رواية شط بحر الهوي الفصل الخامس عشر 15 بقلم سوما العربي
صباح نفس اليوم
+
كانت تقف فى ميعادها على المضبوط،تهندم معطفها البمبى المصنوع من قماش الجوخ على بنطال من الجلد الأسود بحذاء اسود لامع تدخل نهاية بنطالها به،احكمت لف حجابها الاسود ولم تنسى الشئ الأساسى المميز بها.... كحل عينيها.
+
خرجت من غرفتها وذهبت لغرفة شقيقتها تفتح الباب بهدوء ،وكما توقعت وجدتها غارقه فى النوم الذي تتهرب فيه من أى شىء دوماً.
+
أغلقت الباب عليها ثانية ثم خرجت تتناول حقيبة يدها تهم كى تفتح باب الشقه كى تغادر لعملها .
+
لكنها توقفت مستغربه وهى ترى اشجان تقف امامها مرتديه عباءه سوداء وبيدها حقيبة سفر صغيره.
+
زوت مابين حاجبيها تسأل: إيه ده؟!انتى مسافره؟
+
زمت شفتيها بيأس تقول: حصلت حالة وفاه عند أهل امى فى الصعيد ولازم اروح.
+
فتحت غنوة شفتيها بصدمه تردد:ياااه الصعيد،ده بعيد أوى.
+
رددت أشجان بقله حيله:هعمل ايه بقا ظروف،المهم تخلى بالك من نفسك لحد ما ارجع ،فاهمه.
+
هزت غنوة رأسها تردد: ماشى،هاجى معاكى اوصلك.
+
رفضت أشجان بحزم تقول: لأ روحى انتى على شغلك عشان ما تتأخريش وأنا هتكل على الله محطة مصر قريبه.
+
غنوة باعتراض:بس...
+
قاطعتها أشجان بإصرار: مابسش،يالا ربنا معاكى.
+
بالفعل خرجت كل منهما اتجهت أشجان لمحطة القطار بينما غنوة اتجهت اولا لذلك المكان الذي كانت تعمل به فيروز تسأل عن اى معلومه عنها،وهل أتت ؟
+
لكن احبطتت كل محاولاتها،فقد اخبروها أنها منذ فتره لم تأتى ولا أحد لديه اى معلومه عنها.
+
وهى تعلم،فيروز ليست تلك الشخصيه التى تنخرط مع الجميع وتكون صداقات قويه،دائما وطوال كل السنوات التى عرفتها بها كانت القريبه البعيدة.
+
كانت قريبه فهى موجوده فى حياتها بشكل كبير كل فتره يتقابلان تجلس كل منهما تخبر الأخرى انها حزينه وان الحياة ليست عادله بما يكفى.
+
عندما تشعر بانقباض فى صدرها كانت هى اول من تفكر فيها للحديث معها والعكس.
+
لكنها البعيدة ايضا فهى لم تكن تحكى عنها الكثير فقط أطراف المواضيع..مثل تعب والدتها ثم والدها واعجابها بشاب إسمه عمر.
+
كانت غنوة دائما تراها هكذا وعلى ما يبدو انه ألان.. الآن فقط شعرت انها لا تفرق كثيرا عن فيروز.
+
هى أيضا بالنسبه للجميع القريبه البعيدة حتى شقيقتها التى ظهرت لها من الاشئ،هى كذلك معها تجلس وتحكى تقص هوامش المواضيع بينما نغم عفويه وما بقلبه تقوله سريعاً.
+
زمت شفتيها بيأس وعجز كيف تتصرف ،ومن هذان الرجلان اللذان اتيا واخذوها معهم،وكيف يقولان انهما والدها وشقيقها وقد مات العم شعبان كما قال ذلك الرجل.
+
بالتأكيد فيروز الأن فى ورطة كبيرة وتحتاج لمساعدة ،ربما كانت مخطوفه او تم الأتجار بها.
+
تدعو وتبتهل إلا يكن حدثها صحيح ،نظرت فى ساعة يدها وجدت أن الوقت تأخر كثيراً .
+
يجب ان تذهب لعملها ،ويجب عليها التفكير أيضا كيف ومن سيوصلها لتلك المسكينه فيروز.
+
وصلت لعملها تترجل من سيارة الأجرة تخرج النقود من حقيبتها تعطيها للسائق ثم تسير عدة خطوات وهى تحاول غلق حقيبة يدها لا ترى امامها ولم تلاحظ أحد.
+
شهقت وهى تجد يد تقبض على يدها تسحبها دون سلام او كلام .
+
بالطبع عرفته،تعرفه من بين ألف رجل.
+
ظل يقودها دون التفوه بحرف يتجه ناحية سيارته يفتح لها الباب يطلب بأمر دون التحدث ان تصعد.
+
لم تجادل خصوصا بحالته تلك مع احمرار عينيه،هل شعرت بالقلق عليه؟
+
حالته كانت مذريه لدرجه كبيره ،ملابسه ليست بتلك الهندمه والترتيب الذان تعودت على أن تراه بهما.
+
استدار حول السياره يصعد هو الآخر بمكانه خلف عجلة القيادة يبدو كمن خرج من حرب طاحنه للتو.
+
وتحدث بطريقه فيها من الثبات والحزم ما يكفي: إحنا هنتجوز النهاردة.
+
اتسعت عيناها الجميله وفتحت فما ،ماذا يقول هو،على مايبدو انه فقط يخبرها.
+
رمشت بعينها تحاول فقط الاستيعاب،وهو ينظر لها بترقب ينتظر اى شئ إلا الرفض.
+
هزت رأسها باستنكار تردد بجنون: أنت بتقول ايه؟
+
بدأ غضب طفيف ينمو داخله وهو يسألها مستنكراً جداً: إيه؟!مش موافقه ولا ايه؟
+
اخذت نفس عميق ثم قالت: هارون ماينفعش كده ،احنا مش عيال صغيره ،الجواز ده حاجه كبيره اوى وانا لسه عارفاك ماكملتش اسبوعين،ازاى اتجوزك بس،ده غير انك راجل خاطب ،مش متخيله الى انت بتقولو بجد.
+
اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم ينظر لها يستجديها قائلا:غنوة أنا بجد محتاجك في حياتى اوى،قولتلك قبل كده أنا من وقت ما شوفتك وأنا مش بلاقى الراحه إلا وانتى معايا ،انا محتاج اقرب منك بطريقة اكبر ،نفسى انام فى حضنك واحكيلك على كل الى بيحصل معايا،انا متدمر من كل ناحيه.
+
مد يده يتناول كف يدها وبعيون لامعه لرجل يقسم ألا يرى اى شخص ضعفه قال: أنتى الشخص الوحيد الى بيطيب روحى،انا فى صراع مع شخص أنا نفسى مش عارفه ولا عارف بيعمل كده ليه؟
+
سحبت يدها من يده تزم شفتيها بتوتر ،زوى مابين حاجبيه وهو يرى تلبكها متأكد من كونها تريد قول شيء وتمنعه بالقوه فسأل:فى ايه يا غنوة؟
+
السادس عشر من هنا