رواية معدن فضة الفصل الرابع عشر 14 بقلم لولي سامي
خرجت كلا من غزل وغرام للذهاب للعيد ميلاد وهم علي الدرج اقترحت غزل على اختها الذهاب لمحل قريب وجلب حلوى قائلة/ ايه رايك يا غرام ناخد حلويات معانا بدل ما ندخل فاضيين؟
تساءلت غرام بتعجب / ندخل فاضيين ليه انتي مش جايبة هدية؟
انا افتكرتك جايبة برفيام ولا حاجه بسيطة شايلاها في الشنطة ؟
توترت غزل وزاغت ابصارها لتحاول جاهدة التحدث دون النظر لأختها فقالت/ لا ......مانا قولتلك متخاصمين وبصراحة مكنتش عاملة حسابي هروح بس لما حسبتها لاقتها عيب يعني بقالنا كتير أصحاب فمينفعش اخاصمها في عيد ميلادها وكمان الدراسة داخله كمان شهر فشكلي هيبقي وحش وسط اصحابنا.
ضيقت غرام عيونها متمتة بصوت سامع/ والله الموضوع ده في إن ،وهعرفها يا غزل، اتفضلي قدامي محل لولي بوب مش بعيد بعدنا بشارعين بس بسرعة علشان منتاخرش انتي عارفه ماما.
ابتسمت غزل لنجاح مخططها لتقول بأعين لامعه/ لا مانا عرفت محل تاني تحفة فظيع بجد وبيعمل حلويات سورية ايه بقي مقولكيش جميلة جدا.
تساءلت غرام بفضول/ فين المحل ده ليكون بعيد؟ وكمان انتي متأكدة أنه كويس ؟ دوقتي يعني منه قبل كدة احنا هنقدم حاجه للناس لازم تكون كويسة.
تحدثت غزل وهي تسحب يدي اختها مسرعة تجاه شارع المحل قائلة/ لا مدوقتش ده صاحبتي قالتلي عليه تعالي بس انا عارفه مكانه صاحبتي شاورتلي عليه مرة ده قريب من هنا.
توجهها كلا من غزل وغرام حتى وصلا لوجهتهم لتسرع غزل وهي تدلف للمحل فسحبت غرام اختها وقالت لها هامسه وهي تزجرها بعيونها / ايه رايحه فين بسرعة كدة ؟ اصبري لازم ندوق منه حاجه الاول قبل ما نطلب طلبنا ،قولتلك الحاجة رايحه للناس وانا اصلا مبثقش في كلامك.
سحبتها غزل لداخل المحل قائلة/ طيب يا ستي جربي اللي انتي عايزاه بس تعالي بقي.
دلفا داخل المحل لتنظر غرام على أنواع الحلوى ونظافة المحل والعمال فلا تنكر إعجابها مبدأيا بالمحل ولكنها وجدت اختها التي من المفترض أن تنظر للحلوى لتختار طلبها وجدتها تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن أحدا ما لتربت غرام على كتفها فالتفتت غزل لها باندهاش منها قائلة/ في ايه يا غرام؟
غرام بتعجب من حال اختها/ في ايه انتي ؟
بتدوري على ايه ولا على مين ؟
غزل ببعض الضيق / مبدورش على حد ،مش قولتي هتجربي حاجه اتفضلي اختاري هتجربي ايه؟
لينتبهوا كلاهما على صوت ياتي من خلف غرام قائلا/ اهلا وسهلا يا فندم شرفتونا ،تحبوا تختاروا حاجه معينة؟
نطق بها يزيد وهو ينظر لغزل مبتسما ابتسامة ترحيبية لتشير غزل لأختها بيدها قائلة/اتفضلي اطلبي اللي انتي عايزاه.
شعرت غرام بالاحراج والتوتر فزغرت لأختها بيعيونها ثم استدارت تتحدث ليزيد الذي فور رؤيته لها شعر وكأن أحدهم قد لكمه على رأسه فافقده الوعي والإدراك من جمال وبراءة ملامحها لينتبه على صوتها قائلة/ ااااه......... لو سمحت كنت عايزه اجرب الكنافة النابلسي، فلو سمحت ممكن قطعتين.
لتتفاجا بغزل اختها قائلة بضيق بين/ متطلبيليش انا مش عايزة وبسرعة علشان نلحق نمشي.
