اخر الروايات

رواية تأخر وقت العشق الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة طه

رواية تأخر وقت العشق الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة طه 

اذكروا الله

________________

مِن الْمُغَفَّلِ الَّذِي وُضِعَ وَقْت للعشق فَلَا يَخْضَع إلَيّ قَوَانِين السَّاعَة الْمُتَعَارَف عَلَيْهَا

حَدَّثَنِي الْكَثِير عَنْ هَوِيِّهِ الرَّجُلِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ تَتَزَوَّجَ بِهِ الْمَرْأَةُ وعَنْ صِفَاتِ يَجِبُ أَنْ تتوافر بِهِ وَلَكِنّي أَرَدْتُ شَخْصٌ أَشْعَر بِالْأَمَان مَعَه لِيَكُن أَهْلِي عِنْد غِيَابُهُم

لَيْس الزَّوَاج مُجَرَّد حَفْلِ زِفَافٍ يَا أعزائي ترتدي فِيه الْعَرُوس الْأَبْيَض لِتَكُون سَبَبٌ فِي بَهْجَةِ عائلتها فَقَط ولتتخلص مِنْ حَدِيثِ النَّاسِ

بَلْ هُوَ الزَّوَاجَ مِنْ رَجُلٍ يَخَافُ اللَّهَ، ويدللها كَأَبِيهَا وَيَعْلَم قِيمَتُهَا الَّتِي لَا تُقَاسُ بِالْمَكَانِ الَّذِي سَيُقام بِه حَفْل الزِّفَاف أَو مَهْرِهَا

أَسْفَة مقاييسي تَخْتَلِف عَنْكُم

______________

بعد انتهاء حفل الزفاف وانتهت تلك الهمسات والكلمات التي أخذ البعض من كان يحضر ويري حوار رحمة ووالدتها وأية ذهب بعض الأقارب لإيصال العروس الي بيتها وذهبت رحمة الي البيت مباشرة مع عمها وابنه

في شقة عائلة رحمة

كان عمها يحتسي قهوته وبجانبه يجلس عمرو يعبث في هاتفه بملل بينما ذهب أحمد لإيصال خالته وزوجها ومنار ووالدته

كانت رحمة تجول في أطراف الشقة تذهب وتأتي لا تجلس لدقيقة عقلها سوف يتوقف عن العمل، كانت تريد أن تعود والدتها ولتعاتبها وتفعل ما تريد ولكنها اختارت الذهاب

أردف عمها قائلا بعد أن أخذ رشفة من فنجانه

-ما تقعدي يا بنتي واهدي

أردفت رحمة قائلة بغضب شديد وبنبرة حانقة

- اهدي ازاي بس

يعني ايه هتبات عند خالتو

أردف عمرو قائلا بعد ان وضع هاتفه علي الطاولة

- متقعديش تتكلمي بقا

هي هتريح اعصابها اتنرفزت بما فيه الكفاية ومرات اخوكي فضلت تتكلم وتعمل حوارات، ولو كانت رجعت هتتخانق معاكي ده انسب حل

أردفت قائلة بانزعاج فهي فعلت ذلك حتي تريح رأسها من تلك للأحاديث

- الموضوع مكنش مستاهل كل ده يعني

أردف عمها قائلا بسخرية وعتاب

- فعلا مكنش مستاهل امك دي مفترية

انتِ هبلة وله شكلك كده ؟؟ انتِ بالنسبالك كانت عادية تقدري تقوليلي مثلا أحمد لو كان سمع كده اول واحد من غير مش هيسال ايه أساس الموضوع انتِ عارفة اخوكي لما بتهرب منه احمدي ربنا ان امك اللي سمعت

ثم أكمل بنبرة متسائلة

-هي مين البنت دي ؟

أردفت رحمة بلا مبالاة بهويتها الحقيقية حتي انها تناست في تلك اللحظة كل شيء ولم تهتم من أين يعرف شقيقها ذلك الرجل التي كانت تحكي عنه ايه فلم يكن بوسعها أن تفكر في شيء غير والدتها

