رواية شخير مراتي الفصل الثالث
آيات
مرات الأب يتوعد إيناس أنها هتتصرف وتخلي جوزها هو اللي ياخدها معاه البيت..
إيناس بتطلب من أبوها الفلوس..
_ بابا .. هات الألف جنيه بتاعتي، علشان لو سبقت هاني ع العيادة هضطر أدفع أنا الكشف
_ جوزك جاي لك .. عيب تطلبي من أبوكي فلوس خدها منك
_ بس يا بابا انت خدتهم علشان مصاريفي هنا، وانا هرجع الييت، ومش هقدر أطلب من هاني فلوس
_ لا يا اختي اطلبي، جوزك مرتبه كبير ومش هيتأثر بالمبلغ التافه ده
(مرتضى بيدخل الأوضة بمنتهى اللامبالاة، ولا كأنه بيورط بنته اللي حياتها الزوجية على كف عفاريت)
إيناس بتدمع، حست بالوحدة..
في كل أزمة بتحصل لها بتندب حظها، وتفتكر أنها يتيمة الأم، وملهاش أخ شقيق أكبر منها يحتويها، وفوق كل ده أبوها انسان جشع، دايما عايز فلوس، ومش بيهتم ببنته ومشاكلها مع جوزها..
كل اللي يهمه انها ترجع لجوزها علشان معندوش دماغ ليها، ولا عنده وقت يصرف عليها، ولا حتى عايزها تقسم معاه اللقمة في بيته..
احساس بالقهرة بيسيطر عليها..
خصوصا لما يكون سبب الوجع جوزها ... هاني .. الوحيد اللي كان بيحبها علشان هي تتحب..
بيحبها لشخصها وروحها..
وكان بيحس بسعادة الدنيا لما يشوفها راضية..
ولو كانت متضايقة ولا مكتئبة، كان يعمل المستحيل علشان يساعدها تغير جو..
بس خسارة ..
الحظ التعيس دايما بيطاردها، ومش عارفة ماله الفترة الأخيرة دي، متغير، ومش بيحب قعدة البيت..
دايما يرجع من برة منشكح ومبسوط..
وبمجرد ما يدخل البيت، يكشر وحالته النفسية تسوء، ويبقى مش طابق نفسه..
(آيات مرات أبوها بتحضنها، وتطبطب عليها)
_ ولا تشيلي هم يا بنتي، أنا هروح معاكي العيادة، ولا مش هسيبك خالص لحد ما جوزك ييجي
_ انت متأكدة أن هاني جاي يا طنط
_ سيبي الموضوع ده عليا يا إيناس، أنا عارفة نفسي هعمل ايه
_ يا حبيبتي يا طنط آيات .. ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك أبدا يارب
إيناس بتطلب من أبوها الفلوس..
_ بابا .. هات الألف جنيه بتاعتي، علشان لو سبقت هاني ع العيادة هضطر أدفع أنا الكشف
_ جوزك جاي لك .. عيب تطلبي من أبوكي فلوس خدها منك
_ بس يا بابا انت خدتهم علشان مصاريفي هنا، وانا هرجع الييت، ومش هقدر أطلب من هاني فلوس
_ لا يا اختي اطلبي، جوزك مرتبه كبير ومش هيتأثر بالمبلغ التافه ده
(مرتضى بيدخل الأوضة بمنتهى اللامبالاة، ولا كأنه بيورط بنته اللي حياتها الزوجية على كف عفاريت)
إيناس بتدمع، حست بالوحدة..
في كل أزمة بتحصل لها بتندب حظها، وتفتكر أنها يتيمة الأم، وملهاش أخ شقيق أكبر منها يحتويها، وفوق كل ده أبوها انسان جشع، دايما عايز فلوس، ومش بيهتم ببنته ومشاكلها مع جوزها..
كل اللي يهمه انها ترجع لجوزها علشان معندوش دماغ ليها، ولا عنده وقت يصرف عليها، ولا حتى عايزها تقسم معاه اللقمة في بيته..
احساس بالقهرة بيسيطر عليها..
خصوصا لما يكون سبب الوجع جوزها ... هاني .. الوحيد اللي كان بيحبها علشان هي تتحب..
بيحبها لشخصها وروحها..
وكان بيحس بسعادة الدنيا لما يشوفها راضية..
