رواية تأخر وقت العشق الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة طه
اذكروا الله
__________________________
لَا أُرِيدُ ذَكَر
أُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ اسْمِي بِجَانِب رَجُلٌ !
أُرِيد رَجُلًا رسمته فِي خَيَّالِيٌّ وَلَم أَخْبَر أَحَدٍ عَنْهُ جَعَلَتْه يَسْكُن عَقْلِيٌّ فِي الْخَفَاءِ حَتَّي أَجِد شَبِيهَ لَهُ
فالْعِشْق لَا يمتلك إلَه تَحَدُّد زَمَنه
فَمُنْذ متي أَخْبَرَنَا الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْقَلْبَ يُفْسِد بَعْد سَنَوَات مُعَيَّنَة؟
لَمْ أَجِدْ وَقْت للعشق وَلَيْسَ لَهُ سَاعَةٌ مُعَيَّنَةٍ أَوْ يَوْمَ أَوْ سِنٍّ بَل وُجِدَت أَشْرَعَه قَلْبِي هي الَّتِي حَدَّدت اتِّجَاهًا وَمُرْسَاهَا
خُذها منّي قَاعِدَةٌ وَإِنْ بَلَغَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ الْعُمْرِ خَمْسُون عام وَرَفَضْت مِنْ الرِّجَالِ ملايين فأعلم انها تَنْتَظِر رَجُلٌ يُغَيِّر الْقَاعِدَة
_______________
في الفندق الذي يقام فيه زفاف احمد ومنار
كانت رحمة مع امينة صدقيتها وهي تحاول ان تهون عليها فهي منذ مدة تمر بمشكلة مع خطيبها، ثم تركتها امينة حينما اتصلت بها والدتها وخرجت لتحدثها في الخارج بعيدًا عن تلك النغمات والضوضاء
ذهبت رحمة وقبلت رأس والدتها وخالتها فلم تتوقف دموعهما منذ بداية الفرح تقريبا وهما يراقبا سعادة منار وأحمد وهما يتمايلوا علي الأنغام سويًا، كانت الأجواء لطيفة اليوم بالنسبة لرحمة تحديدًا لعدم مجيء زوجة شقيقها الاكبر فقد كسرت ساقيها منذ يومين فاذا أتت كانت ستستغل اي فرصة حتي تتحدث عن تأخر زواجها أو تتحدث في ذلك الموضوع الذي حدث في زفاف ابنتها
أرتدت رحمة فستان باللون الاسود وبه بعض التطريزات الرقيقة باللون الفضي، لطالما كان الاسود ذوقها وتميل له في ملابسها العادية
تبحث عن العديد من الالوان ولكن تعود له مرة اخري
أخذت رحمة والدتها وخالتها ليذهبوا ويرقصوا مع منار ويروا سعادتها بدلا من تلك الدموع، وقفت رحمة بين العديد من الفتيات يرقصوا مع منار فهي العروس التي كان يظهر علي وجهها المرح والسعادة
انسحبت رحمة من الأجواء ومن القاعة بأكملها حينما شعرت بشيء يؤلمها في عينيها علي ما يبدو ان تلك الرموش التي لصقتها لم تكن مضبوطة او لم ترتاح فيهما
خلعتها وهي تقف أمام القاعة ومازالت تشعر بشيء يحرقها في عينيها، خلعت عدستها فلم تتحمل، ترتدي تلك العدسات منذ سنوات لم ترتديها كزينة
فنظرها ضعيف الي حد ما وترتدي تلك العدسات الطبية عند خروجها من المنزل ففي المنزل ترتدي نظارة
عدساتها ليست ملونة حتي لا يصدق البعض انها ترتدي عدسه احيانا
خرجت من الفندق قاصدة التوجة الي سيارتها لتخرج عدسة اخري تضعها احتياطي في حقيبة يدها
وتصلح ما افسدتها وربما تضع قطرة بسبب ألم عينيها التي تشعر به
______________________________
ركن باسل سيرته بالجراج الملحق بالفندق وكان يتحدث في الهاتف مع صديقه مراد
باسل أردف بانزعاج وقلق من ترك صديقه في هذا الموقف بمفرده تحديدًا ان عائلته هو وعائلة زوجته يعيشوا في محافظة اخري
- اجيلك طيب ؟
........................ -
باسل أردف بانزعاج بعد ان عاتب نفسه علي ترك صديقه ويسأله ان يأتي او لا فيجب أن يذهب فورًا
- ابعتلي العنوان بس
يوسف عامل ايه دلوقتي ؟؟
" ........................."
باسل أردف قائلا بنبره مرتفعة قليلا
- يعني ايه خلاص
ابعت عنوان المستشفى وانا هجيلك جبسوا دراعه ؟
" .................................."
