اخر الروايات

رواية ما بعد الجحيم الفصل الثاني عشر 12 بقلم زكية محمد

رواية ما بعد الجحيم الفصل الثاني عشر 12 بقلم زكية محمد 

الفصل الثاني عشر

______________________________

ألجمتهم الصدمة بعدما سمعوا إنها تريد حقها في الورث. عن أى ورث تتحدث تلك البلهاء.
فاق سليم من الصدمة وتحولت نظراته إلى الغضب العارم وسرعان ما إتجه نحوها وقام بالضغط على زراعها بقسوة ألمتها صاح عاليا :- قولتى إيه؟ سمعينى تانى كدة؟

وعندما لم يجد منها رد هزها بعنف قائلا :-
إيه ساكتة ليه ما تتكلمى؟ ولا خرستى دلوقتى؟

نظرت إلى عمها وقالت بدموع ورجاء :-
إلحقنى يا عمى خليه يسيبنى. ..

:- مش لما نشوف طلبات الهانم الأول.
ها وايه تانى يا برنسيسة؟

هتفت بضعف :- لو سمحت سيب إيدى.

ضغط عليها بقوة أكبر قائلا بغضب :- دة انا هطلع عينك. ودلوقتى عاوز أعرف ورث إيه دة. ؟ اه بانى وإظهرى على حقيقتك يا طماعة يا بتاعة الفلوس.
تركها بعنف فترنحت وكادت أن تسقط لولا إنها إستندت على الكرسى خلفها، وجه كلامه لأبيه قائلا :-
قولتلك يا بابا قولتلك دى طماعة من الأول هى وخالها مصدقتنيش.

- خلاص يا سليم إسكت خلينا نفهم بهدوء.
ثم وجه حديثه برفق لها قائلا :-
تعالى إقعدى يا ورد متخافيش.

تقدمت ببطئ وجلست على الكرسى وطأطأت رأسها لأسفل. حدثها حامد برفق :-
انتى قلتى من شوية إنك عاوزة حقك في الورث ممكن أعرف عاوزاه ليه؟

تلعثمت فى الإجابة ولكنها حينما تذكرت تهديد خالها فهتفت قائلة :-
أنا يعنى. ...أنا. ...عاوزاه وخلاص. ....

ضيق عينيه بتفكير ثم قال :- هو خالك قلك حاجة؟

شحب وجهها وتجمدت أطرافها وتثاقل لسانها فأخرجت الكلمات منها بصعوبة قائلة :-
أااا لا لا خالى مممقاليش حاجة زى كدة أنا أنا اللى بقول. ...

هتف بهدوء :- خلاص يا بنتى روحى إنتي دلوقتي نامى ونكمل كلامنا بكرة إن شاء الله.

وقفت قائلة بإحترام :- حاضر يا عمى. تصبحوا على خير. .....

إنتظر خروجها ثم صاح بغضب وغيظ مكتوم قائلا :-
إنت هتعوم على عومها يا والدى ولا إيه؟

نهره بغضب قائلا :- ولد إحترم نفسك إيه أعوم دى كمان.

:- طيب انا آسف يا والدى ممكن تفهمنى؟

وضع الملفات على المكتب ثم وقف وجلس قبالة سليم قائلا :-
لان دة مش كلامها.
نظر له بعدم فهم فأكمل حامد قائلا :-
واضح خالها دة قالها حاجة وانا متأكد من كدة زى ما هو واضح إنها ساذجة ومتعرفش حاجة.

هتف بسخرية :- وانت ايه اللي مخليك متأكد مش يمكن بتمثل ومشتركة مع خالها ودة اللى أنا شايفه.

:- مش هنخصر حاجة خلينا وراها لحد ما نشوف أخرها.

صاح بصدمة :- يعنى إيه إنت ناوي تديها ورث فعلا وليها عين وبتقول ورث الثروة دى أحنا اللى عملناها .....

:- متقلقش كل حاجة هتمشى زى ما إحنا عاوزين .واه مسألة طلاقك منها حاليا تنساها خالص لما نعرف هنوصل لإيه. ؟

جز على أسنانه بغضب قائلا بتوعد :-
ماشى يا بابا اللى تشوفه تصبح على خير.

خرج سليم وصفق الباب خلفه بقوة وعاد حامد وجلس يكمل أعماله.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في فيلا فريد المنشاوي على طاولة الطعام
أردفت تسنيم أثناء إطعامها للصغيرة :-
مراد إتصل بيكى يا ماما؟ مقلكيش وصل فين؟

- إطمنى يا حبيبتي شوية وهيوصل لمديرية القاهرة بس مش هنشوفه إلا غير بالليل.

