رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور زيزو
الفصل الحادى عشر (11)
___ بعنـــــــوان “خطبة” ___
تحدثت “عهد” بنبرة دافئة تقول:-
-هقولك كلمتين، مفيش مانع تتعرفوا على بعض على الرغم من ان الكلام دا هنا ممكن يطير فيها رقبتك هه بس مش مشكلة أعمليها بس بحدود
تبسمت “أسماء” بعفوية بيننا ظلت “عهد” تحدق فى هذه الفتاة هل هى نفسها الفتاة التى كانت مغرمة بزوجها قبل شهر وأقدمت على الموت لأجل “نوح” الآن تتحدث عن رجل أخر تسلل إلى قلبها بعفويته لتتركها “عهد” وتغادر سيرًا على القدم وقدميها العاريتين يتناغمان مع العشب المبلل بعد أن روى الرجال الأرض وتستمتع بهذا الملاذ التى تشعر به وتفكر بزوجها لكنها فور دخولها للمنزل رأى “ليلى” تقف فى الساحة وتصافح “سلمى” بلطف قائلة:-
-معلش يا طنط أنا عارفة أن تقلت عليكم بقعدتى هنا
ضربتها “سلمي” بخفة على ذراعها وهى تقول بغيظ من كلماتها:-
-واا فى صاحبة بيت تجول أكدة برضو، دا أنا مشالتكيش الأرض نشيلك فوج رأسنا وجوا عيني لأجل عهد وعطيه ولا أيه يا ولدى
تبسم “عطيه” بخفة وقال:-
-هو فى كلام يتجال بعدك يا ست الكل
تبسمت “سلمى” بعفوية على أختيار “عطيه” لصفها وقالت:-
-زين يا ولدى، يا بت دا عطيه ولدى اللى مخلفتهوش معجول مشاليش خطيبته فى عينى ، دا أنا اللى هلبسك فستان فرحك له وأزفك عليها
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تقول:-
-ربنا يخليك لينا ويديكى الصحة وراحة البال
أقتربت “عهد” غاضبة تقول:-
-كويس أن ماما هى اللى عقلتك وإلا كنت ظبطتك أنا بنفسي عشان تعرفى أزاى تقلتى علينا
ركضت “ليلى” لها بسعادة لتعانقها بحب وأشتياق شديد لها لتقول:-
-وحشتينى يا عُهدتي
بادلت “عهد” العناق بلطف وهى تمسح على ظهرها وتقول بغمغمة:-
-وفى واحدة أمينة برضو تسيب عُهدتها كدة لوحدها
أبتعدت “ليلي” عنها بلطف وهى تقول ناظرة بعينيها بحب:-
-حقك عليا كنت مستنية الأوردرات اللى حضرتك بتطلبيها
أومأت “عهد” لها بالموافقة وقالت:-
-إذا كان كدة يبقى سماح
نظرت إلى “عطيه” الذي أخفض رأسه أرضًا فور طلة “عهد” عليهما لتقول “عهد” بلطف:-
-أوعاك تزعلها يا عطيه، أنا معنديش أغلى منها فى عمرى كله
رفع رأسه ناظرًا إلى “ليلى” بحب وكيف له أن يغضب ليلته الجميلة أو يبكيها وهى تشبه صفاء الليل ونسيمه الناعم الرطب على قلبه ثم تحدث بنبرة خافتة وعيناه لا تفارق محبوبته:-
-والله بعمرى كله ما أبكيها ولا أزعلها ويشهد عليا ربى ورب الكون كله
تبسمت “ليلى” بخجل شديد وتوردت وجنتيها حياءًا من حديثه هذا أمام الجميع دون خجل فحين أنها تخجل وتنكمش فى ذاتها حياءًا أمامهم جميعًا، تبسم “عطيه” علي خجلها وهو يتذكر لقاءهما الأول كيف صدته بقوة كرجل صلب والآن تفيض أنوثتها وخجلها من حضرته ليقول بجدية:-
-أنا كلمت نوح بعد أذنكم طبعًا عشان أجيب خيتى ونجي المساء
أومأت “عهد” بعفوية وسعادة تغمر قلبها فرحًا ولا تصدق بأن صديقة عمرها الآن ستتزوج وتصبح مسئولة عن عائلة وأشخاص أخرين غيرها ثم قالت بحماس شديد:-
-أكيد طبعًا
غادر “عطيه” لتلف “سلمى” لهما وأقتربت منهن ثم قالت بدفء قلب كأم تنصح بناتها التى لم تنجبهما من رحمها لكن أنجبتهم من القدر والحياة:-
-صدقينى يا ليلى مش مجرد حديد ولا تجميل بس لو لفتي عمرك كله ما هتلاجى راجل يصونك ويخاف عليكى كيف عطيه، عطيه جلبه كله حنية ودفء يهدم أى جبل وعاصفة جوية وحنيته ودفء يشهد بهم البلد كلتها مش أنا بس، وكيف ما بنوصي عليكي أنا كمان يا بنتى بوصيكى عليه، عطيه ولدى من يوم ما أمه تعبت حطيه جوا حبابي عينيكي ومتزعلهوش فى يوم ولا تقصري وياه وهو هشيلك فوج رأسه يمكن تعبك الوحيد هو أمه المريضة...
قاطعتها “ليلى” بنبرة جادة صادقة:-
-متكلميش يا طنط، والدة عطيه فى عيني قبله وكفاية أوى أنها أم لراجل على أستعداد يقف قصاد العالم كله عشانى
أقتربت “سلمى” منها لتمسك رأسها بيديها الأثنين ثم قبلت جبينها بلطف وقالت:-
-ربنا يحميكى يا بتى ويتم لكم على خير
ربتت “عهد” على ظهر صديقتها وكأنها بفخورة بحق بهذه الفتاة وهى تعلم أن “ليلى” فتاة بريئة ستحفظ وتصون أمانة “عطيه” ووالدته بكل حب وحنان فهى أكثر الناس معرفة بصديقتها وقلبها...
