رواية بحر ومليكة موج البحر الفصل الثالث 3 بقلم سلمي السيد
موج البحر (البارت التالت) .
مليكة و بصت للسما بدموع : يارب ، يارب أحميه ، و أحفظه يارب هو و الي زيه ، (كملت بعياط) الناس الي ولادها ماتوا دول هيعيشوا ازاي !!! ، بس ماتوا في يوم جميل ، بكرة أول يوم في رمضان ، أرحمهم يارب و أجعلهم من أهل الجنة .
في المقر .
بحر : المخا*برات حددت مكان و لسه باعتين ليا رسالة دلوقتي ، لو أتحركنا بعد ربع ساعة من دلوقتي هنقدر نوصل بالطيارة في خلال ساعة أو ساعة و ربع بالكتير .
العميد بشدة و حزم : طب يله ، مش عاوز أي غلطة ، ربنا يكون في عونكوا .
لبسنا و جهزنا بمعداتنا و أتحركنا و نزلنا في منطقة المهمة ، بس للأسف بدر كان هرب ، مكنش في المكان غير بعض من رجالته و أسلحة ، حصل إشتباك بينا و بينهم أستمر ساعة و نص ، و بعديها جمعنا الأسلحة و هنشوف هنتصرف فيها ازاي ، قبل ما نرجع علي المقر ، روحنا القرية الي الإرها*بيين داهمو*ها إمبارح ، و كان أهلها في قمة التعاون مع بعض ، طبعاً عندهم خساير كتير ، و أحنا ساعدناهم بلي نقدر عليه و بزيادة ، و قابلنا كبير القرية الحاج إبراهيم .
بحر بتعب من المهمة : متقلقوش يا حاج ، بإذن الله هيتم القبض علي بدر صفوان قريب ، و أحنا معاكوا مش هنسبكوا لحظة و الله .
الحاج إبراهيم بحزن : كتر خيركوا يا ابني ، الواحد بس مش صعبان عليه غير الشباب الي بتموت كل يوم دي ، و الأراضي الي بتدمر و الحياة الي بتتخرب ، و أنتو الله يكون في عونكوا يا حضرة الظابط ، الي بتعملوه معانا دا محدش هينساه .
إسلام بنظرات حزن : ................... .
علي بإبتسامة تعب : ....................... .
بحر بإبتسامة : متقولش كده يا حاج دا واجبنا .
الحاج إبراهيم بإبتسامة : كل سنة و أنت طيب يا حضرة الظابط ، تسمحوا إنكوا تقبلوا عزومتي علي الفطار تاني يوم رمضان ، القرية كلها هتكون بتفطر مع بعض هنا ، و حابب إنكوا تبقوا موجودين معانا .
أحمد بإبتسامة : أكيد طبعآ يا حاج هنيجي ، أحنا بردو نقدر نرفضلك طلب !! .
بعد ساعتين في المقر .
حمزة بطفولة : يا بابا أنت هتيجي أمتي وحشتني أوي .
أحمد : و الله يا حبيب بابا أنت كمان وحشتني أوي ، بس أنا ورايا شغل و يومين كده و هجيلك والله ، أديني ماما بقا أسلم عليها .
حمزة بطفولة : حاضر ، بابا متنساش تجبلي و أنت جاي تيشيرت الكورة و عليه اسمي و عليه رقم ١٠ .
أحمد بضحك : حاضر يا حبيبي .
ريم بإبتسامة و دموع : اي يا أحمد عامل اي ؟؟ .
أحمد بإبتسامة : الحمد لله يا حبيبتي أنتي عاملة اي ؟؟ .
ريم بدموع : الحمد لله ، وحشتني أوي يا أحمد .
أحمد بدموع : و أنتي كمان و الله وحشتيني أوي ، هاجي إن شاء الله بعد يومين ، يعني علي تالت يوم رمضان كده إن شاء الله .