باسل أردف قائلا بغضب من صديقه الذي يصر علي عد إتيانه رُبما لانه ليس هناك داعي وهو سيأخذ ابنه وزوجته الي المنزل ولانه لا يريد لاي سبب من الاسباب ان يذهب باسل دون حضور حفل الزفاف فهو يشعر باهتمام صديقه بتلك العائلة وبتلك الفتاة ولا يريد شيء يعوقه فلاول مرة يفكر في شيء يخصه ولنفسه
- طب اقفل وانا هكلمك تاني انتَ عيل غتت ومبتريحش في الكلام
أغلق باسل المكالمة وهو يتنهد بانزعاج فقد ازعجة هذا الخبر بوقوع ابن صديقه وكسر ذراعيه فهو يحبه كثيرًا ويريد الذهاب ولكن الي أين فهو لم يعرف الي أي مستشفي ذهب اليها صديقه وقال له انه انتهي
فهو لا يكره سوي ان يكن شخص عزيز علي قلبه ويحبه في ضيق او كرب او مشكلة ولا يكن بجانبه فطوال حياته الوقوف مع احبائه اهم من مصالحه الشخصية
لمح فتاة من بعيد تمشي بسرعة وتلعثم وتضع يدها علي نصف وجهها وتارة تنزلها وتغمض عينيها خمن هويتها رغم انها المرة الثالثة يعتبر أن يراها فيها ولكنه استطاع تمييزها
لابد انها هي تلك الفتاة العجيبة ولا يعلم ما بها دائمًا غير متزنة، استطاع معرفتها رغم تغير هيئتها تمامًا بتلك الملابس ومساحيق التجميل التي تضعها رُبنا جعلتها أجمل
كان مترردد ان يذهب لها بحالتها العجيبة تلك ويعرف ما بها ام يتركها ولا يتدخل، فمازال لا يعرف لما يريد الذهاب ومنذ متي اهتم بالذهاب الي الحفلات التي لا يعرف اصحابها بالشكل الكافي لرُبما أحمد اجتماعي كأشخاص كثيرون ويعزم الكثير من الناس علي حفل زفافه
أغلق زر بدلته ووضع هاتفه في جيبه واقترب منها او مشي خطوات بسيطة ناحيتها، وقف أمامها قائلا بنبرة هادئة
- مساء الخير
كانت تضع يدها علي نصف وجهها الذي خلعت منه العدسة فتشعر بتخبط في الروية فهناك عين تري بها جيدًا والعين الاخري لا
فلا تستطيع النظر بعينيها الاثنان سويا في تلك الحالة يا ليتها شالت العدسة الاخري
رفعت بصرها قليلا بعد ان كانت تنظر علي الارض وتري من الذي وقف امامها ليسد امامها مجال الحركة والرؤية الي حد ما
نظرت له بصدمة فما كان ينقصها أن تراه الأن، صمتت تماما وكأنها صنم لا تعلم لما يأتي من الاساس فشقيقها ان كان يقصد أن يضعها في وضع صعب لن يقم بما فعله وأن يدعوه الي حفل زفافه
باسل أردف قائلا حينما شعر بأن هنك شيء بهاغير طبيعي أكثر من غرابتها
- انتِ كويسة في حاجة ؟
أردفت رحمة قائلة وهي تنزل يدها التي كانت تضعها علي عينيها وتحاول أن تكن طبيعية
- لا ابدا مفيش ازيك يا بشمهندس
- انا الحمدلله تمام انتِ ايه اخبارك
- الحمدلله
قالتها وهي تحاول أن تبتسم حتي لا تكن فظة معه فلا تعلم تشعر أحيانا أنها لم تقابل رجال قط ولم تتعامل مع الناس فقط سيرته ومقابلته شيء صعب عليها سخرت من نفسها ولكنها كانت تحاول أن تنهي تلك الدقائق، أردف باسل قائلا باستغراب فعينيها لا تدل علي انها بخير أبدا وهناك دموع تتساقط منها
- متاكده انك كويسة، عينك ملتهبة جدا
أردفت قائلة بتعلثم وحاولت تهوين الأمر وأن تجعله يدخل ويتركها الي حيث تريد
- ابدا بس عيني دخل فيها تراب مش عارفة حرقاني شوية مفيش حاجة شكرا علي سؤالك يعني، نورت اتفضل
- بنورك، الف مبورك
- الله يبارك فيك
أردف باسل قائلا حينما شعر باهتزاز هاتفه وعلي ما يبدو هناك شخص ما يتصل به، فتركها يكفي ما به من تلعثم
- طيب عن اذنك شوفي انتِ كنتي رايحة فين ونبقي نتكلم وقت تاني
القي ابتسامة لها ثم ذهب حاولت أن تراجع كلاماته الأخيرة فما الذي سوف تتحدث معه به ولما قال ذلك ، ثم جاءت امينة وأردفت قائلة
- ايه يا بنتي ايه اللي خرجت كده انا مش قادرة الحقك بالكعب وكنت بتكلم كع طارق اتكلم بعد ما خلصت مع ماما
رحمة " تعرفي ايه اكتر حاجة بكرها "
- ايه
أردفت قائلة بانفعال مبالغ به حتي انها تناست لولهة وجع وألم عينيها
- انا في الافراح بعمل كل حاجة بتعصبني ومتنفعنيش
انا الزق رموش ليه رموشي قصرت معاكم في ايه علشان اللوك يكمل يحرق اللوك
انا حاسه اني مش شايفة واللينسز بشيلها لقيتها اتقطعت في ايدي
ياله تعالي معايا لغايت نروح العربية واطلع اللينسز التانية من الشنطة واحط قطرة
- هو مين اللي كان واقف معاكي
- هو انتم بترقبوني
- لا انا سالت عادي انتِ عايزة تتخانقي وخلاص
____________________________
بعد مرور ثلاثة أيام ، في منتصف الليل
خرجت رحمة من غرفتها بقلق شديد بعد سماعها جرس الباب فمن سيأتي في هذا الوقت ومنذ قليلل هبط عمرو بعد أن كان يجلس معهم