_______________________
أتصلت العجوزة بـ “تاج” وأخبرتها بأن هناك رجل كان يسير خلفها وهى تغادر لتشعر بالخوف لتأخذ القارورة وتتسلل من غرفتها ثم أفرغتها بأحد عبوات العصير الخاصة بـ “عهد” داخل غرفتها فلن يبحث أحد عن السحر المسموم داخل غرفة “عهد” وعادت لتضع القارورة الفارغة بغرفتها …
فاقت “تاج” من شرودها لتتحدث إلى “خالد” بنبرة ضعيفة:-
-أنت محبتنيش ومكنتش ناوي تكتب عليا صوح
نظر للجهة الأخر بغضب سافر ثم قال:-
-أنا ولد الصياد أتجوز غجرية كيفك مش أكدة
رفعت نظرها إليه بغضب سافر على هذه الرجل الذي أعطته كل شيء وقدمت له كل ما تملك حتى أن أشتركت فى فخاخه الخبيث لكى ينتقم والآن هو يتخلى عنها بعد أن حاول قتلها بداخل الصندوق فقط لأجل أن ينقذ نفسه فقالت بسخرية
-كان لازم أعرف أكدة من زمان
تحدث إلى “خلف” بجدية قائلة:-
-أتصل بسيدى نوح وجوله أنى عايزة أشوفه ضرورى
صاح “خلف” بها غاضبًا قائلًا:-
-لتكونى فاكرة أنه تحت أمرك، أجلى اللى عندك لحد ما يعاود بكرة
رمقته “تاج” بجدية وهى تقول:-
-ولو مراته شربت السحر وجتل ولده هترتاح ولا هتشيل المسئولية، أتصل جوله أنى هجول السحر فين لو جه
أتسعت عينى “خالد” وهكذا “خلف” ليتصل “خلف” به من جديد لكى يعود مرة أخرى بينما نظر “خالد” لها بإستغراب شديد وقال:-
-أنتِ ناوية على أيه؟
ضحكت “تاج” ساخرة منه وعلى مكره الشديد لتقول:-
-مالكش صالح، ناوية أنقذ نفسي أنا واللى فى بطنى
عاد “نوح” ركضًا إليها بعد أن سمع من “خلف” ليقول:-
-هو فين؟
أزدردت “تاج” لعابها بخوف من مساومة “نوح” لكن لا باليد حيلة يجب عليها أن تنقذ طفلها فقالت:-
-مش جبل ما نتفق يا نوح بيه، كيف ما جنابك عايز تنفذ ولدك ومرتك أنا كمان عايزة أنقذ ولدى
كز “نوح” على أسنانه بغضب ثم تنهد بهدوء وقال:-
-عايزة أيه؟
أجابته بخوف شديد قائلة:-
-أنا هنقذ ولدك وردى الجميل وهملنى أروح لحال سبيلى
نظر لها “نوح” بضيق شديد ثم قال باستسلام:-
-ماشي بس ألاقى السحر الأول
أخبرته بمكان السحر المخفى فى غرفته ليقف وهو يقول:-
-لو لاجيته كيف ما جولتى هتصل بيك يا خلف تهملها تروح لكن ورب العزة لو لمحتك فى طريقى أنا ولا مرتى لتكون نهايتك
أومأت إليه بنعم بخوف شديد وكل ما بيدها الآن أن تدعو بألا تكن “عهد” شربت السحر حتى لا تضيع فرصتها وتذهب للجحيم، غادر “نوح” المكان مسرعًا ….
_________________
وقفت “عهد” أمام المرأة بعد أن وضعت مساحيق التجميل إلى “ليلى” وأصبحت جاهزة للقاء “عطيه” فى خطبة رسمي لهما فتبسمت “عهد” وهى تقول:-
-زى القمر يا ليلى
دق باب الغرفة ودلفت “سلمى” كانت تحمل فى يدها علبة قطيفة وتقدمت نحوهما قائلة:-
-خدي يا عهد
فتحت العبلة وكان بداخلها عقد من الذهب كبير الحجم ويكفي لأحتلال منطقة العنق كاملة وقدمته إلى “عهد” قائلة:-
-لبسي للعروسة
حاولت “ليلى” الرفض لكن “سلمى” قالت:-
-يا بتى جولتلك أنتِ كيف بتى وأنا بتى لازم تكون عروسة على الأصول
أخذته “عهد” لتضعه حول عنق “ليلى” ثم أبتسمت بعفوية وقالت:-
-هسيبك تلبسي بقى وأنا هروح ألبس
غادرت “سلمى” مُبتسمة لتمسك “ليلى” يد “عهد” بقلق وقالت:-
-عهد بلاش الفستان دا دلوقت بلاش تخلقي مشكلة مع نوح على مفيش
تبسمت “عهد” بحماس ثم غمزت لصديقتها وغادرت المكان لتتنهد “ليلى” بقلق من جنان صديقتها ثم أخذت فستانها من فوق الفراش لكى تستعد …
________________
ظلت “أسماء” جالسة بغرفتها تنظر للهاتف المغلق مُنتظر أى أتصال أو رسالة رغم انه أخبرها بأنه هو المنتظر لأتصالها وتردد كثيرًا فى بدء الحديث لكن لا جدوى من هذا لتمسك الهاتف وتصور علبة الدواء ثم أرسلتها له مع سؤال كحجة للحديث :-
-دا بعد الوكل ولا قبله
علمت بأنه لم يفتح النت فألقت الهاتف على الفراش بضيق وذهبت للمرحاض غاضبة ..
________________
دلف “نوح” لغرفته بقلق يبحث عن السحر ليجد العلبة مغلقة كما هى داخل الكمودينو لتنفس الصعداء وأستدار إلى زوجته ليراها تقف أمام المرأة مُرتدية عباءة سوداء فضفاضة وتصفف شعرها فقال:-
-أنتِ شربتى من العصير دا
نظرت “عهد” إلى العبوة وقالت بلا مبالاة:-
-نوح أنا مبحبش التفاح هشربه أزاى
تنفس الصعداء بأرتياح شديد ثم غادر الغرفة بالعبوة لتبتسم “عهد” بخباثة وخرجت من الغرفة أولًا ونزلت للأسفل لتراه يقف يستقبل صديقه وأخته فأشار “نوح” على “مريم” قائلة:-
-عهد مرتى ،مريم خيت عطيه الصغيرة ودكتورة صيدلانية
صافحتها “عهد” بعفوية لتبادلها “مريم” ثم قالت برحب:-
-على فكرة أنا من متابعينك من أخر ندوة عملتيها فى جامعة القاهرة وبحبك جدًا
تبسمت “عهد” إليها بسعادة وقالت:-
-دا شرف ليا، أتفضلي
جلسوا فى الصالون معًا لتأتى “ليلى” لهم حاملة صنية العصير وخلفها “حُسنة” تحمل صنية الكيك لتعانقها “مريم” بحب وهى تقول:-
-أيه القمر دا
تبسمت “ليلى” بحرج شديد ثم قالت:-
-شكرًا
جلست جوار “عهد” ليتطلع “عطيه” بها وكانت جميلة باللون الأخضر وهى ترتدي فستان أخضر اللون فضفاض وضيق من الخصر برابطته ومصنوع من الستان الناعم اللامع وتلف حجاب فضي اللون يليق مع تطريز الفستان وكانت جميلة لدرجة خطفت قلب “عطيه” إليها من جديد ليسقط فى العشق معها مرة أخرى ولا يستطيع أبعاد نظره عنها بينما هى تنظر للأرض خجلًا وهى تعلم بأنه ينظر إليها وتشعر بسهام نظراته تخترقها، نظر إلى “نوح” بصعوبة من أبعاد نظره عنها وقال:-
-أنا جايلك أنا نوح أنت ومدام عهد عشان تشهده على جوازى من ليلى وكل مستحقاتها وطلباتها أنا عينى ليها
تبسم “نوح” بخفة لصديقه وهو لم يرفع نظره بهذه العروس ثم قال:-
-وأنا لو عندي أختى مهلجاش عريس ليها أحسن منك