ولو كانت متضايقة ولا مكتئبة، كان يعمل المستحيل علشان يساعدها تغير جو..
بس خسارة ..
الحظ التعيس دايما بيطاردها، ومش عارفة ماله الفترة الأخيرة دي، متغير، ومش بيحب قعدة البيت..
دايما يرجع من برة منشكح ومبسوط..
وبمجرد ما يدخل البيت، يكشر وحالته النفسية تسوء، ويبقى مش طابق نفسه..
(آيات مرات أبوها بتحضنها، وتطبطب عليها)
_ ولا تشيلي هم يا بنتي، أنا هروح معاكي العيادة، ولا مش هسيبك خالص لحد ما جوزك ييجي
_ انت متأكدة أن هاني جاي يا طنط
_ سيبي الموضوع ده عليا يا إيناس، أنا عارفة نفسي هعمل ايه
_ يا حبيبتي يا طنط آيات .. ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك أبدا يارب
،(إيناس بتجري على آيات وتحضنها، وبعد كده بتاخد حباية المهدئ وبتدخل تنام)
................................................
هاني عايش حياته عادي، وحاسس براحة كبيرة أن مراته زعلت وراحت عند أبوها، علشان يرتاح منها، ويقدر بالتدريج يوصل معاها للطلاق..
بيصحى الصبح، جعان خالص، ومفيش فطار جاهز زي ما اتعود يلاقيه كل يوم..
بيفتح التلاجة، مفيش كمان فطار مش جاهز .. و دي كانت صدمة بالنسبة له
_ أووووف .. أصبحنا وأصبح الملك لله ... ايه الاصتباحة دي
(ساب المطبخ وخرج، أخد شاور وراح أوضته يلبس علشان يلبس وينزل..
وكانت المفاجأة إن الهدوم كلها متكرمشة، ومفيش طقم مكوي ينفع يلبسه على طول وينزل كالعادة..
_ يبدو انها اصتباحة منيلة رسمي، لا افطار، ولا هدوم مكوية..
(حاول يكوي الهدوم بنفسه، ولكن المحاولة باءت بالفشل، واضطر يلبس أي كلام، ويؤجل الفطار للشغل)
خرج من شقته وقفل الباب وراه، واتفاجئ إنه نسي كل المفاتيح جوة الشقة..
مفاتيح الشقة نفسها، ومفاتيح مكتبه في الشغل، ومفاتيح العربية..
كل يوم ينساهم، وإيناس تفكره بيهم قبل ما ينزل..
(هاني اتضايق، افتكر المفاتيح بعد ما قفل باب الشقة، وخبط دماغه، وضرب باب الشقة بالبوكس، وكان في قمة الانفعال)
_ أووووف .. أووووف .. غياب إيناس يعمل كل المشاكل دي..
هاني بينزل بسرعة علشان يلحق شغله، وبياخد تاكسي، وهو في قمة التوتر وعدم الاتزان..
.............................................
وصل المكتب وكانت حالته النفسية مش كويسة خالص، ومضطر إن يطلع شغل خارجي علشان مفاتيح المكتب مش معاه، مع أن وجوده ضروري في ظل غياب المدير ..
طلب فطار دليفري، وقعد يفطر في بوفيه الشركة علشان مفيش حد يشوفه، وهدومه كانت مش مهندمة وحالته تصعب على أي حد ..
غادة راحت الشركة بدري زي ما طلب منها، واتفاجئت أن مكتبه مقفول، وسألت عنه، وعامل البوفيه قال لها إنه بيفطر جوة..
دخلت غادة عنده بسرعة، وشافت شكله هو بيفطر، وبالشكل المتكرمش ده، لدرجة أن وشها اترسم عليه ريأكشن تعجب
_ صباح الخير دكتور هاني
_ أهلا غادة .. تعالى افطري
_ ربنا يخليك يا دكتور
_ مالك مستغربة كده؟
_ لا أبدا .. بس شكل حضرتك خارج من خناقة
_ خناقة .. لا أبدا أنا مش متخانق مع حد
_ يجوز بردو .. بعد اذن حضرتك
(غادة خرجت من البوفيه وهي مستغربة من المنظر، وهاني حس نفسه بدأ ينزل من نظرها، وبدأ يفقد قيمته، وهو بيفطر في البوفيه وشكله عامل زي اللي مراته طردته)
رمى الأكل من إيده وهو متنرفذ ومتضايق، وطلب فنجان قهوة .. ونفسيته بتزداد سوء..
