رواية زوجة اخي الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق
الــفــصــل الــســابــع عــشـــر
**********************
نظرت الي ملامح وجهه التي تغيرت فجأه.. فوجدته يُطالعها بنظرات عميقه بعد ان أنهي مُحادثته مع والدته نافياً لها حديث لم تفهمه هي
فتأملها شريف قليلا ناظرا الي عينيها المُحدقه به قائلا: عايزه تعرفي ماما كنت بتقول ايه
فلمعت عين زهره بالفضول ، فنظر اليها شريف طويلا وبدء يتذوق الطعام بتمهل حتي قال اخيراً بعد ان لعب بأعصابها : كانت فكراكي حامل
فأصابتها نوبة من السعال ، وهي تستمع لعباراته ..حتي أعطاها هو كوب الماء الذي امامها قائلا بمشاغبه : مالك اتكثفتي يازهره ، ده سؤال طبيعي لاي اتنين متجوزين
وغمز اليها بأحد اعينه قائلا :اظن انه المفروض كفايه كده ونفكر في الخطوه ديه ..انا بصراحه غيرت من نسرين وهشام
وامسك بكف يدها بحنيه قائلا : انتي لسا خايفه من معاملتي يازهره
ولم ينتظر منها اي اجابه حيث قرب كرسيها بجانبه ، ليعبث بخصلات شعرها بحنيه ، ومال علي عنقها ليقبله بشوق
هامسا بجانب أذنها بدفئ افقدها صوابها : مبتتكلميش ليه يازهره
فأبتعدت عنه زهره بملامح مضطربه ووجه يكسوه حمرة الخجل، فزوجها يتقن فن التلاعب بالقلوب...حتي قلبها اصبح خاضع له بأرادتها واصبح يرغب به بشده.. ولكن مازال خوفها مُستمر بأن يكتشف يوماً هو الحقيقه ويتركها بعد ان غمرها بحبه واهتمامه كما فعل اخيه من قبل ...
فهي تخشي من عقدة الفقد
...................................................................
نار وغيرة اجتاحت قلبه بشده ، وهو لا يُصدق ما سمعته أذنيه فنهض سريعا من جانب اخته ، واعين نهي تحاوطه بدهشه .. وكاد أن يفر من الغرفة قبل أن يسمع والدته تتحدث عن حمل زوجة اخيه وتزيد شعلة النيران التي بداخله .. فوقف ساكنا في مكانه وهو يسمع والدته تهمس داعيه : ربنا يرزقك ياشريف يابني بالذريه الصالحه
لتهمس أخته نسرين بأمل قائله : هي زهره حامل ياماما
فتتنهد والدتها قائله : لسا يابنتي ، ربنا يرزقهم ان شاء الله
فتنفس هشام الصعداء وهو يشعر بأن نيران قلبه أنطفت قليلا .. ولكنه شعر بالوجع وهو يري نفسه يكرهه ان ينجب أخيه طفلا
ليسمع صوت والدته وهي تتسأل : رايح فين ياهشام
فيلتف ناحيتهم ويُطالع كل من وجه زوجته ووالدته ليتنهد قائلا : خارج اشم شويه هوا ياماما
...................................................................
جلست مريم بجانبه تنتظر قدوم ضيوفه .. حتي نظرت في ساعتها بتمهل قائله : مش المفروض يكون في احترام للمواعيد
فنظر اليها حاتم طويلا وهو يتأمل كل انش بملامحها ، حتي قال بتلاعب : احنا اللي جاين بدري الميعاد الساعه 9
فنظرت مريم اليه بصدمه قائله : اومال حضرتك جايبني قبل الميعاد بنص ساعه ليه
فلمعت عين حاتم ببريق من الجديه وتأملها علي مهل قائلا : تعرفي ليه أختارتك سكرتيرتي
وتابع بحديثه قائلا : مع اني مبحبش تكون سكرتيرتي ست
فطالعته مريم ببرود وهي ترتشف من قهوتها .. حتي قال : كنتي اجمل ست في حفله شاكر الزهري.. كنتي شبه الاميرات بفستانك الازرق .. كنت حاسس انك خارجه من لوحه مرسومه بأحتراف ..
