رواية عشق القمر الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم رولا هاني
الفصل الحادي و عشرون (قبل الأخير) من رواية:عشق القمر
بقلم/رولا هاني
كان يجلس يتابعها و هي تلهو و تداعب صغيره بطفولية حتي دلف احد حراسه و هو يقول بجدية:في حاجة يا باشا لازم تعرفها..
عقد "سيف" حاجبيه ليتذكر أنه قد انهي جميع اعماله بالشركة ليقول بقنوط:حاجة اية!؟
رد عليه الرجل بنبرته السابقة:في واحد اسمه "فهد الجندي" بيدور وراك..و عايز يعرف عنك معلومات..
وجدها تصيح بدهشة:"فهد الجندي"!
القي "سيف" نظرة عليها ليقول بتساؤل:تعرفيه..
نظرت لذلك الحارس بتوتر ليهتف "سيف" بنبرة حادة:اطلع انتَ برة دلوقت..
اومأ له الرجل بأحترام ليخرج من الغرفة رمقها "سيف" بتفحص ليقول:مين دة!؟
اجابته ببعض من التردد و الأرتباك:دة..دة كان عايز يتجوز اختي الصغيرة و مكنتش موافقة عشان هي يعني سنها صغير،هما كانوا ليهم فلوس عندنا بس للأسف اتحرقت و..
قاطعها هو بسخرية:و الفلوس كانت خمسين الف جنية..
اومأت له بحرج واضح ليعقد هو حاجبيه بحيرة قائلًا:ايوة بردو مفهمتش هو لية بيدور ورايا!
هزت كتفيها لتدل علي عدم معرفتها و قالت بشرود:لا تكون البت "نسمة" بتدور عليا من طريقه!
اجابها بلا مبالاة و هو يخرج من الغرفة:هبقي اعرف..
____________________________________________
ظلت بحالة الصدمة التي هي بها حتي خرج الطبيب البيت.
عاد لها بالغرفة و هو يرمقها بقلق و ترقب لردة فعلها الغير متوقعة ابدًا.
تفاجأ بشدة عندما وجدها تضع يدها علي بطنها بحماس و حنان ليقول بتعجب:هو انتِ مش زعلانة!؟
هزت رأسها نافية لتقول و قد ارتسم علي وجهها ابتسامة واسعة فرحة:لا طبعًا انا فرحانة جدًا
ثم تابعت و هي تخرج ما في قلبها بلا تفكير:انتَ الراجل اللي كنت بحلم بيه يا "عصام"..انا بحبك..و مش مجرد كلمة بقولها كدة و خلاص لا...دي طالعة من قلبي يا "عصام"
ابتسم بسعادة و هو يقترب منها قائلًا بهيام:يا عيون "عصام" يا قلب "عصام" يا روح "عصام"
ثم قبل جبنيها بحبٍ شديد قائلًا:ياللي "عصام" مبيحبش غيرك..
وضعت يدها مجددًا علي بطنها لتقول بسرور:انا عندي بيبي في بطني
اقترب مجددًا ليقول و يفصل كل كلمة يقولها قبلة علي عنقها:اة..عندك..بيبي..صغنن..في بطنك..يا روح.."عصام"
اختفت ابتسامتها لتقول ببعض من الحزن:بس لازم اشوف "قمر" يا "عصام" و اقولها الحقيقة..
اجابها بغموض و هو يقبل كفها:قريب..قريب اوي يا حبيبتي هي هتعرف و هتشوفيها كمان..
____________________________________________
كاد أن يخرج من المنزل ليذهب لعمله لكنه وجدها تهبط الدرج و كأنها ذاهبة لمكان ما غير مدرستها فسألها بتهكم:اية الهانم رايحة فين منغير ما تقول حد!؟
اجابته و هي تخلع نظارتها الشمسية بغرور مصطنع:خارجة اية عندك مشكلة!؟
زفر "فهد" بضيق ليقول بتآفف:"نسمة" متعصبنيش رايحة فين؟
اجابته برقة شديدة و هي تقترب منه:كُنت عايزاك توديني ل"هاله"..
