اخر الروايات

رواية عشق مهدور الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم سعاد سلامة

رواية عشق مهدور الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم سعاد سلامة



الحادي_والأربعون(الاخيرة3)
عشق_مهدور 💔
سعاد محمد سلامه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ المشفى
بدأ أسعد يعود الى الوعي سمع آيسر صوت هزيانه، نهض وإقترب من الفراش ينتظر أن يفتح عينيه، بالفعل فتح عينيه بغشاوه لم يستطيع تخمين ملامح آيسر، لكن همس بصوت مسموع:
آصف.

تبسم آيسر قائلًا:
آصف بخير يابابا... هطلب الدكتور أقوله إن حضرتك فوقت... وبعدها هطلب آصف يجيلك بنفسه.

بعد دقائق
عاد أسعد للوعي كاملًا
تبسم آيسر لذاك الطبيب الذى عاينه وأعطي بعض النصائح والتحذيرات لـ آيسر ثم غادر
أخذ آيسر مقعد وإقترب من الفراش قريبًا من أسعد،تبسم له قائلًا بعتاب مرح:
يعني أنا بايت جنبك يابابا وأول ما تفوق تقول آصف.

تبسم أسعد بخفوت قائلًا:
آصف له مَعَزه خاصه عندي دونًا عنكم كلكم.

إبتسم آيسر قائلًا:
طب حتى جاملني يا بابا وقولى كنت بهزي، عالعموم آصف له مَعَزه خاصه عندنا كلنا، بشكرك يابابا...إنك أنقذت آصف من الضياع،لو كان قتل المجرم رامز كان مستقبله هيضيع.

إبتسم أسعد بغصه قويه قائلًا:
لو كنت وصلت للحقيقه قبل آصف كنت جنبته كل اللى حصل، رامز قدر يخدعني...بس إنت كمان كنت السبب إنى أراقب آصف.

تبسم آيسرقائلًا:
إنت بتراقب آصف من زمان يابابا وهو عارف بده،بس هو فكرك زهقت فى الفتره الأخيره وبطلت تراقبه عشان كده خد حريته.

تبسم أسعد قائلًا:
كان قلبي حاسس إن آصف مش هيرتاح قبل ما يوصل للى قتل سامر،بس لما سهيله رجعت له قولت أكيد هيحاول يعيش معاها فى هدوء،بالاخص بعد إهتمامها بيه فى فترة إصابته،قولت مستحيل يعمل حاجه تضُر نفسه عشان هيخاف على حياته مع سهيله وقلبي إطمن،بس لما إتصلت عليا وقولتلى إن سهيله إتنقلت لمستشفى فى البلد وآصف شاكك إن انا اللى ساعدتها عشان تبعد عنه وأنه وافق إنها تشتغل هناك بعيد عنه وكمان قولتلى إنك عندك شك كبير إن آصف تقريبًا وصل للقاتل كثفت المراقبه من غير ما يحس،وطبعًا سهيله هى الوحيده اللى تقدر تخلي آصف يتراجع عن الشر اللى كان ناوي عليه،رامز كان لازم أشك فيه من البدايه...هو غدار وبيعُبد الفلوس... بس مكنتش أتوقع إنه بالحقاره دى كلها،معرفش إزاي قدر يجذب سامر لطريق الدمار... أنا غلطت فى حق سامر
سامر كان محتاج لـ أب زي آصف يقدر يسيطر عليه ويوجهه للطريق الصح من البدايه... آصف رغم إنه إبني بس أنا بحس أن هو سندي وعزوتي، هقولك سر، أنا أوقات كنت بخاف من قوة قلب آصف... كان بيفكرني بقوة وصلابة أبويا... حتى آصف قلبه أشجع منه... قلب منزوع منه الخوف، مش بيخاف غير على اللى بيحبهم مستحيل يتخلى عنهم ومستعد يفديهم بروحه.

تبسم آيسر قائلًا:
وآصف كمان بيحبك يا بابا اللى حصل يمكن كان قدر بس متأكد آصف عمره ما قدر يكرهك.

تبسم أسعد بتمني قائلًا:
يمكن آصف مش بيكرهني، بس فى نفس الوقت مكانتي عنده قليله... يمكن زي أي شخص عادي فى حياته.

شعر آيسر بالآسف فهذه كانت حقيقة مشاعر آصف إتجاه والده قبل أيام، أو بالأصح قبل ذاك الحادث، لكن بعد ذاك الحادث شعر بآن مشاعر آصف تبدلت ناحية أسعد وقد تعود لمسارها الطبيعي فى القريب العاجل.

تبسم آيسر قائلًا:
الكلام خدنا ونسيت أتصل على آصف أقوله إنك فوقت... هتصل عليه متأكد أنه هيفرح أوي.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة آصف
قبل قليل
قطع وصل حديث سهيله مع آصف صوت رنين هاتفها، جذبته ونظرت الى الشاشه، شعرت بالقلق والتوجُس حين رأت إسم آيسر،ثم نظرت الى آصف الذى نظر الى شاشة الهاتف بفضول،شعر هو الآخر بتوجس،لكن سهيله سُرعان ما قامت بالرد وسمعت إعتذار آيسر قائلًا:
آسف إنى أزعجتك بدري كده، بس أنا بتصل على آصف موبايله بيرن ومش بيرد يمكن عامله صامت.

ردت سهيله بذوق:
لاء مفيش إزعاج ولا حاجه أنا كنت صاحيه.

إبتسم آيسر قائلًا بفرحه:
أنا كنت بتصل على آصف عشان أقوله إن بابا فاق ورجع للوعي وطلب يشوفه.

تبسمت سهيله قائله:
الحمد لله، ربنا يتم شفاه على خير معاك آصف.

إنشرح قلب آصف وهو ينظر الى ملامح سهيله بترقُب أخذ من يدها الهاتف وقام بالرد على آيسر بينما سهيله شعرت بغثيان فجأة، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو الحمام،
خرجت بعد قليل تبسمت حين رأت آصف مازال يتمدد فوق الفراش ينظر ناحية باب الحمام تبسم حين خرجت سهيله لكن لاحظ على ملامح وجهها الوهن نهض من فوق الفراش وإقترب منها بلهفه قائلًا:
مالك يا سهيله كنت كويسه وفجأة قومتِ من عالسرير دخلتِ الحمام، ودلوقتي وشك أصفر،إنت تعبانه؟.