فنظرت اليه مريم بصدمه ، لتتذكر تلك الحفل التي حضرتها مع زوجها منذ خمس سنوات
ليُكمل حاتم حديثه قائلا : لفتي نظري مع ان من الصعب اما حد يقدر يلفت نظر حاتم الصاوي
فهمست مريم قائله : انا مش فاهمه حاجه
فأبتسم قائلا وهو يُطالعها : بس الاميره اللي لفتت نظر رجل الجليد كانت للأسف متجوزه ..وكان لازم ينسي الاميره اللي ملكت عقله من اول مره ..فضلتي شغله عقلي لمده طويله لحد مانسيتك زي مانسيت حاجات كتير مرت في حياتي
بس للاسف الاميره رجعت تاني ، واشتغلت بالصدفه مع رجل الجليد ..ورجل الجليد حب يثبت لنفسه انه نسي الاميره
بس للاسف رغم بروده معاها .. هو لسا فاكرها بفستانها الازرق وضحكتها الجميله مع زوجها
لتتذكر مريم كل هذا ، ورغم أن تلك الحفله ذهبتها مع اشرف بالغصب .. حتي جمالها كان يخفي أول صفعه قد صفعها بها اشرف بعدما اخبرها بندمه بالزواج منها ولولا وجود شريف طفلها الذي كانت في حملها به .. لكان طلقها وتزوج بغيرها ..حتي ضحكتها في ذلك اليوم كانت ضحكه ممزوجه بالحسره وهي تتذكر حبها الذي فقدته بسبب رغبة والديها بتزوجيها بعريس لديه أموال
فأبتسمت بتهكم قائله : الاميره اللي شوفتها .. هي انسانه دمرت كل الناس اللي حوليها ،كانت زي الوباء في حياة غيرها ..
وكادت ان تنهض من مكانها لتنفرد بنفسها وتسمح لدموعها الحبيسه بأن تسيل كي تُطهرها أكثر .. حتي وجدت ضيوفهم المُنتظرين قادمين نحوهم .. وحاتم يقف يرحب بهم وهو يُطالعها بأعينه يخبرها بأن حديثهم مازال له بقيه
فوقفت مريم مثله لتُرحب بهم ولكن بأعين مُنخفضه علي الطاوله كي لا يري أحد عينيها الذابله .. فسمعت صوت احدهم قائلا : مدام مريم مش معقول
لترفع مريم بوجهها وتتذكر ذلك الرجل الذي علي معرفة بزوجها الراحل وأخيها ..فألتفت نحو حاتم الذي علق نظره عليها حتي قال الرجل بأسف : معلشي مقدرتش اجي أعزي في اشرف الله يرحمه كنت مسافر .. البقاء لله
فهمست مريم بخفوت : ولا يهمك ..
ليسمع حاتم ذلك الاسم مُتذكراً يوم الحفل عندما أخبره أحد معارفه بأسم زوجها.. فنظر اليها دون تصديق وهو يهمس داخله : مريم أرمله
...................................................................
نظرت فرحه الي هاتفها الذي يدق بوجه شاحب وهي لا تُصدق بأنه يهاتفها .. فظل يدور عقلها بما فعلته معه في الموقع .. ومع تكرر رنينه
أخيراً قررت أن تجيبه ، وفتحت الخط .. ليسمع صوت تنهيدتها حتي قال : ازيك يافرحه
لتهمس فرحه قائله : الحمدلله بخير يابشمهندس
فأبتسم حازم قائلا : اسف علي رد فعلي اخر مره
فوجدها تُقابل اسفه بندم قائله : انا اللي اسفه
وصمتت قليلا لتُكمل حديثها قائله : انا بلغت فارس اني هسيب الشغل خلاص
فهتف حازم بها سريعا قائلا : اوعي تهربي من الحقيقه بهروب .. وقبل ان يغلق معها الخط قال بجديه : بكره عايز اشوفك في الشركه يافرحه ، مفهوم
واغلق الخط .. لتنظر هي الي هاتفها بملامح تائهه في حديثه
وتنهدت بعمق وهي تتذكر ذكريات حبها وعشقها بوجع
...................................................................
انتهي ذلك العشاء بثقل جعلها تشعر وكأنها قضت فيه عمرها بأكمله ، وعندما وجدت حاتم يُصافح ضيوفه.. امسكت بحقيبتها وكادت ان تفر من امامه الا انه امسكها قائلا بحزم : استني يامريم احنا لازم نتكلم
فنظرت اليه مريم قليلا ، وتذكرت كل الرجال اللذين دخلوا حياتها وخسرتهم .. فحركت رأسها بالرفض
وركضت من أمامه سريعا ، وهي لا تُصدق بأن حاتم يعرفها منذ سنون واليوم أخبرها بحقيقة معرفته بها وعلمت بسبب معاملته البارده معها .. فكأنه كان يُعاقبها لأنها كانت زوجة لرجل أخر
.................................................................
