رواية معدن فضة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم لولي سامي
البارت ٣٧
يقول الأسلاف دوام الحال من المحال
هل سيدرك أن لظلمه نهاية ؟
هل سيعي أن الجزاء من جنس العمل وكل ما يرد له هو من اعماله وردت اليه ؟
قال رسول الله صل الله عليه وسلم (إن لم تستحي فافعل ما شئت فكما تدين تدان ) وقد صدق رسول الله صل الله عليه وسلم عما بلغ عن رب العزة.
بعد محاولات من انوار في إقناع حسن بها وأنها الأنسب وهي من ستعوض كل خسائر الزيجة الاولى ولم يخفى على نورا نية طمعهم فكانت تعي ذلك وادعت عدم إدراكها لنواياهم حتى اطمأنوا لها تمام الاطمئنان فبدت لهم كالبلهاء التي وافقت علي الزيجة بدون اي طلبات جديدة بل وارضت إتمام الزيجة بمنقولاتها مما زاد طمعهم بها ولكن كان لها مطلب واحد فقط مقابل كل هذا التنازل والذي وافقوا عليه فور عرضها لهم مع إحساسهم أنهم حققوا مكسب عال وكان مطلبها هو أن تكتب الشقة باسمها وقد كان برغم اعتراض حسن قائلا / ازاي يا اما وافقتي على شرطها ده ازاي؟؟
انوار بابتسامة خبث كان لها رأي اخر قائلة / يا واد البت شكلها هبلة ..........
وبكلمتين حلوين تبلفها ..............
ده من قبل الجواز ووافقت على كل شروطنا................
ووافقت انها تتجوز بعفشها القديم ومنجبش ابيض ولا اسود
يبقى بعد الجواز لو قولتلها كلمتين حلوين........
وطلبت الشقة تاني مش هقولك بم ..............
ثم إن طول ما البت مقدمة السبت والأحد ............
يبقى لازم نطمنها ونحسسها أننا منبخلش عنها بحاجة ولا ايه ؟؟
حسن وقد بدأ علي مشارف الاقناع / طب ولو مرتحتش معاها ؟
ربتت انوار على قدم ابنها لتطمئنه قائلة / لو مرتحتش نزهقها لحد ما تتنازل عن الشقة........
وعفشها في بيتنا ......
وده هبلة مفيش وراها حد يعمل زي اللي قبلها ......
متخافش .
وبالفعل تم زواج حسن من نورا بعد إلحاح من انوار في الإسراع في هذه الزيجة مادام كل شئ جاهز ومتواجد ليتم الزواج بعد اسبوع واحد ليدلف حسن وبصحبته نورا شقتهم والزغاريد خلفهم معلنة عن زيجة جديدة ببدايات جديدة.
بعد انصراف اهل الطرفين اغلق حسن باب الشقة والتفت ليجد نورا توجهت مباشرة الي غرفة النوم تعجب قليلا فقد تذكر ميار عندما ثبتت مكانها بل وانتفضت فور غلقه للباب رفع حاجبيه مندهشا من جرأتها ولكنه ارجعها لأنها لم تكن زيجتها الاولى ليدلف الغرفة فيجد نورا تعطيه ظهرها قائلة فور دلوفه بنبرة ناعمة وهي تتمايل بدلال / افتحلي سوستة الفستان يابو علي .
عقد حسن حاجبيه وازداد اندهاشا كان يأمل أن يجدها خجولة وربنا خائفة نوعا ما فهو يحبذ هذه البدايات ولكنه توجه لفعل ما طلب منه.
فور فتحه للسحاب كاد أن يساعدها في خلع الفستان ولكنه وجدها قد أنزلته سريعا والتفتت تحيط عنقه بدلال قائلا / ايه يا ابو علي مالك هادي كدة يا خويا ؟؟
ايه ده دانا قولت هتشيلني .
