رواية معدن فضة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم لولي سامي
البارت ٣٣
نثرت الشمس أشعتها لتعلن عن بداية يوم جديد بأحداث جديدة.
استيقظت غزل بكل نشاط وحيوية فهي كالطفلة تسعد كثيرا بالرحلات واليوم الرحلة الجامعية التي كانت تسعى اللحاق بها بشتى الطرق أخذت تتأكد من اشياءها التي رتبتهم بالأمس ثم ذهبت لإيقاظ اختها للاستعداد للرحيل التي أجرت مكالمة هاتفية بيزيد لايقاظه وأخباره عن موعد رحيلهم ومكان تجمعهم عند الجامعة فحاول معها أن ينتظروه ليقلهم الي الجامعة ولكنها رفضت وتعللت باتفاق غزل مع زميلاتها .
وفي اقل من نصف ساعة كانت غزل وغرام والجين من منزلهم وقابلت غرام زميلاتها ثم توجهوا جميعهم الي الجامعة .
حاولت غرام أثناء الطريق اخبار غزل بقدوم يزيد وسيرافقهم بسيارته ولكنها لم تستطع الاختلاء باختها من كثرة زميلاتها .
حتى وصلوا إلى الجامعة وبدأت إجراءات توزيع الطلبة علي الاتوبيسات ووضع حقائبهم بها.
في هذه الأثناء وصل يزيد ويزن ليحاول يزيد الاتصال على غرام وهو يبحث عنها وسط جموع الطلبة وبعد تكرار الاتصال لثلاث مرات اخيرا أجابت عليه وهي تناول اختها حقيبتها سائلة / اتاخرت كدة ليه ؟ انت فين؟
تعجبت غزل من سؤال اختها فقضبت حاجبيها متسائلة وهي تأخد الحقيبة / بتكلمي مين .
التفتت غرام وهي تشير لغزل باصابعها أن تنتظر واخذت تبحث بنظرها بين الجموع قائلة / مسمعتش الفون والله من الزحمة ، انت وصلت فين انا مش شايفاك .
استشاطت غزل من اختها عندما اولتها ظهرها تبحث عن أحدهم فانتابها الشك وضيقت عيونها ثم استدارت تقف أمامها قائلة بغضب / هو مين يا غرام اللي وصل فين؟ ومتقوليش استني.
اتسعت أعين غرام بفرحة والإبتسامة تزين ثغرها ثم انزلت هاتفها من على أذنها بينما شعرت غزل بمن يربت على كتفها فامالت برأسها لترى من رأته اختها ويربت على كتفها
اتسعت عيونها من الصدمة وتوقف الكلام في حنجرتها فهذا اخر من توقعت حضوره .
بينما يزن يقف أمامها وسعادة المنتصر منقوشة بكل ملامح وجهه فتكاد الفرحة تقفز من عيونه بل ويثقلها بابتسامة عريضة وكأنه يعلن عن معجون اسنان .
شعرت غزل بخواء المكان والزمان فكل الضوضاء التي كانت تحاوطها لم تشعر بها ولم تسمع شى الان ليكسر يزن الصمت الذى حل عليهم قائلا بنفس الابتسامة السمجة / ايه رايك في المفاجأة ده؟؟
_ زفت .
هذا كل ما استطاعت أن تتفوه به جراء سؤاله والذى أراد أن يخرجها من صمتها قبل أن تؤثر الصدمة فيها أكثر من هذا ليرد عليها ببرودة المعتاد / الحمد لله كدة اطمنت عليكي .
ثم تغيرت نظرته الشامته لأخرى غاضبة واقترب هامسا/ علشان تبقى تخبي عليا حاجه تاني ،
مستنيلك غلطة كمان.
ارتعبت داخليا، لا تعرف كيف فرض سطوته عليها هكذا ؟
كيف تغيرت نظراته فتغيرت معها احاسيسها من غاضبة لخائفة ؟
زاغت نظراتها حتى انتبهت على سؤال اختها التي وكزتها بعد تكرار سؤالها وعدم ردها فقالت غرام / ها يا بنتي قولتي ايه؟
نظرت لها غزل بعدم استيعاب فاعادت غرام سؤالها / يزيد بيقول ايه رايك نسجل حضور ونستأذن المشرف ونركب معاهم العربية ؟
واخيرا تخلصت من سيطرته على تفكيرها ومشاعرها وبدأ عقلها بالعمل لتجيب على اختها باندفاع قائلة / مينفعش يا غرام اولا المشرف مش هيوافق .
