رواية معدن فضة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم لولي سامي
في الصباح بمنزل حسن استيقظ علي طرق قوي على باب شقته.
استيقظ على أثره كل من بالمنزل ليعتدل حسن من نومه قائلا بصوت ناعس وهو يتجه نحو الباب / هو من ساعة ما ميار ما مشيت والباب كل من هب ودب بيخبط عليه بشكل يخض كدة،
ربنا يستر انا استويت.
فور أن فتح الباب وجد من يلقنه لكمة قوية ليجد نفسه ملقى أرضا وكأنها أصبحت عادة .
امسك حسن بفكيه رافعا رأسه ينظر من الضارب اليوم ليجد ضابطان شرطة وخلفهم عساكر.
جحظت عيناه مع لحظة وصول انوار وغادة ليطرقا علي صدرهم ويصرخون ليفزع بهم ضابط الشرطة فتضع كلا منهم يدها على فمها ثم وجه الضابط حديثة لحسن قائلا / انت المدعو حسن ؟
كان حسن مازال ملقى أرضا ممسكا بفكيه يتأوه من الالم قائلا بصوت خافض / انت بتضرب الاول وبعدين تسال؟
أعتقد الضابط أن تأوهه هذا اجابة علي سؤاله ليعطي أوامره للعساكر قائلا / هاتوه.
لتضرب انوار وغادة على صدورهم قائلين بصراخ / عملت ايه يا حسن؟؟
لتكون ميار ماتت يا حسن!؟
ظلوا يصرخون خلفه والعسكر يسحبونه سحبا حتى اركبوه سيارة الشرطة واستقل حسن سيارة الشرطة متوجها إلى القسم لتبدأ هناك معاناه من نوع اخر.
في القسم لم يعرف تهمته بعد ومن الواضح أنهم يهتمون بضيافته فلم يتركوه وحيدا مطلقا .
خرت قوى حسن بعد أن قام كل ضباط القسم بالتدريب عليه وعمل الرهان باقوى لكمه ليفوز بها نضال .
ثم شكر نضال زملائه وطلب منهم يتركوه مع حسن بمفرده .
وبالفعل توجه نضال لمكتب اخر وحاول العساكر مساعدة حسن علي الانتقال لمكتب نضال باشا .
جلس نضال علي المقعد رافعا قدمه اعلي المكتب يريح ظهره للخلف قائلا لحسن / معلش يا ابو علي انت عارف ده تقاليد قديمة عندنا لازم نرحب بالزبون قبل ما نبدا في حاجة.
استمع نضال لهمهمات من حسن من اثر الضرب لم يستطيع أن يحرك فكيه ليستطرد نضال متوقعا رده قائلا / مانا برضه وحياتك قولتلهم كدة ،
قولتلهم حسن مظلوم ميعملهاش بس تقول ايه بقي ربك على الظالم والمفتري.
ثم اعتدل نضال علي مقعده شابكا يده اعلي المكتب ناظرا لحسن/ انت ضربت مراتك ليه يا حسن؟
لينفي حسن برأسه فيسأل نضال سؤال اخر وكأنه يفهم لغة الإشارة ويتجاوب معه بالحديث / لا يا راجل ولا زقتها خالص؟
لينفي حسن برأسه فيبتسم نضال قائلا / يعني هي كدابة يا حسن ؟؟
اماء حسن برأسه ليعتدل نضال بجلسته ويصطنع أنه يفتح ملف ما أمامه ممسكا بورقتين يتحدث من خلفهما يشير باحدي الورقتين قائلا / بس على حسب المحضر اللي عاملهولك بتتهمك فيه انك اعتديت عليها وزقتها وخبطتها في الحيطة .
ثم يشير بالورقة الثانية يقول / وعلي حسب تقرير الطبيب اللي بيقول فيه أن اللي حصلها نتيجة دفعه قوية وارتطام قوي بجسم صلب .
ثم وضع الورقتين داخل الملف وإغلقه ثم شبك كفيه ونظر تجاه حسن قائلا / يعني كلام الدكتور متطابق مع كلام مراتك يبقى هنا حضرتك اللي كداب يا حسن .
ابتلع حسن لعابه بصعوبة وحاول أن يتحدث جاهدا من آثار اللكمات التي تكاد تكون فككت فكيه ليقول بتلعثم وصوت خافت / انا .... كنت باخد .......... منها الشنطة .............. بس والله .
