رواية سراج الثريا الفصل الخامس 5 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
السرج الخامس «إعصار غاضب»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
اثناء وضعه لأحد الملفات الخاصة بتلك الخزانه دون إنتباه منه سقط الملف أرضًا ومعه ملفات أخري إنحني يجذبها كي يضعها مره أخرى بالخزنه لكن لفت إنتباهه تلك الصورة التى سقطت من بين أحد الملفات، وضع الملفات بالخزنه وإنحني مره أخرى ينفخ بتذمر جذب تلك الصورة سُرعان ما شعر برعشة خاصة فى يده،لا برعشة قوية بقلبه حين رأي تلك التي بالصورة لوهله شعر بإختلال قبضة يداه على الصورة لكن تمسك بها وذهب يجلس على أحد المقاعد… جلس بالصورة بين يديه يتأملها بدمعة مُشتاقة، رفع إحد يديه أزال أثر تلك للدمعة التى سالت من إحد عينيه عادت يديه تتلمس ملامح صاحبة تلك الصورة يشعر بإفتقاد ، مازال رغم سنوات الفُراق يتذكرها قلبه يئن من عشقها الكامن بقلبه بسمة آلم شقت شفتاه يتذكر لقاؤه الأول بها
[ قبل خمس وثلاثون عام مرو عليه]
تذكر رفض عائلة العوامري لزواجه بإبنة تلك “القابلة”(الداية) الذى
رأها صدفه أمام أحد منحدرات إحد الترع النيلية… كانت تحمل بعض الآوانى بعد أن قامت بجليها، لكن لسبب إستعجاله ليعود بالماء كي يضعه جوار بطارية السيارة يُهدأ من حرارتها لم ينتبه وإصطتدم بفتاة وقعت الآواني منها، كانت هادئه لم تتفوه بشئ وإنحنت تُجمع الآواني فى صمت لم تستهجن عليه رغم تلوث الأواني شعر بالآسف وأنه هو المُخطئ، إنحني على غير عادته المغروره ساعدها فى جمع الأواني، الى أن إنتهت آخر قطعه وقف وهي الاخري وققت كآن الزمن هو الآخر توقف بين الإثنين دقائق مرت لحظات إنتبهت حين إقتربت منها إحد الفتيات تقول:
” رحمة”إيه اللى حصل المواعين بجيت كلها طين هترجعي للترعه مره تانيه تغسليها. أومأت لها بصمت،لا يعلم لما اراد سماع صوتها،هل هي خرساء لذلك لم تتفوه بلوم عليه،لكن حين إقترب من الماء سمع صوتها تتحدث مع تلك الفتاة التى عرضت مساعدتها فهم جائوا الى الترعه سويًا تبدوان صديقتان مُقربتان،إنصبت عيناه عليها وهو يملأ نلك الزجاجه بالمياة رمقته هي الاخري لوهله تبسمت كآنها كانت مثل حوريات الماء الذي يسمع عنهن بقصص حكاوي الموالد الشعبية الذي كان يهواها وهو صغيرًا،إنتبه على وقفته حين أدارت ظهرها له،خرج من المنحدر وذهب نحو سيارته وضع المياة بها وقف قليلًا بتعمد منه،الى أن خرجن الفتاتان من الترعة،ذهب بسيارته خلفهن لم يُبالي أنه بقرية صعيديه وكلمه من إحداهن أنه يسير خلفهن بغرض قد تنتهي حياته،وصلت الاولى لمنزلها لم تهتم ولم تلاحظ سيره خلفهن،لكن رحمة لاحظت سيره خلفهن شعور بداخلها لا يخشي منه دخلت إلى منزلها، تبسم وشعر بإنشراح عقله سريعًا حفظ المنطقة… مرت أيام وعقله مشغول بها اراد معرفة المزيد عنها، عاود لتلك القرية ومن بعض الجيران سأل عن هوية أصحاب ذاك المنزل، علم أنهن ثلاث نساء، أم وفتاتين، والأم لها شُهره كبيرة بالبلد، هي “الداية” هكذا تعيش مع إبنتيهل تنفق عليهن من توليد النساء، بعد وفاة زوجها قبل سنوات قليلة، لكن إحد الفتاتين بلسان لاذع وأخري هادئة كآنهن الثلج والغليان
