اخر الروايات

رواية شط بحر الهوي كامله وحصريه بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوي كامله وحصريه بقلم سوما العربي


                    

                                    
فى أحد الشوارع الجانبية لحى الغوريه العتيق.

+



                    
كان صوت الكروان يشدو فى سماء الفجر الصافيه 
،صوته ينتشر مرفرفا على الحى كله.

+



                    
حيث الهدوء يسيطر على المكان وعدد الماره قليل فى هذا الوقت من الصباح.

+



                    
جلست تلك الفاتنه ذات الاربعه وعشرين عاما على طرف الشرفه العتيقه المطله على الشارع بابطابق الارضى يعزلها عن الشارع اسياخ من الحديد .

1



                    
كانت تقبض عليهم وهى تنظر للقمر الذى بدأ يتوارى عن الأعين باقتراب النهار.

+



                    
كأنها تريد لمسه والقضبان الحديديه تمنعها عنها.

+



                    
اغمضت عيناها تتنهد بشجن...ثم فتحتهم من جديد وبعيها لمعة غريبه .

+



                    
دق هاتفها يعلن عن الموعد الذي حددته على المنبه ظنا منها أنها قد تحظى بنومه عميقه .

+



                    
لكن عبثاً لم يحدث..ككل مره تذهب بها لمقابلة عمل جديد.

+



                    
استقامت من على الشرفه تدلى بقدميها على الأرض ثم وقفت لتذهب الى غرفتها تنظر حولها.

+



                    
أصبح فراغ البيت يخيفها...يزاد وحشيه يوما بعد يوم.

+



                    
خمس سنوات وهى وحدها منذ وفاة والدها الحبيب.

+



                    
لم ولن تبرح ذلك البيت الذى عاشت به معه حيث ذكرياتهم الدافئة... إنها السلوى الوحيده لها .

+



                    
اغمضت عيناها ثم اتجهت بخطى ثابتة تجاه عباءه صوفيه خلف الباب تحفظها بعناية كأنها قطعه من روحها ،تضمها لصدرها تستنشقها وهى تغمض عيناها ستين ثانيه كامله .

+



                    
لتفتح بعدها عيناها الحمراء تزفر بوجع وحنين.

+



                    
تشعر يوميا بالضياع بدونه الحياة كأنها توقفت من بعده.

+



                    
تقدمت تفتح احد الجارورات الخشبيه فى مكتبه القديم ..تضع يدها على كفها تكتم شهقتها  وهى تتلمس فرشاة الحلاقه الخاصه به وبعض أدوية الضغط والكلى التى استخدمها بآخر أيامه.

1



                    
امتدت يدها تتحسس مسواك اسنانه المهذب مازال يحمل تأثير يده بأخر مره قلّمه به.

+



                    
اغرورقت عيناها واختنقت بالدموع ككل يوم وهى تتسحب بيدها على تلك اللفه من الشاش القطنى.

14



                    
تتذكرها جيداً واحتفظت بها ... أنها تلك اللفه التى لف بها وجه والدها عندما توفى.

+



                    
انفجرت بالدمع وذكرى تلك الليلة لم تناساها ابدا...مظهر والدها وهو يخرج من سياره اجرى على اكتاف رجال الحى ..وجهه مربوط بشاش ابيض وبأنفه قطن .

+



                    
إنها الذكرى التى اهتزت لها أرضها وسماها... حينما توقف بها الزمان والمكان.

+



                    
قست على نفسها كثيرا وهى تحتفظ بكل هذه الأشياء التي ستعذبها كلما نظرت لها .

+

                
حتى القطن والمسك المستخدم بالغٌسل احتفظت به ...تخفيه عن اى احد يمنعها أن تفعل،انها الذكرى الاخيره من والدها لها.

2



تركت كل شيء بمكانه مجددا واغلقت المكتبه عليه .

+



لتقف وتجر قدميها حيث مرحاض شقتها تأخذ حمام سريع وتخرج.

+



تتحرك بخطى متوازنه ثابته لشخص يحفظ خطواته الماضيه والقادمة.

+



تدلف لغرفتها وتقف أمام المرآة ترى إنعكاس صورتها فيها..تعلم أنها ذات حٌسن نادر.. أبدع الخالق فيما صور.

+



جسدها متوسط الطول ممتلئ بعض الشيء ومتناسق ... بشرتها البيضاء صافيه ،ووجها مستدير بوجنتان حمروان ممتلئة وشفاه منتفخه .. عيونها من العسل الصافى وشعرها العسلى المموج يتطاير خلفها بجموح..

+



كانت جميله جدا وناعمه...او ....هكذا تبدو......