ابتلع حسن لعابه بصعوبة وشعر باضطراب من أفعالها ولكنه ليس أمامه بد من إخفاء هذا التوتر فانحنى سريعا وحملها ثم توجه للفراش والقاها عليه بغرض ارهابها ولكنها اصدرت صرخة مصحوبة بضحكة لعوبة فازداد توتره فسحب نفسا عميقا وبدأ بخلع ملابسه تحت انظارها المنتشية ليعتليها فجاة وسط ضحكات صاخبة منها.
بعد فترة وجيزة جدا اعتدل حسن ليجفف عرقه وابتلع ريقه بينما ضحكت نورا ضحكة ساخرة وبدات بارتداء ملابسها قائلة باستهزاء / مش كنت تقول من الاول انك تعبان .
اعتدل حسن غاضبا وقال بغضب / قصدك ايه يا بت ؟
أطلقت ضحكة هازئة ثم قالت / هيكون قصدي ايه يا ابو علي !! قصدي تعبان من الفرح اكيد !
انا عارفة بختي المايل ضاعت عليا ليلة الدخلة .
ابتلع حسن لعابه وقال بتوتر ظاهر / مضاعتش ولا حاجه يا بت ....... انا بس فعلا تعبان من الفرح وانتي مصبرتيش عليا ...... احنا ننام دلوقتي والصبح هدلعك.
أطلقت ضحكة ساخرة ثم قالت/ الصبح .... نام نام يا خويا قال هدلعك قال لما نشوف .
سحبت الغطاء عليها وهي تمتم بصوت عال / هي خيبة وحلت عليا انا عارفه.... قال الصبح قال.
ادعى حسن عدم استماعه لكلماتها ليندس تحت الغطاء ويصطنع غفوته سريعا .
..........................................
واخيرا انقضت الفترة التي طلبتها ماجدة لصلاة الاستخارة لتحسم أمرها المحسوم منذ للوهلة الأولى.
ما اجمل أن تجد من يفهمك من الداخل
ولكن يترك لك قرار النهاية برغم علمه به
إلا أنه يتركك لتتخذه بنفسك.
جلست ماجدة على الفراش ممسكة بهاتفها تتصفحه وهي مبتسمة تستعيد كل المحادثات السابقة بينها وبين نضال قبل أن تبلغه بقرارها النهائي .
تذكرت بداية اتفاقهم حين ألح نضال في اتصاله بعد اليوم الذي تقدم لها به لترسل له رسالتها الاولى بهذا الحوار دونت بها / ( متحاولش تتصل كتير علشان مش هرد )
( مش هتردي ليه ؟ )
( علشان مفيش حاجه تأثر على قراري ،
انا واخدة وقت افكر فيه وعايزة افكر بدون تأثير عوامل خارجية)
ليرسل لها وجه تعبيري عن التعجب عن حالتها
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها وهي ترى أنه يكتب الان ولكنه اطال في الوقت قليلا لتتعجب لتصل رسالة منه فحواها ( اولا يا ستي انا مش بتصل علشان اثر على قرارك ،
بالعكس أنا عايزك تاخدي القرار اللي يعجبك وبراحتك خالص انا مش مستعجل.
ثانيا بقى انا لو بتصل فانا اصلا بتصل علشان اقولك اسمحيلي نكون اصحاب واطمن عليكي من وقت للتاني بعيدا عن قرارك )
كادت أن تجيب على رسالته الا أنه الحق رسالته برسالة أخرى وكأنه يعلم جيدا اي وتر يتلاعب عليه دون بها ( ثالثا بقى انا متاكد انك كبيرة كفاية بقدر يخليكي تفصلي بين حوارنا وقرارك ولا ايه؟)
ابتسمت لدهائه فكلا منهم يعلم الآخر فهو أراد أن يتلاعب على وتر الثقة بالنفس التي تتمتع هي به وبالمقابل أرادت أن تجاريه في خدعته لتوهمه أنه خدعها أو ربما أحبت وإرادت هذه الخدعة لذلك إجابته بكل بساطة بكلمة واحدة ( موافقة )
ومنذ وقت ارسال هذه الكلمة وكأنها أطلقت إشارة البدأ لمحادثات كثيرة ليلا ونهارا يسردون احداث يومهم ويتناقشون في ممارساتهم بل ويتبادلون الآراء في قرارات يومهم لتكتشف ماجدة شخصية جديدة لها لم تكن في مخليتها.