أومأت سهيله برأسها قائله بتطمين:
أنا كويسه،هو بس الإرهاق وعدم النوم.

رغم يقين آصف أن هذا ليس السبب لكن تبسم قائلًا:
تمام بعد ما نزور بابا فى المستشفى ونطمن عليه،هنسافر كم يوم نغير جو كمان هُدنه من الإرهاق.

تبسمت سهيله سائله بفضول:
مش هتقولى هنسافر فين؟.

تبسم وهو يقترب من أذنها بوجهه يُبعثر مشاعرها بأنفاسه الدافئه:
كلها كم ساعه وتعرفِ...هروح الأوضه التانيه أغير هدومي عشان منضيعش وقت.

لمعت عينيها ببسمه...كذالك آصف.

بعدقليل
على طاولة الفطور،شعرت شُكران بإنشراج فى قلبها وهى تتبادل النظر بين سهيله وآصف اللذان يبدوا على ملامحهم السعادة،رغم ملامح وجه سهيله الشاحبه،لكن تعلم أن سبب هذا الشحوب فى "الحمل"،التى لا تعلم أن كانت باحت به لـ آصف أم لا،لكن تبسمت وقامت بتقريب كوب اللبن من سهيله قائله:
وشك أصفر يا سهيله إشربي اللبن يغذيكِ.

تبسم آصف قائلًا:
والله ياماما لسه قايل ليها،قالت إرهاق من السهر.

تبسمت صفوانه التى آتت ببعض الأغراض ونظرت الى شُكران بتوافق قائله:
لاء المفروض تاخدي بالك من صحتك،الأرهاق مش كويس عشان صحتك،وكمان لازم تتغذى كويس،أنا عالغدا هعملك شوربه مخصوص فيها كل الغذا.

شعرت سهيله بإستغراب من افعالهن،لكن ظنت أنه مجرد إهتمام زائد،كذالك تبسم آصف،على سهيله التى لا تعلم أن امر حملها معلومً لدى الجميع،لكن رد على صفوانه:
لاء متعملوش حسابنا عالغدا،إحنا مسافرين كم يوم إستجمام.

تبسمت شُكران سائله:
مسافرين فين؟.

تبسم آصف ولم يُجيب نظرت له سهيله قائله:
والله يا طنط انا نفسي معرفش،آصف قالى إننا هنزور عمو أسعد فى المستشفى وبعدها هنسافر....

شعرت شُكران بخضه قائله:
هو أسعد فى المستشفى ليه؟.

نظرت سهيله الى آصف ظنت أنه أخبرها لكن آصف نظر الى شُكران بداخله لم يسخر من مشاعر والدته التى يعلمها جيدًا لديها قلب حنون، حتى لو علمت أنه تزوج عليها بـ أخت سهيله لكن قال بهدوء:
بابا كان تعبان شويه وآيسر إتصل عليا من شويه وقالي حالته إتحسنت.

نهضت قائله:
كمان آيسر يعرف ومقاليش، على ما تكملوا فطوركم هكون غيرت هدومي،وهاجي معاكم أزور أسعد.

تبسمت سهيله سُرعان ما أخفضت وجهها تشعر بالخزي بسبب زواج هويدا "أختها" من أسعد...لاحظ آصف تفهم ذلك وقام بوضع يده على يد سهيله قائلًا:
كملي أكلك يا سهيله.

تبسمت سهيله له.

بعد قليل دلف آصف الى غُرفة شُكران،التى تبسمت له قائله:
أنا خلاص خلصت لبس.

تبسم آصف قائلًا:
ماما،الدكتور مانع الزيارات عن بابا منعًا للارهاق.

نظرت شُكران له بإستفسار قائله:
وأنا لما أزوره هرهقه فى أيه؟..
أنا يادوب هزوره وأطمن على صحته.

إقترب منها آصف وأمسك يدها قائلًا برجاء:
بابا كويس، هما شوية إرهاق والدكتور قال ممنوع الزيارات عشان كده، لو مش مصدقاني إتصلِ على آيسر أسأليه، بكره يكون الدكتور سمح بالزيارات وأبقى روحي إطمني عليه.

رغم عدم إقتناعها لكن وافقت شُكران قائله:
تمام، هبقى أتصل على آيسر يطمني عليه، وإنت كمان متقفلش موبايلك عشان لما أتصل أطمن عليك إنت وسهيله ومتخافيش مش هتصل غير مره واحده فى اليوم.

ضحك آصف قائلًا:
مش هقفل موبايلي يا ماما وإتصلِ أى وقت.

تبسمت له بحنان قائله:
ربنا يهنيك ويفرح قلبك دايمًا.

تبسم وهو ينحني على يدها يُقبلها، بنفس الوقت جاءت سهيله وتبسمت قائله:
أنا جاهزه وكمان شنطة الهدوم أهى جهزتها.

إستقام آصف مُبتسمً، بينما قالت شُكران:
مقولتليش هتروحوا فين؟.

صمت آصف للحظات يُفكر لو أخبر شُكران بالمكان الذي سيذهبان إليه ستقلق، كذالك سهيله،ربما أكثر من والدته، تبسم بخُبث قائلًا:
لو مش سهيله واقفه معانا كنت قولت لك عالمكان، بس بكده مش هيبقى مفاجأة ليها، أنا هتصل عليكِ لما نوصل وأقولك إحنا فين.

تبسمت له قائله:
توصلوا بالسلامه، يلا بلاش رغي كتير.

تبسم آصف وتوجه ناحية سهيله حمل منها الحقيبه وغادرا تصحبهم بسمة ودعاء قلب شُكران التى ذهبت خلفهم الى ان غادرا الشقه، تبسمت لها صفوانه قائله:
كويس إنك سمعتِ لكلام آصف...

