اخر الروايات

رواية جلاب الهوي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم رضوي جاويش

رواية جلاب الهوي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم رضوي جاويش 


جلاب الهوى
٢٢- وچع البعاد
كان عفيف يداعب فرسه في ود يقف رابتا على عنقه ليصهل الفرس في امتنان لقطع السكر التي يمطره عفيف بها .. تنحنح مناع الذي كان يقف على مقربة ليستدير عفيف متطلعا اليه ثم يعاود مداعبة فرسه من جديد هاتفا :- ايه في يا مناع !؟.. شكلك عايز تجول حاچة !؟..
هتف مناع متنحنحا :- أديني الأمان الاول !؟.
هتف عفيف بنفاذ صبر:- خبر ايه يا مناع !؟.. من ميتا بتخاف لما تتكلم معاي !؟..
هتف مناع ملقيا كلماته دفعة واحدة :- الداكتورة دلال !؟..
تنبه عفيف مستديرا اليه متسائلا :- مالها الداكتورة!؟..
هم مناع بالتحدث الا ان عفيف ألقى بنظراته للبعد حيث وجدها تخرج مع نديم من الباب الخلفي للبيت الكبير في اتجاه استراحته تطلع اليها مبتعدة دون ان يطرف له جفن لكن داخله يصرخ قلبه معربدا في رفض .. تطلع اليه مناع ليوجه نظراته حيث تصلبت نظرات سيده ..
غابت دلال ونديم عن عيونهما اخيرا ليستدير عفيف موليا ظهره موجها اهتمامه لفرسه يحاول تجاهل تلك الغصات التي تسكن قلبه وروحه ..
هتف مناع :- اهاا .. هو ده اللي اجصده يا عفيف بيه .. الداكتورة خَسارة يا بيه .. والله الف خَسارة ..
تنهد عفيف في حسرة :- ما هى عشان خسارة يا مناع بعمل اللي انت واعيله دِه ..
هتف مناع متعجبا :- كيف يعني !؟..
هتف عفيف بنبرة موجوعة :- يا مناع حياتها غيرنا ومش هتجدر تعيش هنا وسط ناس النعمانية ..انت وعيت لمرضها ووچعها واللي شافته هنا من ساعة ما چت .. هنا مش مكانها يا مناع .. وهبجى بظلمها لو فكرت اخليها تبجى هنا وهظلم ناسي وأهلي وورث ابويا وشيلته لو فكرت اروح انا معاها .. عرفت ليه خسارة يا مناع ..!؟..
هتف مناع محتجا :- بس يا بيه يمكن ...
قاطعه عفيف بنبرة متعبة :- خلاص يا مناع مفيهاشي بس ويمكن .. ربنا يسعدها ..
تنهد مناع في وجع مشاطرا سيده مشاعره التي تئن في صمت لكبتها خلف قضبان
روحه ..
****************
قبل ان تقف عقارب الساعة انتباه مشيرة للسادسة بالضبط كان جرس الباب يدق في لهفة .. انتفضت زينب هاتفة لامها في اضطراب :- شكلهم جم يا ماما !؟..
ابتسمت امها في سعادة رابتة على كتفها :- لا وجاي بدري عن معاده كمان .. ربنا يتمم لكم بخير يا بنتي ..
رن جرس الباب من جديد لتهتف امها مندفعة تفتح الباب مازحة :- انا هروح افتح الباب لحسن يقتحم البيت وانت ادخلي بالعصير بعدي بشوية ..
اندفعت ماجدة لفتح الباب ليطالعها وجه شريف المبتسم يحمل بعض الحلوى وبجواره امه تبتسم في وداعة .. دعتهما للدخول مرحبة .. لحظات وهلت زينب تتخبط في اضطرابها و هى تحمل صينية العصائر وما ان همت بوضعها على الطاولة حتى تعثرت لتسقط صينية العصائر مندفعة الكؤوس هنا وهناك لينل شريف الجزء الأكبر من رذاذها ويسقط احد الكؤوس على حجره ..
شهقت كل من ماجدة وشريفة في صدمة وحاولت زينب على قدر استطاعتها التماسك حتى لا تسقط بدورها..
سادت فترة من الصمت حتى هتف شريف مازحا يحاول تلطيف الأجواء وهو يمسك الكأس الذي كان بحجره ولايزل به رشفة من العصير رافعا اياه لفمه ومن ثم واضعا اياه على الطاولة امامه :- والنعمة العصير كان حلو قووي يا طنط بس ياللاه بيقولوا دلق العصير خير .. نقرا الفاتحة بقى قبل ما الدكتورة تيجى بحاجة سخنة المرة الجاية .. انا جاي اتجوز مش اتسلخ حي ..
قهقت كل من ماجدة وشريفة على تعليقه وتطلعت زينب اليه في خجل وهى لاتزل تقف غير قادرة على التصرف لتناوله امها بعض المحارم وهتفت مشيرة لموضع اخر للجلوس :- تعالوا اتفضلوا هنا بعيد عن العصير اللي انكب ده..
