رواية معدن فضة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم لولي سامي
البارت ٣٥
انطلقت زغرودة من فم ماجدة لتعلن عن انتهاء فترة الغضب وبداية فترة الاحتفال ليلتفت الجميع إليها مبتسمين وكأنها أطلقت عليهم تعويذة السعادة ليهموا بالتصفيق والزغاريد وتصدح الاغاني مرة أخرى ليعود جو الفرح والسعادة فيتجه محمد مباشرة الي ماسته ويبدأ بالامساك بيدها وحثها على الرقص معه ليتبدل حالها و التي بالكاد حاولت تغيير حالاتها المزاجية للسعادة حتى لا تضيع إحساسهم بالسعادة.
تقدم چواد وبعض من أصدقاء محمد ليجتذبوه ليتراقصوا معه أو بالأحرى ليبعداه قليلا عن زوجته بغرض المرح معه وتقدمت ماجدة وميار وبعض الصديقات بدورهم ليحثوا ماسة على الرقص معها .
وبالفعل تم عمل دائرة حول كلا من العريس من خلال أقرانه والعروس من قبل صديقاتها تحت نظر الذى يستند بظهره على الجدار بالخلف رافعا قدم على الجدار والأخرى أمامه يتابع ماجدة بالاخص حتى وجدها تدخل بمنتصف الدائرة مع العروس وتتراقص معها بعفويه ابتسم ابتسامة بسيطة فلم يتخيل أن هذه العصبية سليطة اللسان من الممكن أن تتفاعل بالإفراح مثل الفتيات وعند بداية صدوح أغنية خاصة بالرقص الشرقي بل وتحتاج الي تمايل بحرفية ( شيك شاك شوك )
وجد جميع الفتيات يتراجعون للخلف وكأنهم يعرفون جيدا من ستتقدم ليتفاجأ بماجدة تتوسط الدائرة اعتدل بوقفته ليتابع الموقف عن كثب فهذه بالاخص بعيدة عن تفكيره وخاصة بهذا اللون من الرقص .
وجدها بالفعل تتمايل مع الموسيقى بل وتتراقص بشكل مغري للغاية .
التفت لينظر حوله حتى يرى من حوله متابع للموقف ليجد كل من بالحفل يقف مشدوها ويتابع الرقصة واتسعت الدائرة حول ماجدة والأخرى بدأت بالاندماج التام بالموسيقى ليتوجه مباشرة ودون أي مقدمات يفرق هذا الجمع متوجها الي منتصف الدائرة ثم امسك بيدي ماجدة التي فوجئت بمن يمسكها بهذا العنف بل ويسحبها خلفه .
حاولت جاهده سحب يدها وإيقافه عن الذي يفعله وهي تسمع الشهقات والتمتمات من حوله وهو لا يعيره هذا اهتماما بل شدد من قبضته عليها وكأنها أصداف من حديد حتى أوقفه محمد أخيها سائلا بحدة / حضرتك ماسكها كدة ليه ؟
ورايح بيها فين ؟
وقف نضال أمام محمد بعيون تعلن عن تحدي واضح ليتجمع حولهم كل من لهم صلة بكلا الطرفين فيلتفت نضال موجها نظره الي والد ماجدة ومازال ممسكا بيدها غير عابئ بسؤال محمد قائلا بثقة لتوفيق/ انا بطلب من حضرتك ايد الآنسة ماجدة يا عمي .
عم الصمت والصاعقة على الجميع فاتسعت الأحداق وعلت الشهقات والتزموا الجميع الصمت لمتابعة الموقف التي قطعته ماجدة بسحب يدها بعنف وهي تقول بصوت عالي وبقوة هادرة / وانا مش موافقة .
التفت لها نضال بعيون غاضبة يجز علي أسنانه وهم بالاقتراب منها فوقف أمامه محمد أخيها وجعل أخته خلفه ليرد عليه بكل برود ورزانه / اعتقد محدش يطلب حد بالطريقة دي!
وبالرغم من كدة سمعت رأيها .
ثم رفع رأسه بترفع ليقول له / وعلى العموم شاكرين لحضرتك جهودك ووقفتك معانا ......... شرفت.
ابتلع نضال غصة بحلقه وقبل أن يغادر نظر لها بعيون مشتعلة وكأنه يرسل لها رسالة تهديد واضحة ليجد چواد يربت على كتفه قائلا / يالا يا نضال احنا .
