رواية لحن الحياة الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام صادق
الفصل الثالث عشر :
__________
شهقت شهقات متتالية وهي ترفع رأسها من أسفل الماء .. ولخبرتها القليلة بالسباحة ولحظها ان حمام السباحه لم يكن ممتلئ بالكامل تحاول ان تخرج دون مساعدة ...
لتجد جاسم متسع العينين وقد خرج للتو من الشرفة مصدوما
- بتعملي ايه هنا ؟
سؤال كان عبقريا فالمواقف تظهر أحيانا عبقرية عقولنا الخارقة
وبدء عقله يستعب الموقف ..فأنفجر ضاحكا وهو يقترب من حوض السباحه كي يلتقط يدها ولكنها نفرت يده الممدوده وصعدت بمفردها بملابسها المبتله صارخة بوجه
- انت بتضحك علي ايه
فما زاد من صراخها الا ازدياده بالضحك فمهرة تقف أمامه يقطر الماء منها ونظارتها في يدها وتمسح عيناها
- لو سامحت بطل ضحك
هتفت بنرة ممتعضه .. ليتوقف جاسم عن الضحك متسائلا بجديه :
- اوعي تقوليلي كنتي نازله حمام السباحه تعومي بهدومك
ليتهكم وجهها من سخافة الموقف
- رجلي اتزحلقت ووقعت
فعاد يضحك مجددا وهو يتخيل الموقف
- انت ماصدقت تلاقي حاجه تضحك عليها
ونظرت إلي ملابسها بيأس فكيف ستعود لمنزلها هكذا
- انا هروح كده ازاي
وعطسة فجأه ليدرك ان الموقف بات سخيفا وأنها إذا ظلت هكذا ستمرض ..وزفر أنفاسه بقوه وهو يهتف
- ياهدي
لتأتي هدي اليه مصدومه من هيئة مهرة ولكن سريعا ماتجاوزت صدمتها
- خدي مهرة أوضتي فوق .. وشوفيلها اي حاجه تلبسها
وسارت من امامه تعصر ملابسها الغارقة بالمياة تتحاشا نظراته
ووقف يطالعها يضرب كفوفه ببعضهم
- البنت ديه مواقفها فظيعه
وعاد يتذكر هيئتها ..فأبتسم
صعدت إلي غرفته مع هدي التي ذهبت تجلب لها شئ من ملابسها
نظرت لغرفته الواسعه ثم ركضت للمرحاض كي تزيل عنها ملابسها المبتله
وبعد مرور عشر دقائق كانت جالسه في المرحاض الفسيح تقلب في أنواع الزيوت العطرية والشامبوهات التي لأول مره تراها
أعجبها الحمام بكل مافيه
- الفلوس حلوه برضوه
وأمسكت أحدي علب الشامبوه تشم رائحته
- ريحته حلوه اووي .. اما اسأل مدام هدي علي سعره عشان اجيبه ليا انا و ورد
وطرقت هدي باب المرحاض
- الهدوم قدام الباب هنزل اعملك حاجه سخنه وأطلعلك تاني
وفور مغادرة هدي ..ألتقطت الملابس الموضوعه أرض .. وأغلقت باب المرحاض لتنظر للملابس فتجدها واسعة بعض الشئ ..فالسيدة هدي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكن طولها قريب منها لا يتعدي الفارق ثلاث سنتي
كانت الملابس عباره عن بلوزة قطنية بأكمام وبنطال قطني... يبدو أنها ملابس خاصه بالنوم
ونظرت لوسع الملابس عليها .. وخرجت بعد ان جففت شعرها وعقدته كما كان
لتجد هدي تدلف للغرفة بكوب من الليمون الدافئ
تناوله لها
- اشربي ياحببتي عشان متتعبيش
فتناولته منها ..ليأتي دور سؤال كيف سقطت ..فأخبرتها وهي ترتشف من كوب الليمون