نظرت غرام لأختها بحيرة وتعجب من حالها الذي تغير بالكامل ثم شعرت بالاحراج من الموقف لتلتفت مرة أخري الي الواقف خلفها لتعدل طلبها قائلة/ انا اسفة ممكن قطعة واحدة لو سمحت.
اومأ يزيد وابتسم قائلا/ هتعجبك اوي وعلي ضمانتي بعد اذنك ثانية واحدة .
والتفت ليخبر العامل بتجهيز طلبها كما أضاف من عنده البورمة المميزين بها وأثناء ذلك كانت غرام تنهر غزل بصوت هامس قائلة/ تصدقي انتي عيلة وانا غلطانة اني بسمع كلامك ، كدة تحرجيني قدام الراجل ده غير أن المحل حلويات شرقية مفيش جاتوه ولا تورت يعني هنجيب ايه دلوقتي ؟
لوحت غزل بيدها بتسوف قائلة/ عادي بقي يا غرام انا قولت نغير مش كله تورت وجاتوه .
إدارتها غرام بيدها لتصبح أمامها سائلة إياها بتعجب من حالها/ في ايه يا بت مالك حالك انقلب كدة فجأة ليه؟؟
أنقذها القدر وجاء يزيد يقدم بنفسه علب صغيرة جميلة الشكل مغلقة بإحكام قائلا/ اتفضلوا يارب تعجبكم .
التفتت غرام مرة أخري لتحاصره بنظراتها البريئة وصوتها العذب فوجدته يقدم علبتين برغم طلبها طلب واحد فقالت متسائلة/ انا طبعا متشكرة جدا بس احنا طلبنا طلب واحد وحضرتك جايب اتنين ؟
ابتسم يزن قائلا/ ده الطلب اللي طلبتيه والعلبة الثانية تحية من المحل نتمنى تقبليها ولو الانسه بتاكل حلويات اجبلها بس خوفت لتكون مبتحبش الحلويات اساسا .
شعرت غرام بالتوتر من طريقة حديثه الذي استشعرت فيه بشئ ما ،كما أن نظراته مثبته بها بشكل غريب او هي استشعرت ذلك ليخفق قلبها توترا واحراجا فأخذت العلب لتنهي الموقف وحاولت اشغال نفسها بفتح أحدهم ولاحظت وجود بورمة بها فلم تعلق حتي لا تطيل الحوار وبدأت بتذوق الكنافة التي كما يقولون هي الاختبار القوي لتقييم اي صانع حلوى.
فور أن وضعتها بفمها أغلقت عيونها من جمال مذاقها ليشعر هو وكأنها حكمت عليه بالسجن خلف اهدابها.
اما هي شعرت بقطعة الكنافة وهي تذوب ذوبا في فمها وكأنها قطعة زبدة، اخذت تستمتع بمذاقها اللذيذ وتتصدر همهمات دليل على جمال طعمها لدرجة أنها نسيت من يقف أمامها يتفرس في ملامحها ويستمتع باستمتاعها للمذاق فلم يشعر بحاله وهو يوجه أنظاره لعنقود فمها مطلقا لامانيه العنان لينتبها كلاهما على صوت غزل وهي تقول بتذمر / هاااا..... يا غرام عجبك طعمهم ولا ايه؟
غرااام أخذ يردد اسمها في عقله وهو ينظر لها فشعر وكان اسمها علامه على حاله فهو لم يؤمن في يوم بمقولة النظرة الاولى ولكنه لم يعي ماذا يحدث معه.
لتنتبه غرام لحالها ففتحت عيونها وإذ بها تجده أمامها وينظر لها نظرات غريبة بالنسبة لها.
ارتبك حالها لتخفض عيونها فجأة قائلة بصوت خافت/ اااه...حلوة جدا يسلم ايديهم،شوفي هتختاري ايه علشان منتاخرش.
اومأت غزل برأسها وانطلقت تختار ما اختارته المرة السابقة لتمتم بداخلها قائلة/ يعني ولا اشوفه ولا ادوق الحلويات ده ؟!
ظلت غرام واقفة مكانها وكان أحدهم ثبتها بشئ ما لتجد يزيد يقول/ ريتك ماتبلى .
رمشت غرام باهدابها متعجبة من الجملة فنظرت بتساؤل قائلة/ نعم
رد يزيد بابتسامة هادئة/ بقولك تسلمي وتعيشي وربنا ما يحرمنا من طلتك علينا ،
ثم تحمحم محاولا لحاق نفسه / احم قصدي نورتوا المحل يعني بالمصري....
