رواية تشابك الاقدار كاملة وحصرية بقلم سعاد محمد سلامة
خيم الحزن على عائلة الفاضل بوفاة ابنتهم الكبرى وزوجها بحادث سير
لتصبح أطفالها الصغار محور صراع بين عائلة أبيهم وامهم ولابد من إيجاد حل يرضى الجميع ويحافظ على هؤلاء الأطفال
+
وقف سالم برفقة محاميه الذى أبلغه عن تواصل محامى عائله ذاكر معه بخصوص ذالك الأطفال ورغبة جدتهم لأبيهم لحضانتهم لها
ليرد عليه سالم قائلا برفض مستحيل جدتهم ست كبيره وأكيد مش هتقدر على رعايتهم وأنا مضمنش إنها تتعامل معاهم كويس هى صحيح كانت بتعامل ابتهال كويس وعمرها ما أشتكت منها بس كانت بتقول على ماهر أخو جوزها إنه عصبى وصعب التفاهم معاه وممكن وجوده يأثر بالسلب على الأطفال
ليقول له المحامى بنصح إحنا ممكن نتفاهم معاهم بهدوء لأن الموضوع لو وصل للمحكمه إحنا موقفنا هيبقى ضعيف
ليرد سالم بس أنا مش ضعيف وأكيد هلاقي حل للمشكلة
ليقول له المحامى الحكايه مش ضعف أو قوه الموضوع محتاج حل حذرى وكمان المحامى طلب منى إنك تسمح أن جدتهم تشوفهم وخايفه لا انت تتمنعها
ليرد سالم وأنا كنت منعتها أنا بيتى مفتوح لعدوى قبل حبيبى وعمر بابى ما تقفل فى وش حد ولا عمرى أهنت ضيف عندى فى بيتى
ليقول المحامى أنا هتصل على المحامى أبلغه موافقتك لزيارتها والتفاوض معاهم
+
بمنزل عائله فاضل بإحدى قري ريف الفيوم
دخلت على سلفتها وهى تتدعي الحزن على تلك التى فارقت وتركت أطفالها
لتقول هناء باصطناع
والله الواحد من كتر حزنه على الشابه إلى فارقت ولادها قلبى بيوجعنى
لترد عليها منال بسخرية سلامة قلبك طول عمرك الحنيه فى قلبك
لتقول هناء أنا زعلانه أكتر على ولادها يا ضنايا دول فقدوا ابوهم وأمهم وهما صغار وكمان فيهم بنتين يعنى عايزين إلى هيحن يحاوط عليهم
لتدخل جهاد عليهم وتسمع حديثها
لتقول بشده ربنا احن عليهم وإحنا موجودين ومش هنسيبهم
لترد هناء بسخريه مستتره أكيد كلنا حواليهم بس إنت ممكن تتجوزى ولا حاجه تبعدك عنهم
لترد جهاد بتأكيد لأ اطمنى يا مرات عمى أنا هفضل معاهم
لتقول هناء بمغزى إنت ما بقيتش ضغيره والمفروض تتجوزى دى هدى الأصغر منك كانت هتتجوز إذا كانش موت ابتهال هو إلى خلانا أجلنا والواحده مننا محتاجه راجل يكملك
لترد عليها منال
كل شىء نصيب ونصيب جهاد أكيد هيجلها لعندها
لتقول جهاد بسخط وبعدين أنا دكتوره فى الجامعه الامريكيه مش جاهله ومستنيه راجل علشان يكملنى أنا كامله من غيره
لتشعر هناء بالضيق من افحامهم لها لتتجج بالذهاب إلى المطبخ للوقوف على يد العاملين وتغادر وتتركهم وحدهم
+
🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱
+
ذهبت هناء إلى المطبخ وهى بقمة غيظها
لتقول للخادمه بأمر
اعملى لى عصير الليمون بالنعناع بتاعي
لتقول الخادمه لها باستفسار
هو أيه إلى مضايقك أوى كده يا ست هناء
لترد عليها بغضب إنت مالك أنتى أعملى إلى طلبته منك
لتقول لنفسها فاكره نفسها لسه صغيره دى قربت تخلص ثمانية وعشرين سنه وداخله على تسعه وعشرين لأ وبتقولى إنها دكتوره فى الجامعه نسيت الحكايه القديمه ولا علشان سالم سفرها بعدها هى وحبيبة قلبه إلى ساكنه قلبه الست عبير ورافض أى واحده غيرها وياريتها بتحبه
+
بمنزل عائلة ذاكر بالقاهره
جلست تلك الأم الحزينه على فراق أبنها وبعد أبنائه عنها فهم عوض عن الراحل ولكنهم ابتعدوا عنها
دخل عليها وجدها تضع صوره لأخيه ومعه أبنائه على ساقها وتقرأ بالمصحف الشريف وتبكى بشده
ليجلس جوارها متألما ويضع يده عليها يواسيها
لتصدق وتغلق المصحف الشريف وتنظر له ودموعها تغرق وجهها