-طيب الحمد لله إنه خلص المهمة دى على خير.

كانت تتوارى خلف الجدار حينما كانت تمر صدفة توقفت حينما سمعتهم يتحدثون عنه وتلقائيا وضعت يدها على بطنها وكأنها تخبر بذلك الذى يسكن أحشائها أن والده بخير.
إلتفت وعادت إلى أدراجها.

هتفت زينة بغيظ وكره :- والحلوة اللى متلقحة جوة دى هتطول قعدتها كتير هنا ؟
أنا مش عارفة إزاى مش عارفين يتمسكوا لحد دلوقتي أومال ظباط إزاى دول؟

- بنت إلزمى حدودك عيب عليكى يا محترمة.

نفخت أوداجها قائلة :- يا بابى أنا مش عايزة البنت دى تقعد معانا هنا في الفيلا.

هتفت أمينة بثبات :- والله مراد بس هو ليه حق التصرف في الموضوع دة لإنها مراته. .

نظرت لها بغيظ قائلة :- هى بقت كدة؟ ماشى يا مرات عمى. ...ماشى ..
قالت ذلك ثم نهضت بغضب وصعدت للأعلى.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كان في مكتبه ينجز بعضا من أعماله حينما أتاه إتصالا تليفونيا .
وضع الهاتف وصدم حينما وصله صوت الآخر قائلا :- ياباشا البضاعة إتحفظت والرجالة إتقبض عليهم.

نهض بعنف قائلا :- أغبية أغبية إزاى إزاى؟

ثم ألقى الهاتف على الحائط متهشما إلى قطع أظلمت عينيه وخرج من الغرفة .

فى تلك الغرفة القابع فيها ذلك الرجل المكبل دلف الزعيم بغضب ووقف أمامه مباشرة قائلا :-
بردو مش عاوز تقول فين الملفات؟

هتف الرجل بعصبية :- بعينك. مش هقول ولو هتموتنى دلوقتى.

- لا إطمن من ناحية هتموت فإنت هتموت.
بس لما اصفى حسابى مع الظباط دول. أنا إمبارح خسرت صفقة بملايين ومش ههدى إلا لما أنتقم.

-يا جبروتك يا أخى هتقتل قريبك ربنا يشفيك.

- انا أقتل أى حد يضر بمصلحتى.

قال ذلك ثم رحل من الغرفة بغضب شديد.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى وقت الظهيرة عاد إلى منزله بعد عدة ساعات قضاها في قسم الشرطة. فتح الباب ودلف إلى الشقة واغلقه بهدوء فوجد والدته تركض نحوه فعانقته بحنان قائلة :-
حمدا لله على سلامتك يا حبيبي.

ربت على ظهرها بحنان وهتف بهدوء :- أنا كويس يا امى متقلقيش.
إبتعدت عنه ناظرة له بحنان قائلة :- الحمد لله إنك رجعتلى كويس. يلا يا حبيبي روح غير هدومك علشان تتغدى عملنالك الأكل اللى بتحبه.

ضحك عمر عاليا دون أن ينتبه إلى نون الجمع التى نطقتها والدته قائلا :- لا اللى انا حابه دلوقتى السرير وصلينى يا ديجة ليه ومتسأليش عليا تانى بس هشرب الأول.

قال ذلك ثم دلف إلى المطبخ فوجد سجود تقف امام المشعل تتابع طهى الطعام إبتسم بمكر حينما أتته فكرة فحمحم بخشونة فأصدرت شهقة فألتفت فوجدته أمامها.
أخذ يناظرها بغل وسخرية، أما هى إستجمعت شجاعتها ونظرت له قائلة :- حمدا لله على سلامتك.

ردد كلماتها بسخرية قائلا :- حمدا لله على سلامتى! ماشى الله يسلمك.

ثم هتف وهو ينظر إلى تعابير وجهها قاصدا إهانتها قائلا :- شايفك واخدة راحتك خالص ولا كإنك وارثة الصراحة.

إبتلعت كلماتها وأستجمعت قوتها قائلة :- أيوة بيتى مش بيت عمتى.

تطلع إليها بدهشة قائلا :- والله؟ ماكنتش أعرف الصراحة إنه بيت عمتك. انتى هبلة يا بت.

هتفت بحدة :- بت أما تبتك ما تشتمش.