رفع احد حاجبيه بأستنكار ليصيح برفض:نعم ياختي تروحي فين..دلوقتي جوزها في البيت مينفعش تروحي اصلًا..
ردت عليه و هي تغمز بأحد عيناها ليرق قليلًا:ما هو انتَ معايا يا "فهد" كفاية انك معايا..
ظل يفكر عدة دقائق ليقول بيأس:طب يلا ياختي..
تقدمته و هي تضع نظارتها علي عيناها بغرور لتبتسم بخجل عندما قال:تعبتيني معاكي يا ست البنات..
____________________________________________
نظرت بتوتر للبيت لتقول بإرتباك:انتَ متأكد أن البيت هنا!
اخذ يطرق علي الباب بطريقة مهذبة و هو يقول:اكيد طبعًا
فُتح الباب ليخرج منه "عصام" الذي ما أن رأي "فهد" امسك بقميصه و هو يلكمه بعنف صارخًا:بقي كمان جاي لحد هنا يا حيوان يا ***...انا هوريك..
حاول "فهد" الأبتعاد عنه و هو يصيح بصوت عالي:اهدي بقي احنا مش جايين ليك..
رد عليه "عصام" بلا تردد و هو يلكمه مجددًا:ليا مش ليا هتضرب يعني هتضرب
حاولت "نسمة" سحب يده و هي تقول باكية:خلاص بقي لوسمحت سيبه..
-سيبه يا "عصام"
قالتها "هاله" و هي تخرج من غرفتها لتنظر ل"نسمة" بأشتياق لتجذبها لأحضانها قائلة و الدموع تلتمع بأعينها:وحشتيني يا بت
تشبثت بملابسها و هي تقول من وسط شهقاتها:وحشاني اوي يا "هاله" وحشتيني..روحتي فين و سبتيني
مسحت "هاله"دموعها بإبهامها قبل أن تهبط و هي تقول:تعالي يا "نسمة" في حاجات كتير انتِ متعرفيهاش
اخذتها "هاله" الي الداخل و كاد "عصام" أن يدلف ورائهما لكن اوقفه "فهد" الذي قال:اظن نخليهم مع بعض و نسيبهم
رمقه "عصام" بأشمئزاز ليتركه و يذهب لخارج البيت و ليخرج ايضًا "فهد" لينتظر "نسمة" خارج البيت..
____________________________________________
-انتي اتجننتي يا "هاله" ماما مستحيل تعمل حاجة زي دي "عصام" دة كداب..
قالتها "نسمة" بأنهيار ما أن قصت عليها "هاله" حقيقة "قمر" لترد عليها "هاله" بتهكم:و "عصام" هيكدب لية يعني!؟
وضعت "نسمة" كلتا يديها علي وجهها و هي تهمس بعدم تصديق:ماما عملت كدة ازاي!؟
امسكت "هاله" بكلتا يديها و هي تقول بأصرار:اسمعي يا "نسمة" انتِ الوحيدة اللي هتعرفي تشوفي و تقابلي امك لأنك عايشة معاها انما انا صعب ارجع انا دلوقت متجوزة و حامل صعب ارجع من تاني..
نظرت لها "نسمة" بذهول لتقول بدهشة:حامل!
اومأت لها "هاله" بخجل لترد عليها "نسمة" و هي تربت علي كتفها:مبروك يا حبيبتي..
ثم تابعت بأسف:بس انا مينفعش اقولها حاجة زي دي لأني ببساطة مش عايشة معاها..
صاحت "هاله" بعصبية:يعني اية مش عايشة معاها امال عايشة فين!؟
اجابتها "نسمة" بتوتر:هحكيلك..
_____________________________________
حاول مجددًا في مهاتفها عندما وجد هاتفها مغلق و اخيرًا ردت ليقول هو بنبرة خافتة:ازيك يا "وعد"
اتاه صوتها السعيد و هو يقول:الحمد لله يا "فهد"..
رد عليها بسخرية:مبروك..