لتضحك هدي... فتنظر إليها مهرة بأمتعاض فالكل يضحك عليها
- حتي انتي يامدام هدي
فتمتمت هدي بأعتذار
- أسفه يابنتي ..بس الموقف فعلا مضحك
وجاهدت علي كتم ضحكتها ..لتضحك مهرة هي الأخرى
- يعني هي جات عليكي يامدام هدي .. ما السيد جاسم ماصدق
فأبتسمت هدي وهي تربت علي ذراعيها بحنو
- كلنا معرضين لمواقف زي ديه واسوء كمان .. وكله بيتنسي
وأنهت مهرة احتساء الليمون متذكرة ماكانت ترغب في السؤال عنه وسألت هدي بالفعل لتبتسم هدي وهي تجيب
- ديه كلها حاجات مستورده ..وبلاش اقولك علي السعر
فطالعتها مهرة بفضول
- ليه يعني .. قولي يامدام هدي أصل ريحته عجبتني
وفتحت فاها كالبلهاء بعد ان أخبرتها هدي عن سعره
- يارتني ماكنت سألت
وناولت هدي الكأس الفارغ
- شكرا يامدام هدي
وتابعت برجاء :
- ياريت تحاولي تنشفي هدومي بسرعه
فتذكرت هدي أمر ملابسها .. ونهضت كي تأخذها لتجعل الخادمه الأخري تهتم بأمرهم
وأنصرفت هدي للأسفل .. وأخذت مهرة تتفحص الغرفة
- اوضه مش بطاله
وضحكت وهي تضرب جبهتها
- هنكدب علي نفسنا
ووجدت باب آخر صغير في الغرفه فذهبت نحوه .. ونظرت داخله
- هي ديه بقي الاوضه اللي بيقولوا عليها غرفة الملابس ..ياسلام ياسلام علي العز
وتابعت وهي تردف لداخل الغرفة الموضوع بها ملابسه بعناية
- ماله الدولاب .. كل الهدوم فيه فوق بعضها
وأنبهرت من كم الملابس الأنيقة المتنوعه ..ونهرت نفسها
- ايه اللي انا بعمله ده
وخرجت من غرفة الملابس ..تجلس على فراشه الواسع منتظرة بملل قدوم هدي لها بملابسها
ومر الوقت حتي بدأت تشعر بالنعاس ..لتنظر إلي الوقت فالساعه أصبحت التاسعه مساء
ونهضت نحو الأسفل تستجعل هدي حتي لو سترتدي ملابسها مبتله
وهبطت تبحث عن هدي او فوزيه التي تعرفت عليها في السابق ولكن وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه .. ووقعت عيناه عليها فأبتسم ..فهيئتها اليوم تجعله يقاوم ضحكاته بصعوبه
- بدوري علي مين
فتأففت بحنق
- مدام هدي .. انا عايزه هدومي عشان أروح
وزمت شفتيها بضيق .. ثم عطست بقوه
وأقترب منها جاسم وكاد ان يضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها .. فأشاحت وجهها بعيدا عنه
فأبتسم وهو يشير لها
- تعالي اقعدي ..ارتاحي
وجلست بالفعل ... تنتظر ملابسها وأصبح مشروب ساخن يأتي وراء أخر وجاسم يجلس علي مقربة منها تخبره بما أخبرتها به مني عن التعديل الذي تم بعدما أمر هو بذلك
وعطست بوجه .. ليبتسم قائلا :
- انا ماصدقت الدور بدء يخف من عندي
فضحكت ولأول مرة تضحك معه دون ان تشعر ببغضها عليه
- يعني هو الدور جيه عليا
فضحك علي تعبيرات ملامحها .. ووجدها تنهض بفزع
- الساعه 11 انا لازم أروح
ووقفت تدور حولها... تهتف :
- يامدام هدي .. الله يخليكي انا عايزه أروح هاتي الهدوم حتي لو لسا مبلوله
لتأتي لها هدي بالملابس وهي تتنهد براحه
- لاء كل حاجه تمام...