طالعها بغضب قائلا :- الكلام دة ليا أنا. ؟

هتفت بملل :- أيوة ليك مش إنت اللى قلت عليا هبلة؟

تقدم نحوها في خطوات دبت الخوف بقلبها ولكنها أظهرت عكس ذلك. تراجعت للخلف كلما تقدم منها حتى إصتدمت بالحائط فقالت بشجاعة مزيفة :-
إنت. ...إنت هتعمل إيه؟ ما خلاص الحيطة ورايا هروح فين تانى؟

إقترب منها بشدة وإحتجزها بزراعيه ولفحت أنفاسه صفحة وجهها البيضاء فزادته إحمرارا فإبتسم بخبث قائلا :-
إيه يا عم عبده قلبت معزة يعنى؟

دفعته بقبضتيها التى ما إن لامست صدره حتى سرت قشعريرة بداخلها فتراجعت على الفور قائلة بخجل :- إبعد، عيب على فكرة يا حضرة الظابط.

ضحك قائلا :- وأنا اللى فاكرك مؤدبة. دا إنتى نيتك زى وشك. أنا كان قصدي أبعد دى.

قال ذلك ثم قام بسحب الجزرة الموضوعة فى جانب حجابها ووضعها أمام عينيها وسألها بفضول :-
هى بتعمل إيه في طرحتك. ؟

أخذتها منه بسعادة وهتفت قائلة :-
إيه دة إنت لقيتها أنا كنت بدور عليها مش لقياها ، شكرآ.
قالت ذلك ثم وضعتها في فمها وقطعت منها جزء بأسنانها الحادة وقامت بمضغه بإستمتاع.
(ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )
أما هو نظر لها بدهشة ثم جز على أسنانه بغيظ وإتجه إلى الثلاجة وأخذ منها زجاجة مياه وارتشفها بأكملها ثم رماها بعنف على الطاولة وخرج. ..
توجه لغرفته ثم دلف إلى الحمام وأغتسل وإرتدى ثياب بيتية مريحة وأدى فرضه ثم ألقى بنفسه على الفراش وأغمض عينيه وغط في نوم عميق.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت أمينة تجلس مع إبنتها بينما كانت فاطمة وزينة بالخارج حينما دلف مراد إلى الداخل الذى ما إن رأته والدته سرعان ما أدخلته بين زراعيها ككل مرة. ثم عانق أخته وحمل الصغيرة التي أخذ يرميها عاليا للأعلى ثم يتلقاها بزراعيه فتعلو ضحكاتها وضحكاته.

هتفت أمينة بحب :- إيه يا حبيبي شيفاك مبسوط عن كل مرة بترجع فيها من مهمة يارب دايما بس مستغربة.

توقف عن اللعب مع إبنة أخته ثم وضعها بين زراعى والدتها ثم وقف قبالة والدته قائلا :-
أصل حققت جزء من الإنتقام بتاع أبويا.

نظرت له بعدم فهم فأكمل موضحا :-
أصلى قبضت على عابدين إمبارح بس لسة فاضل إبنه وإن شاء الله هياخد فيها إعدام. ....

توقف عن الكلام حينما إستمعوا إلى تحطيم زجاج خلفهم فألتفوا ووجدوا لمار تقف كالصنم لا تتحرك والدموع متحجرة في مقلتيها
نظر لها بسخرية ثم وقف قبالتها قائلا :-
تؤ تؤ تؤ يا خسارة معرفتيش تبلغيهم المرة دى لما أخدت منك التليفون مش كدة ؟ أدينا قبضنا على ابوكى المجرم بس لسة اخوكى الخسيس اللى مسيره يقع تحت إيدى. ...إيه مالك زعلانة! يخص عليا مراد وحش مش كدة؟ بس تعرفى أنا فرحان فيكى لإنك بتدوقى اللى انا دوقته أنا وامى وأختى. .

ثم أمسك برسغها بقوة وكأنه يثبت لها إنه مخادع بالفعل قائلا :- بس مش بابا علمك إن الصنيت على الغير حرام ولا بلاش تعرفوا إيه انتوا عن الحلال.

هبطت دموعها بغزارة ليس حزنآ على والدها فقط، فهي على الرغم من معاملته السيئة لها وإنه كان السبب في وفاة والدتها إلا انه بالأخير والدها ولكنه يستحق فهذه نهاية الحرام، وإنما حزنت أيضا من ظنه السوء بها ككل مرة. متى يفهم إنها بريئة مما إنسب إليها.
نفضت يدها منه ثم نظرت له قائلة :- طيب كويس أديك قبضت عليه أقدر أمشى من هنا؟

ضحك قائلا بسخرية :- حيلك حيلك تمشي مرة واحدة! طيب مش لما نقبض على اخوكى الأول وكمان نحاسبك ولا ناسية الهيروين اللى بإشارة منى تقضى بقية عمرك في السجن. يلا يا شاطرة شوفي نفسك رايحة فين وإقعدى من سكات.
وعندما لم يجد منها رد صاح بغضب قائلا :-
إمشى من وشي.

