رواية سراج الثريا الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
السرج الثالث عشر«ضحكات موجوعة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
ترك النظر لعينيها لينتهي ذاك الحديث الدائر الذى كان بالعيون بينهم،كل منهم لم يسمع جواب الآخر،على السؤال الذي برأسه ، كانت فقط مجرد نظرات إنتهت وكل منهم نظر أمامه نحو الطريق الذى مر وكل منهم يسأل عقله لما دخل بذاك الزواج
ولا جواب مفيد يُعطي سببًا كان
لكل منهم وجهة نظر،لكن إكتشف أنهما يشعران بسراب.
بسبب الإرهاق،إضجعت ثريا برأسها على مسند المقعد غفت عينيها دون وعي منها،بينما سراج كان مُنتبهًا للطريق الى أن إختلس نظرة نحوها،تفاجئ بها تُغمض عينيها في البداية ظنها فقط كذالك لكن مد يده سحب ذاك الوشاح عن فمها لم تُعطي رد فعل مازالت تغمض عينيها،لوهلة تأمل النظر لها،ملامحها مُغايرة لطباعها
ملامحها وهي نائمة ناعمة تُشبة براءة الأطفال،عكس طباعها المُتمردة،لا بل المحتالة المُستفزة
شتان بين ملامح وجهها الناعمة،وطباعها التي تجعله دائمًا يحاول كبت ذاك الجموح والطموح بداخلها…
ثواني أعطي القلب حق بأن يقترب منها يتذكر قُبلاته لها قبل أيام،بالفعل إقترب وكاد يُقبلها،لولا وهج نورًا بالطريق سطع وإزداد من سطوع ضوء داخل السيارة، كان ضوءًا لأحد عِمدان الإنارة الطريق، نفض تلك الرغبة عن رأسه بعد تحكُم عقله، انتبه للطريق أمامه، الى أن وصل الى إستطبل الخيل، لا يعلم لما لم يُكمل الطريق ويعود الى الدار، توقف بالسيارة وهو يخرج هاتفه يحدث حارس الإستطبل أن يفتح له البوابة كي يدلف الى الداخل، لحظات وفُتحت البوابة، دخل بالسيارة توقف أمام تلك الإستراحة الصغيرة التى تلتحق بالإستطبل، ترجل من السيارة توجه ناحية ثريا فتح الباب وقف لحظات يُتابع بعينيه تلك الغافية مد يده كاد ينكزها كي تصحوا، لكن تراجع عن ذلك، وبسهوله جذب جسدها يحملها بين يديه،ظن بالتأكيد ستصحوا، لكن خاب أمله هي غافية،
تهكم ساخرًا واضح إن نومك تقيل،لكن هي كانت عكس ذلك
تغفوا حقًا،لكن ببراثن الحلم ترا نفسها تطفوا فوق سحابة مثل نجمة تسير بلا هوادة هي كذالك كآنها طفلة تلهوا وهى تسير مع ضوء القمر،حلم مُريح نفسيًا،لا تود أن تفتح عينيها وتعود للـ العتمة الحقيقية بحياتها.
إستغرب عدم صحيانها، حتى حين فك وثاق يديها لم تصحوا، بعد ان وضعها فوق الفراش، لم يهتم وألقي عليها دثارًا خفيف، ثم غادر الى خارج الإستراحة جلس على مقعد أسفل مظلة
تنهد بقوة يحاول نفض ذاك الشعور الغير مفهوم، لما كلما حاول أخذ موقف حاسم معها يتراجع… زفر نفسًا أقوي،حياته العسكريه عودته على إتخاء القرار بلحظة،لا يُفكر،ولا يتراجع،تلك المحتالة معها يتردد ويتراجع دون سبب معلوم، حاول شغل عقله بشئ آخر ونهض واقفًا يفتح هاتفه يقرأ تلك الرسائل التى لا يعرف سبب لعدم حذفه لها رغم مرور وقت عليها،وإنهاء ذاك الشآن،كانت رسائل عاطفية كثير،منها من لم يقرأها سابقًا، كانت تِعبر عن أحاسيس وأشواق وحب… كان يمقت قراءة تلك الرسائل، كان عقلانيًا حين شعر أنه لن يستطيع ان يُكمُل أنهي ذلك الإرتباط قبل أيام قليلة من الزفاف… فكر بعدم الزواج حاليًا، لكن بسبب المُحتالة كان القرار بلحظات
حِيرة وبُغض يشعر بهما
حِيرة… سببها العقل الذي ما يشعر به يتنافى مع ما يشعر به فى قلبه لأول مره…لاول مره يكون بينهم خِلاف
بُغض… يبغض ذاك الشعور… كآنه مجبور أن يتقبل تلك الحِيرة.