اومأت غرام واعادت عيونها للاسفل حتى وجدت غزل تقول لها/ انا خلصت هتحاسبي ولا احاسب انا.
حمدت غرام ربها أن اختها تأتي بالوقت المناسب لتخرجها من حالتها التي لم تعي ماذا يحدث معها لتومأ مستأذنة من يزيد / عن اذنك.
وعند التفافها وجدته يقول/ خلاص يا آنسة غرام الحساب علينا المرة دي ،مش انسه برضه؟
لا يعرف لماذا سال هذا السؤال ولا كيف ليجدها ترد بخفوت قائلة/ أيوة آنسة ،بس مينفعش والله ده مش لينا اساسا المرة الجاية أن شاء الله عليكم وبجد الف شكر.
ثم هرولت الكاشير لتدفع الحساب تحت نظرات غزل المستعجلة من حالها لتقول لها مستفسرة / اييييه ؟؟هو الكلام علي ايه؟؟
حاولت غرام التهرب قائلة/ هو ايه اللي ايه ؟ مفيش حاجه طبعا.
حركت كتفيها لاعلى مردفة حديثها محاولة ابعاد تفكير اختها عما يجول به قائلة/ كنت بقوله الحلويات جميلة جدا تسلم ايديكم فقالي كلمة كدة مفهمتهاش وبعدين قالي تسلمي وتعيشي بس كدة.
تذكرت غزل كلمة يزن فقالت لها/ ااااه. هتلاقيه كلمك بالسوري اصلهم سورين.
_علشان كده حلوياتهم حلوة اوي .
قالتها غرام لتؤكد غزل بهدف اخر قائلة/ ااااه ........ حلوين اوي.
وانطلقا لوجهتم كلا يفكر في ليلاه.
............................................
التفت محمد ليواجه أبيه موضحا له كيفية حدوث الأمر بطريقة غير مقصودة ولا تحمل بداخلها كل هذه الشكوك التي ربما تدور باذهان والده كما أن نيته السليمة تجاه أخته ووضع صحتها اولا فوق كل اعتبار كما أنه يرى أن ما فعله چواد مجرد مساعدة صديق عائلة وجار رأى جيرانه في أزمة فأراد أن يساعدهم بقدر استطاعته ولكنه عند التفاته فقد كل مبرراته عند رؤيته لسيارة چواد المصطفة بجانب الرصيف وبداخلها چواد الذي من المؤكد ينتظر ذهابهم وسيصعد للطبيب بعدهم وهنا تلجم لسانه وبدأت الشكوك تثور برأسه هو الآخر خاصة عند رؤيته لمحاولة چواد اخفاء وجهه حتى بدأت تلمع بذهنه شك تجاه چواد واخته وأن كل هذا اتفاق بينهم وخاصة رؤية چواد أمام مدرستها وأنه أساس كل هذه المشاكل ،حتي انتبه على صوت والده الذي كرر سؤاله بضرورة معرفة كل شئ فالتفت محمد ناظرا بوجه لاخته الذي استطلع فيه البراءة لا يصدق ما أشار إليه عقله فقرر تأجيل هذه الشكوك لحين التأكد منها والاهتمام حاليا بحالة أخته إذا كانت بالفعل تعاني من شئ ما .
فرد بكل هدوء على والده الذي ربما وصلت الشكوك لذهنه مثله وحاول التبرير لوالده وكأنه يوهم عقله بكل هذه المبررات فقال/ محصلش حاجه يا بابا الموضوع كله جه بالصدفة مش اكتر .
نطق والده مستفسرا وهو يوجه نظراته تجاه ميار قائلا/ بالصدفة ازاي احب افهم؟
قرأ محمد شكوك والده من نظراته لاخته التي بدورها تنظر للاسفل ولا تعلم ماذا تفعل وكل ما تتمناه وجود اختها ماجدة للاختباء باحضانها من نظراتهم .
حاولت عزة إلمام الأمر فقالت / طب نتكلم في البيت يا جماعة ميصحش وقوفنا في الشارع كدة!
حاول محمد تهداة والده فقال ردا على والدته وهو ينظر لها/ لا يا ماما نتكلم هنا عادي بابا من حقه يعرف كل حاجه علشان ميشكش في حد فينا.