وخرجت خديجة أيضا من غرفتها ربما خديجة كانت نائمة ولكن صوت جرس الباب جعلها تفيق، أردفت خديجة وهي تضع خمارها
- استني يا رحمة انا هفتح
اقتربت خديجة من الباب وحينما فتحته تفجأت بأبنها وزوجته اقتربت رحمة من الباب حينما سمعت والدتها تهتف باسمهما
- في ايه
رحمة أردفت قائلة باستغراب شديد
" انتم ايه اللي جابكم "
منار أردفت قائلة بمرح وهي تنظر الي أحمد
" ايه هو احنا كل ما نروح لحد هيقولنا ايه اللي جابكم "
خديجة أردفت بقلق
- في ايه يا ولاد في حاجة طيب ؟
أحمد أردف قائلا بنبرة هادئة
- يا جدعان مفيش حاجة والله متتخضوش كده الواحد ميدالية مفاتيحه نسيها كان زماني دخلت ومرنتش ما تدخلونا يا جماعة هتفضلوا موقفنا علي الباب
خديجة أردفت باستسلام
" ادخلوا يا ابني "
دخلت منار ودخل خلفها احمد ونظرت رحمة لوالدتها باستغراب كيف هبطوا بعد ثلاثة ايام من زواجهم فقد فقدوا عقلهم بالتاكيد
منار " هي امي برضو شافتنا اتخضت احنا جايين من عندها "
خديجة " هو انتم نزلتوا من بيتكم ليه يعني "
منارأردفت قائلة بمرح
" احمد زهق مش قادر يقعد في البيت لازم ينزل يتحرك كان هيسبني تاني يوم بس الحمدلله استحمل للتالت "
رحمة أردفت ساخرة
" انا شوفت كتير وقليل مش هشوف زيكم مختلفين في حاجات كتير "
منار أردفت قائلة بحنق
" اخص عليكي مفيش حاجة واحدة متشابهة فينا "
رحمة أردفت بسخرية
" لا فيه طبعا يا قلبي ان عقلكم مش موجود نازلين تالت يوم جوازكم تزورونا ليه احنا سبناكم براحتكم ومكناش هنيجي الا نهاية الاسبوع "
احمد" فقولنا نيجي احنا احنا اهل يا جماعة مفيش ما بينا التكاليف دي "
منار أردفت قائلة بشكوي
" اخوكي قال انه مش عايز يخدعني ويعيشني في العسل اول ايام جوزانا لا هيورينا اللي هيمشي العمر كله انا بصراحة عايزة ارجعه خدوه ده عمال يخسرني كسر كوبيتين وحرق الكاتل الباشا مولعه وهو فاضي "
احمد " انا واخد ان في بيتنا بيبقي مليان "
منار " علشان في ناس عايشين معاك ده تاخدوا اوسكار انكم استحملتو السنين دي كلها "
رحمة قهقهت علي شجارهما وما يتفوهوا به فما ليسوا طبيعين بالمرة
" ساكته ليه يا ماما "
خديجة أردفت قائلة بدهشة من جنونهما
" والله انا مش عارفة غير اني اسكت يا بنتي دول هيشلوني والله صدقتي عقل مفيش وبعدين امك متصلتش بيا ليه تقولي ليه انكم عندها "
منار أردفت قائلة بسخرية
"انا قولتلها متقولش ليكي تكون مفاجاة وبعدين احمد فضل يلعب طاولة مع بابا ونسيوا نفسهم وجينا بالموتوسكيل علطول "
رحمة وهي ترفع يديها لاعلي
" يارب صبرني انا محاطة بناس مش طبيعية "
منار " هو يا احمد احنا مش مرغوبين في اي مكان كده ليه، فرفشوا يا جماعة يعني بذمتكم هقعد اسبوع في وشه ومننزلش "
خديجة أردفت قائلة بسخرية
" هقول ايه يا بنتي ربنا يهديكم وتبطلوا جنان انا اخر حاجة اتوقعها انكم انتم اللي علي الباب اتوقعت كل الاخبار السوداء اللي ممكن تحصل الا انكم تيجوا "
منار " مش انبسطوا انكم شفتونا يعني مكالمات التليفون مش كفايا "
خديجة أردفت ساخرة وهي تأكدت اليوم انهم معتوهين فكان يديها بعض الشكوك
" مبسطوين يا بنتي كنتم جيتوا بكرا ده الوقت اتاخر حتي "
رحمة قاطعت حديث والدتها وأردفت قائلة
" تشربوا ايه انا كنت هشرب نساكفية اعملكم ؟ "
احمد " اعلميلي شاي "
منار " يخرب الشاي علي القهوة"
احمد " بتقولي حاجة ؟ "
منار " بقول ربنا يخليك ليا احلي 3 ايام في حياتي "
احمد " بحسب "
_______________________________
بعد مرور اسبوعين، كانت رحمة في العمل تتحدث مع صديقتها علي أخر التطورات مع هذا الرجل الذي يخرج في وجهها في الكثير من الاماكن
أردفت رحمة قائلة بقلق وهي ترتدي اسدالها فوق ملابس العمل وتتحدث مع صديقتها بعد ما أغلقت الباب حتي لا يدخل أحد عليها وهي تصلي
- تقوليلي بقابله ازاي معغرفش اليوم الاولاني قابلته في المول بحس ان بيطاردني
والله انا لسه مطولتش لساني
أردفت امينة قائلة بسخرية وهي تأكل ذلك السندويتش
- ما يمكن معجب
أردفت رحمة قائلة بسخرية وهي لا تتقبل تلك الحقيقة تماما
- معجب ايه انت كمان بطلي هبل وعبط
انا بس مش اعيزة اتحط في موقف رخم تاني ده مش شخص عادي تقربه من احمد قالقني وكمان مش مخليني اعمل معاه حاجة
انا عارفة ان احمد اجتماعي وعارف مصر كلها بس مش كده
أردفت امينة ساخرة علي حماقتها
- يعني هيعملك ايه ليكون ناوي يخطفك