نظرت له بقهر ثم ذهبت سريعآ تختبئ من براثن غضبه، بينما نظرت له والدته بعتاب قائلة :- إيه يا مراد مش تراعي إننا واقفين بتهين مراتك قدامنا.

هتف بتوتر قائلا :- مرات مين يا أمى؟ هو إنتي كدبتى الكدبة وصدقتيها ولا إيه؟ ما إنتي عارفة اللي فيها.

لا عارفة يا ابنى بس خف على البت شوية دى من ساعة ما جات وإحنا مش سامعين لها نفس.

هتف بضيق :- اه يا أمى اه نفسي أعرف غسلتلك مخك إزاى بس؟

هتفت بخبث وهى تراقب تعابير وجهه قائلة :-
زى ما غسلتلك قلبك يا حضرة الظابط بس إنت بتكابر ومش راضى تعترف.

توتر وتجهمت معالم وجهه قائلا :-
إااايه اللى انتى بتقوليه دة يا ماما بس؟

- الحقيقة اللى إنت بتداريها حتي على نفسك.

هتف بتهرب- أنا طالع أغير هدومى ....
قال ذلك ثم ركض ناحية السلم صاعدا لغرفته. بينما ضحكت والدته قائلة :-
بكرة تشوف يا ابن بطنى.

ضحكت تسنيم هى الأخرى قائلة :-
والله يا ماما إنتى عليكى شوية حركات فظيعة. الحمد لله مرات عمى وزينة مش هنا.

جلست على المقعد تهتف بحزن :- على قد ما فرحانة على قد ما زعلانة على الغلبانة اللى فوق دى تلاقيها هارية روحها عياط أنا عارفاها.

هتفت تسنيم بغرابة :- بس يا ماما فعلا هى زى اللى عملت لينا غسيل مخ فعلا دة المفروض نكرهها مش نتعلق بيها.

- من أحبه ربه أحبه عباده. هى طيبة علشان كدة ربنا رزقها يحب الناس ليها.

نهضت بعزم قائلة :- طيب إيه رأيك نطلع أنا والبت حبيبة نفرفشهالك.

هتفت بأمل :- يا ريت يا بنتى والله. ....
☆☆☆☆
كانت تجلس على الأريكة وصوت شهقاتها يملأ المكان كفكفت دموعها حينما سمعت الباب يطرق خرج صوتها المتحشرج يقول :-
إتفضل. ...

دلفت تسنيم إلى الداخل وسط صدمة لمار من وجودها. جلست إلى جوارها قائلة بمرح :-
إزيك أنا تسنيم عندى 25 سنة خريجة إعلام متزوجة ابن عمى بعد قصة حب هييييح يلا كانت أيام وعدت ما علينا تقبلى أبقى صحبتك.

نظرت لها بصدمة فضحكت الأخرى تقول :-
إيه يا بنتى أنا بكلمك على فكرة.

هتفت بحرج قائلة :- أنا آسفة بس. .بس يعنى مستغرباكى الصراحة.

- ههههه لا متستغربيش هتاخدى عليا بعد كدة. ها الجميل زعلان ليه؟ اه نسيت علشان الجلنف أخينا دة. يا ستى ما تخديش عليه خليكى معانا إحنا.

أفاقوا على يد الصغيرة التى أمسكت بطرف حجاب لمار وشدته فنزل شعرها على كتفها فهتفت تسنيم بإعجاب :- ما شاء الله. امسكى الخشب. شعرك حلو أوى.

ثم أكملت مازحة :- لا وايه قمر يخربيت حظك ياض يا مراد واقع واقف.

نظرت لمار للأرض بخجل فهى غير معتادة على هذا الإطراء من أحد.

- هههههه لا لا وكمان بتتكسف. لا الولا مراد مبيحبش كدة دة خبيث إسألينى أنا.

هتفت بخجل :- لو سمحتى بطلى الكلام دة .

قهقهت عاليا قائلة :- خلاص يا عم المكسوف هبطل.
ثم أخذت تحكى معها عن حياتها وبعض المواقف المضحكة وبمرور الوقت إندمجت لمار معها في الحديث واخذتا يتسامران معآ لوقت طويل.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت مع أصدقائها يمرحون ويضحكون ويثرثرون بصوت عال إلى جوار المسبح. إبتسمت بخبث حينما لمحت ورد آتية نحوهم وهي تحمل المشروبات لهم كما هددتها منذ لحظات.
وضعت المشروبات على الطاولة التي أمامهن ثم إعتدلت لتغادر إلا أن ميس إعترضت طريقها قائلة بخبث :-
إستنى إستنى إنتي مستعجلة على إيه مش لما أقدمك لأصحابى الأول.
ثم هتفت بصوت عال :- يا بنات إسمعونى. ...