بس هي ......... اللي كانت ماسكة ........... فيها تقولش جرادة ........... ولما خطفت الشنطة هي وقعت لورا ،
ووالله العظيم ماكنت اعرف انها حامل .
استقام نضال من مقعده ليتوجه الي حسن الذي بدوره تكور حول ذاته فور وقوف نضال خوفا من الضرب ليربت نضال علي كتفيه قائلا/ متخافش متخافش يا ابو علي انا بس عايز اسالك سؤال .
هو انت صحيح كنت بتحاول تاخد شنطتها علشان تاخد منها فلوسها ؟
بكل عفوية وصراحة اماء حسن برأسه ليتفاجأ بلطمة قوية علي رقبته من الخلف لينتفض علي آثارها واضعا كفيه عليها ليهدر به نضال قائلا/ بقي يا ن ط ع بتاخد فلوسها وبالعافية.
ثم امسكه من لياقة قميصه من الخلف وسحبه للاعلي حتى استجاب حسن متحاملا على ذاته ووقف معه.
فأخذ نضال يهزه يمينا ويسارا وزغر له بعيونه قائلا بصوتا مهيب/ وحياة امك لو ما سمعت ونفذت كل اللي هقولهولك لاخليك مش راجل بحق وحقيقي بدل مانت دكر ملكش لازمة ومبوظ سمعة الرجالة اللي زينا .... سامع.
كان حسن جاحظ العينين لا يعرف لماذا يجيب حتى صرخ به نضال قائلا/ سااااامع.
اماء حسن سريعا برأسه مرددا كلمة واحدة / اااامع سااامع وهنفذ ... حاضر هنفذ.... هنفذ.
.................................................
واخيرا عادت ميار الي منزل والدها .
عادت وهي تشعر بعودة روحها بعد أن كادت تشعر بزهقها.
بعد أن طمأنتها ماجدة بأن هذا الضابط سينهي الأمر وبرغم عدم معرفتها به لكنها ميقنة من أنه سينفذ فچواد صديقه واكيد سيتابع الموقف.
فمجرد صدور اسمه بالموقف شعرت وكأنها تستمد طاقتها وشجاعتها منه وهنا استجمعت قوتها واتخذت قرارها بعدم العودة مجددا لهذا الزوج الغير صالح للاستخدام الادمي.
وبرغم الم جسدها المستمر وبرغم خسارتها في جنينها الا انها تشعر بالسعادة والانطلاق وكأن حجر وقد انزاح من على صدرها بعد أن استجمعت شجاعتها وأخبرت والدها وكل أهلها بعدم رغبتها في العودة مجددا لهذا السئ مهما حدث .
بعد أن وصلت ميار بيت والدها دخلت غرفتها لتستريح بينما ماجدة قد نُصبت لها المحاكمة بعد أن عرفوا مقتطفات مما تم بالمشفى فجلست لتخبرهم بما تم مع نضال وچواد ليهب محمد ناهرا إياها قائلا/ يعني خلاص عدمتي ابوكي واخوكي رايحة تطلبي من چواد ،
انتي يا بت عبيطة ولا بتستعبطي ،
لو حد عرف باللي حصل سيرة اختك هتكون على كل لسان وممكن يقولوا بنتبلى عليهم علشان حبيبها يطلقها من جوزها وممكن بسهولة جدا جوزها ميرضاش يطلقها.
لتهب ماجدة تدافع عن نفسها واختها بصوت عالي غير عابئة لاحد / قولي كدة لو قولت ليك ولا قولت لبابا كنتوا هتسمعوا كلامي وتعملوا فيه محضر ؟
_اكيد لا يا غب*ية .
علشان مكنش هينفع محضر من غير أدلة أو شهود
وكلام اختك قصاد كلام أهله هينفي الموضوع يا هانم والظابط اللي سي چواد جابه قالك كدة،
انتي اللي مبتفكريش.
ظلت ماجدة علي عنادها قائلة / بس برضو قالي أنه هيربيه قولي كدة بعد اللي حصل لأختك المفروض نسكت عليه.
_ وهو انا سكت مانا روحت نفخته في بيته.