ريم بإبتسامة : ماشي تيجي بالسلامة يارب .
أحمد بإبتسامة : يارب ، مش عاوزة حاجة أجبهالك و أنا جاي ؟؟ .
ريم بإبتسامة : عاوزة سلامتك .
أحمد بإبتسامة : الله يسلمك ، سلام .
ريم بإبتسامة : سلام .
بحر : ما تجيب شقة ليك أنت و مراتك و ابنك هنا يا أحمد بدل ما أنت في محافظة و هما في محافظة تانية كده .
أحمد : و الله يا بحر فكرت في الموضوع و هشوف كده .
بحر بإبتسامة : إن شاء الله .
أحمد : عامل اي مع سما ؟؟ .
بحر و أفتكرها : يالهوي سما !! ، هقوم أرن عليها .
علي و مش عاجبه كلام بحر : بدل ما تقول هقوم أرن علي مراتي أطمن عليها و أطمنها عليا تقول هرن علي سما !!! .
بحر أتنهد و قام : ................. .
علي بحزم : اي يا أحمد أنت كمان !! ، رايح تسأله علي سما و أنت عارف إنه متجوز مليكة ؟! .
أحمد بصدق : و الله مكنش قصدي ، أنا عارف المشاكل الي عنده و عارف إنه متجوز و عشان كده سألته عامل اي مع سما بعد ما أتجوز يعني بس .
علي بتنهد : و الله ما أنا عارف بحر دا هيعمل اي !! .
بحر لنفسه : المفروض فعلاً أرن دلوقتي علي مليكة مش سما ، يا الله أعمل اي ؟؟ ، أتجوز سما طيب و لا أعمل اي ؟! .
تليفون مليكة رن و كان بحر .
مليكة بلهفة : اي يا بحر عامل اي أنت كويس ؟؟؟ .
بحر : اه كويس الحمد لله ، رجعنا و كله تمام .
مليكة بقلق : طب جاي أمتي ؟؟ .
بحر : بكرة الصبح يا مليكة إن شاء الله .
مليكة : طيب ماشي .
بحر : يله هقفل دلوقتي معلش .
مليكة : ماشي ، مع السلامة .
بحر : الله يسلمك ، سلام .
بدر : لازم تاخدي المعلومات من بحر يا سما ، هاتيه عندك البيت و أديله أي حاجة تخليه يتكلم و أعملي أي حاجة .
سما بإستهزاء لكلامه : مين !!! بحر !!! و عندي في البيت !!! ، بحر إستحالة يوافق يا باشا ، بحر مش الشخص الي بالك فيه ، دا عاوز تفكير تاني دا .
بدر بزهق : جربي مش هنخسر حاجة .
سما بتأفف : أففففف ، ماشي خلاص ، بس أنا ليا تفكير تاني و هو إني أخليه يتجوزني ، و ساعتها هبقي في بيته و هعرف أتص*نت عليه أو أعمل أي حاجة تخليني أعرف معلومات .
بدر بتنهد : ماشي أتصرفي .
تليفون سما رن و قالت : جبنا في سيرة القط ، اهو بحر بيرن عليا اهو ، همشي بقا دلوقتي .
بدر : ماشي .
بحر : طولتي في الرد ليه ؟؟ .
سما بكدب : معلش كنت في الحمام .
بحر : ماشي ، المهم أنتي عاملة اي ؟؟ ، وحشتيني و الله .
سما بخبث : اه وحشتك ، ما هو باين ، أكلمك و متردش عشان الست هانم جانبك .
بحر بحزم : يا الله ، أتكلمي عنها كويس يا سما دي مراتي مهما كان مش هعيد كلامي تاني ، و بعدين ما أنا رنيت عليكي اهو في اي بقا !! .
سما بتمثيل : خلاص أهدي كده ، علي فكرة أنا الي المفروض أزعل مش أنت .
بحر : معلش خليها عليكي المرة دي .
سما : طب ما تيجي .