ذهبت الي مكتبه بوجه مبتسم .. ليرفع شريف وجهه نحوها قائلا بتنهد : شايفك مبسوطه النهارده
فأبتسمت اليه زهره بسعاده ونطقت بحماس : مستر عمران قالي النهارده اني بتطور بسرعه ، واني كمان هكون مُصممه هايله
وظلت تقص عليه كل مامرت به اليوم بحماس .. حتي وجدته يقترب منها يجذبها من خصرها بذراعيه ليتأمل ملامحها عن قرب .. فأرتبكت من قربهما هذا وصمتت
ليبتسم شريف لما ينتج عن أفعاله تلك .. وانحني قليلا كي يلتقط من شفتيها قبله رقيقه قائلا : وقفتي كلامك ليه
فتنفست زهره بصعوبه بسبب ما يفعلها معها ، وهمست قائله : انت بتحب تكثفني ليه ياشريف
فضحك هو بسعاده ، فأخيراً عقلها بدء يفهم ألعابه الماكره التي أصبح يعشقها معها بسبب خجلها قائلا : ومين قالك اني بحب اكثفك ..انتي اللي بتحمري وبتتكثفي بسهوله يازهره
واقترب من أحد اذنيها ليهمس لها بكلمات قد أخجلتها
فرفعت زهره بيدها نحو وجهها لتلمسه قائله بخجل : هي الدنيا بقيت حر كده ليه
فطالعها هو ضاحكا لأفعالها التي تجعله يرغب بها أكثر ، حتي وجدته ينحني ثانية ليقبل كل من وجنتيها
وبعدما أبتعد عنها همس قائلا : مطلعتيش سخنه ولا حاجه
وعندما رأها مصدومه من فعلته .. تنهد قائلا وهو يرغب في تكرير فعلته : تعالي اما اشوف حرارتك تاني
لتبتعد عنه زهره سريعا قائله بأرتباك : انا عملت سندوتشات ليا وليك ، تعالي ناكل
فنظر لها بدهشه وهو يراها تخرج من حقيبتها كيس به بعض السندوتشات فضحك قائلا : هو احنا رجعنا المدرسه ولا ايه يازهره
فأقتربت منه كي تعطيه أحد السندوتشات التي صنعتها اليه قائله بحزم مصطنع : خد كل
فضحك علي عباراتها هذه حتي قال : خد كل ، في ست عسوله كده وبتحمر لما بتتكثف تقول لجوزها خد كل بالطريقه ديه
فضحكت زهره علي فعلتها .. فهي عندما نطقتها كانت كالمتوحشه واقتربت منه أكثر كي تُجبره علي تناوله
ليضحك قائلا : تعرفي ان اكتر حاجه كنت بكرهها وانا صغير جو السندوتشات ده
واقترب منها قائلا بمشاغبه وهو يُطالع ذلك السندوتش الذي بيدها : وموافق أكله ياستي بس بشرط
فنظرت اليه زهره بخوف من شرطه ..حتي ابتسم قائلا : انتي اللي تأكلهوني
وظلت تُطالعه للحظات .. فقربها هو منه يرفع بيدها نحو فمه وبدء يتلذذ بطعمه .. فتأملته ببتسامه صافيه وبدأت تطعمه بحب .. حتي فتح الباب فجأه
لتدخل جيداء مُتأمله هيئتهم بغل ، ليلتف نحوها شريف قائلا بجديه : مش المفروض من الذوق تخبطي قبل ماتدخلي ياجيداء
فحاولت زهره ابعاد نفسها عنه ، ولكنه ظل مُتشبساً بها يمنعها من الحركه
فنظرت جيداء نحو زهره بحقد قائله وهي تقترب : سوري ياشريف مكنتش اعرف انك هنا مع المدام
...................................................................
فرت هاربه من أمامه وهي تشعر بالحماقه من تصرفاتها
فهي زوجته وبدل ان لا تتركه بمفرده مع تلك الحرباء جيداء .. كانت لابد ان تقف تُحارب عن حبها ولكن دوماً كانت كالجبانه كما كانت تُلقبها جميله اختها
لتسمع صوت رامز خلفها وهو يسألها عن أخبارها : ازيك يازهره
وعندما لاحظ شحوب وجهها ، نظر اليها قائلا : انتي تعبانه يازهره
وابتسم بود اخوي لها وتابع بحديثه : تعالي نشرب حاجه في اوضة المكتب
لتسير زهره خلفه وهي غير شاعره بأقدامها فعقلها ظل معهم في غرفته
...................................................................