إنتبهن لها جميعآ فتابعت وهى تراقب ورد بتشفى قائلة :- عاوزة أعرفكم على ورد. دى بنت عم سليم اللى قولتلكم عليها.

صاحت إحداهن :- خطافة الرجالة.
بينما قالت أخرى :- إزاى تسكتى عليها من غير ما تقولى لجوزك.
وتوالت الهتافات التي كانت بمثابة خناجر مسمومة تطعن صدرها بقوة.
راقبتها ميس بشماتة من شحوب وجهها ومقلتيها التى إمتلئت بالدموع فقالت بطيبة مصطنعة :-
خلاص يا بنات هي بردو صغيرة ومتعرفش حاجة أنا نصحتها وهى هتعمل بالنصيحة مش كدة يا ورد؟

هزت رأسها ببطء ثم هرولت مبتعدة عنهن فتعالت ضحكاتهن عليها.
كانت تركض ناحية غرفتها تتوارى من الجميع لتطلق العنان لدموعها وفجأة إصتدمت بجسد عريض فنظرت له بأعينها الدامعتين فنظر لها الآخر متأثرآ ولكنه سرعان ما إرتدى قناع الجمود قائلا بسخرية لازعة :-
هبقى أفصلك نضارة مدام مابتشوفيش وعمالة تخبطى فيا كل شوية.

لم ترد على إهانته فشغلها الشاغل هو الوصول لغرفتها فتخطته وذهبت لغرفتها وألقت بنفسها على الفراش وأخذت تبكى بصوت مسموع.

أما هو إندهش من تصرفها ذاك ولكنه نفض ذلك وأكمل خطواته في النزول فلمح ميس وصديقاتها في طريقه للخروج التى ما إن رأته ركضت نحوه وتعلقت برقبته قائلة :-
تعال يا سليم أعرفك على صحباتى.

-بعدين بعدين ورايا شغل.

هتفت بغيظ :- شغل شغل إنت مش وراك غير الشغل. كدة هتصغرنى قدام صحباتى.

نفخ بغيظ ونفاذ صبر :- يا الله منك يا ميس. خلينى أشوف صحباتك دول خلينى أخلص. ها مبسوطة كدة. ؟

إقتربت منه وقبلته قائلة :- ربنا يخليك يا حبيبي.
بعد أن عرفته على صديقاتها غمزت لإحداهن فأسرعت تقول بخبث :-
بس بنت عمك يا سليم غيرك خالص.

نظر لها بعدم فهم قائلا :- إزاى يعنى؟ ممكن توضحى أكتر.

هتفت بكذب :- أقصد إنك ذوق خالص أما هى سورى يعنى دى أهانتنا وقلت بينا قال إيه نقعد بإحترام ومش عارفة إيه دى حتى ما أحترمتش مراتك وأهانتها قدامنا.

مسمار آخر دق في نعشها فجز على أسنانه قائلا :- قالتلك إيه؟

هتفت بنبرة هادئة مصطنعة :-
خلاص يا حبيبي مش مشكلة أنا خلاص مسمحاها.

هتف بإصرار :- بقولك قالت إيه؟

نظرت أرضا بخبث ثم رفعت وجهها إليه قائلة بدموع مزيفة:-
قالتلى إنك مش مبسوط كفاية علشان كدة مش راضى تعمل شهر عسل لينا قولتلك نروح قعدت تقولى الشغل ومش عارف إيه .بس خلاص أنا مسمحاها ولولا إنك. ..............

لم تكمل كلماتها إذ أسرع ناحية غرفتها متوعدا لها بداخله.
كانت قد فكت حجابها وأبدلت ملابسها إلى منامة قطنية.
( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد ). ألقت بنفسها على الفراش بإهمال وهى لا تزال دموعها مستمرة في التساقط فلقد نالت غريمتها منها وأهانتها أمام صديقاتها فهى آثرت الصمت لإنها تخشى أن تذهب وتخبر سليم بأنها تحبه .
إنفضت من مكانها حينما فتح الباب بقوة مرة واحدة فقفزت على الفراش برعب عندما رأته يدلف وعلى وجهه علامات الغضب الشديد.
نظرت يمينا ويسارا لعلها تجد ما يستر شعرها وباقى أجزاء جسدها ولكنها لم تجد فأخذت تراقب تقدمه منها بخوف شديد.
مال بجزعه نحوها ثم أمسكها من زراعها بقوة صرخت على إثرها.
هتف بغضب :- عاوزة توصلى لإيه ها؟ عاوزة إيه؟
هتفت برعب من منظره :- مش عاوزة حاجة مش عاوزة والله.