+



انتهت من النظر بإمعان الى نفسها وجمالها فى المرأه ككل يوم تتأكد فيه أنها جميله .

+



تأخذ نفس قوى وترفع انفها عاليا ثم تمسح دموعها بكف يدها.

+



تبتسم فى المرأه ابتسامه ملتويه غير محددة المعالم ثم تمد يدها بعزم تلتقط فرشاه من الكحل العربى تحدد بها عيناها ببراعه واحترافية لتنتهى بعدما تركت عينان تذبح اى من  سيراها.

+



فتحت خزانتها المكونه من دلفتين ودرجان صغيران  تخرج فستان اسود بأكمام من نفس القماش يزين المعصم بقماش ابيض وطوق صغير من نفس القماش الابيض حول الرقبه .

+



انه الزوق العام لها ..تجمع ما بين البساطه والفخامه بمزيج يطحن القلوب.

+



مستخدمه عيناها ذات اللغز الكبير والسر الغير قابل للإختراق.

+



قوة رسَمتِها ،سحبة عيناها،اتساعهم ولون العسل الصافى مع الكحل الأسود بها يصنع نتيجة كارثيه ،عينان آسرتان لن يتسطيع اى من كان زحزحة عينيه من عليها.

+



لم ولن ترتدى يوماً عدسات العين الملونه ..تصر أن تبدو جميله لأنها جميله ..كل ما يعرفها عادة مايخبرها أنها جميله نعم... لكن لعيناها جمال آخر .

+



لذلك تصر على عدم استخدامها ابدا...هى جميله لأنها جميله وليس اعتمادا على شئ آخر.

+



انتهت من وضع احمر شفاه بلون الخوخ خفيف اللون والدرجه لا يعطى بهرجة منفره فى المظهر .

+



بعدها بكل هدوء مدت يدها تضع حجاب طويل وعريض على شعرها تخفيه كله بلفه انيقه مريحه.

+



فتحت أحد الإدراج تلتقط ساعه بلون الجلد البنى تكمل به زينتها وعقد من لولي بيسط جدا يتدلى على صدر الفستان الاسود الساده .

+



وبنظره واحده فى المرأه رأت إنعكاس هيئتها الانيقه لترفع هامتها عاليت بثقه ..اليوم مهم جدا بالنسبة لها.

+



        
          

                
خرجت بخطى ثابتة نحو الشارع تلقى السلام على السيدة الثمينه التى تفترش الارض ولأمامها اقفاص خشبيه موضوع عليها أنواع مختلفه من النباتات الجرجير،الخس،البقدونس ومعها خضار الطماطم والخيار .

1



فترد الأخرى على تلك الفتاه عصرية الملابس انيقة المظهر لكنها قريبه من اهل الحى جدا لم تترفع عنهم يوما.

+



فتكمل سيرها  وهى تلقى السلام على هذا وذاك وبعدها تلك.

+



الحى اصبح زحمه الى حد ما فى هذه الساعة من الصباح خصوصاً مع الذهاب للمدارس.

1



توقفت قدمها وافترت شفتيها عن ابتسامه رقيقه تتحكم بها دوما وهى تستمع ذلك الصوت الرخيم يردد خلفها مناجيها:غنوة...

+



اخذت نفس مرتاح لأثر صوته عليها واستدارت له ترى امامها زينة شباب الحى أنه" الشاطر حسن"

+



او هكذا تناديه أحيانا سيدات الحى وهن يخطبن وده بوضوح ربما خطب إحدى فتايتهن.

+



ككل يوم وبأعين خبيثه لئيمه تمشط هيئته سريعاً خلسه دون أن يلاحظ هو ذلك .

+



تراه بجسده الطويل الضخم وعضلات كتفيه بذراعيه تعطيه عرض صعف عرضه.

1



ملامحه رغم سمارها وسيمه وشعره اسود كثيف كأنه مبتل دوما.

2



واقف على اعتاب محل البقاله الكبير خاصته (سوبر ماركت) يبتسم لها وعينه على عيناها لا تفارقها وهو يردد: صباح الخير.

+



حاولت التحدث بهدوء كأنها لا تهتز بمجرد سماعها صوته وقالت: صباح النور ياحسن.

+



مكر وخبث ولئم.. تعلم أن نطقها لاسمه بصوتها يزلزل كيانه ويكون واضحا بتحرك تفاحة ادم خاصته .

+



كانت عيناها عليها وكأنها تنتظر نتيجة محتومه تتعرف على استمرار تأثيرها.