قاطعتها شُكران قائله:
أنا بس هاودت آصف، وبعد العصر هروح أزور أسعد، قلبي حاسس إن فى حاجه آصف مخبيها ومش عاوزني أعرفها وأكيد محذر آيسر هو كمان،من أمتي أسعد بيحب يدخل المستشفيات حتى عشان يزور حد مش هو المريض...حاولت صفوانه إقناعها عن العدول عن الذهاب الى المشفى لكن فشلت أمام إصرارها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن
بالمطبخ
بسبب شرودها كادت سحر ان تجرح إصبعها بالسكين لولا نبهتها آسميه بتحذير:
حاسبي يا سحر السكينه هتقطع صابعك، مش تاخدي بالك أيه اللى شاغل عقلك كده عالصبح وسرحانه.

إنتبهت سحر... بينما آسميه عاودت السؤال:
مالك شارده فى أيه كده عالصبح.. بقولك العيال فين؟

تنهدت سحر ببؤس قائله:
رحيم نايم واصل الفجر، وطاهر سافر القاهرة مش عارفه أوراق أيه خاصه بسفره هيخلصها وقال هيروح يزور أسعد، وأيمن خد حسام يوديه الحضانه وزمانه راجع...
وقولى أيه اللى مش واخد عقلى، إن كان هويدا ولا سهيله الإتنين شاغلين تفكيرى.

طغي حُبها لـ سهيله قائله:
مالها سهيله، أنا مكلماها إمبارح بالليل وقالتلى إنها بخير الحمدلله... أيه اللى قلقك من ناحيتها،صحيح أنا وآصف مفيش بينا إستلطاف بس بعد اللى شوفته منه الفترة اللى فاتت مستحيل يأذيها تاني إدعي ربنا يقومها بالسلامه وتجيب لك حفيد تانى.

تدمعت عين سحر قائله:
لما يجي أسعد هنا ويترجاها تروح معاه وبعدها بكام ساعه نعرف إنه إتصاب بالرصاص ومش عاوزني أقلق عليها، ولا بخت التانيه هويدا اللى راحت إتجوزت من أسعد رغم عدم رضانا وأهو ملحقتش تفرح معاه ليله ويا ترا هيقوم ولا الله أعلم.

تهكمت آسميه قائله:
هويدا زى أمها زمان ما إطمعت وجريت وسراب عيلة "شعيب" ولما جينا نحذرها عملت زي هويدا ما سمعتش غير لتطلُعات عقلها وإطمعت قال أيه، أنا من عيلة شعيب و"زُهير"زي إبن عمي وعمره ما هيأذيني، سابها حِبله ولا سأل فيها، حتى لما ولدت وطلبت منه يعترف ببنتها رفض وربنا كان له بالمرصاد مات وهو شايل ذنب إبتهال وبنتها....

-مين بنت إبتهال؟
هكذا سألت هويدا بإستخبار مُلِح..ونظرة عين مُراقبه لملامحهن...

نهضت سحر تشعر برجفة قلب من ملامح هويدا وحاولت تغيير الحديث وتعلثمت قائله بتتويه:
هويدا إنتِ هنا من أمتى.

نظرت هويدا ناحية آسميه تشعر ببُغض قائله:
طول عُمرك بتكرهيني ودايمًا تقولى على سهيله حفيدتك الوحيدة.

ذُهلت آسميه قائله بتبرير:
وهكرهك ليه،إنتِ اللى طول عمرك واخده جنب ومبتفكريش غير فى مصلحة نفسك... أنا بكره فيك الطمع والغطرسه على أخواتك اللى المفروض كُنت إنتِ اللى تحتويهم، حتى إبنك اللى لو كنتِ جيباه من الحرام كان قلبك هيبقى أحن عليه من كده، ربنا عطيكِ من نِعمه كتير، بس إنت البطر طول عمرك مالي قلبك... عاوزه كل حاجه، رغم ربنا عطاكى أفضل من سهيله اللى معرفش سبب الحقد فى قلبك من ناحيتها من وأنتم صغيرين، أبسط شئ االلبس كان عندك بدل الفستان خمسه وهى بترضى بفستان واحد، حتى لما حاولتِ تسميميها بجرعة علاج زايده وكمان غلط وكلنا سكتنا وقولنا عقل عيال صغيره... طول عمرك عاوزه تبقى محور الكون، ربنا عطاكِ زوج كان هوين معاكِ وإتعامل معاك برحمه مش وصلك للموت، وطفل كلنا عارفين سهيله فضلت تتعالج لفتره هى نفسها مكنش عندها أمل أنها تحبل وتبقى أُم، حياتك إنتِ اللى كنتِ بتختاريها مش بتتفرض عليكِ زى سهيله اللى عاشت عتمة سِجن بين اسوء أنواع النسوان، دايمًا كنتِ بتحضي من سهيله مع إن لو فكرتِ للحظه كنتِ هتعرفي إنك أفضل منها، وكنتِ المُميزه عنها، مش بس ورثتِ شكل إبتهال كمان ورثتِ أطباعها، كآنه سلسال بيوصل لبعضه فى البدايه كان مرات أخويا جدتك اللى بعد ما إترملت راحت إتجوزت ومعبرتش إن عندها طفل محتاج ليها ومحتاج اللى تحطحط عليه وتهتم بشؤونه،قبلت إبنها يتشرد، وياريت بس كده كمان جوزها كان عاوز يموته عشان مسبب له إزعاج مش عارف يتهنى معاها... سلسال فقد الإحساس بلذة وطعم الحياة، مش فى المال والجاه، لذة الحياة فى الرضا بعطايا ربنا لينا.

صفقت هويدا بيديها بإستهزاء من حديث آسميه قائله بإستنفار:
لاء حلوة وصلة المُعايره دى، أنا عارفه ده كله طبعًا أنا الشيطان والملاك هى حبيبتك سهيله، بس ميهمنيش اللى يهمنى أعرف حقيقة الصوره دى كمان الورقتين دول؟.

-ورقتين أيه يا سهيله؟.
نظرت سهيله خلفها الى أيمن

-مصلحة نفسى!.
قالتها وعينيها تشع ببؤس ثم أكملت وهى ترفع يدها بتلك الصوره والقتها على المنضده أمامهن، الصوره والورقتين دول أيه تفسيرهم، ومين البنت المقصودة بالنسب؟.

