اخر الروايات

رواية معدن فضة الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم لولي سامي

رواية معدن فضة الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم لولي سامي 


 رآها ولكنه لم يصدق عينيه فاقترب قليلا حتى يتأكد مما يراه .

رآها وقد أزالت عنها كل الحجج الواهية التي ألبسها إياها وحاول الالتماس لها بأى عذر.
رآها ولا يعلم لماذا ارتاح قلبه أكثر من شعوره بالخديعة ،
نعم هو يشعر بالخديعة ولكن خديعة كان ينتظرها ويتوقعها ولطالما نهر حاله علي تخيلها .
اقترب اكثر وهو يحمد ربه على انكشاف سترها قبل فوات الاوان .
اقترب وهو يهيأ حاله لاي خديعة ستنطق بها لتنقذ حالها .
لحظة !!
فربما أنكرت كل هذا عند مواجهتها به أمام أهلها ؟
فمثلها من اعتادت على التمثيل والخديعة من الممكن أن تتوقع منها كل شيء
اخرج هاتفه والتقط عدة صور لهم وهم مقتربين من بعضهم رؤوسهم تكاد تلتصق،
أيديهم متشابكة وكأنهم يخافا الافتراق!
تعجب من حالهم فلطالما يعشقان بعضهم كيف قبلت بالارتباط باخر والتفاخر به في جميع صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي وكيف هو قبل ذلك قبلها .
امتعض وجه وشعر بالاشمئزاز منهم.
ليدنو منهم وآمال برأسه عليهم حتى يصلهم صوته قائلا بصوت خافت /
_ ولما انتوا بتحبوا بعض اوي كدة قبلتي ليه تتخطبي ليا ؟؟
انتفضت هايدي من مكانها مذعورة عند سماعها لصوته ورؤيتها له وسحبت يدها من ايدي من جالسا أمامها قائلة باضطراب واضح /
_ ده..... ده....... متفهمش غلط .....ده ابن خالتي وكنا...
نطق چواد بحدة منهيا الحوار قائلا/
_ مش عايز اسمع اعذار وياريت متستفزنيش علشان مغلطش فيكي قدام الناس .
انا كنت حاسس من زمان وبكدب حالي من ساعة ما كنتي بتتهربي من قعادنا سواء أو من خروجنا سواء.
انا بس اللي عايز اعرفه لما انتي بتحبيه كدة رضيتي ليه تتخطبي لغيره.
ترقرقت دموع التماسيح بأعين هايدي وادعت البراءة قائلة /
_ صدقني انا كنت هقولك والنهاردة كنا بننهي علاقتنا.
انعقد جبين چواد دليلا على التعجب وهو ينظر لها في دهشه والي الذي ما زال يجلس في موضع المتفرج وكأن ما يحدث لم يهمه وينتظر حتى نهاية الموضوع ليرى من اين يبدأ هو ليسأل چواد مستفهما /
_ بتنهي علاقتك بعد شهر خطوبة !!
يعني مخطوبالي بقالك شهر والمفروض قربنا نتجوز ولسه بتنهي علاقتك .
ده غير اللي شوفته ده مش نهاية علاقة ابدا ،
ده عزها !!!
قبل ما انهي اي حاجه عايز إجابة على سؤالي لما بتحبيه كدة رضيتي تتخطبي ليا ليه ؟
نطق بسؤاله بصوت أكثر حدة واعلي قليلا وكأنه على وشك انفلات اعصابة لتجيبه هايدي بصوت مضطرب وهي توزع نظراتها ما بينه وبين الجالس أمامها/
بصراحة هو مش جاهز دلوقتي علشان يتقدملي واهلي رفضوه مرة والنهاردة والله العظيم كنت بنهي علاقتنا .
