اخر الروايات

رواية زوجة اخي الفصل العاشر 10 بقلم سهام صادق

رواية زوجة اخي الفصل العاشر 10 بقلم سهام صادق 

الفــصــل الــعــاشــر
**************

لمعت عينيها ببريق من الخوف وهي تري صورته تتجسد امامها كلما أقترب هو منها .. فأرتجف جسدها وهي تُتمتم بخفوت بعدما شعرت بيديه تطوق جسدها
قائله بخوف :لاء ،لاء
ليبتعد عنها شريف بفزع بعدما كان غارق بنظراته علي جسدها ،فطالعها بقلق قائلا: انا اسف يازهره
ومسح علي وجهها بندم وهو يلوم ضعفه .. فوجدها تركض من امامه ودموعها قد غطت اعينها
ليسمع صوت باب حجرتها يغلق ، فوقف للحظات يٌطالع طيفها وهو لا يصدق بأنها اليوم استطاعت ان تٌحرك اشياء كثيره بداخلها ومنها انه حقا يُريدها
...................................................................
اغمضت عيناها بألم وهي تستند بظهرها علي باب غرفتها ،وأخذت تتشبث بأيديها بتلك المنشفه التي كانت تُحيط جسدها ..وهي تتذكر وجه هشام الذي رأته في شريف عندما أقترب منها، فخرج صوتها بضعف وهي تتنهد بمراره : هتعملي ايه يازهره
وتذكرت نظرات شريف الراغبه ، ولولا هروبها لكان المحظور قد حدث وأصبحت زوجته حقا اليوم
فجسلت علي أرضية حجرتها بعدما خارت قواها .. وهي تشرد بذاكرتها
هشام: اه لو تعرفي اد ايه انا بحبك يازهره
لتلمع عين زهره وهي تري كلمة حبه اليها
ليبعث لها برساله اخري قائلا : ونفسي يجي اليوم اللي تبقي في مراتي وام ولادي
فتضع بيدها علي قلبها وهي لا تٌصدق بأن كل هذه المشاعر اليها ، لتبتسم دون وعي ولكن عندما رأت رسالته الاخري شهقت بفزع واغلقت حسابها الشخصي وهي تُتمتم (وقح)
فقد كان يخبرها في رسالته بأنه يتخيل اللحظه التي ستصبح في زوجته ويُقبلها ...وووو....
وقبل ان يٌسبح عقلها في ذكريات الماضي التي جاناها حاضرها
لعنت غباء قلبها عندما سمحت له بأن يُجرب كل تلك المشاعر في الحرام ... وها هي النتيجه فزوجها وحبيبها السابق اخوه
فشهقت بفزع عندما تخيلت ذلك اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقه
.................................................................
وقفت تستمع لكلماته بصدمه وهي لا تٌصدق بأنه قد تزوجها بسبب اصرار والدها عليه عندما وجدها تحبه .. وان كل هذا الحب المزيف الذي يغمرها به هشام ليس الا امر من والدها
لتضع بيدها المرتعشه علي بطنها وهي تستمع لكلماته الجارحه
فهمست بضعف قائله : اتجوزتني عشان يبقالك منصب كويس وتمسك شغل بابا ، وكتمت دموعها بصعوبه صارخة به : يعني انا كنت مجرد عرض
ليجلس هشام بعدما اصبح يكره هذه الحياه التي وضع نفسه فيها قائلا : لاني تعبت يانهي ،تعبت من حياتي معاكي انا وانتي مينفعش نكون لبعض ...
فنطقت هي بألم : واشمعنا دلوقتي جاي تقول الكلام ده ياهشام
فطالعها بضعف وهو يٌحرك رأسه قائلا:مش عارف يانهي ، مش عارف
لتقترب هي منه وانحنت بجسدها الذي اصبح ثقيلا بسبب الحمل قائله بحب: بس انا بحبك ياهشام ، هتتخلي عني
زي ماما وبابا ما اتخلوا عني، وهبطت دموعها وهي تُطالع اعينه قائله بأسي: هما السبب في ادماني واني اكون انسانه مستهتره .. هي ماتت وسبتني لوحدي وهو كان كل يوم مع ست شكل .. وخرج صوت نحيبها وهي تٌكمل باقي عباراتها : انا عارفه ان ماما ملهاش ذنب .. بس هي ماتت ليه وسبتني
ليتجمد هشام من اثر كلماتها التي لاول مره تخرجها اليه واحتقر نفسه وهو يسمعها .. فنهضت من امامه وهي تمسح دموعها قائله :وانت كمان بتتخلي عني
وكادت ان تنصرف من امامه الا انها وجدته يضمها لصدره قائلا بمراره : انا اسف يانهي ..
