اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة سلطان



الفصل العشرون 20 

بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله

_________ 



  المعوذات  ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)  ، 



 ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)  ، ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) 



 رواه داود والترمذي 



 من ثمرتها: 

  (من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء) 



 كما في نفس الحديث.



______



‏"رأى ثقبًا واسعًا بي ولم يهرب، سقط في فراغي العميق ولم يُحاول النجاة." 



‏تدهشني قدرتك على قلبي ، قلبي الذي اظنه صلب في اغلب الأحيان ، كيف يكون معك بكل هذا اللين دائما . 

#مقتبسة

_______ 



مرت نصف ساعة تقريبًا، بسرعة شديدة عليهما وكأنها ستون ثانية لا أكثر، نصف ساعة من العاطفة الجياشة والتي كلاً منهما كان يريدها، فحتي القُبلة تفنن مروان باعطاءها أياها حتي لا تنساها وليرسم علي ثغرها أولي نفحاته وقبلاته 



تلك اللحظات كانت خاصة فكلاهما كان يريد الآخر وكأن القُبلة لا تكفيها ساعات، كشفت تلك اللحظات عن وجوه أخري ليس هو بذلك الساخر والمرح، وليست هي المتبلدة وتدعي بكونها جليد لا يتحرك، فتهورت تسنيم بل كان يظن أنها قد تبدلت بامرأة أخري، فلم يكن مروان متوقع أنها ستجاريه في جنون عشقه، شيء عجيب يحدث وعاطفة جياشة احتلتهما فقدت تسنيم عقلها بالكامل 




فكان يسحب أنفاسها مختلطة بأنفاسه بعد تقبيله لشفتيها بعمق أصعب من أن تفهمه وكأن قبلتها وحدها هي بالنسبة له أمتلاك فحتي نظرتها يعشقها كل شيء بها يريد أن يجعله يشعر بجنونه وعمقه، 

فكلما يبتعد يعود مرة أخرى في تقبيلها والتعمق في تفاصيلها لا يكتفي من شفتيها، شد سحاب سترتها التي ترتدي أسفله "تيشيرت" ذو حملات رفيعة ليمرر يده ببطئ شديد علي عنقها مقبلًا أياه تاركًا شفتيها تستوعب ما يجتاحها، ليقوم هو باكتشاف عنقها وتفاصيلها .... 



شيء واحد أيقظ عقولهم دقات ... صوت ما 

ابتعد مروان عن شفتيها حينما سمع جرس الباب والأصح حينما دفعته فهو وكأنه قد فقد حواسه بأكملها، 

كانت تسنيم نبرتها خافتة وهي تنظر لعيناه التي تخبرها بأنه لم يكتفي منها، فهتفت وكأنه لا يسمع فهو يُحلق بها فقط 



- الباب يا مروان 



- لا سيبك منه كأنك مسمعتيش 



كاد أن يقترب منها مرة أخري فهتفت وهي تضع يدها علي صدره مانعه أياه، بنبرة محذرة وساخرة أخفت خلفها خجلها 



- قوم شوف مين .. بقاله دقايق بيرن ..يفتكرنا موتنا



- وكأننا مسمعناش حاجة .. وبعدين ميتين ميتين يعني أحنا كنا عايشين بذمتك ده أنا حاسس أني فوقت من الغيبوبة اللي كنت فيها قال عايشين 



قال كلماته بمرح وشغف فلن يتكرر صمتها وهدوئها ومشاعرها الثائرة مرة أخري، فصاحت تسنيم به وكأنها تعيده الي أرض الواقع وتلك النبرة التي يعرفها، فالطارق لم يهدأ 



- قوم افتح متهزرش 



-  هشوف مين وهرجع تاني .. خدي بالك من تاني ... دي خدي بطانيتك وعلي جوا 



نهض بانزعاج شديد متوجهًا ناحية الباب وكان قد اقترب وهي نهضت اخذت تلك البطانية وكانت علي وشك الذهاب الي الغرفة فوجدت "التيشيرت" الذي قد خلعه منذ دقائق 