وصعدت درجتان نحو الأعلي ولكنها عادت تنظر الي هدي بأرتباك ونظرات جاسم تخترقها
- فين اوضتك يامدام هدي
فسارت هدي امامها لتتبعها .. وجاسم يقف يطالعها مبتسما من أفعالها المجنونه
وعادت إليه بعد ان ارتدت ملابسها .. واخذت حقيبتها وكادت ان تغادر مهرولة كي تلحق مواصله لبيتها ولكنها وقفت علي صوته
- مهرة السواق بره هيوصلك
ونظر لساعه يده
- الوقت أتأخر ومينفعش تروحي لوحدك
وكادت ان تعترض الا أنه أشار بحزم
- ده أمر علي فكره
ولحاجتها لتلك المواصله..أرضخت لأمره وأخرجت هاتفها لتجد ان البطارية فارغة فعلمت سبب عدم مهاتفة ورد لها
.....................................................................
وقفت ورد بلهفة عندما رأتها تدلف من باب الشقة
- اتأخرتي كده ليه يامهرة .. انا قلقت عليكي
فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله ..كانت لا تريد أن تحكي ولكن
- لاء انا لازم احكي .. يمكن أنسي
فأتسعت عين ورد متسائله بقلق
- ايه اللي حصل
لتقص عليها مهرة كل ماحدث ..لتنفجر ورد ضاحكه
- أوسكار انيل موقف ..ياكسفتك يامهرة
وركضت ورد وهي تري الشر علي وجهها لتجد فجأة حذاء يضرب ساقيها
- ماشي ياورد ..
وضربت علي فخذيها بضيق
- حتي انتي ياورد ..
وندبت حظها
- اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء
لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة :
- كل حلفائك خانوك ياريتشارد
وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها ..أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو
...........................................................................
في غرفة يحاوطها الظلام ..كانت رقية تغمض عيناها بآلم ..لا يراها إلا كشقيقه ..مازال يذكرها بالحلوي التي كان يجلبها لها وهي طفله ..وزفرت أنفاسها وهي تتمتم أسمه بأمل
- أمتي يامراد هتحس بمشاعري
وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام .. وانفصاله عن زوجته بعد أشهر .. يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد
........................................................................
منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها .. وعطست بقوة
جعلت مني ترفع رأسها من علي الأوراق
- يرحمكم الله
وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها
- ديه المره العشرين
فوضعت مهرة المنديل علي أنفها تجاهد ان تكتم العطسه الحاديه والعشرون كما تحسب مني
ولكن خرجت عطستها
وأستنشقت الهواء متبرمه متذكره ماحدث أمس
وعلي طيف ما تذكرته .. عطسة للمره التي تنسي عددها
- يرحمكم الله يامهرة
فأتسعت عيناها وهي تجده أمامها مبتسما .. يطالعها غامزا بعينيه
- سلامتك
.............................................................................
أنشغل الصغير في لعبته الألكترونيه .. وخرجت ورد للشرفة التي تطل علي منظر ساحر تتأمل صفاء السماء والهواء يداعب وجهها
ولم تشعر بكنان الذي وقف خلفها يسمع تنهيداتها القويه التي تخترق صدره .. وتقدم منها ليقف جانبها
وقد فزعت من وجوده ولكنها تمالكت نفسها
- الجو رائع أليس كذلك
فتمتمت ورد ومازالت نظراتها مصوبه للامام :
- سيكون مكان جميل جدا جدا
فأبتسم وهو ينظر إليها
- انتي أيضا جميله ورد
فأتسعت عين ورد ..وقد سكن جسدها من الحركه
فوجدته يميل نحوها
- لماذا تخجلي من عبارات المدح ورد .