ثم التفت إلي محمد ليهدا الموقف قائلا / بعتذر يا محمد نضال اكيد ميقصدش والف مبروك يا صاحبي.
اومأ محمد قائلا لچواد / الله يبارك فيك يا چواد عقبالك .
نظر چواد لميار التي كانت تقف بجوار ماجدة وعيونها مليئة بالدموع برغم أن الموقف لا يمت لها بصلة
عكس الأخيرة التي كانت تقف بجمود العالم
ليردد چواد الدعاء خلف محمد وهو مازال ينظر لها قائلا / يارب يا محمد ادعيلي ربنا ييسر الحال .
ثم أشار لوالدته حتى يغادروا بهدوء بعد أن قدم التهنئة والسلامات وتبعه نضال الذي ظل صامتا ينظر باتجاه ماجدة التي حاولت جاهدة التهرب من نظراته لا تعرف لما ؟
بعد انصراف كلا من نضال وچواد التفت محمد لماجدة قائلا لها بغضب ولكن بنبرة منخفضة حتى لا يسمعه احد / لما نروح عايز اعرف ايه اللي بينك وبين نضال ده علشان يطلبك بالشكل ده ؟
اومأت برأسها دون التفوه ببنت كلمة ليتجه الي ماسه قائلا / بيتهيألي كفاية كدة النهارده بدل ما الليلة تقلب اكتر من كدة !!
عقدت ماسة حاجبيها بتعجب غير مدركة لمعنى جملته لتسأله مستفسرة / مش فاهمة قصدك يا محمد .
نظر محمد لشفتاها ثم نظر لكم برائتها قائلا/ والله يا بنتي انا مش عارف مين اللي نحس .
معدن فضة لولي سامي
بس ما علينا كنت عايز اسالك عن عمك هتعملوا ايه النهارده ؟؟
نظرت ماسة تجاه عمها الواقف بجوار والدتها ثم نظرت له ثانية وقالت ببراءة تامة/ هنعمل ايه في ايه ؟؟
سحب محمد نفسا عميقا وعرف أنها لم تعي سؤاله فامسك بيدها وسحبها خلفه حتى وصل لوالدتها قائلا بمزحة / ايه يا حماتي يصح كدة يعني بنتك تجوع عماله تقولي انا جعانة انا جعانة هو مفيش عشا عندكم ولا ايه؟
اتسعت نظرات ماسه ولا تعلم لماذا فعل هذا ؟
وقبل أن تنطق معارضة وجدت والدتها تجيبه قائلة / يا حبيبتي عيوني لماسة وجوز ماسة حالا اجهز العشا .
اتفضلوا بالاوضة لحد ما اجيبه لكم .
وانطلقت فاطمة متجهه الي المطبخ لتجد ماسه عمها يوكز محمد قائلا / طب ما تيجي دغري وتقول عايز تقعد مع البنت لوحدكم !!
ابتسم محمد ونظر له بخبث قائلا / والله انت عسل يا عمي وشكلنا فاهمين بعض وهنريح بعض اوي .
ثم انا بحاول اظبطلك الدنيا مش اكتر .
ابتسم فؤاد وربت على كتفه قائلا/ متشلش همي يا خفيف
دانا اظبط لعشرة زيك ،
بس مطولش في فترة كتب الكتاب
يعني اسبوعين والاقيك جهزت للفرح .
_ بس كدة عيوني دانت لو عايزني اخدها من النهارده معنديش مانع خالص .
نطق بها محمد وهو يوكز فؤاد ليرد الاخير قائلا / لا يا خفيف بنتنا لازم تمشي بزفة
واتفضل حماتك الطيبة جهزت الاكل في الأوضه.
ثم مال علي أذنه هامسا له / بس ابقى خف علي البنت بدل ما تلاقيني فوق راسك جوة .
وغمز له بإحدى عيونه ليبتسم محمد وسحب ماسة التي تقف مشدوهه لا تعرف على ماذا يتحدثون أو بماذا يقصدون من حديثهم هذا.
دخلت خلفه الغرفه فأغلق الباب لتسأله وهي تقف خلفه وتتخصر قائلة / عايزة اعرف انت قولت لماما ليه كدة؟
وكنت بتتكلم مع اونكل فؤاد في ايه؟
علشان انا بقيت مش فاهمه حاجه.