بيد مُرتجفه جذبت سحر تلك الأوراق، نحت الصوره، ثم قرأت، إعترافً من زُهير بنسب طفلة إبتهال، ذُهلت ونهضت واقفه، ثم قرأت الورقه الثالته كانت ورقة زواج عُرفي بين زُهير وإبتهال... بذهول أعطت الأوراق لـ أيمن الذى قرأها بذهول هو الآخر ثم نظر الى هويدا سائلًا:
جبتِ الأوراق دى منين ياهويدا.

نظرت له هويدا بجبروت تقول:
مش مهم جبت الاوراق دى منين، قولى مين البنت المقصوده بالنسب، الصوره دى فى نسخه تانيه منها فى هنا ألبوم الصور.

صمت أيمن غير مُصدق للحظات ثم نظر الى سحر وآسميه، نظراتهم الثلاث كانت مذهوله، تنقلت عيني هويدا بينهم تستشف منهم الحقيقه، بنفس الوقت دخل رحيم الى المطبخ يتثائب غير مُنتبه قائلًا:
ماما أنا جعان.

نظرت له هويدا بإستحقار،ثم قالت بعصبيه:
اللى أعرفه إن فى الصوره دى المفروض عمتي
"إبتهال وماتت بعد ولادتى تقريبًا بسنه وشهور،أيه اللى وصل الصوره دى لـ أسعد شُعيب،كمان الإعتراف قريبه ده ببنت إبتهال،كمان عقد الجواز العُرفي،فهموني قبل عقلي ما يشت و....

قاطعها أيمن قائلًا:
عقلك يشت ليه ده موضوع ميخصكيش ميفرقش مع حد.

إستهزات هويدا بضحكة سخريه ملوعه لقلبها وعقلها:
أيه اللى ميخصنيش بالظبط،الصوره اللى مكتوب فى ضهرها أنا وبنتك يا"زُهير"
الشبه الكبير اللى بيني وبين إبتهال...نسخه طبق الأصل تقريبًا رغم إنها صحيح أختك من الام بس بتشبه أبوها،او بمعنى أصح أبوها اللى من عيله شُعيب، طبعًا دى صُدف مش مستحيله، كُره تيتا ليا طول عُمرها تقول سهيله أول أحفادي، صحيح ماما كانت جابت طفل بس إتوفي قبل ماتشوفه، قولى يا بابا حقيقة الصوره دى، وكمان الاعتراف وورقة الجواز العُرفي، سبق وقولتوا لينا ان عمتي ماتت قبل ما تتجوز، طب والعقد العُرفي ده، كمان إعتراف ببنوة بنتها، أيه الحقيقه قولولى، عقلي هيشيت مني خلاص.

تحدثت آسميه:
انا مش بكرهك يا هويدا، أنا بكره أطباعك السيئه وزى وسحر بدعي ليكِ بالهداية، وليه عقلك يشت، وضحي قصدك أيه عايزه توصلي لأيه، هدفك أيه عاوزه تنكري إن سحر وأيمن هما ابوكِ وامك، نفسك تتلزقي لعيلة شُعيب، مش إتجوزتي أسعد خلاص.

نظرت هويدا لـ آسميه بغضب قائله بإستهجان:
انا بكلم بابا وماما ليه إنتِ بتردي بدالهم، قولولى ايه الحقيقه وأيه الكذب.

رد أيمن:
الحقيقه إنك بنتنا يا هويدا، حتى لو...

قاطعته هويدا بإستعجال ودموع تترغرغ بعينيها سائله برجاء أن يكون هذا كذب:
لو أيه يا بابا، قول الحقيقه، أنا البنت اللى فى الصورة دى...أرجوك قول الحقيقه وإنى مش بنت إبتهال وزُهير شُعيب.

صمت الجميع حتى رحيم لا يبدوا مصدومً من قول هويدا، بل مصدومً من رجائها أن يكون هذا كذب، لم يتوقع ذلك منها كان لديه يقين أنه لو علمت ستُرحب بالأمر بل ستسعد كثيرًا
كذالك سحر التى سالت دموع عينيها وإقتربت من هويدا وضمتها قائله:
إنتِ بنتِ اللى بدعى ليها بالهدايه.

سالت دموع هويدا، قائله بلوعه:
أنا كذبه ياماما...
أنا...

-إنتِ بنتِ اللى ضمتها لحضني وأنا فى لحظة آسى كنت إنتِ الدوا اللى رجع النبض لقلبي.

سكتت هويدا تضم هويد تسيل دموعها تعلم أنها تحاول الا تجعلها تشعر بالدُونيه...
إقترب أيمن هو الآخر وضع يدهُ يُربت على كتف هويدا،عادت للخلف تنظر لهما بداخلها تشعُر بآسى وبؤس من ذاك الذى تبرأ منها ولم يُعطيها هى وأمها حقهما،لم تكن تريد ماله،لأول مره تعلم أن السعادة ليست بالمال والجاه التى كانت تبحث عنهما دائمًا،مجرد إعتراف علني بها ربما كان لها أفضل،حكايه قديمه لا تعرفها،لكن وصمه لها،طفله لا تعلم من أين منبتها،لما لم يتزوج بوالدتها أمام الناس ويعترف بها علانيه فقط اعطهما كنيتهُ...
لما وماذا حدث ولما بقي الأمر سرًا،اسئله تعلم أن إجابتها لن تجعلها تشعر بالراحه لكن
الأهم الآن هو لما أخفى أسعد هذه الأوراق،إبتعدت هويدا عن سحر وادارات وجهها تقابلت عينيها مع رحيم ثواني ثم غادرت بصمت يزداد بقلبها آسى وإحتقار لكُل عائلة "شُعيب" لم تهتم بنداء سحر ولا أيمن الذى لحقها حتى خرجت من باب المنزل، كانت تهرول مثل الشارد سريعًا صعدت الى تلك السياره التى كانت تنتظرها أمام المنزل، سريعًا أمرن السائق أن يسير بأقصى سرعه ممكنه، تاركه خلفها غُبارًا طرف عيني أيمن. ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
تبسم أسعد على مُزاح بيجاد... كذالك آيسر الذى قال:
خُد بالك آصف زمان جاي، وهو بيضايق من هزارك ده.