كاد ان يتخطي جيداء ويخرج من الغرفه خلف زوجته الحمقاء التي هربت من امامه وكأنها ليس لها حق به
لتقف جيداء امامه قائله : زهره ديه متنفعكش ياشريف ، زهره ضعيفه وجبانه في حبها ليك..
واقتربت منه كي تُقبله علي شفتيه ، ولكنه ابعدها بقوه من امامه قائلا بغضب : انتي اتجننتي ياجيداء ، انا محترم بس صداقتنا القديمه والقرابه اللي بينك وبين رامز
وكادت ان تتكلم جيداء .. فأوقفها بأشاره من أصبعه قائلا بحزم : وجودك هنا شغل وبس مفهوم
لتُحرك جيداء رأسها بصدمه من رد فعله التي اصبحت قويه معها بعدما تزوج
..................................................................
نظرت زهره للمشروب الذي أمامها بشرود ..وهمست أخيرا : هو شريف كان بيحب جيداء
فتأملها رامز للحظات وهو يُفكر في سر سؤالها هذا حتي تنهد قائلا : هو شريف مقلكيش عن علاقته بجيداء
فطالعته زهره بوجه شاحب قائله : قالي ان مافيش حاجه بينهم
فأمسك رامز القلم الذي امامه قائلا : يبقي متفكريش كتير يازهره ، وتأكدي ان شريف عمره ماهيخدعك .. وفكري ازاي تحافظي عليه
فظلت جملته تقتحم عقلها وقلبها وهما يُهاجمها .. بسبب ضعفها وعدم قدرتها ان تتحرر من خوفها الذي سيهدم حياتها
...................................................................
نظرت جميله الي كل ركن من أركان بيت حمات أختها بتمهل فاليوم قد قررت هي ووالدتها ان يذهبوا اليهم كي يباركون لهم علي المولود الجديد ..
فأبتسمت والدة شريف وهي تري نهي قادمه نحوهم .. لتُعرفهم عليها وتخبرهم بأنها زوجة ابنها الاخر الذي يعيش في شرم الشيخ ولديه احد المنتجعات
وبعد ان استمرت العائله في الحديث .. أردف هشام بتجاههم ليرحب بهم فكانت المره الاولي التي يتعارفوا فيها عليه
وعندما وقعت عين جميله عليه وهو يمد اليها يده ليُصافحها
شعرت بأن وجهه مألوفه عليها .. فظلت تُحدق به للحظات حتي قالت بتسأل : هو احنا نعرف بعض قبل كده
فنظر اليها هشام بتحديق بعدما أستشعر بأن جميله من الممكن ان تعرفه ..
فعم الصمت للحظات ونظرات نهي متعلقه به .. حتي وجد هاتفه يرن ليجد مخرجاً من هذا اللقاء
ولكن جميله ظلت مُسلطه نظراتها عليه .. وهي تُفكر اين رأته.. وظل عقلها يدور هنا وهناك يبحث عن ذلك الوجه
...................................................................
وقفت امامه بأرتباك كي تسأله عن سبب صمته معها منذ ليله أمس .. فهمست بخفوت : شريف انت زعلان مني
فنظر اليها شريف للحظات يتأمل ملامحها الحزينه ، حتي قال ببرود : يلا يازهره افطري عشان هنتأخر
فطالعته بألم وهي تري تغيره معها وكل ذلك بسببها هي .. وحركت رأسها برفض قائله : ماليش نفس مش عايزه افطر
فأمسكها شريف من ذراعيها ليجلسها علي المقعد قائلا بجديه : افطري انا مش عايز دلع .. سامعه
فتمالكت دموعها بصعوبه وهي تراه يُعاملها بجفاء ، رغم انها تعلم بأنها تستحق ذلك ..فهي تركته عندما وجدت جيداء تقترب منه .. فقد كان ينتظر منها دفاع عن ملكيتها فيه ولكن قد خذلته وفرت من امامه
وهمست بضعف قائله : شريف
فوجدته يرتدي سترته وبعدها وقف يُطالع ساعته دون ان يلتف اليها
فنهضت من علي مقعدها وقد شعرت بأن وقتها قد جاء من اجل ان تثبت له حبها وتبتعد عن مخاوفها في علاقتهما .. فهو أعطاها كل شئ ولكن بغبائها ستخسره
واقتربت منه لترتمي في حضنه حيث اصبح أكثر مكان تشعر فيه بالأمان وهمست : انا اسفه ياشريف
ورغم غضبه منه ، ضمها بذراعيه وظل يربط علي ظهرها بحنان وهو يهمس بجديه : جيه الوقت اللي علاقتنا لازم تكون جديه يازهره ونكون كأي زوج وزوجه
فأبتعدت عنه زهره قليلا لتري في عينيه الاصرار......