والحق يقال نضال لم يسأل عن قرارها حيال موضوع زواجهم ولكن كان يتحايل على الأمر وهي تعي ذلك بل ومستمتعة به.
ظلت تعيد قراءة محادثاتهم من البداية والإبتسامة تملئ وجهها لتتخذ قرارها وتخبره به لتدون بنهاية المحادثات رسالة من كلمة واحدة مبهمة التفاصيل لتراهن على ذكاءه ( موافقة).
لتجده يبدأ الكتابة الان ولكن لم يرسل شيئا طال انتظارها لرسالته لتجده قد أغلق التطبيق لينتابها الاندهاش وتسلل لقلبها الضيق وشعرت بالاختناق قليلا لتحاول تهدأة روحها وإيجاد بعض المبررات له فأخذت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وحدثت نفسها قائلة / يمكن جاله تليفون مهم !
بس يرد ليه على التليفون في الوقت ده ؟ خلاص حبكت !
لتقف أمام المرآه وكأنها تحدث شخص ما لتنظر لانعكاس صورتها تقول / يمكن تليفون مهم ، ولا يمكن حد جاله
ولا يمكن......
ثم نظرت لهاتفها قائلة ودموعها على وشك الانفلات منها / يمكن انا اللي اتسرعت ؟
يووووه انا شاغلة نفسي بيه ليه ؟
انا غلطانة اني قولتله كان المفروض ......
صمتت حين استمعت لطرق على باب غرفتها لتزيل دموعها سريعا وتتوجه تفتح الباب لتجد والدها يقدم لها هاتفه لتعقد جبينها سائلة / نعم يا بابا ؟
والدها بابتسامة عريضة ماددا يده بهاتفه لها / تليفون ليكي وصاحبه محلفني هو اللي يبلغك.
أمسكت ماجدة الهاتف والاندهاش يرتسم على ملامحها ودون أن تنظر لشاشته وضعته على أذنها قائلة بصوت خافت وريبة / الوووو
_ انا قولت بدل ما اقولك بلغي والدك اني جاي بكرة نقرأ الفاتحة واستني تكلميه وترجعي تبلغيني ليه اللفة ده كلها قولت أكلمه انا وابلغك انا برضه ايه رايك؟
فور صمته للحظات أزالت الهاتف من على أذنها غير مصدقة لما تستمع له لتنظر لشاشته وتتاكد أن نضال من يتحدث لتنظر لوالدها والسعادة تكاد تقفز من مقلتيها ثم وضعت الهاتف على أذنها وحركت رأسها إيجابا وهي تبتسم وكأنها فقدت النطق ليلاحظ والدها حالتها السعيدة التي افقدتها النطق فيأخذ الهاتف منها ويجيب على نضال قائلا / هي موافقة يا ابني ، بتحرك رأسها موافقة بس مكسوفة شوية.
ماشي واحنا مستنينك.
يغلق توفيق الهاتف ويفرد ذراعيه لها لتزرع نفسها بداخل احضانة ودموع الفرحة تنساب منها ليربت توفيق على ظهرها هامسا لها / مبروووك يا حبيبتي الف مبروك.
سعدت ماجدة كثيرا بمفاجأة نضال لها ثم توجهت لغرفة اختها تبلغها بكل ما تم ويبدأوا في الاستعداد لهذه المناسبة .
.....................................
