رواية خيانة الدم الفصل السادس 6 بقلم الهام عبدالرحمن
كانت سما تجلس فى حجرتها تبكى بشدة وتنعى حالها على افتراقها عن عثمان وظلت تتذكر الايام الخوالى حينما دخل عليها راغب وجلس بكل كبرياء وتحدث بهدوء مستفز...
راغب: بتبكى اتوحشتيه يابت الاصول جلبك حن ليه لساتك بتفكرى فيه كنت مفكرة انه اول مايشوفك هياخدك بالأحضان ويخلصك منى اياك ريحى بالك ياست البنات خلاص آنى بجيت نصيبك برضاكى او غصب عنيكى يعنى تخليكى عاجلة اكده وتخلى بالك انك مرت راغب صفوان يعنى النفس هتتحاسبى عليه من اهنه ورايح.
سما بغضب : كل الكلام اللى انت بتقوله دا مش مهم عندى انا عاوزة بس اعرف انت ليه قولت انى حامل ليه كدبت عليهم عشان كدا مكنتش عاوز حد يعرف عشان تقهر عثمان عاوز تفهمه اننا عايشين طبيعى عاوزه يعرف ان مفيش امل اننا نرجع لبعض حتى لو مفيش حاجة بينى وبينك.
راغب باستفزاز: وهو هيعرف منين عاد ان مفيش بينى وبينك حاچة ماهو شاف بعنيه نچمة يعنى عمره ماهيصدج انى طول السنين دى مجربتلكيش وكمانى خبر حملك واللى الكل خابره زين.
سما ببكاء: انت بتعمل كدا ليه حرام عليك مش كفاية الخمس سنين اللى ضاعوا من عمرى وعمره مش كفاية انه اتحرم من بنته ومفرحش بتربيتها ولا حتى يعرف ان عنده بنت مش كفاية انك دمرت سمعته وضيعت مستقبله ارحمنا بقا ارجوك.
هب راغب واقفا وهدر بصوت مخيف: أرحمك!! بتطلبى منى الرحمة بعد اللى عملتيه فاكرة انى لما أسيبك عثمان هيسامحك على اللى حُصل ويرچعك ليه لا دا انتى بتحلمى اوعاكى تكونى فاكرة انك بعد ماسرجتى الفلاشة وجدمتيها للمحامى وطلعتيه من الحبس ان دى حاچة هتشفعلك عنديه لا فوجى انتى مخبراش عثمان زين عثمان ممكن يسامح فى اى حاچة الا الخيانة وانتى بالنسباله خاينة سيبته فى محنته واتخليتى عنيه فى وجت ديجته عمره ماهيصفالك وفى الآخر مش هيبجالى غيرى فاستهدى بالله يابت الناس وارضى بنصيبك ولو فاكرة انى هسمحلك تدمرى اللى بنيته السنين اللي فاتت يبجى متعرفيش راغب زين .
سما بضحكة سخرية محملة بالدموع: ومين قالك انى عاوزاه يسامحنى أنا كل االى عوزاه ان الحقيقة تظهر بغض النظر عن اى حاجة تانية و بعدين انت مفكر ان كذبتك دى هتستمر ماهو هييجى اليوم وتنكشف مفيش كدب بيدوم ياراغب.
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب بخبث: ومين جالك انه هيفضل كدب الكدبة هتبجى حجيجة وساعتها محدش هيجدر ينكرها واصل وانتى اولهم ياأم العيال.
سما وقد جحظت عيناها مما وصل لها من معنى كلامه: انت تقصد ايه بالكلام ده؟!
راغب وهو يقترب منها ويبتسم بخبث: جصدى اللى فهمتيه ياست البنات اللى محصلش طول السنين اللى فاتت هيحصل دلوك والليلة جبل بكرا.
سما بخوف وهى تعود الى الخلف : لا ياراغب ارجوك متعملش كدا بلاش تكسرنى اكتر من كدا.
راغب بحدة: خلاص يابت الناس مبجاش فيه تراچع.
فى حجرة عثمان كان جالسا على الفراش يتنفس بشدة ويده تقطر دما بعد ان كسر زجاج المرآة بها وهو يشعر بنغذة فى قلبه وفجأة هب واقفا مناديا بهمس باسم سما ولكن سرعان ماعاد لرشده وزفر بقوة ودخل الى الحمام ليهدأ اشتعال جسده بالمياه البارده.
بعد مدة ابتعد راغب عن سما وتمدد بجوارها على الفراش واخذ احدى سجائره واشعلها وهو ينظر باتجاهها حيث كانت متكورة حول نفسها وتبكى بشدة فقال....
راغب: بكفياكى بكا عاد آنى معملتش حاچة عيب ولا حرام عشان تجلبيها مناحة بالشكل ده.