اتاه صوتها بنفس نبرته السابقة:الله يبارك فيك..عايزينك تيجي الفرح بقي..
اجابها ببساطة:اكيد هاجي بس عايز افهم..
اجباته بعدم فهم مصطنع:تفهم اية!؟
رد بتردد:اية..اللي اتغير!
فأجأه ردها فقد تحولت من عاشقة الي صديقة بعدة ايام فقط:بُص يا "فهد" انتَ مش ليا انتَ بتحب واحدة و هي بتحبك انما انا لقيت اللي يحبني و احبه كمان..
ابتسم "فهد" بسعادة بعدما انهت جملتها ليقول بصدق:ربنا يوفقكوا و كمان مرة مبروك
-ميرسي يا فهد،الله يبارك فيك..
ثم انهي المكاملة و هو ينظر لساعته قائلًا:اتأخرت علي الشغل بسبب ست البنات..
_____________________________________
جحظت عينان "هاله" بعدم تصديق بعدما قصت "نسمة" عليها ما حدث معها لتصيح بغضب:ازاي توافقي..فهميني مينفعش الوضع دة لازم نلاقي حل..
هزت "نسمة" رأسها نافية لتقول:انا مش هرجع تاني انتي متعرفيش هي عملت فيا اية..
حركت "هاله" يديها بتوتر لتقول:طب ما تقعدي معايا..
هزت "نسمة" رأسها بأسف لتقول:مش هينفع يا "هاله"..
ثم تابعت براحة:عمومًا انا اطمنت عليكي مش ناقص غير اختك "قمر" من عارفة اوصلها..
صمتت "هاله" بتفكير لتصيح بحماس:"سيف" صاحب "عصام"..."عصام" اكيد يعرف عنوان بيته
صاحت "نسمة" بلا تردد:طب يلا كلميه بسرعة و اسأليه و يلا بينا..
التقطت "هاله" هاتفها من علي الطاولة لتهافته و لكن ضغطت علي شتفيها بغضب عندما وجدت رنين هاتفه بالمنزل فصاحت بغضب:دة ناسي التليفون هنا..
زفرت "نسمة" بحيرة لتقول بقلة حيلة:خلاص مقدمناش حاجة نعملها اول ما يجي و تسأليه و تعرفي كلميني اختك لازم تعرف و تفهم الحقيقة يا "هاله"
اومأت لها "هاله" بصمت لكنها هتفت بتعجب عندما وجدتها تذهب تجاه الباب:اية دة رايحة فين!؟
-همشي بقي انا خلاص اطمنت عليكي
-طيب خلي بالك من نفسك..
____________________________________________
مر ذلك اليوم بدون اية احداث جديدة و لكن صباح اليوم التالي..
-"قمر" يا حبيبتي يلا اصحي عشان هتخرجي من المستشفي..
قالها "سيف" بحنو و هو يهزها برقة لترد عليه بنعاس:همشي دلوقتي!؟
اومأ لها بأبتسامة بسيطة لتعتدل هي في جلستها ببطئ،لفت نظرها تلك الأوراق التي بيده فتسائلت بفضول:اية الورق دة؟
اجابها بتوتر شديد و تعلثم:دة..د..دة نت..نتيجة تحليل..الDNA..
ردت بترقب:و فتحتها!؟
هز رأسه نافيًا بقلق ليجيبها بخوف:مش عارف بس حبيت افتحه و انتِ معايا..
اخذت منه الأوراق لتقول بتساؤل:تحب نفتحها دلوقت..
اجابها بحيرة حقيقية:مش عارف..
فتحت الأوراق لتنظر بدقة بها لينخفض نظرها للأسفل بندم و خزي علي ما رأته و هي تضغط علي شفتيها بحزن،نظرت له بحذر و لأول مرة تجد دموعه تنهمر علي وجنتيه بحرارة و هو يقول بصوت مختنق:مش ابني!؟
هزت رأسها نافية لتهمس بألم:لا مش ابنك
و تابعت بسرعة و دون تردد:لكن هيفضل معانا و هيفضل ابنك زي ما كان و..