فصاحت منادية إياه ذلك المعتوة والتي أصابها بلعنة الجنون 



- مروان 



التفت لها قائلا بفرحة اذا كانت ستتفوه بأي شيء أخر غير  ان يترك الطارق ويذهب ليطفئ شوقه 



- ايه 



- امسك حساك ناسي حاجة .. الجو ساقعة عليك 



بعد أن قالت كلماتها، قذفت له قميصه ليلتقطه، فعلي الأغلب قد تناسي هيئته، وركضت الي الداخل غالقة الباب خلفها وتحاول تهدئه قلبها وثورانه، شعور عجيب ينتابها 



لا تظن أن من كانت بأحضانه ويبثها جرعات من الحب يراها مجرد فترة في حياته قلبها يخبرها بذلك وجدت شاشة هاتفها مضيئة لتقترب منه وتجد المتصل رباب وما ان أوشكت علي الأجابة كانت قد أغلقت لتجدها قد اتصلت أكثر من عشر مرات فلم تسمع شيء كونه كان وضع صامت 




ولا تظن أن حالتها كانت تسمح بسماع أي شيء سوي تمتمه بحانب اذنيها وهمسه له ... 



_____ 



{في الخارج} 



فتح مروان الباب بعد ان ارتدي ما قذفته له تسنيم، ليجد محمود أمامه، فهتف محمود قائلا بمجرد أن رأه وهو يشعر بالارتياح 



- اشكرك يارب ... انا قولت وقعت في بلاعة في نص الشقة علشان لاطعني بقالك ساعة ولا بترد علي تليفونك ولا كأنك هنا .. 



جز  مروان علي أسنانه قائلا بنبرة مُرتفعة 



- انتَ ايه اللي جابك يا محمود دلوقتي مش انا لسه سايبك تحت وحشتك وله ايه 



نظر له محمود باستغراب فهتف قائلا بخبث وهو يحاول أن يخمن غضب صديقه من إتيانه الآن ؟؟ 



- ياعم متزعقش الاه .. أنا مكنتش هاجي كنت هخليك تنزلهم ليا انتَ ....بس ولا بترد عليا لو  كل واحد اتجوز نسي أصحابه يبقي علي الدنيا السلامة يا صاحبي 



- أنزلك ايه يا محمود 



قال مروان كلماته بعدم فهم، ولم تكن في حالة تسمح له بالفهم 



- في شنطة في آخر رف في التلاجة فيها حقن وحاجات هاتها علشان خلاص هروح عند امي 



ذهب مروان من أمامه وهو يريد قتله، هل البشرية تأبي أن تتركه وشأنه، ذهب إلي الثلاجة وأتي بما أراده صديقه وجدها قد أحكمت غلق باب الغرفة لاعنًا الأبواب بأكملها أن كان الخاص بالمرحاض أو الغرفة أو اي باب تتخفي خلفه أو يمنعه عنها وكأنها تجيد الهرب وتجده الأيسر والأفضل من المواجهة 

عاد مروان معطيًا أياه الشيء الذي أراده، فهتف محمود قائلا بمكرٍ وهو يزم شفتيه 



- مروان انتَ اتغيرت 



- لا يا شيخ 



هتف محمود بسخرية وطريقة مسرحية



-  اه  .. خلاص محمود صاحبك اللي كان معاك أربعة وعشرين ساعة .. شوف يا اخي الإنسان لما بيكون سنجل بيكون نكرة ... كلب ولا ليه لازمة يتجوز من هنا يدوس علي خلق الله من هنا 



عقد مروان ساعديه قائلًا بسخرية وهو يحاول السيطرة علي غضبه وحنقه 



- اه انا يا سيدي بفتري علي خلق الله .. وهقطع علاقتي بكل اللي أعرفهم ها ايه تاني؟؟ 



يلا نتكل علي الله 



هز محمود رأسه برفض، ثم هتف وهو يعقد ساعديه 



-  لا مش يلا .. أصلي عايزك في استشارة عاطفية اكمني بعتبرك مروان الشربيني .. أو مروان منير 