نهض بيجاد قائلًا:
بص يا عمي أسعد انا مش عارف إنت إزاي متحمل غلاسة آصف، إيده سابقه تفكيره... أنا بقول زيارة المريض لازم تكون خفيفه.

تبسم آيسر قائلًا:
أكيد طبعًا كانت غلطة إني رديت على إتصالك، وقولتلك إن بابا فى المستشفى.

ضحك بيجاد قائلًا:
تصدق إنى غلطان قولت إنى فى القاهرة جاي مؤتمر فى جامعة القاهره قولت أتقابل معاك... من زمان متقبلناش ولا غلسنا على آصف إحنا الإتنين.

ضحك أسعد بخفوت قائلًا:
طول عُمرك سُهن وأعصابك بارده يا بيجاد...وبتستغل عصبية آصف.

ضحك آيسر كذالك بيجاد الذى وضع يديه على وجهه قائلًا:
هتقولي، آصف معندوش تفاهم ومالوش فى الهزار... عكس الواد آيسر كنا وِفق بعض فى المدرسه، آصف يعمل المُصيبه ونلبس معاه فيها ونتعاقب بسببهُ.

بنفس الوقت
فتح آصف باب الغرفه وتجنب لـ سهيله التى دخلت أولًا إستغربت وجود بيجاد بالغرفه سُرعان ما تسألت:
بيجاد إنت أيه اللى جابك هنا، إنت تعرف عمو أسعد.

نظر بيجاد الى آصف الذى دخل خلف سهيله ونظر الى بيجاد بترقُب ينتظر رده:
أيوه عمو أسعد ناسيه إنى من محافظة كفر الشيخ، كمان كنت أنا وآصف زمايل فى المدرسه العسكريه، أنا كنت المُخ وهو العضلات.

-نعم!
قالتها سهيله بعدم فهم، تبسم بيجاد على ملامح آصف التى تبدلت من ترقُب الى غيظ وقال:
قصدى يعنى كنا أصدقاء من بعيد لبعيد، أنا كنت بستخدم مخي وآصف كان بتعصب ويضرب زمايلنا ونتعاقب سوا، مع إنى مكنتش بغلط أساسًا بس هو رفيق السوء كده دايمًا مبجيش من وراه غير المصايب.

تبسمت سهيله، بينما إغتاظ آصف قائلًا بإستجهان:
مش الدكتور مانع الزيارات على بابا... مين اللى سمح للـ .

صمت آصف للحظات وكز على أسنانه عاود بإستهزاء مُبطن:
الدكتور.... بيجاد.

تبسم كل من آيسر وبيجاد، الذى مد يده لمُصافحة سهيله،لكن شعر بيد آصف تضغط على كفه بقوه حتى أنه سمع صوت طرقعة أصابعه كذالك آيسر الذى ضحك،بينما تآلم بيجاد وسحب يده بصعوبه من يد آصف قائلًا:
على فكره سهيله كنت عاوز....

سهيله!
إسمها دكتورة سهيله.
هكذا قاطعه آصف بنظرات ناريه،بينما إستمر بيجاد بيغظه قائلًا:
على فكره سهيله كانت تلميذتي،ومفيش أستاذ بينادي تلميذه بلقب سابق.

برقت عين آصف غيظًا بينما تبسمت سهيله وهى تشعر بغِيرة آصف من بيجاد،لكن ذهبت نحو فراش أسعد سائله:
حمدالله على سلامتك يا عمى... طنط شُكران كانت عاوزه تجي لحضرتك بصعوبه أقنعناها إنها تأجل الزيارة لبكره.

تنهد أسعد آسف وتبسم بخفوت قائلًا:
ده الأفضل عشان صحتها... ومُتشكر ليكِ.

تبسمت سهيله قائله:
أنا معملتش حاجه أستاهل عليها الشُكر وإن شاء الله،تقوم بالسلامه.

لاحظت سهيله همس بين بيجاد وآصف كذالك آيسر، تذكرت أنه سبق أن تقابل آصف وبيجاد وكل منهم إدعي عدم معرفة الآخر، لم يدخل أى شك لرأسها فربما كما رأت قبل قليل هم أصدقاء وبينهم مُزاح جاف.

إبتسم آصف حين لاحظ نظر سهيله له،وتبسم لها حين رأى الفضول بعينيها،لكن بيجاد نظر لها قائلًا برجاء:
بصى يا سهيله...
قصدي يا دكتورة سهيله
أنا بيني وبين سكرتيرة آصف إستلطاف وبقوله فاتحها أنى عاوز أتجوزها وهو مش عاوز يوفق راسين فى الحلال.

-راسين فى الحلال..
دى ألفاظ دكتور محترم،سبق وقولتلك منك ليها...بس نصيحه بلاش تحرج نفسك لأنى شايف إنها معندهاش أى إستلطاف ناحيتك،بالعكس دى بتستغلسك،بس مُحبرة تضحك فى وشك ذوقيًا يعني.

ضحكت سهيله قائله:
وليه مش يجرب وأكيد فى أمل، وأعتقد مساعدة آصف مش هتنفعك لازم تجازف بنفسك وتقدم لها عرض الجواز يا دكتور.

أومأ بيجاد مُبتسمً بتوافق...إغتاظ آصف لتلك البسمه،وتوجه ناحية سهيله قائلًا:
مش يلا بينا، إطمنا على بابا، هو تقريبًا نام بسبب المُسكنات
وكمان كفايه كده عشان نلحق نوصل قبل الضلمه.

واقفت سهيله وذهبت مع آصف نحو باب الغرفه خرجا سويًا،لكن الغيظ مُتملك من آصف من بيجاد...توقف قائلًا:
نسيت أقول لـ آيسر يبقى يطمن ماما،ثواني وراجع... إسبقيني إنتِ للجراچ بتاع المستشفى.