فأبتعدت عنه بصدمه
- ماذا ؟
فأتسعت أبتسامة كنان
- انا رجلا لا يخفي مشاعره إذا رأي شئ جميل او أعجبه شئ .. ولا أخجل من ان أعبر عن ما يدور بعقلي
فأشتعلت وجنتي ورد حرجا
- اعلم أنك منجذبه لي ورد
لتنظر اليه بصدمه فقد لاحظ نظراتها نحوه .. وفركت يداها بتوتر وهي تنظر لجواد المنشغل بلعبته ثم أتجهت نحوه بخطوات سريعة
- عن أذنك سيد كنان
...................................................................
صافح جاسم مراد بعد أن انتهي من امضاء عقد عمله فقد أصبح مدير المصنع بدل من السيد شوقي
وخرج من غرفة جاسم بعدما فهم منه اخطاء شوقي
ليقع عيناه علي مهرة وهي تعطي لمني بعض الأوراق المطبوعة.. فحين جاء لم يقابلها
- أنسه مهرة
فألتفت مهرة نحو الصوت متذكرة مراد ووالده السيد عماد الرجل الضحوك
- ازيك يا أستاذ مراد
فأبتسم مراد بحبور
- كويس انك لسا فاكرة أسمي
فطالعته مهرة وهي تتسأل
- حضرتك هتمسك المصنع مش كده
فحرك مراد رأسه بنعم
- جاسم حكالي علي اللي انتي عملتيه وانك اكتشفتي الفساد اللي فيه
وتابع بفخر :
- انتي شخصيه تستحقي الأحترام يامهرة
فتوردت وجنتيها من اطرائه .. لتجد جاسم يخرج من مكتبه فيبدو أنه لديه إجتماع بالخارج
وتفاجئ من وقوف مراد معها متسائلا
- انت لسا هنا يامراد
فنظر مراد نحو مهرة التي حاشت نظراتها عنهم
- كنت بسلم علي مهرة
وسار مبتعدا بخطواته
- يلا مع السلامه .. عشان ألحق اوصل المصنع
ووقف جاسم يطالع مهرة بأعين متفحصه فأبتسامتها كانت تنير وجهها مع مراد ولكن عندما جاء هو تلاشت ...وانصرف خارج المكتب بل الشركه بأكملها
.........................................................................
أسند أكرم شقيقه كرم الذي يترنح من اثر الشرب
شقيقه يأتي كل يوم هكذا ووالديه في غفوتهم اما في محلاتهم التي يزداد عددها او نائمون لا يبحثون ورائهم
كانت الساعه الثالثة وهو يضع شقيقه علي فراشه
- تاني ياكرم رجعت للشرب تاني والسهر في الكباريهات
فتمتم كرم وهو بعالم أخر
- هش هضيع الكيف اللي متكيفه
لينظر أكرم لشقيقه بلوم
- طب المره اللي فاتت مهرة نجدتك من السجن .
ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ
ليزفر أكرم أنفاسه بضيق
- محدش ضيعك غير دلع ماما
............................................................................
دفن وجهه في عنقها وهو يستنشق رائحتها التي افتقدها ..فأخذت تبتعد عنه
- موافق علي شغلك يامرام
فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها
- وحشني حضنك اووي
تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحرام
........................................................................
يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا ..وتبتسم له
شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا ..أما ورد كل شئ معها مختلف
منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته ..وكأنها تخاف من شئ
تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها ..رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها
واستأذن معاذ منها ليتابع عمله .. لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم
..........................................................................
أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم .. وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء .. رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ... ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما
وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين ..وكان ردها
" قولهم شكرهم وصل ..انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق "
كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم
- ياذوق ..انتي فاكره نفسك فين يامهرة
وعاد من شروده وأبتسم
.............................................................................
وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين
فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم
ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها
فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق
- انا ماليش في الأجواء ديه ..لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف... فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها
وألتفت بأرتباك ..لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع
- كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي
- ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
- طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها
- اعتبريه يوم ترفيهي
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد .. فمد لها يده كي يساعدها للصعود
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها .. وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه ... كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه
ليندمج جاسم بعدها معهم ..فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه
- الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها .. فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله.. عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية