رواية زوجة اخي الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق
الــفــصل الــثــانـــي
***************
شريف .. شريف
كان صوت احدهما من بعيد يُخاطبه ، ليتلف بجسده الي ذلك الصوت ، فتسمع هي صوت أنثوي يُحادثه برقه
فظل واقفاً بجسده الجامد دون حركه وكأنه يتأمل ملامحها
فأزاحت زهره جسدها يميناً لتتمكن من رؤية صاحبة ذلك الصوت الرقيق ، وتطلعت اليهم قليلا ثم ابتعدت عنهم وهي تُتمتم : انسان قليل الذوق !
فظلت هي تقترب منه حتي نطقت اخيراً : لدرجادي بقيت تكرهني
فطالعها هو بتهكم قائلا : ومين قالك اني بكرهك
فرتسمت علي شفتيها ابتسامة امل حتي اكمل بسخريه لاذعه قائلا : الكرهه ده بيكون للناس اللي فارقين معانا ، بنكره علي قد الحب .. بس انتي يامريم ولا حاجه بالنسبه ليا .. انتي ماضي ومات والميت للاسف مبيصحاش تاني
ورن هاتفه بنغمه هادئه ، فتركها بهدوء ووقار وهو يُحارب نيران الماضي التي اشتعلت بداخله .. حتي سمع صوتها البائس قائله: مبروك ياشريف !
فألتف اليها وهو لا يعلم لما تهنئه حتي تابعت حديثها بألم قائله : خالتو قالتلي انك قريب هتعرفنا علي حبيبتك وتتجوز
فأبتسم بهدوء قد اكتسبه بعد سنين من الالم : الله يبارك فيكي يامريم
واكمل سيره وهو يُتمتم بضيق : غبي هي فين اصلا البنت اللي بتحبها وهتتجوزها !
وأردف الي داخل القاعه بهدوء .. حتي وقعت عيناه علي أحداهن ، فأقترب منه حازم وهو لا يصدق قائلا : بشمهندس شريف ، حمدلله علي السلامه
فوقف شريف بأبتسامته الهادئه وهو يتذكر ملامح من يُخاطبه .. فتابع حازم بحديثه قائلا : اكيد مش فاكرني
فرفع شريف بيده ليصافحه قائلا : بشمهندس حازم !
وعاد لابتسامته الصافيه قائلا : هو انا اقدر انسي الناس اللي قضيت معاهم الخدمه العسكريه
فضحك حازم بلطافه ، وتأمل نظرات خطيبته وزهره حتي تابع قائلا : اسوء سنه ياابن الناس الطيبه
فوقعت عين زهره بصدمه علي ذلك الشخص الذي يقف يتحدث مع حازم وعيناه تتطلع عليها بمكر .. حتي ابتسم حازم قائلا : جميله بنت خالتي وخطيبتي
وديه زهره اختها
ليتذكر شريف قصص حازم عندما رافقه سنه كامله في الخدمه العسكريه في محافظه الاسكندريه .. وكان كل حديثه عن حبيبتها التي كانت في اول عاماً لها بالجامعه وانتهت القصه بخطوبتهم كما كان يحلم
فرحب بها شريف بلطافه ، وتأمل اعين تلك الواقفه بهدوء دون ان ينطق بكلمه
حتي عاد حازم بالحديث قائلا : انت بتعمل ايه هنا صحيح
فأبتسم شريف قائلا : فرح ابن خالتي
فنطق حازم دون تصديق قائلا : مش معقول بشمهندس فارس يبقي ابن خالتك ، فعلا الدنيا ديه صغيره
فلمعت عين شريف بحنين للدنيا التي قد تركها وسط اهله ، لكي يهرب لعالم اخر لايوجد فيه سوا فقط طموحاته ..
وانتبه لصوت تلك الهادئه وهي تتحدث مع اختها بهمس
حتي اردفت جميله بالقرب منهم قائله : حازم لحظه وراجعين معلش
وصارت الاختان بعيداً ، حتي تابع شريف حديثه قائلا : ممكن رقم تليفونك ياحازم !