...................................................................
نظرت اليه بسعاده بعدما انتهت من محادثه صديقتها التي افتقدتها قائله : شكرا ياشريف ، متعرفش انا اد ايه كنت محتاجه اكلم ريم واسمع صوتها
ليبتسم شريف بهدوء وهو يُعطيها علبه ثمينة ،فتنظر اليها بأندهاش فالصوره التي تحملها العلبه تدل بأن داخلها هاتف
لتفتحه زهره قائله بسعاده: ده ايفون
فيضحك شريف قائلا: تخيلي طلع ايفون ، وكمان ليكي ياستي
فرفعت بوجهها نحوه قائله : بجد
وماكان من شريف سوا ان ضحك لتلقائيتها.. فبتسم بود قائلا: انتي تستحقي اغلي من كده يازهره بجد
واكمل حديثه بندم: رغم جرحي ليكي ، الا انك شيلاني
ليتذكر كل شئ تفعله منذ ان جاءت معه الي هنا ورغم بعدهم .. فهي تهتم بطعامه وملابسه حتي تذكر مرضه منذ يومان عندما ارتفعت حرارته كان كلما استيقظ يجدها مٌنكبه امامه تتحس جبينه ..
فأخفضت راسها قائله : اوعي تكون عملت كده عشان
وقبل ان تنطق بباقي عباراتها وجدته يضع بيده علي فمها قائلا: لاء يازهره مش برد ليكي اللي عملتيه لما تعبت .. انتي ومراتي يازهره ومن حقك عليا اني اشوف اللي ناقصك واجبهولك ..غير كفايه اني بعدتك عن اهلك ومن ساعة ماجينا هنا وانتي محبوسه بين اربع حيطان
ثم تابع حديثه بداعبه قائلا: بس انتي اللي ضيعتي خروجه ليكي قبل كده زهره
لتُطالعه زهره بصمت وهي تتسأل بداخلها : ليه اتغيرت دلوقتي ياشريف ..
...................................................................
جلست مريم علي مكتبها في تلك الشركه التي قد حصلت علي وظيفه فيها بمعاونة اخيها فارس، لتجد احد زملائها يقفون فجأه .. فطالعت ذلك الرجل الذي دخل عليهم ويتفحصهم بصمت وبجانبه ذلك الرجل الذي قد تعارفت عليه اثناء المُقابله عندما جاءت تُقدم اوراقها في تلك الوظيفه.. ليُطالعها زملائها بصدمه علي جلوسها هذا
فمسكت مريم بأحد الاوراق وظلت تطالعها الي ان وجدت صوت احدهم يتحدث: ديه موظفه جديده هنا ياحاتم باشا ومتعرفش حضرتك ..
فألتفت مريم نحو ذلك الرجل الذي يبدو عليها العجرفه ، حتي قال كمال وهو ذلك الرجل الذي كانت تظنه صاحب الشركه
لتجد حاتم يخرج من المكتب بعدما فحصها بنظرات لم ترتاح لها
لتجد كمال يقترب منها قائلا : موقفتيش ليه زي بقيت زمايلك يامريم ،ربنا يستر
ويغادر كمال ثانية لتسمع صوت همسات زملائها وتتأكد بأن ذلك الرجل ليس الا مالك الشركه
...................................................................
ابتلعت زهره ريقها بصعوبه وهي تستمع الي سؤال والدتها الذي اخذت تُكرره عليها بلهفه بعدما اخبرته انها تشعر ببعض التعب ..
ليأتيها صوت جميله الضاحك قائله: اراهن ان وشك دلوقتي شبه الطماطمايه بعد سؤال ماما ليكي عن الحمل
فتشعر زهره بالحرج من ذلك الحديث حتي نطقت اخيرا : انا مبقاليش شهر متجوزه هبقي حامل ازاي يافالحه
لتزداد ضحكات جميله وهي تستمع لحديث اختها قائله: عادي يازهره بتحصل ياحببتي ...ها ردي بقي هكون خالتو ولا لسا متأكدتيش ..
فتبتسم زهره وهي تعلم ان لا تأكد في هذا .. فهي تعيش معه كالاخوه
وبعد حديث طويل مع اختها ووالدتها التي اخذت تعطيها النصائح وكأنها ايقنت بأن ابنتها حامل
اغلقت زهره الهاتف وهي تتخيل ذلك اليوم الذي تصبح حامل بطفلا من شريف ...
لتأتي صورة شريف لعقلها وهي تتخيل اليوم الذي سيعرف فيه حقيقة معرفتها بأخيه ...