ثم وجهت نظرها تجاه يزن واردفت بعيون غاضبة / وثانيا احنا طالعين مع زمايلنا نستمتع.
ثم أكملت بتهكم / مش رحلة رومانسية ماكنا طلعنا لوحدينا بقي من الاول .
ابتسم يزن وهو يجيب عليها ومازال موجه أنظاره تجاهها / صح يا يزيد مينفعش نقول دلوقتي علشان منلفتش الأنظار لنا ويبدأوا يضيقوا علينا هناك احنا هنمشى وراهم وهناك ربنا يسهلها ، عن اذنكم.
امسك بمعصم غزل وسحبها خلفه بمفردهم .
حاولت فك قيده من على معصمها ولكن دون جدوي .
هرولت خلفه محاولة مضاهة خطواته حتى توقف أمامها فسحبت يدها بغضب وقبل أن تتحدث بدأ بصب غضبه عليها فنظر لها نظرة لجمت لسانها وابتلعته في حلقها ثم قال بنبرة تهديد ووعيد لم تعهدها منه من قبل / اقسم بالله العظيم الحركة ده مش هتعدي على خير بس انا دلوقتي بحذرك هزار ومرقعة مع شباب ممنوع علشان نبقي على نور .
ثم نظر لها من أعلاها لمخمصها قاضبا حاجبيه باشمئزاز سائلا / ثم ايه اللي انتى لابساه ده !؟
اضطربت ووجهت انظارها لنفسها لتقيم حالها وكأنها لا تعلم ماذا ارتدت ثم انتبهت أنه من يقود تفكيرها فتخصرت قائلة بتهكم / ماله لبسي ماهو زي الفل اهو !!
_ فل اسود ومهبب علي دماغك .
نطق بها يزيد لتتسع حدقتيها جراء أسلوبه الفج ليردف قائلا / لابسالي بدي اسود قصير وبنطلون اسود معرفش داخل فيكي ازاي؟
ده ميتلبس بره البيت يا هانم ، تعالي معايا.
سحبها عنوة مرة أخري متوجه إلى السيارة وهي تسير خلفه وكأنها منومة مغناطيسيا وكأنه شل تفكيرها .
وصل إلي السيارة فتح حقيبته التي بداخل السيارة وأخرج منها قميص ابيض ومده تجاهها أمرا إياها / اتفضلي البسي ده فوق اللي لبساه ،
انا مش عارف انتي ازاي مش بردانه!؟
نظرت بإنكار تجاه قميصه وقبل أن تنطق معارضه قال يزن الذي شعر باعتراضها بلهجة صارمة غير قابلة للنقاش / لو ملبستيش القميص يا غزل هخدك حالا وارجعك بيتكم فبلاش تجربي جناني وخصوصا في النقطة ده.
برغم تهديده إلا أن كلماته لمست قلبها فقد استشعرت غيرته لتبتسم وتمد يدها ساحبه القميص منه بدلال لترتديه بكل طاعة أمامه وكأنه أتى ليكمل أناقتها بهذا القميص فدار وجهه وافرا أنفاسه متمتما لنفسه / يخرب بيت جمالك اعمل فيكي ايه !!
لترى غزل إعجابه في عيونه فأرادت أن تزيده اشتعالا فاستدارت أمامه فرحة وقالت مبتسمة / تصدق طول الطريق عماله اقول الطقم الاسود ده ناقصه حاجه مش عارفه ايه هي ؟
نظر يزن إليها بنظرة اعجاب ثم قال قاصدا معنى عميق لجملته / علشان تعرفي اني بكملك .
توقف الزمن لينظر كلا منهم للآخر يستشعر حقيقة المشاعر والنظرات قبل أن يعى حقيقة الجملة حتى انتبها كلاهما على زميلة غزل التي قالت / ايه يا غزل مش يالا عايزين نلحق مكان مميز.
نظرت غزل لها واومأت وقبل أن تغادر معها أوقفتها زميلاتها وهي تنظر تجاه يزن بابتسامة عريضة واعجاب واضح / مش تعرفينا الاول !