+



بينما هو غارق بالعيون الذبّاحه ... يردد ككل مره يراها  "حبك يا عميقة العينين..تطرف ..تصوف ..عباده.. حبك مثل الموت والولاده..صعب بأن يعاد مرتين"

+



زمت شفتيها وهى تأخذ نفس عميق مرتاح،شعور لذيذ يدغدغ حواسها وهى تقف تراه ينظر لها كما يفعل كل يوم ..نفس النظره لا تتغير .

+



تعلم أنه غارق بعيناها الآن فحمحمت بخفوت كى ينتبه عليها  ثم ينظر بانتباه لما بين يديه ويمد يده بها مرددا: الباتيه الى بتحبيه جبته عشانك.

+



كأنها اعظم هداياها ..يكفى انه ينتظرها به كل صباح.

+



مدت يدها كى تلقتطه منه وهو يمنى يده بانحراف أحد أصابعها ربما يلامس اى إصبع من يده الممدوده.

+



لكنه لم يفعل والتزم الأدب يعطيها لها يراها تتطلع لذلك الشئ الاقل من بسيط بشكر وامتنان كبير .

+



لينتقل مجبرا من النظر بعينها وينظر لابتسامتها وملامحها.

+



صامت تماما وعينه تتشبع بالجمال الربانى والحٌسن النورانى لفتاة قلبه من سنوات.

+



        
          

                
لا تريد حقا لتلك اللحظة ان تنتهى...لما لا تترك العمل وكل شئ وتتزوج من حسن تنجب اولاد يشبهونه وتغسل له قدميه كل مساء... هى حقا تريد

19



استفاقت سريعاً من تلك الأفكار تاخذ نفس مرتجف ثم تردد: شكرا يا حسن.

+



عاود ابتلاع رمقه تتحرك معه تفاحة ادم وهو ينظر على هيئتها الانيقه البسيطه بأعجاب ثم قال:رايحه شغلك .

+



هزت رأسها بهدوء تردد: ايوه..عنئذنك .

+



غادرت سريعاً ترغب بالهرب من امامه هو وتأثيره الغير عادى عليها.

+



لم يستغرب كثيرا هى كل يوم تغادر بنفس الطريقة بعدما يعطيها فطورها اليومى المفضل.

+



ذهبت سريعا تسابق قدميها لديها أكثر من مشوار يجب ان يٌنجز اليوم.

+



مقابلة عملها الجديد ،اعدت لها من أيام جيدا.

+



وها هى قد انتهت،لم تنتظر كثيرا ،للمظهر عامل كبير وقد ساعدها لن تنكر...لقد تم القبول بنجاح ومن اول مقابلة.

+



استقلت سياره اجرى سريعاً وذهبت حيث عملها القديم او الذى أصبح الآن السابق.

+



دلفت فى مكتب بالوان بيضاء مريحه متناسقة مع اللون السماوى ويوجد باقات ورد بلاستيكية من مختلف الاشكال تزين المكان... أشكال مختلفة مبتكره وعصريه  لبطاقات دعوات حفلات زفاف .

+



وقفت امام صديقتها تأخذ منها مظروف ابيض يحتوى مبلغ مالى أكثر من جيد .. انه راتبها.

+



هل أخبرت أحد يوماً ما انها تبغض راتبها وتبغض يوم الحصول عليه أيضاً.

+



كانت تقبض على المظروف تعصتره وتنظر له كأنه بداخله افاعى قارصه .

+



تتذكر مرض والدها اللعين..كم تمنت ذلك اليوم الذي ستتخرج فيه وترحمه من شغله كعامل نظافه براتبه الضغيف والذى لم يكن يدخر جهدا كى يعطيها كل ما تحلم به قدر استطاعته.

1



والدها الذى تمثل به الأب والام وحتى الشقيقه التى تمنت لو حظت بها،لقد لعب كل الأدوار ببراعة، لكنه لم يستطع الصمود.

+



هزمه المرض والفقر ،كان مريض بالكلى ،يذهب للغسيل مرتين أسبوعياً بالمشفى العام.

+



تعب فى المرض وتعب بطابور الانتظار الا يكفى تعب الغسيل؟!

+



كانت كظله ،بل كجلبابه على جسده ،تسأل هل كانت تذهب معه تسانده ام أنها ولآخر لحظات حياته وحتى فى أكثر أوقاته ضعفاً كان هو مازال قادر على امدادها بالدعم والقوه،يكفيها نفسه الذى تسمعه وه يستنشقه لتدرك إن الدنيا بخير والعالم يدور.

+



كم الحت عليه لو تركت تعليمها وذهبت للعمل كى تساعده فهو بحاجة لذلك.