صمتت عندما رأت دموعه تزداد انهمارًا بطريقة يتمزق القلوب لها المًا فصرخت بألم و هي تضمه لها بحنان:كفاية ارجوك..كفاية انا مش متعودة اشوفك ضعيف كدة..
اعتصرها بين يديه و كأنه يريد ادخالها ضلوعه متشبثًا بقميصها و كأنه طفل تائه وجد امه للتو حتي هدأ بين احضانها هامسًا:مكنتش اتخيل ابدًا أنه هيطلع مش ابني..
قبلت عنقه برقة لتهمس بجانب اذنه:اهدي ارجوك كله هيبقي تمام..
خرج من بين احضانه ليهمس بأهتمام:ازاي!؟
ابتسمت لتجيبه ببساطة:انا معاك و كمان "خالد" معانا..انا بحبك و انت كمان بتحبني و..
قاطعها و تعابير الصدمة تحتل وجهه رويدًا رويدًا:انتِ قولتي اية!؟انتِ اية!؟
ابتسمت مجددًا لتقول و هي تقبل جانب شفتيه:بحبك...مع الوقت دة اكتشفت اني بحبك..بحبك يا عشقي...عشق "قمر"..
نظر لها مطولًا و نظراته تفضح بما بقلبه من عشق و حب و هيام و غرام ليحملها بين زراعيه بأقل من ثانية لتصرخ هي قائلة بفزع:اية دة في اية!؟..
رد عليها بخبث:اية واحد و شايل مراته فيها حاجة دي!
نظرت نحو باب الغرفة لتهمس بحرج:مينفعش يا "سيف" الناس برة تقول اية..
رد عليها بثقة و هو يتجه للخارج:محدش يقدر يقول حاجة عشان هما عارفين "سيف الشرقاوي" كويس اوي...
______________________________________
ضغطت علي زر الاجابة علي الأتصال الذي اتاها لتجد صوته القاتم يقول:عايزك انهاردة بليل تكوني موجودة في البيت عندي و لو مجيتيش يا "عفاف" يومك هيبقي اسود..
بقلم/رولا هاني
كان يجلس يتابعها و هي تلهو و تداعب صغيره بطفولية حتي دلف احد حراسه و هو يقول بجدية:في حاجة يا باشا لازم تعرفها..
عقد "سيف" حاجبيه ليتذكر أنه قد انهي جميع اعماله بالشركة ليقول بقنوط:حاجة اية!؟
رد عليه الرجل بنبرته السابقة:في واحد اسمه "فهد الجندي" بيدور وراك..و عايز يعرف عنك معلومات..
وجدها تصيح بدهشة:"فهد الجندي"!
القي "سيف" نظرة عليها ليقول بتساؤل:تعرفيه..
نظرت لذلك الحارس بتوتر ليهتف "سيف" بنبرة حادة:اطلع انتَ برة دلوقت..
اومأ له الرجل بأحترام ليخرج من الغرفة رمقها "سيف" بتفحص ليقول:مين دة!؟
اجابته ببعض من التردد و الأرتباك:دة..دة كان عايز يتجوز اختي الصغيرة و مكنتش موافقة عشان هي يعني سنها صغير،هما كانوا ليهم فلوس عندنا بس للأسف اتحرقت و..
قاطعها هو بسخرية:و الفلوس كانت خمسين الف جنية..
اومأت له بحرج واضح ليعقد هو حاجبيه بحيرة قائلًا:ايوة بردو مفهمتش هو لية بيدور ورايا!
هزت كتفيها لتدل علي عدم معرفتها و قالت بشرود:لا تكون البت "نسمة" بتدور عليا من طريقه!
اجابها بلا مبالاة و هو يخرج من الغرفة:هبقي اعرف..
____________________________________________
ظلت بحالة الصدمة التي هي بها حتي خرج الطبيب البيت.
عاد لها بالغرفة و هو يرمقها بقلق و ترقب لردة فعلها الغير متوقعة ابدًا.