ذهبت سهيله بينما آصف فتح باب غرفة والده دون إستئذان تفاجئ بـ بيجاد أمامه يبتسم إبتسامته السخيفه فى نظره قبل أن يتحدث كان آصف يلكمه بقوه قائلًا:
أهو بعد البوكس ده لو روحت للسكرتيره يمكن ترآف بيك وتثبت لها إنك دكتور مجانين مُهزأ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بالمشفى
دخل آيسر يحمل صنيه عليها كوبان من القهوه قائلًا:
بابا لسه نايم.

تنهدت له يارا بآسى قائله:
كان صحي ورجع نام تانى، الدكتور قال إن المسكنات مش مخلياه حاسس بالآلم وهي اللى بتنيمه.

تبسم آيسر قائلًا:
أنا جبتلك قهوه معايا طالما بابا نايم تعالى نقعد عالكنبه ندردش سوا.

تبسمت له يارا بموافقه وذهبت تجلس جواره على آريكه بالغرفه بعيده قليلًا عن فراش أسعد، تحدثا بود أخوي ليس غريب عليهم، يارا قريبه من شُكران وأخويها...
بعد وقت قليل سمعا صوت طرق على باب الغرفه، نهض آيسر قائلًا:
يمكن الممرضه... فتح آيسر الباب، سُرعان ما تبسم بترحيب قائلًا:
أهلًا يا طاهر.

طاهر!
حين سمعت الاسم خفق قلبها بشده... بينما طاهر دلف الى الغرفه قائلًا:
ألف سلامه على عمي أسعد.

خفق قلبه هو الآخر حين رأي يارا تنهض واقفه، تلاقت عينيهم كانت النظرات كفيله بلفت إنتباه آيسر، لكن تغاضي عن ذلك حين لم تتحمل يارا البقاء وتحججت قائله:
شيرويت كانت قالتلى أتصل عليها عشان أطمنها على بابا.

إستغرب آيسر قائلًا بلا إنتباه:
شيرويت كانت هنا ومشيت عشان عندها محاضره.

نظرت له يارا قائله بتبرير:
ماهي كانت قلقانه وهتصل عليها أطمنها.

خرجت يارا سريعًا،شعر طاهر بغصه يعلم أن يارا تتهرب منه...وقف قليلًا مع آيسر يتحدثان ثم إستأذن منه،كاد يخرج من المشفى لكن وقع بصره على يارا التى تجلس على أحد المقاعد بالحديقه،بلا تفكير ذهب نحو ذاك المقعد وجلس جوارها قائلًا:
هتفضلِ تهربي مني لحد أمتي يا يارا،ليه تعذبيني وتعذبي نفسك.

نظرت له يارا بذهول قائله بإستهزاء مرير:
أنا بعذبك،ليه،إنت مش كنت معجب بزميلتك فى الجامعه،إنت بنفسك إعترف لى بكده،فاكر ولا السنين نستك.

تنهد طاهر بندم قائلًا:
أنا عمري ما كنت معجب بزميله ليا أيام الدراسه،وقتها كنت مشوش بسبب اللى حصل لـ سهيله مكنش سهل عليا.

تهكمت يارا قائله:
وكان سهل عليا اللى قولته وقتها،ليه راجع وعاوز توصل الماضي تانى،عشان سهيله قبلت ترجع لـ آصف،يعني غيرك بيتحكم فى حياتك.

تنهد طاهر قائلًا:
لاء يا يارا محدش بيتحكم فى حياتى غيري ومن فضلك إفهميني،أنا أجازتي محدوده وخلاص قربت تنتهي اقل من شهر.

نهضت يارا بعناد قائله:
ترجع بالسلامه با بشمهندس.

قالت هذا ولم تنتظر هرولت من امامه يخفق قلبها لكن الغريب انها تشعر بإنشراح،بينما زفر طاهر نفسه بآسف وندم ونهض يذهب خلفها.

بنفس الوقت
بعد خروج طاهر تفاجئ آيسر بفتح باب الغرفه دون إستئذان لكن قبل أن يتحدث دلفت هويدا بغضب وصفعت الباب خلفها بقوه أصدر صوتً عاليًا جعل أسعد يفتح عينيه،نظر الى هويدا ظن أنها آتيه من أجل واجبها كزوجه له لكن تفاجئ حين قالت له بإستهجان:
كويس إنك لسه عايش مموتش،رغم إني كنت أفضل موتك،بس ربنا هو اللى أراد يكشفك.

إستغرب أسعد كذالك آيسر الذى قال:
مدام هويدا....

قاطعته هويدا بإستهجان قائله:
كنت مفكره إن مفيش أخبث مني،بس إنتِ فوقتني بمراحل،إزاي ضميرك قدر يتحمل كل الظلم اللى ظلمته ليا.

لم يفهم اسعد حديثها،لكن هويدا أقتربت منه ووضعت امامه تلك الاوراق،وقالت بتجهم تشعر بمرارة:
حقيقتي،أيوه انا البنت اللى فى الصوره مع عمتها،لاء قصدي مامتها،انا البنت اللى أعترف بيها إبن عمك على آخر عُمره يمكن كان عاوز يبرأ ذمته قدام ربنا وفكر بكده بيرد لـ امى كرامتها،بس إنت خفيت الاعتراف وورقة الجواز العرفى طبعًا طمع فى قلبك،رغم كُل اللى عندك ده محبتش حد يشاركك فيه،بس تعرف يا أسعد أنت غبي،كان لازم تتخلص من الاعتراف وورقة الجواز العرفي،مكنش لازم تحتفظ بيهم،عشان ميقعوش فى ايد الشخص الغلط،او بالاصح صاحبة الحق،مجهولة النسب،او بنت الحرام،بس أنا مش بنت حرام يا أسعد
انا بنت "أيمن الدسوقي"
فاكر اول مره اتقابلنا سألتني اسمي أيه وقولتلك إسمي بالكامل ملامحك وقتها إتغيرت،مفهمتش وقتها قولت يمكن ميعرفش إن عمتي تبقى من عيلة "شُعيب"
العيله اللى إتبرت مني أنا وهى...