جلسا كلاهما يتهامسون وكأنهم يراجعون ما اعدوه من حديث لهذا الموقف ينتظرون المقابلة المرتقبة التي سيحدد عليها كل شيء حتى تقدمت والدة غرام ويتبعها رجل عريض طويل القامة يبدو عليه الهيبة تقدم منهم ماددا ذراعه للسلام لتقدم ام غرام كلا منهم للاخر قائلة / اخويا ابراهيم اللي قولتلك عليه .
ثم أدارت دفة الحوار لتكمل وصلة التعارف قائلة / ده يزيد يا ابراهيم خطيب غرام .
ابتسم ابراهيم وشدد بالسلام قائلا / تشرفت يا يزيد ، غرام حكتلي عنك كتير وعن اخلاقك ، انا فخور انك هتكون جوز بنتي .
شعر يزيد بارتياح مع ابراهيم ليجيب على حواره قائلا/ الشرف إلى يا عمي وانا اللي سعيد بانضمامي ليكم واتمنى اكون عند حسن ظنكم.
اومأ ابراهيم برأسه لاستحسانه للحوار ثم اتجه خطوة ناحية الشمال وقبل أن تقدم ام غرام يزن له تكلم ابراهيم قائلا وهو ماددا كفه ومبتسم/ اكيد انت يزن شرفتنا يا يزن.
ثم نظر بداخل عيونه قائلا بلهجة حادة نوعا ما / غرام حكتلي عنك برضه واتمنى تخيب ظني فيك.
ابتلع يزن لعابه بصعوبة بعد أن فهم أن كل ما تعلمه غرام قد وصل بالفعل لخالها فحاول التبرير لذاته ولكنه لم يجد ما يقوله فبشبه ابتسامة اومأ برأسه ليشير ابراهيم لهم بالجلوس وبدأت الجلسة التي كانت يسيرة جدا على يزيد بعكس يزن الذي جاهد كثيرا من أجل محاولة إقناع ابراهيم في التعجل بالزواج وتقديم كافة الاعتذارات عما تم كما قدم كافة الضمانات للخال لتحسين صورته أمامه واخيرا بعد عناء وافق ابراهيم علي زواجهم معا وتم تحديد موعد الزفاف بعد شهر اي قبل موعد سفره باسبوع ولكن أراد ابراهيم معاقبة يزن أو بالأحرى أراد قياس رد فعله حيال العقاب ليقرر جلوس يزيد مع غرام قبل الرحيل وعدم جلوس يزن مع غزل ليتقبل يزن العقاب على مضض ويخرج ليجلس بصحبة ابراهيم ووالدة غرام يحاول رسم الابتسامة بينما بالداخل يستشيط غضبا بل وحاقدا على أخيه الذي تركوه ينعم مع خطيبته ولو قليلا.
ظل يجلس أمامهم يتبادلون مزيد من السلامات ثم امسك هاتفه وفتح تطبيق الرسائل يدون بها رسالة لغزل دون بها ( عاجبك اللي احنا فيه ده ، عايزة اشوفك ) ثم ضغط على زر الارسال ليستمع لصوت الرسالة يدوي بالقرب منه ليلاحظ ان ابراهيم يدخل كفه في جزلانه ويخرج هاتف ينظر بشاشته ثم ابتسمليزن الذى أدرك الموقف وقد احتقان وجهه خجلا وغضبا بينما ابراهيم ابتسم قائلا / انا نسيت اقولك أن موبايل غزل معايا أصلها تعبانة شوية ومريحه فقولت علشان محدش يزعجها اخدت الموبايل ،
ثم رفع أحدي حاجبيها ونظر له بتشفي كأنه يرسل له رسالة تحدي واردف قائلا / كنت عايزها في حاجة مهمة ؟
أغلق يزن جفونه محاولا تهداة حاله هامسا لذاته / يابن المحظوظة يا يزيد .
ثم فتح عيونه قائلا بابتسامة صفراء لا تتعدى شفاهه / لا ابدا يا عمي كنت بطمن عليها بس .
ابتسم ابراهيم ثم سأله / تشرب شاي .