أبتسم چواد بسخرية وهو يوزع نظراته بينهم ثم خلع دبلته من معقله وكأنه التقط أنفاسه اخيرا ثم قال ساخرا /
لا متنهيش علاقتكم احنا اللي لازم ننهي علاقتنا علشان بصراحة انتوا تستاهلوا بعض .
أبتسم مستهزأً واخذ ينظر لذلك القابع مكانه قائلا/ هو يستاهلك علشان قبل انك تتخطبي لحد تاني وهو قاعد وبيقابلك في الخفاء .
ثم التفت لها ونظر لها باشمئزاز من أعلاها لاسفلها ثم قال/ وانتي تستهليه علشان بتتخطبي لحد وتقابلي غيره وتسمحيله يلمسك عادي.
ثم وزع النظرات بينهم قائلا / بس الاكيد محدش فيكوا بيحب حد واعتقد انك هتندمي أشد الندم قريب اوي .
ثم اقترب بوجهه منها قائلا بصوت مرعب /
_ من عادتي ماخدتش هدايا اهدتها لحد قبل كدة بس برضو من عادتي أن محبش حد يحس أنه استعبطني ، اروح البيت االاقي كل حاجه جبتهالك هناك في بيتي ،
والا هيكون في كلام تاني مع أهلك وكرم اخلاق مني هسيبك ليكي حرية اختيار السبب وكدة اكون عملت معاكي احسن واجب.
ثم نظر لهم شزرا وانطلق تاركا إياهم لبعض يتبادلون النظرات وكأن كلا منهم انكشف أمام الاخر .
هو بعدم الدفاع عنها وتركها في مهب الريح يجلس في حال المتفرج عليها وكأنها لا تخصه من الأساس.
وهي بانكشاف حالها أمام نفسها أو بالأحرى خسارتها لكل شئ كانت تخطط له فقد ذهب العريس الوردي صاحب المال والجمال وليس أمامها سوى أن تعيد كل شىء والا انكشف حالها أمام أهلها، وعليها أن تبحث عن اي سبب لإقناع والديها بانقضاء الفرصة الذهبية تلك
انطلق چواد سعيدا لا يعرف سبب سعادته !!
الهذه الدرجة كان يخنق حاله ولم يشعر !؟
حمد ربه كثيرا وتوجه بوجه مشرق علي غير عادته في الأيام الأخيرة الي المحال وبدأ يستعيد بعض من مرحه قليلا حتى تعجب يزيد ويزن فسألوه وهم متعجبين حاله ليرفع چواد يده أمام أعينهم لم يفهم يزيد في البداية حتى نطق يزن مهللا /
_ ايوة كدة انا قولت البنت ده متستهلاكش النهارده هنحتفل للصبح وهتصل بالواد نضال يجي.
ثم قال بصوت عالي في وسط المحال
_ في يوم علاوة لكل العمال بمناسبة فسخ خطوبة چواد باشا.
ليصفق كل عمال المحال ما بين فرحة واندهاش بسبب الاحتفال .
ليضحك كلا من يزيد وچواد مقلبين كف علي الاخر ليقترب يزن من چواد معلقا /
_ كانت على قلبي زي الحجر يا شيخ ،
انت كنت مستحملها ازاي ؟؟
بنت صفراء كدة اعوذ بالله.
ضحك چواد حتي ظهرت نواغزة ثم صدح رنين هاتفه معلنا عن اتصال من والدته فانزوى جانبا حتى يستمع لها جيدا فوجدها تخبره بأن خطيبته قد أنهت الخطوبة لسبب غير معلن وقد أعادت كل شىء جلبه لها وعند سؤاله عن السبب رد چواد عليها سائلا/
مش انتي مرتاحة يا ست الكل .
أجابت اخلاص بفرحة تحاول اخفائها خوفاً أن تكون هي سبب انفصالهم / اهم حاجه راحتك يا حبيبي.
رد عليها چواد بصوت يبدوا عليه الفرحة قائلا /
_ وانا مرتاح كدة اكتر يا خوخه.