بحر بعقد حاجبيه : أجي فين ؟؟ .
سما : تعالي عندي نقعد شوية .
بحر برفعة حاجب : أنتي عبيطة يا سما !!!! ، أجي ازاي و بصفتي مين !!!! ، مش هينفع .
سما بغيظ مصطنع : عشان مراتك صح ؟؟ .
بحر : لاء مش عشان مراتي ، لاكن عشان حرام و عيب و مينفعش ، أنتي قاعدة لوحدك أجيلك ازاي !! .
سما بكتم نرفزتها : طيب خلاص تعالي نتقابل برا .
بحر : ماشي .
سما : أخبار شغلك اي ؟؟ .
بحر : الحمد لله الدنيا ماشية .
سما : وصلتوا لحاجة مع الإرها*بي الي اسمه بدر دا ؟! .
بحر : هو سواء وصلنا أو موصلناش تفتكري إني هقولك حاجة أو معلومات عن حاجة زي كده ؟؟؟؟ .
سما : علي فكرة أنا حبيبتك مفيهاش حاجة .
بحر : إنشله تكوني أمي ، مفيش حرف ينفع يطلع مني .
سما بتنهد : طيب ، هنتقابل أمتي ؟؟ .
بحر : قريب بس مش عارف أمتي ، علي حسب شغلي ، هكلمك لما أكون فاضي .
سما : ماشي ، سلام .
بحر : سلام ، (ثم قال لنفسه) يارب الي أنا بعمله دا غلط و حرام أنا عارف ، لاكن هصلح كل حاجة قريب .
إسلام : اي يا ابني كنت فين ؟؟ .
بحر : كنت بكلم سما .
إسلام : امممممم ، و قالتلك حاجة ؟؟ .
بحر : كانت بتسألني علي الشغل و ............. .
قاطعه إسلام بسرعة و قال : بتسألك علي الشغل ازاي يعني ؟؟ .
بحر : يعني بتطمن عادي ، أكيد مش هقولها حاجة يعني .
إسلام : يارب أديني الصبر و أديني إني أتقبل سما دي .
بحر و بيخبط علي كتف إسلام : كفاية أنا قابلها يا نجم و خليك في حالك .
إسلام بتنهد : هتندم يا بحر صدقني ، هتخسر مراتك و نهاية الي بتعمله دا مش هتعجبك و الله .
بحر بتهرب : إسلام صلي على النبي و روح كلم أروي زمانها قلقانة عليك (سابه و مشي ) .
إسلام : أهرب أهرب .
تاني يوم الصبح .
مليكة بإبتسامة جميلة : حمد لله على سلامتك .
بحر بإبتسامة : الله يسلمك .
مليكة بإبتسامة : كل سنة و أنت طيب .
بحر بإبتسامة : و أنتي طيبة ، عاملين اي إنهاردة علي الفطار ؟؟ .
مليكة بضحك : محشي طبعآ هو دا سؤال ؟! ، مصر كلها بتعمل محشي أول يوم رمضان .
بحر بضحك : اه من الشعب المصري دا اه .
مليكة : غير هدومك بقا و نام شوية لسه بدري علي المغرب .
بحر : ماشي .
دخلت الحمام خدت دش و طلعت و كنت مرهق أوي ، كان لسه بدري أوي علي أذان المغرب ، خرجت لاقيت مليكة مجهزة السرير للنوم علطول ، أستغربت بصراحة هي أول مرة تعمل كده ، بس الأغرب بقا إنها هتنام جانبي و دي محصلتش من ساعة ما أتجوزنا ، مش عارف في اي ؟! ، حاسس إني في متاهه ، بس دا ميمنعش إنها لطيفة بصراحة ، و ملامحها فيها قبول و مريحة جدآ .
بحر بعقد حاجبيه : أنتي هتنامي هنا ؟؟! .