................................................................
أردفت داخل شقتها الفاخمه في ارقي احياء القاهره ، حتي سمعته يصرخ قائلا : اتفضلي ادخلي ياهانم ، ضيعتي عليا سهرة النهارده
فأتجهت هي ناحية غرفة صغيرها لتضعه علي فراشه حتي جاءت اليه وهي تصرخ به غاضبه : سهراتك اللي في الكباريهات صح .. حرام عليك انا كرهت حياتي وعشتي معاك ، طلقني وارحمني يااشرف
فتعالت صوت ضحكاته وهو يتأمل تفاصيل جسدها من فستانها الضيق ، حتي اشاح ذلك الوشاح الذي تضعه علي كتفيها وهمس في اذنيها قائلا ببرود : مدام السهره التانيه ضاعت بسبب فرح اخوكي .. يبقي ...
وكاد ان يُكمل عباراته حتي وجدها تنفر من لمسة ذراعيه علي جسدها ، ليطالعها بغضب قائلا : يبقي زي كل يوم
وحملها بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : برضاكي او غصب عنك يامريم ..حقي الشرعي هاخده يعني هاخده
ولم يكن منها سوا انها ظلت تصرخ وهي تُتمتم :حرام عليك أرحمني !
..................................................................
أرتسمت أبتسامه جميلة علي شفتي تلك السيده الطيبه ، وهي تري اولادها امام اعينها يضحكون .. فأكملت وضع الطعام مع خادمتها وهي تتحدث قائله : يانسرين سيبي اخوكي في حاله
فوقفت نسرين ببطنها المُنتفخه قائله : ياماما اصله كان وحشني اوي ديه سنين طويله ، ده انا خليت ممدوح يقطع اجازة عيد جوازنا وجيت جري .. ده انا معملتهاش عشان فرح فارس ، بس عشان خاطر عيون الجميل اللي واحشني لازم اجيله لو كنت في اخر المريخ
فأزاحها شريف عن قدميه قائلا وهو يضحك : بقيتي زي الباندا ياسوسو ..
فضحكت امها بسعاده من مدعابة بكرها لاخته قائله : واخوكي ليه منزلش معاكي ، مش مشاكل القريه السياحيه بتاعته اتحلت .. الواد ده واحشني اوي هو ومراته
وجلسوا جميعهم علي طاولة الطعام ،ليتتهد شريف قائلا : ابنك هشام بقي بيزنس مان ناجح اووي ياجحه
فأبتسمت امه بسعاده وهي تطعمه بيدها قائله : الله يرحمك يامحمود كنت ديما تقولي ولادي هيكونوا رجاله ناجحين .. مش لازم اكنز ليهم الفلوس اهم حاجه اربيهم واعلمهم وهما بعد كده اللي هيعملوا الفلوس
فنظرت نسرين الي اخاها بصمت ، حتي سمعوا صوت ينطق قائلا : اجمل صباح لاجمل مرات عم وحما في الدنيا
ثم نظر الي زوجته بعشق وجلس بجانبها وهو يهمس قائلا : وحشتيني ياحببتي
فرفع شريف رأسه عن طبقه قائلا بنفاذ صبر : ماتتلم ، مش ملاحظ اني موجود
وعندما وضع ممدوح بيده علي بطن زوجته
انفجروا جميعهم من الضحك .. وممدوح يُحدث طفله قائلا : خالك بيقولي اتلم عشان بعاكس امك .. شكله نسي ان اخته خلاص بقيت بح
فأبتسم شريف بحب وهو يتأمل خجل اخته الصغيره وطفلته كما كان يُسميها .. حتي قالت امه بسعاده : شريف قرر يتجوز ياممدوح
لتقف نسرين قائله بتهلل : بجد بجد ياشريف .. اكيد شوفتها امبارح في فرح فارس .. قولي مين ها .. حد من قرايبنا صح
فتابع زوجها بالحديث قائلا وهو يغمز له: شكلها واحده فرنسيه
فتنهد بتأفف وهو يري نتائج لحظة تهوره قد انسكبت عليه .. حتي ابتسمت امه قائله : ابني مش هتجوز من بنات اوروبا بلا فرنسيه بلا انجليزيه ...