- معرفش بيقولوا انها مرات صاحب احمد وله اخته يعني انا ركزت

______________________

بعد مرور يومين تقريبا

كانت رحمة وشقيقها احمد يتناولوا الإفطار وبالطبع لم يكن لأحد شهية فترفض والده رحمة الرجوع

كان احمد قد جهز حقيبة سفره فهو ذاهب الي الاسكندرية في مأمورية ما تبع عمله فكان يخبر شقيقته فلم يكن أحد يعلم من قبل

رحمة أردفت بتساؤل بعد أن تركت الخبز الذي كان في يديها

- وهتقعد كام يوم

احمد أردف قائلا وهو يتناول طعامه علي عجاله

-ممكن اسبوع او ٥ ايام يعني هيحاولوا يطلعوا عيني قبل اجازة الفرح وشهر العسل

رحمة أردفت قائلة وهي تلوي شفتيها بتهكم

- طب حتي كنت روحت معايا عند خالتك

علشان امك ترجع بدل ما اروح لوحدي، مش عارفة ليه هي بتعمل كده دي اول مرة تبات برا داخلين علي ٣ ايام ولما روحتلها اول امبارح مش عايزة تكلمني وحلفت مش هترجع

تنهدت رحمة ثم استكملت حديثها قائلة

- ياما حصلت بلاوي وعمرها ما سابت البيت

احمد تنهد تنهيدة مطولة بسبب انزعاجه مما فعلته شقيقته وحاول ان يتحدث بنبرة هادئة

- مش هترتاح في مكان غير بيتها حتي لو شالوها من علي الارض شيل اكيد هتيجي

هي بتريح دماغها منك مش احسن ما تعلي ضغطها

رحمة نهضت من علي السفرة وكانت تحمل الأطباق الفارغة

- كأني عامله مصيبة كل يوم كلام انا كنت بريح دماغي
وبعدين اساسا مش انتَ السبب في اللي انا فيه ومين صاحبك ده اللي اخته كانت في الفرح ده

احمد أردف قائلا بغضب

- يا سبحان الله انا اللي قولتلك اكدبي وحوري علي الناس وقولي انا السبب

انا قابلت ناس قد كده امبارح وتقريبا كنت عازم صحابي كلهم كانه فرحي فاكيد مش هفتكر مين بالظبط اللي جايب معاه اخته في اصحابي كتير كانوا جايبين اهلهم

رحمة أردفت بغضب وهي مازال عقلها يتوقف عن العمل ولم تربط اي شيء ببعضه فلا يشغلها اكثر من غياب والدتها وبعض المهام التي وقعت علي عاتقها في العمل

- طب الزفته العربية هتتجاب امته انا مش هقدر اقعد اسبوع كمان راحه جاية في المواصلات

- من يوم الفرح او قبله وهي خلصانه بس انا من قبل الفرح وانا الشيفت بتاعي بليل برجع بيكونوا لسه مفتحوش وانا رايح الشغل بيكونوا قفلوا

أردفت رحمة بغيظ رغم انها لم تعلم هوية ذلك المهندس ويسيطر عليها الغباء

- يارب صبرني

انا عايزة افهم ليه تخليه يصلحها انا عندي تامين وغير كده هصلحها علي حسابي ليه تخليه يتنيل ياخدها

- ايه المشكلة هو اتحايل عليا وراجل في قمة الذوق ولو علي العربية هبعتلك اللوكيشن بتاع المكان وخلي عمرو
يروح يجبها منه

رحمة أردفت بضيق من غياب والدتها فتشعر ان الحياة كلها سوداء في غيابها ولا تعلم كيف ترضيها

-طب وامك

-لما تعرف اني مسافر بكرا مش هترضي انها تسيبك لوحدك

___________________

في اليوم التالي

بعد العصر تقريبًا

كانت رحمة تجلس في الشركة التي تعمل بها مع صديقتها ( امينة ) واتصل بها أخيها أخبرها بأن تذهب وتأخد سيارتها او ترسل عمرو