انتقلوا بالفعل لداخل الصالون ليهتف شريف مازحا كعادته :- بصي يا طنط .. هناك انا خطبت بنتك اللي حمتني بالعصير دي ..
قهقهت الأمهات ليستطرد وهو ينظر لزينب الذي هتفت تشاكسه بعد ان تغلبت على خجلها بفضل مزاحه :- ايه وهنا هتصلح غلطتك وهترجع ف كلامك !؟..
هتف متطلعا اليها في عشق مؤكدا :- لااا بعينك .. انا هنا هكتب الكتاب ..
هتفت ماجدة ام زينب :- لا احنا كده دخلنا ف الجد .. يبقى نقعد عاقلين كده ونتفاهم ..
جلس شريف وزينب ليهتف في جدية :- انا يا طنط جاي اطلب أيد زينب واللي هى تطلبه كله مجاب وطبعا زي ما انت عارفة ماما لوحدها ف الشقة فهنعيش معاها على الاقل تفضل معاها وانا غايب فترة شغلي ..
تغيرت تعبيرات ماجدة لكنها هتفت :- على خيرة الله يا حبيبي انا مش هلاقي لزينب عريس ف أخلاقك .. ربنا يهنيكم ..
ابتسم شريف في سعادة وتهلل وجه امه الا ان زينب هتفت :- بس انا مقدرش اسيب ماما يا شريف ..
تغيرت تعبيرات وجه شريف وتطلع لامه التي صمتت ولم تعقب لتهتف ماجدة تنهي الجدل :- البنت بتكون مطرح ما يكون جوزها يا زينب..
هتفت زينب معترضة :- بس انا لا يمكن اسيبك يا ماما ف البيت الطويل العريض ده لوحدك وخاصة مع تهديدات حاتم بن عمي واللي شريف نفسه عارفها ..
هتف شريف بحنق :- طب خليه يقرب م الشارع ده وانا اقطع رجله .. هى سايبة ..
هتفت شريفة مضطربة :- طب وبعدين !؟..
هتفت ماجدة مقترحة :- طب بقولكم ايه !؟.. زي ما انتوا شايفين البيت ده كله بتاعنا من بابه والدور اللي فوق ده كله كان ابو زينب الله يرحمه مجهزه لزينب ومظبطه على حطة العفش .. لو تتجوزوا فيه يا شريف يا بني .. والست شريفة تبقي معايا هنا على عيني وراسي او لو حابة تبقى لوحدها عندنا الشقة التانية اللي جنب دي اللي كان فيها ناهد ونديم .. تقدر تقعد فيها وتشرفنا ..
تطلع شريف لامه التي صمتت ولم تعقب للحظة وما ان هم شريف بالتحدث الا وقاطعته امه هاتفة في مودة :- وماله .. هنا وهناك واحد يا ام زينب وانا اللي يهمني ف كل ده راحة الولاد وسعادتهم ..
انفرجت أسارير شريف وقفز يقبل جبين امه وتبعته زينب تقبلها ومن بعدها تقبل وجنة امها التي دمعت عيناها في سعادة هاتفة :- ربنا يسعدكم يا رب ..
وأطلقت عدة زغاريد لينتفض شريف مندفعا نحو الباب لتهتف امه في تعجب :- انت رايح فين يا بني متسربع كده !؟..
هتف شريف مؤكدا:- رايح اجيب مأذون يا ماما .. ما هو الزغاريد دي لازم تبقى على حق ربنا..
هتفت شريفة ضاحكة موجهة كلامها لماجدة ام زينب:- شايفة الجنان ..
انكمشت زينب موضعها خجلا ولم تعقب بينما هتف شريف :- بصي يا طنط انا كلها بكرة وراجع شغلي ومش هرجع الا وزينب مراتي والفرح الاجازة الجاية .. هااا قلتوا ايه !؟..
تطلعن لبعضهن في حيرة واخيرا اطلقت ماجدة عدة دفعات متتالية من الرغاريد معلنة دخول الفرحة اخيرا لهذا البيت ..
***************
جلس ودلال على مائدة العشاء صامتين رغم الصخب الدائر داخل كل منهما الا ان الصمت كان سيد الموقف .. كانت دلال هى المبادرة بالحديث رابتة على كف نديم الممدودة قبالتها على الطاولة هاتفة :- وحشتني يا نديم .. كنت هتجنن عليك بجد ..
خرج نديم من شروده مبتسما لها :- والله وانت كمان .. انت متعرفيش كانت حالتي ايه يوم ما عرفت انك هنا .. كان هاين عليا انزل احرق النعمانية باللي فيها ..
ابتسمت دلال في محبة:- ربنا يخليك ليا .. والله وانت متعرفش كانت حالتي عاملة ازاى كل ما احس ان عفيف قرب يوصلكم .. انا كنت متأكدة انك متهربش مع اخته .. لايمكن .. رغم كل الشواهد اللي بتأكد ده .. لكن انا مصدقتش .. عشان عارفة نديم تربيتي بيفكر ويتصرف ازاي ..
ابتسم نديم رافعا كفها مقبلا اياه :- ربنا يخليكي ليا..