رفعت رأسها للاعلي تشعر بالشماته طالبة المزيد / مش كفاية هو باللي عمله في اختنا يستاهل اكتر من كدة ،
ويا سيدي متزعلش عمله حاجه خير وبركة معملش يبقى اسمنا حاولنا وكدة كدة هي طالبة الطلاق .
ضحك محمد باستهزاء قائلا / ابقي قابليني لو عمل حاجه هيدبس نفسه في مشكلة ملوش دخل فيها ليه .
ثم جلس على المقعد فليس بيده أن يفعل شيئا فما تم قد تم وانتهي ليستطرد حديثه قائلا/ ربنا يستر بس ومحدش يعرف بالجنان بتاعك وميطلعش علي اختك كلام ملوش لازمة.
ظل الاب والام يتابعون الحديث دون أي تدخل فلم يكن لدي توفيق اي وجه ليتدخل به ويتحدث عن الخطأ والصواب وهو أساس كل هذا العناء.
ساد الصمت فور استماعهم لجرس الباب فنظروا جميعهم لبعض ليسأل محمد متعجبا / مين اللي جاي دلوقتي.
ثم يذهب ويفتح الباب لتتسع حدقتيه وينظر لمن يقف على الباب وينظر تجاه ماجدة .
.................................................
ترفرف الفراشات دائما حول النار غير واعية بانها هلاكها ولكن كل ما يسيطر علي تفكيرها بريقها الجذاب حتى إذا اقتربت احترقت.
هكذا الإنسان احيانا تبهره النيران ببريقها الذي يضاهي بريق الذهب ولكن شتان عند ملامسة كلا منهم فللذهب متعة التباهي وللنار متعة المخاطرة الذي يفضلها البعض بل ويدمنها احيانا ويعتقد أنه يجيدها حتى إذا انكوى بنارها أعاد حساباته مرة اخري
بعد أن خرجت غزل من المرحاض أمسكت بزجاجة عطرها ونثرت منها علي ملابسها لتجحظ عيونها فور نثرها العطر ثم أخذت تتشمم نفسها وكأنها تكذب أنفها ثم نثرت القليل من العطر علي كفها للتأكد من رائحته لربما كانت الملابس بها رائحة أخري ثم قربت يدها من انفها واخذت تشتمها بتركيز ومن ثم تأكدت من المعلومة أن هذا ليس بعطرها بل وتذكرت أيضا أنه عطره هو فقد أفرغ محتويات عطرها ليملى القنينة من عطره .
جزت علي أسنانها واخذت تسبه بألفاظ نابية شاعرة أنها تستشيط غيظا منه حتى كادت تتوهم انها تخرج دخانا من انفها .
ولجت غرام غرفتها لتخبرها بطلب والدتها لها ولكنها اشتكت عطرا غريبا فتسائلت قائلة/ ريحة مين ده يا غزل ده رجالي كمان.
استدارت لها غزل ووجهها يكاد ينفجر من شدة الحمرة فتسائلت غرام بتعجب من هيئتها / ايه ده مالك في ايه ؟
أخذت غزل نفسا عميقا وعقدت النية بأخبار اختها كل شئ فقد اغتاظت منه بشدة وفقدت الامل في أن توقف مقابله التي لا تنتهي .
استجمعت شتات نفسها قائلة بنبرة حادة لا تحتمل الهزل / تعالي يا غرام في مشكلة كبيرة وللاسف كنت عايزة احلها بعيد عنك بس للاسف مقدميش غير اني ادخلك.
انزوت حاجبي غرام متعجبة من حديث اختها وشعرت بالقلق الشديد من جديتها بالحديث فتقدمت خطوتين لتوقفها غزل قائلة/ اقفلي الباب لو سمحت .
استدارت لتغلق الباب ثم توجهت أمام غزل التي أمسكت بكف اختها وجلست معها على الفراش قائلة / انا مش عايزاكي تزعلي مني أو تفهميني غلط بس الموضوع بجد وبخ اوي.
وللاسف كنت سايبة الحل من ناحيتك اخر حاجه بس هو مسبليش اختيار.
نظرت لها غرام وهي لا تعلم عن من تتحدث اختها فحثتها على الحوار / ادخلي بالموضوع على طول علشان قلقتيني اوي.