+



وهو بقوه وغضب يرفض يوصيها إلا تفعل ،إن كانت تريد راحته يجب الا تضيع تعبه وحلمه فى ان تحصل على شهاده عليا وتعمل بمكان يليق بها ،أن يرى ابنته بين علية القوم لها مقعد وسطهم ،والا فهى لن تكن بذلك قد ساعدته وإنما قضت عليه وعلى تعبه وأحلامه.

1



        
          

                
الآن هى بيدها مبلغ رائع من المال لكنه ليس معها كى تأخذه كما كانت تحلم أنها ستفعل حين تحصل على اول راتب لها،تقم بعزيمته على لحم الضأن الذى يعشقه ومن بعدها تجلب له حلوى البسبوسه فهو يذوب معها ذوب ثم تجلب له جلباب من الصوف السودانى المعتبر الذى اخبرها يوماً أنه رأى صديق له يرتديه وقد أعجبه،وتجلب أيضاً دواء مستورد بدلاً من ذلك المحلى ضعيف المفعول ثم تذهب به للبيت وقد غلبه النوم من التخمه إثر الأكل الكثير ،تدثره فى فراشه ربما ظلت مستيقظة لجواره تملى عيناها منه ،فقد أدركت مرارة الفقد.

+



خرجت من مشاعرها تلك على صوت صديقتها التي تنظر لها مستغربه:انتى يابت...مش بكلمك.

+



رفرفت بأهدبها تحاول منع دموع عيناها وقالت بصوت جاهدت على أن يخرج طبيعى:هااا.. بتقولى حاجه يا هنا؟

+



زمت هنا شفتيها بغيظ تردد: بقول أنك اكيد واحده يا متخلفه يا معتوهه لما تسيبى مكان ألف حد يتمنى ييجى فيه عشان تروحى مكان تانى بمرتب اقل وعدد ساعات اكتر.

+



كان رد غنوة هو الصمت الرهيب فاغتاظت هنا أكثر تردد:انتى يابت انتى ردى عليا مش عايزه اتعصب عليكى.

+



رمشت غنوة بعيناها ثم قالت مغيره دفة الحديث:هو إحنا مش قبضنا..والشغل خلص..بينا نعمل شوبنج.

+



كانت تعلم نقطة ضعف صديقتها ،تتحول تلقائيا عند ذكر سيرة التسوق فقط.

+



بحماس مجنون ودون أي حديث سحبت يد غنوه وسارت متجهه للخارج.

+



_______سوما العربي___________

+



فى مطار القاهرة الدولي على متن الرحله القادمة من برلين .

+



كانت الميضفه تساعد تلك التى على مايبدو تسافر لأول مرة خارج حدود موطنها الأصلي بربط حزام الامان.

+



تبدو فى العشرين ممكن او واحد وعشرين،على الارجح إثنان وعشرون عاماً.

+



كأنها هاربه مثلا او فعلت ذلك دون علم مسبق من والديها.

+



تتحدث العربيه لكن بصعوبه شديده ،وكلما حاولت المضيفه الاستسهال والتحدث معها بالالمانيه لغة موطنها كانت تحتد ،مصره أنها لديها عرق مصرى وأنها تتحدث المصريه جيداً... جيدا جدااا.

+



وأخيراً هبطت الطائرة لتخرج منها سريعاً تسبق الريح الى باب الطائرة حيث هواء مصر وجوها الذي تخيلته كثيرا.

+



يبدوا أنها ستستمتع هنا كثيرا حيث مصر الفرعونيه بحضارتها واصالتها وأهلها الطيبين وووووو

+



ووماذا؟!! .. أنها تسير بذلك الحى الشعبى الذى وصلته بعد عناء وكادت ان تبكى وهى بالطريق تصف للسائق بلغتها الغير سليمه إطلاقها مقصدها.

+



إلى أن ألقاها من سيارته حرفياً بأول الشارع يردد:منك لله ضيعتى عليا اليوم مش عارفه تتكلمى وكمان بتقاوحى.

+



        
          

                
لم تفهم الكثير من حديثه...هل يسب؟هل تضايق؟مما؟! أمره غريب.

+



همست لنفسها تأخذ نفس عميق أنه غير مهم غير مهم.

+



تناست ما حدث وما يقال واخذت تنظر حولها حيث حى الغوريه القديم ،الشوارع حقا مبهره،مرصوفه بالحجر المصقول،و بها جدران مزخرفه  وبوابات خشبيه ضخمه،بالاضافه الى سوق كبير به اشياء عجيبه.