وحول مجري الحديث مازحا :- وبعدين تربيتي دي!؟ .. بقى في ماما قمر كده !؟..
قهقهت ونهض يرفع الاطباق ليعاود تقبيل هامتها متنهدا ثم غادر للمطبخ ..
نظرت اليه وهو يبتعد تستشف ما قد يكون بأخيها.. لقد تغير نديم رغم محاولاته ادعاء العكس.. عاد بأكواب الشاي ليهم بوضع احداها امام دلال التي همست وهى تطل بوجه اخيها:- انت بتحبها يا نديم !؟..
ارتج الكوب بكفه الا انه استطاع السيطرة على ارتجافة يده ووضع الكوب متسائلا في اضطراب :-هى مين دي !؟..
تطلعت اليه دلال تثبر أغواره هامسة :- ناهد يا نديم ..
تحاشى نديم النظرلأخته هاتفا :- احب مين يا دلال !؟.. الحكاية وما فيها .. ان الموضوع ده غيرني .. حسسني ان الدنيا لسه فيها حاجات كتير قووي لازم تتعرف وتتجرب .. ولما اتحملت مسؤلية ناهد .. عرفت يعني ايه راجل بجد ..
ثم غير دفة الحديث كعادته هاتفا بمرح :- أنتِ كنتِ مدلعاني على فكرة .. يا ماما ..
ابتسمت له محاولة إظهار اقتناعها بكلامه لكنها ابدا لم تقتنع فهي تشعران نديم يعشق تلك الفتاة الرقيقة مدللة اخيها .. وانه يكابر ولا يريد الإفصاح عن ما بداخله تجاهها ..
استأذن كل منهما للنوم فقد كان اليوم طويلا بحق.. تمددت هى على فراش نديم بالغرفة الوحيدة بالاستراحة بينما تمدد هو على تلك الأريكة الخشبية بالخارج .. لم يزر النوم أجفانهما ..
تقلب يمينا ويسارا كانما يتقلب على فراش من جمر لا يهدأ له جانب وصورتها تطالعه أينما ولى وجهه او حتى عندما يغلق عينيه مدعيا النعاس .. ابتسامتها تؤرقه .. لحظاتهما معا تضج مضجه وتسلب منه راحة باله ..
نفض غطائه واندفع في اتجاه الشرفة الوحيدة بالاستراحة فتحها رغم برودة الطقس ليلا الا انه كان بحاجة لاستنشاق هواء نقي لربما يخمد تلك النيران المستعرة بفؤاده ..
اما دلال فكانت لا تقل حالا عن اخيها فاستشعارها بقرب الرحيل عن النعمانية جعل وجعا ما خفيا بموضع مجهول داخلها يئن في صمت .. لتندفع خارج حجرتها لتطالع اخيها واقفا بالشرفة في هذا الجو البارد .. شدت المئزر على جسدها ووقفت جواره يتطلع كل منهما للبعيد يستشعر ما بدواخل الاخر من فوضي تحتاج لترتيب ..
همست دلال مشجعة :- اطلبها من اخوها يا نديم..
لم يتطلع اليها نديم فقد كان يعلم تماما ان انكاره السابق لم ينطل على دلال وانها تعلم دواخله اكثر من نفسه لذا هتف وهو يضغط على سُوَر الشرفة في وجع :- اطلب ايه يا دلال !؟.. انتِ مش شايفة احنا فين وهم فين!؟...دول اصحاب الارض اللي انت شيفاها دي كلها .. النجع كله تقريبا بتاعهم .. وانا بقى حيلتي ايه !؟..
هتفت دلال بحماس :- انت مهندس قد الدنيا ولك مستقبل .. و بكرة يبقى معاك ..و..
هتف نديم ساخرا :- وايه !؟.. ناهد متعودة ع العز.. عفيف مكنش بيخليها محتاجة حاجة .. انتِ فاكرة انها لما كانت معايا كنت مرتاح!! ..ابدااا .. كنت حاسس اني مقصر معاها مهما جبت .. احساس صعب قووي يا دلال انك تحس بالعجز قدام حد عايز تسعده ومنتش قادر .. عايز تديله أقصى ما عندك وحاسس ان ده مش كفاية ..
همست دلال :- بس انا حاسة انها يعني ..
قاطعها نديم بلهفة :- انها ايه !؟..
اكدت دلال :- لما قعدنا مع بعض .. حسّيت من كلامها انها بتحبك فعلا .. كانت كل شوية تجيب سيرتك .. وتشكر فيك .. و ..
قاطعها نديم بخيبة :- حتى ولو كلامك صح .. اخوها هايرضى !؟..
صمتت دلال عند هذه النقطة ولم تعقب .. هى تعرف عفيف وعاشرته في مواقف كثيرة .. لكن عند النسب .. تظن ان الامر سيختلف و سيكون متشددا فيمن يهبه اخته فعادات الصعايدة في هذه النقطة بالذات لا جدال فيها .. والأنساب بالنسبة لهم لها معايير خاصة لا يمكن تجاهلها وخطوط حمراء لا يمكن تخطيها ..