- تصدفقي انت تنحة واناغلطانة اني بتكلم معاكي في موضوع زي ده
أردفت امينة بعقلانية
- رحمة اننت مش عيلة صغيره
باينة اوي انه مهتم بيكي يا ماما وانت ليه عامله حساب ليه كده وخايفة من ايه وبعدين مش مديه ليه فرصة
ليه
انتهت من ارتداء اسدالها وكانت تفرش سجادة صلاتها الصغيره
- هديله فرصة لاية انت بتفرضي قصص من دماغك
- يا بنتي مش بتقولي ان اخته كانت بتقول كلام حلو عليه وباين انه راجل
مش طول عمرك نفسك في راجل بجد دكر كده يكون انسان مسؤول ويعتمد عليه والمواصفات اللي قولتي عليها ده واحد ميتسابس ومفيهوش عيب ده بكر زيك بالظبط
ضحكت رحمة بسبب امينة واردفت قائلة بسخرية
- يارب ترجعي لخطيبك وتخلصوا خناق لانك بقيتي
فاضية انا مش عارفة انت بتقولي ايه اصلا من الصبح وبتحكي في ايه وبعدين مش معني اني شوفته كام مرة صادفته وفي مره مسلمتش عليه ولا هو شافني
ده مش معناه ان في حاجة
امسكت امينة هاتف العمل الذي يعلن عن اتصال وأردفت قائلة وهي تبتسم بمكر شديد
- واضح ان ميفش حاجة بنيكم
- انا متوضية متخلنيش اغلط فيكي مين بيرن
أردفت ساخرة وهي تغمز بعينيها
- اللي مفيش حاجة بينكم بيرن
- انت بتهرجي
- مش بهرج شوفي بنفسك التروكولر كاتب بشمهندس باسل وحاطط صورته كمان
أردفت قائلة بتوتر
- هو عرف رقمي منين ده
- ردي هيقفل وبعدين ده خط الشركة
- ارد اقول ايه
أردفت امينة بعد تنهدت بضيق وكأنها تتعامل مع طفلة صغيرة
- مش تشوفيه بيرن ليه الاول ردي بطلي عبط ب
امكست رحمة الهاتف بعد أن أخذت نفس طويلا
- الو
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- ايه الاخبار
أردفت قائلة وهي تحاول أن تكن حادة قليلا وكانت امينة تلتصق بها حتي تسمع المكالمة بتطفل
- انا تمام هو حضرتك جبت رقمي منين
- معتقدش انه رقمك ده رقم الشركة ومش صعبة حد يجيب رقم اللي مسؤول عن التسويق
- في حاجة اقدر اخدمك فيها فالشغل انا مش فاهمة حضرتك بتتصل ليه
- لا انا مكلمك انت
مش قولتلك هنتكلم تاني وبعدين مش انا اللي عايزك دلوقتي كلمي ايه عايزة تكلمك
أخذت منه أيه الهاتف وأردفت قائلة بنبرة هادئة وشغوفة
- الو ازيك يا رحمة عاملة ايه
تنهدت رحمة بتوتر وأردفت قائلة
- انا تمام يا ايه
- انا عايزة اعتذرلك والله علي سوء التفاهم اللي عملتهولك وباسل اصر اني اعتذرلك
- مفيش داعي لكل ده الغلط كان من عندي
- يعني مش زعلانة ولا سبب ليكي مشكلة مع اهلك
أردفت رحمة قائلة بنبرة هادئة
- ابدا يا ايه الموضوع انتهي بعدها
وكل ده كان بسبب اني كدبت حتي لو مكنتش قصدي مفيش داعي لاعتذارك لو في حد المفروض يعتذر فهو انا لاني كدبت عليكي
- تمام يعني مش زعلانة مني ربنا يعلم انا من اول يوم شوفتك واعتبرتك اخت ليا فاتمن ي مكنش سبب في مشكلة ليكي
____________________________
في شقة شقيقة باسل
أخذ باسل هاتفه من شقيقته وكان علي وشك الهروب والعودة الي عمله فأردفت أيه قائلة
- عملت اللي انت عاوزه ممكن افهمدماغك فيها ايه طيب اديني كلمتها
أردف باسل قائلا متصنعا اللامبالاة
- انت اللي كنت عايزة تكلميها مش انا
أردفت قائلة بسخرية وهي تضيق عينيها
- لا والله
- جهزي نفسك علشان جوزك قرب ينزل بطلي توشي في دماغي انا علشان كلتيها وعيد ميلاد بنتك قرب فارحميني انا
______________________
عند رحمة
أردفت أمينة قائلة بسخرية ومكر ومتصنعة الانفعال
- ازاي يتجرا يكلمك بكل بجاحة كده ميعرفش أن مفيش حاجة بينكم وله ايه هو صغير لكده
- مش كده
قالتها رحمة بجدية وهي تظن أن صديقتها معها وتؤيد رأيها
ثم أردفت قائلة مرة أخري
- تصدقي انت مهزقة
أردفت امينة قائلة
- من دلوقتي بتهزقيني اكمنك معاكي راجل وانا خطيبي سايبني هو ممكن يصلحلي العربية ببلاش عندهم
- ههزقك علي فكرة
أردفت امينة قائلة وهي تدندن بصوتها الفظ
- واهو ربنا عوض صبرنا غير والدور جه علي رحمة يا بنات
أردفت رحمة منفعلة
- هحدفك باللي يجي في ايدي وبعدين دي اخته وياله بقا روحي علي شغلك هخصم منك انت المرة دي
- عادي مش مهم فداكي يا عروسة
كانت امينة تلقي عليها تلك الكلمات بعدما نهضت واقتربت من الباب حتي تتفادي غضبها، وخرجت فورا عن انتهاءها من تلك الكلمات
تنهدت رحمة بضيق وهي تنظر في هاتفها وتري رقمه الذي اتصل به
- ايه اللي طلعك قدامي
مهوا يا هتجنن يا هتجنن
__________________________
لَا أُرِيدُ ذَكَر
أُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ اسْمِي بِجَانِب رَجُلٌ !