وهو سرحان بيفكر..
_ بئى غادة اللي زي القمر دي تشوفني بالشكل ده، تقول عني ايه دلوقتي؟
كنتي فين بس يا غادة قبل ما أحب واتجوز ... وبعد سنة ونص اتفاجئ أنها بتشخر .. متجوز جرار سكة حديد ... طول الليل طاااط طيط طوط لما وداني اتخرمت..
........................
تليفونه بيرن، كان أخوه شهاب، رد عليه، وهو مش في المود خالص..
شهاب لسة راجع من الامارات هو ومراته بعد غياب أكتر من سنة..
وبيتصل بيه من داخل فندق، وبيقول له إنه وصل القاهرة الصبح بدري، ونزل في فندق، لحد ما يبعت ناس تظبط له شقته المقفولة طول الفترة دي..
_ مش هينفع تنزل في فندق انت ومراتك يا شهاب، وانا شقتي موجودة .. أنا هعدي عليك آخدكم، وتقضوا اليومين دول معايا، لحد الشقة ما تجهز .. والعشا النهاردة عندي ..
(المكالمة خلصت .. وهاني هيتجنن .. مراته غضبانة عند أهله، وهو مضطر أنه يستضيف أخوه، مش هينفع يسببه في فندق هو ومراته .. ده راجع من سفر بعد غياب طويل)
_ أووف .. ايه النيلة اللي الواحد اتنيلها دي ع الصبح..
(آيات مرات أبو إيناس بترن عليه, علشان تنفذ خطتها)
_ ألو..
_ صباح الخير مدام آيات
_ صباح النور يا ابني .. عامل ايه
_ تمام .. ماشي الحال
_ اسمه ايه دكتور الأنف والحنجرة اللي عايز إيناس تكشف عنده للشخير؟
_ مش لما هي تقتنع الأول
_ للأسف يا ابني احنا اتأكدنا أنها بتشخر، وهي هتتجنن، وزعلانة من روحها أوي، ومكسوفة منك خالص، وعايزة اسم الدكتور
_ كارت الدكتور وعنوانه في شنطتها يا مدام آيات وأتمنى تروح له بجد
_ هتسبقنا على هناك ولا نسبقك؟
_ مش فاهم؟
_ مش المفروض تدخل مع مراتك عند الدكتور في كشف زي ده، خصوصا إنها محرجة، ولا هتسيبها لوحدها؟
_ اه طبعا طبعا .. ضروري هروح معاها..
_ ياريت تعدي عليها بالعربية، علشان شنطة هدومها، بدل ما تروح معاها عند الدكتور..
_ تمام تمام جاي لها حالا.
(هاني لقاها فرصة كويسة خالص إن إيناس ترجع البيت، علشان هي الوحيدة اللي هتقدر تستضيف أخوه شهاب ومراته والطفل اللي معاهم، وكمان يرجع يستقر بدل البهدلة دي)
هاني بينزل من الشغل بسرعة، بياخد تاكسي، ويروح لها بيت أهلها، واهو فرصة يجيب معاها مفاتيح الشقة)
....................................
مرتضى قاعد مع هاني في الصالة..
وآيات جوة مع إيناس بتوصيها على حياتها، وبينها وجوزها، وبتعلمها ازاي تحافظ عليها ..
هاني مخنوق من مرتضى، وعايز يغور من وشه بسرعة..
_ لكن قول لي يا دكتور هاني؟
_ نعم يا عم مرتضى
_ هو انت مرتبك وصل كام بعد الترقية الأخيرة
_ ماشي الحال يا عم مرتضى، كويس
_ أيوة يعني وصل كام
_ ستر ورضا وفضل من ربنا يا عم مرتضى
_ عارف عارف .. بس كام يعني
(هاني مخنوق .. ايه التطفل الغريب ده)
_ هي إيناس اتأخرت في اللبس ليه؟
_ براحتها، انت مستعجل ليه؟
_ علشان رايحين نكشف للدكتور ... قصدي تكشف للدكتور .. رايحين عند الدكتور
_ ومرتبك على كده يعمل عشرين ألف جنيه
(هاني قام من مكانه بسرعة)
_ اللهم لا حول ولا قوة الا بالله ... يا إيناااااااس ... إينااااااااس
(يناس خرجت بسرعة م الأوضة وماسكة شنطة في أيدها ... هاني خطف منها الشنطة، ومسك يدها بسرعة، وجري بيها برة)
_ اصبر يا هاني في ايه؟
_ التاكسي اتسرق برة .. والسواق مات
_ تاكسي ايه وسواق ايه
_ التاكسي بتاع أبويا الله يرحمه ... تنجزي يلا أنجزي
(إيناس بتجري معاه، وهي مش فاهمة حاجة، وهو بيلخبط بأي كلام، مش عارف يقول لها إنه خايف لاحسن أبوها يحسده، يقصف عمره)
..............................