استطرد محاولا تغيير الموضوع مؤكدا :- وبعدين اتجوز ايه وانا لسه مطمنتش عليكِ!؟..كفاية بقى يا دلال .. موقفة حياتك عليا .. انا مبقتش عيل .. انا قادر اسير حياتي وانت بقى ركزي على حياتك شوية.. بجد نفسى اطمن عليكِ مع راجل يستاهلك ويصونك بجد ..
هتفت دلال مازحة تحاول مداراة وجعها :- ايه ده !؟.. انت قلبت كده ليه وبقيت بتتكلم زي ام زينب !؟..
قهقه لتهتف هى :- كل شئ بأوان يا حبيبي ..
ربت على كتفها وهمس مؤكدا :- انا هطلب نقلي من هنا يا دلال ..
لم تعقب للحظات واخيرا همست وهى تجره للداخل بعيدا عن ذاك الصقيع في تلك الساعة المتأخرة :- اللي يريحك اعمله يا حبيبي .. ربنا يقدم لك اللي فيه الخير ..
اومأ برأسه في وداعة واندفع لأريكته لتدلف للحجرة بدورها وقد استشعرت وجعا مضاعفا بداخلها .. وجع اخيها ووجيعة بعادها ..وتأكد لها امر واحد .. ان كلاهما جاء النعمانية في ظروف مختلفة .. لكنهما سيغادراها بذات الوجع تاركا كل منهما قلبه خلفه هاهنا .. بين جدران البيت الكبير ..
*******************
هتف خلفها مناديا بصوت أجش يمشي في فخر بعضلاته المفتولة وشاربه الكث:- يا ورد .. يا بت يا ورد ..
توقفت ورد عابسة هاتفة في ضيق :- بت !؟.. ما تحسن ملافظك يا مرعي .. ايه بت دي !؟
هتف مرعي ساخرا :- طب يا ست الستات ..
هتفت ورد :- ايوه معلوم ست الستات .. عايز ايه..!؟
هتف مرعي في اهتمام :- فين البت لواحظ !؟
هتفت تهم بالرحيل مبتعدة :- وانا ايش دراني..
امسك مرعي بذراعها يجذبها مستوقفا إياها في غضب :- يعني ايه متعرفيش !؟.. دِه انتِ وراها كيف دراها ..
نفضت ذراعها من كفه هاتفة في غضب :- اوعى يدك دي ..اني ليا راچل يوجف لك ع اللي بتعمله دِه ..
هتف مرعي مقهقها :- راچل !؟ .. دِه اللي هو زيدان..!؟..كلب صفوت النعماني بجي راااچل..
هتفت ورد في حدة :- كلب سعران ينهشك .. جال كلب !؟..دِه راچل وسيد الرچالة كمان ..
اقترب طايع منهما هاتفا :- خير يا ورد !؟.. ايه في !؟..
هتفت حانقة :- مفيشي يا طايع .. يسلم لي سؤالك ..
هتف مرعي بلامبالاة متجاهلا وجود طايع الذي كان الجميع يعلم كم يعشق ورد التي رفضت الزواج به وتزوجت زيدان العامل بارض عفيف النعماني والذراع اليمني لصفوت النعماني :- خلصنا بطلي رط كَتير وجوليلي فين لواحظ !؟..
هتفت بمكر رغبة في اثارة غضبه ترد له سبته في حق زوجها :- تلاجيها مع واد الاكابر اللي يستاهلها ..مش حتة بلطچي منفوخ ع الفاضي..
زمجر مرعي صارخا :- انتِ جصدك مين!؟..صفوت النعماني !؟..هي محرمتيش من العلجة اللي خدتها جبل سابج .. ماشي يا لواحظ ..
هتفت ورد امعانا في إذلاله :- وانت ليك عنديها ايه !؟..
هتف بغيظ:- اني خاطبها من ابوها ..
هتفت ورد :- بس هي مش ريداك ..
هتف مرعي صارخا من جديد :- مش بكيفها.. هتچوزها بمزاجها او غصب ..
هتف بتهديده وهو يندفع من أمام ورد يكاد ينفجر غيظا لتستدير ورد باتجاه طايع هامسة:- تسلم لي يا طايع .. دايما سداد ..
همس طايع بعشق مفضوح :- معلوم يا ورد .. سداد .. ولو بعمري ..
تطلعت اليه في إشفاق فهي تعلم كم يهواها لكنها ما فكرت ابدا في مبادلته الشعور نفسه وخطف زيدان قلبها وتزوجها ..لتصبح ملك لرجل غيره لكنه ابدا ما نزعها من قلبه ..
تنهدت واستأذنت تتمختر ببطنها المنتفخ لتدخل خيمتها ليقف طايع متطلعا اليها في وجع واخيرا تحرك مبتعدا بدوره ..
****************
طرقت الباب عدة مرات تتطلع حولها في اضطراب وهى تخبئ وجهها بطرف شالها فانفرج الباب اخيرا عن محياه الشاحب وجذبها للداخل في سرعة ثم اغلقه هاتفا بها في حنق:- ايه اللي اخرك كِده يا حزينة !؟..