مرت أيام وعقله وقلبه ينجذب يُرافبها من بعيد يقع فى عشقها، أصبح يعلم انها وصديقتها يذهبان بالاواني لجليها بالترعة فى وقت الظهيرة قصدًا منهن حتى لا تكون الترعة مُزدحمة بالنساء، الإبن الأكبر لعائلة العوامري والكبير القادم الذى كان من المفروض عليه الزواج بإحد بنات العائلة، أو حتى إحد بنات العائلات ذات الصيت العالي عشق إبنة” القابله”
لا حسب ولا نسب كما قيل له حين اراد الزواج بها، قوبل ذلك بالرفض القاطع، لكن روح العاشف بداخله تحكمت وأصر عليها، وافق والده آنذاك غصبًا، بإعتقاد أنها مجرد رغبة بمجرد ان تنطفئ ستخرج تلك الفتاة وقتها يختار له ما يشاء، لكن العشق بعد الزواج إزداد لاعوام وإزداد بوفود اول طفل “سراج” كان وهج العشق بينما يزداد والحقد من تلك الهادئة يزداد أضعاف من بعض نساء العائلة فهن أصحاب أصل عالى وصيت عنها وهي تزداد توهجًا عليهن بطفل خلف آخر أصبحوا ثلاث صِبية، وهنالك حقد فتاة إقتربت من السابعه والعشرون بعرف وقتها أصبحت عانسًا، وهى ليست قبيحة الشكل لكن قبيحة القلب والطباع كان يتوافد عليها العِرسان ليس لشآنها بل لانها سليلة عائلة العوامري، هذا هو المُميز عندها، لكن لسبب خاص تژوجت إبن عمها “حليم” الذي ترمل بوفاة زوجته التى تركت له طفيلن،صبي وفتاة كذالك كان شقيق زوج أختها الكبري،
مؤامرة تدبرت لها لم يعلم من الذى إفتعلها
شك بدأ يتسرب لعقله ناحيتها، تتحدث مع رجال، حين تذهب لزيارة والدتها بالبلدة، ما أسهل زرع الشك بالعقل، وتصديقة إذا كان المشكوك بها بلا نسب وكل ما تريده هو الستر فقط، لكن المؤامرات سهل تصديقها، صدق وبدات الحياة بينهم تزداد سوءًا، مُعيارات أنها بلا نسب يليق، ولو أرادت الرحيل سترحل دون اطفالها الثلاث،وكان الإختيار البقاء وتحمل ذُل عاشق مُتخاذل يُصدق وهو يرا الحقيقة أمامها،فجأة سقط قلبها بهوة المرض العُضال،الوردة ذبلت من الجفاء،حتى ماتت بمرض الشك الذي أصاب عقل عاشق جعله غافلًا،ماتت وتركته لعقلة وقلبه البائس الذي لم ينسي العشق
ندم وندم ولكن فات الوقت
الشك أفسد بل قتل العشق.
سالت دموعه فوق تلك الصورة التى كانت صورة تجمعه معها بليلة عُرسهما، كانت بهية الطلة إثني عشر عام قضتها معه بين العشق وعذاب الشك إنتهت وتركته لقلبه يتآكل من الندم ليس لانه ترك الشك يفسد حياتهم وهو كان الوحيد الشاهد على طهارتها، لكن الندم على أنه ترك قلبه يعشقها لآخر لحظة، بل الى الآن هي تسكن قلبه يرا صورتها بإبنه “آدم” رغم أنه القريب شبه الملامح منه لكنها يُشبه طباعها الودودة… جفف تلك الدموع بيديه ونهض يضع الصورة بداخل تلك الخزنه مره أخري يضبها كآنه يضب مآساته مع العشق.