نظرت “عهد” إلى زوجها الذي يتحدث بحرج فما زالت “ليلى” غريبة عنه وأى كلمة قد يشهد بها ربما تأذي أو تذهب فى الطريق الخطأ لتقول بخفة:-
-ممكن أقول حاجة
أشار “نوح” لها بأن تتحدث براحة فهذه الجلسة من البداية حدثت ليتقدم “عطيه” لطلب يد “ليلى” من “عهد” لتنظر إلى “عطيه” وقالت:-
-بص يا أستاذ عطيه هما كلمتين وطلب واحد، ليلى من سنين وهى معايا مالهاش حد غيرى وأنا كمان حالنا من بعض وما دائم وافقت على جوازها منك فهى شاريك ومش عايزة حاجة منك لا المال هيدوم العلاقة بينكم ولا هو اللى هينجح جوازى لا أرض والعفش والقايمة هم اللى يقوا علاقتكم ببعض ولا هيصلحوا اللى هيتكسر بينكم عشان كدة ليلى مش طالبة حاجة منك غير الود والرحمة أنك تحترمها وتقدر قيمتها وتحترم شغلها لأنها متقدرش تبطل شغل وفى المقابل أوعدك أنها عمرها ما هتقصر فى حقك كزوج ولا فى بيتها وطلبي الوحيد هو اللى قولته الصبح أوعاك تزعلها ولا تبكيها ولازم تعرف أن ليلى أختارتك بعناية وقلب حب ودق وأتنازلت عن حاجات كتير وقبلت تعيش هنا حياة جديد معاك وعشانك متخلهاش فى يوم تندم على دا
نظر “عطيه” إلى “ليلى” الجالسة هناك بصمت وقد رفعت وجهها لكى تقابل عينيه وترى تعابير وجهه على هذا الحديث لتتابع “عهد” قائلة:-
-ولو على الشبكة هى مكتفية جدًا بالخاتم اللى أنت لبسته ليها حتى لو كان نحاس مش هقولك فضية لأنها واخذك أنت زوج وسند وضهر وأب وأخ مش واخد الدهب اللى هتجبهولها ولا الفرح والعفش اللى هتكلف فيها
تبسم “عطيه” بحب وقال بجدية:-
-أنا وعدت أن عمرى ما هزعها وهحطها تاج على رأسي وعمرى ما هعارض شغلها وإلا كنت عارضت شغل خيتى ولو على حقوقها أنا معاوزهاش تتنازل عنها لأنها مش أجل من أى عروسة
أنهى كلمته لتخرج “مريم” صندوق نحاسي من حقيبتها ووضعته على الطاولة ثم فتحته وقالت بحب:-
-دى شبكة العروس ومهرها فى الورقة دى
قدمت الورقة لتقرأها “عهد” وكان عقد بيع 3 أفدنة من الأرض لـ “ليلى” لتعطيها إلى “ليلى” وهى تقول:-
-القرار ليكى يا عروسة
أخرج “عطيه” ورقة من جيبه كانت عقد القايمة المطبوعة ليمضي عليه أمام الجميع وقال:-
-ودى قايمتها حطوا فيها الرقم اللى تحبوه لأن لو السماء أنطبجت على الأرض أنا مهملش ليلى ولا هسمح أن يحصل بينا اللى يخليها تفكر تبعد عنى عشان أنا هتقى ربنا فيها وهعملها كيف ما رسولنا جالنا وأستوصوا بالنساء خيرًا
تبسم “نوح” بفخر شديد بهذا الرجل ليتابع “عطيه” الحديث قائلًا:-
-ينفع الفرح يكون أول الشهر
نظرت “عهد” إلى “ليلى” فتبسمت خجلًا لتؤمأ “عهد” إلى زوجها بلطف ليقول:-
-السكوت علامة الرضا على خير الله.. سمعينا زغروطة يا حُسنة لتطلق حٌسنة الزغاريط بكل مكان فى المنزل ثم غادر الجميع لتركض “ليلى” إلى غرفتها سريعًا بفرحة تغمرها لكى تحدثه فى الهاتف لكنها وجدت الهاتف مشغول فجلست تنتظر أتصاله بينما خرج “نوح” مع صديقه ليرى أحد التجار وافقًا مع الغفر يتطلب لقاءه فعاد للداخل مع “عطيه “ بصحبة التاجر وهو لا يعلم بأن زوجته دخلت تبحث عنه فى غرفة المكتب، سمعت “عهد” صوته وهو يقول:-
-أتفضل يا حج
لتتسع عينيها على مصراعيها خوفًا وهى تنظر فى المرآة الخاصة بالمكتبة على نفسها وقد فتحت عباءتها المغلقة لترى فستانها فى المرآة لتعض يديها بخوف فحتمًا سيقتلها “نوح” إذا لمحها رجل غيره بهذه الملابس لتركض كى تختبيء خلف المكتبة لكن من يجلس على المكتب سيراها بوضوح فركضت لتقف خلف ستائر النافذة فتجد من يقف بالخارج سيراها لتركض بحيرة إلأى المكتبة وتسقط العباءة عنها بعد أن رأت ظل “نوح” من أسفل الباب ومقبض الباب يُفتح فركضت للمكتب دون أن تبالى للعباءة التى سقطت بجوار النافذة لتختبيء أسفل المكتب فلن يجلس أحد هنا سوى زوجها، فتح باب المكتب ودلفوا لتنظر من أسفل المكتب ورأت أقدمهم تقترب لتضع يدها على صدرها وضربات قلبها تتسارع عندما ترى قدميه تسير نحو المكتب بينما هى جالسة تختبيء أسفله حتى وصل للمكتب وجلس عليه ثم جلس “عطيه” أمامه ومعه رجل وبدأ يتحدثان لكن “نوح” شعر بشيء يجذب بطرف عباءته للأسفل فنظر أسفل المكتب مُعتقد بأن هناك قطة تسللت للمكتب لكن دهش عندما رأى زوجته وتبتسم إليه بعفوية فأغمض عينيه بحرج من وجود زوجته هنا وملابسها أثارت غضبه أكثر فكانت “عهد” ترتدي فستان طويل بحمالة ذو اللون الأحمر لكنه كان مفتوح من الأسفل من الجانب الأيسر ليظهر قدميها العاريتين ومفتوح من الصدر ليظهر عنقها النحيل بأكتافها وصدرها وتضع مساحيق التجميل وصففت شعرها الأسود على الجانب الأيمن وتركته بحرية فنظر للرجال وهما يتحدثًا وتخيل ماذا سيحدث إذا رأها أحد هكذا حتمًا سيقتلها إذا لمح أحد أصبع قدميها بينما “عهد” كانت تشد عبائته كثيرًا تمازحه وهى تكبح ضحكاتها حتى لا يسمعها أحد ليقول “نوح” بجدية صارخًا بالرجال:-
-ممكن نكمل بعدين أنا تعبان هبابة
حدق “عطيه” به بدهشة ومن صراخه فجأة هكذا لكنه لم يُعقب وذهب مع التاجر ليعود “نوح” بمقعده للخلف وذهب لكى يغلق المكتب بالمفتاح حتى لا يدخل أحد وألتف إليها ليراها صعدت وجلست على سطح مكتبه بدلال والبسمة لم تفارق وجهه ثم قالت بسرعة قبل أن يصل إليها بخطواته ووجهه العابس:-
-والله كنت لابسة عباءة فوقه بس لما سمعت صوت الرجالة جريت أستخبي ووقعت منى
أشارت له على العباءة المُلقية على الأرض لكن “نوح” لم يبالى لهذه العباءة وأكمل سيره نحوها حتى وصل أمامها مباشرة وقال:-
-مش حاسة أنك لازم تتعاقبي يا عهد
نظرت لصرامته ووجهه الغاضب ثم أبتلعت ريقها بخوف منه وقالت:-
-أتعاقب!! يا نوح أنا ...