1



اتسعت عيناها بانبهار وهى ترى جلباب بلدى باللون الذهبى ذات شق هائل على جانبه ومعه عصى مطعمى باللولى ...وقفت أمامها مبهوره تريد شراؤها.

+



وما هذا انه وشاح يحتوى على حلقات ذهبيه كثيره تصدر صوت مزهل.

+



ضمت كفيها معا تهز رأسها بحماس أنها سفرة الاحلام الى مصر كما أرادت.

+



تعرف أنها قد جازفت حين فعلت دون علم والديها لكنها كانت تعلم أن لأمها مخططات أخرى مرتبطه بمواقيت معينه تتعلق بشقيتها الكبرى وهى حقا لا تتحمل الإنتظار.

3



منذ ان عرفت بأن لها شقيقه صدمت لكنها سعيده جدا حيال ذلك فكم حلمت أن يكن لها شقيقه تشاركها كل شيء،تستعير ثيابها،تتشاجران معها وتعودان للتصالحا سريعا.

+



اشياء كثيره ومجنونه فكرت بها منذ ان عرفت لذلك تهورت وسافرت الى مصر لم تطيق الانتظار.

+



تقدمت تتخطى السوق وتدلف للحى نفسه من الداخل حيث بيوت قاطنيه الاساسيين.

+



حاره تؤدى الى حاره وزقاق يخلفه زقاق..لتكن الصدمه أول ما نطقت لغتها المصرية الرهيبه.

+



زفوها... زفه من عشرين طفل او أكثر من اطفال الحى.

+



يسيروه خلفها مهللين مصفقين...خلفيتها عن الاطفال انهم احباب الله.

+



لكن لما احد احباب الله يناديها ب:مزه.

+



وثانى يحاول وضع يده على وركها المكشوف.
وآخر مد يده يقرص جانبها الأيسر مرددا:ارركب الهوا.

7



وركبته... بالفعل فقد قفزت صارخه أثر فعلته الشنيعه تلك.

+



كانت قد اقتربت من البكاء.. لأول مرة بحياتها توضع بموقف غريب مريب كهذا.

+



هم خلفها  ... مجموعه كبيره ولا تستطيع فعل شيء ،حتى نساء الحى ممن يجلسن لبيع المنتجات او من يسرن فى الشارع يشاهدن باستمتاع كأنه عرض مسرحي ممتع.

+



صدح صوت كقذيقه نوويه اخرس صوت الأطفال واوقف تصفيقهم الحار : بس ياض أنت وهو عيب كده.

+



بمفعول السحر توقف الاطفال وردد أحدهم بعدما نظر رفقاءه أرضا: حاضر ياعم حسن إحنا اسفين.

+



ردد حسن بخشونه: طب يالا كل واحد على مدرسته يالا مش عايز حد هنا.

+



استدار عنهم ينظر لتلك الفتاه والتى ترتدى فستان من جلد الفهد يهفهف على قدميها من فوق ركبيتها ومعه حذاء جلدى ذو رقبه طويله تصل إلى ربع قدمها

+



        
          

                
ليكن كل جسدها مغطى معادا ساقها وجزء من فوق الركبه ليردد حسن: يعنى مقفله كله وفاتحه من تحت ليه .

+



أخيرا رفعت عيناها له لتأثرها طلته ... أنه كتمثال فرعونى منحوت وتجسد أمامها.

+



هل لازال بمصر فراعنه تسير بالشارع وسط الماره؟!

3



كانت تحملق به وهو ينظر عليها باستغراب..كأن وجهها مألوف له رغم اللمحه الاوربيه التى هى عليها فسأل بشهامه:Speak arabic?

+



تحدته بغيظ تجيب بلغتها الركيكه: أيوه.. أنا عندى عرق مصرى.

+



ضحك على طريقتها العنيده بالحديث وردد:ياستى أنعم وأكرم.. انتى تايهه طيب ولا معاكى عنوان جايه عليه؟

+



طريقته بها لمحت حنان،تقسم أنها استشعرتها،اكيد هو ليس بذلك الحنان مع الجميع ،ابتسمت داخليا على ما يبدو أن احدهم قد أعجب بها من أول نظره.

3



وهو جميل و وسيم جدا لا بل جدا جدا جدا...تبا له حقا.

+



طال انتظاره جوابها لا يعلم لما رق قلبه وزوى مابين حاجبيه وهو يراها تفرق اصابعها ببعض كالأطفال فردد مجددا:يا انسه..جايه تسألى على مين؟

+



رفعت عيناها له تعصف بخضارها الزيتونى وتقول:جايه لأختى ،هى عايشه هنا لوحدها مع باباها.