مليكة و بتغطي نفسها : اممممم ، عاوزني أروح أنام علي الكنبة ؟؟ .
بحر و بيغطي نفسه : لاء هو أنا قولت كده !! .
مليكة بإبتسامة خفيفة : ماشي .
بحر : ................. .
مليكة : ................. .
بحر بهدوء : هسألك سؤال ماشي ؟؟ .
مليكة بهدوء : ماشي .
بحر : أنتي ليه بتعملي كده ؟؟ .
مليكة : بعمل كده الي هو اي ؟؟ .
بحر : يعني ، التغير المفاجأ دا ، و كمان هتنامي هنا ، مش غريبة شوية ؟؟ .
مليكة بدموع و إبتسامة : لاء مش غريبة .
بحر و باصص للسقف : يمكن يا مليكة لو كنا أتقابلنا في ظروف أحسن من كده كنا زمانا مرتاحين و بنحب بعض دلوقتي .
مليكة و بصاله بدموع و صوت مهزوز : صح .
بحر قلبه دق جامد فجأة و قال و هو مغمض عيونه بإبتسامة : أوعي تنامي أوي و نصحي بعد المغرب .
مليكة بضحكة خفيفة : متخافش لو لاقونا منزلناش هيطلعوا يصحونا .
بحر بضحكة خفيفة : ماشي .
نمنا لحد قبل المغرب بنص ساعة ، صحينا و نزلنا نفطر و قعدنا قاعدة عائلية جميلة و إسلام جه سهر معانا ، و اليوم عدي من غير أي أحداث جديدة ، تاني يوم روحت المقر و جهزنا عشان نروح القرية نفطر فيها كلنا .
في شارع القرية .
بحر بتساؤل و هو ماشي في الشارع : لسه ملقتش أبوك يا زين ؟؟ .
زين بتنهد : و لا هلاقيه يا بحر ، بطلت أدور أصلاً ، هو الي سابني مع أمي و أنا طفل صغير و مش راجع تاني .
بحر : مش عارف أقولك اي ، لاكن أكيد فيه سبب لإختفائه دا .
زين بإبتسامة يأس و وقف : تفتكر اي السبب الي يخلي أب يسيب ابنه و هو عنده خمس سنيين و يسيب مراته و ميظهرش ليهم لحد دلوقتي ؟! ، تفتكر فيه مبرر لكده ؟؟ .
بحر بحزن علي زين : ...................... .
أحمد جه فجأة و نط علي ضهر بحر بهزار : بتعمل اي يالا أنت و هو ؟؟ .
بحر بضحك : و ربنا ضهري ما ناقص أنزل يا طفل أنزل .
أحمد ببهجة : بص أخيراً لاقيت ل حمزة ابني تيشيرت الكورة الي هو عاوزه .
بحر بإبتسامة : شكله حلو أوي .
إسلام جه و قال : اي هو أنا هفضل قاعد لوحدي كده كتير يعني و لا اي ؟؟؟ .
بحر : اي يا ابني في اي ما عمر و مازن و محمد قاعدين هناك .
إسلام : لاء عمر و مازن مع العميد جوا بيت الحاج إبراهيم ، و محمد شكله لاقي فتاة أحلامه و بيحاول يكلمها .
محمد بإلحاح : أسمعيني بس و الله أنا مش بعاكس دا أنا حتي إنسان محترم و متربي والله .
ديما بنفاذ صبر و شدة : يوووه بقا ، ما تحل عني بقا يا جدع أنت ، بدل أقسم بالله أروح أقول للظباط و العساكر الي هناك دول يلموك .
محمد بإبتسامة ثقة و بيحط إيده في جيبه : لاء يا أنسة ما أنتي متعرفيش الي فيها ، ما أنا بقا ظابط من الظباط الي هناك دول .
ديما بتوتر : يع...يعني اي يعني ؟؟؟ ، هو أنت عشان ظابط يبقي تعاكس براحتك و لا اي ؟! .