❈-❈-❈
بغرفة آدم
إقتربت نهاية مدة اليومين،مازال لم يقفد الأمل، ينظر الى الهاتف القابع بين يديه وهو جالس على الفراش يضجع بظهره على خلفية الفراش، يقرأ تلك الرسالة التى أرسلتها له حنان قبل ساعة تقريبًا فحواها ربما غير مُبشر، أخبرته أن والدها لم يخبرها بشئ بخصوص عرضه الزواج منها… عكس ما فعل سابقًا مع حفظي، لكن مازال فى إنتظار قرار مُبهم…
والإنتظار هو أسوء إحساس
ثواني تمُر كدهور من الزمان.
نهض يحاول تشتيت عقلهُ عن التفكير بذاك الشآن كي لا تفتعل الظنون برأسه،وقف بالشُرفة الخاصة بغرفته،كان القمر أحدبً،فى الاساطير القديمة كان ذاك المنظر نذير شوؤم…
تنهد يستنشق الهواء،الذي من المفروض أن يميل خريفيًا لكن طبيعة المكان مازال حارًا رطب بعض الشيئ، قبل أن تتخذ الظنون حيز عقله، سمع رنين هاتفه، دهل سريعًا الى الغرفة
جذب الهاتف بلهفة إزدادت حين علم هوية المُتصل،حاول الرد بهدوء،بعد السلام بينهم تفوه مجدي بعد مراوغةً لوقت:
أنا موافق على عرضك الجواز من بنتِ بس المواقفة مرهونه بـ…
توقف مجدي عن إسترسال حديثه قصدًا منه، مما جعل فضول بل رغبة مُلحة من قلب آدم لمعرفة… سبب رهن تلك الموافقة، فسأله:
الموافقة مرهونة بأيه.
تبسم مجدي بخبث قائلًا:
أولًا… لازم نمشي حسب الأصول ويجوا الحريم يطلبوا إيد بنتي من قلب بيتي…. مش من الشارع زي ما عملت.
إبتسم آدم بهدوء قائلًا:
أكيد طبعًا ده هيحصل، بس كنت لازم أخد تصريح الأول.
لمعت عين مجدي بخبث ثم أكمل قائلًا بنبرة تعالي أمر:
بنتي مش أقل من مرات أخوك سراج رغم إنها كانت عازبه وبنتي بِكر لازمن يتعمل لها فرح كبير يليق بـ بنت مجدي السعداوي.
لوهلة تضايق آدم من نبرة التعالي التى بحديث مجدي لكن إبتلعها من أجل نيل ما يبغي عليه تقبل ذاك التعالي لوقت فقط، تنهد قائلًا
انا عارف قيمة حنان كويس، وأكيد هي مش هتفرق عن مكانة مرات سراج والعُرس هيتم بنفس الطريقة.
رغم ضيق مجدي من حِنكة رد آدم الذي ساوى بين أبنته وبين زوجة سراج فهنالك إختلاف كبير من كل الزوايا
هو ذو إسم له سطوة كبيرة ومكانة أعلى من نسب سراج ، كذالك إبنته أول زواج لها عكس الأخرى، لكن حاول الهدوء قائلًا بتعالي فظ:
بنت مجدي السعداوي متتساوش بمرت أخوك، وتمام إكده بجية المسائل من مهر وشبكة هنتحدت فيها لم تتم زيارة الحريم.
إبتلع آدم فظاظة مجدي بصعوبه بعد أن أغمض عينيه يتخيل حنان معه، وهذه ما يهمه ليس ذاك المتعالي الفظ، تنهد بقبول:
تمان
إنشرح صدر مجدي قائلًا:
تمام… دلوك تصبح على خير متعود أنام بدري.
أغلق مجدي الهاتف يبتسم يشعر بزهو من إمتثال آدم له لم يُفكر بشئ سوا أنه سوف يصل الى ما يبغي نسب عائلة العوامري
سيُعطيه سيطًا كبيرًا،نسي حكاية الثأر القديمة،لا لم ينساها لكن لن تكون عقبة بل ميزة فالمُصاهرة بالتأكيد لمصلحة الصلح الذي تم قبل سنوات،العقبة الآن هي كيف سيُخبر حفظي وأخيه بقراره التراجع عن قبول طلب زواجه من حنان،لكن لما يتردد سهل أن يُخبرهم أن ذلك قرار إبنته هي سبق وإعترضت حين أخبرها بطلب حفظي لها للزواج،لكن أنت أيضًا لم تسألها عن قرارها القبول او الرفض لـ آدم العوامري.
أجابه عقله
حتى لو رافضة كلمتي انا اللى هتمشي..
لم يهتم لشئ سوا أن نسب عائلة العوامري
الآن هو فى مصلحته بعد أن قرر الترشُح للإنتخابات البرلمانيّة بدلًا عن أخيه الذي ينهشه المرض…لكن من باب وخبرهم فقط نهض وذهب نحو غرفة حنان.