**********************
نظرت الي ملامح وجهه التي تغيرت فجأه.. فوجدته يُطالعها بنظرات عميقه بعد ان أنهي مُحادثته مع والدته نافياً لها حديث لم تفهمه هي
فتأملها شريف قليلا ناظرا الي عينيها المُحدقه به قائلا: عايزه تعرفي ماما كنت بتقول ايه
فلمعت عين زهره بالفضول ، فنظر اليها شريف طويلا وبدء يتذوق الطعام بتمهل حتي قال اخيراً بعد ان لعب بأعصابها : كانت فكراكي حامل
فأصابتها نوبة من السعال ، وهي تستمع لعباراته ..حتي أعطاها هو كوب الماء الذي امامها قائلا بمشاغبه : مالك اتكثفتي يازهره ، ده سؤال طبيعي لاي اتنين متجوزين
وغمز اليها بأحد اعينه قائلا :اظن انه المفروض كفايه كده ونفكر في الخطوه ديه ..انا بصراحه غيرت من نسرين وهشام
وامسك بكف يدها بحنيه قائلا : انتي لسا خايفه من معاملتي يازهره
ولم ينتظر منها اي اجابه حيث قرب كرسيها بجانبه ، ليعبث بخصلات شعرها بحنيه ، ومال علي عنقها ليقبله بشوق
هامسا بجانب أذنها بدفئ افقدها صوابها : مبتتكلميش ليه يازهره
فأبتعدت عنه زهره بملامح مضطربه ووجه يكسوه حمرة الخجل، فزوجها يتقن فن التلاعب بالقلوب...حتي قلبها اصبح خاضع له بأرادتها واصبح يرغب به بشده.. ولكن مازال خوفها مُستمر بأن يكتشف يوماً هو الحقيقه ويتركها بعد ان غمرها بحبه واهتمامه كما فعل اخيه من قبل ...
فهي تخشي من عقدة الفقد
...................................................................
نار وغيرة اجتاحت قلبه بشده ، وهو لا يُصدق ما سمعته أذنيه فنهض سريعا من جانب اخته ، واعين نهي تحاوطه بدهشه .. وكاد أن يفر من الغرفة قبل أن يسمع والدته تتحدث عن حمل زوجة اخيه وتزيد شعلة النيران التي بداخله .. فوقف ساكنا في مكانه وهو يسمع والدته تهمس داعيه : ربنا يرزقك ياشريف يابني بالذريه الصالحه
لتهمس أخته نسرين بأمل قائله : هي زهره حامل ياماما
فتتنهد والدتها قائله : لسا يابنتي ، ربنا يرزقهم ان شاء الله
فتنفس هشام الصعداء وهو يشعر بأن نيران قلبه أنطفت قليلا .. ولكنه شعر بالوجع وهو يري نفسه يكرهه ان ينجب أخيه طفلا
ليسمع صوت والدته وهي تتسأل : رايح فين ياهشام
فيلتف ناحيتهم ويُطالع كل من وجه زوجته ووالدته ليتنهد قائلا : خارج اشم شويه هوا ياماما
...................................................................
جلست مريم بجانبه تنتظر قدوم ضيوفه .. حتي نظرت في ساعتها بتمهل قائله : مش المفروض يكون في احترام للمواعيد
فنظر اليها حاتم طويلا وهو يتأمل كل انش بملامحها ، حتي قال بتلاعب : احنا اللي جاين بدري الميعاد الساعه 9
فنظرت مريم اليه بصدمه قائله : اومال حضرتك جايبني قبل الميعاد بنص ساعه ليه
فلمعت عين حاتم ببريق من الجديه وتأملها علي مهل قائلا : تعرفي ليه أختارتك سكرتيرتي
وتابع بحديثه قائلا : مع اني مبحبش تكون سكرتيرتي ست
فطالعته مريم ببرود وهي ترتشف من قهوتها .. حتي قال : كنتي اجمل ست في حفله شاكر الزهري.. كنتي شبه الاميرات بفستانك الازرق .. كنت حاسس انك خارجه من لوحه مرسومه بأحتراف ..