ماشي حبيبتي هنسهر شوية وجاي.
أنهى اتصاله مع والدته وتذكر معشوقته ليزم شفتيه ويطلق تنهيدة حارة هامسا لحاله /
_ حاولت كتير مظلمهاش يا ميار واشبهها بيكي بس للاسف هي اللي ظلمت نفسها.
............................................
بالجهة الأخري بالمشفى كانت ميار تزفر تنهيدة الم وماجدة مستشيطة غضبا تحاول إقناع والدها بتسجيل محضر ضد المدعو حسن حتى ينال عقابه جزاء ما فعله باختها وخاصة أنها ليست المرة الأولي ومعنا الدليل القاطع على ذلك حتى كادا أن يقتنع لولا تخوف والدتها من الفكرة قائلة /
_ استهدي بالله يا بنتي الناس ده مش سهلة ولو عملنا في ابنهم حاجه مش هيسوبوكوا وممكن يطلعوا عليكم كلام بالباطل ويوقفوا حالك .
ثم ربتت على كتف توفيق الذي كان بين شقي رحى ما بين حق ابنته والذي يعلم جيدا أنه هو أول من اضاعه ويتخوف ما إذا سيضيعه مرة أخري وبين سمعة بناته وخاصة ابنته الصغرى التي لم تتزوج بعد وقف متحيرا في أمره حتى فاق على سؤال محمد ابنه التي حاولت ماسة مرارا وتكرارا أن تهدأه ولكن لم تستطع وخاصة عند سماعه لحديث والدته استدار لوالده وعيونه لا تبشر بخير منتظرا رد فعل واحد ولكنه وجده متحيرا لينطق بجملة واحدة /
_ انا عرفت ميار طالعة لمين بس انا بقي مش هسكت .
وانطلق غير عابئ بكم المناداة عليه من قبل والدته وماسه بينما ماجدة وقفت مبتسمة هامسة لذاتها /
_ ولسه اصبر عليا يا زفت انت ، أن ما وريتك عمايل ماجي مبقاش انا.
بينما توفيق ظل في موقف المتفرج لم يستطع أن ينحي ابنه عن تفكيره برغم توقعه لما سيفعله ولم يستطع اتخاذ موقف مجدي ولو لمرة واحدة .
عادت ماجدة تلمس على شعر اختها قائلة لها بحنان /
_ وحياتك عندي لناخد حقك تالت ومتلت.
استندت ميار على صدر اختها واطلقت لدموعها العنان فقد شعرت أنها من تقحم عائلتها في المشاكل هامسة لماجدة /
_ انا خايفة على محمد يا ماجي خايفة اوي.
ربتت ماجدة علي رأس اختها قائلة بصوت هادئ ومطمئن /
_ متخافيش حبيبتي متخافيش .
........................
انطلق محمد في طريقه إلى بيت حسن وقد اتصل باثنان من أصدقاءه حتى تقابلا واتفق معهم أن ينتظراه علي بوابة المنزل لا يتركوا أحد أن يصعد ولا لأحد أن يخرج وسيدخل بمفرده داخل المنزل حتى لا يورط معه أحد فهذا تاره وتار أخته ولا يسمح لأحد أن يتدخل ،
وبالفعل وصلا الثلاثة الي المنزل ليظل اثنان علي مدخل المنزل واقفون كالحراسة مما أثار دهشة من بالمنطقة ثم دلف محمد داخل المنزل وهرول مسرعا صاعدا مباشرة لشقة حسن بينما الاخير كان يغط في نوم عميق حتى سمع لصوت الطرق الحاد علي الباب لينتفض من نومه باحثا عن ميار ولما لم تفتح الباب ثم تذكر وهو في طريقه الي الباب أنها غادرت المنزل مع أخيها وبرغم كل ما حدث لكنه لم يتصل بها خوفا من شئ كما نصحته والدته ثم نطق ليطمأن من يلح على الباب /
_ جاي جاي اييييه مفيش صبر .