تفاجأ بشدة عندما وجدها تضع يدها علي بطنها بحماس و حنان ليقول بتعجب:هو انتِ مش زعلانة!؟
هزت رأسها نافية لتقول و قد ارتسم علي وجهها ابتسامة واسعة فرحة:لا طبعًا انا فرحانة جدًا
ثم تابعت و هي تخرج ما في قلبها بلا تفكير:انتَ الراجل اللي كنت بحلم بيه يا "عصام"..انا بحبك..و مش مجرد كلمة بقولها كدة و خلاص لا...دي طالعة من قلبي يا "عصام"
ابتسم بسعادة و هو يقترب منها قائلًا بهيام:يا عيون "عصام" يا قلب "عصام" يا روح "عصام"
ثم قبل جبنيها بحبٍ شديد قائلًا:ياللي "عصام" مبيحبش غيرك..
وضعت يدها مجددًا علي بطنها لتقول بسرور:انا عندي بيبي في بطني
اقترب مجددًا ليقول و يفصل كل كلمة يقولها قبلة علي عنقها:اة..عندك..بيبي..صغنن..في بطنك..يا روح.."عصام"
اختفت ابتسامتها لتقول ببعض من الحزن:بس لازم اشوف "قمر" يا "عصام" و اقولها الحقيقة..
اجابها بغموض و هو يقبل كفها:قريب..قريب اوي يا حبيبتي هي هتعرف و هتشوفيها كمان..
____________________________________________
كاد أن يخرج من المنزل ليذهب لعمله لكنه وجدها تهبط الدرج و كأنها ذاهبة لمكان ما غير مدرستها فسألها بتهكم:اية الهانم رايحة فين منغير ما تقول حد!؟
اجابته و هي تخلع نظارتها الشمسية بغرور مصطنع:خارجة اية عندك مشكلة!؟
زفر "فهد" بضيق ليقول بتآفف:"نسمة" متعصبنيش رايحة فين؟
اجابته برقة شديدة و هي تقترب منه:كُنت عايزاك توديني ل"هاله"..
رفع احد حاجبيه بأستنكار ليصيح برفض:نعم ياختي تروحي فين..دلوقتي جوزها في البيت مينفعش تروحي اصلًا..
ردت عليه و هي تغمز بأحد عيناها ليرق قليلًا:ما هو انتَ معايا يا "فهد" كفاية انك معايا..
ظل يفكر عدة دقائق ليقول بيأس:طب يلا ياختي..
تقدمته و هي تضع نظارتها علي عيناها بغرور لتبتسم بخجل عندما قال:تعبتيني معاكي يا ست البنات..
____________________________________________
نظرت بتوتر للبيت لتقول بإرتباك:انتَ متأكد أن البيت هنا!
اخذ يطرق علي الباب بطريقة مهذبة و هو يقول:اكيد طبعًا
فُتح الباب ليخرج منه "عصام" الذي ما أن رأي "فهد" امسك بقميصه و هو يلكمه بعنف صارخًا:بقي كمان جاي لحد هنا يا حيوان يا ***...انا هوريك..
حاول "فهد" الأبتعاد عنه و هو يصيح بصوت عالي:اهدي بقي احنا مش جايين ليك..
رد عليه "عصام" بلا تردد و هو يلكمه مجددًا:ليا مش ليا هتضرب يعني هتضرب
حاولت "نسمة" سحب يده و هي تقول باكية:خلاص بقي لوسمحت سيبه..
-سيبه يا "عصام"
قالتها "هاله" و هي تخرج من غرفتها لتنظر ل"نسمة" بأشتياق لتجذبها لأحضانها قائلة و الدموع تلتمع بأعينها:وحشتيني يا بت
تشبثت بملابسها و هي تقول من وسط شهقاتها:وحشاني اوي يا "هاله" وحشتيني..روحتي فين و سبتيني
مسحت "هاله"دموعها بإبهامها قبل أن تهبط و هي تقول:تعالي يا "نسمة" في حاجات كتير انتِ متعرفيهاش
اخذتها "هاله" الي الداخل و كاد "عصام" أن يدلف ورائهما لكن اوقفه "فهد" الذي قال:اظن نخليهم مع بعض و نسيبهم
رمقه "عصام" بأشمئزاز ليتركه و يذهب لخارج البيت و ليخرج ايضًا "فهد" لينتظر "نسمة" خارج البيت..