تنهد آدم يزفر انفاسه بضيق من طريقة مجدي الفظة لكن لا يهم المهم الآن أن يرآف بقلب حنان ويخبرها بذلك حتى يهدأ قلبها.
بينما بغرفة حنان
الأخري كان اليأس دب فى قلبها من عدم رد والدها على آدم الى الآن لا تحليل آخر له سوا الرفض،الذي حتى لا يهتم بإخباره بذلك،لكن فى خضم يأسها كانت رسالة كافيه بجعل قلبها يعود للنبض،بعد أن شعرت بخضة بسبب رنين الهاتف بيدها وكانت شاردة بيأس،سُرعان ما فتحت الرساله قرأت ذاك المختصر
“والدك وافق على جوازنا”
كلمات قليلة كانت بمثابة عودة الروح لها، رغم عدم تصديقها قرأت الرسالة أكثر من مره كي تُصدق، ومازالت تعتقد أنها بحِلم عليها أن تتأكد، قامت بإرسال رساله أخري الى آدم
” بتتكلم بجد، أبوي رد عليك بالموافقة ”
يعلم أنها لم تكُن تتوقع موافقة والدها ببساطة هكذا، لكن آدم من خبرته كان لديه يقين أن والدها يتلاعب بالرد بآخر الوقت كي يصل الى مُبتغاه وهو الضغط على آدم بقبول شروطه دون إعتراض،ليس صعب عليه تفسير شخصية والد حنان هو طامع
وآدم حتى إن كان مُعاقًا كليًا بالنهايه من نسل
“عمران العوامري”
مجرد ذكر كنية نسب بينهما فى مصلحة مجدي السعداوي بعد تلك الإشاعات التى تدور بالبلدة أنه هو المُرشح القادم للبرلمان، لكن طيبة قلب حنان جعلتها تعتقد أن الكل يُفكر مثلها بطيابة قلب.
إنخضت حنان حين فُتح باب غرفتها دون إستئذان وطل والدها من خلفه، توجست سريعًا بلا وعي ضغط على زر الهاتف وفصل نهائيًا.
إعتدلت جالسه تقول بتعلثم:
خير يا أبوي.
نظر لوجهها التى خفتت ملامحه وتعلثمها فى الحديث سائلًا:
مالك إتخضتي ليه إكده، كنتِ بتعملي أيه عالموبايل.
إرتبكت تلوح بالهاتف يدها ترتعش أسفله قائلة:
ولا حاجه يا أبوي ده فصل شحن، كنت هحطه عالشاحن وأنام.
لم يهتم ولوهله اراد أخبارها وأخذ رأيها لكن تراجع، لابد أن يفي آدم بوعده أولًا بإرسال الحريم لطلبها رسميًا، وقتها يأخذ قرارها لا داعي لسبق الأحداث.
توجه ناحية باب الغرفة قائلًا بحده:
بلاش سهر كتير عالموبايل ونامى تصبحي على خير.
ردت بخفوت:
حاضر يا أبوي، وأنت من أهل الخير.
رمقها بنظرة شعرت بريبة لوهله، إرتجفت، بعد أن إحتارت من معني نظرته تراجعت خشية أن تسأله عن سبب دخوله الى غرفتها بهذا الوقت فيوبخها ، هدأت وإلتقطت نفسها بعد أن أغلق خلفه باب الغرفه تشتنشق الهواء بروية حتى شعرت بعودة الروح لها.
❈-❈-❈
بـ دار عمران
بلا تردد من آدم إتخذ القرار بعد أن رأي على هاتفه أن هاتف حنان أصبح بلا إشارة، بالتأكيد بسبب صدمتها بعد ان أخبرها بموافقة والداها تبسم وهو ينهض وغادر غرفته نحو غرفة والده…وقف يدُق على باب الغرفة ثم تجنب الى أن فُتح باب الغرفة طلت زوجة والده،تنحنح بحرج قائلًا:
أبوي صاحي.
كان الجواب من عمران نفسه قائلًا:
أيوه صاحي إدخل يا آدم.
دلف آدم للغرفة نظر نحو صوت والده كان جالسًا فوق الفراش،إبتسم له قائلًا:
تعالى يا آدم خير،أكيد جاي فى أمر مهم.
نظر آدم نحو زوجة أبيه وتنحنح بحرج،تفوه عمران لها قائلًا:
سبينا لوحدنا يا فهيمة.
كادت تستمع لقوله لكن منعها آدم قائلًا:
الموضوع مش سر يا أبوي، خليكِ يا حجة.
إبتسمت له بغبطة، لا تنكر هو وأخواته الاثنين لا يعاملنها بسوء
نظر له عمران بفضول قائلًا:
تمام جول الموضوع اللى مسهرك لحد دلوك.