وهنا استعاد يزن شخصيته اللعوب ليمد يده معرفا ذاته دون انتظار لتقديم غزل التي فوجئت بتلقائيته وطريقته المرحة التى تحدث بها قائلا / يزن باشا وتقدري تناديني بيزن أو زيزو زي ما تحبي .
ضحكت الفتاة قائلة / ايه كم حرف الزين اللي في جملتك ده !؟
_ اصل الزين ميحبش الا الزين ولا ايه؟؟
ظلت غزل تلتفت يمينا ويسارا تاره ليزن وتارة لزميلاتها متعجبة من طريقته التي لم تتوقع أن يكون بها فاوقفت حديثهم المرح زيادة عن الطبيعي وهي تنظر تجاه يزن وبابتسامة صفراء قالت / نسيت تكمل تعريفك يا يزن ........ باااشا .
ضغطت على اخر كلمة بهدف السخرية ثم التفتت لزميلاها قائلة / يزن خطيييبي وجاي الرحلة مخصوص علشاااااني .
ثم التفتت ليزن مرة أخرى وقالت بدلال وهي تمسك طرف لياقة قميصة / مش كدة يا زيزو .
رمش يزن عدة مرات فهو لم يستوعب ماذا يحدث ايصدق أنها تغار ؟؟
اذا هي تحبه فلما كل هذا العناد ؟
أراد أن يطمئنها قليلا ويستغل الموقف كثيرا فوقف بجوارها وأحاط كتفيها بذراعه جاذبا إياها داخل احضانه مؤكدا لها/ طبعا يا حبيبتي لو مش هاجي علشانك هاجي علشان مين؟
نظرت لهم الفتاة بحرج ثم قالت وهي تذهب / طب يا غزل متتاخريش وانا هحجزلك جنبنا.
انصرفت الفتاة لتزيح غزل يده بشدة وابتعدت قليلا قائلة / ايه ما صدقت جاي تلزق فيا وخلاص .
نظر لها متعجبا من انفصام شخصيتها ثم ابتسم وغمز بإحدى عينيه معلقا بكلمة واحدة / بتغيري؟
احمر وجه غزل خجلا وانطلقت الي مجموعاتها لتستقل الاتوبيس وتبدأ رحلتهم والتي كانت بمثابة رحلة جديدة في علاقتهم قد يكتشفوها معا.
...................................
توجهت ماجدة للمكان المتفق عليه مع نضال والذى استقبلها الاخير بابتسامة عريضة.
جلست ماجدة متعجبة من ابتسامته وترحابه الذي لا يدل على وجود مشكلة ما .
ظل يتحدث نضال معرفا عن ذاته ،متباهي بما يملكه من مقاومات بالوسامة والوظيفة وكأنه يقدم CV للتقديم للعمل لم تفهم ماجدة لما كل هذه المقدمات والتي من المؤكد ليس لها أي علاقة باختها ولكنها تشعر بمحاولاته في لفت انتباهها فادعت البلاهه وقطعت وصلة التباهي تلك وسألته متعجبة / معلش انا اسفة لقطع كلامك بس انت قولتلي عايز تقابلني علشان موضوع خاص باختي ،
ايه علاقة كلامك ده باختي ؟
ازدرأ نضال ريقه واضطرب قليلا فلم يجرب من قبل محاولة لفت نظر أحدهم بل الجميع كان يحاول لفت نظره هو والأغرب أنها لم تبالي بل لم تدرك غرضه من الأساس ليسحب نفسا عميقا ثم يزفره على مهل ويدعي البرود والابتسام فالواضح أنها ستجهده قليلا ،
حسنا فليتبع أسلوب آخر فقال مبتسما / انا اسف استرسلت في الكلام معاكي ونسيت اللي جاي علشانه .
تعجبت ماجدة ورفعت إحدى حاجبيها فهي ليست بغبية هي تعلم جيدا محاولاته بلفت انتباهها ولكنها لم تتوقع هذه الإجابة حسنا فلتكمل اسلوب عدم الاستيعاب لتقول ببساطة / اتفضل سمعاك.
قبل أن يبدأ حديثة اردفت هي قائلة بابتسامة/ قبل اي حاجة انا عايزة اشكرك على اللي عملته مع اختي واللي بجد لولا اللي عملته ده كان زماني منفوخة من عيلتي .