كاد علي وشك الفتك به، ولكنه هتف سائلا أياه بمرح 



- اشجيني 



- هو أنا لازم اجيب للبت هدية علشان شهر العسل اللي

هنقضيه في البيت عادي .. وله أنا كفايا عليها 



قال محمود كلماته بمرح؛ لترتسم أبتسامة صافية علي شفتي مروان، ولكنه سرعان ما تحدث في سخرية وحنق فما شأنه فهو قد أفسد لحظات 



- معرفش عايز تجيب هات مش عايز متجبش سهلة يعني .. مش كل عريس دماغه بتكون فيه قبل الفرح انه يفكر في هدية 



- انتَ جبت وله مجبتش ياض ؟ 



قال كلماته بمرح فهتف مروان بحنق ونفاذ صبر 



- لا مجبتش 



يا ابني عايز تجيب حاجة هاتلها انا مال أمي أنا .. وبعدين هو في حد دماغه في اخر اسبوع اللي كله حجوزات ومصاريف ودربكه في هدايا فلو جبت هتقدرك لو مجبتش مش هتعملها حوار يعني ممكن هي مش في بالها أصلا 



ثم ابتلع مروان ريقه وأردف ساخرًا مستكملًا حديثه 



- انتَ بتسألني ليه ومن امته انتَ بتاع هدايا 



- طمنتني وريحت قلبي فمش هجيب بقا وبعدين هي متجوزة عدنان بيك ده أحنا رامين الشبكة في وش بعض واسكندرية كلها اتفرجت علي خناقاتنا هنعمل جو عشق ممنوع دلوقتي 



قال محمود كلماته وهو يبتسم بمرح وخبث وهو يلاحظ أن مروان علي وشك الفتك به ... 



فهتف مروان



- انا اللي دقيقة كمان وهخليك حديث اسكندرية كلها في صفحة الوفيات لو ممشتش يا محمود 



فغمزة محمود وهو يستعد للذهاب 



- مش بسألك يا خبرة مش انتَ خبرة برضو .. وبعدين انتَ مش طايقني ليه يا جدع .. صحيح الإنسان زي البني ادم بالظبط 



لما اتجوز مش هكون زيك، ولا هنسي الناس واعاملهم وحش ومردش عليهم ولا افتحلهم 



فقاطعه مروان بسخرية واستنكار 



- جدع خليك أحسن مني 



-  أوعدك اني همحيكم من ذاكرتي 



ثم رمقه بخبث قائلا بعد أن تحرك خطوة ناحية الدرج متأهبًا للهبوط 



- ابقي البس التيشيرت بالمعدول ياخويا ...أحمد ربنا اني ستر وغطاء عليك...انا في الخلعون يا مارو 

ثم ركض قبل أن يفتك به ليعيد مروان النظر علي "التيشيرت" 

_______ 



{في الداخل} 



كانت قد أعادت تسنيم الإتصال برباب خوفًا من أن يكن هناك شيء عاجل وطارق لتلك الدرجة، ولم تمر ثواني فأتاها صوت رباب الساخر بعد أن أجابت 



- انتِ لسه فاكرة ... ده انا كنت نازلة أقول لبابا العيال شكلهم اتقتلوا ... ولا انتِ بتردي ولا مروان بيرد عليا اطرشتوا 



تركت تسنيم هرائها وهتفت بتوتر بسبب اتصالاتها الكثيرة 



- بطلي رغي في حاجة مهمة .. حصل حاجة وله أيه 



هتفت رباب بنبرة ساخرة ومتوترة لتلتمس بها تسنيم توترها ذاك 



- هو لغايت دلوقتي مفيش حاجة .. بس محدش يعرف  بكرا ممكن يكون فيه وله ايه .. كفايا القطة اللي مخبياها في أوضة كارمن  وساعات اسيبها في اوضتك وخايفة ابويا يلمحها.. المهم عيزاكي انا واقعه في مشكلة 