أسكتها “نوح” بقبلة على شفتيها لتشعر بيده تحاصر خصرها ويجذبها إليه ثم أبتعد عنها ونظر بعينها فكانت زوجته جميلة وحتى تصرفاتها المجنونة تسقطه في العشق بها من جديد وضربات قلبه لم تتوقف لوهلة منذ أن رأها أسفل المكتب تبتسم إليه بحب وعفوية وحتى الآن تزيد ضربات قلبه في سرعتها، رفع يده إلى وجنتها ورائحة الورد تبث منها دائمًا رغم أنه لا يعلم كيف لها أن تمتلك عبير الورود دائمًا وتظل رائحتها هي الأكسجين الذي يتنفسه ويخترق رئتيه مُنذ لقائهما الأول، شعر بيدي “عهد” تلف حول خصره بقوة لتجذبه إليها وهى تقول:-
-يا الله يا نوح، أزاى ملكت قلبي بالطريقة دى
أقترب “نوح” ليضع قبلة على جبينها وكأن قلبته هي التاج الذي يضعه على رأسها متوجًا إياها سلطانة على عرش قلبه ثم نظر بعيني “عهد” ومسك ذقنها بيده بلطف وقال بنبرة هامسة ناعمة:-
-قوليلي أنا يا حبيبة قلبي وسلطانتي المدللة عملتي أيه فيا عشان يغلبني الهوى والعشق أكدة لدرجة أن حتى عقابك يكون مليان بالحب
تبسمت “عهد” بإشراق بسمة مليئة بالحب وتشبه نغمة موسيقي ساحرة للأذن وبمثابة شفق الصباح الجاذب للنظر وكشعور الحب الذي يتغلغل للقلب دون سابق أنذار، ثم همست إليه بحب قائلة:-
-عشقتك أيكفى عشقي
ضمها إليه بحب مُدللًا إياها وطوقها بذراعيه بحنان مُستنشقًا عبيرها وكأنه يشبع رئتيه من رائحتها الفريدة التي تغتصب أنفه بكل مرة يضمها إليه وتظل رائحتها تلازمه حتى بعد رحيلها وخروجها من بين ضلوعه ثم همس إليها بنبرة دافئة:-
-يكفيني لأخر نفس فيا يا حبيبة قلبى وسلطانتي
تألمت “عهد” قليلًا من بطنها لتخرج نفسها من بين ذراعيه وتقول بدهشة شديدة:-
-نوح!!
نظر لها بتعجب شديد ليقول:-
-فى أيه
ضحكت بعفوية رغم ألمها وهى تقول:-
-دا بيتحرك
أخذت يده لتضعها على بطنها بلطف وهى فى غاية سعادتها لشعور لأول مرة بركلات طفلها الموجود بالداخل ثم رفعت نظرها إلى “نوح” وهى لا تقوى على وصف ما تشعر به ثم قالت بحب:-
-دا بيتحرك والله أنا حسيت بيه يا نوح
تبسم “نوح” على سعادة زوجته وهو يحسدها على شعورها بطفله الموجود بداخل رحمها هذا الطفل الذي خلق من رحم الحب والعشق الموجود بقلوبهما ليدمج قلوبهما وروحيهم فى قلب واحد وروح واحدة ستركض أمامهما بعد شعور على هيئة طفل يحمل صفاتهما وقلوبهما ليرفع “نوح” يده إلى وجه زوجته مداعبًا خصلات شعرها ثم قال بلطف:-
-سواء ولد أو بنت أنا بدعى ربنا يكون بجمال قلبك وروحك يا عهدي
لتبتسم “عهد” بلطف ثم قالت:-
-أنا عاوزه يكون شبهك وزيك ولو ولد هسميه نوح
تبسم بعفوية إليها لتضحك “عهد” بخفة وطفولية ثم قالت بخجل شديد:-
-عارف أنا نفسي أكل أيه دلوقت
حدق بها بأهتمام لتقول بحب:-
-سندوتش جرجير بالعسل الاسود
بعثر “نوح” غرتها بلطف وقال:-
-حالًا
أخذ يدها لتنزل عن المكتب ثم أحضر العباءة لتضعها على أكتافها ووقف يغلقها من الأمام لها بعد أن جثو على ركبتيه أمام قدميها يغلق السحاب من الأسفل للأعلى وهو يقف ثم قال:-
-أطلعى أستنينى بالأوضة هعملك السندوتشات وأحصلك
نظرت إليه بدهشة وقالت:-
-بنفسك
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-وفيها إيه لما أعمله بنفسي حرام مثلا، أطلعى
خرج من المكتب وتركها لتصعد إلى غرفتها بسعادة وتمر من أمام غرفة “أسماء” الجالسة بالداخل تحدق بالهاتف خصيصًا برسالته التى أرسلها قائلًا
-أنا لازم أجى أكشف بنفسي وأشوف العلاج
ظلت تنظر للرسالة بحيرة فهل سيأتى إلى المنزل بنفسه، لم تجيب عليه ليرسل “نادر” رسالة أخرى قائلًا:-
-أيه أنتوا معندوكش غداء ولا أنتوا بخلاء، أنا بحب المكرونة البشاميل وعلى وشها جبنة رومي وموتزريلا بتشد
تعجبت من طلبه فهل هو قادم للكشف على مريضة أم قادم للأقامة بالمنزل لتلقى بالهاتف بعيدًا وهى تقول:-
-هو مجنون لا لا دا مختل عقليًا...
________________
خرجت “عليا” من معمل التحاليل بسعادة وهى تحمل فى يدها أختبار الحمل الذي يؤكد حملها لتصعد سيارتها بسعادة وهى تفكر كيف تخبر زوجها بهذا الخبر …..