- لا يا بت هتمثلى عليا أنا كمان؟ بتهينى مراتى ليه؟ ها ردى.

نظرت له بصدمة عن أى إهانة يتحدث؟ هى لم تهن أحد بل جميعهم أهانوها بالأسفل، لقد فهمت الآن سبب غضبه لابد وإنها كذبت عليه وخدعته، أفاقت من شرودها على هزة سليم لها الذى هتف عاليا :-
ردى ساكتة ليه؟

نظرت أرضا توارى دموعها منه قائلة :-
هقول إيه ؟ طالما انت مصدق خلاص ملوش داعى الكلام. ولو سمحت إطلع برة.

هتف بسخرية وهو يسير بأصابعه على طول زراعها إنكمشت خوفا على إثره :-
أطلع برة ليه مش دة اللى عاوزة توصليله مش بردو بتقولى إن ميس ما عرفتش تبسطنى، إيه رأيك أجرب وأقولك مين اللي بيبسطنى أكتر؟

نظرت له برعب وأخذت تهز رأسها بعنف ورفض حينما فهمت تلميحه فهتفت برعب :-
لا لا لا بالله عليك يا سليم لا.

هتف وهو يقربها إليه أكثر قائلا :-
ليه بس؟ مش إنتي عاوزة كدة بردو؟

قال ذلك ثم كبلها بيد واحدة وإبتلع كلماتها بجوفه وبعد فترة إبتعد عنها مرغما ثم أردف بسخرية حينما لمح الذعر بعينيها :-
متخافيش مش هقربلك لإنى مليش مزاج . دة بس قرصة ودن لو مقعدتيش ساكتة وفى حالك لحد ما نشوف آخر كدبك وخداعك دة هتشوفي هيحصل فيكى إيه وأديكى جربتى جزء صغير سلام. ...يا. .....يا حلوة.

قال ذلك ثم نفضها بعنف فوقعت على الفراش بقسوة وتركها صافعا الباب خلفه. .
بعد خروجه أخذت تضرب الفراش بعنف حتى تألمت يدها وبعدها إنخرطت في موجة بكاء قائلة من بين شهقاتها :-
يا ربى أعمل إيه ولا أروح لمين؟ محدش طايقنى يارب خليك معايا مليش غيرك. جيت أهرب من نار خالى لقيت جهنم سليم، ثم ضحكت بسخرية من بين بكائها قائلة:-
سليم اللى قلت خلاص هيبقى حمايتى وسندى عاوز عاوز ينهش فيا هو كمان. أنا بكرهه وبكرههم كلهم بكرههم. ....بكرههم ..
أخذت تكرر تلك الكلمات حتى فقدت وعيها في مكانها.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى الإسكندرية وعلى إحدى المقاهي كان ناصر يجلس مع أصدقائه فقال :-
فهمتوا يارجالة هتعملوا إيه؟

صاح أحدهم ويدعى إيهاب :- اه فهمنا هى كيميا.

بينما صاح الآخر :- بس أهم حاجة تظبطنا.

- متقلقش يا سمير كله بحسابه.

- امتى التنفيذ؟

- أدونى كام يوم أظبط نفسى وبعدين هقولكم.
- إشطا يا معلم. .

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

ليلا كانت ندى تجلس بملل على أحد المقاعد بجانب المسبح. شدت قبضتها على المقعد حتى ظهرت عروقها حينما رأت مصطفى يدلف إلى الداخل بصحبة هايدي الملتصقة به.
هتفت بغيظ :- ياربى أعمل إيه معاها الباردة دى؟
ثم هتفت بتفكير قائلة :- أنا هعمل زى ما بيعملوا في الروايات.
وقعت أرضا ثم أطلقت صرخة متألمة إلتف مصطفى على إثرها الذى ما إن رآها واقعة أرضا وتمسك قدمها ويبدو على وجهها علامات الألم.
ركض بسرعة ناحيتها وجلس في مستواها هاتفا بقلق :- مالك ؟

رسمت معالم الألم على وجهها بإصطناع قائلة :- إمممم رجلى وقعت ووجعانى.
ثم أدمعت قائلة بكذب :- اااااه بتوجع يا مصطفى.
رق قلبه لها قائلا بنبرة حنونة :- طيب خلاص متعيطيش تقدرى تقومى.

جزت على أسنانها بغيظ قائلة :- كلك نظر يعنى.