_ اشرب
اجاب يزن وكأنه أدرك معنى سؤاله ليجيبه بإجابة مبطنة تعبر عن حاله .
بينما يزيد بغرفة الصالون يعيش حالة هيام ممسكا بايدي غرام ويقبلها من باطنها لتغلق غرام عيونها وتطلق تنهيدة حارة ليقول لها يزيد بصوته الرخيم الذى يأثرها / انا مبسوط جدا يا غرامي ، مكنتش متخيل أن خالك هيكون كويس كدة.
يااااه يا غرام بجد كان نفسي اقوم ابوسه من كتر فرحتي بس قولت الحاجات ده خاصة بيكي انتي .
اشتعل وجه غرام خجلا قائلة بخفوت / بس بقى يا يزيد بتكسف الله .
_ كلها شهر ومش هيكون في كسوف ما بينا خالص يا قلبي.
ثم تذكر حال أخيه فسألها قائلا / قوليلي يا غرام هو انتي قولتي لخالك على يزن ليه ؟
حركت غرام كتفيها قائلة / عادة مبنخبيش حاجه عن ماما أو خالي وعلشان كمان اخوك لازم يعرف أن ورانا رجالة ولا ايه !؟
امسك يزيد بكفها بين يديه واقترب منها ناظرا بعيونها قائلا / طبعا وراكم رجالة يا قلبي ولو خالك مش موجود انا موجود عمري ما اقبل حد يمسكوا بسوء حتى لو اخويا اتاكدي ان هجبلك حقكم طول ما ليكوا حق حتى لو هتشتكي مني ، اشتكي مني ليا واتاكدي أن عمري ما هخذلك .
انخفضت نظرها للاسفل وازداد خفقان قلبها لتقول هامسة بصوت عذب / متأكدة من كدة يا حبيبي .
فور استماعه لآخر كلماتها وكالمغيب اقترب منها حتى كاد أن يقطف اولى قبلتها لولا صوت يزن الذي كان كبوق التحذير فانتفض كلا من يزيد وغرام تزامنا مع دخول يزن والذى كان يقصد الدخول مباشرة بعد المناداه وكأنها يريد أن يثبت عليهم الجرم المشهود ليقف ببداية غرفة الصالون واضعا يده خلف ظهره قائلا بسخرية ونبرة حاقدة / مش كفاية كدة ولا ايه !؟ عايز انااااام.
تبعته ام غرام تحاول مداراة ابتسامتها لتقول / ما لسه بدري يا اولاد .
ليدعى يزن التثائب قائلا وهو يجز والكلام يخرج من تحت اسنان / لا انا عايز انام مش قااااااادر.
حاول كل المتواجدين التحكم في انفعالتهم الضاحكة الواضحة وضوح الشمس ليربت يزيد على كفوف غرام ليرى يزن ذلك فيزداد اشتعالا ليلتقط مفاتيحه وهاتفه ويقول حانقا / لا كدة كتير انا نازل تحت يا عندليب ، مستنيك متتاخرش.
وانطلق والجا من المنزل ليتنطلق الضحكات المدفونة من أفواههم وتخرج غزل التي كانت تراقب كل شئ من خلف باب غرفتها لتقترب من خالها فيحتضنها تحت ابطه ويربت على كتفها قائلا / هربهولك من اول وجديد ، هو فاكر بالساهل كدة ياخدك مننا ؟ لازم يطلع عينه.
ابتسمت غزل وقبلت خالها من وجنته قائلة / ربنا يخليك ليا يا احلى خال في الدنيا .
تقدم يزيد ليسلم على ابراهيم ليربت الاخير على يده قائلا / اوعي تزعل علشان اخوك !
ابتسم يزيد وربت بدوره على يدي ابراهيم قائلا بصدر رحب / بالعكس انا معاكم جدا ، اخويا وعارفه لو الموضوع مكانش فيه تشويق وتحدي وصعوبة مش هيحافظ عليه .