ليمسح بيده دموعها التى قطعت نياط قلبه ويقول لها بحزن ليه ياماما أكيد باهر لو شافك بالشكل ده كان هيزعل إدعى له بالرحمه
لترد ببكاء ربنا يرحمه وتكمل عملت إيه فى إنى أشوف ولاده
+
+
ليرد عليها المحامى إتصل عليا وقالى إن أخو ابتهال بيقول إن بابه مفتوح ونقدر نروح فى أى وقت
لتقول له سريعا خلينا نروح لهم بكره أنا من تلات شهور مشفتهومش من يوم الجنازه
ليرد عليها حاضر ياماما هنروح بكره هتصل على المحامى يبلغهم
لتشعر براحه قليله بقلبها ربما هم من يطفئون نار فقدانها
+
+
🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱
+
+
كانت تجلس مع أبناء أختها المتوفاه تلعب معهم بالجنينه وتحاول تعويض غياب والداهم عنهم ليرن هاتفها لتجدها صديقة طفولتها عبير لتأخذ الهاتف وتذهب بعيدا بقليل عنهم لترد عليها
بعد أن رحبت بها
تحدثت اليها عبير بسؤال
إنت هتعملى إيه مع ولاد أختك
لترد جهاد بحيره مش عارفه إنت عارفه أن الدراسه على الأبواب ولازم أرجع الجامعه
وإنت عارفه إن حالة ماما النفسيه مش هتقدر تهتم بيهم و مرات عمى هناء مستحيل هتعاملهم كويس وكمان عمتى منال عندها مشاكل فى ظهرها وكمان بكفاية عليها رعاية ماما
وسالم وفارس عندهم أشغالهم
ارتجف قلب عبير عندما سمعت اسم أكثر إنسان تكرهه
لتقول عبير بكره لو ربنا بيحبهم يبعدهم عن سالم
لترد جهاد عليها إنت القصه القديمه لسه مأثره عليكى وبتكرهيه بس أنا متأكده إنك فى يوم هتصدقيه وإن إلى شوفتيه وسمعتيه كان خدعه
لترد عبير بغضب هو مالوش وجود فى حياتى علشان أصدقه أو أكذبه وسيبنا من سيرته وقولى لى إنت مش هتجى القاهره قريب
لترد جهاد مش عارفه بس هتصل عليكى أقولك
لتسمع من خلفها صوت أخيها وهو يتحدث مع أبناء أخته ليأتي إليها ويقول
الست همت جدة الولاد هتجى هنا بكره علشان تشوفهم
لترد عليه وتقول أهلا بيها
ليقول لها كملى تليفونك أنا رايح لمرات عمى هناء أشوفها عايزه منى إيه
لتهز رأسها له بايجاب ليتركها ويذهب ولكنه تجمد مكانه عندما سمعها تقول أنا معاكى يا عبير ليشعر بألم بقلبه عندما سمع إسم معذبته ليعود للسير إلى الداخل
أما جهاد فتحدثت مره أخري إلى عبير
لتسأل عبير وتقول لها كان عايز منك إيه
لترد جهاد بيقول إن جدته جايه الفيوم بكره
لتقول عبير بسؤال وهتعملوا إيه لو طلبت أنهم يعيشوا معاها
لترد جهاد معرفش
لتقول عبير أنت ما فيش عندك غير معرفش المفروض تتوقعوا أنها ممكن تاخدهم منكم بسهوله وتكمل بخبث ولا علشان هيبقوا مع حبيب القلب
لترد جهاد تصدقى أنا مش خايفه عليهم غير من حبيب القلب ابتهال كانت بتقول عليه أنه مبيعرفش يتعامل معاهم وكان بيضايق من شقاوتهم وإن خلقه ضيق وبيتعصب بسرعه
لتقول عبير بمرح وماله نوسعله خلقه ونخليه بارد
لترد عليها جهاد والله أنت رايقه أنا هقفل علشان اعشى الولاد
لتقول عبير ماشى بس أبقى اتصلى عليا قولى لى عملتى أيه مع جدتهم يلا بالسلامه
+
دخل سالم إلى المنزل وهو يشعر بنيران قلبه التى اشتعلت بصدره ليجد زوجة عمه تنتظره بحجرة الضيوف
بمجرد أن دخل وقفت له ترحب به
ليجلس ويقول لها
خير يا مرات عمى اتصلتى عليا وقولتى إنك عايزانى فى موضوع مهم
للتعلثم فى الحديث وتراوغه
إلى أن قال لها بنفاذ صبر
ياريت يامرات عمى تقولى عايزه أيه مباشرة
لترد عليه وهى تتدعى الحزن
إنت عارف أن فرح هدى اتأجل بسبب المرحومه ابتهال وخطيبها هيسافر بعد شهر وكان جالى وقالى إنه عايزها تسافر معاه وأنا قولت له خليها على السنويه قالى إن العقد بتاعه مش هينزل إلا بعد سنتين
ليقول سالم بتنهيد تمام وأنت عايزه أيه