❈-❈-❈
بمكتب ثريا
إشتدت قبضة يدي ثريا وإحتد عقلها شعرت بغضب واجل وقلب مثل الثلج يُعطي جسدها برودة تُشبة برودة الموتي،وذكري “غيث” البغيضة التى تكاد تجعلها تنهض وتقتل ذاك الوغد الذي يظنها عاهرة ،كادت تتحدث بغضب ساحق… لكن توقفت حين سمعت صوت خالتها التى دخلت الى المكتب عبر باب فاصل بين غرفة المكتب ورُدهة المنزل،تفاجئت حين رأت إنحناء سراج جوار ثريا الجالسه نظرت لوجهه ثريا ملامحها واضح بعينيها تلك الدمعة المُتحجرة بين أهدابها، ثريا ليست إبنتها لكنها الأقرب لقلبها، رغم انهن مثل القط والفأر دائمًا ما يتنازعان لاتفة الأسباب، لكن كانت هي السبب ببقاء ثريا حيه الى الآن لولاها لكانت ثريا سكنت الثري قبل مقتل زوجها، إقتربت بشرر هى ليس صعب عليها معرفة هاوية ذاك الذي إستقام واقفًا يشعر بتعالي، إنه “سراج العوامري” ولا داعي لسؤال لماذا هو هنا، بل السؤال لماذا كان مُنحيًا هكذا
والجواب واضح على ملامح وحركة يد ثريا، كذالك تلك الاوراق المقطوعة فوق مكتبها، إبتلعت ريقها وبقصد منها قالت:
ثريا بجالي ساعة جاعدة مع نجية چوا أنا وچوز خالتك كنت عاوزه أجولك إن فى كيماوي نزل الجمعية الزراعية خدي حُجة حيازة الارض وروحي إصرفي الحصه بتاعتها قبل ما يخلص من الجمعية.
كآن حديث سعديه أعطي لـ ثريا حافزًا وعادت الى طبيعتها التي أصبحت قاسية، ونهضت تحاول كبت ألمها المُضني قائله بعجرفة:
أنا خلاص خلصت وكنت هقفل المكتب، بس واضح سراج كان مستني نضايفه، هو من ريحة المرحوم غيث، بس للآسف خانه الوقت والدار مفيهاش راجل مش هينفع نستقبله دلوك.
نظر لها سراج بسُحق هي تقوم بطرده بشكل مباشر، كذالك وقوفها جوار تلك السيدة كآنها تُعلن أنها لن تخضع، وتتنازل عن تلك الأرض بسهوله، لكن لفت نظرهُ لاول مره يراها بعباءة مُهندمه ليست مُلتصقه على جسدها، إحتقنت عيناه بشرر وذهب نحو باب الخروج لكن توقف حين شعر بخطوات ثريا خلفه وإستدار ينظر لها بغضب ونظر نحو سعديه ثم عاد بنظره لها وأخفض صوته قائلًا بوعيد:
إنتِ اللى قولتيها يا ثريا
“الأرض زي العِرض”
وأنا جيتلك بالتفاهم لكن بعد كده إنتهى التفاهم والأرض هترجع للعوامريه قريب جدًا.
أومأت ثريا براسها بلا مبالاة ولا رد فعل غير انها تود ان يخرج من الغرفه، وهذا ما فعله وهي بمجرد ذلك أغلقت باب المكتب، نظر خلقه شعر بغضب ود عقله أن يُكسر ذاك الباب فوق رأسها قليلة الذوق، بينما هي أغلقت الباب ونظرت نحو سعديه التى سُرعان ما رسمت بسمة مؤازرة رغم رجفة قلبها، وجود سراج هنا نذير غضب قادم.