أردفت  تسنيم  بسخرية وهي تخفض صوتنا لأقصى درجة 



- اهلا اهلا خرابة بيه  .. اعملي المصايب وتعالي قولي ليا علشان معاكي بروفسيرة حلول المشاكل 



كان القرد نفع نفسه .. قولي اخلصي 



أجابت عليها رباب وهي تفرخ ما كانت تحمله بداخلها



- اختي في الله تسنيم .. دون الدخول في تفاصيل ... ازاي اقول لمروان ان الواد اللي انتَ ضربته ايام ما كنت انا في ثانوي علشان عاكسني ... هيجي يتقدم ليا؟



- ضرب ايه ده انتِ مقولتيش حاجة زي ده الله يخربيتك 



قالت تسنيم كلماتها بدهشة وهي لا تصدق ما تسمعه، فهتفت رباب بمرح رغم قلقها 



- اديني قولت ... سيربرااااايز ... أعمل ايه طيب ... قوليلي 



تنهدت تسنيم ثم أردفت بخفوت 



- عارفة تعملي ايه بجد  ومتزعليش؟؟ 



- لا مزعلش منك ابدا يا مرات أخويا قولي يا غالية 

قالت  رباب كلماتها بمرح شديد فأجابت عليها تسنيم بسخرية 



- دوقي الاكل بتاع القطة وحاولي تقرأي عنهم كتير وازاي يعبروا عن اللي جواهم 



- اشمعنا؟؟ 



أجابت عليها تسنيم وهي تحاول خفض صوتها بقدر الإمكان 



- علشان لما يطلع منك قطط صغيرة لقطة أبقي اعرف افهمك يا رباب ... مش هترتاحي إلا لما تشليني 



انقطع حديثها، حينما فتح مروان الباب بقوة أفزعتها، وهتف قائلا وهو يرفع المفتاح الآخر تلك النسخة الآخري المتواجدة في الخارج 



- وحياة أمي ما هرحمك انتِ وأي باب ه...



قاطعت تسنيم حديثه وهي تتحدث مع رباب وتشير له بأن يصمت، وهتفت بتوتر 



- معلش يا رباب أخوكي بقا بيحب يهزر 



أجابت رباب قائلة بنبرة متوترة ومرحة في أنن واحد 



- لا ده شكله مجنون دلوقتي هو قالك مش هرحمك انتِ والباب مقالش رباب صح وله انا بدأت اتنبأ باللي هيحصلي يا مُرك يا رباب مش هيرحمك 



ضحكت تسنيم، ثم نظرت لمروان قائلة 



- بتسلم عليك أوي 



هتف مروان بحنق وهو يحاول أن يتحدث بجدية بقدر الأمكان 



- الله يسلمها .. قوليلها وحشاني وقريب لينا لقاء 

تسنيم حابب أقولك حاجة مينفعش احشرها في زوري علشان تعبت 



قال مروان كلماته وهو يكور قبضته بحنق ويجز علي أسنانه، فهتفت تسنيم باستغراب 



- ايه .. 



- انتِ مش سالكة، ومهما سلكتي مش بتسلكي من جوا .. صفي نيتك قبل ما تعملي حاجة 



ليصدع صوت جرس الباب معلنًا عن ازعاج جديد فصاح مروان بغضب قبل أن يذهب الي الخارج 



- خديها مني يا غالية انتِ مبروكة الكون كله متحد معاكي ...  



ذهب مروان لتضحك تسنيم علي تعبيرات وجهه وعلي الكلمات التي تتفوه بها رباب وهي تضع الهاتف علي اذنيها، فجاءها صوت رباب 



- تفتكري هيبدأ .. يكسر مناخيري وله هيقرقش ودني .. وتفتكري إني هعيش واقدر اتجوز وله اخلف وله هيحصل مضاعفات 



- بصي يا رباب، ربنا يتولاكي .. 



