رواية خيانة الدم الفصل الخامس 5 بقلم الهام عبدالرحمن
مرت عدة ايام ولم يحضر عثمان الى المنزل رغم ان راغب علم من المحامى ان عثمان قد خرج بالفعل،كانت سما تشعر بالقلق حول عدم ظهوره خلال تلك الفترة ،وحينما حان وقت الغداء جلس الجميع حول طاولة السفرة ليتناولوا طعامهم ماعدا سما التى تحججت بانها مازالت مريضة ولا تشتهى تناول الطعام فقد اجبرها راغب بالا تخبر احدا انها ليست حاملا وامرها بان توهمهم جميعا بانها بالفعل حامل ،وبعد عدة دقائق دخل عثمان عليهم وهو فى اجمل حلة وتظهر عليه القوة كان يقف بشموخ وينظر لهم بجمود حتى لايشعر احد بضعفه فهو منذ خروجه من السجن وهو يشعر بشعور غريب من الانفصال عن المكان والزمان فكل شئ بدا له كما هو ،لكنه شعر أن العالم تغير من حوله فقد عاد لهم بعد ان فقد والده وحياته المهنية وسمعته فى المجتمع، ورغم انه دخل السجن ظلما واستطاع الخروج منه منتصرا الا ان ذلك سيأخذ وقتا طويلا حتى يستطيع بناء سمعته من جديد فالمجتمع دائما يصدق الشئ الردئ وينسى الشئ الجيد.
بعد لحظات من الشرود القى عثمان التحية عليهم ،فهب اكرم بفرحة متجها الى عثمان واخذه بين أحضانه بلهفة قائلا....
اكرم بفرحة :حمدالله على سلامتك ياواد عمى نورت دارك خرجت ميته وكيف وليه مجولتليش انك خارچ وٱنى عندك فى ٱخر زيارة .
عثمان وهو ينظر باتجاه راغب الذى ظل يكمل طعامه ولم :معلش ياواد عمى كنت حابب أعملها مفاچأة لكن يظهر انها كانت مفاچأة مش زينة ولا إيه يا ابن ابوى ؟!
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب بجمود : وانت منتظر منى ايه ياعثمان بعد ماجتلت ابوى ٱخد بالحضن اياك دا لولا عضم التربة ٱنى كنت دفنتك مكانك.
صالح بحدة : راغب خلاص بكفياك اكده واستنى لما نعرف هو كيف خرچ من السچن ماهو مش معجول انه يكون هرب وياجى يجف بكل ثجة اكده.
عثمان بسخرية :بالظبط اكده ياعمى ياللى المفروض انك فى مجام ابوى وكنت أجرب ليك حتى من ولدك اللى من صلبك لكن انت صدجت كل اللى اتجال ومحاولتش حتى تسمعنى ولا تدافع عنى دا انت ياعمى مهانش عليك تزورنى واصل مفيش غير أكرم الوحيد اللى كان مصدج انى برئ وخالتى صفية اللى كانت دايما تطبخلى الوكل وتبعتهولى وتطمن على حالى من أكرم .
صالح بحزن :مكنتش جادر أتطلع فى وشك وٱنى شوفتك يعينى وانت جاتل أخوى مين جالك ياولد إن جلبى مكانش بيتحرج عليك مين جالك انى مكنتش موچوع عشانك بس مجدرتش أچيلك ٱنى كنت فى دوامة بين اللى عيونى شافته وبين جلبى اللى مش مصدج انك عملت اكده فى ابوك.
عثمان بجمود :خلاص ياعمى الكلام ده مفيش منيه فايدة والحمد لله ان برائتى ظهرت وادينى رجعت لدارى وكل اللى ليه حج هياخده فياريت يبجى بالرضا أحسن مايبجى غصبانية .
بقلمى الهام عبدالرحمن
ضرب راغب بيده على طاولة السفرة وهب واقفا وتحدث بحدة قائلا....
راغب : عثمااان الزم حدك والكلام ده ميتناش واصل مش راغب اللى يتهدد فاهمنى يا ابن ابوى ولا أفهمك بطريجة تانية .
وقبل أن ينطق عثمان بكلمة انطلقت نجمة داخل المكان وارتمت بين أحضان راغب وهى تقول....
نجمة : بابى الحق بسرعة خبينى من مامى.
حملها راغب وقال بابتسامة : اي بس يا نچمتى حصل ايه تانى ؟!