توقفت هويدا تلتقط نفسها ثم عاودت الحديث قائله بإستهزاء مرير:
أنا اللى كنت مفكره أنى بتلاعب بيك طلعت غبيه وانت اللى بتلعب بيا وعارف إن ليا حق عندك يا أسعد،طلعت مخادع كبير وانا الساذجه،كنت أستاذ فى التمثيل بس ده مش جديد عليك انا اللى كنت مفكره نفسى ذكيه،بس سيادة النائب لعبته السياسه والخداع،تعرف يا أسعد أنا كنت بكذب دايمًا وبحاول اتجمل قدامك عكس حقيقة شخصيتي الوصوليه،كان كل هدفى هو
إسم ونفوذ واموال أسعد شُعيب،اللى طلع ليا فيها نصيب وهو اللى مسيطر عليه،او بالاصح إستحل حق غيره وطمع فيه،تعرف إنى بتمنالك الموت...لاء الموت هيريحك بتمني يطلع توقع الدكتور صح،وإنك تكمل الباقى من حياتك مشلول وتشوف العطف والشفقه من كل اللى حواليك،بس انا عمري ما هشفق عليك لأنى بكرهك يا أسعد.

شعرت هويدا ببعض الإرتياح حين قالت هذا،ورات إستنفار أسعد الذى ئن بآلم وحاول ان ينهض لكن إزداد شعور الآلم والعجز،إقترب منه آيسر سريعًا وكاد ينظر الى هويدا،لكن هى ضحكت بتشفى وغادرت الغرفه تصفع خلفها الباب مره أخري...ذهبت نحو مصعد المشفى الكهربائى وقفت تنتظر المصعد،بنفس الوقت جاء طاهر خلف يارا
لكن يارا سبقت ودخلت الى الغرفه بينما رأي طاهر هويدا تتوجه نحو المصعد ذهب نحوها وحين إقترب منها قام بالنداء عليها،نظرت له لكن لم تهتم وتقدمت الى الامام ظنًا منها أن المصعد قد وصل،فتحت الباب وتقدمت بإحد قدميها،سُرعان ما صرخت وهى تشعُر بهاويه،بينما هرول طاهر نحوها ينطق إسمها بفزع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إستطاع آصف إلهاء سهيله معه بالحديث طوال الطريق الى أن توقف بالسياره،قائلًا:
وصلنا.

نظرت سهيله من شباك السياره الى الطريق لم تستطيع معرفة المكان الا حين ترجل آصف من السياره وهى خلفه، وجدت نفسها أمام ذاك الممشي علمت المكان بسهوله قائله:
إحنا هنروح البُحيره، إبتسم آصف قائلًا:
أيوا المكان اللى كان دايمًا بيضمنا.

خفق قلب سهيله قائله:
خلينا نروح مكان تاني يا آصف.

تبسم آصف وإقترب منها وامسك يدها جذبها للسير معه قائلًا:
خلاص يا سهيله الخوف إنتهي خلينا نبدأ من المكان اللى شهد على قصتنا من أولها.

بصعوبه وافقت سهيله وصعدت الى ذاك القارب، الذى سار يقطع مياة البُحيره... جلست سهيله على اريكه قريبه من سياج القارب، ومعها ذاك العيش الذى بدأت تُطعه قطعًا صغيره وتُلقيها على مياه البحيره تبتسم وهى ترا تلك الطيور تلتقط تلك القطع، جلس جوارها آصف يضمها لصدره، لم ترهب منه بل تبسمت له، جلس مثلها يُقطع العيش ويُلقيه فى المياه يستنشق هواء الربيع المُنسم بنسمه بارده ضم سهيله لحضنه شعر بالدفئ كذالك هى، لكن قطع الإنسجام بينهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه ونظر الى شاشة الهاتف، ثم نظر لـ سهيله قائلًا:
ده آيسر أكيد عاوز يسخف أنا مش هرد عليه.

نهته سهيله قائله:
لاء رُد عليه ناسى إن باباك فى المستشفى.

وافق آصف وقام بالرد لكن طلب آيسر منه الحديث بعيدًا عن سهيله.. شعر بأن هنالك خطبً ما، نهض بعيدً عن سهيله قائلًا:
هكلم آيسر وأجيب عيش عشان الطيور الموجود خلص.

تبسمت له...
بينما لم يغيب آصف كثيًرا وعاد لكن تفاجئ بـ سهيله التى تضجع برأسها على مسند رأس المقعد ويبدوا أن صفاء الطقس جعلها تغفوا،ذهب وآتى بدثار وقام بوضعه على سهيله الى أن وصلا الى البُحيره ومازالت سهيله نائمه،لم يرد إيقاظها حملها وترجل من القارب نحو تلك السياره التى كانت قريبه من الشاطئ تنتظرهما.

بعد وقت
صحوت سهيله من النوم رغم أنها مازالت تشعر بخمول، لكن حاولت نفض ذلك عنها وتمطئت بيدها فى البدايه إستغربت أنها نائمه فوق فراش، سألت نفسها:
آخر حاجه فكراها إنى كنت فى قاعده فى المركب،برمي فتافيت العيش للطيور فوق ماية البُحيرة، يظهر نمت من غير ما أحس، بس إزاى وصلت لهنا، وفين آصف.

فجأة تذكرت جزءً من ما حدث هنا فى المره السابقه
إرتجف قلبها عليه وخشيت أن يكون سوء أصابه.

سريعًا أزاحت الدثار عنها ونهضت
لم تدرى أنها بمنامه نسائيه صيفيه ولا أنها دون وشاح فوق رأسها، خرجت من الغرفه كان المنزل يسودهُ الضوء، شعرت بالراحه قليلًا
توجهت نحو دَرج المنزل الداخلى وبدأت فى النزول الى أن وصلت الى الدرجه قبل النهائيه توقفت بخضه حين فجأة وجدت آصف أمامها مباشرةً ،إرتخى جسدها لكن وقوف آصف أمامها منعها من السقوط أصبح مُستقر جسدها بحُضنهُ وهى غير واعيه للحظات حتى شعرت بيديه تحتض ظهرها، لم تشعر بالرهبه من قُربه منها كما بالسابق ، تنهدت براحه سائله:
آصف إنت كنت فين؟.