فنظرت اليه مريم بصدمه ، لتتذكر تلك الحفل التي حضرتها مع زوجها منذ خمس سنوات
ليُكمل حاتم حديثه قائلا : لفتي نظري مع ان من الصعب اما حد يقدر يلفت نظر حاتم الصاوي
فهمست مريم قائله : انا مش فاهمه حاجه
فأبتسم قائلا وهو يُطالعها : بس الاميره اللي لفتت نظر رجل الجليد كانت للأسف متجوزه ..وكان لازم ينسي الاميره اللي ملكت عقله من اول مره ..فضلتي شغله عقلي لمده طويله لحد مانسيتك زي مانسيت حاجات كتير مرت في حياتي
بس للاسف الاميره رجعت تاني ، واشتغلت بالصدفه مع رجل الجليد ..ورجل الجليد حب يثبت لنفسه انه نسي الاميره
بس للاسف رغم بروده معاها .. هو لسا فاكرها بفستانها الازرق وضحكتها الجميله مع زوجها
لتتذكر مريم كل هذا ، ورغم أن تلك الحفله ذهبتها مع اشرف بالغصب .. حتي جمالها كان يخفي أول صفعه قد صفعها بها اشرف بعدما اخبرها بندمه بالزواج منها ولولا وجود شريف طفلها الذي كانت في حملها به .. لكان طلقها وتزوج بغيرها ..حتي ضحكتها في ذلك اليوم كانت ضحكه ممزوجه بالحسره وهي تتذكر حبها الذي فقدته بسبب رغبة والديها بتزوجيها بعريس لديه أموال
فأبتسمت بتهكم قائله : الاميره اللي شوفتها .. هي انسانه دمرت كل الناس اللي حوليها ،كانت زي الوباء في حياة غيرها ..
وكادت ان تنهض من مكانها لتنفرد بنفسها وتسمح لدموعها الحبيسه بأن تسيل كي تُطهرها أكثر .. حتي وجدت ضيوفهم المُنتظرين قادمين نحوهم .. وحاتم يقف يرحب بهم وهو يُطالعها بأعينه يخبرها بأن حديثهم مازال له بقيه
فوقفت مريم مثله لتُرحب بهم ولكن بأعين مُنخفضه علي الطاوله كي لا يري أحد عينيها الذابله .. فسمعت صوت احدهم قائلا : مدام مريم مش معقول
لترفع مريم بوجهها وتتذكر ذلك الرجل الذي علي معرفة بزوجها الراحل وأخيها ..فألتفت نحو حاتم الذي علق نظره عليها حتي قال الرجل بأسف : معلشي مقدرتش اجي أعزي في اشرف الله يرحمه كنت مسافر .. البقاء لله
فهمست مريم بخفوت : ولا يهمك ..
ليسمع حاتم ذلك الاسم مُتذكراً يوم الحفل عندما أخبره أحد معارفه بأسم زوجها.. فنظر اليها دون تصديق وهو يهمس داخله : مريم أرمله
...................................................................
نظرت فرحه الي هاتفها الذي يدق بوجه شاحب وهي لا تُصدق بأنه يهاتفها .. فظل يدور عقلها بما فعلته معه في الموقع .. ومع تكرر رنينه
أخيراً قررت أن تجيبه ، وفتحت الخط .. ليسمع صوت تنهيدتها حتي قال : ازيك يافرحه
لتهمس فرحه قائله : الحمدلله بخير يابشمهندس
فأبتسم حازم قائلا : اسف علي رد فعلي اخر مره
فوجدها تُقابل اسفه بندم قائله : انا اللي اسفه
وصمتت قليلا لتُكمل حديثها قائله : انا بلغت فارس اني هسيب الشغل خلاص
فهتف حازم بها سريعا قائلا : اوعي تهربي من الحقيقه بهروب .. وقبل ان يغلق معها الخط قال بجديه : بكره عايز اشوفك في الشركه يافرحه ، مفهوم
واغلق الخط .. لتنظر هي الي هاتفها بملامح تائهه في حديثه
وتنهدت بعمق وهي تتذكر ذكريات حبها وعشقها بوجع
...................................................................
انتهي ذلك العشاء بثقل جعلها تشعر وكأنها قضت فيه عمرها بأكمله ، وعندما وجدت حاتم يُصافح ضيوفه.. امسكت بحقيبتها وكادت ان تفر من امامه الا انه امسكها قائلا بحزم : استني يامريم احنا لازم نتكلم
فنظرت اليه مريم قليلا ، وتذكرت كل الرجال اللذين دخلوا حياتها وخسرتهم .. فحركت رأسها بالرفض
وركضت من أمامه سريعا ، وهي لا تُصدق بأن حاتم يعرفها منذ سنون واليوم أخبرها بحقيقة معرفته بها وعلمت بسبب معاملته البارده معها .. فكأنه كان يُعاقبها لأنها كانت زوجة لرجل أخر
.................................................................
