رواية خيانة الدم الفصل الرابع 4 بقلم الهام عبدالرحمن
فى صباح اليوم التالى كانت سما تجلس فى حجرتها تقوم بتمشيط شعر ابنتها نجمة وهى شاردة فالتفتت لها نجمة وقالت...
نجمة: يلا يامامى سرحيلى بسرعة عشان متأخرش على الحضانة.
لم تجب سما ابنتها فربتت نجمة على خدها قائلة: مامى.... مامى مش بتردى عليا ليه يلا بسرعة هتأخر.
يما بشرود: ها... حاضر ياروحي معلش اصل مامى تعبانة شوية النهاردة.
بقلمى الهام عبدالرحمن
نجمة بقلق: مالك يامامى حاسة بايه أنا هروح أنادى بابى ييجى يشوفك.
وهمت بالذهاب ولكن جذبتها سما من ذراعها قائلة:
استنى ياروحي متقلقيش بابى انا كويسة يلا عشان تلحقى تروحى الحضانة.
انهت سما تجهيز ابنتها ونزلت بها الى السائق ليقوم بتوصيلها الى حضانتها.
همت سما بالصعود الى حجرتها ولكن استوقفتها صافية فذهبت باتجاهها....
صافية: ايه ياسما مالك يابتى مش هتفطرى ولا إيه؟!
سما: معلش ياطنط ماليش نفس هبقى آكل بعدين.
صافية بقلق: مالك يابتى وشك أصفر وشكلك همدا اكده ليه؟
سما بارهاق: مفيش ياحبيبتي متقلقيش انا كويسة شكلى بس واخدة دور برد فى معدتى هطلع ارتاح شوية واشرب حاجة دافية وان شاء الله ابقى كويسة.
صافية بابتسامة: لا الموضوع مش شكله برد واصل دا شكلك اكده ناوية تخاوى نچمة الف بركة يابتى ربنا يجومك بالسلامة ويتمم حملك على خير يابتى وعجبال ماأفرح بيكى انتى كمان ياورد يابت جلبى.
سما بدهشة: حمل إيه ياطنط صافية مفيش الكلام ده كل الموضوع دور برد بس.
صافية بحزن: هو انتى يابتى خايفة منى عشان ورد بتى ربنا لساته مكرمهاش بالخلفة بس والله ماتخافى ياضنايا آنى عمرى مااكرهلك الخير واصل وربنا يعلم انتى معزتك فى جلبى عاملة كيف.
اقتربت منها سما وربتت عليها وقالت بحنان...
سما بحنان: لا والله ياطنط أنا عارفة انك بتحبينى زى ورد بالظبط وربنا يعلم انا قد ايه بحبك وبعاملك زى والدتى اللى اتحرمت منها لكن فعلا والله.....
قطع حديثها دخول راغب الذى نظر لهم باستغراب وتحدث قائلا....
راغب: مالكم فى إيه واجفين حداكم اكده ليه؟!
صافية باندفاع وفرحة: مبروك ياراغب ياولدى مرتك حامل يتربى فى عزك ياضنايا.
جحظت عين سما وظلت تحرك راسها يمينا ويسارا بعدما نظر لها راغب بصدمة فكيف يحدث ذلك وهو لم يقربها نهائيا طوال الخمس سنوات فطالما اراد أن ينالها برضا منها.
بقلمى الهام عبدالرحمن
بعد لحظات من القاء تلك القنبلة ذهبت صافية الى المطبخ للاشراف على اعداد الطعام بينما اقترب راغب من سما وعيناه تطلق شررا فشعرت بالذعر وبدات تعود بجسدها للخلف ولكنه جذبها من ذراعها بقوة فاصطدمت بصدره بقوة ثم صعد الى حجرته والقاها ارضا بقوة وتحدث من بين اسنانه...
راغب بحدة: آنى عاوز أعرف كيف الكلام ده حُصل فهمينى ياهانم جبل ماارتكب چناية.
سما بخوف: والله ماحصل هى فهمت غلط.
راغب بغضب: كيف يعنى فهمت غلط عيلة صغيرة اياك. دلوك حالا تجوليلى ايه اللى حُصل وليه خالتى صافية جالت اكده انطجى ياواكلة ناسك بدل مااجتلك انطجى يافاچرة عملتيها مع مين انطجى.
هبت سما واقفة وتحدثت بقوة: قطع لسانك أنا اشرف من بلدك دى كلها وعمرى مااعمل حاجة تغضب ربنا وانا بعد كلامك دا معدش ليا قعاد هنا تانى وكفاية لحد كدا انا هاخد بنتى وامشى من هنا.
وهمت بالذهاب ولكنه جذبها من شعرها وألقاها ارضا مرة اخرى وقال بصوت هادر...
راغب: مفكرة دخول الحمام زى خروچه اياك انتى مش هتخرچى من اهنه الا على جبرك اتحدتى يابنت الناس وجوليلى كيف خالتى صافية بتجول انك حامل واحنا التنين عارفين اللى فيها؟!
بقلمى الهام عبدالرحمن
سما بدموع: كل الحكاية انها لاحظت انى وشى اصفر وتعبانة شوية وعشان مكانش ليا نفس افطر افتكرت ان دى اعراض حمل واعتقدت انى عاوزة ادارى عليها عشان ورد لسة مخلفتش لكن والله وحياة بنتى انا مش حامل.