مد كفه متناولا ما كانت تحمل واضعا اياه على الطاولة وأخذ يتناول الطعام في شراهة..
تطلعت لواحظ اليه في قرف واخيرا بدلت تعبيرات وجهها للنقيض هاتفة ما ان استدار صفوت متطلعا اليها متسائلا :- ايه !؟.. مش ناوية تاچي تاكلي !؟..
اقتربت وصوت خلخالها وكردانها يعزف لحنا يسبق خطواتها وألتصقت به هامسة في إغواء:- كُل انت يا سي صفوت ..
هتف صفوت وفمه ملئ بالطعام :- اتاخرتي عليا جووي .. كنت هموت م الچوع ..
اكدت لواحظ وهى تملس على شعره هامسة :- كنت اعمل ايه بس يا سي صفوت!؟..ما انت واعي .. الطريق واعر من النعمانية لهنا.. واني لحالي ..
ما ان ذكرت النعمانية حتى توقف عن تناول طعامه هاتفا في قلق :- حاچة حصلت بعد ما روحت .!؟..
اكدت لواحظ متنهدة :- يووه ع اللي حصل.. باين واد خالك سمع اخته و الحكاية كلها وطاح ف النچع يدور عليك بمنكاش وأخرة المتمة وجف وسط النعمانية وجال انه لو شافك هيجتلك عشان الكلام اللي جولته على اخته .. ومحدش جدر يرده …
انتفض صفوت صارخا في غضب جاذبا ذراعها يهزها :- كله من تحت شورتك يا عويلة ..
هتفت تهدئه مستعملة اقوى اسلحتها قدرة :- دراعي يا سي صفوت حرام عليك .. وبعدين اصبر بس .. وهو من ميتا لواحظ ميكونش عنديها الحل ..
خف ضغطه على ذراعها هاتفا مستفسرًا :- جصدك ايه..!؟..
اكدت تهمس بالقرب من أذنه :- اسمع بس للواحظ ومش هتندم المرة دي ..
وبدأت في سرد خططها الشيطانية على مسامعه واستمع هو كالعادة ..
*****************
كان يعلم انها سترحل بعد قليل .. فقد اعلمه مناع انه يجهز العربة من اجل سفر الدكتورة دلال .. اكد على الخالة وسيلة تحميل العربة بزيارة تليق بها..
ما ان هم بالخروج من باب البيت حتى وجدها تدلف وأخيها نديم من البوابة الخلفية الأقرب لاستراحته .. اقتربا معا ونديم يضم كتفيها بعرض ذراعه مما أشعره بغيرة حمقاء لا مبرر لها فأخفض ناظريه عنهما حتى وصلا موضع وقوفه .. رد على تحيتهما هاتفا :- وعليكم السلام .. خلاص نويتي يا داكتورة !؟.
اكدت في محاولة للثبات :- اه يا عفيف بيه .. ارجع اشوف شغلي وحالي بقى ..
هتف عفيف مودعا دون ان يرفع ناظريه اليها:- بالسلامة يا داكتورة .. ربنا معاكِ ..
واندفع في اتجاه بوابة البيت الكبير حيث كان فرسه مسرجا .. اعتلى ظهره بقفزة واحدة و جذب لجامه واندفع به يسابق الريح .. كان ذاك المشهد الاخير الذي حفرته له بمخيلتها قبل ان تستدير تلقي التحية على نديم ومن بعده الخالة وسيلة واخيرا ناهد التي اندفعت من داخل البيت تعدل من وضع حجابها على رأسها وتوقفت لحظة مضطربة ما ان وقع ناظريها على نديم .. احتضنت دلال في محبة هاتفة :- توصلي بالسلامة باذن الله .. وتشرفينا ف اي وجت يا دكتورة ..
اكدت الخالة وسيلة وهى تمسح دمعها المنساب:- معلوم .. تشرفنا وتأنسنا .. والله اتعودت على وچودك وجعدتك الحلوة يا داكتورة .. هتجطعي بيا.. ربنا ما يغيبك يا بتي ..
دمعت عينا دلال لدعوات الخالة وسيلة الصادرة من قلب محب وابتسمت مودعة ولوحت بكفها عندما بدأ مناع في التحرك بالعربة خارج بوابة البيت الكبير ..
استدار نديم راحلا لتهتف ناهد تستوقفه :- ازيك يا باشمهندس !؟..
اكد نديم دون ان يستدير لمواجهتها :- الحمد لله يا آنسة ناهد .. رضا ..
هتفت ناهد :- يا رب دايما .. مش محتاچ حاچة!؟ .. اجصد يعني ... الاستراحة مش ناجصها حاچة !؟..
اكد نديم في لهجة رسمية :- لا .. كله تمام .. متشكر.. عن اذنك ..
واندفع راحلا خلف عربة دلال التي اختفت خلف الغبار الذي اثارته إطاراتها على الدرب الترابي ..