بعد وقت بغرفة ثريا، جلست على تلك الآريكه الموضوعه أسفل ذلك الشباك
وضعت رأسها فوق يديها على حد الشباك تنظر الى ذاك القمر الأحدب ذو الجانب المُظلم ذاك الجانب هو حياتها، تترغرغت الدموع بعينيها وذكريات مريره عاشتها ترا إنعكاسها بذاك الجزء الأسود من ذاك الأدحب الذى يتوسط النجوم الصغيرة، قديمًا كانت طفلة كانت تُحدث القمر ظنًا منها أنه يسمعها ويبتسم لها بوجهه المُستدير، لكن هي تمنت لو كانت إحد تلك الثُريات المُنيرة حوله، لكن فاقت من عقل طفولتها على حقيقة أن القمر ليس سوا نجم مُعتم معظم الليالي ينطفئ نوره،وهي لن تصل أبدًا الى إحد تلك الثُريات الامعة هي مُقيدة بمصير مُعتم من طين الأرض، وعليها القبول بذلك… وذكري ليلة شتوية طويلة تنزف،وجلمة سمعتها وهي بين سكرات الهزيان
“لو النزيف موقفش هنضطر نستئصل الرحم”
وجملة أخري من ذاك الوغد سراج
“مش أنا اللى أضعف قدام مفاتن إمرأة”
ضحكت بسخريه وإستهزاء من نفسها، عن أي مفاتن يتحدث، بل عن أي إمرأة حتى ذلك تشبية لها فقط، هي فقدت كل شئ كان قبل ليلة زفافها…
دموع تنزف من ضنين قلبها، هي إنهزمت منذ البداية رفعت الرايه البيضاء لقدرها البائس لم يعُد لديها أي شئ تخسره، جففت دموعها بيديها وبداخلها تصميم مرير
ليفعل ما يشاء ويقول ما يشاء لن أرفع له راية الإستسلام يكفني الإنهزامات السابقة.
بينما سراج منذ أن عاد ولم يجد أحدًا بانتظاره تنهد بآرتياح لا يود رؤية أي أحد الآن، يشعر بصعق فى عقلة من تلك المُحتالة، يشير عليه عقله العودة لمنزلها وإقتلاع لسانها، بل إقتلاع رأسها اليابس، ماذا تريد أكثر من ذلك ما سر تمسُكها بتلك الأرض، شعر بغضب مُستعر، ذهب الى حمام غرفته خلع ثيابه وقف عاريًا تحت المياة الباردة لوقت يحاول تهدئة غضبه، ظل وقتًا لا بأس به، ثم شعر بهدوء نسبي، جذب منشفه ولفها حول خصره وخرج الى الغرفه
ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي نظر نظرة خاطفة نحو ذاك القمر لم يهتم جذب تلك الستارة شبه أظلمت الغرفة، بنفس الوقت سمع صوت هاتفه ذهب نحوه كانت رسالة، لم يهتم لقرائتها وأغلق صوت الهاتف وضعه بمقبض الشاحن خلع تلك المنشفة وألقاهت على أحد مقاعد الغرفة، ذهب وتمدد فوق الفراش عقد ساعديه أسفل رأسه مازال شعور الغضب مُسيطرًا عليه
من تلك المُحتاله وردها الفج عليه، بنفس الوقت عاود وميض الهاتف يضوي زفر نفسًا طويلًا بضيق، وبعقله غضب وسخط من إثنتين
إحداهن مُدللة وأخري مُحتالة… لا يُريد التفرقه فمن الأسوء فيهن، سُرعان ما نفضهن عن رأسه وسقط غافيًا.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
شعور بالملل بل بعدم الرغبة فى فعل أي شئ، لكن لو إستسلمت لن تنهض مرة أخري
أكملت إرتداء ثوب مُلائم لها، حملت حقيبتها وخرجت من المنزل تسير نحو موقف السيارات الخاص بالبلدة، لكن أثناء سيرها رغم إنتباها توقفت فجأة جوار تلك السيارة الفخمة ولسوء حظها كانت وقفتها جوار باب السيارة وفجأة إنفتح زجاج شباك السيارة سئمت ملامحها وشعرت بضيق وعاودت السير تُحايد السيارة وأكملت طريقها …
بينما قبل لحظات
كان قابيل يسير بسيارته تعمد الإقتراب من مكان منزل والدة ثريا، عل الحظ يحن عليه ويراها حتى لو من بعيد يُشبع نظره بنظرة خاطفة منها، وها هو الحظ آستجاب له كانت تسير تعمد رغم إتساع الطريق، لكن ضيق عليها بسيارته، جعلها رغُمًا عنها تتوقف للحظات فتح زجاج السيارة ونظر لها وقبل أن يتحدث تجاهلته وحايدت السيارة وإبتعدت عنه تشمئز منه كما كانت فى السابق… بينما هو تتبعها عبر مرآة السيارة الجانبية، يضع يده فوق صدره بآشتياق وأمل فى نيل قُبلة بل قُبلات من ثغرها وإحتواء لها بين يدية ورغبة حالمة.