اعدل لياقة قميصه ليقول متباهيا / على فكرة ده اقل حاجه عندي انا بس اللي مبرضاش اتكلم عن نفسي كتير ،
المهم انتي كدة مديونالي بخدمة وجه وقتها
قلبت عينها قليلا ثم قالت / يا سلام على التواضع ،
اتفضل خير ايه الخدمة اللي عايزها.
بدأ نضال يسرد لها خبر إنهاء خطوبة چواد و ينقل لها نية صديقة چواد بمحاولة عودة التقرب والتقدم ثانية لاختها ويجب عليها التمهيد لها للأمر بل ومحاولة إقناعها ليتفقا كلاهما على ذلك .
وجدا كلاهما أن الوقت مر سريعا فاعتذرت واستعدت للمغادرة ولكنه استوقفها قائلا/ هشوفك تاني امتى ؟
نظرت له بتعجب من طريقته وجملته فعقدت حاجبيها فأكمل موضحا / قصدي علشان اعرف عملتي ايه وأبلغ چواد.
فكرت قليلا ثم قالت/ بص المفروض كتب كتاب اخويا خلال الأسبوع ده هعرف التفاصيل وابلغك بحيث ممكن تكون فرصة لچواد يتقرب من ميار تاني في الفرح واكون انا برضه مهدتلها الطريق .
ابتسم نضال ونظر داخل عيونها قائلا بتوسل / يعني اعتبر نفسي معزوم بالفرح .
اضطربت ماجدة اثر نظراته لها ونبرته الحانية لترمش باهدابها قليلا وزاغت انظارها لا تعرف بماذا تجيب ولا كيف تؤكد على دعوته فكيف لها أن تدعوه هي وبماذا تبرر دعوتها لأهلها فجائتها الفكرة قائلة بخجل وهي تزيح بعض الخصلات من شعرها خلف أذنها / بص هو اكيد محمد هيعزم چواد وماما هتعزم طنط اخلاص فممكن بقي چواد يبقى يعزمك انا مليش دعوة .
ابتسم نضال لما يرى من الخجل والتهرب على محياها وهذا يدل على تفهمها لسؤاله بل ولنظراته ليكمل قائلا / وهو كذالك.
وانا منتظر رسالة منك تعرفني التفاصيل .
اومات برأسها وسحبت حقيبتها وانطلقت من أمامه فهي لم تجرب هذا الشعور بالخجل من قبل لطالما كانت القوية الجريئة والتي حاول الكثير من التودد والتقرب لها ولكنها دوما ما كانت توقفهم عند حدهم بنظرة أو بكلمة ولكن هذا النضال غير كلماته وأسلوبه غيرهم تماما بل وصبره عليها وتقبله لحدتها كما فعل معها بالمشفى عكس من قابلتهم جميعا بل والاكثر من ذلك فقد وافقها على فكرتها وعمل على تنفيذها ولكن بالشكل الصحيح فلطالما تعودت على استنكار الجميع من تهورها وجنونها الا هو فهو الوحيد الذي شعرت أنه يحتوي جنانها بل ويوجهه التوجيه الصحيح شعرت وكأنه يكملها فكان ينقصها في جنانها ذلك من يهذبه قليلا ويستغله الاستغلال الأمثل.
خرجت وعلي محياها ابتسامة لا تعرف سببها وبداخلها شعور بالسعادة لم تجربه من قبل .
وصلت الي المنزل لا تعرف كيف ولكنها توجهت مباشرة الي غرفة ميار لتبدأ معها التمهيد كما طلب منها نضال .
بعد قليل من السرد من جهة ماجدة حول إنهاء چواد لخطبته وتجديد طلبه بالزواج من ميار وجدت ماجدة نظرات اختها الضائعة فربتت علي فخذها قائلة / مالك يا ميرو بتفكري في ايه؟
نظرت ميار لاختها بحزن يكسو جميع ملامحها قائلة بنبرة حاولت جاهدة أن تكون طبيعية ولكنها خفقت فصدرت نبرتها مرتعشة وهي تهز رأسها رافضة قائلة / انا منفعش چواد يا ماجي .... انا مبقتش انفع حد...
ثم اجهشت بالبكاء فقد تذكرت معاملة حسن وكيف كرهت علاقة الزواج تلك بسببه منذ ليلتها الاولى فقد تكونت لديها فكرة أن جميعهم مثل حسن.
فاردفت مكملة / انا بحب چواد ومش عايزة أكرهه زي حسن ....