اما مروان كان في الخارج يقف مع جاره الذي يريد أقامة حفل زفاف لابنه ويسأله عن سعر الوجبات التي من الممكن أن يقدمها مطعمه هو ومحمود 



وظل يسأله علي الكثير من الأشياء وحينما عاد وانتهي من تلك الفوضي .. كانت هي نائمة بثبات وعمق شديد ظن انها تتصنع في البداية ولكنها بالفعل كانت قد غطت في سبات عميق 



شعر بالارهاق وأعطاها العذر فمنذ أن أتوا في الصباح لم يستريحوا، فصعد إلى جانبها بالفراش محتضنًا أياها ويشعرها بدفئ أحضانه ويدثرها بالغطاء، ظل النوم يُجافيه، ولا يشعر بالنعاس، فظل يتذكر تلك اللحظات التي كانت بينهما اليوم 



  عشق عميق رغم المدة القصيرة التي عرفها به، لم تكن تسنيم باردة أبدا بين يديه وليست أمراة كما يصفها ويثير غيرتها بتلك الكلمات، هي أمراة مكتملة الأنوثة شكلا واسلوبًا وتستطيع الانجراف وراء مشاعرها 

ولكن عقلها يحتاج الكثير من الترويض عن مفهوم العشق حتي يتفق قلبها وعقلها علي تصرفاتها 

يفسر قلقها من الأستسلام أحيانًا ببعض التفسيرات التي يخشي ويثور لمجرد إتيانها في عقله ولكن لأول مرة يتذكر ذلك اليوم!! 



{فلاش باك} 



كان يجلس بجانب التلفاز بعد ان أتوا من العمل وتناولوا الطعام، فجاءت ملك وجلست بجانبه قائلة وهي تحاول ان تقطع تركيزة مع الفيلم



- مروان ممكن اسالك سؤال 



- اتفضلي  



هتفت ملك قائلة بنبرة غريبة وسؤال أغرب بالنسبة لمروان فكلمات خالتها ترن في أذنيها 



- هو بجد فيه رجالة ممكن يتحرشوا بواحدة؟؟ 



هتف مروان ساخرًا 



-  اسمهم حيوانات يا ملك مش رجالة .. وبعدين ايه السؤال العجيب ده 



- مفيش اصلي شوفت بوست وانا بقلب علي الفيس ولقيت واحد اتحرش بقريبة مراته باين 



بنتها او اختها مش فاكرة فالموضوع ضايقني شوية 



قالت كلماتها بتلعثم أما هو كان يلقي بتركيزه في الفيلم، فهتف مروان بلا مبالاة فتلك الاشياء للأسف أصبحت واردة تلك الأيام 



- سبيني اركز في الفيلم .. وبطلي تدوري علي الحاجات اللي تقرف الواحد وتجيبله اكتئاب ... 



{باك} 



لا يُعقل!!! 



لا يريد أن يضع ذلك الاحتمال حتي لا يذهب ويقوم بجناية ما، هل تحرش بها؟؟؟! مجرد الفكرة جعلته يشعر بالغضب والغليان 



أخذ نفس طويل وهو يحاول أن يتذكر كلماتها دائما وتصرفاتها في البداية حينما كانت تحاول التلميح انه يراها مجرد شهوة في نظره ولحظة عابره في حياته .. أو سد خانة الزوجة عند الحاجة، فهتف قائلا بغضب شديد وكان يهمس لنفسه 



- ان شاء الله لا .. لا شيطان مش أكتر .. 



سخر من نفسه فلما لا يفعلها ؟؟ 



فهو قد رفع يده عليها، حسب ما عرف من سعد حاول طرد تلك الافكار التي تقلق عقله وتثير رجولته، فقبل جبهتها في هدوء،  ثم أبعدها عن أحضانه مدثرًا أياها بالغطاء ناهضًا من الفراش 



فهو لا يستطيع النوم بعد تلك الاحتمالات وذلك الشي الذي أتي بعقله، هل هناك من لم يكتفي بتعنيفها في الصغر، وتجرأ باصابتها بتلك الطريقة؟؟ هناك يد لمستها بتلك الطريقة ؟؟؟ 



يريد ان يهدأ قلبه، ففتح الشرفة لعله يجد هواء بدلًا مما أصابه.. 