واخذت تبكى بشدة وتنهد راغب تنهيدة حارة ومسح وجهه بيده ثم زفر بقوة واقترب منها وتحدث قائلا....
راغب: طيب ليه محاولتيش تفهميها الحجيجة؟!
سما: ومين قال انى محاولتش انا فضلت افهمها لكن هى كانت مقتنعة انى حامل ومدارية ولسة بكلمها جيت حضرتك واتهمتنى باتهام بشع بس هقول ايه ماهى حاجه مش جديدة عليك زمان طلقتنى من اخوك بالتهديد واتجوزتنى غصب عنى ودلوقتى بتتهمنى فى شرفى وانت عارف كويس انى مش كدا.
راغب بضيق: لساتك كيف ما انتى مش هتتغيرى أبداً مش هتجدرى تحسى باللى جواتى ولا بالنار اللى عايش فيها من يوم مااتچوزتك.
سما بسخرية: نار انت اللى عايش فى نار اومال انا عايشة فى ايه جحيم ارحمنى بقى وسيبنى امشى خلينى اخد بنتى وامشى من هنا ارجوك احنا مينفعش نفضل عايشين مع بعض.
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب بحدة: ياريت كنت أجدر أعملها كنت بعدت عنيكى بالمشوار لكن غصب عنى عاشجك وانتى كيف الحيطة مبتحسيش واصل أعمل ايه عشان أوصل لجلبك اعمل ايه عشان تحبينى ربع مابحبك،ثم اكمل بوجع: اعمل ايه عشان أشيل عثمان من جلبك ليه مش جادرة تحبينى هو أحسن منى فى ايه ليه طول عمره فايز بحب ابوى ومن جبله امى الله يرحمها تعرفى ان ابوى كان ناوى يكتبله كل ثروته واطلع انا من المولد بلا حمص حتى اللى جلبى رادها هو اتچوزها وحرمنى منيها.
سما بذهول: انت بتقول ايه؟!
راغب بحزن: ايوا آنى حبيتك جبله وعشجتك اكتر من روحي ويوم ما چيت اعترفلك بحبى لاجيت كل المستشفى بتتحدت عن خبر خطوبتكم، جلبى وچعنى وحسيت الدنيا ضاجت بيا وكرهته أكتر وحلفت لازم آخدك منيه حتى او بالجوة.
سما ببكاء: بس أنا عمرى ماحسيت بحاجة ناحيتك انت صحيح كنت بتيجي كتير المستشفى وانا كنت بتعامل معاك على انك اخو عثمان.
راغب: كنت باچى عشانك عسان أملى عينى منيكى كنت نايم جايم بحلم بيكى وباليوم اللى هتبجى فيه مرتى كان نفسى أشوف نظرة حب واحدة فى عنيكى ليا لكن دايما شايف الكره آنى عارف انتى ليه متوترة وتعبانة عشان هو راچع النهاردة خايفة تجابليه خايفة يعرف انك اتچوزتى اخوه خايفة يعرف انك خلفتى من غيره مش اكدا بردك يا.... يامرتى.؟!
سما بحدة: بس نجمة مش بنتك وانت عارف كدا كويس وعارف انها بنت عثمان.
بقلمى الهام عبدالرحمن
راغب بحقد: بس محدش يعرف الكلام ده غيرى آنى وانتى الكل اهنه خابر ان نجمة بنت راغب صفوان وعثمان عمها مش ابوها وانتى مش هتجدرى تجولى حاچة لحد واصل خابرة ليه ياست البنات لانك لو نطجتى حرف واحد بتك دى مش هتلمحى طرف صباعها بعنيكى لو مستغنبة عنا اتحدتى وانتى خابرة زين إنى أجدر أعمل اكده وأحرمك منيها العمر كله.
وقفت سما وهى تشعر بالذعر من ان تحرم من ابنتها الوحيدة فهى تعلم جيدا ان راغب لاينطق بشئ الا ويقوم بتنفيذه وهاهو اعطاها وعدا صريحا بانه سيحرمها من ابنتها اذا حاولت التفوه بكلمة حول حقيقة انها ابنة عثمان.
التفت راغب للذهاب خارج الحجرة ولكنه توقف فجأة ونظر اليها وقال بحزم....
راغب بحزم: اعملى حسابك من النهاردة هتباتى معاى فى الاوضة دى وحسك عينك لما عثمان يرچع يدرى باللى بيناتنا والا محدش هيندم غيرك.
بقلمى الهام عبدالرحمن
ثم تركها وذهب وظلت هى تبكى حالها وتتسائل كيف لها ان تشرح لعثمان عن سبب زواجها من اخيه كيف ستبرر له تخليها عنه فى اصعب محنة مر بها كيف ستقنعه انها مازالت تحبه وان اخيه لم يقربها قط، ظلت تفكر كيف سيتعامل مع ابنته وهو لايعلم انها ابنته هل سيكرهها لانها فى اعتقاده ابنة راغب ام سيحبها؟! ظلت تفكر وتفكر ولكن دون جدوى فما كان عليها سوى الانتظار لترى ما الذى سيحدث فى الايام القادمة.