ثم وجه نظره تجاه والده قائلا/ الموضوع أن انا كنت بسال في الشركة عن دكتور كويس فنصحوني بالدكتور ده وحاولت احجز عنده لاقيت مفيش ميعاد الا بعد اسبوعين ،فافتكرت أن چواد كان قالي مرة واحنا أصحاب أنه له صديق دكتور فاتصلت اسأله لو يعرف حد يوصلني بالدكتور ده فلاقيته هو الدكتور اللي يعرفه شخصيا وطلبت منه يتوسطلنا وفعلا حجزلنا عنده .
نطق باخر جملته وهو ينظر لنقطة ما وكأنه يوجه رساله له فالتقطها الاخر عندما التقت العيون ولكن كلا يحمل بنظراته رسالة مختلفة عن الآخر فمحمد يحمل نظرات لوم وخزي وچواد يحمل نظرات اعتذار وخجل مما وصل إليه حاله.
لينتهي محمد علي تساؤل والده قائلا بمعاتبه/ وملقتش غير چواد وتسأله وخلاص مفيش دكتور غير اللي يعرفه سى چواد بتاعكم!
نطق توفيق باخر كلمة وهو يوجه نظراته تجاه ميار التقطها محمد ونظر لأخته الذي شعر بانكماشها وكأنها تختبأ بداخل روحها ولو تستطع مداراة رأسها داخل جسدها كالسلحفاه لفعلت.
حاول محمد إنهاء الأمر سريعا فقال منهيا الحوار / اللي حصل بقي يا حج وحقك عليا انا فعلا غلطان بس كنت حاطط قدامي صحة اختي وحبيت اطمن عليها بسرعة ومفكرتش في الموضوع حقك عليا انا فعلا غلطان.
زم توفيق شفتاه ولم يرى داعي لتطويل الحوار فقرر منهيا وقفتهم قائلا/ يالا شوفلنا اقرب معمل علشان نعمل التحاليل ونخلص وفي الاستشارة هتجيب التحاليل انت وانا للدكتور ولو قال في حاجة في التحاليل بعد الشر تشوفلنا دكتور تاني نتابع معاه يالا بينا.
وتوجهها كلهم تجاه شارع الذي به المعمل وقبل دخولهم بالشارع استمع محمد لصرير اطارات سيارة تحتك بقوة في الطريق فاستدار محمد ينظر تجاه الصوت فرأى سيارة چواد يقودها بسرعة وقوة ويرحل من المكان بأكمله فارتاح قلبه قليلا ولكنه لم يرتاح عقله بعد .
وبداخل السيارة بعد أن علم چواد رؤية محمد له والتقت نظراتهم واستشعر من نظراته باتهامه له وربما شك في ميار ظل يطرق على إطار السيارة واضعا رأسه عليه بقلة حيله وأخذ يأنب نفسه ويجلد ذاته لما يفعله بنفسه وبميار فهو أصبح بكل أفعاله يضع نفسه ويضعها موضع اتهام دون أن يقصد وعند وصوله لهذه النقطة رفع رأسه جاحظا عينيه وأخذ يفكر بشئ آخر وهو كيف حالها لو تم اتهامها بشئ كهذا وهي بين أيديهم هو لم يستطع حمايتها بل هو من اقحمها بهذه الاتهامات ،اخذ يلكم إطار السيارة بقوة أكبر من السابق وكأنه يريد أن تنزل هذه اللكمات على وجنتيه حتي يفيق نفسه مما به ثم أدار محرك السيارة وقادها بعصبيه مطلقة بقوة وسرعة مما صدر عنها صوت صرير الاطارات نتيجة احتكاك إطارات السيارة باسفلت الشارع متوجهها مباشرة الي المكان الذى ترتاح فيه نفسه حيث نهر النيل.
بينما وصلت عائلة ميار الي المعمل وقاموا بعمل التحاليل اللازمة ثم توجهوا إلى منزلهم مباشرة وهم يخيم عليهم الصمت التام فكل واحد بهم يفكر بشكل اخر.
................................................
بعد مدة من الزمن عاد چواد الي منزله فوجد والدته بانتظاره كالعادة تجلس على الأريكة ولكنها اليوم تنتظره بدون تجهم بالوجه وبدون أن تسأله عن سبب تأخره بل وجدها تقول له/ حمدالله على السلامه يا حبيبي مستنياك من بدري .
تعجب چواد من طريقتها فلطالما دائما كانت قلقة عليه ولكن اليوم أسلوبها متغير وكأنها أرادت أن تغير حالته بطريقه اخرى فاستجاب لطريقتها ليرد عليها وهو مبتسما قائلا/ معلش يا خوخه كنت مضايق شوية فروحت قعدت على النيل شوية .
