اخر الروايات

رواية عشق القمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم رولا هاني

رواية عشق القمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم رولا هاني


لفصل التاسع عشر من رواية:عشق القمر
بقلم/رولا هاني

فتحت عيناها ليكون اول شئ وقعت عيناها عليه ذلك الطبيب البشوش،ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة بسبب جفاف حلقها لتهمس بألم:"سيف" فين "سيف"

حاول الطبيب بث الأمان لها قائلًا:اهدي بس عشان متتعبيش

-اطلع انتَ برة دلوقت..

قالها "سيف" بصرامة و هو يشير للطبيب بعيناه تجاه الباب..

تنحنح الطبيب بحرج ليقول بجدية:طيب ياريت حضرتك بلاش عصبية او انفعال دلوقت نهائي..

اومأ له "سيف" بصمت ليتجه نحوها و هو يجد بيعينيها نظرات اللهفه التي لاول مرة يراها وجدها ايضًا تحاول الأعتدال في جلستها لكن لم تستطع ليهمس بوجه خالي من التعابير:استني اساعدك..

امسك بكتفيها بينما هي تشبثت بقميصه ليجعلها تعتدل في جلستها،جاء ليبتعد لكنها قربت وجهه منها بعدما جذبته نحوها من خلف عنقه برقة و هي تهمس بعدم تصديق:انتَ انقذتني!

اكملت و لم تستطع السيطرة علي دموعها التي انهمرت بقهر:انقذتني مع اني كنت هموتك يومها...لية عملت كدة!

اقترب ببطئ ليمسح دموعها بشفتيه و هو يهمس بهدوء:عشان بحبك..

هزت "قمر" رأسها رافضة لتصيح بصوت مبحوح:بس انا مستاهلش حبك دة انا كُنت هقتلك فاهم يعني اية!

قبل جبينها و هو يقول بصرامته المعتادة:مش مهم دلوقتي اي حاجة..المهم انك تقومي بالسلامة وقتها كل حاجة هتوضحلك و هيكونلك القرار يا تفضلي معايا يا...

تابع و عقله لا يقبل تلك الفكرة نهائيًا:يا تسيبيني..

كاد أن يتركها لكنها هتفت بشوق و رجاء:متسبنيش انا عايزاك جمبي..خليك معايا يا "سيف"..انا عارفة اني مستاهلش بس انا عايزاك جمبي ارجوك

ضمها اليه بخفة حتي لا يؤلم جرحها ليهمس بنبرة لا تتحمل النقاش:جمبك..هفضل طول عمري جمبك مش هسيبك تاني ابدًا..

شددت تشبثها بقميصه و هي تشتنشق رائحة عطره المميزة ليتفاجأ هو من فعلتها عندما قبلت عنقه برقة شديدة اشعلت مشاعر العشق بقلبه بعدما كانت هادئة لسنوات..

طال احتضانه لها ما يقارب العشر دقائق ليهمس بأسف و هو يبتعد عنها:عندي مشوار مهم لازم اروحه و لما اخلصه هرجعلك ماشي..

اومأت له بقلة حيلة ليتركها بعدما ترك تلك القبلة علي وجنتها التي اصيبت بحمرة الخجل..
____________________________________________
-مش هتفطري معايا!؟

هتف بها "عصام" بعدما وضعت "هاله" الطعام علي السفرة و رأها تتجه نحو غرفتها..

اجابته بيأس:ماليش نفس

دفع الصحن المملوء بالجبن للأمام قليلًا لينهض متجههًا نحوها و هو يمسك بمعصمها ليجعلها تقف قبالته ليصرخ بغضب قائلًا:هو انتي هتفضلي منغير اكل كدة انتي عايزة تجننيني معاكي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك دة متندمنيش اني حكيتلك!

ثم تابع بصوت منخفض قليلًا:و بعدين اللي عمل كدة هي مش انتي..انتي لية عاملة في نفسك كدة!

ظلت ترمقه بنظرات تائهة و كأن نظراتها تطلب المساعدة منه و بعد محاولات كثيرة منها في الحديث همست بصوت يكاد يكون مسموع:احضني..