____________________________________________
-انتي اتجننتي يا "هاله" ماما مستحيل تعمل حاجة زي دي "عصام" دة كداب..
قالتها "نسمة" بأنهيار ما أن قصت عليها "هاله" حقيقة "قمر" لترد عليها "هاله" بتهكم:و "عصام" هيكدب لية يعني!؟
وضعت "نسمة" كلتا يديها علي وجهها و هي تهمس بعدم تصديق:ماما عملت كدة ازاي!؟
امسكت "هاله" بكلتا يديها و هي تقول بأصرار:اسمعي يا "نسمة" انتِ الوحيدة اللي هتعرفي تشوفي و تقابلي امك لأنك عايشة معاها انما انا صعب ارجع انا دلوقت متجوزة و حامل صعب ارجع من تاني..
نظرت لها "نسمة" بذهول لتقول بدهشة:حامل!
اومأت لها "هاله" بخجل لترد عليها "نسمة" و هي تربت علي كتفها:مبروك يا حبيبتي..
ثم تابعت بأسف:بس انا مينفعش اقولها حاجة زي دي لأني ببساطة مش عايشة معاها..
صاحت "هاله" بعصبية:يعني اية مش عايشة معاها امال عايشة فين!؟
اجابتها "نسمة" بتوتر:هحكيلك..
_____________________________________
حاول مجددًا في مهاتفها عندما وجد هاتفها مغلق و اخيرًا ردت ليقول هو بنبرة خافتة:ازيك يا "وعد"
اتاه صوتها السعيد و هو يقول:الحمد لله يا "فهد"..
رد عليها بسخرية:مبروك..
اتاه صوتها بنفس نبرته السابقة:الله يبارك فيك..عايزينك تيجي الفرح بقي..
اجابها ببساطة:اكيد هاجي بس عايز افهم..
اجباته بعدم فهم مصطنع:تفهم اية!؟
رد بتردد:اية..اللي اتغير!
فأجأه ردها فقد تحولت من عاشقة الي صديقة بعدة ايام فقط:بُص يا "فهد" انتَ مش ليا انتَ بتحب واحدة و هي بتحبك انما انا لقيت اللي يحبني و احبه كمان..
ابتسم "فهد" بسعادة بعدما انهت جملتها ليقول بصدق:ربنا يوفقكوا و كمان مرة مبروك
-ميرسي يا فهد،الله يبارك فيك..
ثم انهي المكاملة و هو ينظر لساعته قائلًا:اتأخرت علي الشغل بسبب ست البنات..
_____________________________________
جحظت عينان "هاله" بعدم تصديق بعدما قصت "نسمة" عليها ما حدث معها لتصيح بغضب:ازاي توافقي..فهميني مينفعش الوضع دة لازم نلاقي حل..
هزت "نسمة" رأسها نافية لتقول:انا مش هرجع تاني انتي متعرفيش هي عملت فيا اية..
حركت "هاله" يديها بتوتر لتقول:طب ما تقعدي معايا..
هزت "نسمة" رأسها بأسف لتقول:مش هينفع يا "هاله"..
ثم تابعت براحة:عمومًا انا اطمنت عليكي مش ناقص غير اختك "قمر" من عارفة اوصلها..
صمتت "هاله" بتفكير لتصيح بحماس:"سيف" صاحب "عصام"..."عصام" اكيد يعرف عنوان بيته
صاحت "نسمة" بلا تردد:طب يلا كلميه بسرعة و اسأليه و يلا بينا..
التقطت "هاله" هاتفها من علي الطاولة لتهافته و لكن ضغطت علي شتفيها بغضب عندما وجدت رنين هاتفه بالمنزل فصاحت بغضب:دة ناسي التليفون هنا..