فنظر هو الي طبقه بضيق حتي تذكر ماكلفه به فارس بأن يُتابع اخبار شركته الهندسيه فنهض مُتحججا قائلا : متستعجلوش قريب اوي هتعرفوا هي مين
وانحني بجسده كي يطبع بقبله حانيه علي جبين والدته ثم ايديها قائلا : متقلقيش ياست الكل هي مصريه !
وتركهم جميعا مذهولين ،وغادر امام اعينهم بأناقته ووقاره الذي اصبح يمتاز بهما
..................................................................
جلست بجانب والدها وهو يتفحص جريدته حتي قالت له بهمس : بابا انا عايزه اقولك علي حاجه
لتسمع صوت امها يُناديها من المطبخ قائله : يازهره يابنتي تعالي ساعديني الله يخليكي
فنظر اليها والدها بتوجس حتي قال : سيبك منها قولي عايزه ايه يابنت ابوكي
فلمعت اعينها بسعاده قائله : عايزه اشتغل زي جميله .. انا لقيت اعلان في جريدة امبارح وبفكر اقدم فيها
فنظر اليها اباها بفرحه قائلا : اخيرا يابنتي !
فتأملت اعين اباها وهي تتذكر رغم شدة ذلك الرجل الا انه لم يهدم حلم احداً فيهم ابدا سوا هي او أختها ... ولم يجبرهم علي شئ .. فحين تخرجت اختها جميله وارادت ان تخطوا اول خطوه لها في البحث عن عمل قد شجعها .. وعندما هي تخرجت ولم ترغب في ان تعمل لم يفرض عليها رئيه ولكن هي احبت ان تجلس مع والديها ترعاهم وتُساعد امها في اعباء المنزل
فنطقت بسعاده وهو تُقبل يده قائله : احلي فنجان قهوه محوج هعملهولك يا عم منصور ياعسل انت !
..................................................................
اخذ يُتابع سير العمل بهدوء ،حتي وجد هاتفه يُرن لينتبه الي اسم المتصل ليُحادثه قائلا : اهلا بالعريس اللي دبسني في الشغل ،يعني انا نازل اجازه اطمن علي خالتك وماشي تدبسني
ليضحك فارس وهو يُحادثه قائلا : جاي عشان خالتي ولا عشان الصفقه الجديده اللي هتعملها هنا ، وكمان ياعم شريف انت ناسي ان ليك نسبه في الشركه وبتاعتك زي ماهي بتاعتي
فتمتم شريف بضيق قائلا : فارس قولتلك مليون مره ديه شركتك ومش معني اني ساعدتك يبقي اخد تعبك ومجهودك
ليأتيه صوت فارس قائلا : مش عارف اقولك ايه ياشريف ، انت فعلا اخويا ... وتابع بحديثه قائلا : اخبار الشغل ايه صحيح
ليتأمل شريف احد الاوراق قائلا : متقلقش كله تمام ، روح انبسط مع مراتك
واغلق الهاتف في وجه وهو يبتسم ، حتي وجد هاتفه يرن ثانية ولكن برقم اخيه هشام الذي هلل قائلا : باركلي ياشريف .. نهي حامل !
...................................................................