إستجمع آدم شجاعته قائلًا:
أنا قررت أتجوز يا أبوي.
إنشرح قلب عمران قائلًا:
بجد فرحت جوي ولدي، جولى بجي عينك على واحدة بعينها ولااجول لعمتك ولاء تشوف عروسة بنت ناس أكابر.
ببساطة أجابه:
مالوش لازمه تتعب عمتي يا أبوي، أنا خلاص إختارت اللى واثق إنها الإنسانه اللى هتبقى شريكة حياتي.
إبتسمت له فهيمة قائله:
ألف مبروك ربنا يسعد جلبك.
أومأ لها آدم مُبتسمًا بود بينما
تبسم عمران سائلًا:
وتبجي بِت مين دي بجي؟.
أجابه آدم بترقُب:
حنان بنت “مجدي السعداوي”.
فى البداية لم ينتبة عمران أو ربما أراد تأكيد آدم وسأله.:
بتجول مين!؟.
لم يستغرب آدم رد فعل عمران وعاود تأكيد قوله.
إنذهل عمران وهب جالسًا بإستقامة بعد ان كان مُضجعًا بظهره على بعض الوسائد،وقال بتسرع:
مستحيل،إنت أكيد عقلك جَن.
تبسم آدم بتوقع قائلًا:
لاه يا أبوي، أنا عاقل جدًا.
تعصب عمران قائلًا:
إنت مش عارف إن كان فى تار بين العليتين.
أجابه آدم:
حضرتك قولت، كان، دلوك فى صُلح، يبقى إيه المانع.
-المانع كبير جدًا، أنا مستحيل…
قاطعه آدم بتصميم:
دي شريكة حياتي يا أبوي، وأنا اللى هعيش معاها، وخلاص أنا خدت القرار، باقي التنفيذ.
-قرار إيه وتنفيذ إيه، إنتم إيه كل واحد فيكم يختار على مزاجه ويجي يجولى، كآنى مش موجود وليا كلمة عندكم، لاه يا آدم أنا…
قاطعه آدم:
لاه إيه يا أبوي أنا حُر فى حياتي، تصبح على خير.
غادر آدم دون زبادة فى الحديث يعلم انه لو ظل أمام والده سيفعل المستحيل كي يقنعه بالتراجع عن ذلك، لكن لو تركه وهو يعلم بإصراره سيعترض قليلًا ثم يتقبل مُرغمًا لاحقًا
❈-❈-❈
اليوم التالي
صباحً بالإستطبل
فتح سراج عينيه بعد أن داعبت آشعة الشمس عينيه وهو نائم تحت تلك المِظله،شعر بتيبُس فى عُنق،تمطئ لا يعلم متي غفي هنا، نهض واقفًا يُمارس بعد التمرينات فكت ذاك التيبُس،نظر نحو تلك الإستراحة، شعر بضيق، بالتأكيد ثريا مازالت نائمه تنعم بفراش مُريح وهو غفى هنا بالأطلال…فكر ليذهب إليها يُلقي بعض الأوامر،لكن فكر تركها قليلًا حتى يتريض بإحد الخيول،يُنشط جسده.
بينما قبل دقائق،إستيقظت ثريا تشعر براحة فى جسدها رغم ذلك تشعر بخمول تود المزيد من النوم،لكن نفضت ذلك تمطئت،شعرت بليونة الفراش أسفلها كذالك تلك الوسائد الناعمة،لا تفرق عن ذاك الفراش التى تنام عليه بغرفة سراج بالدار،لكن هنا شعرت براحة أكثر،فكرت فى العودة للنوم،لكن تذكرت أن لديها ميعاد مع أحد زبائن مكتب المحاماة بالمحكمه من أجل رفع إحد القضايا،مُرغمة تحملت ونهضت جالسه على الفراش تتمطئ قائله:
لو فضلت عالسرير هرجع أنام تاني.
تجولت عيناها للحظه وإكتشفت انها ليست بغرفة سراج تسائلت:
بس أنا هنا فين،هو إحنا مرجعناش الدار ولا إيه، اكيد جه عليا نومه، بس أنا فين وإزاي وصلت لهنا من غير ما أحس، أكيد بسبب التعب الكتير نمت ومحستش، وسراج رماني من العربية ولاقنى ناس طيبين وقالوا يكسبوا فيا ثواب.