واصل عفيف ركضه بفرسه للجانب المقابل من النجع محاولا الابتعاد عن مسار العربة .. كان يجذب نفسه في الاتجاه المعاكس لخط سيرها .. كان يشعر وان روحه تغادر جسده مما دفعه ليزيد من سرعة انطلاق جواده ربما يخمد بعضا من نيران ذاك الأتون الذي تحترق به روحه .. وعلى الرغم من كل محاولاته في ان ينأى بنفسه عن مرأها تبتعد الا انه وجد فرسه يقف على جرف مرتفع يشرف على النعمانية وما حولها ليبصر بعين قلبه على ذاك الطريق هناك العربة ومناع يبتعد بها ..
ظل واقفا على صهوة فرسه يترقب ابتعاد العربة في صمت احد قسوة من صمت القبور .. عيناه تحجرت نظراتها على الطريق وأصبح اشبه بتمثال من صخر قد من حجارة الجبل الذي يقله ..
سال دمع خفي من عيني مناع داراه سريعا حتى لا يشوش رؤيته للطريق قبالته وهو يعي اين كان يقف سيده مودعا .. لقد أبصره على ذاك الجرف ينظر للعربة الراحلة بقلبه .. هو لم يصرح يوما بعشقه.. لكن مناع يحفظ سيده ويدرك ان قلبه تعلق بها .. ألقى نظرة سريعة على مجلسها خلفه ليجدها ليست باحسن حالا من ذاك الذي كان يقف مسلوب الفؤاد تكاد احجار الجبل تئن وجعا وترتج حزنا لوجيعته..كانت تبكي في صمت عيناها على الطريق وقلبها معلق بأحجاره .. تعد حصاه وتأمل ان يتعرف عليها يوما ما .. اذا ما قُدر لها العودة ..
زاد مناع من سرعة العربة فما كان لديه القدرة على الصبر حتى ينهي ذاك الطريق المستقيم لينحرف مبتعدا عن عينىّ سيده ليقلص مدة عذابه ووقفته التي طالت .. انهى الطريق وانحرف بالفعل ليننهد مناع في شجن وهو يلمح دمعها من خلال مرآة سيارته والذي تحاول ببسالة ان تداريه ..
اندفع عفيف هابطا الجرف ما ان تأكد ان السيارة رحلت وانها ما عادت بالقرب منه .. شعر بنصل حارق ينغرس بصدره .. حتى انه وضع كفه موضع فؤاده و هتف متوجعا :- يااا الله ..
اندفع بفرسه عائدا للبيت الكبير ليقف مسرجا اياه فتناهى لمسامعه شدو عبدالمحسن الذي كان يستند على جذع شجرة قريبة ولم يدرك بقدوم عفيف :-
وايه رماك ع المر ..
جلت اللي امر منيه ..
و ياعينى ع العشج وأحواله ..
ويا وچعي ع اللي ابتلي بيه ..
يجوم ينام حِبه جصاده ..
كنه چن ومخاويه..
لا عارف يعاود خالي الجُليب
ولا داري الچرح كيف يداويه ..
توقفت يده عن إكمال سرج فرسه وقد وقعت كلمات عبدالمحسن على فؤاده وقع مادة حارقة على نيران مستعرة ليندفع دالفاً للبيت لتعاجله الخالة وسيلة باكية وبجوارها ناهد تشاطرها أحزانها لتهتف الخالة وسيلة :- والله جطعت بيا .. كانت روحها حلوة وطبعها موافج .. ربنا ما يغيبها ..
هرول عفيف مندفعا لاعلى الدرج يختبئ من اثرها الباق خلفها .. وقد ارتجت روحه بدعوة الخالة وسيلة .. ربنا ما يغيبها .. وكأنها غابت من الاساس.. انها تسكن هاهنا بين حنايا روحه .. وقد أيقن اللحظة من ذاك العشق الذي كان يكابر للاعتراف به .. تأكد لتوه انه مسربل به .. وان هواها يكبل فؤاده بسلاسل من سحر متفرد لا يمكن لأي من كان ان يفك طلاسمه..
*****************
صرخ شريف هاتفا وهو يقف بأسفل درج بيت زينب :- انتِ يا بت يا مراتي !؟.. ياللاه لحسن اتأخرنا !؟..
هتفت زينب من داخل شقتها محدثة امها :- شايفة يا ماما الجنان !؟.. وبعدين اتاخرنا على ايه !؟.. ده انا لسه مكملتش لبسي أساسا ولا فطرت .. وبعدين هو فيه محلات موبيليه تفتح الساعة ٨ الصبح !؟..
كانا قد اتفقا على قضاء اليوم التالي لعقد قرانهما معا لاختيار اثاث منزلهما قبل انتهاء اجازة شريف وسفره مساءً قهقهت ماجدة امها هاتفة :- والنبي مجنون صح بس عسل .. اقعدي افطري وانا هطلع له ...
فتحت ماجدة الباب تطل على شريف هاتفة :- صباح الخير يا شريف يا حبيبي ..
هتف بدوره مبتسما :- صباح الخير يا طنط ..
استطردت ماجدة :- اطلع يا حبيبي افطر مع زينب وبعدين انزلوا .. لسه بدري ع المحلات..
اندفع شريف صاعدا الدرج هاتفا :- وماله يا طنط والله انا كمان مفطرتش ..