مسحت دموعها بسبب ذلك البصل اللعين ، حتي وجدت امها تضحك قائله : عشان تبقي ست بيت شاطره ، لازم تحاربي البصل
فتمتمت زهره قائله : ما انا بسبب بصلك ياست الكل قررت اسيب المطبخ كله ليكي وادور علي شغل وحاربي انتي البصل يانور عنيا
فطالعتها امها قائله : شغل ايه يابنتي مش كفايه اختك متبهدله انا لولا ان معاها حازم مكنتش رضيت ابدا .. ربنا يكرمك بأنسان يهنيكي ويسعدك بلا شغل بلا هم .. ماانا اشتغلت في شبابي وسيبت الشغل عشان اربيكم بعد ما خسرت بسببه اخوكي
ودمعت عين والدتها بالذكريات، فأقتربت من والدتها وهي تشفق عليها بسبب هذه الذكري رغم انها لا تذكره
زهره بحنان : ياماما ده قضاء ربنا ومن سنين طويله .. ادعيله
فنطقت والدتها بصعوبه قائله : ياحبيبي الحُمي كانت جايه جامده عليه ومستحملهاش كان طفل صغير ، لو كان عايش دلوقتي كان زمانه راجل كبير
فأبتسمت زهره لامها بحب قائله : ياماما ياحببتي ربنا مش بيحرمنا من حاجه غير لما بيعوضنا بغيرها وقبل ده كله لكل بلاء حكمه يصحبها الخير
فمسحت امها دموعها ، وهي تُتمتم قائله : الحمدلله ، انا راضيه يارب سامحني .. !
..................................................................
نظر حازم بدهشه لما سمعه منذ لحظات ، حتي تابع هو بحديثه قائلا : مالك ياحازم هو طلبي ضايقك
فأبتسم حازم بسعاده قائلا : بس انت مشوفتش زهره غير مره واحده ، ازاي عايز تتقدم ليها
فتأمل شريف معالم الغرابه التي ارتسمت عليه حتي قال وهو يربط علي احد اكتافه: وهي المره ديه متكفيش اني اتقدم ليها ، ها قولت ايه
لتلمع عين حازم بحب قائلا : القرار مش بأيدي انا هكون مرسال ، بس اتمني من كل قلبي ان زهره تبقي ليك يابشمهندس
...................................................................
أردفت داخل شقتهم بتعب وهي تحمل اوراقها بخيبة امل ، حتي وجدتهم جميعهم يجلسون ويتثامرون ..
فتأملها حازم وجميله بسعاده وايضا والدها
حتي وقفت والدتها واقتربت منها لتحتضنها قائله : مبرووك يازهره ياحببتي !
***************
شريف .. شريف
كان صوت احدهما من بعيد يُخاطبه ، ليتلف بجسده الي ذلك الصوت ، فتسمع هي صوت أنثوي يُحادثه برقه
فظل واقفاً بجسده الجامد دون حركه وكأنه يتأمل ملامحها
فأزاحت زهره جسدها يميناً لتتمكن من رؤية صاحبة ذلك الصوت الرقيق ، وتطلعت اليهم قليلا ثم ابتعدت عنهم وهي تُتمتم : انسان قليل الذوق !
فظلت هي تقترب منه حتي نطقت اخيراً : لدرجادي بقيت تكرهني
فطالعها هو بتهكم قائلا : ومين قالك اني بكرهك
فرتسمت علي شفتيها ابتسامة امل حتي اكمل بسخريه لاذعه قائلا : الكرهه ده بيكون للناس اللي فارقين معانا ، بنكره علي قد الحب .. بس انتي يامريم ولا حاجه بالنسبه ليا .. انتي ماضي ومات والميت للاسف مبيصحاش تاني
ورن هاتفه بنغمه هادئه ، فتركها بهدوء ووقار وهو يُحارب نيران الماضي التي اشتعلت بداخله .. حتي سمع صوتها البائس قائله: مبروك ياشريف !
فألتف اليها وهو لا يعلم لما تهنئه حتي تابعت حديثها بألم قائله : خالتو قالتلي انك قريب هتعرفنا علي حبيبتك وتتجوز
فأبتسم بهدوء قد اكتسبه بعد سنين من الالم : الله يبارك فيكي يامريم
واكمل سيره وهو يُتمتم بضيق : غبي هي فين اصلا البنت اللي بتحبها وهتتجوزها !