بقلمى الهام عبدالرحمن
نظرت له سما بغضب وهى تبكى وقالت بحدة: لا اللى عملته حرام لانه مش برضايا انت كسرتنى منك لله وانا عمرى ماهسامحك على اللى عملته انت لازم تطلقنى ودلوقتى حالا انا لايمكن اعيش هنا لحظة واحدة بعد كدا مستحيل افضل فى البيت دا انا مش عاوزة اعيش معاك انت شيطان فى هيئة بنى آدم طلقنى ياراغب خلاص اللى انت عاوزه حصل يبقى تسيبنى فى حالى وخلينى امشى من هنا.
راغب بهدوء مستفز وهو ينفث دخان سجائره: وماله عاوزة تتطلجى معنديش مانع بس اعملى حسابك يابت الناس انتى هتمشى من اهنه لحالك.
سما بعدم فهم: قصدك ايه؟!
راغب بخبث: يعنى مالكيش حدانا عيال بتى آنى اللى هربيها وطالما اخترتى انك تهملينى يبجى تهملينا لحالك وخلى فى بالك لو خرچتى من اهنه مش هترچعى واصل.
سما بحدة: بنت مين اللى تربيها نجمة دى بنتى انا وبنت عثمان انت صدقت نفسك انك ابوها انا هاخد بنتى وهمشى وانت مش هتقدر تعمل حاجة.
وحاولت النهوض ولكنه جذبها من شعرها فتأوهت بشدة وبال بغضب من بين أسنانه...
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب: ماعاش ولا كان اللى يتحدى راغب صفوان يظهر ان صبرى عليكى طول السنين اللى فاتت نساكى انا مين اياك لا فوجى آنى ممكن أدفنك حية ولا يرمشلى چفن واللى انتى خايفة تواچهيه بعد اللى حصل بيناتنا آنى هجتلهولك وهمحيه من على وش الارض بس بعد ماأذله واحط مناخيره فى الارض آنى مش هرتاح ولا يهدالى بال الا لما أشوفه مذلول جدامى المرار اللى عشته بسببه لازم ادوجهوله.
سما ببكاء وهى تحاول تخليص نفسها من يده: ايه ياشيخ حرام عليك ايه كم السواد والحقد اللى جواك دا ليه بتعمل فيه كدا دا اخوك وعمره ماعملك حاجة وحشة.
راغب بحقد دفين: معملش حاچة!! دا كل حاچة عفشة عملهالى ابوى مكانش يحب حد كده واصل لدرجة انه علمه لما بجى دكتور كد الدنيا وآنى عشان سجط كام سنة يجولى بلاها تعليم وكفاية عليك اكده شكلك مش غاوى تعليم مرضيش يصبر عليا بس رجعت وجولت آنى فعلا ماليش فى العلام ولما حبيت امسك معاه الشغل مكانش حابب يعلمنى كل حاچة عشان كان خايف اتحكم فى عثمان اكمنه مهيفهمش فى شغلنا وبجى يعاملنى زى أى حد بيشتغل عندينا لكن آنى اتعلمت وبجيت اعرف كل حاچة وكبرت الشغل وبجت كل حاچة ملكى لحالى ومحدش هيجدر واصل ياخد منى حاچة.
بقلمى الهام عبدالرحمن
سما بحدة: وعثمان ذنبه ايه فى اللى باباك عمله؟!
راغب: ذنبه ان ابوى كان ناوى يكتبله كل املاكه ويحرمنى من حجى وعشان اكده استغليت معرفتى بحبه ليكى وانتجمت منيه آنى اللى خليت ابوى يرفض چوازكم آنى اللى جومت الدنيا حريجة وجتها عشان متچوش اهنه واصل ويضطر يجعد حداكى فى مصر وبصوت مكسور مكنتش هجدر أشوف جدامى وانتى مرته مكنتش هجدر اشوف حبه فى عنيكى.
سما بذهول: انت بتقول ايه!!
راغب: ايوا آنى بحبك من زمان من جبل مايجول انه هيتچوزك حسيت انه خطف منى كل حاچة يبجى يستحج اللى هو فيه ولا لا.
سما: انت بنى آدم مريض أحسنلك تروح تتعالج.
راغب: مريض عشان بحبك فيه ايه زيادة عنى عشان تفضلى مخلصاله كل السنين دى فيه ايه زيادة عنى عشان تحبيه اكده ومجدراش تشوفينى.
بقلمى الهام عبدالرحمن
سما بحزن: عشان هو انسان بيفكر فى غيره قبل نفسه بيحب الكل حتى انت برغم كرهك ليه لكن دايما كان بيتمنالك الخير عمره مااتكلم عنك وحش عرفت ليه بقى انا مش قادره احبك وعمرى ماهحبك ابدا.
راغب بغل وغضب: وآنى عمرى ماهحبه واصل وحسك عينك أسمعك تتحدتى عنيه او تنطجى اسمه على لسانك.
ثم هب واقفا وذهب ليطفئ نيران الحقد والكراهية التى بداخله وتركها تبكى على حالها الذى آلت اليه وخسارتها لحب عمرها الذى لم تستطع نسيانه