بذاك الأثناء كان سراج يمتطي إحد الخيول يسير بها بالبلدة دون سبب، او ربما علم السبب هو رؤية ثريا تقف للحظات أمام تلك السيارة الفخمة ثم سارت من جوارها، لم يعلم هاوية صاحب تلك السيارة لكن شعر بغضب، وأطلق الفرس يسير بسرعة جنونية وأصبح برأسة هدف واحد سيضع حد لتلك المُحتالة.
❈-❈-❈
بالمركز الثقافي
بنفس المكان كان قرار آدم الأخير:
إكده مفيش غير حل واحد يا حنان أنا هتكلم مع سراج وأبوي الليلة ومتأكد إن محدش هيقدر يوقف قدام قراري، حتى إنتِ مش هستني تضيعي مني، مفيش شئ يمنعني عنك غير إنك تجولى مش ريداك.
سالت دموع خوفها قائله:
آدم إنت عارف مشاعري كويس ناحيتك، كل الحكاية إنى خايفة التار يرجع من تاني.
مد يده يشعر بغصه فى قلبه قبض بأصابع يده بقوة كان يود تجفيف تلك الدموع لكن منعته الاخلاق، بآسف نظر لها قائلًا:
لازم نجازف يا حنان لو إستسلمنا هنندم ونعيش مجروحين القلب، هسألك سؤال…
هتقدري تتحملي تعيشي مع حفظي.
رفعت وجهها ونظرت له بحياء وأجابته:
أنا مش هقدر أتحمل أعيش مع أي راجل غيرك يا آدم.
إبتسم بإنشراح صدر قائلًا:
يبقى كده آن آوان إننا نجازف ونتحمل النتايج.
❈-❈-❈
بأحد المقاهي
كان إسماعيل يتعمد مُغازلة قسمت التى رغم قبولها لتلك المغازلات لكن تدعي الضجر منها كي يكف عن ذلك حتى يتحدثا بجِديه، تود معرفة نهاية لتلك العلاقة، أو بداية طبيعية حقًا تعيش بالمدينة لكن بالنهاية مجتمع صعيدي صعب حتى فى تمدُنه، إنتهزت مجئ النادل الذي أخذ تلك الأكواب وغادر وصمت إسماعيل لدقائق، نظرت له ثم فجأته بقولها:
إنت إمتي هتتقدم ليا رسمي يا إسماعيل.
تفاجئ بذلك، وإدعي البلاهه قائلًا:
مش فاهم قصدك إيه؟.
كعادتها العصبية تتحكم بعقلها، نهضت واقفة تقول:
انت فاهم قصدي كويس،بس عشان شايفني بوافق اقابلك فى كافيهات فكرت انى رخيصة.
لم تنتظر جوابه عليها وجذبت حقيبة يدها من فوق المنضدة وغادرت سريعًا دون ان تلتفت لنداؤه عليها، بينما هو شعر بحِيرة وعاود الجلوس، ينظر امامه الى النيل، سؤالها المفاجئ لم يكُن فى حُسبانه عالأقل الآن، لا يعرف أي طريق يختار، وأمامه طريق للهجره يرا فيه النجاح كطبيب تشريح، أفضل من البقاء هنا ووئد طموحه كطبيب شرعي فقط يُعطي أسباب الوفاة،هناك قد ينجح أكثر ويكتشف أسباب للحياة.