ثم فتح الباب ليتلقى لكمه ارضخته أرضا قبل أن يعرف من صاحبها.
دلف محمد واغلق الباب خلفه وحينها حاول حسن الالتفات وهو مازال أرضا حتى يري من صاحب اللكمة حتى وجد محمد فقال له محاولا اللحاق بحاله /
_ انا معملتلهاش حاجه، والله ما عملتلها حا....ااااااه
قبل أن يكمل جملته كان محمد يركله بقدمه قائلا /
_ مش المرة اللي فاتت ضر*بتها برجلك يا ابن........
حاول حسن التقاط أنفاسه بصعوبة قائلا /
_ المرة دي مضر*بتهاش والله ما ......اااااااه
ركله محمد مجددا بقدمه قائلا /
_ بس المرة دي سقطتها يا ابن .......
الجمت المفاجأة لسان حسن حتى لم يشعر بمحمد وهو يحاول استقامته والكمه لكمه تراجع علي أثرها حتى الأريكة فجلس شاهقا نفسا عميقا ثم قال/
_ استنى بس ......استنى بس وصل علي النبي حامل ازاي والدكتور قال صعب .
اقترب حسن منه ساحبا إياه من مقدمة قميصه قائلا بصوت مريب /
واهي حملت علشان حظك الاسود يا ابن ستين.......
ولكمه بلكمة في معدته قائلا /
_ وده علشان تحس بيها.
امسك حسن معدته قائلا بصوت يكاد يخرج من شدة الالم/
_ انا.... مض..ربت..هاش انا .... زقت...ها .... بس
ليكمل ما ينوي عليه محمد ويركله بركبته أسفل الحزام قائلا /
_ وده علشان تخلي بالك بعد كدة يا خفيف.
تركه يتلوى خلفه شاعرا بانه لم يستطع التقاط أنفاسه من أثر الركلة ولا يستطيع حتى النطق بكلمة واحدة وبالكاد يأخد نفسه حتى خرج محمد من شقته ليجد والدته واخته يصعدون السلم فرأهم لتقول له انوار / عملت في الواد ايه ؟ والنبي لاوديك في داهيه .
ليرد عليهم محمد قائلا باستهزاء / الحقوه بس الاول ، بعدين هنشوف مين هيودي التاني في داهية
_ يا لهوي .
نطقت بها انوار لتنطلق هي وغادة ابنتها تطرق علي الباب ولكن حسن كان مازال يتلوى ولا يستطيع الوقوف .
خرج محمد وانصرف هو وأصدقاءه الذي شكرهم فقالوا له /
_ مفيش حد حب يهوب ولا يسألنا حتى زي ما يكونوا كانوا فرحانين فيهم .
عاد محمد الي المشفي فتسارع عليه والدته وماسه ليطمئنوا عليه ولكنه كان مرتخي الملامح ليقول بكل أريحية وكأنه فعل ما جعل يستريح /
_ مالكم يا جماعة مفيش حاجه انا زي الفل اهو صاغ سليم.
ثم نطقت عزة سائلة / اوعي تكون اذيته يا محمد انا مش حمل حد يأذيك يا حبيبي.
نظر لها محمد نظرة غضب ثم قال من بين أسنانه / ماما الله يرضى عليكي بلاش الطريقة ده جابتنا لورا وبنتك كانت هضيع فيها..
ثم اقترب من ميار هامسا لها / حقك عليا انا .
ولثم جبهتها ثم نظر تجاه ماسه وبلهجة آمره غاضبة قال / يالا يا ماسة علشان اوصلك.
اومأت ماسة مسرعة الي ميار لتسلم عليها هامسة بأذنها /
اخوكي جابلك حقك ، وربنا يستر ميطلعش غضبه فيا دعواتك يا اختي .