ابتسم قليلا ومازال معطيا لها ظهره ليلتفت لها مقتربا منها بتروي شديد حتى وصل للحد الذي جعلها تضطرب انفاسها ويزيد خفقان قلبها فتقريبا أصبحا ملتصقان لتحاول ماسة الرجوع خطوة للخلف ولكنها وجدت محمد يحاوط خصرها ويقربها أكثر منه لتلتصق بصدره وينظر بداخل عيونها هامسا بكلمة واحدة/ هفهمك .
ثم وجه نظره لشفتاها التي لطالما حلم بها حاولت هي ابتلاع لعابها من أثر قربه المهلك لها وقبل أن تتفوه بكلمه كان ابتلع حروف كلمتها بداخل فمه عندما التهم شفتاها ليتلذذ اخيرا بحلمه الذي أعد له اكثر من سيناريو ولكن لم يتوقع أنه سيكون بهذه المتعه.
تعمق محمد بقبلته التي بدأت بهدوء ثم ازدادت بنهم جارف حتى نسى حاله لتتوغل يده على مفاتنها التي أفقدته صوابه لتغوص معه ماسه في عالمه واحاسيس لم تجربها من قبل حتى انتبهت ماسة على طرق الباب فحاولت تنبيه محمد الذى بالكاد استعاد وعيه وانتبه على صوت فؤاد يقول / يالا يا اولاد الناس عايزة تمشي وتسلم عليكم.
ليبتعد عنها بصعوبه وانفاسهم تتلاحق ثم بدأ يجز على أسنانه وهو يجيب فؤاد بجملة مبطنة / حاضر يا عمي لسه بنااااااكل ومشبعنااااش.
فهم فؤاد جملته وابتسم ليعود إدراجه فهو لم يريد سوي تنبيه محمد بأنه ليس بمفردهم حتى لا يتوغل بالأمر فهو يعرف طيش الشباب.
هدأ محمد قليلا لينظر لماسة التي اشتعل وجهها خجل ولم تستطع رفع نظرها به ليرفع بسبابته وجهها وينظر لها قائلا / احنا معملناش حاجه غلط انتي مراتي ،
وهانت كلها اسبوعين وتبقي في بيتي ،
المهم هو عم فؤاد هيبات عندكم النهارده؟
بكل عفوية أجابت ماسة قائلة / لا هو قال لما اتجوز واروح بيتك.
تمتم محمد قائلا/ لعيب وعرف يظبطها صح .
_ بتقول ايه يا محمد ؟
ابتسم محمد وأمسك بذقنها قائلا بغمزة/ مفيش يا سكر لما نتجوز هفهمك كل حاجه ،
المهم كلي يالا اي حاجة بدل ما يلاقوا الاكل زي ماهو ويعرفوا انا كنت عايزك لوحدك ليه؟
نطق باخر جملته لتبتسم ماسة خجلا وتبدأ بالطعام لتجده يقدم لها اصبع الكفته ويحاول اطعامها فتأكل من يده التي بدأت في التحسس على شفاهها ثم قال بخبث / مش انا أكلتك اكليني بقى من ايدك .
لتمسك هي بقطعة لحم وتحاول اطعامه ليمسك بيدها ويقبل كل اصبع بها حتى انتبها كلاهما علي طرق الباب مرة أخرى فيكز محمد علي أسنانه ويهب واقفا ويفتح الباب بعنف ليجد أمامه فاطمة بابتسامة هادئة تقول باستحياء / معلش يا ابني اعذرني .
عمك فؤاد صمم اخبط عليكم واقولك أنه محتاجك في موضوع ضروري.
معدن فضة لولي سامي
فور أن رأي فاطمة تراخت أعصابه قليلا ليبتسم ويجيب عليها قائلا / عمي فؤاد ده حبيبي وانا رايحله حالا .
ثم التفت لماسه معتذرا والكلام يخرج من بين اسنانه / معلش يا حبيبتي هسيبك مع طنط واروح اشوف عم فؤاااااد.
لتضحك ماسه وهي تؤمئ له برأسها.
................................
بعد انتهاء الحفل ظل محمد قليلا مع ماسته وعاد كلا من ماجدة وميار مع والدتهم ووالدهم .
وفور دلوفهم المنزل اوقف توفيق ماجدة قائلا / استني يا ماجدة ،
عايزك.