انكمشت تعابير وجهه بصدمة من طلبها المفاجأ له،لم يتردد فأقترب منها ليضمها اليه بقوة و كأنه يريد ادخالها الي اضلعه بلا تردد ليهمس بصوت لم يصل لأذنيها:تعبتيني معاكي يا "هاله"
____________________________________________
اخذ يتأمل ذلك المكان الكئيب الذي اصبح به صديقه او صديقه السابق تنهد بقلة حيلة و حزن ايضًا ف"سيف" و "مراد" لم يكونا صديقين فقط بل كانا شقيقين و اكثر،زفر بحنق ليهتف بضيق:عملت كدة لية يا "مراد"!؟

صمت عندما وجده يدلف لغرفة المكتب و علي وجهه تعابير تهكمية لأول مرة يراها "سيف" الذي وبخ نفسه،كيف لم يلاحظ حقده ذلك و نظراته تلك،نفض تلك الأفكار من رأسه ليصيح و قد ارتسم علي وجهه ابتسامة جانبية ساخرة:قالوا انك عايز تشوفني،خير؟

تنهد "مراد" بعمق ليفجر ذلك الخبر بوجه من انقلبت تعابير وجهه الي تعابير مصدومة:هو انت فاكر أن الواد اللي انت فرحان بيه دة يبقي ابنك!؟

لم يجد رد فأخذ يقهقه بهستيرية حتي ادمعت عيناه ليقول:طب مسألتش نفسك لية قتلت "تقي"

اخذ "سيف" يربط ما يقوله ذلك الأحمق بالأحداث حتي جحظت عيناه بخيبة امل و عدم تصديق فأنتفض واقفًا ليهمس بحذر:انتَ اللي "تقي" خانتني معاه!

صفق له "مراد" و هو يبدي اعجابه علي ذكائه قائلًا:كنت عارف انك هتفهم علطول..

ثم تابع و هو يعمل علي تخريب كل شئ:و ياريت تبقي تعمل تحليل DNA و تعرف أن "خالد" دة مش ابنك

ثم اكمل و هو يهمس بنبرة تشبه فحيح الأفعي:دة يبقي ابني انا..و..

لم يستطع أن يكمل حديثه بسبب اللكمة التي تلقاها من "سيف" الذي صرخ بعنف و هو يدفعه ارضًا ليركله بمعدته:بقي يا**** تعمل فيا انا كدة انا هوريك يا ***...يا****

بصق "مراد" الدماء من فمه و هو لا يستطيع حتي الدفاع عن نفسه فصاح بصوت عالي مستنجدًا بمن بالخارج:الحقوني اااااه...الحقوني..

دلف عدة اشخاص للغرفة ليصيح احدهم و هو يسحب "سيف" بعيدًا عن "مراد":"سيف" باشا متضيعش نفسك عشان واحد زي دة اهدي..

دفعه "سيف" بقوة ليخرج من الغرفة و هو يتجه نحو بيته و كلمات ذلك الأحمق مازالت تدور برأسه"و ياريت تبقي تعملي تحليل DNA و تعرف أن "خالد" دة مش ابنك"..
________________________________________________
لم تفهم لما ينظرون لها بتلك الطريقة الأحتقارية حتي ما أن دلفت للمدرسة جميعهم يرمقوها بنظرات مشمئزة بدت لها غير مفهومة،نظرت بجانبها لتجد صديقتها المقربة "إسراء" تقترب منها و ملامحها متجهمة فتسائلت "نسمة" بخوف:هما لية بيبصولي كدة يا "إسراء"!؟

اخضفت "إسراء" نظرها للأسفل فتشجعت لتقول بتساؤل و فضول:هو..ا..انتي ليكي علاقة بالواد اللي اسمه "فهد" دة يا "نسمة"!؟

عقدت "نسمة" حاجبيها لتهمس بأستنكار:و هما يعرفوا "فهد" منين!؟

ردت "إسراء" بصدمة و هي تتجاهل سؤال صديقتها:يعني تعرفيه!

اومأت لها "نسمة" بحذر لتجد صديقتها تصيح بنبرة مهينة:و كمان بتقوليها عادي!؟

دفعتها "إسراء" بقوة لتتركها و هي تصرخ بعصبية:اوعي انا مش هقف معاكي تاني دة انتي تسوئي سمعتي..

ابتعلت "نسمة" ريقها بصعوبة و هي لا تجد سبب لكل ذلك و شعرت بأن دموعها تهدد بالهبوط بأي لحظة فأتجهت للمرحاض لتغسل وجهها لكن قبل أن تدلف سمعت ذلك الحوار الذي دار بين عدة طالبات..

-شوفتي ياختي البت جايبها للمدرسة كدة عادي و هي بردو دة انا مشوفتش كدة قبل كدة..