يتبـــــــــــــــــع.....
___ بعنـــــــوان “خطبة” ___
تحدثت “عهد” بنبرة دافئة تقول:-
-هقولك كلمتين، مفيش مانع تتعرفوا على بعض على الرغم من ان الكلام دا هنا ممكن يطير فيها رقبتك هه بس مش مشكلة أعمليها بس بحدود
تبسمت “أسماء” بعفوية بيننا ظلت “عهد” تحدق فى هذه الفتاة هل هى نفسها الفتاة التى كانت مغرمة بزوجها قبل شهر وأقدمت على الموت لأجل “نوح” الآن تتحدث عن رجل أخر تسلل إلى قلبها بعفويته لتتركها “عهد” وتغادر سيرًا على القدم وقدميها العاريتين يتناغمان مع العشب المبلل بعد أن روى الرجال الأرض وتستمتع بهذا الملاذ التى تشعر به وتفكر بزوجها لكنها فور دخولها للمنزل رأى “ليلى” تقف فى الساحة وتصافح “سلمى” بلطف قائلة:-
-معلش يا طنط أنا عارفة أن تقلت عليكم بقعدتى هنا
ضربتها “سلمي” بخفة على ذراعها وهى تقول بغيظ من كلماتها:-
-واا فى صاحبة بيت تجول أكدة برضو، دا أنا مشالتكيش الأرض نشيلك فوج رأسنا وجوا عيني لأجل عهد وعطيه ولا أيه يا ولدى
تبسم “عطيه” بخفة وقال:-
-هو فى كلام يتجال بعدك يا ست الكل
تبسمت “سلمى” بعفوية على أختيار “عطيه” لصفها وقالت:-
-زين يا ولدى، يا بت دا عطيه ولدى اللى مخلفتهوش معجول مشاليش خطيبته فى عينى ، دا أنا اللى هلبسك فستان فرحك له وأزفك عليها
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تقول:-
-ربنا يخليك لينا ويديكى الصحة وراحة البال
أقتربت “عهد” غاضبة تقول:-
-كويس أن ماما هى اللى عقلتك وإلا كنت ظبطتك أنا بنفسي عشان تعرفى أزاى تقلتى علينا
ركضت “ليلى” لها بسعادة لتعانقها بحب وأشتياق شديد لها لتقول:-
-وحشتينى يا عُهدتي
بادلت “عهد” العناق بلطف وهى تمسح على ظهرها وتقول بغمغمة:-
-وفى واحدة أمينة برضو تسيب عُهدتها كدة لوحدها
أبتعدت “ليلي” عنها بلطف وهى تقول ناظرة بعينيها بحب:-
-حقك عليا كنت مستنية الأوردرات اللى حضرتك بتطلبيها
أومأت “عهد” لها بالموافقة وقالت:-
-إذا كان كدة يبقى سماح
نظرت إلى “عطيه” الذي أخفض رأسه أرضًا فور طلة “عهد” عليهما لتقول “عهد” بلطف:-
-أوعاك تزعلها يا عطيه، أنا معنديش أغلى منها فى عمرى كله
رفع رأسه ناظرًا إلى “ليلى” بحب وكيف له أن يغضب ليلته الجميلة أو يبكيها وهى تشبه صفاء الليل ونسيمه الناعم الرطب على قلبه ثم تحدث بنبرة خافتة وعيناه لا تفارق محبوبته:-
-والله بعمرى كله ما أبكيها ولا أزعلها ويشهد عليا ربى ورب الكون كله
تبسمت “ليلى” بخجل شديد وتوردت وجنتيها حياءًا من حديثه هذا أمام الجميع دون خجل فحين أنها تخجل وتنكمش فى ذاتها حياءًا أمامهم جميعًا، تبسم “عطيه” علي خجلها وهو يتذكر لقاءهما الأول كيف صدته بقوة كرجل صلب والآن تفيض أنوثتها وخجلها من حضرته ليقول بجدية:-
-أنا كلمت نوح بعد أذنكم طبعًا عشان أجيب خيتى ونجي المساء
أومأت “عهد” بعفوية وسعادة تغمر قلبها فرحًا ولا تصدق بأن صديقة عمرها الآن ستتزوج وتصبح مسئولة عن عائلة وأشخاص أخرين غيرها ثم قالت بحماس شديد:-
-أكيد طبعًا
غادر “عطيه” لتلف “سلمى” لهما وأقتربت منهن ثم قالت بدفء قلب كأم تنصح بناتها التى لم تنجبهما من رحمها لكن أنجبتهم من القدر والحياة:-
-صدقينى يا ليلى مش مجرد حديد ولا تجميل بس لو لفتي عمرك كله ما هتلاجى راجل يصونك ويخاف عليكى كيف عطيه، عطيه جلبه كله حنية ودفء يهدم أى جبل وعاصفة جوية وحنيته ودفء يشهد بهم البلد كلتها مش أنا بس، وكيف ما بنوصي عليكي أنا كمان يا بنتى بوصيكى عليه، عطيه ولدى من يوم ما أمه تعبت حطيه جوا حبابي عينيكي ومتزعلهوش فى يوم ولا تقصري وياه وهو هشيلك فوج رأسه يمكن تعبك الوحيد هو أمه المريضة...
قاطعتها “ليلى” بنبرة جادة صادقة:-
-متكلميش يا طنط، والدة عطيه فى عيني قبله وكفاية أوى أنها أم لراجل على أستعداد يقف قصاد العالم كله عشانى
أقتربت “سلمى” منها لتمسك رأسها بيديها الأثنين ثم قبلت جبينها بلطف وقالت:-
-ربنا يحميكى يا بتى ويتم لكم على خير
ربتت “عهد” على ظهر صديقتها وكأنها بفخورة بحق بهذه الفتاة وهى تعلم أن “ليلى” فتاة بريئة ستحفظ وتصون أمانة “عطيه” ووالدته بكل حب وحنان فهى أكثر الناس معرفة بصديقتها وقلبها...