شعر آصف بتنهيدها على عُنقه، انفاسها كآنها نسيم ربيعي دافئ، ضمها بيديه وأجابها ببساطه:
روحت السوبر ماركت إشتريت شوية مُعلبات البيت مكنش فيه أى حاجه تتاكل.

وعت على حالها، شعرت بخجل ورفعت وجهها تنظر لـ وجه آصف بحياء وسألته:
أنا وصلت لهنا إزاى آخر حاجه فكراها إننا كنا عالمركب.

إبتسم آصف وإنحنى يحمل جسدها بين يديه بتلقائيه قائلًا:
يظهر هوا البُحيره سطلك ونمتِ، ولما وصلنا محستيش وأنا شيلتك زى كده بالظبط.

للحظه شعرت بخضه ورجفه فى جسدها، لكن حاولت أن تُسيطر على ذلك الرُهاب من إقتراب آصف منها، أو ربما بالحقيقه هدأ هذا الرُهاب،بل ربما زال نهائيًا ، لم تُعطى ردة فعل، الأ حين بدأ يصعد بها الدرج، لا تعلم لم ظلت صامته تنظر له فقط
تواصل بين الأعُين سيطر عليهما وهو يصعد بها الى أن وصلا الى غرفة النوم، إقترب من الفراش وضع جسدها عليه رغم أنه مازال يآسر جسدها بين يديه،لكن إنزاحت نظرة عينيه عن عينياها وتمركزت على شفاها
اللتان ضمتهما، للحظه تشوق لتذوقهما لكن بداخله يخشى أن يفعل ما يُريد وترفضه أو ترهبه كما كان قبل أقل من شهر، لكن تملك الشوق منه
إنحنى برأسه ولثم طرف شفاها بقُبله ناعمه، إزدات بشوق حين إستكانت للحظه حقًا لم ترفضه أو تُظهر الرهبه، جعله هذا يتعمق بقُبلته ويضم كامل شفاها بقُبله تزداد إشتياق وهى تشعر بعدم الرهبه منه، لم تُعطى ردة فعل الإ حين ترك شِفاها، لكن مازالت تشعر بأنفاسهُ قريبه من شفاها، رفعت عينيها تنظر لعيناه سُرعان ما أخفضتهما بحياء تضم شفاها، للحظه تملك منه اليأس، لكن حركة يدها التى وضعتها فوق معصم يده جعلته يترك النظر لعينيها ونظر الى يدها الموضوعه حول مِعصمه كآنها تتمسك به، عاد بنظره لوجهها رأى بسمه على وجهها، تبسم لها بتلقائيه
عاد يشعر بالشوق لشفاها
لكن هذه المره بداخله شعور يؤكد له أنها لن ترفض مشاعره،او تتحجج بأي شئ، بالفعل إنحنى وقبلها، لكن تفاجئ حين شعر بيدها فوق عُنقه، لم تكُن تدفعه للإبتعاد عنها كذالك لم تكن تضمه، فقط وضعتها بإراده منها، رفع وجهه عن شفاها ونظر لوجهها بالكامل، تبسم حين أخفضت وجهها بحياء
بينما هى تشعر كآن بجسدها مغناطيس تود إنجذاب آصف لها
لم تتمنع ولا تُظهر الرهبه
فقط أرادت خوض تلك المشاعر معه دون أن تدع تلك الليله تتحكم بعقلها، ودت نسيان تلك الليله
بليله أخرى، ربما تنتهى تلك الرهبه نهائيًا
رسمت بسمه ولمعت عينيها وهى تنظر بحياء لآصف الذى مثل التائه بين أمواج التردُد فى الإنجراف بتلك المشاعر المُسيطره عليه يود أن يغرق وهو هائمً بها
إستسلم لرغبته الذى قاومها ولم يتغلب عليها حتى إن رفضته سهيله يكفى أن ينال بضع قُبلات
بالفعل هبط بجسده فوق جسدها يضم شفاها بين شِفاه يُقبلها بوله وشغف
تفاجئ حين شعر بقبول سهيله لتلك القُبلات، لكن للحظه كاد يشعر بيآس حين رفعت إحدى يديها وضعتها على كتفه، ظن أنها تدفعه كى ينهض عنها، لكن ارادة المزيد من القُبلات لديه جعلته لا يستسلم وخلل صوابع يدهُ بين أصابعها
شعر بإنقباض أصابعها مع أصابعه شعر بنتاغُمها معه، توغل بلمساته وهمساته، يدفس وجهه بحنايا عُنقها ينتشى من عبقها للحظات قبل أن يرفع رأسه وينظر لعينيها التى كانت تُغمضهما للحظه قبل أن تفتحهما وتتلاقى أعينهم، بتلقائيه تبسمت له، رفع يده وأزاح تلك الخُصله عن جبيبها، وهمس بعشق:
أنا بعشقك يا سهيله
عشقك ساكن فيا مع روحي مستحيل ينتهي أو حتى يقل غير بطلوع روحى من جسمي.

نظرة عين سهيله لم تكُن متفاجئه إعترف مرات كثيره بحبه لها حتى تلك الليله اللعينه إعترف أنه يعشقها
تلك الليله التى إنهزم فيها قلب الإثنين...

لاحظ آصف صمت سهيله ونظرة عينيها التى للحظه تبدلت
تسرع وعاود يُقبلها لا يود أن تنتهى هذه اللحظات الصافيه
نحت سهيله التفكير بتلك الليله وعاودت الإنسجام مع قُبلات ولمسات آصف، بداخلها توهان
له أكثر من تفسير لديها
ربما ما تشعر به هو لخبطة هرمونات جسديه لديها بسبب "الحمل"
أو ربما إستسلامها من قلبها الذى مازال يكن لـ آصف بمكانه خاصه

حسم القلب التوهان، أيً كان السبب
لتستمتع بصفو تلك اللحظات... تقبلت غرامه وهيامه همساته ولمساته الحنونه عكس تلك الليله

إستسلم الإثنان لتلك اللحظات بداخل كل منهما يود الخروج من شرنقة بؤس تلك الليله اللعينه
العشق تحكم بهم يغزوا العقل والقلب معًا
إندمجت أوردتهم ببعض كل منهم يشعر أنه للآخر...
"عاشق ومعشوق"

يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close