جاءت امينة وأردفت قائلة بمكر وهي تضع بعض الأوراق علي المكتب وهي تراها شاردة تمامًا

- ايه يا مدام رحمة ماما رجعت البيت ؟

أردفت رحمة قائلة بغيظ منها

- اخر حاجة نقصاني تريقتك انتِ كمان متخلنيش انفجر فيكي أحسن بلاش تيجي فيكي

أردفت أمينة قائلة بتفهم

- مدام مش نقصاني يبقي مرجعتش

هزت رأسها لتخبرها بتلك الحركة انها مازالت عند أختها وأردفت قائلة بنبرة واثقة بعض الشيء

فهي تثق بأن ليس هناك اطيب من والدتها وبالتأكيد لن تهون عليها تركها بمفردها

- هروحلها بعد الشغل هي مش هيهون عليه افضل لوحدي هي زعلت مني

أردفت امينة قائلة بعدم فهم

- اومال في حاجة تانية يعني ؟؟

- عايزة اروح أخذ العربية

- طب ما تروحي ما بقالك فترة عماله تشتكي مش فاهمة ايه المشكلة

- مكسلة وعمرو مش فاضي وأحمد مسافر

لازم اروح بقالها فترة خلصانة، طب بصي انا همشي دلوقتي كده كده مفيش حاجة ولو في حاجة رني عليا وانا هجبها واجي

- ماشي

______________

في بيت شقيقة خديجة ( والده منار )

منار كانت تجلس بجانب خالتها اثناء تجهيز والدتها للغداء في المطبخ اما والدها كان في العمل، أردفت منار قائلة بعد محاولات عديدة وهي تحاول أن تلين رأس خديجة فهي لم تكن يومًا بتلك القسوة او عنيدة بهذا الشكل

- يا خالتو صدقيني رحمة مكنش قصدها حاجة

خديجة عقدت ساعديها وأردفت بمشاعر عجيبة تعلم ان ابنتها لم تقصد ولكن كان الموقف يغضبها وبشدة ليس قلة ثقة بابنتها تربية يدها

ولكن حديث الجميع وغضب شقيقها الأكبر من كلمات زوجته الماكرة مما جعلها تلقي ابشع الكلمات علي الجميع وحتي لم تذهب معهم في الزفة من كثرة غضبها من الممكن ان رحمة لم تقصد شيء ولكن الأهم هو النتيجة، أردفت قائلة بتذمر

- رحمة اتجننت فالحة اربعة وعشرين ساعة لما موافقش علي حاجة تقولي انا كبيرة وتصرفاتها مش تصرفات واحدة عاقلة

الكبير كبير بتصرفاته مش بسنة

منار أردفت قائلة وهي تحاول ان تلتمس لها العذر

- انتِ عارفة انها مش بتحب ان حد يفضل يتكلم معاها في الموضوع ده

لكن رحمة غلبانة ومفيش اطيب منها زيك بالظبط وبتحبك ومكنش قصدها ان يحصل كده

خديجة أردفت بغضب

- قصدها وله مش قصدها متفكرنيش انا كل ما بفتكر اليوم ده دمي بيفور

منار أردفت بنبرة هادئة

- هتيجي تصالحك تاني

مش هي اللي تخاصميها من عيالك

كله الا رحمة مفيش اطيب من قلبها ولا في روحها هي دماغها لاسعة حبتينن

أردفت خديجة قائلة

- انتِ هتشكري في بنتي علي أساس اني مش عارفاها واضح أن بنات العيلة كلها لاسعة ما انا عارفة اني بنتي طيبة وغلبانة بس انا زعلانة

___________________

كانت رحمة في الطريق

وتجلس في التاكسي وفي طريقها الي المكان الذي قال اخيها عنه وأرسل موقعه

ولكن حاولت ان تربط بعض الاشياء ببعضها وكأنها كانت مغيبه عن الوعي

وتناست سبب كذبها علي أية حينما وجدتها تتحدث عن أخيها كثيرا وتحاول معرفة اشياء عن حياتها العاطفية