نجمة : معرفش يابابى هى مامى مش بتزهق كل شوية عاوزة تحمينى انا كدا هبوش يابابى واختفى.
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب بضحك : لا متخافيش ياضى عيون ابوكى مهاتبوشيش ولا حاجة مامى عوزاكى تبجى زينة ومليحة عشان اكده بتسبحك علطول والبنتة الشاطرين لازم يسمعوا الكلام .
نجمة : حاضر يابابى امرى لله ،ثم التفتت الى عثمان ونظرت له باستغراب بسبب الشبه بينه وبين راغب وسالت والدها : مين عمو دا يابابى دا شبهك خالص ؟!
راغب بابتسامة خبث: دا ياستى يبجى أخوى وعمك عثمان روحى يانچمة سلمى عليه ورحبى بيه أصله كان مسافر ولسة معاود .
نجمة وقد وقفت امام عثمان : اهلا بيك ياعمو انا نجمة بنت بابا دا وأشارت الى راغب ،بس انت ازاى شبه بابى اوى كدا ؟!
عثمان وهو يحملها :لا يابتى أبوكى هو اللى شبهى عشان ٱنى الكبير بس هو سرج شكلى عشان بيحب يجلدنى ويبجى زيى فى كل حاچة بس انتى ماشاء الله چميلة جوى جوى ياترى انتى بجى شبه مين مش معجول شبه ابوكى أكيد شبه امك .
وفى تلك اللحظة دخلت سما وهى تنادى نجمة ولم تكن تعلم بوصول عثمان والذى تفاجأ بوجودها ،فتسمرت مكانها وظلا ينظران لبعضهما فكان عثمان بداخله الكثير من الاسئلة وسما بداخلها الكثير من المشاعر المختلفة فكانت تشعر بالاشتياق له كما انها كانت تشعر بالخوف الشديد مما سيعتقده حينما يعلم انها اصبحت زوجة اخيه الان.
بقلمى الهام عبدالرحمن
نظر له راغب وابتسامة خبث وشماتة على ثغره واقترب من سما وضمها اليه محتويا اياها بذراعه وهو يقدمها بثبات...
راغب : احب أجدملك مرتى سما حب عمرى وام بتى نچمة وكمان أم ولى العهد اللى چاى فى الطريج سلمى ياسما على عثمان أخوى .
عثمان وهو يمد يده ليصافحها: اهلا بيكى يامرت أخوى.
سما وهى تحاول ابعاد نظرها عنه وبصوت متوتر: اهلا بيك حمدالله على السلامة.
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب وهو يشدد على احتضانها: احنا هنجضيها سلامات ولا ايه ياابن ابوى مش ناوى تبارك لمرتى ولا ايه؟!
عثمان بجمود: مبروك عليكم انتم التنين.
ثم تركهم وذهب الى حجرته وجلس راغب يكمل تناول طعامه وهو يقول...
راغب: يلا ياچماعة الوكل هيبرد اجعدى ياسما كلى عشان اللى فى بطنك.
نظرت له سما بغيظ شديد وقالت: ماليش نفس انا هطلع اوضتى ارتاح شوية.
وتركتهم وذهبت هى الاخرى وجلست فى حجرتها على الفراش واخذت تبكى بشدة وتتذكر كل ذكرياتها مع عثمان.
سما بهمس: وحشتنى اوى ياعثمان كان نفسي أملى عينى منك ااااه يازمن بعد ماكنت بمتع نظرى بيك دلوقتي بقيت محرم عليا يارب صبرنى انا مش هقدر اعيش بالشكل دا يبقى قدامى وعايش معايا فى مكان واحد ومش قادرة حتى اقرب منه ولا اكلمه قوينى يارب انت اللى عالم بحالى.
بقلمى الهام عبدالرحمن
فى حجرة عثمان كان يجوب الحجرة ذهابا وايابا يشعر بالغضب الشديد ويحدث نفسه..
عثمان: بجى اكده ياسما تتجوزى أخوى يعنى لولا إنى چيت من يومين وعرفت كان هيبجى شكلى عامل كيف منكم لله هو يدخلنى السچن وانتى تتچوزيه ياه كد اكده مكنتش خابرك زين كد اكده حجيجتك كانت غايبة عن عينى بس ملحوجة آنى هعرف كيف آخد حجى منيكم كلياتكم اصبروا عليا آنى وانتم والزمن طويل.