ابتسمت ميار بوهن وربتت على كفها قائلة/ ربنا يخليكوا ليا يا رب.
انطلقت ماسة خلف محمد تحاول ملاحقة خطواته حتى وقف عند المصعد وانتظر حتى جاء ودخلا سويا كان سيطير فرحا عندما دخلوا كلاهما فقط بينما ماسة كان سيتوقف قلبها خجلا حتى كاد أن ينغلق الباب وبدأت الابتسامه تشق ثغر محمد فوجد من يوقف الباب بقدمه ودخل طبيب شاب وسيم طويل القامة ووقف بجوار ماسة حتى انغلق الباب ليجذب محمد ماسه بالطرف الآخر .
نظر الطبيب الي ماسة سائلا بابتسامة/ زيارة ولا كشف ؟
اجابه محمد بابتسامته الصفراء ومن بين اسنانه / عملية.
تعجب الطبيب ليكمل باقي اسئلته وهو مسلط أنظاره على ماسه/ مين بعد الشر ؟
زفر محمد زفيرا عاليا ثم نطق / هو حضرتك دكتور هنا ولا حراسة لمؤاخذة؟؟
تعجب الطبيب من السؤال ولكن قبل أن يجيبه كان انفتح باب المصعد ليسحب محمد ماسه خلفه قائلا / عن اذنك يا دوك شكلك فاضي.
ليضغط الطبيب على شفتيه هامسا لحاله / فرسة بنت الايه.
................................
ظل محمد ساحبا ماسة خلفه بخطوات مسرعة تحاول جاهدة اللحاق به وهي صامته تماما حتى اوقف سيارة أجرة وادخلها إياها ثم ركب بجوارها وبدون اي مقدمات ابلغ السائق بكازينو على النيل فنظرت له متفاجأة فنظر لها نظرة جدية ومحذرة قائلا /
ولا كلمة انتي اصلك نحس ومينفعش معاكي غير كدة.
ابتسمت ماسة واومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة فحقيقي لم يجتمعا ابدا الا اذا حدثت مشكلة ما ينشغلوا بها.
وصلا إلي الكازينو ودلفا سويا ومازال محمد ممسكا بيدها حاولت مرارا أن تسحب يدها ولكنه أصر على التمسك بها حتى جلسا على منضدة أمام النيل وهنا بدأت تتراخى ملامح محمد ونظر داخل عيونها ثم بدأ يتحسس كفها بطريقة أكثر رقة زافرا تنهيدة راحة ثم قال/
_ يااااااااه اخيرا قعدت القعدة اللي بتمناها من زمان .
شعرت ماسة بحركة إصبعه على كفها فشعرت بالخجل الشديد وحاولت سحب كفها من كفه حتى وجدته يصدر صوتا محذرا قائلا/
_ تؤتؤتؤتؤ بقولك ايه ورحمة ابوكي انا بقالي سنين وشهور وايام بحلم واتمنى اليوم ده وكل يوم بحطله سيناريو هيمشي ازاي؟
مش هتيجي انتي تبوظيه بقي.
قضمت ماسة علي شفتيها ليضغط هو على كفها قائلا باعتراض اخر /
لا برضه كدة كتير يعني يا تسحبي ايدك يا تعضى شفايفك والمفروض انا اعمل ايه ؟ اتفرج واسكت .
اتسعت حدقتي ماسه بعد أن أدركت مغزي حديثه ونظرت له متفاجئة من جرأته ليومأ لها برأسه ويضغط على عيونه مؤكدا ما أدركته قائلا بوقاحة لم تعهدها عليه من قبل/
_ صدقي ماحنا برضه مش هنفضل مقضينها نظرات وأماني لازم حد فينا يتجرأ .
حاولت سحب يدها مرة أخري ليمسك بها قائلا يتوسل وملامح تستحق العطف /
_ اسمعي بس يا ماسة يمكن يكون النهارده اخر يوم ليا معاكي .