اجابتها الأخري بأشمئزاز:بصي يا "بسملة" هو انا صحيح مبحبش اتكلم علي حد بس هو اصلًا "نسمة" دي شكلها كان باين من الأول انها مش مظبوطة..

ردت "بسملة" و هو ترفع احد حاجبيها بخبث:دة انتوا متعرفوش الباقي دة انا ساكنة معاها في نفس المنطقة و بيقولوا امها ضربتها و بهدلتها عشان خاطر كان بيروحلها بليل..

شهقت طالبة اخري و هي تضع يدها علي فمها بخجل لتهتف قائلة:يلا الحمد لله انها اتكشفت علي حقيقتها بدل ما كُنا بنمشي معاها و الناس تشوفنا يفتكرونا زيها..

تراجعت عدة خطوات للخلف و الدموع تسقط من عينيها بلا توقف تشعر بأنها لا تسطيع التنفس بصورة طبيعية،تشعر بأن الرؤية مشوشة،تشعر بحالة من الأختناق،توجهت لتلك المعلمة لتهمس بصوت يكاد يكون مسموع:مس "حياة" معلش انا تعبانة جدًا و محتاجة اروح حالًا لو ينفع تخرجيني و انا هروح..

نظرت لها المعلمة "حياة" بتفحص و دقة فأومأت لها بقلق فهيئتها تكفي لبث الذعر للمرء و خاصًا وجهها الشاحب كالموتي من شدة التوتر و الخوف..
____________________________________________
دلف للبيت فصاح بأعلي صوته:"خالد"

ظن الصغير بأنه افتعل مصيبة ما من نبرة ابيه التي لا تبشر بالخير فركض نحوه بالأضافة الي ارتجاف جسده الملحوظ،لم يفعل شئ سوى انه سحبه من يده خلفه متجههًا به الي السيارة و هو يتجه لمكانٍ ما..

بعد ما يقارب النصف ساعة لاحظ "خالد" انهم في طريقهم الي المشفي فصاح بعفوية:بابا احنا رايحين ل"قمر"!

انتفض الصغير فزعًا عندما صرخ "سيف" بوجهه قائلًا:انا مش عايز اسمع صوتك لغاية ما نوصل انتَ فاهم..

اومأ الصغير و قد بدأ في بكاءٍ مرير لينظر له "سيف" بندم و حزن،اوقف السيارة ليجذبه نحوه بقوة و هو يضمه له فهمس بنبرة لطيفة:"خالد" يا حبيبي بابي متعصب شوية في عنده مشاكل معصباه،متزعلش منه تمام

كفكف الصغير دموعه و اومأ له و قد ارتسمت تلك الأبتسامة البريئة علي وجهه حتي وصلوا للمشفي..
____________________________________________
بعدما خرجت من المدرسة ظلت تسير علي قدميها لطريق لا تعلمه لا تعلم الي اين تذهب لكنها توقفت عن السير فاجأة و هي تقول من وسط دموعها:انا الصح اني اروح بيتي و انا اروح بيته لية كفاية اللي حصلي بسببه

كادت أن تكمل سيرها لكن اوقفها صياحه العالي بأسمها فنظرت للخلف لتجده يتقدم نحوها و علامات الغضب ترتسم علي وجهه..

هزت "نسمة" رأسها برفض و اكملت سيرها ركضًا بينما هو اخذ يركض خلفها بتعجب لما تهرب منه هكذا حتي اخيرًا وصل اليها و هو يمسك برسغها بقوة و هي يهتف بحنق:اقفي بقي تعبتيني جري و بعدين اية..

صمت عندما وجدها تنتحب بقوة و جسدها يرتجف من فرط الإرتباك فما حدث بالمدرسة لم يكن بالسهل عليها نظرت له بسخرية عندما تسائل:بتعيطي لية حصل اية!؟

سحبت رسغها بهدوء من قبضته لتتركه و هي تهتف قائلة بصوت مبحوح:سيبني و ملكش دعوة بيا..

جحظت عينان "فهد" بأنفعال فأمسك بكتفيها و هو يجعلها تقف قبالته ليقول و قد اشتعل لهيب الغضب بصدره:ما تخلصي و تقولي في اية!؟

حاولت دفعه بعيدًا عنها لكن لم تستطع لتصرخ و قد ازداد بكائها:في اني عايزة اروح و ارجع لأمي و ملكش دعوة بيا نهائي و سيبني بقي في حالي انا انهاردة قضيت اصعب يوم في حياتي بسببك سيبني بقي..