ثبتت ماجدة مكانها وزمت شفتاها ثم استدارت لتواجه والدها الذي سألها / انتي تعرفي نضال ده منين؟
وليه عمل معاكي كدة بالفرح ؟؟
اقتربت ماجدة من والدها وبكل ثقة وثبات قالت / ماهو ده اللي چواد جابه ساعة مشكلة ميار يا بابا .
_ عارف بس طريقته متقولش انك شوفتيه أو كلمتيه مرة واحدة.
توترت قليلا لتنظر تجاه ميار ثم تجاه والدها لترمش باهدابها ولأول مرة تقف بموقف لا تستطيع التحدث أو الدفاع عن نفسها .
ظلت توزع نظراتها بينهم لا تعرف ماذا تقول هل تفشي سر أنه طلب منها تقريب المسافات بينها وبين جواد ؟؟
ام تقر أنها من أعطت له فكرة قدومة لهذا الحفل ؟؟
حتى حاولت الام إنقاذها أو ربما امهلتها فرصة للتفكير فربتت علي كتفه توفيق قائلة / سيبهم يستريحوا ويغيروا هدومهم وابقى اقعد اتكلم معاهم براحتك بدل مانتوا واقفين كدة.
لولا التعب والاجهاد الذى كان يشعر به توفيق ما وافق على هذا الاقتراح ليؤكد قائلا / ماشي اتفضلوا غيروا وهنكمل كلامنا .
لتتوجه ماجدة الي غرفتها وتتبعها ميار التي باغتتها بسؤالها / هو انتي بجد تعرفي نضال ده ؟؟
التفتت ماجدة إليها رافعة كتفها متصنعة اللامبالاة / اه شوفته كدة مرتين ولا ثلاثة .
_ طب وانتي رفضتي طلبه ليه؟
سألت ميار بعيون ضيقة وابتسامة خبيثة لتتهرب ماجدة من نظراتها ثم قالت/ علشان غبي.
في حد بيطلب حد كدة ؟
قربت ميار نظراتها من ماجدة لتسألها / يعني رفضك للطريقه مش للطلب ؟؟
وكمان مش يمكن رقصك استفزه ؟؟
حركت كتفها لأعلى / ولو....... يقوم يعمل كدة ؟
ده مجنون .
استمعا كلاهما لصوت محمد الذى فور حضوره توجه مباشرة لغرفة أخته قائلا / ماجدة عايزك.
ربتت ميار على كتفها قائلة / ربنا معاكي
استجمعت شجاعتها وقالت وهي تتوجه للباب / متقلقيش أنا معملتش حاجه غلط.
ثم فتحت الباب لتجد محمد أمامها فقالت له بكل ثبات / ممكن نتكلم لوحدنا ؟؟
عقد محمد حاجبيه فقد تعجب من طلبها ولكنه أدرك أنها لا تريد التحدث أمام ميار ربما لسبب ما فأشار لها بيده أن تتقدمه
وبالفعل توجهت مباشرة الي غرفته ودلف خلفها مغلقا باب الغرفة ثم قال لها / سامعك وعايز اعرف كل حاجه.
بالفعل أخبرته ماجدة بكل شيء حتى اتصاله بها من أجل محاولة التقريب بين جواد وميار دون التطرق لمقابلتهم استمع محمد لها جيدا حتى سألها / جاب رقمك منين ؟؟
وايه اللي خلاه يعمل كدة النهارده؟؟
اضطربت قليلا قبل أن تفكر في اجابة على سؤاله حتى أهداها عقلها فقالت / انا أدتله رقمي لما كان ماسك موضوع ميار علشان اتابع معاه الموضوع ،
لكن عمل كدة ليه النهارده معرفش يمكن علشان كنت برقص.
اتسعت حدقتي محمد وتذكر أمر الأغنية والتي بعدها مباشرة بدأت المشكله ليقترب منها سائلا / هو انتي اللي كنتي بترقصي علي اغنية شيك شاك ؟؟
ابتلعت لعابها بصعوبة وهربت من نظرته التي شعرت بأنها ستقسمها نصفين لتومأ برأسها بالايجاب وحاولت الدفاع عن حالها فقالت مسرعة / بس والله البنات كانوا حواليا ومحدش كان شايف حاجه .
وانا كنت فرحانة بيك وبماسه.
معدن فضة لولي سامي
امسك معصمها وسحبها بشدة مقربا إياها قائلا بغضب يحاول التحكم به / محدش شاف حااااااااجه..........