سحبت غزل نفسا عميقا فقد شعرت بالتردد ولكن لم يكن هناك متسع للرجوع لتبدأ بسرد الموضوع من بدايته وكل المقالب التي تمت بينهم .
وكل ما حجبته عن سردها قبلته التي لا تعلم لما حجبتها عن الحوار هل لخجلها من الفعل ذاته أم أنها لا تريد أن تزيد الطينة بله برغم ايقانها أنها ربما تكون الكارت الرابح في قصتها ولكنها آثرت باخفاء هذا الحدث.
لتتعجب غرام من قصتها عاتبة إياها / يعني كل ده يحصل وانا معرفش يا غزل.
شعرت غزل بالخجل من اختها قائلة / والله الموضوع في الاول كان صدف وبعدين فوجئت بيه في كلية زميلتي وعمل اللي قولتلك عليه ولما شفته تاني عند كليتي مقدرتش امسك نفسي وقررت اخد حقي وجرحتله العربية وبعدها فوجئت يوم قراية الفاتحة أنه اخو يزيد ومعرفش ازاي اخد البرفيام بتاعي والمفروض أنه وعدني يدهوني بس معرفش أنه مقلب من مقالبه اللي مبتخلصش.
استوحشت نظرات غرام لتلوم اختها قائلة/ لو كنتي صريحة معايا من الاول كنا خلصنا الموضوع ده وكنت لما عرفت أنه اخو يزيد كنت حذرته يقرب منك .
بس ملحوقة يا يلم اخوه يا كل واحد فينا من طريق .
شعرت غزل بأنها تسرعت في اخبار اختها فقد يصل الموضوع الي ما لا يحمد عقباه وأنها ستتحمل ذنب اختها إذا انتهت هذه الخطبه لعلمها كم تحب اختها يزيد وستتعذب بفراقه لتقول بندم / خلاص يا غرام محصلش حاجه لكل ده انا هتكلم معاه وبلاش يزيد علشان متزعلوش من بعض.
وقفت غرام عازمة قرارها قائلة بجد/ لا اسفة اللي ميحترمش عيلتي ميلزمنيش ولو حتى روحي فيه.
زمت غزل شفتيها تمتمت بصوت خافض ناهرة نفسها / يا طولة لسانك يا غزل ،
كله من عمايلك يا زفت انت.
اخرجت غرام هاتفها وأجرت اتصالا بيزيد الذي أجابها فور اتصالها لتسرد له كل ما عرفته وصوتها ونبرتها لا تنزر بأي خير ولكن موافقته على موقفها واعتراضه علي تصرف أخيه طمأن قلبها فقد تخيلت أنه سيقف بجوار أخيه حتى ولو مخطئ .
أغلقت المكالمة لتطمأن اختها بأنها ستحل كل شئ ولن تسمح للمدعو يزن بأن يقترب منها مرة اخرى .
وقع قلب غزل لا تعرف لماذا هل حقا لأن الموضوع سينتهي وهي لا تريد ذلك أم لتأثرها علي حال يزن فيما سيفعله معه أخيه واخيرا شعرت بالحزن لشعورها أن من الممكن أن يكرها يزن ويشعر أنها فتاة تحب الوقيعة لما سيحدث بينه وبين أخيه
وبرغم طمأنة اختها لها ولكنها لم تشعر بالاطمئنان كما أرادت غرام لها فحاولت غزل تغيير الموضوع لتسألها / مقولتيش ماما كانت عايزاني في ايه ؟
ضربت غرام اعلي جبهتها فقد نسيت أساس مجيئها لاختها قائلة/ يا نهار ابيض انا نسيت خالص وزمان ماما هتعلقنا علشان عايزانا نساعدها لعزومة بكرة .
عقدت غزل حاجبيها قائلة/ عزومة ايه ومين ؟
زمت غرام شفتيها ورفعت حاجبيها قائلة/ ماما عازمة يزيد ويزن شفتي الحظ.
اتسعت حدقتي غزل لتستطرد غرام قائلة/ ربنا يستر وميفسخش الخطوبة قبل العزومة ،
المهم انا هروحلها وانتي تعالي ورايا بسرعة .
ثم اتجهت ناحية باب الغرفة لتلتفت لغزل التي ثبتت بمكانها محدقة لاختها لتؤكد عليها مشيرة بسبابتها قائلة/ متنسيش تغيري هدومك قبل ما تيجي الريحة واضحة اوي ابن الايه روايحه نفاذه.