ضحك بخفوت قائلا :- ماشى يا ستى لو مكنتيش تعبانة كنت عرفتك إزاى تتسحبى من لسانك اللى عاوز قطعه دة.

قال ذلك ثم حملها على حين غرة فتعلقت برقبته وتلاقت الأعين في نظرات عتاب من قبلها وحب دفين من قبله فهو يحبها ولكنه لا يحب أن يظهر ذلك فيظهر قسوته لكى تخفى ذلك الحب.
أفاقوا من شرودهم على صوت هايدي التى تقف أمامهم قائلة :- سلامتك يا ندى، إيه اللى حصل؟

هتفت بوجه عابس :- مفيش وقعت.
ثم شددت قبضتها بزراعيها حول رقبة مصطفى ثم إقتربت بجرأة وقبلته من وجنته قائلة :- يلا يا مصطفى علشان أروح أشوف سليم.

تفاجئ من حركتها وإبتسم بداخله فهو يعلم إنها تغار عليه بشدة ولذلك أحضر هايدي إلى هنا. نظر لها قائلا :- حاضر يلا بينا. تصبحى على خير يا هايدي.

تخطاها ورحل بندى إلى غرفتهم اما هايدي كانت تغلى بغيظ وحقد فهتفت قائلة :-
مستحيل أسبهولك مش سايبة كل حاجة علشان أتفرج وأقعد ساكتة انا لازم أتصرف.

قالت ذلك ثم دلفت إلى الداخل هى الأخرى وذهبت إلى غرفتها.
***********
وصل مصطفى بندى التى كانت تطير عاليا لإنها بقرب من أحبته أغمضت عينيها بالقرب من صدره وأخذت تتنفس رائحته بهيام.
( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )
نظر لها وجدها على تلك الوضعية فهتف بعبث :- إيه هو إنتي نمتى ولا إيه؟

فتحت عينيها بحرج قائلة :- ها لا أبدا. .....
أنزلها على الفراش ببطئ قائلا :- هروح أجيبلك مرهم علشان تتدلك .

دلف إلى الحمام ونظرت في إثره قائلة :-
يا لهوى يا لهوى أعمل إيه؟ دة لو عرف. ...

كان يكتم ضحكاته بصعوبة وهو يسمعها قائلا بخفوت :- ماشي يا ندى إنتى اللى جبتيه لنفسك.

قال ذلك ثم خرج من الحمام ثم مد لها المرهم
قائلا بخبث :- خدى المرهم على ما أروح أحضرلك الحقنة.

نظرت له بصدمة وهتفت بذعر :- إااانت بتقول ايه؟ أنا أنا كويسة.

إبتسم بخفوت قائلا :- ليه بس أنا خايف لتحصل مضاعفات.

نهضت عن الفراش بسرعة قائلة وهى تقف على كلتا قدميها بطريقة صحيحة :-
أنا كويسة حتى شوف.
ثم أخذت تسير بشكل طبيعى أمامه.

نظر لها بصدمة وهو يراها تقف على قدميها. هل كانت تخدعه؟ وتكذب عليه.
جز على أسنانه بغيظ قائلا :- بقى بتكدبى عليا.
هتفت ببعض الخوف :- إااستنى هههفهمك. ..

- ماشى فهمينى أدينى سامع.

نظرت له بغيظ قائلة :- إنت السبب. .

سألها مستغربا :- أنا السبب؟ إزاى؟ !

نظرت له بقهر وتحدثت بألم :-
أيوا إنت السبب. انت بمعاملتك ليا كرهتنى في نفسى خليتنى مش واثقة في نفسى لما بلاقيك بتعاملنى ببرود وبقسوة بقول يا ترى إيه اللى ناقصنى مش عاجبك. عملت كل حاجة علشان أخليك مبسوط وسعيد . بس انت عملت إيه غير الإهانة والوجع. كنت بصبر نفسى وأقول بكرة هيتغير وبكرة هيحبك بس إنت زى ما إنت هتفضل بارد وأنانى . وأنا خلاص جبت اخرى مش هتقدم خطوة تانى لواحد زيك. ..

وعندما وجدته مقدما عليها هتفت ببكاء :- خليك مكانك مش محتاجة عطفك ولا شفقتك . ودلوقتى وحياة أغلى حاجة عندك طلقنى علشان ترتاح وأنا كمان أرتاح. ......
رمت في وجهه تلك القنبلة ثم غادرت الغرفة بسرعة وتوجهت لغرفة ورد وطرقت الباب ثم دلفت فوجدت الأخرى تجلس على السرير تضم قدماها إلى صدرها وتنظر أمامها بشرود.
قلقت حينما وجدتها هكذا فسألتها :-
خير يا ندى إنتى كويسة؟

ألقت بنفسها داخل زراعيها وهتفت ببكاء :-
لا مش كويسة عاوزة أعيط وبس لانى معرفش أعمل حاجة غيره.