محمد بطريقة كوميدية : لا إله إلا الله ، ياستي أنا مش بعاكس والله مش أخلاقي دي الي أتربيت عليها ، أنا بس عاوز أعرف أنتي مخطوبة ولا لاء ؟؟ ، بس أنا مش شايف دبلة في إيدك ف أكيد لاء ، حد متكلم عليكي طيب ؟؟ .
ديما بنرفزة : ملكش دعوة يا أخ أنت ، و أبعد بقا بدل ما أروح أشتكيك للعميد (سابته و مشيت) .
محمد بإبتسامة لطيفة : بموت أنا في البدايات الصعبة دي و الله ، مسيرك هتبقي مراتي يا اسمك اي ، يا تري أنتي اسمك اي ؟؟ ، (كمل بإستيعاب) اي الي أنا بقوله دا !!! ، مرات مين يخربيتك دا أحنا منعرفش بعض أصلاً .
بدر : يعني الفريق دلوقتي في القرية .
شخص ما : أيوه .
بدر بإبتسامة خبث : هحضرلهم مفاجأة جميلة أوي .
شخص ما : مفاجأة اي ؟؟ .
بدر : تقدر تضحي بروحك عشان نقضي علي العساكر و الظباط الي هناك .
شخص ما بقبول : أقدر أكيد .
بدر بإبتسامة شر : هتلبس درع قنا**بل و تلبس چاكت عليه عشان ميبانش ، و أول ما توصل للقرية قرب من العساكر و الظباط الي هناك و ف*جر نفسك .
شخص ما بقبول و قال بشر : موافق .
بعد ساعتين .
وقت أذان المغرب .
بحر : بسم الله الرحمن الرحيم .
العميد بإبتسامة : صومآ مقبولاً بإذن الله .
إسلام بغمزة : باصص علي اي يا محمد ؟؟؟ .
محمد بتنهد و إبتسامة : باصص ل نصي التاني .
مازن بضحكة خفيفة : لا إله إلا الله ، دا أنت لسه شايفها إنهارده .
محمد بإبتسامة : مش عارف و الله أنا أعجبت بيها أوي من أول ما شوفتها .
طفل صغير جاي بعياط : ماماااااااا ، باباااااااااا .
الأب : اي يا حبيبي في اي ؟؟ ، بتعيط ليه أنت مش كنت بتلعب مع صحابك !! .
الطفل بخوف : أنا شوفت راجل غريب كان بيحط قن*بلة زي الي بشوفها في الأفلام في جيبه و جاي علي هنا .
الأم بقلق : أنت متأكد يا حبيبي من الي بتقوله دا ؟؟؟ .
الطفل : اه و الله يا ماما .
الأب بلهفة : لازم أبلغ الظباط .
(راح لترابيزة الظباط) .
محمود : سيادة العميد .
العميد مصطفي : أيوه أتفضل .
محمود بهمس : أبني الصغير بيقول إنه شاف ............ (حكي كل الي الطفل قاله) .
بحر بهدوء : هو متأكد ؟؟؟ .
محمود : أيوه .
علي قام بهدوء : ششششششش ، متعملوش حركة مفاجأة عشان سكان القرية .
إسلام : طب أحنا هنعرفه ازاي ؟؟ .
أحمد : أكيد هيبان من شكله .
بحر بتركيز و هدوء : مازن ، محمد ، زين ، إسلام ، خلوا السكان يدخلوا بيوتهم بهدوء من غير فزع ، عشان الشخص الي الطفل قال عليه دا ميشكش في حاجة أو يشك إننا عرفنا ، و قولوا للسكان إنها إحتياطات بس ، علي ، أحمد ، ركزوا معايا في وجوه كل الي قاعدين ، و الي داخلين ، أمشوا بهدوء وسط الناس ، مش عاوز الناس تخاف .