وكأنها وصفت حاله لتخرج غزل من شرودها هامسة لنفسها / هي روايحه بس اللي نفاذة!!
ده كله علي بعضه بيتغلغل وينتشر معرفش ازاي ،
ربنا يستر .
واتجهت الي المرحاض لتغسل يدها جيدا لعلها أزاحت رائحته من عليها ثم بدلت ملابسها ولكنها وضعتها بالخزانة وكأنها تريد الاحتفاظ بها بهذه الرائحة العالقة بها.
.......................................
فور أن فتح محمد باب الشقة وجد كلا من انوار وغادة فحدق بهم وازدرأ ريقه ثم نظر تجاه ماجدة التي فور رؤيتها لهم استقامت من مكانها بعيون متسعه وهكذا حدث مع توفيق وعزة ليفيقا جميعهم على صوت انوار قائلة / ممكن ندخل يا ابني .
عقد محمد حاجبيه من نبرة صوتها المستكين ثم أفسح لهم الطريق ليدلفوا داخل الشقه كادت أن تتهجم عزة عليهم لولا أن أمسك بها توفيق هامسا لها / استني يا ام محمد لما نفهم جايين ليه.
جلسوا كلا من انوار وغادة منكسين الرأس وساد الصمت بالمكان سمعت ميار من غرفتها بحضورهم فاسترقت السمع من خلف الباب لعلها تسمع ما سيقولونه لربما أنكروا كل شيء.
حتى قطعت انوار هذا الصمت الرهيب قائلة بتوسل / احنا محقوقين ليكم وجايين نطلب العفو من ميار أنها تسامح ابننا والله ما كان يقصد ،
والله ما يعرف انها حامل ، والله.....
قطعت عزة ثرثرتها لتهب من مكانها وتكمل باقي جملة انوار/ الله ياخده يا شيخة كان هيموت البنت ،
نسامحكم في ايه في بهدلة بنتنا ولا في سقوطها ....
امسك توفيق يدي عزة وهو متعجب من الموقف قائلا لعزة / استهدي بالله يا ام محمد واقعدي .
ثم التفت لأنوار سائله بحزم / عايزة ايه يا ام حسن؟
قاعدة تلفي وتدوري علي ايه ؟
لو بتفكري أن بنتنا ترجع تبقوا بتحلموا ده آخر حاجه بينا وبينكم وحق بنتي هنجيبه كويس.
_ جه .......... حق بنتكم جه والله .
نطقت بها انوار باذلال ثم اردفت مكملة /
اخوها جه وعدم ابني العافية.
ومش بس كدة ده كمان بنتكم المحروسة عملت محضر لابني في القسم والظابط جه وجرجره وانا جاية استسمحكم وانفذلكم كل اللي تؤمروا بيه بس ميار تيجي معايا تعمل تنازل عن المحضر ،
الواد كدة هيروح في شربة ماية وهو يا عين امه مكنش يقصد حاجه.
نظروا جميعهم تجاه ماجدة التي اشرق وجهها فلم يخزلها هذا النضال فابتسمت لهم وسحبت نفسا عميقا تملئ به رئتيها وتنظر لهم بعيون قاصدة جملتها / علشان تسمعوا كلامي .
ثم تحدثت هي مع انوار بعد أن وضعت قدم فوق الأخري قائلة / دلوقتي جاية وعايزة ميار تتنازل عن المحضر!؟
وكنتي فين وابنك بيبهدلها وانتي بنفسك انتي وبنتك كنتوا بتبهدلوها .
نظرت لها بتشفى وقالت لها / اسفين مش هنتنازل عن المحضر وخلي ابنك يدوق شوية من اللي عمله في اختي .
سمعت ميار كل شيء من خلف باب الغرفة فكادت أن تطير من السعادة لولا مرضها فارتاح قلبها وذهبت لتريح جسدها مرة أخري علي الفراش تاركة أمرها لله سبحانه وتعالى واختها.
ظلت انوار وغادة تستعطفهم من أجل التنازل عن المحضر حتى وافقت ماجدة اخيرا وقررت الذهاب بدلا من اختها مع محمد أخيها الذي أصبح لا يعلق بشئ تاركا لها الدفة بالكامل مع تعجبه عن كيفية تسجيل محضر بدون أدلة وبدون توقيع صاحبة الواقعة عليه .