بنفس الوقت سمعت صوت صهيل خيل، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو تلك الشُرفة أزاحت الستائر ونظرت الى الخارج، رأت أحدهم يمتطي إحد الخيول يهرول بها بمضمار قريب من تلك الغرفه، ربما خمنت مكان وجودها، بالتأكيد أنه إستطبل الخيل، سبق وإحتجزها به سابقًا، لكن المره السابقه كان بغرفة رديئة، وهذه المره غرفة تبدوا مُريحة، لم تُفكر كثيرًا، ونظرت الى ثيابها التى ترتديها منذ أمس حتى أنها ليست نظيفة بسبب رمال الصحراء، رأت باب آخر بالغرفة خمنت أن يكون مرحاضً توجهت نحوه، وصدق تخمينها دخلت إليه تبسمت حين رات غسالة صغيرة بالمرحاض،كذالك مِعطف قُطني رجالي مُعلق، تفوهت :
كويس فى غساله أكيد بتنشف الهدوم، اهو أخد دوش وألبس الروب اللى هناك ده على ما هدومي تنضف وتنشف فى الغسالة مش هتاخد وقت طويل.
بالفعل نزعت ثيابها وضعتها بتلك الغسالة،ثم أخذت حمامً بمياة فاترة وإرتدت ذاك المِعطف كان شبه مناسب لها رغم وسعه بعض الشئ لكن ربطته بإحكام على جسدها…ذهبت نحو الغساله،نظر الى المؤقت الخاص بها،رأت أنه مازالت الثياب تحتاج لوقت كي تُصبح جاهزة للإرتداء مره أخري،نظرت لذاك المِعطف بتقييم كان مناسبًا للخروج من الحمام به،بالفعل توجهت نحو باب الحمام وكادت تضع يدها فوق المقبض كى تفتحه،لكن شهقت بخضة حين فُتح الباب بتلقائية لم تنتبه وعادت خطوة للخلف وكادت تنزلق قدميها بسبب المياة الموجودة بالأرضية الناعمة لكن بسرعه طوق سراج خصرها، أصبحت محنية بيده، قبل أن تعتدل واقفه قصدًا منه تذكر صلافة لسانها بالغد وتعمد أن يسحب يده عن خصرها لعدم إعتدالها سقطت أرضًا، شعرت بآلم فى ظهرها وهي تسبه، وهو يضحك على منظرها وهي واقعه هكذا لكن هنالك شئ لفت نظره، حين إنزاح المعطف عن جسدها وعري ساقيها بالكامل تقريبًا لمح تلك العلامة الكبيرة بأحد فخذيها، لكن هي سُرعان ما سحبت طرف المعطف عليها وأخفتها ثم نهضت واقفه تزجره بغضب تشعر بضيق من نظرة عيناه نحو ساقيها اللتان تعرت،ربما لم يفرق معها تعريهما،لكن تلك العلامة الواضحة تشعر بالغضب حين يلمحها أحدًا،بينما سراج حين وقعت ضحك فى البداية لكن سُرعان ما خفتت تلك الضحكه وتحولت الى رغبة لرؤية تلك العلامة المشوهة،لا فضول لمعرفة سبب تلك العلامة واضح أن سبببها حرقًا…لكن ثريا بغضب سارت من جواره وخرجت من الحمام بلا حديث،بينما الفضول جعل عقل سراج ينسي أنه قبل لحظات حين دخل الى الغرفة ولم يجد ثريا سمع صوت هدير مياة من حمام الغرفة توجه نحوه عن عمد كي يُثير إزعاجها فقط، وحدث ذلك حين إنخضت من دخوله دون إستئذان، كذالك إنزعجت حين تركها تسقُط، لكن سُرعان ما توغل شعور آخر، توقف للحظات وفكر منذ زواجهم لم تقوم ثريا بإرتداء أي زي قصير أو شفاف حتى أنها لا
تحاول حتى إثارته بل طريقتها معه دائمًا مازالت تصادم، لكن تغاضي عن كل ذلك وتوغل فضول لديه لرؤية تلك العلامة بفخذها ومعرفة سببها، كاد يخرج خلفها، لكن شعر بشفقة غريبة فى قلبه، زفر نفسه على تلك المشاعر التى تختلط بين قلبه وعقله يحتاج الى إستقرار مشاعرهُ،لم يهتم ونزع ثيابه ودلف لحظات فقط أسفل المياة،يحاول نفض كل تلك المشاعر
أولها الغضب وآخرها الشفقة.