فهبطت دمعه حزينه وهي تُحرك رأسه برفض: انا وشريف مننفعش نكون لبعض ..وتذكرت حنيته معها التي اصبحت لا تٌصدقها وتلعن غبائها القديم الذي بسببه قد حُرمت من تلك الحياه التي يعيشها الازواج في بداية حياتهم !
...................................................................
نظر كمال الي بصدمه وهو يستمع الي اوامر سيده قائلا: مريم اللي في قسم الترجمه ياحاتم باشا
ليُحرك حاتم رأسه قائلا: بالظبط ياكمال ، عايزها تكون السكرتيره بتاعي
فأخذ يُطالعه كمال بحيره ..الي ان تنهد قائلا:حاضر ياحاتم باشا
...................................................................
وقفت امامه بحيره وهي تراه مُنكباً علي حاسوبه الشخصي .. يُنجز بعض الاعمال حتي قالت بتردد: شريف
ليتطلع اليها شريف فيراها تحمل بعض الاوراق .. فتخفض برأسها ارضا قائله: شكلك نسيت ،علي العموم مش مهم
ليتذكر شريف ماقاله لها منذ يومان عندما علم بحبها لتصميم الازياء قائلا: معلشي يازهره نسيت ، ومد بيده قائلا: تعالي وريني ياستي
فلمعت عين زهره بسعاده واقتربت منه قائله: اهي
فظل لدقائق يتفحص الاوراق دون رد فعل .. جعلها تُدرك بأنه لم يعجبه تصميماتها
الي ان وجدته يبتسم فجأه قائلا بهدوء: هايل يازهره ، التصميمات تحفه بجد
فأخذت تُطالعه زهره بسعاده ، وهي لا تُصدق بأن تصميماتها البسيطه قد اعجبته
ليتأملها للحظات وهي يري بريق عينيها وردود افعالها النقيه
فكل يوم يعيشه معها اصبح يكتشف شيئا بها يجعله يبدء في تلك المرحله التي يخشاها (الـــحــــب)
...................................................................
لمعت عين نهي بسعاده وهي تري نظرات حماتها الحنونه اليها قائله : متعرفيش انا اد ايه بحبك اووي ياطنط وفرحت لما هشام قالي هاجي اقعد معاكي انتي ونسرين
فضمتها مني بحنان ،ورغم انها ليست راضيه علي تلك الزيجه الا انها تري العشق في اعين تلك الفتاه لابنها
فدااعبتها نسرين بسعاده قائله: البنت الوحشه عروسة ابني المنتظر هتيجي امتا
ليدخل عليهم هشام في تلك اللحظه بعدما انهي اتصاله قائلا : مين ده اللي هيتجوز بنتي يانسرين هانم ، لاء ياحببتي انسي
لتبتسم كل من والدته ونهي ، ويقترب منها هشام ليحتضنها قائلا : ولا انتي رأيك ايه ياحببتي
فنظرت اليها نهي بحب وهي تعيش تلك الاجواء الاسريه التي كانت دوما تتمناها ... وتحسست بطنها بأمل ان تُكمل عمرها بجانب حبيبها وطفلتها وتصبح نهي جديده
لتفيق من شرودها علي صوت هشام وهو يخبرهم بأسف: للأسف انا مضطر اسافر باريس في شغل مهم ، وبالمره اطمن علي شريف
فأبتسمت مني بسعاده قائله: اه ياحبيبي اطمن علي اخوك ومراته ..
ورغم مُحاولته الكثيره في نسيانه بزواج أخيه .. الا ان والدته قد ذكرته به
...................................................................
امتقع وجه حازم بغضب ، وهو ينهض من مقعده قائلا: لما تبقي تبطلي تقارني بيني وبين شريف .. ابقي اجي ياهانم
وانصرف حازم وهو لا يُصدق بأن حب عمره اصبحت بتلك الشخصيه تحقد علي اختها بأنها حصلت علي زوج كشريف وتقارن حياتهم التي سيبدئوها سويا بحياة غيرهم
لتنظر جميله للفراغ الذي تركه بصدمه .. فحازم لاول مره يعلو صوته عليها ، وضغطت علي كفيها بقوه قائله : ماشي ياحازم
..................................................................
نظرت زهره الي وجبة الطعام الذي اعدته بأرضاء بعدما اخبرها شريف بأن هناك ضيف سيأتي معه دون ان يُخبرها بهويته
وكادت ان تذهب الي المطبخ ثانية لتُحضر باقي الأطباق
فسمعت صوته ينده عليها ، فعدلت من وضع حجابها وهي تبتسم .. الي ان تلاشت ابتسامته عندما وجدته يردف خلف زوجها ويُطالعها بنظرات لم تفهمها ...
فأبتلعت زهره ريقها بصعوبه .. لينطق هشام قائلا: ازيك يازهره !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close