أُرِيد رَجُلًا رسمته فِي خَيَّالِيٌّ وَلَم أَخْبَر أَحَدٍ عَنْهُ جَعَلَتْه يَسْكُن عَقْلِيٌّ فِي الْخَفَاءِ حَتَّي أَجِد شَبِيهَ لَهُ
فالْعِشْق لَا يمتلك إلَه تَحَدُّد زَمَنه
فَمُنْذ متي أَخْبَرَنَا الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْقَلْبَ يُفْسِد بَعْد سَنَوَات مُعَيَّنَة؟
لَمْ أَجِدْ وَقْت للعشق وَلَيْسَ لَهُ سَاعَةٌ مُعَيَّنَةٍ أَوْ يَوْمَ أَوْ سِنٍّ بَل وُجِدَت أَشْرَعَه قَلْبِي هي الَّتِي حَدَّدت اتِّجَاهًا وَمُرْسَاهَا
خُذها منّي قَاعِدَةٌ وَإِنْ بَلَغَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ الْعُمْرِ خَمْسُون عام وَرَفَضْت مِنْ الرِّجَالِ ملايين فأعلم انها تَنْتَظِر رَجُلٌ يُغَيِّر الْقَاعِدَة
_______________
في الفندق الذي يقام فيه زفاف احمد ومنار
كانت رحمة مع امينة صدقيتها وهي تحاول ان تهون عليها فهي منذ مدة تمر بمشكلة مع خطيبها، ثم تركتها امينة حينما اتصلت بها والدتها وخرجت لتحدثها في الخارج بعيدًا عن تلك النغمات والضوضاء
ذهبت رحمة وقبلت رأس والدتها وخالتها فلم تتوقف دموعهما منذ بداية الفرح تقريبا وهما يراقبا سعادة منار وأحمد وهما يتمايلوا علي الأنغام سويًا، كانت الأجواء لطيفة اليوم بالنسبة لرحمة تحديدًا لعدم مجيء زوجة شقيقها الاكبر فقد كسرت ساقيها منذ يومين فاذا أتت كانت ستستغل اي فرصة حتي تتحدث عن تأخر زواجها أو تتحدث في ذلك الموضوع الذي حدث في زفاف ابنتها
أرتدت رحمة فستان باللون الاسود وبه بعض التطريزات الرقيقة باللون الفضي، لطالما كان الاسود ذوقها وتميل له في ملابسها العادية
تبحث عن العديد من الالوان ولكن تعود له مرة اخري
أخذت رحمة والدتها وخالتها ليذهبوا ويرقصوا مع منار ويروا سعادتها بدلا من تلك الدموع، وقفت رحمة بين العديد من الفتيات يرقصوا مع منار فهي العروس التي كان يظهر علي وجهها المرح والسعادة
انسحبت رحمة من الأجواء ومن القاعة بأكملها حينما شعرت بشيء يؤلمها في عينيها علي ما يبدو ان تلك الرموش التي لصقتها لم تكن مضبوطة او لم ترتاح فيهما
خلعتها وهي تقف أمام القاعة ومازالت تشعر بشيء يحرقها في عينيها، خلعت عدستها فلم تتحمل، ترتدي تلك العدسات منذ سنوات لم ترتديها كزينة
فنظرها ضعيف الي حد ما وترتدي تلك العدسات الطبية عند خروجها من المنزل ففي المنزل ترتدي نظارة
عدساتها ليست ملونة حتي لا يصدق البعض انها ترتدي عدسه احيانا
خرجت من الفندق قاصدة التوجة الي سيارتها لتخرج عدسة اخري تضعها احتياطي في حقيبة يدها
وتصلح ما افسدتها وربما تضع قطرة بسبب ألم عينيها التي تشعر به
______________________________
ركن باسل سيرته بالجراج الملحق بالفندق وكان يتحدث في الهاتف مع صديقه مراد
باسل أردف بانزعاج وقلق من ترك صديقه في هذا الموقف بمفرده تحديدًا ان عائلته هو وعائلة زوجته يعيشوا في محافظة اخري
- اجيلك طيب ؟
........................ -
باسل أردف بانزعاج بعد ان عاتب نفسه علي ترك صديقه ويسأله ان يأتي او لا فيجب أن يذهب فورًا
- ابعتلي العنوان بس
يوسف عامل ايه دلوقتي ؟؟
" ........................."
باسل أردف قائلا بنبره مرتفعة قليلا
- يعني ايه خلاص
ابعت عنوان المستشفى وانا هجيلك جبسوا دراعه ؟
" .................................."