امال هو شافك ازاااااي ؟
أغمضت عيونها ليترك هو يدها ويدور بغرفته ذهابا وإيابا يراجع حاله وهو يدافع عنها قائلا باستهزاء على نفسه / لا وانا اللي وقفت قدامه واقوله بتعمل كدة ليه !؟
وكنت هضربه .
ضرب كف على الاخر واستطرد قائلا/ طب والله كتر خيره مرضيش يرد عليا ويقولي قبل ما تعمل راجل عليا روح لم اختك .
كان يحدث حاله وكأنه سيجن ليضرب كف على الاخر ويكمل قائلا بسخرية على حاله / لا وانا اللي نافخ صدري وطردته لما اختي البجحة ردت عليه اكنها معملتش حاجه.
وهو كتر خيره مرضيش يتكلم .
معرفش أن اختي كانت شغالة رقص من ورايا .
_ والله يا محمد ......
قطع استرسالها عندما وقف أمامها هادرا بها / انتي تخرسي خاااالص ،
انتي عارفه خليتي شكلي ايه قدامه؟
طب قدام نفسي ؟
دانا حاسس اني ركبت قرون !
دلف توفيق عليهم الغرفه ليتعجب من وقفتهم وصوتهم العالي فدلف يسأل / صوتكم عالي ليه ؟
وبعدين انا مش قولتلك عايزك ؟
_ ماهو يا بابا.....
اسكتها محمد قائلا / انا هفهمك يا بابا .
ثم استدار لأخته قائلا / اتفضلي على اوضتك لحد ما نشوف حل للي حطتينا فيه.
توجهت ماجدة لغرفتها وهي تمتم بجملة بكلام لم يسمعه غيرها / الرجالة ترقص مفيش مشكلة،
لكن الستات ترقص يبقى عار ،
صحيح مجتمع ذكوري عفن.
فور خروجها من الغرفه جلس محمد واجلس والده ليطلعه علي الموقف
.....................................
بالجهة الأخرى فور وصول نضال الي منزله والذي حاول جاهدا التحكم باعصابه طوال الطريق ركل بقدمه طاولة صغيرة لتسقط متهشمة ثم توعد قائلا / ماشي يا ماجدة.......
أن ما وريتك .
ثم دخل لغرفته وأخرج هاتفه ليرسل لها رسالة كتب بها /
( أنا مبسيبش حقي
انتظريني بكرة )
ثم أغلق تطبيق الرسائل ليهاتف چواد الذي وصل منزله ودلف لغرفته قائلا له بالهاتف / خدلي ميعاد من محمد يا چواد بكرة
لازم اخلص الموضوع ده بكرة .
ثم أغلق الهاتف بعد محاولات من چواد باثناءه عن الميعاد وترك فترة لتهدأة النفوس ولكن نضال كان مصر علي التوقيت فهو قد اعتاد أن لا ينام وله حق مهدور.
بالطرف الآخر أمسكت ماجدة هاتفها تتفقد الرسائل به قبل الخلود للنوم لتجد رسالة من نضال فتحتها لتقرأ فحواها فضحكت بسخريه متمتمة لحالها / ابقى وريني هتعمل ايه ؟
لما يبقى يجي بكرة بتاعك ده بقى.
ثم ضحكت وأغلقت هاتفها لتغوص في نوم عميق بسبب الإرهاق طوال اليوم.
..........................................
اشرق الصباح لتنتشر أشعة الشمس بداخل غرفته لتعلن له عن بداية يوم جديد
او كما شعر بها بداية حلم جديد ليمتطع على فراشه يشعر وكأنه اخيرا استنشق الهواء ظل ينظر للسقف وهو يتخيل عودة حبه مرة أخرى .
فهو رأي بعيونها اشتياقها وحنينها له
ولكنها مازالت تحمل نظرة انكسار
ولكن لم يتركها تعاني الانكسار بمفردها
فكما كان يشعر دائما انه سندها سيحاول جاهدا أن يجبر قلبها ويزيح همها ليرمم روحها من جديد .
اسند چواد ظهره علي حافة الفراش ليتذكر طلب نضال فأمسك بهاتفه ليهاتف محمد والذي اجابه بصوت ناعس فقال جواد معتذرا / انا اسف يا عريس صحيتك بس حبيت الحقك قبل ما انشغل في يومي .
مسح محمد وجهه بيده ثم اعتدل بجلسته قائلا / اهلا چواد ولا يهمك أومر .