ظل صامت حتى لا يظهر عدم فهمه للموضوع فحاليا سينهي الأمر ثم يسأل فيما بعد .
وصلوا الي القسم ليجدوا نضال ومعه حسن ورجل غريب .
فور دلوف ماجدة ومحمد مكتب نضال وبعد أن تم التعارف بين نضال ومحمد أخبرهم امام حسن بانه قد تم الاتفاق مع المدعو حسن بتطليق ميار واعطاؤها كامل حقوقها مقابل التنازل عن المحضر والا سيكمل في الإجراءات وبالفعل تم تطليق ميار علي يدي المأذون الذى أحضره نضال كما أجبر حسن والدته بإحضار كل متعلقات ميار من شبكة وملابس وتم تسليمهم لماجدة بالقسم ، كما تم الاتفاق على تسليم كل المنقولات باليوم التالي لمنزل والد ميار لينظر نضال تجاه ماجدة وكأنه يؤكد لها صدق وعده .
بعد أن انتهي كل شيء وذهب كلا لواجهته اجري نضال اتصالا بچواد الذي كان ينتظر على وهج من نار ليخبره بكل شيء ويخبره بأهم خبر وهو إتمام تطليق ميار من المدعو حسن طلقة لا رجعة فيها.
.......................................
بمنزل يزيد ويزن ظل يزيد يزرع أرضية منزله ذهابا وإيابا مستشيطا من الغيظ من أفعال أخيه الغير مسؤولة ،ينتظره على احر من الجمر حتى يقوم بتعنيفه ومعاتبته حتي سمع صوت المفاتيح تندس بمكانها بالباب لينفرج الباب معلنا عن وصول يزن والذي يبدو ان حالته المزاجية جيدة للغاية فقد ولج من الباب يدندن بأغاني سورية ووجه مبتسم .
بعد أن أغلق الباب أخذ يتلاعب بالمفاتيح وفور رؤيته لأخيه ظل يلاعب حاجبيه وما زال يدندن أغانيه وقبل أن يمر من أمام أخيه أمسك به يزيد من عضده والفته إليه ليباغته بلكمة أسفل فمه ناهرا اياه / ملاقتش غير غزل اللي تطاول عليها يا قذ ر .
تراجع يزن خطوتين اثر لكمة أخيه واتسعت حدقتيه ناظرا ليزيد بخجل جم ووقع قلبه باقدامه فلم يتوقع أن يصل الأمر إلى يزيد ومن الواضح أنه عرف كل شيء وهو لم يكن يقصد إفساد خطبة اخية الكبير الذي يكن له كل الحب والاحترام والعرفان بالجميل .
بل كل ما كان يريده بعض من اللهو والتسلية وربما التلذذ بعنادها ومقالبها ليزدرأ ريقه ويعدل من حاله ثم يقول بخجل / والله يا يزيد اللي حصل غصب عني ومعرفش ازاي حصل كانت لحظة طيش ومعرفتش امسك نفسي بس والله العظيم......
قطع يزيد استرسالة بالحديث قائلا بصوت جهوري / تدلق عليها العصير غصب عنك !
وتاخد البرفيام بتاعها غصب عنك !
وكمان لما تحب ترجعهولها ترجعلها البرفيام بتاعك!
تقصد ايه بالموضوع ده ؟؟
يعني لو والدتها عرفت لا يمكن تسمحلنا ندخل بيتهم تاني واخويا اول مرة يدخل البيت سرق من عندهم برفيام ؟ ليبيه ؟
عايزة اعرف ليه اخدت البرفيام بتاعها وازاي جتلك الجرئة تدخل أوضتها اساسا ؟
مفكرتش في حالي انا وشكلي هيكون ازاي؟
كل هذا ويزن يبحث بين كلماته عن شكوتها بالقبلة وتحسسه لظهرها وأمره لها بأن ترتدي شال علي فستانها ولكن من الواضح أنه لم يعلم بهذا الأمر ولم تذكره هي من الأساس إذا لم يذكر هذا الحوار فماذا يقصد بالتطاول ؟
هل يقصد المقالب التي حدثت بينهم !؟
وبرغم سعادته طوال اليوم بمقابلتهم إلا أن اليوم انتهي بنتيجة هذه المقابلة ليتنفس يزن الصعداء ثم حاول قطع حديث أخيه والتقرب له بوجه خجل قائلا / انا اسف يا يزيد واللي تؤمر بيه انا هنفذه .