بدأنا نفضي المكان من الناس و ندخلهم بيوتهم بكل هدوء ، لاكن عدد الناس كان كبير أوي ، و بقيتنا بيحاول يركز في حركات و تصرفات كل شخص موجود ، لحد ما لاقيت واحد داخل الشارع و شكله كان غريب أوي ، شكيت فيه و فضلت مركز معاه ، لحد ما لاقيته ماسك في إيده جهاز بحجم قبضة الأيد ، كنت هطلع سلاحي و أضر*به علطول ، لاكن أنا مش ضامن إنه مش ضاغط علي الجهاز و مفعل القن*بلة ، ف قولت بكل قوتي " هناك أهو " ، الفزع في ثانية بقا في القرية ، و فريقي بيحاول يبعد الناس بسرعة و يشيلوا الأطفال و يبعدوهم ، لاكن أحمد لاقيته بيجري ناحية الشخص و الشخص بيقرب مننا و أنا و صحابي بنبعد الناس .
زين بصوت عالي جدآ : أحمد لاء .
لاكن فجأة لاقيت أحمد نط علي الشخص دا و وقع بيه علي الأرض ، الشخص بيحاول يفلت منه و أحمد فوقيه و ماسك إيده و بيحاول يقطع سلك الجهاز بتاع القن*بلة لاكن الشخص كان بيقاوم جامد ، فضينا المكان في أقل من خمس ثواني و بقيت برجع بضهري بصدمة و باصص علي أحمد و ماسك طفل في إيدي برجعه معايا عشان ميتأذيش و كنت بتخيل بدموع الي ممكن يحصل بعد كام ثانية ، كلها لحظات و كل حاجة هتتغير ل عُمر جديد أو للإستشهاد !!!! ، هل أحمد هيلحق يق*طع سلك الجهاز !!! ، و لا الشخص هيدوس علي الزرار !!!! ، و في لمح البصر .................. .
أحمد و غمض عيونه : أشهد أن لا إله إلا ال......... .
بحر بصريخ : أحمااااااااد .
و فجأة القن*بلة أتفج*رت ، ضغط القن*بلة كان جامد أوي ، ضغط القن*بلة وقع زين علي ضهره جامد ، و إسلام ودانه وجعته أوي و أتكتمت و فضلت تصفّر ، و أنا أختل توازني مش عارف أقف ، لاكن أحمد !!! ، القن*بلة أتفج*رت بالشخص و بيه !!! ، قومت و أنا مش مستوعب الي حصل دا !!! ، نظرات الذهول و الصدمة و الدموع من الكل ، محدش فينا عارف ينطق بكلمة من الي حصل في أقل من ثانية دا .
بحر و حاطط إيده الأتنين علي راسه و دموعه نازلة بصدمة : ازاي دا !!! ، لا لا ازاي !!! أحمد فين !!! ، لاء أحمد كان هنا ، مستحيل لاء .
و كأن صاعقة نزلت علينا شلتنا في الحركة و الكلام ، الكل في حالة صدمة و دموع نازلة في صمت ، بعد خمس دقايق من الي حصل دا بدأنا نستوعب الي حصل ، الإسعاف جت و البوليس و العساكر ، و أنا كنت مش قادر أشوف المنظر ، الدم مغرق المكان ، لاء و دم مين ؟؟ ، دم صاحبي ، فين صاحبي ؟؟ ، صاحبي مش موجود ، جسمه حتي مش موجود !!! ، بعدت عن المكان و عنهم كلهم و رجلي مكنتش شيلاني ، قعدت علي الأرض بكل قهرتي و حزني ، و ميلت دماغي علي الحيطة و دموعي نازلة مغرقة وشي ، و لاقيت علي جالي و قعد جانبي .
علي بدموع و حزن : ................ .
بحر بدموع نازلة في صمت : مات يا علي ، أحمد مات ، الموت دخل بينا ، بدأنا ننقص .
علي بتماسك و دموع نازلة : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .
بحر بعياط جامد : ................... .