اضطرب چواد قليلا برغم إقدامه على الاتصال
ولكن لم يرتب حديثه فماذا سيقول له؟
ليحاول لملمة افكاره قائلا / اااااه.......انا طبعا بعتذر نيابة عن زميلي نضال علي الموقف البايخ اللي حصل منه امبارح ،
وهو بلغني أنه عايز ياخد ميعاد علشان يعتذر ليكم بنفسه وبيفضل يعني لو الميعاد النهارده.
فور استماع محمد لحديث چواد تنبهت كل حواسه فهو ظل ساهر يفكر كيف يعتذر لهذا النضال عن موقفهم؟
بل كيف سيقابله من الأساس؟
ليجده هو من يبادر بالاعتذار والاستئذان للمقابلة ليجيبه محمد قائلا/ لا خالص مفيش موقف بايخ ولا حاجه ،
وحصل خير طبعا
واكيد يتفضل في أي وقت البيت بيته .
سحب جواد نفسا عميقا وأخرجه على مهل فلم يتوقع أن يتقبل محمد حواره هكذا بل توقع أن يثور عليه ويرفض محاولة تقربه ليبتسم قائلا / الف شكر يا محمد .
هبلغ نضال حالا وان شاء الله نكون عندكم على المغرب .
انهي الاتصال ليخبر محمد والده ووالدته بحضور نضال لديهم الليلة .
توجهت عزة لغرفة الفتيات لتخبرهم بأمر حضور نضال وفور استماع ماجدة للخبر هبت من رقدتها لتقول / اييييه جاي النهارده ؟؟
هو كان قصده بكرة يعني بكرة؟؟
لم تفهم عزة جملة ابنتها ولكنها أكدت عليها حسن التصرف وعدم التهور ثانية حتى لا تضع ابيها واخيها بموقف سئ.
.........................................
اخبر جواد نضال بموافقة أخيها على حضوره ليبتسم نضال قائلا / طب استعد بقى علشان احتمال كبير نقرأ فاتحة النهارده.
_ ايييييييييه ؟؟
هو انت رايح تتقدم تاني ولا رايح تعتذر ؟
نطق بها جواد الذى اندهش من حديث نضال ليجيبه الاخير قائلا / اتقدم طبعا ،
مش اخوها في الفرح قال حد بيتقدم لحد كدة ؟
معدن فضة لولي سامي
انا بصراحة حسيت عنده حق فلازم اتقدم بالطريقة الصح.
_ بس انا قولتلهم انك هتعتذر وتقريبا وافقوا علشان كده ومقولتش على حوار انك هتتقدم ده.
حاول جواد إيصال مقصده لنضال حتى لا يتم المشاحنة مرة أخرى وخاصة أن نضال من طرفه وهو يريد أن تعود المياه مرة أخرى
_ خلاص يا عم نعتذر مفيهاش حاجه
وبعدها نتقدم برضه ايه رايك كدة ؟
شعر نضال بسبب قلق جواد ليحاول طمأنته والتأكيد عليه بأن يستعد في تمام الخامسة.
..........................................
حاولت غرام التحدث مع اختها بعد أن حدثها يزيد واخبرها بطلب أخيه في الإسراع بالزواج ولكن هيهات وكأنها وضعت بنزين على نار مشتعلة لتهب غزل من موضعها صارخة باعتراض / جواز ايه اللي جاية تقوليه ده يا غزل!؟
دانا بفكر ازاي اخلص من شبكته السودة ده تقوليلي جوااااز .
ضيقت غرام عيونها سائلة إياها / يعني ابلغ يزيد انك مش عايزة تتجوزي دلوقتي وعايزة تفسخي الخطوبة؟؟
اضطربت غزل قليلا ورمشت باهدابها ثم ابتلعت لعابها قائلة / لا مش نفسخ الخطوبة دلوقتي.
بقول يعني علشان مظلموش اديله فرصة .
ثم حاولت توضيح ما قالته حتى تنفي ما تبين لاختها قائلة / قصدي فرصة ها ... لكن مش جواز طبعا.
حاولت غرام إقناعها فقالت / يا غزل يا حبيبتي خالك جاي كمان اسبوعين تقريبا
وهيقعد هنا اسبوعين
يعني الفرصة اللي قدامنا شهر نجهز ونتجوز فيهم.
فإنتي تاخدي قرارك دلوقتي
يا عايزاه ونجهز للجواز يا نقوله منعطلكش ،
لكن جو احبك اه اخاصمك لا ده مينفعش ،
علشان برضه يلحق يستعد ويتكلم مع ماما وكدة.