فاتصلت باحمد لتتأكد مما وصلت له التي تعلم انه حقيقة لكن من الممكن انها شكت ان اخيها يعرف هذا الرجل ولكن هل هو من صدمه عند سفرها

- احمد انتَ فاضي

.................. -

أردفت رحمة قائلة بغضب

- هو انتَ قولتلي اسم المهندس ده ايه يعني لما اروح اسال عن مين

.................. -

أعادت رحمة ما سمعته تلقائيا وهي تتأكد انه هو ذلك الشخص هو شقيق ايه الذي صدمه ربما لا تنسي اسمه لانها الي حد ما أعجبت وقتها بتلك القصة التي سمعتها من شقيقته فهو شخص مسؤول وجدير بالاهتمام

- باسل سلامة

............... -

- هو جه الفرح ؟؟

..............-

- ماشي يا احمد

................... -

حاولت رحمة قول اي شيء

- لا عادي بسأل عادي

ماشي انا قربت اوصل اهو سلام هكلمك لما انزل من التاكسي

أغلقت المكالمة مع احمد وهي تصف نفسها بالحمقاء ومستغربة من تلك الصدف العجيبة لا تصدق

كل ما حدث تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها اين كان عقلها كيف لم افهم ذلك

هبطت من التاكسي بعد دقائق
وجلست في أحد الكافيهات المتواجدة بالقرب من المكان وكانت تتحدث مع أمينة في الهاتف في بعض أمور العمل التي وثعت عليها ثم أخبرتها عن مكانها وما عرفته

- اعمل ايه انا انا اول ما قالي باسل سلامة افتكرت اسمه وافتكرت اللي حصل في الفرح بدأت دماغي تشتغل اخيرا

هو اللي خبط احمد

..................................... -

- اننا مش عايزة اروح

وعمرو افندي مبيردش اصلا هو مش موجود في الشركة صح

.............................. -

- اكيد قالتله طبعا يعني

____________________

علي طاولة أخري

كان يجلس باسل وصديقه وهو شريكة وصديق عمره منذ الجامعة يحبه باسل كشقيقة وأكثر

ومتزوج منذ سبعة سنوات ولديه طفلين

باسل كان يتحدث في الهاتف مع أحد العاملين

- لما تيجي تاخدها اتصل بيا تمام

وحينما انتهي من مكالمته مع أحد العاملين

نظر علي صديقه البأس الذي ترك العمل من أجله حينما وجده حزين ويجلس بمفرده هنا، أردف قائلا بانزعاج

- يابني مالك انطق دي تاني

- ماليش متخانق مع غادة

- ايه الجديد ما انتم علطول بتتخانقوا قوم يا مراد نرجع

- يابني حس بيا

أردف باسل قائلا بنبرة حاول إخفاء السخرية بها

- حاضر هحس بيك ايه المشكلة يا استاذ مراد

- والله ما فاكر احنا قلبنا علي بعض ليه اصلا مش لاقي سبب اصلا

أردف باسل بنبرة ساخرة فمتي تشاجر صديقه مع زوجته لسبب معين

- اهو اصل انا عارف الناس دي كويس

لما ترجع ابقي صالحها، لكن متقعدش تشربلي قهوة وخلاص

وبعدين احنا لما صدقنا لقينا واحدة تتحملك يا مراد ده انا صاحبك ومش طايقك

- طب يا سيدي شكرا كفايا، الصحاب لبعضها مش كده

ثم استكمل حديثه قائلا وهو ينظر الي ما وراء باسل

- في واحدة بتجيب سيرتك قالت باسل سلامة قاعدة ورا

- فين ده مش سامع حاجة

- طب اسكت كده خمس دقايق

--------

- اعمل ايه انا انا اول ما قالي باسل سلامة افتكرت اسمه وافتكرت اللي حصل في الفرح بدأت دماغي تشتغل اخيرا