+



سأل مجددا بحلم:الى هى مين؟

+



عاودت النظر له وهى تبكى داخليا،ليس من العدل العدل ابدا أن يكن هكذا حنون هادئ مراعى .

+



كانت عيناها تسير على ملامحه المنحوتة بدقه وهى تردد: اسمها غنوه ....غنوة صالح غنيم.

+



اتسعت أعين حسن بصدمه يردد: إيه؟! أختها ازاى؟غنوة طول عمرها عايشه وسطنا وماكنش ليها غير عم صالح الله يرحمه.

+



فتحت فمها بزهول تسأل:هو مات؟!

+



رد حسن متهكما:من خمس سنين مثلاً،انتى لسه فاكره تسألى؟!

+



شملها بنظره وهو يسأل نفسه هل هو معتوه ام مجنون،لما يشعر بشفقه عليها .

+



سألها مجدداً بخفوت:انتى ازاى أخت غنوة بصراحة مش مصدقك.

+



رددت سريعاً تقول بأمانه وهى تضع يدها على صدرها: لأ والله أنا اختها "نغم"..بس من الام ،ماما خلفتنى بعد ما سابت بابا نغم واتجوزت . 

+



رفع حاجبه عاليا ما هذه المفاجأة الكبرى.

+



كانت تنظر حولها بارتباك واضح وهو عينه عليها لا تتزحزح

+



بالفعل بينها وبين غنوه شئ مشترك رغم اختلاف الملامح بين واحده مصريه شرقيه جدااا جدااا وأخرى اجنبيه  الملامح صرف.

+



ربما ... أنها هى..العينان العميقتان الآسرتان.

+



نظر حوله يدرك عيون الكل تحملق بها ليحمحم قائلا بخشونة:طيب تعالى جوا السوبر ماركت اشربى حاجه واقعدى ريحى على ما تيجى.

+



        
          

                
وهل سترفض... بالطبع وافقت،تنظر على عرض ضهره المديد تردد بانبهار وحالمية:واااوو..فرعوني المثير....

12



_________سوما العربي___________

+



من مطار القاهرة على نفس الرحله القادمة من برلين كان هنالك رجل عريض المنكبين بوجه مفلطح ،قاسى العينين، غليظ الشفتين،ذو رأس اصلح لامعه وجسد اسطورى مهيب.

19



خرج من الطائره يتقدم وهو يحمل بيده حقيبه كرتونيه لماركة عالميه ،يتقدم الى صالة الوصول ينظر هنا وهناك يبحث عن صديقه الذى ينتظره كما أخبره.

+



عينه تبحث عنه يمينا ويسارا يسأل أين ذلك الغبى ...

+



صدح صوت عالى خلفه ينادى:هاروووون.

+



استدار سريعاً ينظر حيث مصدر الصوت يجد صديق الطفوله يقف خلفه وعينه لا تهتم له إنما هى كالعاده تتطلع لاجساد الفتايات الرائعات من جنسيات مختلفه هنا.

+



تقدم هارون يقذف الحقيبته التى يحملها بوجهها ليلتقطها الآخر وهو ينهره بمقط:انت واقف تستنانى ولا حاى تشقط يا و**.
زم صديقه شفتيه يقول بضيق:مانت واقف اهو فى إيه سبنى أمارس هوايتي..واملى عينى من الجمال يا اخى.

+



وقف هارون ينظر حوله يمينا ويسارا يقلب عينيه فى الماره ثم هز كتفيه وقال:ما لو فى حتة عدله كنت هوافقك ،لكن كل الى هنا عادى،شوفناه قبل كده.

+



هز صديقه رأسه بعدما دس كفيه فى جيوب بنطاله وقال:عندك حق...يالا بينا على العربيه.

+



تقدما كل منهما خارج صالة الوصول واستقلا السياره فى إتجاه بيته.

+



كان يضع نظارته السوداء على عينه يحجب عنها الشمس ينظر للطريق وهو شارد يضع سبابته على شفتيه .

+



ليقطع صديقه الصمت مرددا:جبت طقم الالماس الى طلبته "لمى"من برلين؟

+



اخذ هاورن نفس عميق وردد بهدوء: اه...اكدت حجز الفندق للناس؟

+



زفر الآخر بضيق ثم ردد:اه ياسيدى مع إن المفروض الخطوبه على العروسه انا ذنب اهلى ايه اتمرمط معاك .

+



ابتسم هارون يضربه على رأسه مرددا: عشان صاحبى ياض ..مش هتقف معايا يوم خطوبتى ولا إيه ،وانت عارف لمى مخها كله حسابات واجتماعات مش فاضيه للتفاهات دى يا ماجد.