بينما ثريا خرجت من الحمام جلست على أحد المقاعد تشعر بغضب، ليس فقط من سراج الذي خضها وتعمد تركها تسقط حتى تتآلم أمامه، بل الغضب الاكبر من تعرية ساقيها امامه ونظرة عيناه الى تلك العلامة القبيحة، دمعه سالت من عينيها سُرعان ما جففتها بيديها حين شعرت بخروج سراج من الحمام، نظرت نحوه سُرعان ما أخفصت بصرها حين راته يرتدي منشفة فقط حول خصره، راقبها سراج ورأي إحادتها النظر له، يعلم أنها وقحه فليست المره الأولى الذي يقف أمامها هكذا، لكن هذه المره الاولى التى تُحايد النظر له وتدعي إنشغالها بتصفيف خصلات شعرها، منظر وجهها الأحمر القاني، لو بموقف آخر كانت أصبحت بالنسبه له مُثيرة للشغف كإمرأة… لكن ذاك الفضول يتحكم بعقله وهي تجلس تحكم ذاك الرداء عليها… ذهب نحو دولاب صغير بالغرفه وجذب زيًا خاص بالفروسية ونظر نحوها، نهضت واقفه وذهبت نحو الحمام مره أخري دون حديث معه،
تركت الفضول بعقله وعادت للمرحاض ترا ملابسها هل إنتهي تجفيفها بالمُجفف لكن كآن الوقت لم يمُر، مازالت تحتاج الى وقت آخر، خرجت من الحمام، تفاجئت مره أخري حين خرجت أنه كاد يصتطدم بها، لكن إنتبهت وحايدت الإبتعاد عنه، لكن تلاقت عيناهم للحظات صامته قبل أن يتنحنح سراج قائلًا:
مش جعانة.
رغم شعورها بالجوع فهي منذ أمس لم تتناول الطعام،لكن تعودت على ذاك الشعور، هزت رأسها قائلة بنفي:
مش جعانه أوي.
على يقين أنها كاذبه فهما منذ الأمس لم يتناولا الطعام، جذبها على غفله وضمها لصدره ونظر الى وجهها المشدوه حين رفعت وجهها ونظرت له، سُرعان ما حاولت الخلاص من ذلك ودفعته بيديها لكن هو ضحك وتعمد قائلًا :
إيه اللى لبسك الروب بتاعي.
دفعته بضيق قائله:
ملقتش غيره ألبسه، وكلها ربع ساعة بالكتير وهدومي تنشف وألبسها تاني.. و…
قاطعها عيناه تلمع بشغب وضمها أكثر قائلًا:
طب كويس نستغل الوقت ده فى…
توترت وإرتجف جسدها لحظات ونظرت الى وجهه سائله ببلاهه:
قصدك إيه؟.
ضحك على ملامحها، كذالك شعر برجفتها، تعمد الإقتراب بوجهه من وجهها يلفح وجنتيها أنفاسه، وهي تشعر بضيق من ذلك تحاول الخلاص من بين يديه ، لوهله توغل لقلبه رغبة فى تقبيل شفتيها ونزع ذاك المِعطف عنها ليس لتعريتها بل لسبب الفضول، لكن رنين هاتف فصل هدوئها كذالك أفاقه من تلك المشاعر، بتلك اللحظة تراخت يديه عنها سرعان ما إبتعدت عنه وهو ذهب نحو ذاك الهاتف نظر له وقام بفصل الرنين،عاود الإقتراب منها ينظر الى إرتباكها بتسلية قائلًا:
كنت بقول إيه قبل ما الموبايل يرن…
آه…نستغل الوقت فى….
قاطعته بحِده تتهرب من أمامه:
هروح أشوف هدومي زمانها نشـ….
قاطعها بجذب يديها سريعًا إصتطدمت بصدره سرعان ما عادت الخلف ضحك قائلّا:
إنتِ فكرك راح لفين،انا قصدي نستغل الوقت إننا نفطر الاستراحة هنا فيها مطبخ وأنا جعان ومتعود حد يحضرلي الفطور.
إزدردت ريقها قائله بتهكم:
والإستراحة مفيهاش خدامين.
هز رأسه بنفي، قائلًا:
للآسف كل اللى بيشتغل فى الإستراحة رجاله،
تنهدت بسخرية قائله:
تمام قولي فين المطبخ اللى هنا.
أشار لها بيده لتخرج من الغرفة وهو خلفها أشار لها نحو مكان المطبخ، دخلت،تبسمت فهو مطبخ مجهز بحثت بين الأدراج عن بعض الأطعمه، التى تستطيع طهيها سريعًا، تنقلت بين الاماكن تحضر الفطور، بينما جلس سراج على أحد المقاعد يُراقبها بفضول عيناه تنظر نحو ساقها، الفضول يتلاعب به وكاد يسألها عن سبب تلك العلامة، لكن هي وضعت أمامه بعض الأطباق المملؤة بالطعام، قائله:
الفطور.
نظر نحو الطعام قائلًا بهدوء:
تسلم إيدك.
نظرت نحوه بإندهاش، لاحظ إندهاشها، جذبها من يدها إختل توازنها وجلست على أحد المقاعد، تحدث بمزح قائلًا:
إقعدي نفطر سوا.
نظرت لقبضة يده ونفضتها عن يدها قائله:
على رأي المثل طباخ السم بيدقوه.