هو اللي خبط احمد

..................................... -

- اننا مش عايزة اروح

وعمرو افندي مبيردش اصلا هو مش موجود في الشركة صح

.............................. -

- اكيد قالتله طبعا يعني

_____

- يمكن تكون هي

وبعدين انتَ متخانق مع مراتك وله بتركز في الناس بتقول ايه بعدين انا راجع علشان واضح انك فايق ولا مخنوق ولا نيلة

أرتدي باسل نظارته الشمسية

ثم أخذ هاتفه ولا شك انه قد القي نظره علي الك الفتاة الغاضبة بشدة وتتحدث في الهاتف وتحرك يديها أثناء حديثها وكأنها تتشاجر مع أحد

وذهب ليلحقه صديقه بعدها
________________

بعد مرور ساعة

كان باسل يجلس هو وصديقه في المكان الذي تعبوا واجتهدوا من أجله لبتشاركوا به واصبح له اسم في تصليح السيارات بجانب عملهم في الصبح في أحد الشركات منذ سنوات عديدة

وباقي اليوم يبقوا هنا حتي منتصف الليل تقريبًا

فأردف صديقه قائلا

- انتَ متاكد انها جاية

- معرفش اخوها قال جاية انا مالي يعني العربية فوق رأسي وقت ما تيجي تيجي بقا احنا هنشغل دماغنا ليه يمكن هي اللي هناك ومستنية حد

أردف مراد قائلا وهو يشعر عن هناك شيء يشغل عقل صديقه وربما لانه يحزن لفراق شقيقته فيعلم ان ليس هناك اسرع من الأيام وستسافر شقيقته عند عودة زوجها ربنا هو يقنعها بالذهاب

ولكن ذلك يؤلمه ان كان فراقها او فراق ابنتها الصغيرة

- مالك يا باسل في حاجة مضيقاك وله ايه ؟

- لا ابدا

- لا شكلك مش طبيعي من اول اليوم

- لا مفيش صدقني

- بتكدب عليا انا عارفك اكتر من نفسك

بس هسيبك وقت ما تعوز تحكي مش هتلاقي غير العبد لله انا

______________

دخلت رحمة وهي تضع نظارتها الشمسية بعد أن حدثت نفسها بمنتهي الشجاعة

( قومي يا رحمة يعني هيقتلوكي، هتاخدي عربيتك وتمشي انتِ خايفة من ايه )

دخلت وسألت عن باسل ليأتي باسل بعد دقائق وقد عرفها علي الفور فلابد انها تلك الفتاة التي كانت تحكي شقيقته عنها وهي التي رأها منذ ساعة استنتج انها كانت تنتظر هناك شيء

باسل " مساء الخير "

رحمة أردفت قائلة بغضب

- مساء النور انا احمد

لا يستطع كتم ضحكته فأردفت رحمة قائلة بغضب

- اقصد انا اخت أحمد آسفة اتأخرت عليكم

كان المفروض اجي من بدري بس اتعطلت في الشغل

وضع يده في جيب بنطاله وهو يتصنع انه لا يعرف أنها كانت جالسه غاضبة وهي تتحدث في الهاتف منذ أكثر من ساعة، فلابد انها غير طبيعية ابدا او بها شيء عجيب، أردفت قائلة وهي تستكمل حديثها بنبرة هادئة

- فعايزة اخد العربية مدام خلصت

باسل " خلصانة من بدري طبعا "

ثم أخبر أحد الشباب ان يأتي له بالمفتاح وذهب في اتجاة الخروج وهو يشير لها بأن تتبعي

" اتفضلي علشان هي مركونه برا "

اتبعته رحمة الي حيث تتواجد سيارتها أعطاها المفتاح وبالفعل كانت هيئتها وكأنها عادت جديدة مرة اخري

رحمة أردفت قائلة وهي تتذكر انها رأته حينما عادت من سفرها وكان يهبط من شقتهما فالان قد عمل عقلها تقريبا

" شكرا جدا لحضرتك "

باسل أردف قائلا بلا مبالاة

" علي ايه الغلطة كانت غلطتي .. الحمدلله "

رحمة أخذت المفتاح وصعدت الي سيارتها ووضعت المفتاح حتي تشغل السيارة فأردف باسل قائلا وهو يقف خارج السيارة بجانبها ناحية النافذة