____ 



ظل مستيقظًا حتي أذن الفجر 



وقضي فرضه بعد أن أخذ حمامه، لعله يتخلص من تلك الأفكار التي تؤخز صدره وأجري اتصالاً ما



فصعد الي الفراش، محتضنًا أياها بعمق شديد، وكان يهمس بجانب أذنيها 



- يلا قومي يا تسنيم بابا جاب موز 



كانت تتقلب في نومها بهدوء ومازالت لم تستيقظ أو تفرق بين واقعها واحلامها، لترتسم ابتسامة علي ثغرها متأملا أياها بهدوء طابعًا قُبلة علي جبينها قبل أن يصرخ قائلا



- تسنيم فوقي الحقي مصيبة 



انتفضت بفزع من نومها أثر صراخه، فأردفت بقلق وذعر



- في أيه، انتَ كويس 



- الحمدلله .. انتِ أيه اخبارك طمنيني عليكي 



قال كلماته في لهجة مرحة للغاية، لتفهم تسنيم علي الفور انه يفزعها فقط، فصاحت به بغضب شديد 



- يعني ينفع كده ده هزار يعني 



- اه ينفع سألت نفسي نفس السؤال قالتلي ينفع يلا قومي البسي علشان نازلين 



نظرت له بعدم فهم هل نامت لساعات طويلة وهي لا تشعر؟ 



فمدت يدها لتمسك هاتفها فاتحة أياه وتحاول أن تضيق بصرها لتري أن الساعة لم تتجاوز الخامسة صباحًا بينما هو نهض فاتحًا خزانته مخرجًا سترة ليرتديها وسترة سميكة له 



قد ينفعها فوق ما ترتديه ممسكًا بحجابها الذي يتدلي من حقيبة سفرها التي لم تقوم بتفريغها بعد. 



فصاحت به وهي تحاول فهم تصرفاته الجنونية 



- أنتَ بتهرج صح .. هننزل نروح فين 



اقترب منها وهو يرتدي تلك السترة غالقًا السحاب الخاص بها، فهتف بنبرة ماكرة وهو ينظر لها بشوق ونظرة أخجلتها 



- هو حلين ملهمش تالت 



هتفت بتلقائية 



- ايه هما 



- الاولاني اننا مننزلش ونكمل اللي كنا بنقوله قبل ما محمود يجي .. يا اما مننزلش ونكمل اللي كنا بنقوله قبل ما محمود يجي 



قال كلماته بخبث شديد، فهتفت بخجل 



- علي فكرة كده واحد بس التاني فين؟ 



- لا مهوا حسيت أنه مش جاي علي هوايا اننا ننزل 



قال كلماته بمرح وهو يفتح سحاب سترته مرة أخري لتمسك يده قبل ان يفتحها علي أخرها 



- والله ما تتعب نفسك .. عايزنا ننزل يا سيدي .. خمس دقايق ونكون مكان ما انتَ عاوز 



قالت كلماتها قبل أن تنهض بسرعة شديدة وتغسل ووجهها وتحاول ارتداء شيء قد ينفعها خصوصا أنه اخبرها لا داعي لاناقتهم الأن فيريد أن يري البحر قبل أن يجتمع الناس وتستيقظ وربما هي أيامه المفضلة التي يبدأ بها حلول فصل الشتاء.. 



___ 



ارتدت الجاكت الخاص به كان مناسبًا لها بعض الشيء وحجابها لتشعر بالبرد الشديد ومازال النعاس يتملك منها أخذها ليمشوا لمدة عشر دقائق 



حتي يصلوا الي الكورنيش أمام البحر مباشرا، ليجلس وتجلس بجانبه، فأخذ يستنشق الهواء بسعادة عارمة وكأن أنفاسه قد انقطعت أثناء جلوسه في الأعلي بمفرده، فهتف مفزعًا أياها مرة أخري 