تحدثت اخلاص بوجه بشوش قائلة/ طب تروح تقعد على النيل وتنساني مش عارف اني بحب اقعد عليه من ايام ابوك الله يرحمه ولا مستخسر فيا خروجه معاك .
اقترب جواد مقبلا جبهتها قائلا / يا خبر ابيض انا اطول اقعد مع خوخه علي النيل، نيجي احنا فين جنب الحاج عاصم الله يرحمه .
أمسكت بيده اخلاص قائلة/ كلك ابوك يا چواد الله يرحمه رجوله واخلاق ربنا يديمك في حياتي يا ابني وافرح بيك عن قريب يارب ، يالا ادخل اتشطف وغير عقبال ما احطلك الاكل علشان عايزاك في موضوع مهم.
توجه چواد الي المرحاض وعقله يفكر في ماذا تريده اخلاص والدته حتى انتهوا كلاهما من الطعام واعدت اخلاص القهوة لكليهما ثم بدأت قائلة/ انا بصراحة مش عجبني قعدتك ده وعايزة افرح بيك وباولادك قبل ما اقابل رب كريم .
امسك چواد كفها ولثمه قائلا بصوت حاني/ ربنا يخليكي يا ست الكل ويطول في عمرك يا رب.
ربتت اخلاص على قدمه قائلة/ ويخليك ليا يا غالي ،المهم انا شفتلك عروسة إنما ايه حلوة اوي وبيقولوا أهلها كويسين والبنت متربية اوي ومعاها بكالوريوس اداب بس مبتشتغلش، وانا بصراحة عايزاك تشوفها يمكن تعجبك ايه رايك ؟
نظر چواد لوالدته دون التعقيب على كل ما قالته ،
شعر بتضارب شديد بداخله ولا يعلم ماذا يقول حتى انتبه على سؤال والدته / قولت ايه يا حبيبي؟ نروح نزور الناس وتشوفها !؟
سأل والدته اول سؤال جاء بخاطره قائلا/ وهيقبلوا لبنتهم بواحد سوري ؟
قضبت اخلاص حاجبيها متعجبه من السؤال حتى فهمت ما يقصده فقالت محاولا التخفيف عنه وهي تربت على كتفيه بحنو/ الناس مش زي بعضها يا حبيبي.
اومأ چواد برأسه واستقام واقفا ثم قال/ سيبيني افكر يا ماما وبكرة أن شاء الله هرد عليكي.
وذهب لغرفته مغلقا بابها عليه يريد أن يختلي بحاله بينما ظلت اخلاص مكانه داعيه له بصلاح الحال وهدوء البال.
..............................................
عاد يزن الي منزله ودخل ولكنه وجد المنزل هادئا لا ينم عن وجود أحد به فعرف أن أخيه لم يأتي بعد فجلس قليلا يفكر مع نفسه في طريقة للوصول إلى ما يشغل باله قائلا لنفسه/ انا تعلم عليا بت مفعوصة زيك ، انا بس اعرف اوصلك وهلففك حوالين نفسك ،اصبري عليا يا ......
ااااه كمان مش عارف اسمها ! هوصلها ازاي ده ؟؟
ثم أمسك بجهاز التحكم بالتليفاز وأضاء التليفاز وظل يقلب بقنواته وعقله شاردا حتى وجد مشهد وكأنه أضاء له مصباح بعقله فلمعت عيونه وانفرجت شفتاه بالنصر
قائلا/ يااااااس كانت تايهه عن بالي ازاي !؟
ثم صفق بيده وقال مفتخرا بذاته / دانا يزن الجن ،والنبي لعفرتك واردلك اعرفك يعني ايه تجاهل ،انا انا يزن تتجاهلي كلامي انا!!!
ثم وجد أخيه يفتح الباب بمفتاحه الخاص فقال له/ حمدالله على السلامه يا باشا تعالي انا جايب اكل ومستنيك .
دخل يزيد لم يستمع لكلمة واحدة مما قالها يزن متوجهها إلي غرفته شارد الذهن فيما سلبت عقله بعيونها وعفويتها.
تعجب يزن من حالة أخيه فقال معلقا/ مبيردش ليه ده ؟ معقول يكون زعلان علشان مشيت من المحل بدري ؟؟ بس ده مهزقنيش حتى!!
يالا ملوش في البيتزا نصيب أما اكل انا .