كفاية يكون ذكرى حلوة في حياتي ...
مش عايزة أكرهه يا ماجي ....مش عايزة.....
لم تعي ماجدة ما تقصده اختها فكانت تتوقع سعادتها بتقربه مجددا ولكنها وجدت هروبها منه ،
كيف تحبه ولا تريده ؟ كيف ؟
اقتربت ماجدة واحتضنت اختها مربته على ظهرها كمحاولة لتهدأتها قائلة / اهدي يا ميرو .. اهدي انا مش فاهمة حاجه... ازاي بتحبيه وبتهربي منه ؟
طب فهميني انت قصدك ايه؟
ظلت ميار تبكي حالها كيف ستسرد لاختها ما تقصده فهي بمقتبل حياتها ولا تريد أن تكون سببا في خلق عقدة نفسية لها جراء الزواج ربما حالها يكون غيرها .
فكفكفت دموعها وحاولت أن تقنعها بسبب اخر قائلة / انا قصدي أن انا بقيت مطلقة وهو متجوزش قبل كدة و ممكن مامته متوافقش.
ده غير الكسرة اللي جوايا انا بقيت محطمة من جوة يا ماجي .
وممكن لا ده اكيد كل اللي جوايا هيأثر في معاملتي معاه.
فأكيد مش هيستحملني ومش مضطر يستحملني اصلا .
ده غير موضوع حملي الصعب واللي زي ما سمعتي من الدكتور أنه حتى لو حصل بيكون صعب يكمل زي ما حصلي فبرضه هو ملوش ذنب يستحمل واحدة بقت معقدة نفسيا ويستحمل كمان أنه ممكن ميكنش اب في يوم من الايام....
هو ميستاهلش كدة ...
وانا مش هستحمل اشوفه مضايق مني أو ممكن يفكر يتجوز عليا علشان يخلف .... علشان كده بقولك مش عايزة أكرهه فهمتيني يا ماجي؟
نعم تعي ما قالته اختها جيدا ،
تعي أنها أصبحت مهشمة من الداخل ولكنها توقعت بتكرار تقرب چواد سيصلح من حالها ولو قليلا ولكنها وجدت العكس ،
الهذه الدرجة قضى عليها حسن لتجز على أسنانها تسبه سبة نائبة .
ثم قالت محاولة إقناعها بتكرار التجربة لعلها أصبحت افضل/ يا ميرو يا حبيبتي اولا ده طلب چواد نفسه يعني هو قابل بيكي بأي حال ومامته بتحبك وعارفة أن ابنها بيحبك يعني اكيد مش هترفضك لمجرد انك مطلقة ،
ثم يعني ايه مطلقة يعني تموتي يعني وملكيش حق تعيشي تاني !؟
ويا ستي اديله فرصة لو معرفش ينسيكي اللي حسن عمله فيكي يبقى بلاش .
حاولت ميار التهرب من الفكرة نفسها فقلبها وعقلها يدفعها دفعا له ولكنها خائفة منه وعليه ولكنها لم تستطع إيصال فكرتها تلك لاختها فتحججت قائلة / طب والحمل يا ماجي هو ميستحقش يتحرم من الأبوة لمجرد أنه بيحبني .
ابتسمت ماجدة وقد استشعرت أن اختها على شفا الاقتناع فقالت لها / اولا يا ستي الحمل انتي حملتي فعلا والحيوان اللي زقك والحمد لله أنه مكملش وطبيعي اي حد حمله صعب أو سهل يحصله كدة .
ثانيا بقي وده الاهم الدكتور قال إن حالتك بسيطة وهتستجيب للعلاج والعملية ومعتقدتش چواد هيبخل عليكي زي الزفت التاني فمتحمليش نفسك فوق طاقتها وحاولي تنسي يا حبيبتي يمكن ربنا شايلك الافضل.
انتهت المناقشة وخرجا كليهما للصالة يتابعون التلفاز.
جلست ميار وهي شاردة لا تعرف إيصال مقصدها لاختها برغم فرحتها بتودد چواد بل وسعد قلبها كثيرا عندما علمت أن هذا بناء على مطلبه ورغبته ولكن ما حدث معها جعلها خائفة بل ومرتعبة فهي لم تستطيع تحمل أن يحدث ما تخاف منه من حبيبها فقد تأكدت أنها لم تستطيع إسعاده فليس امامها إلا أن تبتعد.