وأردف الي داخل القاعه بهدوء .. حتي وقعت عيناه علي أحداهن ، فأقترب منه حازم وهو لا يصدق قائلا : بشمهندس شريف ، حمدلله علي السلامه
فوقف شريف بأبتسامته الهادئه وهو يتذكر ملامح من يُخاطبه .. فتابع حازم بحديثه قائلا : اكيد مش فاكرني
فرفع شريف بيده ليصافحه قائلا : بشمهندس حازم !
وعاد لابتسامته الصافيه قائلا : هو انا اقدر انسي الناس اللي قضيت معاهم الخدمه العسكريه
فضحك حازم بلطافه ، وتأمل نظرات خطيبته وزهره حتي تابع قائلا : اسوء سنه ياابن الناس الطيبه
فوقعت عين زهره بصدمه علي ذلك الشخص الذي يقف يتحدث مع حازم وعيناه تتطلع عليها بمكر .. حتي ابتسم حازم قائلا : جميله بنت خالتي وخطيبتي
وديه زهره اختها
ليتذكر شريف قصص حازم عندما رافقه سنه كامله في الخدمه العسكريه في محافظه الاسكندريه .. وكان كل حديثه عن حبيبتها التي كانت في اول عاماً لها بالجامعه وانتهت القصه بخطوبتهم كما كان يحلم
فرحب بها شريف بلطافه ، وتأمل اعين تلك الواقفه بهدوء دون ان ينطق بكلمه
حتي عاد حازم بالحديث قائلا : انت بتعمل ايه هنا صحيح
فأبتسم شريف قائلا : فرح ابن خالتي
فنطق حازم دون تصديق قائلا : مش معقول بشمهندس فارس يبقي ابن خالتك ، فعلا الدنيا ديه صغيره
فلمعت عين شريف بحنين للدنيا التي قد تركها وسط اهله ، لكي يهرب لعالم اخر لايوجد فيه سوا فقط طموحاته ..
وانتبه لصوت تلك الهادئه وهي تتحدث مع اختها بهمس
حتي اردفت جميله بالقرب منهم قائله : حازم لحظه وراجعين معلش
وصارت الاختان بعيداً ، حتي تابع شريف حديثه قائلا : ممكن رقم تليفونك ياحازم !
................................................................
أردفت داخل شقتها الفاخمه في ارقي احياء القاهره ، حتي سمعته يصرخ قائلا : اتفضلي ادخلي ياهانم ، ضيعتي عليا سهرة النهارده
فأتجهت هي ناحية غرفة صغيرها لتضعه علي فراشه حتي جاءت اليه وهي تصرخ به غاضبه : سهراتك اللي في الكباريهات صح .. حرام عليك انا كرهت حياتي وعشتي معاك ، طلقني وارحمني يااشرف
فتعالت صوت ضحكاته وهو يتأمل تفاصيل جسدها من فستانها الضيق ، حتي اشاح ذلك الوشاح الذي تضعه علي كتفيها وهمس في اذنيها قائلا ببرود : مدام السهره التانيه ضاعت بسبب فرح اخوكي .. يبقي ...
وكاد ان يُكمل عباراته حتي وجدها تنفر من لمسة ذراعيه علي جسدها ، ليطالعها بغضب قائلا : يبقي زي كل يوم
وحملها بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : برضاكي او غصب عنك يامريم ..حقي الشرعي هاخده يعني هاخده
ولم يكن منها سوا انها ظلت تصرخ وهي تُتمتم :حرام عليك أرحمني !
..................................................................
أرتسمت أبتسامه جميلة علي شفتي تلك السيده الطيبه ، وهي تري اولادها امام اعينها يضحكون .. فأكملت وضع الطعام مع خادمتها وهي تتحدث قائله : يانسرين سيبي اخوكي في حاله
فوقفت نسرين ببطنها المُنتفخه قائله : ياماما اصله كان وحشني اوي ديه سنين طويله ، ده انا خليت ممدوح يقطع اجازة عيد جوازنا وجيت جري .. ده انا معملتهاش عشان فرح فارس ، بس عشان خاطر عيون الجميل اللي واحشني لازم اجيله لو كنت في اخر المريخ
فأزاحها شريف عن قدميه قائلا وهو يضحك : بقيتي زي الباندا ياسوسو ..