فتح علبة البيتزا وأخذ يلتهم ما بها بشهية مفتوحه ويتخيل ما سيفعله بالبنت وعند كل فكرة يضحك بصوت عالي لدرجة من يرى حاله يعتقد أنه قد جن .
حتى توقف علي انتباهه أن البيتزا قد انتهت فقال لذاته/ والنبي طلع التفكير فيكي بيفتح النفس يالا كنت ناوي اسيب قطعة ليزيد بس شكله ملوش نصيب.
ترك كل شيء كما هو وذهب لغرفته ملقيا نفسه على الفراش ولم يشعر بحاله بعد لحظات فقد ذهب في سبات عميق من كثرة الطعام.
..................................................
بمنزل ميار دخل الاب والام لغرفتهم فقالت عزة مستفسرة عن حالة زوجها/ مالك يا توفيق الصبح بحال وعند العيادة اتغير حالك ودلوقتي بحال تاني مالك بس؟
جلس توفيق علي اقرب مقعد مطلقا تنهيدة حاره من صدره قائلا/ مش عارف يا عزة حاجات كتير اوي متلخبطة جوايا ،
ايه اللي يخلي جواد يحجز لبنتك الموجودة عند الدكتور؟
عزة بتلقائية/ ما محمد قالك أنه هو اللي سأله.
توفيق بشك / بس كلام محمد في حاجة ناقصة أو مش مطمن له ،انا خايف ليكون حسن ضرب بنتك لما عرف انها علي علاقة بچواد وأخوها محمد عارف وبيداري عليها .
ساعتها مش هقدر افتح عيني في حسن وتقريبا علشان كده مجاش وبعت أمه.
تعجبت عزة من تفكير توفيق وقالت معارضه له / ايه اللي بتقوله ده يا توفيق بنتنا مش كدة ابدا ومحمد كمان مش كدة ، بطل الأفكار السودة ده وادعي أن بنتنا تكون بخير ،
وكمان حسن ايه اللي بتفكر فيه ؟ ده حتى مهانش عليه يتصل ويطمن علي بنتك !
ضيق توفيق عيونه قائلا/ ماهو ده اللي مخليني اشك في الموضوع مش يمكن بنتنا اللي غلطانة وأخوها بيداري عليها!؟
قضبت عزة حاجبيها قائلة/ قصدك ايه يا توفيق بالكلام ده ؟ هتعمل ايه؟
لوح توفيق بذراعه واستقام ليغير ملابسه قائلا بقلة حيره/ انا عارف بقى ؟
اهو كل اللي كنت بفكر فيه الصبح اتلخبط تاني دلوقتي ،
بكرة الصبح لازم افهم ايه اللي حصل بالظبط يوم ما حسن ضربها علشان اعرف هتصرف ازاي بعد كدة ،ولما ربنا يطمنا عليها يحلها الف حلال.
................................................
بغرفة ميار جلست بفراشها منكمشة على حالها جالبه قدماها الي صدرها واضعه رأسها بينهم حتى رأتها ماجدة بهذه الصورة اخذت تسألها على ماذا حدث لهم بالخارج لتسرد ميار لأختها كل ما تم ونظرات ابيها واخيها إليها وكيف يشكون بها وهي لم يكن لديها علم بحجز چواد للطبيب وظلت تحلف لأختها بعدم معرفتها لشئ واجهشت بالبكاء لتأخذها ماجدة باحضانها وتربت على صدرها قائلة/ انا مش عارفه كل شوية الموضوع يتعقد كدة ليه ؟؟ معلش حبيبتي كله هيعدي أن شاء الله.
فقالت ميار بين دموعها بصوت متقطع من كثرة البكاء / انا ....خا...يفة.....اوي.....يا ....ماجي.
أمسكت ماجدة بوجهها ناظرة داخل عيونها محاولة بث الطمأنينة بها قائلة بأسلوبها المرح/ وحياة ماجي ده ما هخلي حد يعملك حاجه، متخافيش حبيبتي ،
بصي انتي لسه اجازتك مخلصتش و انا غايبة بكرة من الجامعة ياااااالا انا اصلا بتلكك وقاعدة معاكي ابقي خلي حد بقى يقولك كلمة واحدة ،
بس نامي انتي واهدي وكله هيعدي أن شاء الله.
ثم اخذتها باحضانها وظلت تربت عليها وتهدهدها حتي ذهبت بسبات عميق بينما ظلت ماجدة تفكر في حال اختها ومحاولة إيجاد حلا لها حتى هداها عقلها لفكرة ما واقدمت على تنفيذها في الحال ف.........................