بينما ماجدة شعرت بالسعادة فقد استشعرت اقتناع اختها بالأمر بعد مناقشة مجهدة كما شعرت أنها نجحت في أول مطلب من نضال وعليها أن تبلغه بذلك فأمسكت هاتفها وارسلت رسالة كان نصها ( اخيرا اقنعتها تديله فرصة بعد عذاب والباقي على صاحبك بقي.
يا يقنعها يكملوا يا ينسي خالص وخاصة أنها تقريبا اتعقدت فيخلي باله اللي جاي مش سهل ،
انا كدة عملت اللي عليا وهبقى اقولك على تفاصيل الفرح)
ثم أغلقت التطبيق لا تعرف لما استرسلت في رسالتها بل ووضعت بها بعض النقاط المثيرة للنقاش ولكنها أقنعت ذاتها أنها أرادت أن توضح الأمر ليس إلا .
على الجانب الآخر تلقي رسالتها فسعد كثيرا لاستجابتها وفتح الرسالة يقراها بتمعن فلم يجد ما يشير على أي رسالة مبطنة بها ولكنه وجدها رسالة كبيرة وتحوى بعض النقاط التي تستدعي المناقشة فربما أرادت ذلك فأرسل لها اسئلته برسالة ( ليه اقنعتيها بصعوبة انا كنت متخيل أنها هتفرح ؟
وقصدك بايه أنها اتعقدت وان اللي جاي مش سهل ؟
وهل هي رافضة الجواز عموما ولا رافضة چواد خاصة ؟ تسمحيلي اكلمك افهم منك افضل من الرسايل علشان اعرف أوضح وجهة النظر لچواد مش اكتر!؟)
كانت جالسة هي وميار تدعي التركيز مع التلفاز بينما والدتها بالمطبخ فكانت بين كل برهه والأخرى تنظر لهاتفها وكأنها منتظرة رسالة ما حتى صدح هاتفها معلنا عن وصول رسالتها المنتظرة ففتحت الرسالة بتسرع وقرأتها لتبتسم وكأنها وصلت لمبتغاها ليعلن الهاتف بعد لحظة عن اتصاله فدخلت غرفتها مسرعة وأغلقت علي حالها وفتحت المكالمة لتجيب على اسئلته التي كان يدعي هو الآخر عدم فهمه لما تسرده حتى يطول الحديث بينهم .
بينما جلست ميار أمام التلفاز شاردة فيما دار بينها وبين اختها وعقلها يستعيد كل ذكرى لچواد منذ لقائهم حتى افتراقهم وهاهو الان يحاول مجددا ربما كان نصيبها كما قالت اختها.
......................................
وصل يزيد ويزن للمكان المنشود بالعين السخنة كما علما من غرام والتي كانت تتلقى الترقيع من اختها طوال الطريق بسبب إبلاغها ليزيد دون أن تبلغها بذلك .
ظلا ينتظران الحافلة التي تقل غزل وغرام فابتاع يزيد بعض المسليات لحين وصولهم وجلسا ينتظروهم حتى وصلت بالفعل جميع الحافلات ودخلا الشاطئ ليتبعهم يزيد ويزن .
اتجهت غرام ليزيد ليبدأ يومهم معا كما اتفقا
بينما غزل حاولت التهرب من يزن ليجلس بمنضدة بمفرده تحت شمسية مراقبا لها وهي تضحك مع زميلاتها فأمسك الهاتف وأجرى اتصالا بها وعيونه عليها ليرى أنها نظرت بالهاتف ثم نظرت له وأغلقت الهاتف مستكملة حوارها غير عابئة به .
استشاط يزن وأخرج سجائره يشعلها بدلا من حاله بينما هي توجهت لغرفة تبديل الملابس مع زميلاتها وبعد قليل خرجت من الغرفة مرتديه نفس البادي ولكن غيرت بنطالها باخر من النوع الرياضي القصير قليلا حتى ركبتها فاستشاط يزن أكثر واستوحشت نظراته محاولا تهدأة روحه والالتزام بضبط النفس ولكنه لاحظ اقتراب بعض الشباب منهم واتجاههم لمكان لعب volleyball ظل يراقبها محاولا عدم إفساد يومها ولكن صوت صراخهم وضحكهم بنبرة صاخبة جعلته لم يستطيع التحكم في ذاته أكثر من ذلك خاصة صوتها هي كان أكثر ارتفاعا عن اقرانها فاستقام داهسا سيجارته العاشرة تحت أقدامه وتقدم منهم فرأي شاب يحاول التقرب من غزل ومحاولة اصطناع الاصطدام بها مرة تلو الأخرى وهي تصرخ باستمتاع/ اااه ..... حاسب يا ايمن كنت هتوقعني .