ضحك دون حديث وبدأ فى تناول الفطور وهي كذالك، لكن بين الحين والآخر يختلس النظر نحو ساقها، لا يعلم سببًا لما لم يسألها… تناولا الطعام وسط صمت غريب عليهما كل منهم بعقله سؤال
هو ما سبب تلك العلامة
هي ما سبب هذا الهدوء بينهم على غير العادة.
إنتهيا من تناول الفطور
نهضت ثريا وضبت ما تبقى، تهربت قائله:
عندي ميعاد مع زبون فى المحكمة، يادوب ألحق الطريق.
أومأ لها وهو يحتسي من كوب الشاي الذي بيده، ذهبت سريعًا… بعد دقائق تقابلت معه فى الردهه كانت أبدلت ذاك المعطف بثيابها، نظرت نحوه ثم سارت أمامه، خرجا من الإستراحة، أثناء سيرها تقابلت مع ذاك القذر التي سبق وضربته على رأسه نظرت له بإشمئزاز، بينما هو أخفض وجهه بكسوف وخوف، تضايق سراج من رؤيته أيضًا ذكره بخطأ إفتعله… لم تهتم ثريا وأكملت سير نحو باب الإستطبل، لكن جذب سراج يدها سائلًا:
رايحه فين؟.
أجابته ببساطة:
هخرج من الإستطبل، موقف الميكروباص مش بعيد، ربع ساعه مشي.
نظر لها مُتهكمًا بغيظ:
ربع ساعه مشي
هتمشي فى الصحرا إحنا فى الإستطبل مش فى الدار، والإستطبل بعيد.
لم تهتم أليس بالأمس هو من أراد تركها بالصحراء،قمة التناقُض فى شخصية سراج،عقلها لا يفهمه عكس غيث،كان واضحًا أسلوبه الفج معها….لكن تهكمت ساخره بضحكه مُصطنعه:
صحرا
ليلة إمبارح كنت هتسيبني فى الصحرا للديابة عادي،مفيش فرق عالاقل دلوك إحنا بالنهار.
تنرفز وجذبها من يدها نحو سياره قائلًا:
أنا كمان عندي مشوار فى البندر.
وافقت وذهبت معه ليست مرغمه بل لسبب ميعادها مع الزبون بالمحكمه.
بعد قليل جلسا بالسيارة دون حديث،لكن لعدم إنتباة سراج اثناء السير لم يلاحظ أحد المطبات بالطريق حاول تبطئ السرعة،بلا قصد يده لمست فخذ ثريا الموصوم بتلك العلامة،إهتز جسد ثريا،وضمت ساقها للآخري بعيدًا،بينما لم ينتبه سراج لذلك.
❈-❈-❈
بـ دار السعداوي
رفض قاطع من ولاء عقلها غير مستوعب ما أخبرها به، بنفس الوقت دخل عليهما آدم الغرفة، نظرت له بغضب قائله:
مستحيل الجوازة دي تتم، أكيد عقلك مش فى راسك.
إستهجن آدم قائلًا بإصرار:
دي حياتي وأنا حر فى إختياري، و…
قاطعته ولاء بإستهجان:
مستحيل
إنت وأخوك خلاص البنات خلصت، واحد يتجوز من عازبة، والتانى عاوز يتجوز من بِت اللى كان بينا وبيناتهم تار، لاه كتير جوي منكم، أنا مستحيل أروح دار مجدي وأطلب يد بِت منيهم…وأستحمل حرج رفضهم.
نظر لها آدم باستهوان قائلًا :
بسيطة انا ميرضنيش تتحرجي عشان خاطرى يا عمتي، وإتصلت على خالتي رحيمة وبعت لها عربية تجيبها وهتروح معاها ثريا ومرات أبوي.
نظرت له بسُحق قائله:
هتعمل زي أخوك و…..
قاطعها آدم بتصميم:
سبق وقولت دي حياتي، وأخويا كمان حر فى حياته وكل واحد بيختار حسب مزاجه، وكل واحد بيتحمل نتيجة إختياره، عن إذنك هروح اشوف خالتي وصلت لفين.
غادر آدم بينما نظرت ولاء لـ عمران بغضب قائله:
ساكت ليه، لازم تنصحه وتعرفه، إن حتى لو حصل صُلح الدم مش بيتنسي… أنا مش ناسيه إن عيلة السعداوي كانوا السبب فى حتل خطيبي دول قتلة.
اخفض عمران رأسه مُرغمًا ثم نظر لها دون رد… إغتاظت منه فالصمت معناه انه يوافق ولده… عمران ضعيف أمام رغبات أبناؤه يتناول لإرضاءهم، لكن هي لا لن تتنازل، حتى لو عاد الثأر مره أخري.