❈-❈-❈
قبل العصر بقليل
بمنزل العوامري
دلف سراج بالفرس ترجل من عليه، وسار بالممر لفت نظره تلك السيارة التى تقف أمام منزل والده،دلف الى داخل المنزل،ذهب نحو غرفة السفرة مباشرةً ألقي عليهم السلام،جلس على أحد المقاعد لحظه جلس جوار قابيل،الذي رحب به أنه رغم وجوده هنا منذ أيام لكن هذا اللقاء الأول أو المباشر لهما،رغم عدم شعور تآلف مُتبادل بينهم منذ صِغرهم،لكن على مضض كل منها تقبل الآخر،لكن بفضول من سراج تسائل:
هى العربية اللى واقفة قدام الدار برة دى بتاع مين.
كان الجواب من إيناس بسؤال:
انهي عربية.
أجابها بلونها… نظرت نحو قابيل بعشق وتبسم وأجابته:
دي عربية قابيل.
تحكمت الظنون برأس سراج، يبدوا أن فهم ثريا، يبدوا انها تُلقي شباكها على آخر من عائلة العوامري، ولن تجد أفضل من ذاك الخبيث التافه قابيل… لكن لن يُعطيها الفرصة لذلك.
بعد وقت إنتهوا من تناول الطعام، نهض الجميع
ذهبوا الى غرفة المعيشه، لكن وقفت ولاء تقول بأمر لـ “فهيمة” الزوجة الثانية لـ عمران
هاتيلنا الشاي فى المندرة يا فهيمه.
إمتثلت فهيمة لامرها بينما نظرت ايمان نحوها وشعرت بضيق من ضعف والداتها وامتثالها لـ ولاء وقالت:
الدار فيها شغالين كتير، إطلبي من واحده منهم تعمل الشاي.
إعترضت فهيمة قائلة بتبرير تعلم أنه كاذب:
عمتك بتحب تشرب الشاي من إيدي، هروح أعمله.
نفخت إيمان بضجر وشعرت بآسف من إمتثال والدتها لـ ولاء تعيش بكنف طاعتها دون سبب لذلك، بل تشعر انه خنوع من والدتها التى لا تمتلك أي حق للإعتراض، وهي لم تعُد تلك الطفلة التى كانت تصمت على ذلك الخنوع أصبحت صبية وشابه وتعترض وتود من والدتها ذلك حفاظًا على مكانتها كزوجة لـ عمران العوامري،لا تابعه لـ ولاء
التى نظرت لها بتحدي نظرة تُخبرها أنها هي من تتحكم بهذا المنزل، ليست ضيفة، بادلتها إيمان بنفس نظرة التحدي أنها لن تمتثل لها وتخنع مثل والدتها، فهي تحمل دماء العوامري مثلها
ويبدوا أن هذا الدم الثائر إرث.
❈-❈-❈
أسفل تلك الشجره
خلع قميصه الأبيض أصبح عاري الجذع، تمدد بظهره على الأرض داعبت الشمس القاسيه عيناه أغمضها للحظات ثم عاود فتحها ينظر بإبتسامه وهو يسمع صوت ذلك النسر الذى يُحلق حول نفس الشجره
فتح عيناه كانت الشمس قاسية أغمصها لوهله وهو ينظر الى ذاك النسر بالسماء، فكر، ثم جذب هاتفه وقام بإتصال مُختصر:
عاوز إتنين ستات شُداد حالًا.
أغلق الهاتف وهو ينظر الى ذاك النسر الذي هبط أرضًا للحظات قبل أن يُحلق مره أخري وبمنقارة كان يتلوي ثُعبان صغير،تبسم ولمعت عيناه ونهض واقفًا ينظر أمامه الى مضمار الخيل تنهد يتردد برأسه جملة ثريا
“الارض زي العرض”
سحب نفس عميق وقال:
أما أشوف أنهي الأغلى عندها الأرض ولا العِرض
مع إن عندي شبة يقين هتختار إيه… بس متعرفش هي بتلعب مع مين؟.
أنهي قوله وعاد بنظره نحو النسر الذى إنخفض على الارض يلتهم الثُعبان بعد ان قضي على مقاومته… وأصبح وجبة دسمه له.