فضحكت امها بسعاده من مدعابة بكرها لاخته قائله : واخوكي ليه منزلش معاكي ، مش مشاكل القريه السياحيه بتاعته اتحلت .. الواد ده واحشني اوي هو ومراته
وجلسوا جميعهم علي طاولة الطعام ،ليتتهد شريف قائلا : ابنك هشام بقي بيزنس مان ناجح اووي ياجحه
فأبتسمت امه بسعاده وهي تطعمه بيدها قائله : الله يرحمك يامحمود كنت ديما تقولي ولادي هيكونوا رجاله ناجحين .. مش لازم اكنز ليهم الفلوس اهم حاجه اربيهم واعلمهم وهما بعد كده اللي هيعملوا الفلوس
فنظرت نسرين الي اخاها بصمت ، حتي سمعوا صوت ينطق قائلا : اجمل صباح لاجمل مرات عم وحما في الدنيا
ثم نظر الي زوجته بعشق وجلس بجانبها وهو يهمس قائلا : وحشتيني ياحببتي
فرفع شريف رأسه عن طبقه قائلا بنفاذ صبر : ماتتلم ، مش ملاحظ اني موجود
وعندما وضع ممدوح بيده علي بطن زوجته
انفجروا جميعهم من الضحك .. وممدوح يُحدث طفله قائلا : خالك بيقولي اتلم عشان بعاكس امك .. شكله نسي ان اخته خلاص بقيت بح
فأبتسم شريف بحب وهو يتأمل خجل اخته الصغيره وطفلته كما كان يُسميها .. حتي قالت امه بسعاده : شريف قرر يتجوز ياممدوح
لتقف نسرين قائله بتهلل : بجد بجد ياشريف .. اكيد شوفتها امبارح في فرح فارس .. قولي مين ها .. حد من قرايبنا صح
فتابع زوجها بالحديث قائلا وهو يغمز له: شكلها واحده فرنسيه
فتنهد بتأفف وهو يري نتائج لحظة تهوره قد انسكبت عليه .. حتي ابتسمت امه قائله : ابني مش هتجوز من بنات اوروبا بلا فرنسيه بلا انجليزيه ...
فنظر هو الي طبقه بضيق حتي تذكر ماكلفه به فارس بأن يُتابع اخبار شركته الهندسيه فنهض مُتحججا قائلا : متستعجلوش قريب اوي هتعرفوا هي مين
وانحني بجسده كي يطبع بقبله حانيه علي جبين والدته ثم ايديها قائلا : متقلقيش ياست الكل هي مصريه !
وتركهم جميعا مذهولين ،وغادر امام اعينهم بأناقته ووقاره الذي اصبح يمتاز بهما
..................................................................
جلست بجانب والدها وهو يتفحص جريدته حتي قالت له بهمس : بابا انا عايزه اقولك علي حاجه
لتسمع صوت امها يُناديها من المطبخ قائله : يازهره يابنتي تعالي ساعديني الله يخليكي
فنظر اليها والدها بتوجس حتي قال : سيبك منها قولي عايزه ايه يابنت ابوكي
فلمعت اعينها بسعاده قائله : عايزه اشتغل زي جميله .. انا لقيت اعلان في جريدة امبارح وبفكر اقدم فيها
فنظر اليها اباها بفرحه قائلا : اخيرا يابنتي !
فتأملت اعين اباها وهي تتذكر رغم شدة ذلك الرجل الا انه لم يهدم حلم احداً فيهم ابدا سوا هي او أختها ... ولم يجبرهم علي شئ .. فحين تخرجت اختها جميله وارادت ان تخطوا اول خطوه لها في البحث عن عمل قد شجعها .. وعندما هي تخرجت ولم ترغب في ان تعمل لم يفرض عليها رئيه ولكن هي احبت ان تجلس مع والديها ترعاهم وتُساعد امها في اعباء المنزل
فنطقت بسعاده وهو تُقبل يده قائله : احلي فنجان قهوه محوج هعملهولك يا عم منصور ياعسل انت !