احاط وجهها بكفيه ليصيح و هو يرمقها بنظرات نارية و هو يهزها بعنف:حصل اية قولي حصل اية؟

ضربت صدره بقبضتيها و هي تصرخ قائلة:مش هتفرق لما تعرف مش هتفرق..خلاص بقي سيبني في حالي اوعي سيبني امشي..

هز رأسه رافضًا ما تقوله ليهمس بأصرار:مش سيبك..تعالي نقعد في مكان و تحكيلي اللي حصل..

تعجب من رفضها الهستيري و كأنه سيفعل شئ بها ليزداد ذهوله عندما صرخت من وسط بكائها بصوت متقطع:ل..لا م..مش عا..عايزة..سيبني اروح..ل..لا

حاولت الذهاب لكن قبضته الحديدية مازالت ممسكة بمعصمها بأصرار غريب علي عدم تركها و هي مازالت تضربه بكلتا قبضتيها و هو يرمقها ببرود حتي توقفت عن ضربه ليتسائل هو بقنوط:خلصتي!؟

همست بتوسل:سيبني امشي يا "فهد" عايزة افضل لوحدي عشان اهدي ارجوك..

هز رأسه رافضًا ليقول:هنروح مكان تحكيلي اللي حصل و بعدها انا اللي اقرر تروحي ولا لا..

اومأت له بقلة حيلة ليأخذها معه...
____________________________________________
-اخرج انتَ يا حبيبي اقعد برة لغاية ما اطلع ماشي..

قالها "سيف" ليومئ له "خالد" ببراءة و هو يخرج من غرفة مكتب الطبيب بينما قال الطبيب "حسن" بأستفهام:اية يا "سيف" في اية!؟

تنهد "سيف" بتردد شديد الأمر ليس بالسهل ليعرفه احد اخر لكنه تنهد بقلة حيلة ليقول بصرامة:انا جيتلك انت بذات عشان صاحبي و واثق فيك لكن اسمع لو اللي قولته دلوقت خرج برة مش هيحصل كويس يا "حسن" فاهم؟

اومأ له "حسن" بخوف ليقول بقلق:طبعًا يا "سيف" طبعًا بس انتَ قلقتني في اية ل دة كله!؟

اجابه بثبات مزيف:عايز اعمل تحليل DNA..

كاد فضول "حسن" أن يأخذه ليتسائل عن السبب لكنه صمت عندما لاحظ نظرات "سيف" القاتمة و قال بهدوء:تمام ماشي

ابتلع "سيف" ريقه بصعوبة ليقول:هقدر اعرف نتيجة التحليل امتي..

اجابه "حسن" بتلقائية:اسبوع..

رد عليه "سيف" بصرامة لا تتحمل النقاش:هما يومين..قدامك يومين بالظبط..

اومأ له "حسن" و هو لا يستطيع حتي الأعتراض..
____________________________________________
بعدما تمت اجراءات التحليل ذهب لغرفتها ليتنهد بخيبة امل عندما وجدها نائمة فأخرج من جيبه تلك الحلقة التي مازالت معه و قال بمكر:يلا نخليها مفاجأة..

تقدم و اقترب منها ليمسك بكفها برقة شديدة و بخفة حتي لا تستيقظ و وضع الحلقة بأصبعها و هو يتأملها بشوق و حب يشعان من عيناه ليجد "خالد" خلفه ليهمس بخفوت:هي "قمر" نايمة!؟

اومأ لها "سيف" ليهمس بنبرة منخفضة:يلا بوسها من خدها قبل ما نمشي..

اقترب "خالد" ليقبلها بطفولية و قبل أن يذهبوا همس "خالد" ببراءة:بابي مش هتبوس "قمر" انتَ كمان!؟

ارتسمت علي شفتي "سيف" ابتسامة خبيثة ليقول بمرح:لا طبعًا هبوسها..

اقترب "سيف" هو الأخر ليقبل وجنتها برقة شديد ثم تنهد براحة ليشير ل"خالد" بعينيه ليذهبا..

___________________________________________
صاح بأعلي صوته قبل أن تذهب قائلًا:دكتورة "وعد" دكتورة "وعد"

توقفت عن السير و استدارت له لتقول بأبتسامة خفيفة:خير يا دكتور "ياسر"!؟

حرك يديه بتوتر و إرتباك شديد ليقول بتعلثم:بصي..ا.انا...م.مش عارف ابدأ منين بس.ا...تتجوزيني؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close