❈-❈-❈
بـ دار مجدي السعداوي
كانت مفاجأة لـ سناء حين فتحت باب الدار ورأت أمامها ثلاث نساء
تعلم هوية إثنتين منهن والثالثة رأتها سابقًا،إستقبلتهم بحفاوة… وأخذتهن الى غرفة الضيوف،وضايفتهن هي وحنان التى تعلم سبب زيارتهن لكن لم تُظهر ذلك،تشعر بسعادة بالغه،فى نفس الوقت تشعر بريبه من الترقُب،تخشي أن يتراجع والدها عن قراره الذي أعطاه لـ آدم جلسن سويًا لبعض الوقو،أحاديث جانبية الى أن تحدثت رحيمة وطلبت يد حنان،التى إنصهر وجهها خجلًا،بينما تفاجئت سناء بذلك وتلجم لسانها وكان ردها مختصرًا:
هقول لـ الحج مجدي وهو صاحب القرار.
تفهمن ردها،نهضن بعد دقائق،نظرت رحيمة لـ حنان وضمتها قائله:
أحن واحد فى ولادي هو آدم،وجلبي حاسس إنك هتبجي العوض لقلبه الطيب.
تبسمت حنان بخجل.
غادرن بعد وقت قليل على عكس عادة مجدي جاء للمنزل،بلا إنتظار أخبرته سناء بزيارة
الثلاث،تبسم لها قائلًا:
تمام،بكره تتصلي علي خالة آدم وتجولي لها إننا موافجين.
ذُهلت سناء دون رد،بينما صدفه تسمعت حنان وسمعت رد والدها لتشعر بسعادة بالغة.
❈-❈-❈
ليلًا، حين عادت ثريا الى المنزل قابلتها عدلات مُبتسمه تقول:
الدار نورت يا ست الستات، سراج بيه لسه واصل من هبابه وجالي لما توصلي أجولك أنه عاوزك فى المجعد بتاعكم، إستغربت ثريا ذلك منذ قليل ارسل لها رساله على الهاتف ان تعود باكرًا، كذالك قول عدلات شعرت بفضول، لكن قالت لها:
عطشانه جوي، هروح المطبخ أشرب وبعتها أطلع له .
بينما سراج بالغرفة مازال يشعر بالفضول من تلك العلامه ولابد أن يعلم سببها، مسك ذاك الثوب الامع الذي به جزء شفاف هو إختار ما يناسب فضوله، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، ترك الثوب، وذهب نحو شرفة الغرفه يقوم بالرد
تعمدت ثريا التأخير الى أن صعدت الى الغرفة بعد دقائق
دلفت الى الغرفه تشعر بإرهاق شديد، إستغربت حين لم ترا سراج بالغرفه، فمنذ دقائق أخبرتها الخادمه أنه ينتظرها بالغرفه على الفور لكن هى كعادتها عاندت وتعمدت أن تتأخر، لكن لفت نظرها
قطعة القماش التى تضوي بلمعان الموضوعه على الفراش، بفضول منها ذهبت نحو الفراش وجذبت تلك القماشة بين يديها سرعان ما تهكمت بإستهزاء قائله:
ده توب غازيه… أيه جابه لإهنه.
إنخضت بشهقه حين سمعت صوت سراج من خلفها قائلًا بغيظ ثم تهكم وأمر:
اتأخرتِ ليه بقالي أكتر من نص ساعه بعتلك الخدامه.
صمت للحظه ينظر لها بإحتقان ثم تفوه بإستهوان:
سلامتك من الخضه.
صمت مره أخري نظر للثوب الذى كان بيدها وتفوة بوقاحه:
أنا اللى جبت توب الغازيه عشان إنتِ تلبسيه وإنتِ بترقصيلى دلوكيت.
بسبب الخضه وقع من الثوب على الأرض، بنفس الوقت إستدارت له، سُرعان ما حايدت بصرها عنه للحظات، لكن عاود يتهكم قائلًا:
مالك،وشك إصفر كده ليه.
بسبب الخضه تركت ذلك الرداء لكن سُرعان ما إستغربت إنحناؤه وجذبه لذلك الثوب وأعاد وضعه بين يديها ثم رفع يده وسحب وشاح رأسها وأسدل خُصلات شعرها قائلًا:
يلا بلاش تضيعي وقت وإقلعى العبايه اللى عليكِ دي وإلبسي التوب ده، مزاجي مش رايق وعاوزك ترقصيلي، أهو أحسن ما أروح لغازيه عالأقل إنتِ حلالي…
توقف للحظات ثم نظر نحو شفاها وضع إبهامه عليشها قائلًا بتلميح مباشر:
يمكن… أكيد الليلة هيكمل جوازنا وتحملي فى الولد اللي…
قبل أن يُكمل بقية تلميحه قاطعته ضحكات ثريا التى إغتاظ منها ظن أنها تضحك سخريه من حديثه بينما بالحقيقة كانت ضحكاتها
«ضحكات موجوعة»
يتبع…