ربت ابراهيم علي كتف يزيد ليعيد على مسامعه نفس الكلام قائلا / بقولهالك تاني وبجد انا فخور انك هتكون جوز بنتي.
انصرف يزيد ليهبط ليزن الذي كان يجلس بسيارته يتأكله الغضب وفور رؤيته لأخيه صاح به قائلا / كل ده فوق بتعمل اييييه؟ سايبني وقاعد تحب سيادتك ؟
عجبك اللي حصل ده ؟ عجبك !
ضحك يزيد ليشتعل يزن أكثر واشغل محرك السيارة لينطلقا الي منزلهم وكلا منهم يفكر بتفكير مختلف فيزيد يهيم في محبوبته بينما يزن يتوعد لغريمته.
..................................................
منذ طلبها مجددا وقد شعر وكأن روحه ردت إليه وانتعش الامل مرة أخرى بداخله وبدأت الاحلام بالتنامي وتغير حاله للنقيض فأصبح أكثر مرحا وتسامح وشعر بالثقة بذاته وكأن ذاته كانت غائبة عنه وعادت إليه.
ظل يرسل لها يوميا رسائل في كل الأوقات وبتفاصيل يومه وكأنه يريد أن يشاركها حياته كلها وبرغم عدم تجاوبها معه إلا أنه لم يفقد الأمل بل واصل على ارسال الرسائل واطلاعها على أدق تفاصيل يومه بل وشعر بمعيتها معه ليجد اخيرا رسالة رغم قساوتها إلا أنه وجدها بداية شعاع امل للتجاوب معه رسالة من كلمة واحدة ولكن تحمل لغز عميق لم يستطع ادارك سببها الرسالة كانت / ( خايفة)
برغم أنها كلمة واحدة ولكن اختزلت بداخلها حديث كثير والغاز أكثر .
لأول مرة يشعر أنه لم يفهمها ، حاول كتابة أكثر من رسالة ردا على كلمتها ولكن كان يزيل كل ما يدونه قبل الارسال يريد أن يعى معني كلمتها ، يريد أن يدرك سبب خوفها والأهم مهما كان المقصد يريد أن يطمئن قلبها وروحها.
هل تعني أنها خائفة أن يبتعدا ثانية ؟
ولكن والدها واخيها وافقا على الزواج إذا فلما الخوف ؟
هل تقصد أنها خائفة أن يكون إحساسه تجاهها تغير او حبه قل؟
وهنا ابتسم محدثا نفسه / هو فعلا اتغير عن الاول علشان زاد عن حده يا ميار.
بدأ بتدوين رسالته لها فكتب / ( اول مرة اطلب منك توضحيلي اللي عايزة تقوليه بس اعذريني انا مش لاقي لخوفك مبرر فارجوكي ارحمي جهلي اللي ممكن يكون بسبب بعادنا لفترة وقوليلي خايفة من ايه؟)
تلقت رسالته كما كانت تتلقى جميع رسائلة السابقة تقرا الرسالة أكثر من مرة تريد أن تتجاوب معه تريد أن تعيد روحها القديمة ولكن هيهات فلم يبقى من روحها الا القليل المشوه.
أغمضت عيونها تحدث نفسها واجدة له المبرر قبل نفسها / جهلك مش علشان البعد جهلك علشان انا اتغيرت.
ثم بدأت تدون ما اختلج روحه أكثر /( خايفة تكرهني ، خايفة مطلعش زي ما كنت متخيلني في احلامك ، خايفة )
قرأ رسالتها فازدادت حيرته !
يكرهها ؟! كيف يكرهها وهي من يخفق القلب من أجلها ؟
كيف يكرهها وسر وجوده بالحياه وجودها ؟
كيف يكرهها ونبضات قلبه منها ولها ؟
هو لم يتخيلها باحلامه بل أحلامه صممت خصيصاً عليها.