+



نظر له ماجد نظره جانبيه ثم قال بعدم رضا: ماشاء الله ما جمع الا ماوفق،احلى حاجه فى جوازتك دى إنها ظاهره صحيه جدااا،انتو الاتنين اغتت من بعض .

+



رمقه هارون بأعين مغتاظه لكنه لم يهتم وأكمل بصراخ:بس عايز الفت انتباه معاليك إن فى حاجه إسمها weeding planer(منظم حفلات زفاف)،اخدوا مبلغ وقدره عشان ينظموا الزفت خطوبتك والمفروض يعنى أنهم يهتموا بكل حاجه ،بس ازاى ، ما لازم تسحلنى مع أهلك ولا كأنى عبد  اشتريته.

1



        
          

                
كان هارون مازال على وضعه مسترخى وهو متكئ فى جلسته يعض جانب فمه وهم ليجيب عليه ساخراً كعادته لكن صوت إطلاق نار من نافذة سياره تحاول اللحاق بهم ومحاصرتهم على جانب الطريق جعله ينتفض منتبها.

+



اشتعلت عيناه بغضب ومد يده سريعاً يفتح جارور احد ادراج السياره، بينما ماجد تأهب بشراسه يحاول المراغه بالسيارة.

+



يديه مطبقه على المقود يديره يميناً و يساراً جاعلا السيارة تنحرف هنا وهنا  تتفادى احتكاك تلك التي تتعمد الاصطدام بها.

+



بينما هارون حاول تولى امر إطلاق النيران.

+



يهاجم بشراسه وعينه كلها غل،يخرج رأسه وبذراعه من النافذه ،النظاره السوداء على عينه يصوب بمهاره وتأنى يحاول التحكم بأعصابه قدرما يقدر حتى يستطيع الثبات ولا يحركه الغضب الجاشم فى صدره فيفقده تركيزه ويضيع هو بطلقه رخيصه .

+



استمر ماجد فى المراوغه ينحرف يمينا،ثم يلتف من حول الحواجز الخرسانية سريعاً يتبع الطريق المعاكس  وكان لسير السيارات باتجاه معاكس لاتجاه سيارته أثر فى تفادى اقتراب السيارة الأخرى.

+



لكن إطلاق والنيران مازال مستمر ،بل يشتد ضراوه.

+



هارون يحاول الثبات لكن هذه المره قد اختاروا شخص ماهر فى إطلاق النار.

+



مع احتدام الموقف صرخ هارون بماجد:زوغ منه ،زوغ منه .

+



صك ماجد أسنانه يضرب مقود السيارة امامه بغل وعجز: الطريق زحمه مافيش اماكن إحنا ماشيين عكسى.

+



لم ترحمه السيارة التي خلفه ،انما كانت سرعتها تزداد تضرب جوانب السيارات وتقلب أحدهم لتسير هى باقصى سرعه تصل لهدفها حيث "هارون الصواف"

+



بحركه ماهره من ماجد امسك ذراع السياره أوقفها  ولف طاره القيادة بحركه دائريه مع لف ذراع السياره مره أخرى.

+



فالتفت على أسرها السياره بمنتصف الطريق واعتدلت لتصبح مع اتجاه سير السيارة بهذه الحاره وعكس السياره المهاجمه بعدما شل حركتها وصدمت بسياره اخرى اوقفت الطريق.

+



ليشق ماجد سيره مبتعدا وأثر أخير لإطلاق النار من السيارة المقلوبه ربما اخترق قلب هارون بطلقه طائشه اخيره.

+



بعد ربع ساعه كان ماجد قد هدأ يحاول التقاط أنفاسه ويقف بهارون امام مستشفى استثمارى فخم .

+



نظر هارون للمشفى وقلب عينه بملل يقول:جرى إيه مانا سليم قدامك اهو.

+



لم يعير ماجد حديثه إهتمام وقال : أخلص يالا.

+



خرج هارون دون جدال وذهب بكشف سريع يقف أمام الدكتور الذي سأل مستفسرا:خير ،بتشتكى من إيه،شايفك ماشاء الله شباب وصحه أهو،جاى لرسم القلب ليه؟!

+



اغمض هارون عينيه بتعب ثم قال:ده إجراء بحب اعمله كل فتره .

+



اكمل ماجد الحديث يخبر الطبيب: باختصار حضرتك هو من خمس سنين عمل حادثه وكان محتاج نقل قلب ،وكل فتره بيكون....

14



        
          

                
قاطعه الطبيب متفهما ثم ردد:مفهوم مفهوم،طبعا صح جدا لازم تعمل فحص دورى كل فتره.