- ايه كله تمام ؟؟

أردفت رحمة باستغراب وتوتر

- هو انا هعرف منين انا لحقت

أردف قائلا بتلقائية

- يعني العربية من برا مفيهاش حاجة متجرحة لسه

لما دورتيها حسيتي بحاجة مش مظبوطة

أردفت بتلقائية واحراج

- مهو انا مبفهمش في كده انا اللي اعرفه ان لو في حاجة بيظهر في المؤشرات وبعملها فحص كل شوية

أردف بنبرة ساخرة بعض الشيء فهذه هي الإجابة المعتادة التي تجيب جميع النساء التي تأتي الي هنا بها

- بتسوقي وتحطي بنزين مش أكتر يعني

- دي تريقة ؟

- لا ابدا مش تريقة

تنهدت رحمة وهي تنظر له من أسفل نظارتها الشمسية

- عموما شكرا

- العفو علي ايه

لو في اي حاجة تقدري تيجي اي وقت اديكي عرفتي المكان

- ماشي شكرا

- مفيش داعي للشكر ده كله

ذهبت رحمة بعد دقائق واستطاعت أخيرا ان تلتقط أنفاسها فكانت تشعر بالتوتر الشديد ولحسن الحظ لم يفاتحها في أي شيء قد فعلته اخته فلم يكن يجد كلمات مناسبة لقولها وشعر بالشفقة تجاه توترها فيفي انها انتظرت لما يقارب ساعتين ولم تستطع المجيء

___________

في المساء

في بيت باسل يعد ان تناول العشاء كان وسألته شقيقته اذا كان هناك شيء جديد في عمله ام لا او كيف صار اليوم وحينما قص لها مجيء رحمة بالصدفة وبتلقائيته المعروفة، أردفت أية قائلة

- بجد جت

أجاب باسل بلا مبالاة

- اه جت مهي العربية بتاعتها واخوها مسافر

أردفت اية قائلة بفضول شديد

- مكلمتهاش في حاجة

تنحنح وتصنع الجدية وأردف قائلا

- طبعا كلمتها في حاجة قولتلها احنا جايين يوم الخميس الجاي نطلب إيدك من اهلك وراحت زغرطت علطول ومراد جه زغرط معاها يا شيخة

الله يخربيت اللي يحكيلك حاجة

لوت أية شفتيها بتهكم علي سخريته منها وأردفت قائلة بمكر

- انتَ بتتريق عليا وبعدين انتَ اللي نيتك سوء وحاططها في دماغك بقا وقولت اللي جواك

- والله

حاولت أية أن تتحدث بجدية

- يعني متكلمتش في الموضوع اللي عملته

- لا هتكلم اقولها ايه !!!

- معاك رقمها

أردف قائلا بعد تنهيدة طويلة

- استغفر الله العظيم، يا بنتي هيكون معايا رقمها ليه؟؟؟

انا معيش الا رقم اخوها وخلاص هو يوم وعدي ومش هنشوفهم تاني

أردفت أية بانزعاج

-طب ما تجيبه من اخوها علشان اكلمها

اعتذر ليه انا حطتها في موقف صعب حتي لو هي اللي كدبت بس برضو

أردف باسل وهو يتصنع الجدية ويتوجه الي غرفته

- طيب بكرا هكلم اخوها اقوله

معلش يا استاذ احمد اديتي رقم اختك علشان

عايزها انا واختي في كلمتين

ربنا يهديكي ده الواحد عايز يشوف صرفة يسفرك بيها من دلوقتي

- بتموت فيا عارفة

دخل الباب وأغلق هاتفه علي امل ان يذهب في النوم فهو

ينتابه النعاس هو فقط يريد ان يتخلص من حديث شقيقته فلو ظل مستيقظًا لن تتركه لحال سبيله

ولكنها تحلف أن الأمر لم ينتهي فهي شعرت بشيء ما في شقيقها رأت شيء مختلف به

اثناء حديثه عنها


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close