_______________________
أتصلت العجوزة بـ “تاج” وأخبرتها بأن هناك رجل كان يسير خلفها وهى تغادر لتشعر بالخوف لتأخذ القارورة وتتسلل من غرفتها ثم أفرغتها بأحد عبوات العصير الخاصة بـ “عهد” داخل غرفتها فلن يبحث أحد عن السحر المسموم داخل غرفة “عهد” وعادت لتضع القارورة الفارغة بغرفتها …
فاقت “تاج” من شرودها لتتحدث إلى “خالد” بنبرة ضعيفة:-
-أنت محبتنيش ومكنتش ناوي تكتب عليا صوح
نظر للجهة الأخر بغضب سافر ثم قال:-
-أنا ولد الصياد أتجوز غجرية كيفك مش أكدة
رفعت نظرها إليه بغضب سافر على هذه الرجل الذي أعطته كل شيء وقدمت له كل ما تملك حتى أن أشتركت فى فخاخه الخبيث لكى ينتقم والآن هو يتخلى عنها بعد أن حاول قتلها بداخل الصندوق فقط لأجل أن ينقذ نفسه فقالت بسخرية
-كان لازم أعرف أكدة من زمان
تحدث إلى “خلف” بجدية قائلة:-
-أتصل بسيدى نوح وجوله أنى عايزة أشوفه ضرورى
صاح “خلف” بها غاضبًا قائلًا:-
-لتكونى فاكرة أنه تحت أمرك، أجلى اللى عندك لحد ما يعاود بكرة
رمقته “تاج” بجدية وهى تقول:-
-ولو مراته شربت السحر وجتل ولده هترتاح ولا هتشيل المسئولية، أتصل جوله أنى هجول السحر فين لو جه
أتسعت عينى “خالد” وهكذا “خلف” ليتصل “خلف” به من جديد لكى يعود مرة أخرى بينما نظر “خالد” لها بإستغراب شديد وقال:-
-أنتِ ناوية على أيه؟
ضحكت “تاج” ساخرة منه وعلى مكره الشديد لتقول:-
-مالكش صالح، ناوية أنقذ نفسي أنا واللى فى بطنى
عاد “نوح” ركضًا إليها بعد أن سمع من “خلف” ليقول:-
-هو فين؟
أزدردت “تاج” لعابها بخوف من مساومة “نوح” لكن لا باليد حيلة يجب عليها أن تنقذ طفلها فقالت:-
-مش جبل ما نتفق يا نوح بيه، كيف ما جنابك عايز تنفذ ولدك ومرتك أنا كمان عايزة أنقذ ولدى
كز “نوح” على أسنانه بغضب ثم تنهد بهدوء وقال:-
-عايزة أيه؟
أجابته بخوف شديد قائلة:-
-أنا هنقذ ولدك وردى الجميل وهملنى أروح لحال سبيلى
نظر لها “نوح” بضيق شديد ثم قال باستسلام:-
-ماشي بس ألاقى السحر الأول
أخبرته بمكان السحر المخفى فى غرفته ليقف وهو يقول:-
-لو لاجيته كيف ما جولتى هتصل بيك يا خلف تهملها تروح لكن ورب العزة لو لمحتك فى طريقى أنا ولا مرتى لتكون نهايتك
أومأت إليه بنعم بخوف شديد وكل ما بيدها الآن أن تدعو بألا تكن “عهد” شربت السحر حتى لا تضيع فرصتها وتذهب للجحيم، غادر “نوح” المكان مسرعًا ….
_________________
وقفت “عهد” أمام المرأة بعد أن وضعت مساحيق التجميل إلى “ليلى” وأصبحت جاهزة للقاء “عطيه” فى خطبة رسمي لهما فتبسمت “عهد” وهى تقول:-
-زى القمر يا ليلى
دق باب الغرفة ودلفت “سلمى” كانت تحمل فى يدها علبة قطيفة وتقدمت نحوهما قائلة:-
-خدي يا عهد
فتحت العبلة وكان بداخلها عقد من الذهب كبير الحجم ويكفي لأحتلال منطقة العنق كاملة وقدمته إلى “عهد” قائلة:-
-لبسي للعروسة
حاولت “ليلى” الرفض لكن “سلمى” قالت:-
-يا بتى جولتلك أنتِ كيف بتى وأنا بتى لازم تكون عروسة على الأصول
أخذته “عهد” لتضعه حول عنق “ليلى” ثم أبتسمت بعفوية وقالت:-
-هسيبك تلبسي بقى وأنا هروح ألبس
غادرت “سلمى” مُبتسمة لتمسك “ليلى” يد “عهد” بقلق وقالت:-
-عهد بلاش الفستان دا دلوقت بلاش تخلقي مشكلة مع نوح على مفيش
تبسمت “عهد” بحماس ثم غمزت لصديقتها وغادرت المكان لتتنهد “ليلى” بقلق من جنان صديقتها ثم أخذت فستانها من فوق الفراش لكى تستعد …
________________
ظلت “أسماء” جالسة بغرفتها تنظر للهاتف المغلق مُنتظر أى أتصال أو رسالة رغم انه أخبرها بأنه هو المنتظر لأتصالها وتردد كثيرًا فى بدء الحديث لكن لا جدوى من هذا لتمسك الهاتف وتصور علبة الدواء ثم أرسلتها له مع سؤال كحجة للحديث :-
-دا بعد الوكل ولا قبله
علمت بأنه لم يفتح النت فألقت الهاتف على الفراش بضيق وذهبت للمرحاض غاضبة ..
________________
دلف “نوح” لغرفته بقلق يبحث عن السحر ليجد العلبة مغلقة كما هى داخل الكمودينو لتنفس الصعداء وأستدار إلى زوجته ليراها تقف أمام المرأة مُرتدية عباءة سوداء فضفاضة وتصفف شعرها فقال:-
-أنتِ شربتى من العصير دا
نظرت “عهد” إلى العبوة وقالت بلا مبالاة:-
-نوح أنا مبحبش التفاح هشربه أزاى
تنفس الصعداء بأرتياح شديد ثم غادر الغرفة بالعبوة لتبتسم “عهد” بخباثة وخرجت من الغرفة أولًا ونزلت للأسفل لتراه يقف يستقبل صديقه وأخته فأشار “نوح” على “مريم” قائلة:-
-عهد مرتى ،مريم خيت عطيه الصغيرة ودكتورة صيدلانية
صافحتها “عهد” بعفوية لتبادلها “مريم” ثم قالت برحب:-
-على فكرة أنا من متابعينك من أخر ندوة عملتيها فى جامعة القاهرة وبحبك جدًا
تبسمت “عهد” إليها بسعادة وقالت:-
-دا شرف ليا، أتفضلي
جلسوا فى الصالون معًا لتأتى “ليلى” لهم حاملة صنية العصير وخلفها “حُسنة” تحمل صنية الكيك لتعانقها “مريم” بحب وهى تقول:-
-أيه القمر دا
تبسمت “ليلى” بحرج شديد ثم قالت:-
-شكرًا
جلست جوار “عهد” ليتطلع “عطيه” بها وكانت جميلة باللون الأخضر وهى ترتدي فستان أخضر اللون فضفاض وضيق من الخصر برابطته ومصنوع من الستان الناعم اللامع وتلف حجاب فضي اللون يليق مع تطريز الفستان وكانت جميلة لدرجة خطفت قلب “عطيه” إليها من جديد ليسقط فى العشق معها مرة أخرى ولا يستطيع أبعاد نظره عنها بينما هى تنظر للأرض خجلًا وهى تعلم بأنه ينظر إليها وتشعر بسهام نظراته تخترقها، نظر إلى “نوح” بصعوبة من أبعاد نظره عنها وقال:-
-أنا جايلك أنا نوح أنت ومدام عهد عشان تشهده على جوازى من ليلى وكل مستحقاتها وطلباتها أنا عينى ليها
تبسم “نوح” بخفة لصديقه وهو لم يرفع نظره بهذه العروس ثم قال:-
-وأنا لو عندي أختى مهلجاش عريس ليها أحسن منك