ذهبت الي مكتبه بوجه مبتسم .. ليرفع شريف وجهه نحوها قائلا بتنهد : شايفك مبسوطه النهارده
فأبتسمت اليه زهره بسعاده ونطقت بحماس : مستر عمران قالي النهارده اني بتطور بسرعه ، واني كمان هكون مُصممه هايله
وظلت تقص عليه كل مامرت به اليوم بحماس .. حتي وجدته يقترب منها يجذبها من خصرها بذراعيه ليتأمل ملامحها عن قرب .. فأرتبكت من قربهما هذا وصمتت
ليبتسم شريف لما ينتج عن أفعاله تلك .. وانحني قليلا كي يلتقط من شفتيها قبله رقيقه قائلا : وقفتي كلامك ليه
فتنفست زهره بصعوبه بسبب ما يفعلها معها ، وهمست قائله : انت بتحب تكثفني ليه ياشريف
فضحك هو بسعاده ، فأخيراً عقلها بدء يفهم ألعابه الماكره التي أصبح يعشقها معها بسبب خجلها قائلا : ومين قالك اني بحب اكثفك ..انتي اللي بتحمري وبتتكثفي بسهوله يازهره
واقترب من أحد اذنيها ليهمس لها بكلمات قد أخجلتها
فرفعت زهره بيدها نحو وجهها لتلمسه قائله بخجل : هي الدنيا بقيت حر كده ليه
فطالعها هو ضاحكا لأفعالها التي تجعله يرغب بها أكثر ، حتي وجدته ينحني ثانية ليقبل كل من وجنتيها
وبعدما أبتعد عنها همس قائلا : مطلعتيش سخنه ولا حاجه
وعندما رأها مصدومه من فعلته .. تنهد قائلا وهو يرغب في تكرير فعلته : تعالي اما اشوف حرارتك تاني
لتبتعد عنه زهره سريعا قائله بأرتباك : انا عملت سندوتشات ليا وليك ، تعالي ناكل
فنظر لها بدهشه وهو يراها تخرج من حقيبتها كيس به بعض السندوتشات فضحك قائلا : هو احنا رجعنا المدرسه ولا ايه يازهره
فأقتربت منه كي تعطيه أحد السندوتشات التي صنعتها اليه قائله بحزم مصطنع : خد كل
فضحك علي عباراتها هذه حتي قال : خد كل ، في ست عسوله كده وبتحمر لما بتتكثف تقول لجوزها خد كل بالطريقه ديه
فضحكت زهره علي فعلتها .. فهي عندما نطقتها كانت كالمتوحشه واقتربت منه أكثر كي تُجبره علي تناوله
ليضحك قائلا : تعرفي ان اكتر حاجه كنت بكرهها وانا صغير جو السندوتشات ده
واقترب منها قائلا بمشاغبه وهو يُطالع ذلك السندوتش الذي بيدها : وموافق أكله ياستي بس بشرط
فنظرت اليه زهره بخوف من شرطه ..حتي ابتسم قائلا : انتي اللي تأكلهوني
وظلت تُطالعه للحظات .. فقربها هو منه يرفع بيدها نحو فمه وبدء يتلذذ بطعمه .. فتأملته ببتسامه صافيه وبدأت تطعمه بحب .. حتي فتح الباب فجأه
لتدخل جيداء مُتأمله هيئتهم بغل ، ليلتف نحوها شريف قائلا بجديه : مش المفروض من الذوق تخبطي قبل ماتدخلي ياجيداء
فحاولت زهره ابعاد نفسها عنه ، ولكنه ظل مُتشبساً بها يمنعها من الحركه
فنظرت جيداء نحو زهره بحقد قائله وهي تقترب : سوري ياشريف مكنتش اعرف انك هنا مع المدام
...................................................................
فرت هاربه من أمامه وهي تشعر بالحماقه من تصرفاتها
فهي زوجته وبدل ان لا تتركه بمفرده مع تلك الحرباء جيداء .. كانت لابد ان تقف تُحارب عن حبها ولكن دوماً كانت كالجبانه كما كانت تُلقبها جميله اختها
لتسمع صوت رامز خلفها وهو يسألها عن أخبارها : ازيك يازهره
وعندما لاحظ شحوب وجهها ، نظر اليها قائلا : انتي تعبانه يازهره
وابتسم بود اخوي لها وتابع بحديثه : تعالي نشرب حاجه في اوضة المكتب
لتسير زهره خلفه وهي غير شاعره بأقدامها فعقلها ظل معهم في غرفته
...................................................................
كاد ان يتخطي جيداء ويخرج من الغرفه خلف زوجته الحمقاء التي هربت من امامه وكأنها ليس لها حق به
لتقف جيداء امامه قائله : زهره ديه متنفعكش ياشريف ، زهره ضعيفه وجبانه في حبها ليك..