لترد وهى تتدعى أنا قولت لعمك خلينا نعملهم فرح على الضيق وتسافر معاه بس عمك رفض وقال مش قبل سنوية المرحومه ابتهال وأنا والله دا كان رأيى بس رأفت خطيبها هو إلى مصمم
ليصمت قليلا ثم يقول
تمام بلغي رأفت إنه يجهز لفرحه
لتبتسم وتقول له يعنى إنت مش هتزعل علشان هدى أصغر من جهاد وهتتجوز قبلها وكمان علشان المرحومه إلى ما فاتش على موتها غير تلات شهور
ليرد سالم بقوه وغضب جهاد حره فى حياتها وأكيد لها نصيبها أما علشان موت ابتهال من مده قصيره
فا هدى لها فى معزة أختى وأتمنى ليها الخير وهيتعمل لها فرح يليق بعيلة فاضل
وان كان على بقى الخواطر أن من باب أولى وافقتى على كلام عمى من غير ما تطلبى منى
ليقف ويقول ربنا يوفقها ويتمم لها على خير
وياريت تخليهم يجهزوا العشا علشان أنا عايز أنام بدرى
ليتركها ويذهب وهى بقمة غيظها من افحامه لها على جهاد لتقول ما إنت لازم تدافع عنها ما هى همزة الوصل بينك وبين السنيوره وياريتها بتحبك وأنت مش شايف غيرها فى صنف الحريم كأنها سحرالك
لتذهب لتأمرهم بتجهيز العشا
****
بعد قليل كانت العائله تجلس على طاولة الطعام التى يرأسها راضى بصفته اكبرهم سنا
لتتحدث هناء وتقول
سالم وافق أننا نعمل فرح هدى
لينظر اليها راضى بغضب قائلا
أنا قولت مش قبل سنوية ابتهال الناس هقول إيه
ليرد سالم مش مشكله يا عمى النهاردة زى بعد سنه هيكون نفس الحزن ودا يخصنا ودا يخصنا والناس ما لهاش دخل عندنا
ليقول عبد العظيم بس المفروض كان يتأخر شويه زى راضى ما قال
لتقول منال كلام عبد العظيم مظبوط المرحومه كانت غاليه وكمان دى فايته ولادها يتامى صغار
ليقول سالم الموضوع منتهى وخليهم يحددوا الميعاد وكمان فى بكره الست همت هتجى علشان تشوف أحفادها
لتقول منال تشرف بس أنا خايفه لتقول إنها عايزه الولاد يعيشوا معاها
ليرد عبد العظيم سريعا طبعا هنرفض دول أمانة بنتنا وإحنا لازم نصونها
لتقول هناء بمغزى بس هما أحفادها وهى أولى بيهم
لترد جهاد بغضب لأ طبعا إحنا أولى ودى ست كبيره ومش هتعرف ترعاهم
ليقف سالم قائلا لكل مقام مقال وقتها ربنا هيحلها أنا تعبان وطالع أنام تصبحوا على خير
ليردوا جمعيهم عليه بالمثل
لتقول هناء أكيد جدتهم عارفه أن حسنيه عندها مرض نفسى وهتاخد ولاد أبنها
لترد جهاد بضيق ليه مش يمكن زياره عاديه وبعدين بعد كده تتكلمى على ماما أحسن من كده
لتقف وتغادر ليقف الجميع ويغادر طاولة الطعام إلا هناء وابنتها هدى التى فرحت كثيرا بموافقتهم على زفافها قريبا
******
+
دخل إلى غرفته يملىء قلبه الحزن من تلك التى لا تراعي حزنهم
لتقول له زوجته
إنت زعلان علشان هناء عايزه تعمل فرح هدى يا عظيم
ليرد عظيم هناء طول عمرها منافقه وبتاعة مقالب بس إن هى ما تراعيش شعور ولاد اخويا دى فاقت التوقع ومش عارف سالم ليه طاوعها
لترد منال بتأكيد سالم اكيد وافق علشان ماقولش أنه زعلان أن هدى أصغر من جهاد وأنها غيرانه منها
ليرد عبد العظيم ميت إلى يغير دى جهاد بيتقدملها شباب زى الورد وهى إلى بترفض إنما بنتها هتتجوز واحد بيشتغل محاسب فى شركه دى هى إلى المفروض تغير منها
لتقول منال وهى فعلا بتغير منها بس دا تفكيرها
وبعدين روق دمك وربنا يسهل لها فى تفكيرها
******
جفاه النوم ظل يفكر فى تلك معذبة قلبه التى صدقت أكاذيب وخداع وفضلت الرحيل والبعد عنه ليظل هو عاشقا لها بعشق يزداد رغم سنوات البعاد الطويله هى لم تبتعد عن قلبه
وخائف من زيارة جدة أطفال أخته فليس لديه فرصه فى الاحتفاظ بهم اذا أرادت أن تأخذهم
ليتمنى أن يأتى الصباح بحلول جديده وينهى سهاده ربما تشرق شمس بأمل جديد