تراخت أعصابها وتركت يدها في يده وانتبهت لما يقوله وقد تغيرت ملامحها للقلق التام فقالت متسائلة / ليه يا محمد بعد الشر اوعي تكون هتسافر.
شعر بارتخاء يدها بين يده ففرح كثيرا وحاول أن يداري فرحته بنجاح مخطته وادعي التأثر قائلا/ ياريت كنت هسافر كنت اقدر حتى اتجوزك واخدك معايا لكن المكان اللي رايحله مينفعش اخدك معايا ومش عارف هترضي بيا بعد كدة ولا لا؟
بدأ يزيد لديها شعور بالقلق لدرجة أن تجمعت الدموع بمحجريها وبرغم تطاير شعرها على وجهها إلا أنها لم تسحب كفها من يده بل تشبثت به أكثر قائلة/ اخس عليك يا محمد متضخضنيش كدة وقولي في ايه ؟
وايه اللي هيخليني اغير رأيي ومرضاش بيك؟؟
ارجوك طمني متسبنيش كدة.
شعر بتوترها الزائد فاقترب بالمقعد المجاور لها وسافر بعيونه في ملامح وجهها ثم أزاح شعرها خلف أذنها لتوضح له رؤية عيونها عن قرب قائلا /
_ أنت جميلة اوي يا ماسة وهتفضلي في عيني اجمل بنت شفتها،
جميلة بروحك قبل ملامحك جميلة في وقت هدوءك ووقت شراستك حتى في وقت قلقك برضه جميلة انا قولتلك قبل كدة اني بحبك بس دلوقتي بقولك اني مش هقدر اكمل حياتي من غيرك.
ليربت علي كفها محاولا طمأنتها قائلا / ويا ستي متقلقيش انا معاكي النهارده وبكرة ولحد اخر العمر أن شاء الله.
عقدت ماسة جبينها محاولة جمع شتات نفسها بعد هذا الحديث الذي بعثر أنفاسها وحاولت إزاحة شعرها خلف أذنها بالرغم من كونه خلف أذنها بالفعل كنوع من مداراة الاضطراب لتقول بصوت خافت /
_ يعني كنت بتضحك عليا يا محمد !؟
أبتسم محمد ومازال ينظر بداخل عيونها قائلا بصوت دافئ / _ انا عمري ما اقدر اضحك عليكي ابدا.
عقدت حاجبيها وسحبت يدها سريعا قائلة باعتراض /
_ لا انت بتضحك عليا علشان تمسك ايديا.
نظر محمد ليدها وشعر ببرودة يده بعد انسلات يدها منه فعزم على استخدام نفس الخديعة مرة أخري فقال لها مدعيا الحزن/
_ انا مكنتش عايز اقلقكم لكن انتي مصرة هقولك وامري لله. انا لسه راجع من بيت حسن وتقريبا مخلتش حته في جسمه سليمة.
وتقريبا برضه مخلتهوش ينفع للجواز تاني اصلا .
وسيبته وأهله بيجهزوا علشان يروحوا القسم يعملولي محضر فكنت عايز الحق اخطبك قبل ما اتحبس .
شهقت ماسة ووضعت يدها على فمها ثم امسكت هي يده وهبت واقفة ساحبه إياه وهي تتلفت حولها قائلة بصوت عال / قوم قوم بسرعة لازم تداري مش تقعد معايا هنا على النيل.
نظر محمد حوله ليجد كل من بالمكان ينظر لهم فسحبها للاسفل حتى اجلسها قائلا من بين أسنانه/
_ يخرب بيت فقرك ،
دانتي لو عايزة تسلميني تسليم أهالي مش هتعملي كدة ، الناس كلها سمعتك تقريبا .