باسل أردف قائلا بغضب من صديقه الذي يصر علي عد إتيانه رُبما لانه ليس هناك داعي وهو سيأخذ ابنه وزوجته الي المنزل ولانه لا يريد لاي سبب من الاسباب ان يذهب باسل دون حضور حفل الزفاف فهو يشعر باهتمام صديقه بتلك العائلة وبتلك الفتاة ولا يريد شيء يعوقه فلاول مرة يفكر في شيء يخصه ولنفسه
- طب اقفل وانا هكلمك تاني انتَ عيل غتت ومبتريحش في الكلام
أغلق باسل المكالمة وهو يتنهد بانزعاج فقد ازعجة هذا الخبر بوقوع ابن صديقه وكسر ذراعيه فهو يحبه كثيرًا ويريد الذهاب ولكن الي أين فهو لم يعرف الي أي مستشفي ذهب اليها صديقه وقال له انه انتهي
فهو لا يكره سوي ان يكن شخص عزيز علي قلبه ويحبه في ضيق او كرب او مشكلة ولا يكن بجانبه فطوال حياته الوقوف مع احبائه اهم من مصالحه الشخصية
لمح فتاة من بعيد تمشي بسرعة وتلعثم وتضع يدها علي نصف وجهها وتارة تنزلها وتغمض عينيها خمن هويتها رغم انها المرة الثالثة يعتبر أن يراها فيها ولكنه استطاع تمييزها
لابد انها هي تلك الفتاة العجيبة ولا يعلم ما بها دائمًا غير متزنة، استطاع معرفتها رغم تغير هيئتها تمامًا بتلك الملابس ومساحيق التجميل التي تضعها رُبنا جعلتها أجمل
كان مترردد ان يذهب لها بحالتها العجيبة تلك ويعرف ما بها ام يتركها ولا يتدخل، فمازال لا يعرف لما يريد الذهاب ومنذ متي اهتم بالذهاب الي الحفلات التي لا يعرف اصحابها بالشكل الكافي لرُبما أحمد اجتماعي كأشخاص كثيرون ويعزم الكثير من الناس علي حفل زفافه
أغلق زر بدلته ووضع هاتفه في جيبه واقترب منها او مشي خطوات بسيطة ناحيتها، وقف أمامها قائلا بنبرة هادئة
- مساء الخير
كانت تضع يدها علي نصف وجهها الذي خلعت منه العدسة فتشعر بتخبط في الروية فهناك عين تري بها جيدًا والعين الاخري لا
فلا تستطيع النظر بعينيها الاثنان سويا في تلك الحالة يا ليتها شالت العدسة الاخري
رفعت بصرها قليلا بعد ان كانت تنظر علي الارض وتري من الذي وقف امامها ليسد امامها مجال الحركة والرؤية الي حد ما
نظرت له بصدمة فما كان ينقصها أن تراه الأن، صمتت تماما وكأنها صنم لا تعلم لما يأتي من الاساس فشقيقها ان كان يقصد أن يضعها في وضع صعب لن يقم بما فعله وأن يدعوه الي حفل زفافه
باسل أردف قائلا حينما شعر بأن هنك شيء بهاغير طبيعي أكثر من غرابتها
- انتِ كويسة في حاجة ؟
أردفت رحمة قائلة وهي تنزل يدها التي كانت تضعها علي عينيها وتحاول أن تكن طبيعية
- لا ابدا مفيش ازيك يا بشمهندس
- انا الحمدلله تمام انتِ ايه اخبارك
- الحمدلله
قالتها وهي تحاول أن تبتسم حتي لا تكن فظة معه فلا تعلم تشعر أحيانا أنها لم تقابل رجال قط ولم تتعامل مع الناس فقط سيرته ومقابلته شيء صعب عليها سخرت من نفسها ولكنها كانت تحاول أن تنهي تلك الدقائق، أردف باسل قائلا باستغراب فعينيها لا تدل علي انها بخير أبدا وهناك دموع تتساقط منها
- متاكده انك كويسة، عينك ملتهبة جدا
أردفت قائلة بتعلثم وحاولت تهوين الأمر وأن تجعله يدخل ويتركها الي حيث تريد
- ابدا بس عيني دخل فيها تراب مش عارفة حرقاني شوية مفيش حاجة شكرا علي سؤالك يعني، نورت اتفضل
- بنورك، الف مبورك
- الله يبارك فيك
أردف باسل قائلا حينما شعر باهتزاز هاتفه وعلي ما يبدو هناك شخص ما يتصل به، فتركها يكفي ما به من تلعثم
- طيب عن اذنك شوفي انتِ كنتي رايحة فين ونبقي نتكلم وقت تاني
القي ابتسامة لها ثم ذهب حاولت أن تراجع كلاماته الأخيرة فما الذي سوف تتحدث معه به ولما قال ذلك ، ثم جاءت امينة وأردفت قائلة
- ايه يا بنتي ايه اللي خرجت كده انا مش قادرة الحقك بالكعب وكنت بتكلم كع طارق اتكلم بعد ما خلصت مع ماما
رحمة " تعرفي ايه اكتر حاجة بكرها "
- ايه
أردفت قائلة بانفعال مبالغ به حتي انها تناست لولهة وجع وألم عينيها
- انا في الافراح بعمل كل حاجة بتعصبني ومتنفعنيش
انا الزق رموش ليه رموشي قصرت معاكم في ايه علشان اللوك يكمل يحرق اللوك
انا حاسه اني مش شايفة واللينسز بشيلها لقيتها اتقطعت في ايدي
ياله تعالي معايا لغايت نروح العربية واطلع اللينسز التانية من الشنطة واحط قطرة
- هو مين اللي كان واقف معاكي
- هو انتم بترقبوني
- لا انا سالت عادي انتِ عايزة تتخانقي وخلاص
____________________________
بعد مرور ثلاثة أيام ، في منتصف الليل
خرجت رحمة من غرفتها بقلق شديد بعد سماعها جرس الباب فمن سيأتي في هذا الوقت ومنذ قليلل هبط عمرو بعد أن كان يجلس معهم