أفسحت له ليدخل ملقيا التحية وجلس على المائدة في أريحية .. طلت زينب في حياء تحمل طبق من طعام لتضعه على المائدة .. بدأ شريف في تناول الطعام بشهية وما ان رفع لقمة عامرة الي فمه حتى توقف متسمرا ما ان وقعت عيناه على زينب التي جلست قبالته بلا غطاء رأسها ..
اطال النظر بها و اخيرا أخفض كفه هاتفا بصوت متحشرج :- ايه ده !؟.. ايه الحلاوة دي !؟..
شعرت بالخجل فاخفضت ناظريها مبتسمة في اضطراب .. كانت امها قد جلست بالفعل للمائدة ونظرت لكلاهما تدعوهما للطعام الا انها رأت حملقته في ابنتها فابتسمت في سعادة ونهضت متعللة بجلب الشاي ..
ظل على حملقته البلهاء بها حتى هتفت متسائلة في احرف متلجلجة :- انت مش هتفطر !؟..
هتف بأحرف تائهة :- افطر ايه !؟.. ما انا بفطر احلى فطار اهو!؟..
بدأ يلوك طعامه في بطء وهو يسلط نظراته عليها لا يحيدها حتى استشعر وجود امها فتنحنح محرجا هاتفا :- مش ياللاه يا زينب!؟..
هتفت باضطراب :- اه انا خلصت اهو .. هكمل لبس الترحة وياللاه ..
هتفت ماجدة :- انتوا نازلين من غير ما تشوف الشقة يا شريف !؟.. برضو هتفرق .. ياللاه افرجهالك عقبال ما زينب تكمل لبسها .
نهضوا جميعا وتناولت ماجدة مفتاح الدور العلوي الذي سيكون شقة الزوجية لابنتها وما ان همت بفتح باب الشقة حتى رن هاتف التليفون .. ناولت زينب المفتاح هاتفة :- روحي فرجي لجوزك الشقة وانا هرد ع التليفون واحصلكم ..
تناولت زينب المفتاح ليسبقها هو للأعلي تتبعه هى في وجل .. ما ان اصبحا قبالة باب شقتهما الا ومدت كفها تناوله المفتاح الا انه أبى هامسا في عشق :- لااا.. يوم ما هفتح الباب ده هيكون بمفتاحي وهتكوني انتِ بفستان الفرح..
اضطربت وهى تضع المفتاح موضعه ودفعت الباب ليدخل مسميا الله بعد ان خطت هي للداخل مسمية الله بدورها .. تطلع حوله للبهو الواسع لتهتف هى مندفعة للداخل مشيرة لباب تفتحه :- ده المطبخ ..
هتف متطلعا لداخله يشاكسها :- أحلى اكل من أيد ست الكل باذن الله ..
ابتسمت وفتحت الباب المجاور هاتفة :- وده الحمام..
هتف يغمز بعينه هاتفا :- يا دش الهنا يا ريتني كنت انا ..
امسكت قهقهاتها واندفعت تخطو عبر الردهة الطويلة مشيرة لعدة غرف هاتفة في خجل:- والأوضتين دول يعني .. هيكونوا يعني .. للأولاد باذن الله ..
همس عابثا مقتربا منها :- ربنا يعينا ..
اندفعت مبتعدة في اتجاه اخر غرفة مشيرة لها من الخارج :- ودي اوضة النوم الرئيسية ..
همت بالابتعاد الا انه جذبها لداخل الغرفة هامسا في مرح :- يعني دي ميدان المعركة .
هتفت تدفعه باضطراب :- شريف ..
امسك كفيها ليجدهما ببرودة الثلج فهتف جادا :-ايه ده !؟.. ايدك زي التلج كده ليه !؟..
لم تعقب فتطلع لعينيها هامسا :- زينب !!.. انتِ خايفة مني !؟
تطلعت اليه هامسة :- لااا .. انا بس ..
ابتسم جامعا كفيها يضعهما على موضع قلبه هامسا :- تعالي ادفي .. النار هنا قايدة والنعمة..
ابتسمت فمد كفه يخلل إصابعه بين خصلات شعرها الذي اثار جنونه لحظة ان طالعه وانحني في شوق يقبل جبينها ثم انخفض مقبلا أرنبة انفها وما ان هم بتحية ثغرها حتى هتفت ماجدة بباب الشقة التي دلفتها هاتفة :- هااا يا شريف .. عجبتك الشقة!؟..
انتفض يتطلع حوله مضطربا وكان هو أولهما سيطرة على حاله مندفعا من الداخل يتحدث بنبرة يحاول ان تكون طبيعية مزجها بالمرح :- اه يا طنط شقة زي الفل .. دي تعجب الباشا..
هتفت ماجدة مشاكسة :- المهم انها عجبت شريف باشا ..
قهقه شريف مشاكسا :- ربنا يخليكي يا طنط..
تساءلت ماجدة متعجبة :- امال فين زينب !؟..
تطلع شريف حوله متعجبا :- والنعمة انا كنت سايبها هنا ..يا زينب ..