شعرت غزل بالتوتر كلما تخيلت أن أمر الزواج أصبح قريبا ، أحبت أمر لعبة القط والفأر معه ولكن لم تتوقع أن اللعبة ستصبح حقيقة وتكن بيوم من الايام ملك يداه فيا ترى ماذا سيفعل بها حينها؟
..................................................
برغم أن اليوم فرح ولكن أحوال هذه الأسرة والأجواء بمنزل العروس لا تدل علي ذلك فمن احساس القهر الذي شعر به حسن ووالدته جراء ما تم بهم وانهاء مخططهم بخسارة فادحة
فخسارتهم بالذهب والمنقولات جميعها كانت بمثابة الكارثة التي لم يخططان لها
وبسبب كل هذا لم يستطيعوا أن يسعدوا بفرح ابنتهم غادة
التي كانت لا تهتم بما تم وكان كل ما يشغلها فرحها وكيفية الاستعداد له .
انقضت الليلة وكلا من انوار وحسن عادوا الي منزلهم بنفس الوجه العابس وكأنهم لم يكونا في فرح ابنتهم .
أخذوا يفكرون في طريقة لتعويض خسارتهم الفادحة حتى أنارت في عقل انوار فكرة فشهقت قائلة / واد يا حسن ايه رايك في البنت نوره بنت فتحية شفتها النهارده في الفرح زي لهطة القشطة؟
تعجب محمد من حديث والدته حتى نظر لها وكأنها تهزي فقال لها ساخرا / في ايه يا اما سلامة عقلك !؟
رأيي فيها من اي ناحية؟؟
ده متجوزة قبل اختي بسنة .
وكزت انوار حسن وقالت له وكأنها تصحح معلوماته/ ماهي اتطلقت يا واد ،
لا وايه اخدت كل حاجه جابتها
واللي المحروس طليقها كمان جابها.
ثم كتمت ضحكة صادرة من فمها واقتربت من أذن حسن الذي اقترب بدوره عليها لتهمس له قائلة / اسكت ......ما أصله طلع
مبيعرفش والبنت علشان يسكتوها ادوها كل حاجه.
جحظت أعين حسن ثم ضحك بملئ فمه ثم قطب جبينه سائلا / مبيعرفش ازاااي يا اما وبقالها سنة
ثم التمتعت عيونه قائلا / معقولة تكون لسه......... ده يبقى حظي من السما.
وكزته والدته مرة أخري وكأنها تريد أن توقظه من أحلامه قائلة / لا يا موكوس انا فهمتك .
متحلمش مش بنت بنوت ،
أصلها بتقول أنه ماشي بالبرشام والحبوب يعني يادوب بالزق.
استمع حسن لما قالته فبهت وجهه وابتلع لعابه فعلق قائلا / ما بلاش البنت ده يا اما .................. ونشوف حد تاني.
_ مالها دي ؟؟
عروسة كاملة من مجاميعه .
ولا هتقولك هات ابيض ولا اسود .
يبقى ليه لأ؟
واهي تعوض خسارتنا اللي عملتها اللي ما تتسمى.
على ذكر ميار ابتسم حسن بهيام اثر استرجاع ذكرياته معها يسترجع وجهها الملائكي وطباعها الهادئة حتى بعض الذكريات التي كانت لها مؤلمة ولكن كانت له لحظات في غاية السعادة ،
انتبه على حديث والدته وهي تخبره أنهم غدا سيتحدثون مع اهل نوره عقب عودتهم من عند غادة حتى يستعد لذلك.
..................................
بالجهة الأخرى بمنزل العريس بعد أن وصلت غادة وزوجها أمام شقتهم في منزل عائلته فتح لها باب الشقه قائلا / مبروووك يا عروسة .
يالا ادخلي غيري عقبال ما اقول حاجه لامي وجاي .
عقدت غادة حاجبيها وتخصرت قائلة / تسيبني قدام الشقه وتنزل لامك؟
ما كانت لسه في الفرح !!
هتكون عايزة ايه يعني ؟
مش كفايه خليتوا امي توصلني لاول الشارع ومرضتوش تدخل معايا .
كمان عايز تنزل وتسيبني ادخل لوحدي ده......