❈-❈-❈
كانت كعادتها قبل إنكسار حرارة الشمس تتجول بتلك الأرض تنزع الحشائش
تفاجئت بإثنين من النساء تبدوان ضخام كذالك تبدوان ذوات عُنفوان، فى البداية ظنت أنهما ربما نساء يعملن بالحقل كأجريه، وربما أخطأوا بالأرض، وهن تقتربان منها تعاملت معهما بلا تحذير الى أن إقتربت منهن قائله:
أنتم مش من البلد إهنه، أكيد تايهين عاوزين أرض مين؟.
ردت إحداهن بغلظه:
عاوزينك يا حلوة.
مازالت لا تفرض السوء
تسائلت مره أخري قائله بود:
أنتم الأحلى بس دي أرضي…و….
كانت الصمت منها حين شعرت برذاذ فوق وجهها قبل أن تُكمل حديثها كانت تسقط بين أيديهن غائبه عن الوعي وبلخظة ظهرت سيارة من العدم،وضعنها بها.
❈-❈-❈
بإسطبل الخيل
أمام غرفة الاعلاف الخلفيه البعيدة قليلًا عن مضمار وغرف الخيول تحدث سراج بصرامه وامر:
إياك تقرب منها أو تلمسها،أنت بس هتخوفها فاهم.
أومأ له ذلك الضخم قائلًا:
أنا خدامك يا سراج باشا،هعمل اللى تقولى عليه.
حذره مره أخري بعينيه قائلًا:
تستني لما انادي عليك تدخل.
أومأ له مُمتثلًا…بينما سار سراج الى تلك الغرفة على شبة يقين بإختيار ثريا
لكن لا مانع من تجربة علها ترهب منه.
بعد وقت ليس بقليل
بدأت تفتح عبنيها تشعر بآلم طفيف برأسها، رفعت يدها تضعها حول رأسها، ثم نظرت حولها ، سأل عقلها أين هي آخر ما تتذكره هو أنها كانت بالحقل وحديثها مع هاتان المرأتان
ماذا حدث لها بعد حديثها معهن لا تتذكر شئ
حاولت النهوض واقفه،وكادت تسير،لكن كادت تتعرقل بعد أن إكتشفت أن ساقيها مربطان بأصفاد حديديه موصوله بسياج حديدي بأحد الحوائط،تيقنت ان تلك السيدتان كانت هي مهمتهن،لا تنكر شعورها ببعض من الخوف،لكن ماذا تريدن منها تلك السيدتان،سُرعان ما خفق قلبها،فكان لها مواجهه سابقة مع نساء من نفس النوعية المُجرمة،لن تخسر أكثر مما خسرت سابقًا … بإرادة منها وتحدي
حاولت فك تلك الأصفاد الحديديه عن إحدي قدميها لكن حلقات تلك الأصفاد ضيقه وقويه
يأست أن تحرر، زفرت نفسها بإنهزام، ثم سرعان ما عاودت المحاولة مره أخرى، لكن بنفس اللحظه سمعت صوت صهيل خيل، دب الى قلبها شك بهوية من يحتجزها بهذا المكان،الواضح أنه غرفة تخزين الأعلاف بـ إستطبل خيل…
سُرعان ما تيقنت من صدق حدسها حين رفعت رأسها ونظرت نحو باب المكان ورأت من يدخل
يسير إليها بخطوات واثقه ومُتعاليه، أطلقت ضحكة إستهزاء وقالت بثقة واهيه:
-كيف ما توقعت، إن إنت اللى خطفتني.
تهكم وهو يدنو بجسده جوارها ينظر لها ببُغض قائلًا:
-عشان تعرفي إن محدش يقدر يتحدانى،قدامك فرصه
قولتِ الأرض زي العِرض،هتمضي عالمبايعه دلوك.
رمقته بسخط وتهكمت بإستهزاء قائله:
مش عارفه ايه سر الأرض بتاعتِ،دى تعتبر سِخله صُغيرة جنب الفدادين بتاعت “العوامري”.
رمقها بكِبر وقال بإستقواء:
قولتيها سِلخه صُغيره فى وسط أرضي،والأرض فى الأساس مِلك العوامريه… كمان مش أنا اللى يتحداني بِت زيك عاوزه تعمل لنفسها قيمة وسِعر فى البلد، آخر فرصة ورق المُبايعه أهو تمضي عليه تحافظِ على عِرضك.