وخرجت خديجة أيضا من غرفتها ربما خديجة كانت نائمة ولكن صوت جرس الباب جعلها تفيق، أردفت خديجة وهي تضع خمارها
- استني يا رحمة انا هفتح
اقتربت خديجة من الباب وحينما فتحته تفجأت بأبنها وزوجته اقتربت رحمة من الباب حينما سمعت والدتها تهتف باسمهما
- في ايه
رحمة أردفت قائلة باستغراب شديد
" انتم ايه اللي جابكم "
منار أردفت قائلة بمرح وهي تنظر الي أحمد
" ايه هو احنا كل ما نروح لحد هيقولنا ايه اللي جابكم "
خديجة أردفت بقلق
- في ايه يا ولاد في حاجة طيب ؟
أحمد أردف قائلا بنبرة هادئة
- يا جدعان مفيش حاجة والله متتخضوش كده الواحد ميدالية مفاتيحه نسيها كان زماني دخلت ومرنتش ما تدخلونا يا جماعة هتفضلوا موقفنا علي الباب
خديجة أردفت باستسلام
" ادخلوا يا ابني "
دخلت منار ودخل خلفها احمد ونظرت رحمة لوالدتها باستغراب كيف هبطوا بعد ثلاثة ايام من زواجهم فقد فقدوا عقلهم بالتاكيد
منار " هي امي برضو شافتنا اتخضت احنا جايين من عندها "
خديجة " هو انتم نزلتوا من بيتكم ليه يعني "
منارأردفت قائلة بمرح
" احمد زهق مش قادر يقعد في البيت لازم ينزل يتحرك كان هيسبني تاني يوم بس الحمدلله استحمل للتالت "
رحمة أردفت ساخرة
" انا شوفت كتير وقليل مش هشوف زيكم مختلفين في حاجات كتير "
منار أردفت قائلة بحنق
" اخص عليكي مفيش حاجة واحدة متشابهة فينا "
رحمة أردفت بسخرية
" لا فيه طبعا يا قلبي ان عقلكم مش موجود نازلين تالت يوم جوازكم تزورونا ليه احنا سبناكم براحتكم ومكناش هنيجي الا نهاية الاسبوع "
احمد" فقولنا نيجي احنا احنا اهل يا جماعة مفيش ما بينا التكاليف دي "
منار أردفت قائلة بشكوي
" اخوكي قال انه مش عايز يخدعني ويعيشني في العسل اول ايام جوزانا لا هيورينا اللي هيمشي العمر كله انا بصراحة عايزة ارجعه خدوه ده عمال يخسرني كسر كوبيتين وحرق الكاتل الباشا مولعه وهو فاضي "
احمد " انا واخد ان في بيتنا بيبقي مليان "
منار " علشان في ناس عايشين معاك ده تاخدوا اوسكار انكم استحملتو السنين دي كلها "
رحمة قهقهت علي شجارهما وما يتفوهوا به فما ليسوا طبيعين بالمرة
" ساكته ليه يا ماما "
خديجة أردفت قائلة بدهشة من جنونهما
" والله انا مش عارفة غير اني اسكت يا بنتي دول هيشلوني والله صدقتي عقل مفيش وبعدين امك متصلتش بيا ليه تقولي ليه انكم عندها "
منار أردفت قائلة بسخرية
"انا قولتلها متقولش ليكي تكون مفاجاة وبعدين احمد فضل يلعب طاولة مع بابا ونسيوا نفسهم وجينا بالموتوسكيل علطول "
رحمة وهي ترفع يديها لاعلي
" يارب صبرني انا محاطة بناس مش طبيعية "
منار " هو يا احمد احنا مش مرغوبين في اي مكان كده ليه، فرفشوا يا جماعة يعني بذمتكم هقعد اسبوع في وشه ومننزلش "
خديجة أردفت قائلة بسخرية
" هقول ايه يا بنتي ربنا يهديكم وتبطلوا جنان انا اخر حاجة اتوقعها انكم انتم اللي علي الباب اتوقعت كل الاخبار السوداء اللي ممكن تحصل الا انكم تيجوا "
منار " مش انبسطوا انكم شفتونا يعني مكالمات التليفون مش كفايا "
خديجة أردفت ساخرة وهي تأكدت اليوم انهم معتوهين فكان يديها بعض الشكوك
" مبسطوين يا بنتي كنتم جيتوا بكرا ده الوقت اتاخر حتي "
رحمة قاطعت حديث والدتها وأردفت قائلة
" تشربوا ايه انا كنت هشرب نساكفية اعملكم ؟ "
احمد " اعلميلي شاي "
منار " يخرب الشاي علي القهوة"
احمد " بتقولي حاجة ؟ "
منار " بقول ربنا يخليك ليا احلي 3 ايام في حياتي "
احمد " بحسب "
_______________________________
بعد مرور اسبوعين، كانت رحمة في العمل تتحدث مع صديقتها علي أخر التطورات مع هذا الرجل الذي يخرج في وجهها في الكثير من الاماكن
أردفت رحمة قائلة بقلق وهي ترتدي اسدالها فوق ملابس العمل وتتحدث مع صديقتها بعد ما أغلقت الباب حتي لا يدخل أحد عليها وهي تصلي
- تقوليلي بقابله ازاي معغرفش اليوم الاولاني قابلته في المول بحس ان بيطاردني
والله انا لسه مطولتش لساني
أردفت امينة قائلة بسخرية وهي تأكل ذلك السندويتش
- ما يمكن معجب
أردفت رحمة قائلة بسخرية وهي لا تتقبل تلك الحقيقة تماما
- معجب ايه انت كمان بطلي هبل وعبط
انا بس مش اعيزة اتحط في موقف رخم تاني ده مش شخص عادي تقربه من احمد قالقني وكمان مش مخليني اعمل معاه حاجة
انا عارفة ان احمد اجتماعي وعارف مصر كلها بس مش كده