+



أشار له على جهاز موصل به أسلاك بنهايتها حلقات جلديه مستديره بعدما نادى على احد الممرضات لمساعدته وقال:اتفضل معايا.

+



________سوما العربى___________

+



كانت تجلس أمام صديقتها فى ذلك التجمع التجارى الفخم الأضخم والأحدث بالقاهرة.

+



نظرت للهاتف تأخذ نفس عميق مستاء ثم وقفت لافته انتباه هنا التى قالت:رايحه فين؟

+



ابتسمت مردده: هو إحنا جايين عشان نقعد،قومى نلف شويه.

+



زفرت هنا بتعب: لا انا هشرب حاجه سخنه بطنى بتمغص عليا.

+



غنوة: خلاص فى محل كان فيه فستان عجبنى هروح اقيسه.

+



اماءت لها هنا بتعب:تمام.

+



سارت مبتعده بخطى واثقة،حتى توقفت بالطابق الأرضي وقادتها قدماها حيث سياره حمراء صغيره جدآ من موديلات الستينات.

+



اغرورقت عيناها واختنقت بالدموع وهى تتذكر حلم والدها البسيط بأربع عجلات وسقف مغلق ،يتنقل بها لكل مكان ينزه ابنته الوحيدة بعيدا عن زحام المواصلات وتحرش أشباه الرجال ،لكنها كانت حلم صعب المنال عليه فى ظل الفقر المدقع،فمرتبه البيسط لم يكن يكفى مصاريف الدراسة والطعام والشراب ،هو حتى احيانا كثيره كان يستطيع المرواغه والاحتيال عليها يخبرها أنه اشترى كل دواءه  بينما فى الحقيقة هو لم يفعل تكتشف ذلك بنفسها وهى تعطيه الدواء فى ميعاده .

+



حتى مره من المرات امتنعت عن الذهاب لتلك الجامعه التى يوفر لأجلها مال علاجه ربما يتعلم الدرس وبالفعل تعلم.

+



هل كان والدها؟! أم أبنها او أخيها؟

+



لا تعلم...كل ماتعلمه أن الزمن توقف منذ وفاته تتذكر ذلك اليوم جيداً...وقد عادت بخطى متثاقله من دفنه.

+



تنظر للحى من حولها مستغربه،مصدومه،لقد دٌفن والدها للتو،لقد مات.

+



كيف اشرقت الشمس من المشرق فى الصباح عادى...

+



كيف أتت الرياح تهز أوراق الشجر ككل يوم... عادى

+



كيف يخرج الناس من يذهب لعمله ومن تذهب وعادى.

+



كيف وقف العم جمعه ييبع شطائر الفلافل على عربته والناس تقف وتأكل عادى...

+



كيف جلست السيده عديله تبيع خضارها على الاقفاص ككل صباح عادى.

+



كيف دار الزمن ...كيف تسير الحياه.. يجب ان تقف فقد توفى شخص ..بل أعظم شخص.

+



بكت بحرقه وجسدها كله يهتز.

+



آاه يا أبى منذ ذلك اليوم المشؤم أحارب كابوس غيابك كل ليله حتى اسقط فى النوم من شدة التعب.

+



كان يصف سيارته فى مرأب المول التجاري بغضب.. أكبر متعهد حفلات وللأن ألف خطأ وخطأ .

+



حتى بذلته تم تبديل اللون والمقاس وكان لابد من حضوره الآن.

+



صف سيارته وترجل يسير بخطى ثابتة واثقه ليتوقف وقد تجعد مابين حاجبيه عندما وصل لأذنه صوت بكاء عالى بعد الشئ.

1



قاده الفضول كى يسير خلف الصوت لتتسع عيناه وهو يجد فتاه تجلس خلف إحدى السيارات تقترش الارض بفستانها الانيق هذا،جسدها ينتفض وهى تحنى رأسها راضا تخفى عنه ملامحها.

+



اقترب أكثر ليرى ما بها محمحماً:احمم.. يا آنسه...انتى فيكى حاجه؟!

+



حاول مد يده كى يلكزها او يساندها ربما لم تنتبه لوقوف شخص معها حتى الآن.

+



لكنها رفعت وجهها له ليصدم وهو لم ينظر سوى لعيناها الجريئه الحمراء...هى اول ما خطفته ولفتت انتباهه.... عيون عسليه جميله وجريئة لفتاه ذات جمال ناعم ،حتى فستانها البسيط ناعم مثلها.

+



وجنتيها حمروان ويداها ترتعش..تنظر له ولعيناها سحر خاص ولعنه ربما اصابته فى الصميم....




الثاني من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close