عن رجل وليس ذكر او شخص ذو منصب او اي مقاييس بل كان يريد وضعها في أمانة رجل ويبدو انه نجح في ذلك
أردف باسل قائلا بتشجيع
- مش عارف اقولك ايه ربنا يوفقك يا محمد وانتَ معاك حق كون وسط اهلك احسن وإن شاء الله يجيلك شغل احسن من هناك 100 مرة
- ان شاء الله
أردف باسل قائلا بترحاب
- خش انتَ ارتاح جاي من السفر وانا هطلب الاكل وهصحيك
- خلاص ماشي بس لو اية اتصلت ...
قاطعه باسل قائلا بتفهم
- متقلقش مش هقولها حاجة
دخل محمد وأخذ حمامه ثم توجه إلي الغرفة وحاول أن ينم قليلا ويرتاح من عناء السفر
وأخذ باسل يفكر فالشيء الذي يجب فعله فقد استطاع معرفة كل شيء يريده أن كانت بعض المعلومات او حتي تفسير مشاعره وإرادته
_______________________
بعد مرور يومان تقريبًا
كانت رحمة قد عادت من عملها ودخلت عمارتها وقابلت عمرو، فأردفت قائلة
- رايح فين يا عمرو بباشا
- رايح علي القهوة
ثم أردف قائلا حينما تذكر ما كان يريد أن يتصل بها من اجله ولحسن الحظ رأها الآن
- انا بكرا هتاخر ساعة علي الشغل رايح اجدد البطاقة بتاعتي ولو خصمتيلي تبقي ولا اختي ولا اعرفك
أردفت رحمة بمرح
- انا مش عارفة انتَ وانا صغيرة ادوك من لبني ومن اكلي وانا كبيرة بعمل استثناءات علشان خاطرك
أردف باسل قائلا بسخرية
- والله ياعسل في واحدة مستنياني اتجوزها ولو اتخصملي صدقيني هشحت انا راجل مسئول
أردفت قائلة وهي تضيق عينيها فهو يعرف الطريق الصحيح لتستطيع أن تعفو عنه
- هو انتَ مبتعرفش تعمل حاجة غير انك تلعب في مشاعري علشان عارف اني بيضحك عليا بسرعة
- اه بصراحة
ذهب عمرو، فصعدت رحمة الي شقتها وفتحت بالمفتاح، وحينما دخلت وجدت والدتها وشقيقها جالسين وعلي ما يبدو يتحدثوا في أمرًا ما، فأردفت قائلة حتي تنبهما لوجودها وأتيانها
- السلام عليكم
أجاب الاثنان عليها
(( وعليكم السلام ))
أردفت رحمة قائلة حينما لاحظت غياب منار
- ايه مجبتش منار معاك لي
أردف احمد قائلا وهو يكتم غضبه
- عند خالتو مش عرفة بتاخد ايه من هناك
وهاخدها وانا ماشي انا جيت من الشغل علطول علي هنا
أردفت رحمة قائلة باستغراب فهي علي ما يبدو لم تعد تعلم لما تمر الأيام بتلك السرعة
- اجازتك خلصت بسرعة اوي
أردف أحمد قائلا وهو يحك ذقنه
- مهوا مكنوش هيدوني اكتر من عشر ايام ، انتِ تعرفي باسل يا رحمة صح
شعرت رحمة بدقات قلبها العالية، فأردفت قائلة بنبرة متوترة
- ايوة مش روحت جبت منه العربية ليه في ايه
أردف أحمد قائلا بنبرة منفعلة
- برضو بتكدبي تاني والله سبحان من مصبرني عليكي
أردفت خديجة وهي تحاول أن تهدأ الاوضاع وغضب أحمد الذي من ساعتين تحاول إخماده
- وانتِ مقولتيش ليه يعني يا بنتي
لما ختي عربيتك ان اخته هي اللي كانت في الفرح
حاولت رحمة قول أي شيء قد يُجدي نفعًا فهي مازالت لا تفهم ما يحدث
- في ايه يا جماعة انا حسيت انها مش هتفرق حاجة هو سوء تفاهم وخلص
هتفرق في ايه بقا
أردف أحمد قائلا وهو يجز علي سنانه
- برضو بلسانها الطويل بتقولك هتفرق في ايه
يعني كل مرة اشوف الراجل وشي في وشه وانا طرطور
أردفت رحمة قائلة باعتذار وهي لا تفهم ما هو الشيء الذي جعل أخيها يفتح الموضوع
- انا مكنش قصدي يا احمد والله وبعدين انا معرفش انك بتقابله اساسا
أردفت خديجة بنبرة هادئة
- خلاص يا احمد هو سوء تفاهم وخلاص يا ابني خلينا في المهم
تحدثت رحمة بنبرة هادئة
- احمد والله انا اسفة مكنش قصدي ازعلك والله