حتى اصطنع الاخير أنه سيقع مرة أخرى ولكن هذه المرة ادعى أنه يتشبث بها لتصبح باحضانه فوجد من يسحبه من كتفه ويلقنه لكمة قوية أسفل فكه فيفترش ايمن الأرض لتشهق غزل مما حدث بينما تجمعوا الشباب حول يزن محاولين الدفاع عن زميلهم الذى بدوره حاول النهوض لولا قدم يزن الذى ركله بها ليهب الاشتباك بين زملاء ايمن ويزن ويلاحظ يزيد اشتباك أخيه فينطلق محاول فض الاشتباك الذى لا يخلو من الألفاظ البذيئة غير مراعين وجود فتيات بينهم .
بعد فترة من محاولة يزيد وبعض الشباب بفض الاشتباك بين الجهتين حاول يزن الانفلات من ايدي أخيه قائلا / ابن ال...... كان بيتحرش بيها وعامل نفسه بيقع ،
انت هتستعبط يالا ده خطيبتي يا حيوان.
ايمن من الجهة المقابلة وبعض زملائه يحاولون الامساك به / انا فعلا كنت هقع ،
ثم مين ده اصلا علشان ابصلها؟
واتحرش بيها ليه ؟
ده متسواش اساسا !!
_ اه يا ابن ال..... انا هعرفك قيمتك يا حي*وان .
نطق بها يزن محاولا الانفلات من ايدي أخيه وبعض الشباب المحاولين لفض الاشتباك ولم يخلو الأمر من التراشق بالالفاظ بين الجهتين حتى أتى الأمن الذى انهي الأمر فاقترب يزن من غزل التي كانت بين زميلاتها محاولين تهدأتها وأمسك بمعصمها ساحبا إياها خلفه وهي استجابت له بكل سلاسة فلم تكن بحالتها التي تجعلها تقف أمامه الان بينما الفتيات حاولن أن يمنعه أو التلفظ فاسكتتهم غرام قائلة / يا بنات خطيبها وعايزها مفيش مشكله هيهدوا شوية وهترجع تاني .
وبالفعل صمتت الفتيات وانطلقن لنشاطهن بينما غرام توجهت ليزيد قلقة على اختها ليطمئنها قائلا / متخافيش يزن متنرفز وعايز يطلع نرفزته فيها بس مش هيأذيها متخافيش.
ظل يزن ساحبا غزل خلفه حتى وصل إلي السيارة وفتحها ثم اركبها إياها وتوجه الي مقعد القيادة يقود سيارته بصمت تام وبسرعة عالية .
ظلت غزل بجوار يزن بالسيارة ملتزمة الصمت فهي تعلم أنه قد نبهها بعدم التحدث مع الشباب وعدم الضحك والصراخ بصوت عالي ولكنها أرادت أن تثير غيرته لا تعلم لما ولكنها لم تقصد أن يتطور الأمر بهذه الصورة .
ظل هو يزيد من سرعة السيارة وكأنه يخرج غضبه بهاوظلت هي على حالها صامته تمسك بمقعدها محاولة تمالك حالها فقد انتابها حالة ذعر من سرعته هذه حتى رأت سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس لنصره واضعة يدها على وجهها بينما هو تفادى السيارة ببراعة تعود عليها ليهدأ من سرعته قليلا عندما سمع صوت بكائها فزفر أنفاسه واتجه ليمين الطريق ليوقف السيارة ثم اعتدل بجسده ناحيتها ناهرا بها / انا عايز اعرف بتعيطي ليه دلوقتي ؟
عجبك اللي حصل ده ؟ عجبك؟
ظلت تبكي وهي تؤمئ برأسها رافضة ثم أكمل وصلة استجوابه وكأنه يتأكد من أنها استمعت له من الأساس فقال بصوت عالي اقرب للصراخ / هو مش انا قولتلك مفيش ضحك ولا مرقعة مع الشباب ؟
قولت ولا مقولتش ؟
اومأت برأسها مجددا ولكن بالايجاب ليزداد غضبه فأكمل قائلا / ولما انا قولت وانتى سمعتي .