_ طب طب انت هتعمل ايه؟؟
_ انا قولت انك نحس وشكلي مش هعرف اخطبك غير وانا في السجن ،
قوليلي انتي مش كنتي قايلة لمامتك اني هاجي النهارده ؟؟
اومأت ماسة برأسها فأخرج حافظته مخرجا منها النقود ووضعها داخل الشيك التي بالمنضدة ثم استقام بكل هدوء وتروي وهو يري العيون تتبعه قائلا لها بصوت خافت/
_ قومي بكل هدوء خالص هنخرج براحة واول ما نخرج نجري في أول تاكسي.
اومأت ماسة برأسها حتى تمتم هو قائلا/ ربنا يستر من هزة راسك ده مش مطمنلك.
وبالفعل توجهها سويا الي السلم المؤدي للخارج وفور وصول ماسة للسلم افلتت يدها من ذراع محمد وهرولت على السلم صاعدة مما جعلته يهرول خلفها خوفا من أن يشك بهم أحد قائلا بصوت عال /
_ استني هنا يا بنت المجانين.
هرول خلفها حتى وقفت بعيدا قليلا عن الكازينو فاوقف هو تاكسي وركبت معا قائلا لها / مفيش فايدة بتحاولي بكل الطرق تبوظي اي لحظة رومانسية لو مش انتي يبقي الظروف .
ثم اعطي التاكسي عنوان منزلها لتتوقع أنه سيوصلها اولا ولكنها تتفاجأ بهبوطه معها فسألته متعجبة /
_ انت مكملتش ليه مع التاكس؟
أشار لها بإصبعه محذرا قائلا بلهجة جادة/ بصي يا بنت الحلال علشان منخسرش بعض .
انتي تتفضلي تطلعي على بيتكم وملكيش دعوة بيا بتاتا .
ارتعبت ماسة من لهجته وتوجهت بالفعل الي منزلها ليصعد خلفها وكلما نظرت للخلف أشار لها محذرا بان لا تنطق وتستمر بالصعود حتى وصلت لشقتهم وفتحت الباب لتخبر والدتها بأن محمد معها لترحب به والدتها ويجلس معها قائلا / طبعا حضرتك كنتوا منتظريني النهارده انا ووالدي ووالدتي علشان قراية الفاتحة وبما انك عارفاني كويس وعارفة عايلتي كلها.
إجابته والدة ماسة قائلة / احسن ناس يا ابني ربنا يبارك في عمرك يا حبيبي.
بدأ محمد يضطرب بعض الشئ فشعر بجفاف حلقه ليمسك بكأس العصير الذي أمامه وتجرعه مرة واحدة فنظرت كلا من ماسه ووالدتها لبعضهن بينما هو وكأنه احتسى مشروب الشجاعة لينطلق قائلا / بصراحة أنا المفروض واخد ميعاد النهارده علشان اتقدم لبنت حضرتك رسمي ويكون معايا والدي ووالدتي لولا ظروف اختي اللي اضطرتني اتاخر بس انا اصريت اجي علشان نتمم قراية الفاتحة ونلبس دبل بقي واهلي مش ممانعين بس مضطرين يفضلوا جنب اختي بس كدة .
القي بكل ما في جعبته دفعة واحدة وظل يلهث أنفاسه وكأنه كان بتدريب شاق.
شعرت ماسة بالخجل الشديد فظلت تنظر للاسفل بينما والدتها تعجبت من حاله ولكنها توصلت الي كم هو متمسك بابنتها ولكنها في موقف لا تحسد عليه فهي متحيرة بين موقف عم ماسة والذي أصر على حضور والدته ووالده وعند علمه بما حدث لأخته قرر تأجيل الخطوبة كالعادة وبين طلب محمد وظروفه ورغبته ورغبة ابنتها فقالت له بوجه خال من التعبير محاولة إطالة الحوار حتى تتوصل للرأي الصائب / الاول يا ابني طمني علي اختك اخبارها ايه دلوقتي ؟
أبتسم محمد قليلا ولكنه تعجب من سؤالها فهذة ليست الإجابة الذي ينتظرها فأجاب قائلا / الحمد لله احسن شوية انا اطمنت عليها وقولت اجي لحضرتك على طول.