بس مضايقش نفسك ولو عايزني اعتذرلها هعتذرلها .
لمس يزيد الندم بنبرة أخيه ولكنه لم تلين ملامحه ليخبره بقراراته النهائية والتي لا جدال بها /لا مش هتعتذر علشان اصلا مش هتشوفها تاني.
عقد يزن حاجبيها ليردف يزيد بشروطة قائلا / اولا عزومة بكرة مش هتيجي معايا واي عزومة بعد كدة تتحجج بأي سبب وتعتذر ،
من الاخر مش عايزك تشوف غزل ولا تحاول تقرب منها حتى.
لحد يوم فرحي وبعده كمان متحاولش تهوب ناحيتها لاني ساعتها انا اللي هقفلك لأنهم هيكونوا ملزومين مني.
قضب حاجبي يزن وشعر بالضيق بشدة كيف لأخيه أن يكون ملزم عنهم وهو لا تربطهم به أي صلة ليردف يزيد شروطة قائلا/ ثانيا هتجيب البرفيام بتاعها وانا هدهولها بمعرفتي ونحاول نلم الموضوع قبل ما والدتها تعرف والخطبة كلها تبوظ .
ثالثا بقى وده الاهم مسمعش انك رحتلها الكلية ولا قربت منها من قريب ولا بعيد حتى لو شفتها بالشارع صدفة تغير وجهتك.
البنت مش طايقة شكلك.
استوحشت نظرات يزن ليسأل بريبة / هي قالتلك كدة ؟
وقف يزيد أمامه مواجها له يقول بكل حزم / اه تحب تسمع بنفسك؟
سحب يزن نفسا عميقا، عقله يرفض هذا الحديث ،
وقلبه يحدثه بحديث اخر.
فاغمض عيونه محاولا تهدأة حاله ثم فتحهم وقد أصبحوا أكثر قتامة قائلا/ لا ملوش لزوم ،
وحاضر هحاول اعمل كل اللي أمرت بيه .
أنا يهمني تكون مبسوط ،
بس اعذرني مش هقدر اجبلك البرفيام بتاعها علشان مش فاكر حطيته فين لو لاقيته اكيد هدهولك ،
عن اذنك.
وتوجه مباشرة الي غرفته .
وقف يزيد مكانه متعجب من حالة أخيه فلم يشعر بضيقه عند حديثه عن مقالب غزل وتعنيفه عليها ولكن شعر حالة قد تبدل كليا عند وضع شروط الابتعاد ،
ولكنه ارجع هذا لكونه يزن التي قد تتهافت الفتيات عليه ويرفض عقله رفض أي فتاة له ، كما أنه رأي أن هذا هو الأصلح له ولعائلة خطيبته.
دلف يزن لغرفته وجلس على فراشه فاتحا الكوميد المجاور للفراش مخرجا منه زجاة العطر الخاص بها واخذ ينظر لها محدثا ذاته / بقي مش طايقة تشوفي وشي ؟
وريحتي جننتك لدرجة أنك اشتكيتي لأختك واخويا !
ماشي يا غزل لما نشوف مين هيسلم الاول .
ثم نثر القليل من عطرها علي راحتيه ، مقربا راحتيه من أنفه، ساحبا نفسا عميقا كالذي ادمن شئ ما، ثم تحدث وكأنه يحدثها هي / بس يا تري ليه مقلتيش علي البوسة واللمسة ؟
معقول يكون قصدك قرصة ودن ليا !؟
ثم ابتسم نصف ابتسامة وكأنه يحلل مشهد من مباراه / بس كدة معناه انك عايزة تكملي اللعبة وانا مش هحرمك من أمنياتك يا ست غزل .
ثم ضحك مرة أخري ونثر من عطرها علي وسادته مكملا حديثه معها / بس بصراحة ريحتك تجنن زيك .
ثم احتضن الوسادة ذاهبا في سبات عميق ينعم حاله باميرة احلامه مرغما عقله بتخيلها بعد أن هيأ له جميع الظروف الملائمة من ذكراها ورائحتها.