أردف أحمد قائلا وهو يمسح وجهه ويحاول أن يتحدث بهدوء فلم يتفوه باسل بشيء قد يغضبه بل تحدث بأسلوب مهذب تمامًا وعقلاني، ولكن ما اغضبه اخفاء شقيقته الأمر عليه
- عمومًا الراجل مقالش حاجة وقالي اللي حصل علشان يكون علي نور
ثم استكمل حديثه بنبرة مليئة العتاب
- علي الاقل هو صريح اكتر منك
أردفت رحمة باستغراب
- اساسا هو قالك ليه انا مش فاهمة
أردف أحمد قائلا بالشيء الذي أثار دهشته بالأمس
- اصله طلب ايدك وبصراحة راجل محترم جدا
ده قالي عدد المرات اللي شافك فيها وانه حتي لسه شايفك من يومين، ولو موافقة مبدئيا يجي يتقدم رسمي
أردفت خديجة قائلة
- هو انتِ ليه مقوتيش ليه يا بنتي انك بتشوفي الراجل ده
أردفت قائلة بدهشة شديدة ودقات قلب يمكنك سماعها وتصلب جسدها
- طالب ايدي انا ؟؟
أردف أحمد قائلا بسخرية
- لا انا يا اذكي اخواتك، انا ماشي دلوقتي علشان هقابل واحد صاحبي تحت هاخد منه حاجة ولسه هروح اجيب منار ونروح
وابقوا فكروا وقولولي وانا هجيلكم تاني بكرا
ذهب أحمد، أردفت خديجة قائلة بخبث وسخرية وهي تري صمتها التام تتذكر أنها حينما كانت تتفوه أمامها بأن هناك شخص يتقدم لها لكانت فتحت لها العديد من المواضيع
- ايه يا سنيورة بلمتي وساكته ليه
حاولت ان تتفوه بأي شيء
- انا مش ساكته
أردفت خديجة بخبث وهي ترصد وقفتها التي لم تتغير
- اومال اتكلمتي وانا اطرشت
- لا يا ماما مش قصدي
- رايك ايه
- في ايه
- اللي سمعتيه متعمليش نفسك مش فاهمة اخوكي قال ايه
أردفت رحمة قائلة بعدما تنحنحت وعقدت ساعديها
- هو انا اعرفه منين علشان اقول رأيي
أردفت خديجة قائلة بمكر
- بس هو واضح انه واثق من نفسه لدرجة انه يقول لاخوكي انه عايز يتقدم ليكي
ياتري ده بسبب انه متاكد انك هتوافقي وله هو لوحده ابو تريكة
أردفت رحمة قائلة بعدما تحول لون وجهها ويظهر حماره خجلها الواضح والذي يحدث لاول مره فلم يكن هو الوحيد الذي تقدم له وكانت خديجة تلاحظ كل شيء
- لا يا ماما وهو هيتأكد من ايه يعني هو انا بشوفه انا مشفتهوش الا أربع مرات ومكنتش بكلمه يعني في حاجة وهو مقاليش حاجة
- يا سلام
أردفت رحمة قائلة وهي تتوجه الي غرفتها
- انا هدخل الحق العشاء علشان اتأخرت
أردفت خديجة قائلة بصوت مرتفع حتي تسمعها
- ايوة ايوة اهربي هتروحي مني فين بعد العشاء
قاعدين للفجر
دخلت رحمة الي غرفتها، وهي مازالت لا تصدق ما سمعته، فقد ظنت انها لن تراه مرة اخري بل هو فاجئها بما لم تتوقعه إطلاقا لم يتقبله عقلها، ولكن شعر قلبها أن هناك شيء ورابط بينهما لا تعلمه
وجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة من امينة واجابت عليها ولكنها وجدت رسالة من رقم لا يصعب تخمين هويته
(( اتمني اكون شيلت عنك الحرج ))
_______________________
كان باسل يقف في معرضه، الخاص ببيع غيارات السيارات وتصليحها
كان ينظر في هاتفه ويعبث به ولكنه سمع مراد وهو يقف بالقرب منه ويهتف بصوت مرتفع
- انا عايز الناس كلها تشرب اوعي
حد مياخدش
التفت باسل وأردف قائلا باستغراب
- انتَ بتعمل ايه يا مراد
- مبعملش حاجة بوزع بيبسي علي العمال
والناس علي حسابي
- ليه في ايه
أردف مراد قائلا والسعادة تغمره
- اخويا هيتجوز في حاجة اكتر من كده افرح علشانها
أردف باسل قائلا
- مش يمكن اترفض وهتكون وزعت علي الفاضي
- يا عم بطل فقر بقاااا
بعد الشر وبعدين هو واحد زيك هياخد خطوة زي دي الا لما يكون متاكد انه هيتوافق عليه وبعدين مش مهم المهمان العقدة اتفكت