و اندفع موضع ما تركها ليجدها تقف محملقة بمكانه لحظة ما غادرها مد كفه يجذبها خارجا هاتفا في مزاح :- أهي يا طنط .. حتة واحدة اهى..
قهقهت ماجدة هاتفة لزينب :- طب ياللاه كملى لبسك يا زينب عشان تنزلوا تشوفوا وراكم ايه..
اطاعت زينب في ألية وتبعها شريف وامها تغلق خلفهما باب شقتهما ..
*******************
وصلت القاهرة قبيل المغرب وتوقفت امام باب بيتها ومناع خلفها يضع ذلك الصندوق الكرتوني بجوار حقائبها هاتفا :- حمدالله بالسلامة يا داكتورة .
ابتسمت في هدوء :- الله يسلمك يا مناع .. اتفضل استريح شوية م الطريق واشرب لك كباية شاي..
ربت مناع على صدره هاتفا في امتنان :- تسلمى يا داكتورة .. انا لازما اركب الطريج عشان متأخرش ف الرچعة ..
وألقى التحية وهبط الدرج راحلا ليتركها تقف امام باب شقتها التي تستشعرانها غابت عنها عصور.. اخرجت مفتاحها وما ان همت بفتح الباب حتى بدلت رأيها وحزمت امرها لتهبط الدرج بحقيبتها وحملها الثمين وغادرت البناية للشارع ..
وقفت باحد الأرصفة تتابع الزحام والزخم الحادث شاعرة انها انتقلت من عالم لأخر .. كانت بعالم من احلام والان هى بعالم الواقع بكل ما به من تفاصيل تشتتها ..
انتبهت على صوت ألة تنبيه احدى سيارات الأجرة تطلعت لموضعها ليهتف سائقها متسائلا :- تاكسي يا آنسة ؟!..
اومأت برأسها دون اجابة وصعدت العربة وهى لاتزل على تيهها ليوقظها صوت السائق متسائلا من جديد :- على فين !؟..
هتفت تدله على عنوان زينب وقد شعرت بأدمع لا سبب لها تترقرق بمآقيها ففتحت حقيبتها تتناول منديلا ورقيا لتطالعها قطعة الجلاب التي احضرتها معها للذكرى .. تناولت المنديل سريعا وأغلقت الحقيبة وقد قررت ألا تتذكر .. فهل ستستطيع !؟..
***************
رغما عنها وجدت نفسها تغير وجهتها والان هى تقف تدق الباب لتفتح زينب مدهوشة واخيرا هتفت فى سعادة :- دلال ..
تلقفتها بين ذراعيها وسحبتها من يدها للداخل.. وضعت دلال حملها جانبا هاتفة :- ازيك يا زينب.. وحشتينى ..
هتفت زينب في لهفة :- وانت كمان يا دولي.. شريف طمني على ناهد ونديم مش الحمد لله كله تمام !؟..
اكدت دلال :- اه الحمد لله عدت على خير..
هتفت زينب تشير لخاتم الخطبة بأصبعها :- تصدقي ..اتخطبنا وكتبنا كتابنا امبارح!؟..
بحلقت دلال غير مصدقة واخيرا هتفت في فرح :- صحيح !؟.. الف مبروك .. انا كنت عارفة انه مستعجل بس مش للدرجة دي!؟.. قهقهت زينب هاتفة :- ده المجنون عايزنا نتجوز الاجازة الجاية !؟..تصدقي !؟..
قهقهت دلال هاتفة :- طب ما انت لسه قيلاها .. مجنون .. وليس على المجنون حرج يا زوزو ..
قهقت زينب بدورها هاتفة :- ربنا يكون ف عوني بقى ..
هتفت دلال مؤكدة :- شريف إنسان محترم و بن حلال .. وصدقيني ربنا بعته م السما لان محدش هيقدر يقف لعمك وابنه زي شريف .. ربنا يسعدكم يا رب ..
هتفت زينب متضرعة :- ياارب .. وعقبالك يا دلال.. بجد دى هاتبقى الفرحة الكبيرة ..
هتفت دلال ساهمة :- كله بأوانه يا زينب ..
هتفت زينب تخرجها من شرودها :- طب انا عايزاكِ تحكيلي كل حاجة حصلت .. ازاي عفيف بيه تقبل موضوع نديم وناهد .. كل حاجة .. متسبيش تفصيلة .. بس الاول تقومي نتعشا ..
اكدت دلال مازحة :- انا مش هتعشا بس لا وهتغدى وأفطر كمان .. انا كنت جاية اقعد معاكِ يومين لحد ما انضف شقتي لكن بعد الاخبار الحلوة اللي سمعتها دي وإنكم ناويين ع الفرح الاجازة الجاية اعسكر معاكي بقى نتسحل سوا ف شرا جهازك وترتيب شقتك .. واجري على الله ..
اندفعت زينب تحتضنها :- حبيبتي يا دلال ربنا يسعد قلبك يا رب باللي يستاهله ..
دمعت عينا دلال وهمست روحها بأحرف اسمه لتتردد بصدى موجع بين جنباتها .. عفيف ..
******************
يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close