رسمت الدهشة علي وجهها وظلت تنقل ناظرها ما بين محمد ووالدتها متعجبة الي ما آل إليه الحوار لتجد والدتها ترد قائلة علي إجابة محمد / طب يا ابني مش غريبة تبقي اختك في المستشفى وانت جاي تخطب وتلبس دبل؟؟
نطق محمد مسرعا بغير استيعاب / اصل بنتك نحس.
_ نعم
أدرك ما تفوه به فور صدوح صوت كلاهما بنعم الاستنكاريه ليعدل ما نطق به قائلا / قصدي نصر ،
اصل بنتك نصر لكل اللي هيزفر بها وانا بصراحة قولت الحق النصر من اوله.
أطلقت الام تنهيدة حارة تعبيرا عن حيرتها بينما ماسة كانت قد اشتعلت غيظا منه لتنظر له بعيون متوعدة لتنطلق الام اخيرا قائلة/ طب يا ابني انا مش عارفه عمها هيرضى ولا لا علشان يعني مش معاك اهلك .
حاول محمد رسم الابتسامة قليلا ثم قال/ طب ممكن أكلمه وأقنعه أن نقرأ فاتحة وان شاء نتجمع كلنا علي خير في الشبكة ،
والنبي يا خالتي الموضوع شكله معصلج اوي وانا عايز افك النحس شوية باي طريقة.
وبالفعل تحدث محمد مع فؤاد وحاول إقناعه الذى بالكاد اقتنع اخيرا كما أنه قام بالاتصال علي ماجدة أخته والتي هرولت لمنزل ماسة لتشارك أخيها وصديقتها فرحتهم .
واخيرا تمت قراءة الفاتحة وارتدت اخيرا ماسة خاتمه باصبعها واخيرا تم جزء ولو بسيط من حلمهما
عاد محمد واخته الي ميار ليطمأنا عليها فشعر محمد وكأنه قطع نصف المسافة ليخبر أخته بسبب سعادته متأكد أن هذا الخبر سيسعدها كما أسعده وبالفعل سعدت كثيرا ولم يخلو الأمر من مناغشة ماجدة
انتهي اليوم اخيرا لتظل ماجدة مع اختها بالمشفي ويذهب توفيق وعزة ومحمد الي منزلهم.
لتستغل ماجدة فرصتها لتنفيذ ما نوت فعله.
فقد عزمت على أخذ ثأر اختها بنفسها.
............................................
بالطرف الآخر يعود چواد الي منزله بعد أن سلم على والدته التي ظلت تنتظره كعادتها حتى تطمئن عليه ،دخل غرفته ممسكا بهاتفه وأخرج عدة صور كان التقطها لها في بعض أوقاتهم القليلة معا وكان يتوعد لنفسه قبلها بأنه لم ولن يفتحهم ثانية ما دامت ليست بنصيبة.
لا يعرف لما خلف وعده اليوم ظل يعتذر لحاله ولها علي خلف وعده ثم قال وهو مازال ينظر لصورتها /
انا اسف ،
انا عارف اني وعدتك مش هبص على صورك الا لو بقيتي نصيبي وبرغم اني عارف انك مش نصيبي بس مقدرتش ،
حقيقي مقدرتش انتي وحشتيني اوي.
تصبحي على خير.
وقبل أن يغلق هاتفه وجد اتصال من ماجدة فشعر بوعزة بقلبه شاعرا بأن هناك خطب ما غير مطمئن ففتح الخط سريعا ليستمع الي ما تسرده ماجدة وما تطلبه منه باعين جاحظة وانفاس مضطربة ليهب واقفا وقد شرع في تغيير ملابسه وهو يجري اتصالا ما حسب طلب ماجدة منه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close