هاني وإيناس رجعوا شقتهم في تاكسي، وحدد موعد مستعجل مع الدكتور، علشان ترجع تجهز عشا للضيوف، وتحضر لهم أوضهم..
_ أنا آسف يا إيناس ع اللي حصل
_ على ايه ولا ايه؟
_ على كله
_ ياااه .. بالسهولة دي؟ تعايرني بالشخير وتضربني بالقلم، وتسيبني أمشي عادي، وبكل سهوله تقول آسف
_ ميبقاش قلبك أسود ..
_ اه فعلا أنا قلبي أسود .. مش من حقي أزعل .. هو انت عملت ايه غير إنك أهنت كرامتي .. و دي حاجة عادية
_ خلاص يا إيناس أرجوكي..
_ هو أنا كرامتي رخيصة يا هاني؟
_ لا طبعا .. كرامتك من كرامتي
_ ما انت أهنت كرامتي عادي
_ ما انا قلت لك آسف
_ اه صح .. معلش أصلي نسيت .. حقك عليا .. مكنتش عارف إن كلمة اسف تمسح كل الإهانات دي
(إيناس بتدمع)
هاني بيبص لها وهو متأسي..
_ حقك عليا يا إيناس .. أوعدك إني مش هكررها تاني
_ وان كررتها تالت ورابع هيجرى ايه؟ ما انت عارف اني مكسورة، وبرجع لك غصب عني، علشان مفيش بديل
(هاني حس بالشفقة ناحيتها)
_ ولا عمرك تنكسري طول ما انا عايش يا إيناس ... كفاية وحياتك .. علشان نروح للدكتور، وبعدها نركز مع الضيوف
_ ضيوف؟
(إيناس اتفاجئت أن عندها ضيوف، ونفسها انكسرت أكتر وأكتر لما حست أنه صالحها بسرعة علشان الضيوف
..............................
راحوا للدكتور، واتفاجئوا أن معندهاش مشاكل في الجيوب الأنفية، ومش هي سبب الشخير، وكتب لهم نقط تمشي عليها تجربها..
وان منفعتش النقط، هيضطروا يروحوا لمتخصص في الجهاز التنفسي، يمكن يكون عندها ضيق في القصبة الهوائية..
هاني كان بيتمنى أن النقط دي تعمل حاجة وتبطل شخير .. ع الأقل اليومين دول، علشان الاحراج قدام الضيوف..
.........................
الليل وصل، والضيوف اتعشوا، وكانت إيناس مرهقة جدا من تجهيز مكان للضيوف، وتجهيز عشا كبير..
وكانت حالتها النفسية مدمرة، بسبب شعورها ان هاني صالحها علشان تجهز كل ده، وتنقذه من ورطته
ونفسيتهاا تعبانة من الموقف اللي اتحطت فيه عند الدكتور وهي بتطلب علاج للشخير
و ده اللي خلاها تاخد حبوب مهدئة بعد العشا على طول..
هاني وشهاب نزلوا بعد العشا بساعة، علشان يفتحوا شقة شهاب، ويتفقوا مع الناس اللي هتروح تظبطها..
واضطرت إيناس تقعد مع نجوى مرات شهاب قدام التليفزيون، ينتظروهم لحد ما يرجعوا..
إيناس واحدة أقراص مهدئة..
جسمها بدأت يميل مكانها
حطت راسها..
راحت في النوم..
ونجوى قاعدة ع الكرسي اللي قصادها..
وبدأ إيناس تشخر بالتدريج البطئ..
_ اخخخخ .. خووو .. خخخخخخ