لم يعى ما ترنو إليه ولكن كل ما توصل إليه أنه عليه طمأنتها مهما كانت الأسباب فدون رسالة مقتصرة يختزل بها كل معاني الامآن ( متخافيش ، ارمي عليا همومك ومتخافيش. مهما كان واللي هيكون انا لا يمكن اكرههك علشان بكل بساطة انتي مني بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [ الروم: 21] صدق الله العظيم وانا واثق أن ربنا خلقنا لبعض ومن بعض ، بحبك يا ميار مهما كانت الظروف).
قرأت رسالته مرارا وتكرارا والدموع تنساب فرحا من وجنتيها فقد طمأنها حقا وبرغم خوفها المسيطر عليها إلا أنها بدأت تشعر بقليل من السعادة والامآن .
مسحت دموعها بكفها ثم خطت رسالتها التي تمنتها دائما / ( ربنا يخليك ليا )
بدأت الرسائل باتجاه آخر وهو تحديد موعد انتهاء العدة والزفاف فلم يعد للخطبة داعي لتجيبه أنها بعد اسبوعين فيحسم قراره أنه سيأتي غدا من أجل الاتفاق على الموعد وإعداد كل ما يحتاجون إليه لينتبه على اتصال من نضال والذي حاول أكثر من مرة إنهاء اتصاله لاستكمال الحوار مع ميار ولكن نضال لم يكلف أو يمل فيعيد الاتصال مرة أخرى وهكذا حتى اضطر چواد من الإجابة عليه تأخرا اياه فور فتحه للمحادثة قائلا / تصدق انا ملاقتش اتلم منك بتتصل كتير لييه ؟؟
نظر نضال بهاتفه ثم اعاده لاذنه قائلا بحاجب مرفوع / وانت بتكنسل كتير ليه ما ترد على طول.
_ علشان كنت بكلم ميار يا زكي .
قالها چواد بنبرة غيظ ليبتسم نضال قائلا/ طب مانا برضه بتصل علشان بدل ما تقضوها مكالمات نختصر الموضوع.
اكمل چواد بغضب / طب مانا كنت بتفق على أن اروح بكرة نحدد ميعاد الفرح ملحقتش اسمع ردها من زنك يا زنان.
_فرح على طول يا ابن المحظوظة .
نطق بها نضال ليجيبه چواد / وانا اقول الليلة واقفة ليه اتاري امثالك بصللي فيها .
ابتسم نضال وقال / خلاص انت برضه تعبت كتير بص خلاص من غير رد منها بكرة هنروح انا علشان قراية الفاتحة وانت علشان تحدد ميعاد الفرح خلصانة !؟
_ خلصانة يا جن .
أنهى المكالمة ليرسل لها رسالة بالاتفاق لتحتضن ميار الهاتف وتهب من جلستها لتخبر ماجدة وعائلتها لتجد ماجدة تقتحم الغرفة وتحتضنها وتدور بها ثم أمسكت بوجهها قائلة / انا وافقت ونضال كلم بابا واتفقوا يجي بكرة علشان يقروا الفاتحة .
احتضنت ميار اختها ثانية مهنأه إياها ثم وقفت أمامها والخجل يغلفها تفرك بيدها وتنظر للاسفل فرفعت ماجدة رأسها واعتقدت أنها حزينة من أجل عدم انتهاء العدة بعد فقالت ماجدة باستفسار / مالك يا ميرو ؟؟
انا ممكن أجل اي شيء لحد ما چواد....
وضعت ميار يدها على فم ماجدة وقالت بخجل وصوت هامس / چواد جاي بكرة برضه علشان يحدد ميعاد الفرح .
اتسعت عيون ماجدة فرحه وتسائلت بحيرة / وانتي مكسوفة علشان كده ؟؟
اومأت ميار برأسها لتحتضنها ماجدة وتطلق زغروطة تجمع عليها كل من بالبيت لتخبرهم بهذا الخبر ليتهلل الجميع ملتفين حول ميار ويهنئونها ويستعدون من أجل هذا اليوم المنتظر منذ زمن
..................