نظرت “عهد” إلى زوجها الذي يتحدث بحرج فما زالت “ليلى” غريبة عنه وأى كلمة قد يشهد بها ربما تأذي أو تذهب فى الطريق الخطأ لتقول بخفة:-
-ممكن أقول حاجة
أشار “نوح” لها بأن تتحدث براحة فهذه الجلسة من البداية حدثت ليتقدم “عطيه” لطلب يد “ليلى” من “عهد” لتنظر إلى “عطيه” وقالت:-
-بص يا أستاذ عطيه هما كلمتين وطلب واحد، ليلى من سنين وهى معايا مالهاش حد غيرى وأنا كمان حالنا من بعض وما دائم وافقت على جوازها منك فهى شاريك ومش عايزة حاجة منك لا المال هيدوم العلاقة بينكم ولا هو اللى هينجح جوازى لا أرض والعفش والقايمة هم اللى يقوا علاقتكم ببعض ولا هيصلحوا اللى هيتكسر بينكم عشان كدة ليلى مش طالبة حاجة منك غير الود والرحمة أنك تحترمها وتقدر قيمتها وتحترم شغلها لأنها متقدرش تبطل شغل وفى المقابل أوعدك أنها عمرها ما هتقصر فى حقك كزوج ولا فى بيتها وطلبي الوحيد هو اللى قولته الصبح أوعاك تزعلها ولا تبكيها ولازم تعرف أن ليلى أختارتك بعناية وقلب حب ودق وأتنازلت عن حاجات كتير وقبلت تعيش هنا حياة جديد معاك وعشانك متخلهاش فى يوم تندم على دا
نظر “عطيه” إلى “ليلى” الجالسة هناك بصمت وقد رفعت وجهها لكى تقابل عينيه وترى تعابير وجهه على هذا الحديث لتتابع “عهد” قائلة:-
-ولو على الشبكة هى مكتفية جدًا بالخاتم اللى أنت لبسته ليها حتى لو كان نحاس مش هقولك فضية لأنها واخذك أنت زوج وسند وضهر وأب وأخ مش واخد الدهب اللى هتجبهولها ولا الفرح والعفش اللى هتكلف فيها
تبسم “عطيه” بحب وقال بجدية:-
-أنا وعدت أن عمرى ما هزعها وهحطها تاج على رأسي وعمرى ما هعارض شغلها وإلا كنت عارضت شغل خيتى ولو على حقوقها أنا معاوزهاش تتنازل عنها لأنها مش أجل من أى عروسة
أنهى كلمته لتخرج “مريم” صندوق نحاسي من حقيبتها ووضعته على الطاولة ثم فتحته وقالت بحب:-
-دى شبكة العروس ومهرها فى الورقة دى
قدمت الورقة لتقرأها “عهد” وكان عقد بيع 3 أفدنة من الأرض لـ “ليلى” لتعطيها إلى “ليلى” وهى تقول:-
-القرار ليكى يا عروسة
أخرج “عطيه” ورقة من جيبه كانت عقد القايمة المطبوعة ليمضي عليه أمام الجميع وقال:-
-ودى قايمتها حطوا فيها الرقم اللى تحبوه لأن لو السماء أنطبجت على الأرض أنا مهملش ليلى ولا هسمح أن يحصل بينا اللى يخليها تفكر تبعد عنى عشان أنا هتقى ربنا فيها وهعملها كيف ما رسولنا جالنا وأستوصوا بالنساء خيرًا
تبسم “نوح” بفخر شديد بهذا الرجل ليتابع “عطيه” الحديث قائلًا:-
-ينفع الفرح يكون أول الشهر
نظرت “عهد” إلى “ليلى” فتبسمت خجلًا لتؤمأ “عهد” إلى زوجها بلطف ليقول:-
-السكوت علامة الرضا على خير الله.. سمعينا زغروطة يا حُسنة لتطلق حٌسنة الزغاريط بكل مكان فى المنزل ثم غادر الجميع لتركض “ليلى” إلى غرفتها سريعًا بفرحة تغمرها لكى تحدثه فى الهاتف لكنها وجدت الهاتف مشغول فجلست تنتظر أتصاله بينما خرج “نوح” مع صديقه ليرى أحد التجار وافقًا مع الغفر يتطلب لقاءه فعاد للداخل مع “عطيه “ بصحبة التاجر وهو لا يعلم بأن زوجته دخلت تبحث عنه فى غرفة المكتب، سمعت “عهد” صوته وهو يقول:-
-أتفضل يا حج
لتتسع عينيها على مصراعيها خوفًا وهى تنظر فى المرآة الخاصة بالمكتبة على نفسها وقد فتحت عباءتها المغلقة لترى فستانها فى المرآة لتعض يديها بخوف فحتمًا سيقتلها “نوح” إذا لمحها رجل غيره بهذه الملابس لتركض كى تختبيء خلف المكتبة لكن من يجلس على المكتب سيراها بوضوح فركضت لتقف خلف ستائر النافذة فتجد من يقف بالخارج سيراها لتركض بحيرة إلأى المكتبة وتسقط العباءة عنها بعد أن رأت ظل “نوح” من أسفل الباب ومقبض الباب يُفتح فركضت للمكتب دون أن تبالى للعباءة التى سقطت بجوار النافذة لتختبيء أسفل المكتب فلن يجلس أحد هنا سوى زوجها، فتح باب المكتب ودلفوا لتنظر من أسفل المكتب ورأت أقدمهم تقترب لتضع يدها على صدرها وضربات قلبها تتسارع عندما ترى قدميه تسير نحو المكتب بينما هى جالسة تختبيء أسفله حتى وصل للمكتب وجلس عليه ثم جلس “عطيه” أمامه ومعه رجل وبدأ يتحدثان لكن “نوح” شعر بشيء يجذب بطرف عباءته للأسفل فنظر أسفل المكتب مُعتقد بأن هناك قطة تسللت للمكتب لكن دهش عندما رأى زوجته وتبتسم إليه بعفوية فأغمض عينيه بحرج من وجود زوجته هنا وملابسها أثارت غضبه أكثر فكانت “عهد” ترتدي فستان طويل بحمالة ذو اللون الأحمر لكنه كان مفتوح من الأسفل من الجانب الأيسر ليظهر قدميها العاريتين ومفتوح من الصدر ليظهر عنقها النحيل بأكتافها وصدرها وتضع مساحيق التجميل وصففت شعرها الأسود على الجانب الأيمن وتركته بحرية فنظر للرجال وهما يتحدثًا وتخيل ماذا سيحدث إذا رأها أحد هكذا حتمًا سيقتلها إذا لمح أحد أصبع قدميها بينما “عهد” كانت تشد عبائته كثيرًا تمازحه وهى تكبح ضحكاتها حتى لا يسمعها أحد ليقول “نوح” بجدية صارخًا بالرجال:-
-ممكن نكمل بعدين أنا تعبان هبابة
حدق “عطيه” به بدهشة ومن صراخه فجأة هكذا لكنه لم يُعقب وذهب مع التاجر ليعود “نوح” بمقعده للخلف وذهب لكى يغلق المكتب بالمفتاح حتى لا يدخل أحد وألتف إليها ليراها صعدت وجلست على سطح مكتبه بدلال والبسمة لم تفارق وجهه ثم قالت بسرعة قبل أن يصل إليها بخطواته ووجهه العابس:-
-والله كنت لابسة عباءة فوقه بس لما سمعت صوت الرجالة جريت أستخبي ووقعت منى
أشارت له على العباءة المُلقية على الأرض لكن “نوح” لم يبالى لهذه العباءة وأكمل سيره نحوها حتى وصل أمامها مباشرة وقال:-
-مش حاسة أنك لازم تتعاقبي يا عهد
نظرت لصرامته ووجهه الغاضب ثم أبتلعت ريقها بخوف منه وقالت:-
-أتعاقب!! يا نوح أنا ...