نظرت له بتحدي قالت بكِبر:
ولو رفضت…
لم تُواصل بقية جوابها، حين نهض واقفًا بغضب ونظر لها بتأكيد:
أنامش بخيرك يا ثريا، مفيش قدامك غير أمر واحد يتنفذ، تمضي عالمُبايعه لآن اللى هيحصل بعد إكده مش هبقى أنا المسؤول عنه.
عاد يدنو جوارها مره أخري للحظه تمعن النظر فى وجهها لأول مره تسلطت عينيه بعينيها… عينيها التى تفاجئ بلونها الذى يُشبه العُشب الأخضر قبل أن يجف، لون عينيها مُخالف لـ سمار ملامحها البسيطه لكن تحمل الرِقه فى نفس الوقت، نفض ذلك الشعور قبل أن يتوغل من عقله، وتذكر أنها مُحتالة
سُرعان ما قال بوعيد مباشر:
إنتِ اللى قولتِ من البدايه
الأرض زي العِرض
يبقى إختارتي بنفسك.
نظرت له بتحدي وإستبياع زائف:
هتعمل أيه يعني، هتغتصبني عشان رفضت أمضي عالمبايعه.
هز رأسه بتوافق على قولها ونظر لها بإنبساط ملامحه قائلًا:
-فعلًا… هو ده اللى هيحصل.
من نبرة صوته الحاده والمتوعده أيقنت أنه لا يُهدد، سأمت ملامحها وشعرت برجفة بجسدها، وقالت بمحاوله علها تُيقظ به نخوه وقالت:
-مش عارفه إزاي كنت ظابط فى الجيش وصون العِرض على راس مهماتك .
إنتفض واقفً بغضب تلك الحمقاء أيقظت مارد يحاول كبته ونزعت آخر فتيل كان يحاول التحكُم قبل أن ينفجر، رمقها بقسوة قائلًا:
-منين جالك إن أنا اللى هغتصبك، أنا عندي اللى ينفذ لى من غير ما ألوث نفسي بلمس…
توقف عن الحديث لكن نظراته كانت تتحدث بإشمئزاز، ثم إستطرد الحديث مُناديًا بجمود:
-“عصران”.
إرتعب قلبها بهلع حين دخل الى المكان رجُل ضخم البُنيان، يبدوا مقُزز، نظرة عينياه التى تنضخ بشهوه نحوها لا تُنبئ سوا بأنها بين براثن أسوء الرِجال.
نظر لها بإستمتاع من ملامح وجهها المشدوه، وإنحنى وألقى أمامها ورقة المُبايعه، برجفة يد مدت يدها وجذبت تلك الورقة، للحظه شعر بزهو وإنتصار ظنًا أنها ستوقع على المُبايعة كما يُريد، مد يده لها
بـ قلمً… نظرت نحو القلم بإستهزاء وفاجئته بتمزيق تلك الورقة الى قطع وألقتها أرضًا
صوت تمزيق تلك الورقه كان كـ صرير إعصار هائج بأذنيه، نظر لها بغضب وتحولت عينياه الى حجريه وإعتدل واقفً بجمود غاضب ونظر نحو” عصران”
وأومأ له برأسه أن يقترب منها وهو بدأ بالسير مُغادرًا نحو باب المكان وخرج الى ذلك المِضمار الخاص بترويض الخيول،إستنشق بقوه يملأ رأتيه بنسمة الهواء، ينتظر أن تصرُخ وتستجيب لرغبته لكن فات حوالى عشر دقائق ولم يسمع أى صُراخ، ظن أن يكون ذلك الوغد عصران قد عاد لطبيعته الإجراميه وخالف أمرهُ، لو فعل ذلك سيقتله هو أمره بإرهابها فقط، بسرعه عاود الى المكان ودلف مباشرةً
توقف للحظة ينظر بهلع لتلك الراقدة التى تنزف دمً…
نظر نحو عطوان يزفر أنفاسه
كـ ” إعصار غاضب”
❤
يتبع…