الضحك والمرقعة دول كانوا ليييييه ؟
ولا كان عجبك أنه بيخبط فيكي كل شوية ؟؟
هزت رأسها رافضة وما زالت واضعة كفيها على وجهها وكأنها تخاف أن تواجه وجهه وهو غاضب ولكن مجرد هز رأسها لم يكفيه كأجابة عن سؤاله الذي أثار غيرته فكان يريد ردا قاطعا وبصوت يشفى جنونه فأمسك يدها وازاحهم عن وجهها أمرا إياها بنبرة صارمة وهو يهزها / متهزيش راسك وردي عليا زي ما بكلمك كان عاجبك خبطه فيكي ؟
لم تجيبه وظلت تنظر له بعيون باكيه وأسفة لا تعرف بماذا تجيبه هل يصدق أنها كما يظنها معجبه بتحرش الشباب بها ؟
ما زال ممسكا يدها ويضغط عليها دون وعي فصرخ بها يريد أن تجيبه لتهدأ ناره المشتعلة بالداخل فأعاد سؤاله بنبرة أكثر صرامة وحدة / عاااااجبك؟
_ لا .... لا....
نطقت بها باعلى ما لديها من صوت حتى شعرت وكانها جرحت حنجرتها ثم أغلقت عيونها تبكي ودموعها تنهمر على وجنتيها ،
لا تريد أن يراها تبكي ولكنه ماسكا يدها بل وضاغطا عليها فلم تسحبها وفضلت أن تغلق عيونها عن عيونه .
ظل ينظر لها وكأن صوتها العالي قد وصل لاركان قلبه فرجه قليلا ليرتاح كثيرا .
فزفر أنفاسه وبدأ يرأف بحالها فقد كان قاسيا عليها رأي دموعها تجرى على وجنتيها وصوت شهقاتها تمزق نياط قلبه فأراد أن يعتذر ويهدأها ترك يدها وإزاح بابهامه دموعها بكل رقة ولكنها لم تكف عن البكاء فظلت تبكي وهي مغمضة العينين فاقترب قليلا منها ليبث لها اعتذاره عن عصبيته المفرطه ليلامس بفمه وجنتيها فاهتاجت مشاعره وبدأ أن يقبلها بكل رقة ونعومة متبع طريق الدموع .
بدأت تشعر بقرب انفاسه فضغطت أكثر علي جفونها محاولة رفض قربه لم تعي لترك يده لها فظلت تبكي وتهز رأسها رافضة قبلاته تلك حتى وصل إلى التقاء دموعها بشفاهها لتفتح عيونها وقبل أن تنطق بالرفض كان هو مبتلع شهقاتها داخل جوفه ليلتقط شفاهها بقبلة رقيقة يبث بها كامل اعتذاره ومشاعره بعد برهه أدركت ما يفعله يزن فحاولت التملص منه فأمسك بيده رأسها لتثبيتها فأدركت للتو أنه ترك يدها لتضرب بيدها على كتفه ليدرك أن قبلتهم قد طالت قليلا ليبتعد ويتنحنح مددعي الجدية ليجد كفها قد نزل على وجهه قائلة / انت قليل الادب .
فاستوحشت نظراته اثر ضربها له وانكمشت هي على حالها قبض يده حتى برزت عروقها وأطلق زفيرا عاليا ثم اعتدل بمقعده واشغل محرك السيارة ليعودا معا .
عادوا كليهما وكلا منهم المشاعر تعبث به .
انتهى اليوم وعادت غزل تنام بغرفتها لتتذكر قبلته فتضحك قليلا وتتحسس وجنتيها متذكرة اقترابه منها بهذا الشكل المهلك .
بينما يزن ظل طوال الليل يفكر كيف لم يستطيع التحكم بذاته كلما اقترب منها فهو ليس بالشاب الخام أو غير متعدد العلاقات وكثيرا ما قابل الفتيات وكثيرا ما تهافتوا عليه ولم يتحرك به أنشا واحدة سوى من أجل مجاملتهم ولو قليلا ولكن مشاعره تلك لم تتحرك هكذا الا لها ليتخذ قراره ويجب أن يسرع في تنفيذه.