لم يدعها تكمل حديثها فأمسك بمعصمها وجذبها بشده حتى كادت أن تتعرقل وتسقط ثم قال لها بصوت خافت وبنبرة مرعبة / اتعودي أن الكلمة اللي اقولها مكررهاش تاني ومفهاش جدال....................... سامعة ولا اقول كمان؟؟
برغم خفوت صوته ولكن نظراته كانت مرعبة ونبرته اقرب لفحيح الافعى.
ابتلعت غادة لعابها بصعوبة واومأت برأسها إيجابا ليكمل أوامره وكان شىء لم يكن/ عايز ارجع الاقيكي مغيره وجاهزة
مش هكرر تاني.
ثم تركها وتوجه لشقة والدته بالاسفل لترتجف غادة وتولج الي شقتها تنفذ كل ما طلبه وهي تنتفض رعبا سائلة نفسها / هو في ايه ؟
مكنش كدة في الخطوبة !
دانا كنت فاكراه اخرس من كتر ما كان ساكت ،
وقولت همشيه على هوايا ،
ربنا يستر.
بعد فترة لم تتجاوز الربع ساعة انتفضت غادة جراء استماعها لصوت صفق باب شقتها لترى زوجها بعد لحظات يلج الي غرفتهم ناظرا لها نظرة شمولية بعد أن بدلت ملابسها .
فابتسم قائلا/ شاطرة ...........بتتعلمي بسرعة .
وده هيسهلك حاجات كتير بعد كدة.
ثم جلس على الفراش بجوارها ومد ذراعه ليفتح درج الكوميد وأخرج منه اصفاد ذات لون ذهبي وقدمها لها قائلا / يالا زي الشاطرة كدة مدي ايدك علشان البسك دول .
عقدت غادة حاجبيها باندهاش ونظراتها تتأرجح بين هذه الأصفاد وبينه سائلة اياه / ايه ده يا عدي؟
البس ايه مش فاهمه ؟
وألبسهم ليه ؟
ابتسم عدي ثم أمسك بيدها وبدأ في الباسها إياهم وهو يقول / دول يا ستي حاجات جديده وجميلة
هتتعودي عليها وهتطلبيها بعدين .
ثم اقترب منها هامسا لها / اصل انا ليا مزاج مختلف في الموضوع ده.
هتحبيه اوي متقلقيش.
وباخر كلمة بجملته كأنه أعطى لها أمر القلق فدب القلق اوسارها ولكن كان بعد فوات الاوان.
فقد انتهز عدى تشتت تفكيرها واندهاشها من الموقف
وشبك اوصادها باعمدة بالفراش وكأنه أعده خصيصا لهذا الغرض ،
حاولت فك اوصادها متوسله له
بينما صوت دقات قلبها يعلو ويعلو قائلة باستجداء / عدي فهمني علشان خاطري بتعمل كدة ليه ؟
ربطتني كدة ليه ؟
ده النهارده دخلتنا !
توجه عدي الي خزانة الملابس وفتحها وأخرج منها سياط ثم التفت لها مبتسما قائلا / عارف يا حبيبتي أن النهارده دخلتنا
وعلشان كده حبيت اخليها مميزة
ومتنسهاش ابدا .
فور رؤية غادة للسياط بيده بدأت تدرك ما ينوي عليه
لتتوسل إليه قائلة / عدي انت هتضربني ولا ايه؟
اوعى يا عدي ابوس ايدك فكني.
اقترب عدي والإبتسامة المريضة تزين ثغره قائلا / صدقيني يا حبيبتي
هتستمتعي اوي .
ورفع يده بالسياط لتهوى عليها باول ضربه مع تعالي صوت صراخها
ولكنه لم يبالي لصرخاتها التي وصلت لوالدته بالاسفل
والتي اوصاها بعدم التدخل مهما استمعت من صرخات .
كادت أن يغشى عليها لولا شعوره بالانهاك فقذف السياط أرضا واخذ يخلع ملابسه قائلا بين نهجاته / معلش بقى
تعبان طول اليوم في استعدادات الفرح
علشان كده تعبت بسرعه
لكن اوعدك بعد كدة هنطول عن كدة
وتكوني اتعودتي كمان.
ثم اعتلاها ليتمم زواجه منها فعلا .
بعد فترة وجيزة اعتدل من فوقها وأخذ سيجارته من الكوميد بجواره واشعلها غير عابئ بالباكية بجواره وكأن صوت بكائها ونحيبها عزف عذب تستمتع به اذنه