أردفت امينة ساخرة علي حماقتها
- يعني هيعملك ايه ليكون ناوي يخطفك
- تصدفقي انت تنحة واناغلطانة اني بتكلم معاكي في موضوع زي ده
أردفت امينة بعقلانية
- رحمة اننت مش عيلة صغيره
باينة اوي انه مهتم بيكي يا ماما وانت ليه عامله حساب ليه كده وخايفة من ايه وبعدين مش مديه ليه فرصة
ليه
انتهت من ارتداء اسدالها وكانت تفرش سجادة صلاتها الصغيره
- هديله فرصة لاية انت بتفرضي قصص من دماغك
- يا بنتي مش بتقولي ان اخته كانت بتقول كلام حلو عليه وباين انه راجل
مش طول عمرك نفسك في راجل بجد دكر كده يكون انسان مسؤول ويعتمد عليه والمواصفات اللي قولتي عليها ده واحد ميتسابس ومفيهوش عيب ده بكر زيك بالظبط
ضحكت رحمة بسبب امينة واردفت قائلة بسخرية
- يارب ترجعي لخطيبك وتخلصوا خناق لانك بقيتي
فاضية انا مش عارفة انت بتقولي ايه اصلا من الصبح وبتحكي في ايه وبعدين مش معني اني شوفته كام مرة صادفته وفي مره مسلمتش عليه ولا هو شافني
ده مش معناه ان في حاجة
امسكت امينة هاتف العمل الذي يعلن عن اتصال وأردفت قائلة وهي تبتسم بمكر شديد
- واضح ان ميفش حاجة بنيكم
- انا متوضية متخلنيش اغلط فيكي مين بيرن
أردفت ساخرة وهي تغمز بعينيها
- اللي مفيش حاجة بينكم بيرن
- انت بتهرجي
- مش بهرج شوفي بنفسك التروكولر كاتب بشمهندس باسل وحاطط صورته كمان
أردفت قائلة بتوتر
- هو عرف رقمي منين ده
- ردي هيقفل وبعدين ده خط الشركة
- ارد اقول ايه
أردفت امينة بعد تنهدت بضيق وكأنها تتعامل مع طفلة صغيرة
- مش تشوفيه بيرن ليه الاول ردي بطلي عبط ب
امكست رحمة الهاتف بعد أن أخذت نفس طويلا
- الو
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- ايه الاخبار
أردفت قائلة وهي تحاول أن تكن حادة قليلا وكانت امينة تلتصق بها حتي تسمع المكالمة بتطفل
- انا تمام هو حضرتك جبت رقمي منين
- معتقدش انه رقمك ده رقم الشركة ومش صعبة حد يجيب رقم اللي مسؤول عن التسويق
- في حاجة اقدر اخدمك فيها فالشغل انا مش فاهمة حضرتك بتتصل ليه
- لا انا مكلمك انت
مش قولتلك هنتكلم تاني وبعدين مش انا اللي عايزك دلوقتي كلمي ايه عايزة تكلمك
أخذت منه أيه الهاتف وأردفت قائلة بنبرة هادئة وشغوفة
- الو ازيك يا رحمة عاملة ايه
تنهدت رحمة بتوتر وأردفت قائلة
- انا تمام يا ايه
- انا عايزة اعتذرلك والله علي سوء التفاهم اللي عملتهولك وباسل اصر اني اعتذرلك
- مفيش داعي لكل ده الغلط كان من عندي
- يعني مش زعلانة ولا سبب ليكي مشكلة مع اهلك
أردفت رحمة قائلة بنبرة هادئة
- ابدا يا ايه الموضوع انتهي بعدها
وكل ده كان بسبب اني كدبت حتي لو مكنتش قصدي مفيش داعي لاعتذارك لو في حد المفروض يعتذر فهو انا لاني كدبت عليكي
- تمام يعني مش زعلانة مني ربنا يعلم انا من اول يوم شوفتك واعتبرتك اخت ليا فاتمن ي مكنش سبب في مشكلة ليكي
____________________________
في شقة شقيقة باسل
أخذ باسل هاتفه من شقيقته وكان علي وشك الهروب والعودة الي عمله فأردفت أيه قائلة
- عملت اللي انت عاوزه ممكن افهمدماغك فيها ايه طيب اديني كلمتها
أردف باسل قائلا متصنعا اللامبالاة
- انت اللي كنت عايزة تكلميها مش انا
أردفت قائلة بسخرية وهي تضيق عينيها
- لا والله
- جهزي نفسك علشان جوزك قرب ينزل بطلي توشي في دماغي انا علشان كلتيها وعيد ميلاد بنتك قرب فارحميني انا
______________________
عند رحمة
أردفت أمينة قائلة بسخرية ومكر ومتصنعة الانفعال
- ازاي يتجرا يكلمك بكل بجاحة كده ميعرفش أن مفيش حاجة بينكم وله ايه هو صغير لكده
- مش كده
قالتها رحمة بجدية وهي تظن أن صديقتها معها وتؤيد رأيها
ثم أردفت قائلة مرة أخري
- تصدقي انت مهزقة
أردفت امينة قائلة
- من دلوقتي بتهزقيني اكمنك معاكي راجل وانا خطيبي سايبني هو ممكن يصلحلي العربية ببلاش عندهم
- ههزقك علي فكرة
أردفت امينة قائلة وهي تدندن بصوتها الفظ
- واهو ربنا عوض صبرنا غير والدور جه علي رحمة يا بنات
أردفت رحمة منفعلة
- هحدفك باللي يجي في ايدي وبعدين دي اخته وياله بقا روحي علي شغلك هخصم منك انت المرة دي
- عادي مش مهم فداكي يا عروسة
كانت امينة تلقي عليها تلك الكلمات بعدما نهضت واقتربت من الباب حتي تتفادي غضبها، وخرجت فورا عن انتهاءها من تلك الكلمات
تنهدت رحمة بضيق وهي تنظر في هاتفها وتري رقمه الذي اتصل به
- ايه اللي طلعك قدامي
مهوا يا هتجنن يا هتجنن