أسكتها “نوح” بقبلة على شفتيها لتشعر بيده تحاصر خصرها ويجذبها إليه ثم أبتعد عنها ونظر بعينها فكانت زوجته جميلة وحتى تصرفاتها المجنونة تسقطه في العشق بها من جديد وضربات قلبه لم تتوقف لوهلة منذ أن رأها أسفل المكتب تبتسم إليه بحب وعفوية وحتى الآن تزيد ضربات قلبه في سرعتها، رفع يده إلى وجنتها ورائحة الورد تبث منها دائمًا رغم أنه لا يعلم كيف لها أن تمتلك عبير الورود دائمًا وتظل رائحتها هي الأكسجين الذي يتنفسه ويخترق رئتيه مُنذ لقائهما الأول، شعر بيدي “عهد” تلف حول خصره بقوة لتجذبه إليها وهى تقول:-
-يا الله يا نوح، أزاى ملكت قلبي بالطريقة دى
أقترب “نوح” ليضع قبلة على جبينها وكأن قلبته هي التاج الذي يضعه على رأسها متوجًا إياها سلطانة على عرش قلبه ثم نظر بعيني “عهد” ومسك ذقنها بيده بلطف وقال بنبرة هامسة ناعمة:-
-قوليلي أنا يا حبيبة قلبي وسلطانتي المدللة عملتي أيه فيا عشان يغلبني الهوى والعشق أكدة لدرجة أن حتى عقابك يكون مليان بالحب
تبسمت “عهد” بإشراق بسمة مليئة بالحب وتشبه نغمة موسيقي ساحرة للأذن وبمثابة شفق الصباح الجاذب للنظر وكشعور الحب الذي يتغلغل للقلب دون سابق أنذار، ثم همست إليه بحب قائلة:-
-عشقتك أيكفى عشقي
ضمها إليه بحب مُدللًا إياها وطوقها بذراعيه بحنان مُستنشقًا عبيرها وكأنه يشبع رئتيه من رائحتها الفريدة التي تغتصب أنفه بكل مرة يضمها إليه وتظل رائحتها تلازمه حتى بعد رحيلها وخروجها من بين ضلوعه ثم همس إليها بنبرة دافئة:-
-يكفيني لأخر نفس فيا يا حبيبة قلبى وسلطانتي
تألمت “عهد” قليلًا من بطنها لتخرج نفسها من بين ذراعيه وتقول بدهشة شديدة:-
-نوح!!
نظر لها بتعجب شديد ليقول:-
-فى أيه
ضحكت بعفوية رغم ألمها وهى تقول:-
-دا بيتحرك
أخذت يده لتضعها على بطنها بلطف وهى فى غاية سعادتها لشعور لأول مرة بركلات طفلها الموجود بالداخل ثم رفعت نظرها إلى “نوح” وهى لا تقوى على وصف ما تشعر به ثم قالت بحب:-
-دا بيتحرك والله أنا حسيت بيه يا نوح
تبسم “نوح” على سعادة زوجته وهو يحسدها على شعورها بطفله الموجود بداخل رحمها هذا الطفل الذي خلق من رحم الحب والعشق الموجود بقلوبهما ليدمج قلوبهما وروحيهم فى قلب واحد وروح واحدة ستركض أمامهما بعد شعور على هيئة طفل يحمل صفاتهما وقلوبهما ليرفع “نوح” يده إلى وجه زوجته مداعبًا خصلات شعرها ثم قال بلطف:-
-سواء ولد أو بنت أنا بدعى ربنا يكون بجمال قلبك وروحك يا عهدي
لتبتسم “عهد” بلطف ثم قالت:-
-أنا عاوزه يكون شبهك وزيك ولو ولد هسميه نوح
تبسم بعفوية إليها لتضحك “عهد” بخفة وطفولية ثم قالت بخجل شديد:-
-عارف أنا نفسي أكل أيه دلوقت
حدق بها بأهتمام لتقول بحب:-
-سندوتش جرجير بالعسل الاسود
بعثر “نوح” غرتها بلطف وقال:-
-حالًا
أخذ يدها لتنزل عن المكتب ثم أحضر العباءة لتضعها على أكتافها ووقف يغلقها من الأمام لها بعد أن جثو على ركبتيه أمام قدميها يغلق السحاب من الأسفل للأعلى وهو يقف ثم قال:-
-أطلعى أستنينى بالأوضة هعملك السندوتشات وأحصلك
نظرت إليه بدهشة وقالت:-
-بنفسك
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-وفيها إيه لما أعمله بنفسي حرام مثلا، أطلعى
خرج من المكتب وتركها لتصعد إلى غرفتها بسعادة وتمر من أمام غرفة “أسماء” الجالسة بالداخل تحدق بالهاتف خصيصًا برسالته التى أرسلها قائلًا
-أنا لازم أجى أكشف بنفسي وأشوف العلاج
ظلت تنظر للرسالة بحيرة فهل سيأتى إلى المنزل بنفسه، لم تجيب عليه ليرسل “نادر” رسالة أخرى قائلًا:-
-أيه أنتوا معندوكش غداء ولا أنتوا بخلاء، أنا بحب المكرونة البشاميل وعلى وشها جبنة رومي وموتزريلا بتشد
تعجبت من طلبه فهل هو قادم للكشف على مريضة أم قادم للأقامة بالمنزل لتلقى بالهاتف بعيدًا وهى تقول:-
-هو مجنون لا لا دا مختل عقليًا...
________________
خرجت “عليا” من معمل التحاليل بسعادة وهى تحمل فى يدها أختبار الحمل الذي يؤكد حملها لتصعد سيارتها بسعادة وهى تفكر كيف تخبر زوجها بهذا الخبر …..
يتبـــــــــــــــــع.....