- تسنيم 



- ايه، صاحية والله 



قالت كلماتها بنبرة خافتة وهي تنظر له، فهتف بنبرة مرحة عكس ما يجول في خاطره 



-  اتنفسي يا عديمة اليود هتموتي مخنوقة من كتر الدفا 



- انتَ عارف أني هموت وأنام حرام عليك 



قالت كلماتها وهي تتثاوب، فهتف مروان وهو يرمقها بشذر وغضب اجاد صنعه 



- يا شيخة حرام عليكي انتِ جايبك قصاد البحر في عز أن الدنيا فاضية لسه بقول يا هادي تقوليلي عايزة أنام يا شيخة ارحمي أمي 



- مهوا محدش يفزع حد ويصحيه بالطريقة دي وينزله ويضايق لما يعوز ينام يعني ده حقي كإنسانة 



قالت كلماتها بمرح وهي تحاول أن تخفف من نعاسها وتوقظ نفسها فصمت مروان لدقيقتين أو ثلاثة ثم هتف بنبرة جادة 



- من كام سنة كده قرأت خبر وحش أوي .. لغايت دلوقتي مش ناسيه يا تسنيم 



نظرت له باستغراب وانتباه هاتفه بفضول شديد 



- ليه خبر أيه ده 



- حادثة حصلت لواحدة عندها واحد وعشرين سنة في اسكندرية 



أجابت بتلقائية وفضول وهي تصدقه بالفعل 



- حادثة ايه دي 



- واحدة جوزها قالها انا عايزك علشان ننزل سوي، فعلا نزلت وخدها قصاد البحر فقالتله عايزة أنام ..كانن اسمها تسنيم برضو راح جوزها خدها ورماها في البحر ورمي نفسه معاها ولا هو بيعرف يعوم ولا هي فغرقوا 



ضحكت رغمًا عنها ثم هتفت بخفوت وسخرية من حماقتها فقد كانت علي وشك تصديقه بل كان قد صدقت بالفعل 



- والله انا غلطانة أني بصدقك لا وكمان منسجمة معاك وانتَ بتشتغلني واضح اني لسه معرفكش 



-  تسنيم نفسك في أيه دلوقت 



كادت أن تجيبه فهتف مروان بنبرة صارمة ومرحة 



- ولو سمحت بعيدًا عن أي افكار قليلة الأدب 



- مفيش حاجة معينة 



قالت كلماتها بعد أن ابتسمت بخجل وحاولت التفكير ولكنها لم تجد إجابة فدائما تحاول رسم خطط مستقبلية لها دون تحقيق أي منها ولم تسأل نفسها ولو لمرة ما الشي تريد فيما عداه 



- فكري تاني 



- مش عارفة يا مروان 



- طب شوفي حاسه أنك عايزة تعملي أيه مدام عقلك مش مجمع وله أقولك أتصرف أنا 



قال كلماته الأخيرة وهو يشبك أصابعه بأصابعها بقبضة يده معطيًا أياها الأمان الذي تريده، فابتسمت له، ليهتف مروان قائلا 



-انا أول مرة اخد حد معايا واجي اقعد هنا في الوقت ده، دايما لما بكون مخنوق باجي أقعد دلوقتي لوحدي .. معرفش حتي جبتك ليه مع أني كان ممكن اسيبك نايمة 



قال كلماته ليجدها مغلقة الأعين فصاح بها 



- طب تعرفي بقا انه قبل ما يغرقها قلع اللي في رجله واداها بيه 



لتخرج منها ضحكات تلقائية، ثم هتفت بمرح وهي تفتح عيناها 



-  صاحية حبيت اعصبك عادي مرة من نفسي 



- هو اللي بعمله في الناس هيطلع عليا وله أيه 



اخذ مروان يأخذ انفاسًا طويلة شهيق .. زفير، فأردف مروان بنبرة مرحة، بعد تفكير طويل 