واقتربت منه كي تُقبله علي شفتيه ، ولكنه ابعدها بقوه من امامه قائلا بغضب : انتي اتجننتي ياجيداء ، انا محترم بس صداقتنا القديمه والقرابه اللي بينك وبين رامز
وكادت ان تتكلم جيداء .. فأوقفها بأشاره من أصبعه قائلا بحزم : وجودك هنا شغل وبس مفهوم
لتُحرك جيداء رأسها بصدمه من رد فعله التي اصبحت قويه معها بعدما تزوج
..................................................................
نظرت زهره للمشروب الذي أمامها بشرود ..وهمست أخيرا : هو شريف كان بيحب جيداء
فتأملها رامز للحظات وهو يُفكر في سر سؤالها هذا حتي تنهد قائلا : هو شريف مقلكيش عن علاقته بجيداء
فطالعته زهره بوجه شاحب قائله : قالي ان مافيش حاجه بينهم
فأمسك رامز القلم الذي امامه قائلا : يبقي متفكريش كتير يازهره ، وتأكدي ان شريف عمره ماهيخدعك .. وفكري ازاي تحافظي عليه
فظلت جملته تقتحم عقلها وقلبها وهما يُهاجمها .. بسبب ضعفها وعدم قدرتها ان تتحرر من خوفها الذي سيهدم حياتها
...................................................................
نظرت جميله الي كل ركن من أركان بيت حمات أختها بتمهل فاليوم قد قررت هي ووالدتها ان يذهبوا اليهم كي يباركون لهم علي المولود الجديد ..
فأبتسمت والدة شريف وهي تري نهي قادمه نحوهم .. لتُعرفهم عليها وتخبرهم بأنها زوجة ابنها الاخر الذي يعيش في شرم الشيخ ولديه احد المنتجعات
وبعد ان استمرت العائله في الحديث .. أردف هشام بتجاههم ليرحب بهم فكانت المره الاولي التي يتعارفوا فيها عليه
وعندما وقعت عين جميله عليه وهو يمد اليها يده ليُصافحها
شعرت بأن وجهه مألوفه عليها .. فظلت تُحدق به للحظات حتي قالت بتسأل : هو احنا نعرف بعض قبل كده
فنظر اليها هشام بتحديق بعدما أستشعر بأن جميله من الممكن ان تعرفه ..
فعم الصمت للحظات ونظرات نهي متعلقه به .. حتي وجد هاتفه يرن ليجد مخرجاً من هذا اللقاء
ولكن جميله ظلت مُسلطه نظراتها عليه .. وهي تُفكر اين رأته.. وظل عقلها يدور هنا وهناك يبحث عن ذلك الوجه
...................................................................
وقفت امامه بأرتباك كي تسأله عن سبب صمته معها منذ ليله أمس .. فهمست بخفوت : شريف انت زعلان مني
فنظر اليها شريف للحظات يتأمل ملامحها الحزينه ، حتي قال ببرود : يلا يازهره افطري عشان هنتأخر
فطالعته بألم وهي تري تغيره معها وكل ذلك بسببها هي .. وحركت رأسها برفض قائله : ماليش نفس مش عايزه افطر
فأمسكها شريف من ذراعيها ليجلسها علي المقعد قائلا بجديه : افطري انا مش عايز دلع .. سامعه
فتمالكت دموعها بصعوبه وهي تراه يُعاملها بجفاء ، رغم انها تعلم بأنها تستحق ذلك ..فهي تركته عندما وجدت جيداء تقترب منه .. فقد كان ينتظر منها دفاع عن ملكيتها فيه ولكن قد خذلته وفرت من امامه
وهمست بضعف قائله : شريف
فوجدته يرتدي سترته وبعدها وقف يُطالع ساعته دون ان يلتف اليها
فنهضت من علي مقعدها وقد شعرت بأن وقتها قد جاء من اجل ان تثبت له حبها وتبتعد عن مخاوفها في علاقتهما .. فهو أعطاها كل شئ ولكن بغبائها ستخسره
واقتربت منه لترتمي في حضنه حيث اصبح أكثر مكان تشعر فيه بالأمان وهمست : انا اسفه ياشريف
ورغم غضبه منه ، ضمها بذراعيه وظل يربط علي ظهرها بحنان وهو يهمس بجديه : جيه الوقت اللي علاقتنا لازم تكون جديه يازهره ونكون كأي زوج وزوجه
فأبتعدت عنه زهره قليلا لتري في عينيه الاصرار......