ربتت على ظهرها برفق قائلة :- هششش متقلقيش أنا معاكى بس هوس كفاية بطلى عياط.
إلا إنها لم تتلقى منها إجابة فتركتها تخرج ما في داخلها.

أما هو جلس بإهمال يفكر فيها وفى معانتها منه. كيف لها أن تتحمل كل ذلك؟
هو تزوجها زواجا روتينيا يخلو من المشاعر وفقا لمصلحة أرادها والده. ولا يفكر في تلك الأمور فالحب بالنسبة له ولأخيه ضعف والعمل هو الأساس. هذا ما علمهم إياه والدهم.
وهى تشكو عدم حبه لها فهل عليه بأن يهتم بذلك؟
جز على أسنانه بغيظ حينما تذكرها وهى تخبره بإنها تريد الطلاق. لا أبدا مستحيل لن يتخلى عنها أبدا. فقرر في نفسه إنه سيغير من حاله ولو قليل وإنه سيسمح لتلك المشاعر أن تدق بابه .
خرج من الغرفة وأخذ يبحث عنها ولكنه لم يجدها فإستنتج إنها مع ورد فعاد إلى مكانه وقرر التحدث معها صباحا فليتركها تهدأ. ....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى فيلا مراد المنشاوي كان مراد فى غرفته يراجع بعض الأوراق حينما دق باب غرفته فدلفت لمار وهى تحمل له الطعام.
( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )
نظرت أرضا و جزت على أسنانها بغيظ قائلة بصوت خافت إلا أنه إستطاع قراءة الكلمات من بين شفتيها :-
قليل الأدب هو إستحلاها ولا إيه؟ أوووف.

وضعت الطعام أمامه وهمت بالرحيل إلا إنها وقفت حينما خرج صوته قائلا :-
إستنى عندك رايحة فين؟

إلتفت له وطالعته بغرابة عندما وجدته وقف ويتقدم ناحيتها بهدوء مريب.
إرتجف قلبها خوفا من أن يوبخها أو يعنفها كعادته. آليا أخذت تتراجع للخلف عندما وجدته يتقدم ناحيتها حتى إصتدمت بالحائط فقالت بتذمر :-
يووووه لو عاوز تضرب إضرب بلاش جو الرعب دة.

وضع يديه على الحائط وهى بينهما يحتجزها، كادت أن تفلت منه إبتسامة ولكنه تماسك قائلا ببعض الحزم :-
والله وطلعلك لسان وبتتكلمى.

هتفت بخجل من هيئته فهو كعادته عندما يكون فى غرفته لا يرتدى ملابس تغطي جزعه العلوى :-
لو. .لو سمحت إبعد. ...حد يجى. ...

أردف بهدوء :- ولو مبعدتش هتعملى إيه؟

حركت كتفيها بعدم معرفة قائلة :-
مش عارفة. .

- طيب إنتي دلوقتى هتتعاقبى علشان لسانك المسحوب منك دة.

نظرت له بذعر قائلة بكذب :- بس أنا مقلتش حاجة.
- إممممم وكمان بتكدبى؟ فاكرة لما كنتى في الأوضة بتاعت أمى فاكرة العقاب؟

إحمرت وجنتيها وهتفت دون وعى :- يا قليل الأد. .......
ولم تكمل كلماتها حينما إقترب منها و. .......
إبتعد عنها معطيا لها ظهره يحاول أن يستعيد رباطة جأشه.
خرج صوته متحشرجا يعنفها بقوة وكأنها هى المسؤولة عن ثوراته التى يكبحها بداخله :-
إطلعى برة.

نظرت له بصدمة تستوعب تحوله ولكنه لم يعطيها فرصة إذ زجر مرة أخرى :-
بقولك إطلعى برة إيه ما بتسمعيش.

هرولت بحذر خارج غرفته ومن الطابق بأكمله وما إن وصلت للأسفل حتى جلست تلتقط أنفاسها.

بالأعلى دلف إلى حجرة الرياضة و أخذ يفرغ شحناته فى الملاكمة .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت سجود قد أعدت الكيك بالشيكولاتة المفضل إليها وقطعته فى أطباق وقدمته إلى عمتها و جلست الى جوارها تشاهدان التلفاز وتضحكان سويا على إحدى الأفلام العربية
القديمة .
فجأة سقط الطبق من يدها و أسودت الدنيا فى وجهها وفقدت الوعى. ..........


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close