- تسنيم مش ناوية تقولي حاجة عدلة قبل ما اغرقك .. اقصد نطلع 



- حاجة زي أيه 



-  أي إشارة تخليني مخلصش عليكي النهاردة 



نظرت له نظرة طويلة خالية من التعبير فلم يستطيع تفسيرها جيدًا ثم أخذت أنفاسها لتهبط ببصرها علي أيديهما المتشابكة التي تشعرها بأمان ومشاعر أكبر من أن يترجمها عقلها الأبله، فهتفت 



- عارف لما تقول علي حاجة طول عمرك غلط وتفضل تزرع جواك أنك استحالة تلاقيها .. استحالة حتي لو لقيتها تقرب منها .. انتَ وجودك في حياتي كده، أنا عملت وبقيت باخد قرارات في حياتي بعكس كل حاجة كنت بحفظها لنفسي 



وجدته لم يتحدث فقط يرمق عيناها بنظرات مبهمة فهتفت بهدوء وخجل مستكملة حديثها 



- مش هعرف اتكلم لأنك الحاجة الوحيدة الي عجزت افهم نفسي انا ليه عايزاك .. اديني حطيت ايدي في ايدك ومشيت ورا قلبي 



رفع يده ويدها المتشابكان ليقبل يدها في هدوء وابتسامة رسمها مرة أخري علي ثغره 



-  اللي ما بينا أكبر من أنه يتسمي  اللي بنحسه تجاه بعض الكلمات قليلة أنها تفسره 



ومتقلقيش أنا كمروان بكتشف حاجات جديدة علي أيدك انتِ مش انتِ بس .. 

_________ 



بعد الظهر 



في أحدي العمائر شاهقة الارتفاع في المناطق الجديدة، التي قد قامت بشراءها حديثًا، كانت تجلس علي فراشها بمنامتها القصيرة واضعة الهاتف علي أذنيها وتلف خصلاتها علي أصابعها وتعبث بها وهي تطلق ضحكاتها بدلال مُفرط 



- لا يا شيخ 

مش هينفع لما تعدي الفترة دي وأخلص من موضوع اللي اسمها كريمة ويقدر يرجع ويروح ويجي هنتقابل ما انتَ عارف أن هو قاعد طول الوقت معايا أو في المحل جنبي وينطلي في أي لحظة 



سمعت صوت باب الشقة يُغلق ويفتح فهتفت بخفوت



- اقفل كده باينه جه 



أغلقت الهاتف قاذفة أياه بعيدًا وما أن لبثت أن تنهض من فوق الفراش وجدته يفتح باب الغرفة فابتسمت تلقائيا 



- أهلا يا عموري .. جيت بسرعة ملحقتش .. بس وحشتني برضو 



أوي يا قلبي واحشني موت



وهي تتحث بكلماتها الأخيرة كانت قد نهضت مُقتربة منه ومحاوطه عنقه بدلال، فابتسم بمكر 



- لا مزاجك عالي يا أشجان يعني من ساعة ما طلقت كريمة وبقيت مختفي 



- اه انتَ بتقفلني من الدنيا لما تقول أسمها يخربيتك فصيل 



قالت كلماتها بغضب شديد وهي تعاود الجلوس علي الفراش مرة أخري، فهتف عمرو وهو يفتح أزرار قميصه 



- لا عايزك ترجعي زي ما كنتِ فصلان ايه. 



- لا مليش مزاج بقا 



- هيبقي ليكي يا قلبي 



_____



"في الإسكندرية"



دخلت منار متجر الملابس الخاصة بالأطفال 



الذي تملكه ريهام وزوجها، كان زوجها محمد يمسك يد جني وكانوا علي وشك الذهاب 



فصاح زوجها بمجرد رؤية منار فهو يعلم أنها ستجلب لهما صداع حاد تحديدًا من إتيان مروان وزوجته



- لا اتكل علي الله انا أحسن .. نورتي يا منار



نظرت له منا بأقتضاب، فهتفت ريهام بمرح 



- ربنا يتولاني حقيقي



ذهب محمد أخذًا جني للذهاب عند والدته، فصاحت منار بغضب



- ده اللي مش هيتجوز بعد مراته ومش بيفكر صح ؟




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close