زفرت "نسمة" بحيرة لتقول بقلة حيلة:خلاص مقدمناش حاجة نعملها اول ما يجي و تسأليه و تعرفي كلميني اختك لازم تعرف و تفهم الحقيقة يا "هاله"
اومأت لها "هاله" بصمت لكنها هتفت بتعجب عندما وجدتها تذهب تجاه الباب:اية دة رايحة فين!؟
-همشي بقي انا خلاص اطمنت عليكي
-طيب خلي بالك من نفسك..
____________________________________________
مر ذلك اليوم بدون اية احداث جديدة و لكن صباح اليوم التالي..
-"قمر" يا حبيبتي يلا اصحي عشان هتخرجي من المستشفي..
قالها "سيف" بحنو و هو يهزها برقة لترد عليه بنعاس:همشي دلوقتي!؟
اومأ لها بأبتسامة بسيطة لتعتدل هي في جلستها ببطئ،لفت نظرها تلك الأوراق التي بيده فتسائلت بفضول:اية الورق دة؟
اجابها بتوتر شديد و تعلثم:دة..د..دة نت..نتيجة تحليل..الDNA..
ردت بترقب:و فتحتها!؟
هز رأسه نافيًا بقلق ليجيبها بخوف:مش عارف بس حبيت افتحه و انتِ معايا..
اخذت منه الأوراق لتقول بتساؤل:تحب نفتحها دلوقت..
اجابها بحيرة حقيقية:مش عارف..
فتحت الأوراق لتنظر بدقة بها لينخفض نظرها للأسفل بندم و خزي علي ما رأته و هي تضغط علي شفتيها بحزن،نظرت له بحذر و لأول مرة تجد دموعه تنهمر علي وجنتيه بحرارة و هو يقول بصوت مختنق:مش ابني!؟
هزت رأسها نافية لتهمس بألم:لا مش ابنك
و تابعت بسرعة و دون تردد:لكن هيفضل معانا و هيفضل ابنك زي ما كان و..
صمتت عندما رأت دموعه تزداد انهمارًا بطريقة يتمزق القلوب لها المًا فصرخت بألم و هي تضمه لها بحنان:كفاية ارجوك..كفاية انا مش متعودة اشوفك ضعيف كدة..
اعتصرها بين يديه و كأنه يريد ادخالها ضلوعه متشبثًا بقميصها و كأنه طفل تائه وجد امه للتو حتي هدأ بين احضانها هامسًا:مكنتش اتخيل ابدًا أنه هيطلع مش ابني..
قبلت عنقه برقة لتهمس بجانب اذنه:اهدي ارجوك كله هيبقي تمام..
خرج من بين احضانه ليهمس بأهتمام:ازاي!؟
ابتسمت لتجيبه ببساطة:انا معاك و كمان "خالد" معانا..انا بحبك و انت كمان بتحبني و..
قاطعها و تعابير الصدمة تحتل وجهه رويدًا رويدًا:انتِ قولتي اية!؟انتِ اية!؟
ابتسمت مجددًا لتقول و هي تقبل جانب شفتيه:بحبك...مع الوقت دة اكتشفت اني بحبك..بحبك يا عشقي...عشق "قمر"..
نظر لها مطولًا و نظراته تفضح بما بقلبه من عشق و حب و هيام و غرام ليحملها بين زراعيه بأقل من ثانية لتصرخ هي قائلة بفزع:اية دة في اية!؟..
رد عليها بخبث:اية واحد و شايل مراته فيها حاجة دي!
نظرت نحو باب الغرفة لتهمس بحرج:مينفعش يا "سيف" الناس برة تقول اية..
رد عليها بثقة و هو يتجه للخارج:محدش يقدر يقول حاجة عشان هما عارفين "سيف الشرقاوي" كويس اوي...
______________________________________
ضغطت علي زر الاجابة علي الأتصال الذي اتاها لتجد صوته القاتم يقول:عايزك انهاردة بليل تكوني موجودة في البيت عندي و لو مجيتيش يا "عفاف" يومك هيبقي اسود..