علي بعياط و خده في حضنه : مينفعش نضعف يا بحر ، يكفيه شرف الموته دي .
بحر بعياط و قهرة : نفسي أقت*لهم كلهم بإيدي يا علي .
علي بدموع و صبر : الصبر يا بحر ، المؤمن بيبان من صبره ، الصبر يا حبيبي .
إسلام و بيوطي علي الأرض بيجيب شنطة و قال بعياط : الشنطة دي كان فيها هدية أبنه ، أهله حتي مش هيلحقوا يشوفوه للمرة الأخيرة ، (قال و هو بيقعد علي الأرض بقهرة ) كده كتير يا سيادة العميد ، كده كتير أوي .
العميد بدموع و صبر و حضن إسلام و قال : ربنا يرحمه يا إسلام .
محمد بدموع و بيفتكر .
فلاش باك .
محمد : تعالي معايا يا أحمد هنجيب حاجة .
أحمد : هنجيب اي ؟؟ .
محمد و بيشده : قوم بس تعالي .
محمد : أفتح الباب دا ؟؟ .
أحمد بعقد حاجبيه و بهزار : قن*بلة هتنف*جر في وشي و لا اي ؟؟؟ .
محمد بهزار : تفتكر إنها لو قن*بلة أنا هقف جانبك .
أحمد بضحك : اه يا ندل .
محمد بضحك : أفتح يا عم أفتح .
أحمد فتح الباب .
الكل بفرحة : Happy birthday Ahmed .
الكل و بيحضنه : كل سنة و أنت طيب يا حبيبي .
باك .
محمد بعياط : سبتني ليه يا أحمد !!! .
ديما جت وقفت جانبه و قالت بدموع : أنت كويس ؟؟ .
محمد بعياط : كان صاحبي المقرب ، كلنا قريبيين من بعض بس أحمد كنت بحبه أوي ، كنت بحس إنه أخويا الكبير مش صاحبي .
ديما بدموع جامد : ربنا يرحمه يارب .
اليوم عدي و كأنه عدي في سنه ، روحنا البيت و طبعآ الخبر أنتشر في التليفزيون إن فيه هجوم حصل علي فرقة القوات الخاصة و أستشهد عسكري مضحيآ بحياته عشان حماية صحابه و الناس ، لاكن متذكرش اسم أحمد ، و دا كان طلب من العميد عشان أهله ميسمعوش أسم أحمد في التليفزيون ، روحنا بيوتنا و طلعت من غير ما أكلم حد و دخلت أوضتي ، لاقيت مليكة قامت و حضنتني بدموع ، فضلت أعيط في حضنها و كنت بتكلم ، حسيت براحة و أنا بعيط و هي حضناني و كنت بتكلم ، مع إني متكلمتش مع ماما و لا بابا لاكن أتكلمت معاها هي ، فضلت تهدي فيا و تصبرني و تقولي كلام جميل جداً ، قلبي كان واجعني أوي بسبب الي حصل ، لاكن و الله بدر صفوان دا ما هسيبه و هقت**له بإيدي ، نوعاً ما حسيت بهدوء ، نمت من غير أي كلمة زيادة ، صحينا الصبح عشان الجنازة ، شوفت بعيني إنهيار أهله و مراته ، ابنه كان لسه صغير ، جه وقف جانبي بكل براءة و قالي عمو هو بابا فين و ماما بتعيط ليه ؟؟؟ ، حسيتوا بصعوبة السؤال ؟؟ ، حسيت و كأن لساني أتشل معرفتش أرد عليه ، نزلت لمستوي حمزة و حضنته و قولتله بابا في مكان أجمل من هنا بكتير يا حمزة ، و كلنا هنروحله قريب إن شاء الله .
رأيكوا .
مشهد الإستشهاد دا قصة حقيقية يا جماعة .
بلاش كلمة تم و مشاركة الرواية .
يتبع....................