..................................................................
اخذ يُتابع سير العمل بهدوء ،حتي وجد هاتفه يُرن لينتبه الي اسم المتصل ليُحادثه قائلا : اهلا بالعريس اللي دبسني في الشغل ،يعني انا نازل اجازه اطمن علي خالتك وماشي تدبسني
ليضحك فارس وهو يُحادثه قائلا : جاي عشان خالتي ولا عشان الصفقه الجديده اللي هتعملها هنا ، وكمان ياعم شريف انت ناسي ان ليك نسبه في الشركه وبتاعتك زي ماهي بتاعتي
فتمتم شريف بضيق قائلا : فارس قولتلك مليون مره ديه شركتك ومش معني اني ساعدتك يبقي اخد تعبك ومجهودك
ليأتيه صوت فارس قائلا : مش عارف اقولك ايه ياشريف ، انت فعلا اخويا ... وتابع بحديثه قائلا : اخبار الشغل ايه صحيح
ليتأمل شريف احد الاوراق قائلا : متقلقش كله تمام ، روح انبسط مع مراتك
واغلق الهاتف في وجه وهو يبتسم ، حتي وجد هاتفه يرن ثانية ولكن برقم اخيه هشام الذي هلل قائلا : باركلي ياشريف .. نهي حامل !
...................................................................
مسحت دموعها بسبب ذلك البصل اللعين ، حتي وجدت امها تضحك قائله : عشان تبقي ست بيت شاطره ، لازم تحاربي البصل
فتمتمت زهره قائله : ما انا بسبب بصلك ياست الكل قررت اسيب المطبخ كله ليكي وادور علي شغل وحاربي انتي البصل يانور عنيا
فطالعتها امها قائله : شغل ايه يابنتي مش كفايه اختك متبهدله انا لولا ان معاها حازم مكنتش رضيت ابدا .. ربنا يكرمك بأنسان يهنيكي ويسعدك بلا شغل بلا هم .. ماانا اشتغلت في شبابي وسيبت الشغل عشان اربيكم بعد ما خسرت بسببه اخوكي
ودمعت عين والدتها بالذكريات، فأقتربت من والدتها وهي تشفق عليها بسبب هذه الذكري رغم انها لا تذكره
زهره بحنان : ياماما ده قضاء ربنا ومن سنين طويله .. ادعيله
فنطقت والدتها بصعوبه قائله : ياحبيبي الحُمي كانت جايه جامده عليه ومستحملهاش كان طفل صغير ، لو كان عايش دلوقتي كان زمانه راجل كبير
فأبتسمت زهره لامها بحب قائله : ياماما ياحببتي ربنا مش بيحرمنا من حاجه غير لما بيعوضنا بغيرها وقبل ده كله لكل بلاء حكمه يصحبها الخير
فمسحت امها دموعها ، وهي تُتمتم قائله : الحمدلله ، انا راضيه يارب سامحني .. !
..................................................................
نظر حازم بدهشه لما سمعه منذ لحظات ، حتي تابع هو بحديثه قائلا : مالك ياحازم هو طلبي ضايقك
فأبتسم حازم بسعاده قائلا : بس انت مشوفتش زهره غير مره واحده ، ازاي عايز تتقدم ليها
فتأمل شريف معالم الغرابه التي ارتسمت عليه حتي قال وهو يربط علي احد اكتافه: وهي المره ديه متكفيش اني اتقدم ليها ، ها قولت ايه
لتلمع عين حازم بحب قائلا : القرار مش بأيدي انا هكون مرسال ، بس اتمني من كل قلبي ان زهره تبقي ليك يابشمهندس
...................................................................
أردفت داخل شقتهم بتعب وهي تحمل اوراقها بخيبة امل ، حتي وجدتهم جميعهم يجلسون ويتثامرون ..
فتأملها حازم وجميله بسعاده وايضا والدها
حتي وقفت والدتها واقتربت منها لتحتضنها قائله : مبرووك يازهره ياحببتي !